رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الرابع والعشرون بقلم رحمه نبيل
ببساطة احبائي دي مش اول مرة نمتحن ولا اول مرة ننضغط عشان كده بكل بساطة اهدوا وركزوا، ربنا مقدر لكل شخص هيكون ايه، وكل شخص مكتوب عليه هيكون فيه، كل ما علينا هو أننا نأخذ بالاسباب ونعافر ونعمل كل اللي علينا، ونترك الباقي في يد المولى عز وجل، بلاش تضغط على نفسيتك بسبب الامتحانات ولا تزعل بسببها ولا توقف حياتك كلها لبعد الامتحان، عيش حياتك عادي واعتبر الامتحانات دي فترة من حياتك، مش كل حياتك .
أنا بقول الكلام ده لاني بلاحظ كمية توتر على الفيس وبوستات كتير عن الحوار ده...فتوكلوا على الله، احلامكم مش بعيدة عن ربنا ( حاشا لله )، لكنه يختار لك الافضل، والله يعلم وانتم لا تعلمون 🖤
ربنا يوفقنا جميعًا احبائي، واعلموا أيًا كانت النتيجة فأنت اللي هتخلي ليها قيمة وفرحة بثقتك بنفسك وبثقتك بالله اولًا ...
قراءة ممتعة
________________________
كان الصمت يعم المكان، لكن النظرات المتبادلة بين الأعين تتحدث بالكثير والكثير ...
ضم مارتن جولي بقوة وهو يشعر بتململها بين يديه تحاول الفكاك منه لتنقض على القبيح _ كما تناديه منذ رأته _، لكن يد مارتن حالت ما دون ذلك وهو يضغط على كتفها بقوة بعض الشيء ثم تحدث بهدوء :
" ثم ؟؟؟؟؟؟"
كلمة واحدة عقب بها على حديث انطونيو والذي اتهمه فيه بأنه من هرب جولي، راقب مارتن بسمة انطونيو التي اتسعت بعض الشيء وهو ينظر لجولي نظرات جعلت جسد مارتن يتحفز و بقوة :
" لم تخبرني أنك تفضل كبار السن....كان يمكنك أن تقع في غرام سيلين عوضًا عن تلك العجوز المزعجة، اعتقد أن سيلين افضل منها بكثير "
شهقت جولي بصدمة من حديثه و هي تستدير لمارتن فجأة تسأله أغبى سؤال قد يصدر منها في موقف مشابه :
" من تلك سيلين ؟؟؟؟ هل تخدعني مارتن ؟؟؟"
تشنج مارتن بعدم تصديق لحديثها، لتصدر فجأة قهقهة عالية من فم انطونيو وهو يعقب على حديثها :
" انظر هذه من خاطرت بنفسك لأجل تهريبها من المنزل ؟؟؟ حقًا يا مارتن ؟؟؟ لا ادري كيف وقعت في حبها تلك المتوحشة العجوز "
استدار مارتن بعنف لانطونيو ثم قال بقوة لا تقبل الجدال :
" راقب حديثك انطونيو، أنا لا اقبل أن تتحدث عنها بسوء، ثم أنني اعرفها قبل حتى أن تختطفها "
رفع انطونيو حاجبه وهو يقول بسخرية :
" حقًا ؟؟؟؟؟؟ لهذا قمت بخيانتي وهربتها ؟؟؟؟"
" خيانتك ؟؟؟؟ هل تستوعب الكلمة التي قلتها للتو انطونيو ؟؟؟"
هكذا أردف جاكيري بصدمة وهو يستمع لحديث أخيه الذي لم يبدو أنه يهتم لما يقول بقدر اهتمامه أن مارتن خالف أوامره ....
نظر انطونيو لجاكيري وهو يقول بقوة :
" نعم جاكيري خيانتي، لقد تجرأ وهربها رغم أنني أمرت بسجنها "
" أنها حبيبتي بحق الله ألا تفهم ؟؟؟؟"
هكذا صاح مارتن بقوة وصوت عالي كاد يصم الاذان ثم اتبع حديثه مشيرًا له بتحذير :
" نعم هربتها، ولولا أنني لم ارد في ذلك الوقت أن يعلم أحد بشأن مشاعري تجاه جولي، لكنت اتيت وواجهتك انطونيو فأنا لا اخافك، وصمتي امامك احترامًا، ضع هذا في رأسك "
ابتسم انطونيو بسمة جانبية باردة وهو يتحرك صوب مارتن الذي أخفى جولي خلفه وهو ينظر بشر له يدعوه لأن يتجرأ ويقترب منها ...
توقف انطونيو أمام مارتن ثواني ثم و دون أي مقدمات كانت يده تصطدم في وجه مارتن في لكمة عنيفة تبعها بصرخة مخيفة :
" هذه لانك ظننت للحظة واحدة أنني قد أقدم على أذية فتاة تحبها لو أنك اتيت و اخبرتني الأمر لحررتها بكل بساطة، وايضًا لانك ظننت بكل غباء أنني لم اعلم من الذي هربها "
رفع مارتن عينه بصدمة لانطونيو ليجد بسمة ترتسم على فمه بكل خبث تبعها كلمة انطونيو :
" لقد رأيتها اثناء الهرب وبالصدفة وجدتك تقف وتراقبها من نافذة غرفتك ببسمة بلهاء "
ابتسم مارتن بسمة جانبية ثم قال وهو يهز كتفه :
" حسنًا أنا استطيع التحكم في الأجهزة وليس البشر، في المرة القادمة سأتأكد من أن لا أحد يراني "
صمت قليلًا ثم أكمل بجدية :
" انطونيو أنت ابن عمي الأكبر وفي مكانة القائد وانا احترمك كثيرًا صدقني، لكن ....الأمر أنني اردت فعل هذا منذ وقت طويل "
أنهى كلماته وهو يلكم انطونيو بعنف ينافس عنف لكمته السابقة ثم تبعها بصوت مغتاظ غاضب :
" هذا لأنك لمستها واذيتها "
___________________________________
" لا لم يخبرني جدك ماذا يريد منا، هو فقط اخبرني أن نلحق به جميعًا بمجرد عودتهم "
هكذا أردف جايك ردًا على سؤال ماركوس الذي تعجب حديثه ...
نظر جايك لباب القصر وهو يقول بتعجب :
" لِمَ لم يعد أحد حتى الآن ؟؟؟؟"
صمت قليلًا ثم أضاف :
" هل تعتقد أن مايك و مارسيلو و جدوا سبيلًا للعودة في ذلك المكان ؟؟؟؟"
هز ماركوس رأسه بعدم اهتمام وهو يقول بملل :
" لا تقلق عليهم هم ليسوا بأطفالًا "
" امممم، لست قلقًا أخشى فقط أن يتأخروا في العودة وجدي يود أن نجتمع بأقصى سرعة "
هز ماركوس رأسه بتفهم :
" لا بأس.... انطونيو والباقين لم يعودوا أيضًا لذا لننتظر ونرى "
" أين ذهب ادم بالمناسبة "
أشار ماركوس برأسه أنه لا يعرف :
" جاءه اتصال هاتفي ليخرج فجأة دون قول شيء "
سمع الاثنين صوت ضربات معروفة تطرق الأرضية اسفلهم، تحركت اعينهما صوب الصوت يراقبون سيلين التي كانت تتحرك بخفة لا تناسب عمرها وهي تحمل حقيبة زهرية اللون وهناك بسمة واسعة ترتسم على وجهها .
ضيق جايك عينه وهو يهتف بتفكير :
" ماذا يحدث هنا؟؟؟؟ هل ما تراه عيناي صحيح ؟؟؟؟ سيلين تبتسم ؟؟"
هز ماركوس رأسه بنعم وهو يفغر فاهه ببلاهة شديدة يردف بصدمة :
" آخر مرة رأيتها تبتسم يوم أن وبخنا جدي بعنف قبل عشرة أعوام "
نظر الاثنان لبعضها البعض بشك ليهمس ماركوس وعينه ما زالت معلقة بسيلين التي تحركت صوب غرفتها دون حتى أن تكلف نفسها عناء الصراخ بهما او حتى التذمر كعادتها :
" هل تعتقد أنها تسببت في مشكلة لنا؟؟؟ أعني لا اظن أن هناك شيء قد يسعدها بقدر تدمير حياتنا "
رمقه جايك بنظره وكأنه يقول له ( أتظن ذلك ؟؟؟)
نهض ماركوس من مجلسه ولم يعد يحتمل ذلك الفضول الذي عصف به وهو يتجه بأقدام حذرة صوب عرين سيلين، توقف أمام الباب ليشعر بجايك وقد تبعه لهنا ..
نظر الاثنان للباب ثواني قبل أن يطرق ماركوس الباب بفضول قائلًا :
" سيلين ؟؟؟؟ "
لم يصل لهما إجابة منها مما جعل جايك يمد يده ممسكًا بمقبض الباب ثم فتحه بهدوء شديد ينظر في أنحاء الغرفة بينما اندفع ماركوس ليلتصق به وهو يمرر نظره باحثًا عن سيلين ...
" عجبًا...منذ ثواني فقط دخلت الغرفة أمام أعيننا، اين اختفت الان ؟؟؟"
هكذا همس ماركوس بحذر وهو يتوقف في منتصف الغرفة مع جايك، فجأة تفاجئ الجميع بصوت موسيقى تصدح في المكان من حيث لا يعلموا ...
استدار الاثنان حول أنفسهما باحثين عن مصدر الصوت، لكن فجأة توقفا بصدمة وهم يرمقا سيلين التي خرجت من باب جانبي صغير ترتدي ثياب وردية قصيرة وحذاء ابيض بشرائط وردية طويلة وتمسك في يديها شرائط وردية طويلة وهي تتحرك بخفة كفراشة ...
كان ماركوس يفتح فمه بصدمة جمدته في مكانه، بينما جايك لم يمهل نفسه ثواني وهو يركض خارج الغرفة تاركًا ماركوس خلفه يرمق سيلين التي كانت تستند بظهرها على الباب خلفها وهي تبتسم باغراء غامزة له، تراجع ماركوس للخلف وهو يهتف بخوف :
" جايك......"
وكأن جايك سمع نداءه حيث اندفع للغرفة وهو يمسك كراسة الرسم الخاصة به ويجلس على اول مقعد قابله يقول ببسمة واسعة :
" سأكون احمقًا إن فوت هذا ...."
___________________________
تحرك ادم في المطعم يبحث بعينه عن هايز التي اتضح أنها صاحبة الرقم الذي يتصل به منذ أيام ...
نظر ادم من خلف نظاراته يبحث عنها، لكن للعجب لم يبصرها في المكان كله، نظر في ساعته ليرى إن كان جاء مبكرًا ام ماذا ؟؟؟ لكن لم يكد يفعل حتى سمع صوت رنين هاتفه ...
أخرج ادم الهاتف من بنطاله وهو يرمق رقم هايز قبل أن يضعه على أذنه متحدثًا بهدوء :
" مرحبًا هايز ..."
" ادم ...هل وصلت للمطعم ؟؟؟"
هز ادم رأسه بنعم وهو يدور برأسه في المكان فقد كان المطعم يطل على بحيرة اصطناعية صغيرة وحوله العديد من الأشجار ليعطي المكان طابعًا هادئًا ...
" نعم، أين أنتِ ؟؟؟"
" أنا في المطعم "
" أين ؟؟؟؟ أنا لا أجدك "
سمع ادم صوت تنفسها السريع من الطرف الآخر وهي تقول بتردد كبير :
" أنا ...أنا في مرحاض المطعم "
شعر بالتعجب وهو يستمع لصوتها القلق المتوتر :
" إذًا ؟؟؟؟"
" ادم الحاج مساعدتك "
صمت ادم قليلًا ينتظر باقي حديثها، فهو حتى الآن لا يفهم ما يحدث معها،. و لِمَ تحدثه من المرحاض بدلًا من الخروج لمقابلته ؟؟؟
" لقد تلوثت ثيابي بالكامل ولا يمكنني الخروج من المرحاض، احتاج لأن تحضر لي ثياب بديلة ارجوك "
صدم ادم من حديثها ليتحرك بشكل آلي نحو ممر صغير يقبع في ركن المطعم خمن أنه خاص بالمراحيض وكذلك كان ...توقف في الممر وهو يرمق المرحاض الخاص بالنساء يقول بحزم :
" ما الذي حدث هايز ؟؟؟ وكيف تلوثت ثيابك ؟؟؟"
" لقد ...لقد سقط حساء علىّ بالخطأ "
ضحك ادم بعدم تصديق وهو يمسح وجهه :
" حقًا هايز ؟؟؟؟"
" نعم اقسم أنني لا امزح "
فكر ادم في رأسه في كم هي مغفلة؟؟؟ تلك الفتاة مغفلة كبيرة تقوده للجنون :
" وكيف تتوقعين مني أن احضر لكِ ثياب ؟؟؟ أنا لا امتلك اختًا حتى اذهب وأحضر لكِ ثياب منها، أو حتى اطلب مساعدتها "
" يمكنك شراء الملابس من المحل الذي يقبع في الجهة المقابلة للمطعم، اشتري لي اي شيء فقط احضر ثياب أخرى غير تلك المتسخة، فأنا لا اتحملها على جسدي ارجوك "
صرخ ادم في الهاتف بحنق كبير :
" تبًا لكِ هايز "
أنهى كلماته وهو يتحرك للخارج بغضب شديد يود لو تخرج أمامه حتى يفرغ لها غضبه ويقتلها ليرتاح باقي حياته من غبائها ...
تحرك ادم لخارج المطعم متجهًا صوب المحل الذي يواجهه كما أخبرته، دخل للمحل وهو يحاول التفكير في كيف سيشتري لها ثياب؟؟؟
بمجرد أن خطت قدم ادم المحل حتى علت صرخة غاضبة :
" ما الذي ........"
_______________________________
اقتربت رفقة من جاكيري وهي تهمس في أذنه :
" اخبرني جاكيري هل جميع أفراد عائلتك هكذا ؟؟؟"
نظر لها جاكيري بعدم فهم :
" هكذا كيف ؟؟؟"
" هكذا ....أعني خطيرين كمجرمين سابقين "
ابتسم جاكيري وهو يتحرك بعينه صوب الجميع ثم ببسمة صغيرة غبية :
" حسنًا هم ليسوا كمجرمين رفقة عزيزي، بل هم مجرمين بالفعل "
أنهى كلماته بغمزة ثم تحرك من جوارها بسرعة قبل أن يعطيها حتى فرصة الصدمة من حديثه متجهًا صوب مارتن وفي ثواني كان يلكمه وهو يقول ببسمة حانقة :
" هذا لأنك لم ترسل لي الفيديو يا حقير "
نظرت روبين لفبريانو بصدمة و هي تتحدث غير عابئة إن كان يفهمها أو لا :
" هو انتم مسمعتوش عن النقاش السلمي ؟؟؟؟ كل كلامكم بالضرب ؟؟؟؟ انتم هبل ؟؟؟"
" والله قولت كده ؟؟؟ من قبل ما اشوفهم وانا بقول العيلة دي هبلة "
تحدث انطونيو وهو ينظر لرفقة و روبين :
" اممممم اجنبيات ؟؟؟؟ ليس سيئًا..... التنويع مطلوب "
ضحكت رفقة بعدم تصديق من حديثه لتنقض عليها روبين فجأة وهي تهمس لها :
" هو قال ايه ؟؟؟؟ "
" بيشكر فينا يا روبي "
هزت روبين رأسها وهي تنظر لفبريانو الذي كان يرمق الجميع ببرود شديد غير مهتمًا بما يحدث لتهمس في اذن رفقة ببسمة فخورة وكأن ابنها الوحيد يُكرم :
" شوفتي يا رفقة ....أهدى واحد في عيال عمه، حبيبي من وقت ما جينا وهو متكلمش ولا رفع أيده على حد "
نظرت رفقة لفبريانو ثواني ثم عادت بنظرها لروبين وهي تتحدث بعدم تصديق :
" ايش حال أنه من شوية كان هياكلك أنتِ شخصيًا ؟؟؟؟ يعني الراجل يعمل ايه تاني عشان تصدقي إنه مترباش ؟؟؟؟ يقتلنا كلنا يعني ولا يولع فينا عايشين ؟؟؟؟"
رمقتها روبين بتذمر :
" مش فاهمة أنتِ ليه حاقدة عليه كده؟؟ سواد كده جواكِ سواد "
صمتت ثم قالت بسخرية :
" ولا يعني أكمن الاستاذ جركن بتاعك شوارعي وبلطجي هتيجي على الطيب اللي فيهم ؟؟؟"
" جركن؟؟؟؟ قصدك جاكيري ؟؟؟"
انتبه جاكيري لاسمه وهو يوجه نظره للفتيات قائلًا بعيون ضيقة :
" تلك الفتاة الصغيرة، لا تبدو بالطيبة التي تظهر بها .....أراهن أنها سفاحة من إحدى المنظمات "
أنهى حديثها وهو يضع يده على عينه ثم وجهها على روبين قائلًا بنبرة مخيفة :
" أنا اراقبك يا فتاة "
عادت روبين للخلف بخوف وهي ترى نظراته المختلة وحركاته مع حديثه الذي لا تفهم منه شيء :
" ده طلع بلطجي بجد "
نفضت رفقة يد روبين عنها وهي تستمع لحديث جولي التي كانت ما تزال ترمق انطونيو بشر :
" لنخرج من هنا فأنا أشعر أن المكان أصبح خانقًا "
ابتسم انطونيو بسخرية وهو ينحني لروما التي انتبه أنها ترمق الجميع بنظرات مشوشة :
" روما أنتِ بخير !؟؟ هل يمكنك السير ؟؟؟"
رفعت روما عينها له لترمقه ثواني قبل أن تقول ببسمة صغيرة وبشكل مفاجئ كأنها تود إثبات شيئًا ما :
" يمكنك أن تحملني ؟؟؟"
" في قلبي إن أردتِ يا جميلة الجميلات "
ابتسمت روما بسمة واسعة لينحني انطونيو واضعًا يده أسفل قدمها والأخرى أسفل ظهرها ثم حملها بكل رقة يخطو بها نحو الخارج تحت نظرات الفتيات التي كادت أعينهم تخرج من محاجرها...
هتفت رفقة وهي ترى ذلك الرجل الذي منذ اللحظة الأولى كان يثير رعبًا في أوصالها من هيئته وحديثه المهيب، والذي تحول في ثواني لشخص رومانسي رقيق ....
" هو انتم كلكم نفس الاصدار ؟؟؟؟ولا ده تحديث مش متوفر عندكم ؟؟؟"
نظرت روبين لفبريانو بحسرة ثم نظرت للمكان الذي خرج منه انطونيو وهي تهمس بنبرة تشبه البكاء :
" ده أنا يوم ما دماغه تهب منه ويدخل في مود الرومانسية بيقولي قبحك يروقني، وأنتِ قبيحة، بيبقى ناقص يتف على وشي عشان اصدق إني قبيحة "
صمتت ثم نظرت لفبريانو بشر، رفع فبريانو حاجبه وكأنه يسألها ما تريد، لتلوي هي شفتيها بسخرية وهي تردد بغيظ وغضب :
" ده حتى مش بيهنيني على لقمة "
أنهت حديثها وهي تتحرك للخارج تحت نظراته المتعجبة لا يفهم ما بها .
تحدثت رفقة وهي تنظر لروبين ضاحكة بسخرية :
" على الاقل مش بيعايرك بشعرك، ويقولك يا كارتة الشعر "
أنهت حديثها وهي تسير خلفها تضرب بقدمها الأرض تحت نظرات جاكيري الذي لم يستوعب ما يحدث ...
ابتسمت جولي وهي تنظر لمارتن ثم همست له في أذنه بنبرة خافتة :
" لا تريني وجهك قبل أن تأتي إلىّ وتعاملني كما يعامل القبيح روما "
أنهت حديثها وهي تمسك بيد روز التي كانت تشاهد بهدوء، ثم رحلت خلف الفتيات خارج المنزل تاركة الثلاث رجال ينظرون لاثرهم بعدم فهم ...
هتف مارتن بصدمة وهو يبتسم بسمة غير مصدقة لما يحدث :
" أيتها الناكرة للجميل، هل نسيتِ حينما كنت ادللك واناديكِ بنية العينين ؟؟؟"
صمت ثم قال بغيظ شديد وهو يرفع صوته عله يصل لها في الخارج :
" لقد بالغت في تدليلي لكِ يا فتاة، فقط انتظري سوف اريكِ فترة جفاف عاطفي ستنهيكِ، "
أنهى حديثه وهو يتمتم بسخرية :
" وانا من ظللت اخبركِ سلامي لعينيكِ وأحضر لكِ من الشوكلاتة أنواع كثيرة لا أعرف حتى اسمها، تلك الناكرة، فقط لأن انطونيو حمل حبيبته تخبرني ذلك؟؟؟؟"
نظر له جاكيري بحنق وهو يراجع تصرفاته مع رفقة يحاول معرفة ما فعله معها حتى يدعم موقفه أمامها :
" يا اللهي، أنا اكثر شيء رومانسي قمت به كان أن اراقصها واغازلها ببعض الكلمات "
مسح جاكيري وجهه وهو يهمس باعتراف :
" يبدو أنني بعيد كثيرًا عن الجميع "
رفع مارتن نظره لفبريانو ثم قال بسخرية لاذعة :
" وأنت؟؟؟؟ لا تخبرني أنك كنت تحضر لها هدايا ؟؟؟"
ابتسم فبريانو وهو يجيبه بكل ثقة :
" بلى، احضرت لها طعام ......و أكلته "
صمت قليلًا يفكر فيما كان يفعله لروبين :
" كما أنني كنت اتناول طعامها عندما كانت مريضة في المشفى "
همس مارتن بصدمة من حديثه أخيه :
" يا اللهي تلك المسكينة...قلبي يتقطع شفقةً عليها "
نظر مارتن لجاكيري ثواني قبل أن يهز الاثنين رأسيهما بقلة حيلة على أفعال فبريانو متحركين للخارج، تاركين فبريانو يسير خلفهم وهو يضع يديه في جيب بنطاله يبتسم بثقة وكأنه احضر لروبين القمر والنجوم.
________________________________
دلف الاثنان للمنزل و نظرات مايك تدور في المكان كله يبحث عن هؤلاء اللذين تركوهم في الصحراء، لكن لم يلمح أحد منهم وهو يتحرك صوب منتصف البهو وخلفه مارسيلو الذي ألقى نفسه على الأريكة ببرود وهو يغمض عينه يحاول تهدئة نفسه قبل أن ينهض ويحرق القصر على رؤوس الجميع ...
سبّ مايك بعنف وهو يضرب الطاولة بعنف صارخًا وقد اعماه الغضب عن التفكير جيدًا :
" أين هؤلاء الاوغاد، سأقتلهم وااااا.....".
توقف فجأة عن الحديث وهو يستمع لصوت مكتوم، نظر مارسيلو له بتعجب يفكر في سبب الصمت المفاجئ لأخيه، و قبل أن يفتح فمه لسؤاله عن هدوءه، وجد مايك يرفع يده في وجهه مانعًا إياه من الحديث ثم تحرك بخطى بطيئة للداخل حيث الممرات المجاورة للمطبخ...
رفع مارسيلو رأسه يراقب أخاه بأعين فضولية قبل أن ينهض من مكانه بتكاسل يلحق به ...
توقف مايك أمام غرفة سيلين وهو يسمع صوت موسيقى غريبة وهمسات رجالية في الداخل ...
نظر مايك لمارسيلو و هو يهمس بصدمة :
" هل يعقل أن جدك يعبث من خلف ظهورنا ؟؟؟ و مع من؟؟؟ سيلين؟؟"
تشنج مارسيلو وهو يبتسم بعدم تصديق لحديث اخيه، لكن مايك لم يهتم لمعرفة جوابه وهو يلصق أذنه بـ باب غرفة سيلين يحاول الوصول لما يقال في الداخل :
" خاب املي فيك يا جدي .... لا اصدق أنه يرافق تلك العجوز "
توقف فجأة وهو ينتفض بشكل أثار رعب مارسيلو الذي كان يقف خلفه وهو يقول وقد بدأ عقله يقتحم دهاليز بعيدة في رأسه فاتحًا ابواب الغباء :
" ويلتي، لقد كانت سيلين مريضة منذ أيام ...هل يعقل أنها حامل ؟؟؟ سيحضر لنا جدي اخ ؟؟؟"
رفع مارسيلو حاجبه وهو يفكر جديًا في عرض أخاه على طبيب نفسي :
" حقًا؟؟؟ جدك سيحضر لنا اخ ؟؟؟"
" ماذا هل تقصد لأنه كبير ؟؟؟ لا بأس أنا رأيت حالات كثيرة يحصلون على أطفال في سن كبير "
" أنت احمق ..... إن انجب جدك طفل كيف سيكون اخًا لك ؟؟؟ هل هو والدك يا غبي ؟؟؟؟"
فتح مايك فمه للتحدث ثم اغلقه مجددًا كـ سمكة تتنفس اسفل المياة، صمت ثواني ثم قال بعد تفكير :
" هل سيكون ابن عمنا ؟؟؟"
" بل سيكون والدك "
هكذا همس مارسيلو وقد وصل لنهاية صبره من عقل أخيه، حملق مايك في أخيه بشر قبل أن ينتفض فجأة وقد استوعب مقدار غباءه، هو لم يفكر في الأمر بل نطق بأول ما فكر به :
" اه ...سيكون عمنا صحيح ؟؟؟"
ابتسم مارسيلو ثم مد يده وفي ثواني كان يفتح باب الغرفة مفاجئًا الجميع، ليتصنم الاثنان وهم يرون ما يحدث أمامهما ...
همس مايك وهو ينظر ببلاهة لما يحدث أمامه :
" ليته كان جدك هو من معها .... سيلين اغوت الصغار ليسقطوا في شباكها ...تلك المشعوذة"
______________________________
كان يجلس أمام القبور و هو يرمقها بنظرات مقهورة هامسًا بنبرة يغلب عليها الحزن :
" كل هذا بسببي ....بسبب ضعفي عن حمايتكم جميعًا "
صمت قليلًا قبل أن تنزلق دمعة من عينه وهو يعود برأسه لسنين سابقة وذكرياته تتزاحم في رأسه ...
" ماذا تقصد يا ابي ؟؟؟؟ لا يمكننا أن نفعل ما تقول "
نهض اليخاندرو وهو ينظر لابنه البكر ليقول بجدية كبيرة :
" سمعت ما قلته ....ستنفذون ما أقوله دون نقاش "
تدخل ابنه الأوسط ( والد فبريانو ) :
" لكن يا ابي هذا خطير، قد ...قد نتعرض للاذى، كما أنني أخشى على صغاري "
رمقه اليخاندرو بشر ثم صرخ بعنف شديد جعل الثلاثة ينتفضون رعبًا :
" هل تجادلونني ؟؟؟؟؟؟ ما قلته سيُنفذ حتى لو كلفني حياتي ...سمعتم ؟؟؟؟"
خرج اليخاندرو من ذكريات وهو يستشعر قطرات مياة تسير على وجنته، لم يعلم هل كانت من المطر أم من عينه، صمت قليلًا وهو يراقب القبور يتحسسها بوجع شديد، هو من ألقى أبناءه للتهلكة وها هو يسير في نفس الطريق مجددًا رفقة أحفاده، لكن تلك المرة مختلفة عن سابقتها، تلك المرة احسن اعداد أحفاده لمواجهة القادم....
هبطت دموع اليخاندرو بضعف وهو يحاول التحدث من بين شهقاته :
" لن انسى ثأركم احبتي، حقكم سيعود، بيد أولادكم "
صمت ثم قال بشر مخيف ونبرة تجعل من يسمعها يتبول خوفًا :
" سأجعلهم جميعًا يتمنون لو أنهم لحقوا بكم، سأجلعهم يرون الجحيم أمام أعينهم ....جحيمي الخاص ...جحيم احفادي ....أحفاد اليخاندرو "
_____________________
بمجرد أن خطى ادم بقدمه داخل المحل حتى شعر فجأة بشيء لزج يُسكب فوق رأسه بعنف شديد تبعه صوت صرخة رجولية مرتعبة ثم صوت اقدام تهبط درج ...
" يا مصيبتي ...اسف سيدي اقسم أنني لم اقصد، أنت دخلت و دفعت الباب وانا كنت أضع علبة الدهان على الباب ...اسف لم اقصد صدقني "
كانت ادم صامتًا بشكل مخيف وهو ينظر ارضًا يغمض عينه يحاول تمتلك نفسه وهو يستمع لصوت الرجل الذي لم يرى وجهه يقف جواره مرددًا بنبرة معتذرة :
" سيدي هل انت بخير ؟؟؟ اسف، لكنني وضعت لافتة على الباب أن المحل مغلق لبضع ساعات "
فتح ادم عينه ببطء ثم استدار يرمق الرجل نظرات تباينت ما بين الغضب والبرود...
" احتاج لشراء بعض الملابس "
لم يستطع الرجل التفوه بكلمة ( لا) خاصة مع نظرات ذلك الشاب المخيفة؛ لذا دون كلمة واحدة كان يشير بيده للداخل يحثه على فعل ما يريد، فقط ينزع تلك النظرة من عليه ..
هز ادم رأسه هزة صغيرة وهو يتحرك صوب الداخل يشتعل غضًبًا من هايز، ومن نفسه ومن الجميع ...
توقف ادم امام الثياب وهو يرمقها بغرابة ثم همس وقد استوعب فجأة الأمر :
" ليس هذا ....."
كانت هايز تجلس في الحمام وهي تأكل أظافرها بتوتر لا تعلم لِمَ هي بالتحديد من تتعرض لمثل تلك المواقف المحرجة؟؟؟؟ وخاصة أمامه هو، نظرت لوجهها في المرآة تتنهد وهي تحاول تهدئة ذاتها بأن الأمر ليس خطئها بل هو خطأ النادل، فجأة انتفضت من وقفتها وهي تستمع لصوت ادم والذي وصل لها حانقًا غاضبًا :
" هايز...افتحي الباب...خذي احضرت لكِ الثياب "
تحركت هايز بخطوات بطيئة صوب الباب تشكر في نفسها عدم وجود أحد في المرحاض في ذلك الوقت وإلا لأصبحت أضحوكة ...
فتحت الباب بأيدي مرتعشة وهي تطل بوجهها ولم تكد تفتح فمها حتى وجدت الثياب تلقى في وجهها بعنف تبعها حديث ادم الحانق :
" اسرعي فأنا مشغول "
شعرت هايز بالخجل من وقاحته وهي تتمسك الثياب تكاد تعيد القائها في وجهه، لولا أنها تذكرت سبب إحضارها له هنا، لذا ضغطت على الثياب بقوة وقهر واغلقت الباب دون كلمة واحدة ...
بينما ادم رمق الباب وهو يزفر بقوة يشعر أنه حقير كبير، لا يعلم كيف تتمكن من إخراج ادم اخر معها، تدفعه للجنون بشكل لم يعهده سابقًا، تحرك صوب الخارج وهو ينظر للثياب التي يرتديها بحنق شديد يشعر بنفسه وكأنه صبي في الروضة بتلك الثياب السخيفة، مؤكد سيصبح أضحوكة المنزل كله عند عودته ...
جلس على اول طاولة قابلته وهو ينظر في ساعته بملل قبل أن يسمعها تقف جواره وهي تتنحنح، رفع ادم عينه سريعًا بها قبل أن يكتم ضحكة كادت تفلت منه على مظهرها بتلك الثياب ...
حيث كانت ترتدي ثياب من قطعة واحدة على هيئة تمساح وله قبعة على شكل وجه تمساح، وهو كان يرتدي تيشرت ذو قبعة على شكل توم في الفيلم الكرتوني ( توم وجيري )...
" فعلتها عمدًا صحيح ؟؟؟"
تحدثت هايز بغضب جعله يكتم ضحكته بصعوبة فالمحل الذي دخله كان محل للازياء التنكرية :
" أنا ؟؟؟ أبدًا لم افعل "
أنهى حديثه وهو ينفجر ضاحكًا على مظهرها :
" تبدين لطيفة في هذا الزي "
تجاهلت هايز حديثه وهي تجلس على الطاولة مقابله، لكن الذيل الذي يستقر خلف زيها منعها من الجلوس براحة، نفخت هايز بغضب وهي تنهض مجددًا لترفع الذيل وتضعه على قدمها تحت ضحكات ادم الصاخبة و الذي لم يتوقع مظهرها ذلك، هو توقع أن ترفض الثياب وتخرج بتلك المتسخة ...
" حسنًا توقف عن الضحك رجاءً "
صمت ادم يحاول منع ضحكاته من الخروج، لكن انفجرت قهقهاته مجددًا وهو يشير لها بيده :
" أعتذر، لكن مظهرك لا يساعد "
" أنت شخص لئيم، لم أكن اعلم أنك بهذه الوقاحة "
ارتفع حاجب ادم بسخرية وهو يرمقها يترقب حديثها التي بدأته وهي تتنفس لتهدأ نفسها ...
" احتاج مساعدتك "
انتبه لها ادم أكثر وهو ينحني بعض الشيء على الطاولة التي تفصل بينهما ليسمع صوتها يردد :
" احتاج دمك ....."
رفع ادم حاجبه بسخرية وهو يردد :
" حقًا تريدينه مجمدًا أم سائلًا ؟؟؟"
" أنا لا امزح ادم ...أنا فقط احتاجه وبشدة لأجل حالة إنسانية تتوقف حياتها عليك "
استمع ادم لها باهتمام شديد عكس ما أظهر على وجهه من اللامبالاة وهو يراها تقص عليه حكاية مريضها الذي تعشقه وتريد إنقاذه، ولأنه يمتلك نفس فصيلة الدماء النادرة التي تسري بين عروقه تطالبه بالمساعدة ...بعد أن فشلت مساعيها في الحصول على ما تحتاجه .
صمت ادم يراقب ملامحها وهو يهمس بنبرة عادية رغم الضيق الذي ملئه :
" هل تخبريني أن هذا هو سبب لحاقكك بي طوال الوقت ؟؟؟ "
" نعم، هل ستساعدني؟؟؟ بنك الدماء في المشفى لا يحتوي سوى على القليل من هذه الفئة ويرفضون اعطائها له؛ لأنه سبق واستنفذ كمية لا بأس بها منها، والأمر الآن صعب ان ابحث عن متبرع اخر سيستغرق وقتًا طويلًا ولم أصدق حينما وجدت أنك تمتلك الفئة نفسها "
" هذا فقط هايز؟؟؟؟"
هزت هايز رأسها له ليبتسم هو بغيظ شديد، يشعر بخيبة الأمل تتسرب له ثم ضرب الطاولة بعنف شديد ناهضًا :
" عذرًا يا صغيرة أنا لست بنك دماء لتأتي وتطلبي مني التبرع لحبيبك، اذهبي وابحثي عن وسيلة للدماء بعيدًا عني هايز "
أنهى حديثه وهو يحمل هاتفه بغضب غير مبرر ثم أشار لها بإصبعه محذرًا :
" لا اريد رؤيتك مجددًا "
تركها ادم وهو يخرج من المطعم بغضب شديد جعلها تنظر لاثره بصدمة لا تعلم سبب حديثه ولا غضبه بهذا الشكل وكأنها ارتكبت جرم أو ما شابه، ابتسمت بعدم تصديق وهي تهمس :
" حبيبي ؟؟؟ ما الذي فهمه بحق الله ؟؟؟؟"
_________________________
كان يقود سيارته بهدوء شديد وهو ينظر لروما كل ثانية ليتأكد أنها بخير وفي الخلف كانت روز تغط في نوم عميق غير شاعرة بكل ما يحدث حولها ...
" توقف عن النظر لي بهذا الشكل انطونيو "
نظر انطونيو أمامه وهو يهمس بنبرة باردة بعض الشيء :
" أنتِ بخير ؟؟؟"
زفرت روما بحنق فهذه المرة التي لا تعلم عددها التي يسألها بها عن حالتها منذ خروجها من المشفى بعدما أصر أن يذهب ويضمد جرحها، وقد ترك الباقيين عند منزل الخاطفين غير مهتمًا بأحد ...
صمت طويل عم السيارة قبل أن تقطعه روما وهي تنظر لروز بالخلف تتأكد أنها ما زالت نائمة ثم همست فجأة بشكل غير متوقع :
"من أين لك بمعرفة جولي ؟؟؟؟"
استدار انطونيو يرمق روما ثواني قبل أن يعود بنظره للطريق قائلًا ببرود :
" اظن أنك استمتعي لكل شيء روما "
ضغطت روما على شفتيها بعنف قبل أن تنهض من مكانها فجأة وهي تلقي بجسدها عليه بقوة لدرجة جعلت صرخة انطونيو الغير متوقعة توقظ روز التي صدمت مما يحدث ...
أمسكت روما بشعر انطونيو بقوة مخيفة وهي تصرخ في أذنه بشراسة :
" تستغل أنني لا أتذكر شيء حتى تذهب وتخونني، أيها الحقير، يكفي أنني اتحمل اجرامك، لتقوم بخيانتي فوقها "
لم يستوعب انطونيو شيء من حديثها أو أنها اعترفت بمعرفتها لفقدانها الذاكرة، بسبب محاولته لايقاف السيارة قبل أن تقلب بهم جميعًا، لذا مد يده يحاول نزعها من أعلى رأسه وهو يصرخ بجنون :
" تتحدثين وكأن والدتك وزيرة للنوايا الحسنة، اتركِ شعري قبل أن أخرج سلاحي واقتلك "
أنهى حديثه وهو ينتزع يدها من رأسه قبل أن تمد يدها الأخرى وتتمسك بوجهه بقوة صارخة :
" وتعترف أنك مجرم حقير ...سأقتلك قبل أن تفكر في النظر لفتاة أخرى يا وغد، عند تلك النقطة وستجد روما غير تلك الهادئة التي تعرفها "
هنا ويكفي ...ترك انطونيو مقود السيارة وهو يمسكها بكلتا يديه يصرخ في وجهها :
" أنا لم اخنك سابقًا، لكنني سأفكر في ذلك جديًا "
كان يتشاجر معها غير مهتمًا لروز التي كانت تصفع وجنتها برعب وهي تنظر للطريق أمامهم تود الصراخ، لكن حتى ذلك لا تستطيع فعله...
بكت برعب وهي تنقض على روما تحاول أبعادها عن انطونيو حتى ينتبه للقيادة ...
كان مارتن يقود سيارته جوار سيارة انطونيو بعدما انتبه لها منذ دقائق تسير معه على نفس الطريق؛ ليتعجب من حركة السيارة والتي يبدو كما لو أنها تؤدي رقصة ما ...
تحدثت جولي وهي تمد رأسها للخارج تحاول النظر لما يحدث في السيارة :
" ما هذا ؟؟؟ هل جن ذلك القبيح ؟؟؟ تـ..."
لم تكمل حديثها وهي تنتبه لجسد انطونيو الذي كان منحني للخلف والأصوات المكتومة التي تخرج من السيارة، شهقت جولي بفزع وهي تهمس جوار مارتن :
" مارتن ....اعتقد أن ابن عمك يتحرش بروما "
نظر لها مارتن لا يفهم حديثها ثم اقترب من سيارة انطونيو ببطء يحاول النظر داخلها ليرى ما تقصده جولي، لكنه انتبه لصراخ انطونيو الغاضب؛ لذا همس بعدم اقتناع لحديثها :
" لا اعتقد هذا جولي، لا اظن أن ما تفكرين به صحيح ؟؟؟ اعتقد أن هناك خطب ما "
نظرت له جولي بسخرية ثم أشارت للسيارة تصيح بحنق :
" لا تظن ماذا عزيزي ؟؟؟ الأمر واضح وبشدة ...ذلك القبيح يتحرش بصديقتي ...اقترب من سيارته أكثر"
رمقها مارتن بسخرية وهو يتحرك بسيارته يقترب أكثر من سيارة انطونيو لتخرج جولي رأسها من السيارة وهي تهتف بصوت عالٍ غير عابئة أنها في الشارع :
" أنت أيها المتحرش القبيح ...اترك صديقتي، اقترب منه مارتن، اقلب سيارته عسى أن تحرق جسده العفن "
" هكذا ستحترق رفيقتك أيضًا حبيبتي "
" لا بأس سأقفز وانقذها"
أنهت حديثها وهي تصرخ بصوت اعلى :
" انتظر أيها القبيح سوف اجعل الجميع يرى وجهك الاخر "
هتف مارتن من بين ضحكاته ساخرًا :
" عزيزتي هو يعيش بوجه الآخر دائمًا؛ لذا لستِ بحاجة لاظهاره "
في سيارة انطونيو كان انطونيو يكتف روما وهو يضمها إليه بيد والأخرى يتحرك بالسيارة حتى يتجنب حدوث أي حادث، ليتناهى إلى مسامعه صوت تلك العجوز الغبية لذا أخرج رأسه من السيارة وهو يهمس بشر :
" سأقتلك يا عجوز ...فقط انتظري "
اغتاظ مارتن من حديث انطونيو ليتحرك بسيارته جانبًا صوب سيارة الاخير يضربها بعنف شديد جعل انطونيو يضحك بصوت عالي وهو يهمس وقد عاد لبروده :
" حسنًا مارتن لنا منزل عزيزي ...."
أنهى حديثه ليسمع صوت جولي :
" لست قبيح فحسب بل متحرش قذر ....سأسجنك اقسم أنني سأسجنك "
أنهت حديثها وهي تشير على رقبتها بعلامة سكين، لكن ما لم تتوقعه هو انطونيو الذي أخرج سلاحه وصوبه عليها بكل برود ثم حرك إصبعه يجهزه للاطلاق وبسمة مخيفة ترتسم على فمه ...
تحركت جولي بكل هدوء داخل سيارتها وهي تجلس مربعة يدها بين قدميها تدعي الهدوء وهي ترمق مارتن الذي كان يبتسم بسخرية عليها يهمس في نفسه بكلمته التي تلتزم لسانه منذ وقع لها :
" الرحمة ....."
________________________________
كان يسير بدراجته النارية بسرعة كبيرة وصرخات رفقة تعلو خلفه، صرخات فرحة تشعر بنفسها حرة وشعرها يطير في الهواء الطلق بالإضافة لبعض قطرات المطر اللطيفة، ليبتسم جاكيري وهو ينظر لها من فوق كتفه ببسمة صافية، يفكر أنه كاد يفقدها دون حتى أن يعلم، وهذا ما لن يغفره للجميع، فقط ليعود للمنزل سيقتلهم جميعًا وخاصة فبريانو فهو الوحيد الذي رآها سابقًا ويعلم كيف تبدو رفقة ورغم ذلك لم يكلف نفسه بأخباره، كل هذا ليحصل على المجرمين ويقتلهم وحده ...ذلك الاناني الوغد .
علت ضحكات رفقة وهي تتمسك بكتف جاكيري وتقف على الدراجة النارية تهتف بفرحة :
" واتضح أنك تستطيع قيادة الدراجة عكس السيارة "
ضحك جاكيري بصخب وهو يزيد من سرعته قائلًا بجنون :
" أنا استطيع قيادة أي شيء حبيبتي ..."
تجاهلت رفقة جملتها كلها ولم تنتبه لشيء سوى نطقه لكلمة ( حبيبتي )...
شعرت بقلبها ينتفض في مخضعه عشقًا لذلك الرجل الذي جذبها بتركيبة شخصيته الغريبة، حتى أنها لا تعلم كيف تصفه، مجنون، حنون، مرح، مخيف، لطيف ...
توقف جاكيري بدراجته أمام منزل العم توفيق ثم هبط منه وهو يساعد رفقة في الهبوط وبعدها تحرك معها صوب الباب وهو يهمس لها بحنان مربتًا على خصلات شعرها :
" أنتِ بخير صحيح ؟؟؟"
ابتسمت له رفقة ثم قالت :
" نعم لا تخف أنا باحسن حال جاكيري، شكرًا لك "
صمت جاكيري ثواني وهو ينظر لها بهدوء قبل أن يتقدم منها بهدوء شديد وانحنى قليلًا حتى يصل لطولها ثم عانقها بلطف شديد :
" كوني دائمًا بخير ....لأجلي حبيبتي "
أغمضت رفقة عينها ثواني تحاول تهدئة نفسها وهي تهمس له في المقابل :
" سأكون كذلك طالما أنت جواري..."
ابتعد عنها جاكيري قليلًا وهو يبتسم لها بحب :
" حتى اخر انفاسي سأكون جوارك يا صاحبة الشعر المجعد "
ضحكت رفقة له وقبل أن تفتح فمها للتحدث سمعت صوت خلفها وهو يهتف :
" رفقة أنتِ لسه سليمة ؟؟؟"
استدارت رفقة وكذلك فعل جاكيري وهم ينظرون بتعجب خلفهم لعم توفيق الذي اقترب منهم وهو يحمل في يده رزمة من الورق يهتف بلوعة يحمل مظلته حيث كانت الامطار تهطل منذ دقائق قليلة :
" الحمدلله يا بنتي انك بخير، أنا فكرتك توهتي ولا حصلك حاجة ؟؟؟"
تعجبت رفقة فهي لم تختفي أكثر من يوم ليقول ذلك :
" متقلقش يا عم توفيق أنا كويسة، بعدين يعني أنا متأخرتش اوي كده "
" متأخرتيش ايه يا بنتي ؟؟؟ ده أنتِ فوتي الغدا وانا كنت عايز اكل كشري، ولما اتأخرتي قولت مبدهاش وطلعت ادور عليكِ في كل حتة "
أنهى حديثه وهو يشير بعينه لرزمة الأوراق التي بيده، ابتسمت له رفقة بشكر وهي تقترب منه تنظر للورق بيده :
" مكانش له لزوم تعبك من يا عم توفيق والله، أنت بجد الطف حد شــ.......ايه ده ؟؟؟؟"
أنهت حديثها و هي ترفع ورقة مما كان يمسك العم توفيق في يدها تنظر لمحتوى الورقة ببلاهة شديد وهي تشير لها مجددًا :
" ايه ده ؟؟؟؟"
" ده أنتِ ...اصل انا ملقتش صور ليكِ؛ عشان ادور بيها عليكِ فرسمتك بقى وطلعت علقت الرسمة دي على كل الشجر والعواميد هنا، وشوية كنت هروح اشوف اقرب جامع ينادوا عليكِ"
لم تكن رفقة تستمع له وهي تنظر للرسمة التي يدعي الفهم توفيق أنها رسمة لها هي ...
" أنا ؟؟؟؟ دي أنا ؟؟؟؟ راسم صرصار واقع على ضهره في نص البحر وتقولي أنا ؟؟؟"
تعجب توفيق من حديثها ثم اقترب منها وهو يدفع جاكيري الذي كان يرمق الورقة في يدها بتعجب :
" صرصار ايه ؟؟؟ ده أنتِ يابنتي بس جات مني صغيرة وقولت أكبرها في المطبعة ونسيت، بعدين ده مش بحر ده شعرك "
" شعري ؟؟؟ يعني راسم صرصار مضروب بالشبشب ... ومشغبط حواليه وتقولي الشغبطة شعري ؟؟؟؟ هو أنا شعري مضايقكم يا جماعة ولا ايه ؟؟؟"
تحدث جاكيري وهو يكتم ضحكته رغم أنه لا يفهم حديثهم لكنه يفهم الكلام المكتوب بالايطالية على الرسمة والذي يحتوي معلومات عن رفقة :
" تبدين جميلة في هذه الصورة "
ابتسم توفيق بفخر لحديث جاكيري وهو يشير بيده :
" بالك لو كان عندي الوان خشب كنت لونتها وشوفتها بقى "
لم يفهم جاكيري حديثه و لم يكد يستفسر عما يقول حتى صرخت بهم رفقة بجنون :
" انتم هتجنوني ولا ايه ؟؟؟"
نظر لها توفيق لا يفهم سبب صراخها لتصيح هي أكثر :
" يعني وزعت على الشوارع الصورة دي وفيها اسمي وبياناتي ؟؟؟ ده أنا لو قتلتلك قتيل مش هتعمل فيا كده يا جدع، أنت حد مسلطك عليا ؟؟؟"
" أنا يابنتي ؟؟؟ الحق عليا كنت عايز الاقيكِ "
" تلاقيني ايه يا عم توفيق بالمواصفات دي ؟؟؟ بزمتك كاتب لهم الورقة كلها بالايطالي و جاي على شعري وكتبه بالعربي ( أكرت منكوش) ايه مش عايز تجرح شعور الإيطاليين الكيرلي ولا ايه ؟؟؟"
" لا بس مكنتش فاكر أكرت يعني ايه بالايطالي "
صاحت رفقة بغضب وهي تصعد الدرج قبل أن تنقض عليه وتقتله ليرمقها جاكيري وعم توفيق بعدم فهم لغضبها ذاك ....
نظر جاكيري لهم توفيق وهو يقول بتعجب :
" ماذا دهاها؟؟؟؟"
" تقريبًا كده والله اعلم زعلت عشان ملونتش الصورة "
_________________________
توقف فبريانو بالسيارة أمام منزل روبين تحت صمت غريب من الاثنين، فطوال الطريق لم يتحدث أحدهما بكلمة واحدة، روبين ما زالت لا تستوعب حديثه لها، وهو مازال يحاول معرفة ذلك الشعور الذي أخبرها عنه ...
" شكرًا لك "
استدار فبريانو يرمق روبين بتعجب لتقول هي ببسمة صغيرة :
" شكر؟ا على كل شيء فعلته يومًا لأجلي "
همهم فبريانو بصوت خافت ثم قال بنبرة باردة بعض الشيء :
" لِمَ اشعر انك تودعيني ؟؟؟"
صمتت روبين قليلًا ثم قالت وهي تنظر بيدها التي تضمها لقدمها تفركها بتوتر :
" أنا كذلك بالفعل...مساء الغد سأعود لمصر، انتهت زيارتي ويجب عليّ العودة لأجل عملي و..."
صمتت و غلبتها غصة لذكرها امر عودتها، ليس بعدما اعتادته، ليس بعدما أصبح شيء أساسي في حياتها ...
" عملك ؟؟؟ هل تعملين ؟؟؟"
ابتلعت روبين ريقها وهي تجاهد لرسم بسمة صغيرة على فمها ترفع نظرها له تهز رأسها بنعم ثم وضحت له الأمر :
" حسنًا هو ليس عملًا بمعنى الكلمة، في الحقيقة أنا راقصة باليه في فرقة، اقوم ببعض العروض في المناسبات و..."
صمتت وهي تنفجر فجأة في البكاء و لم تتمكن من منع نفسها عن البكاء أمامه رغم حديثها الداخلي منذ صعدت للسيارة الا تبكي، ألا تظهر الجانب المثير للشفقة أمامه، همست من بين شهقاتها وهي لا تستطيع التحكم في صوتها :
" مش عايزة ارجع ....مش عايزة اسيبك، أنا ...أنا بحبك ومش بحبه هو، عارفة أنه غلط اقول كده بس ...."
رفعت عينها وهي ترمقه بحب :
" بس انا بحبك وخايفة اسيبك ومقدرش اشوفك تاني، خايفة يجوزوني مدحت غصب عني "
أنهت حديثها وتشهق بعنف تحاول تنظيم أنفاسها لتشعر فجأة به يجذبها بعنف لاحضانه يضمها بأقصى قوة يمتلكها، وصوته الاجش يهمس جوار أذنها :
" لا تقلق ارنبي الوردي، فأنا لن أسمح لك بالتنفس بعيدًا عني، أنا لن أسمح لك بالابتعاد عني لحظة واحدة، حتى لو اضطررت لقتل والدتك "
ورغم الموقف الذي هم به إلا أنها ضحكت بخفوت ليبتسم هو بسمة صغيرة هامسًا :
" ليس بعدما وجدتك اتركك، أنتِ تحلمين "
قالت روبين من بين شهقاتها :
" لكنك دائمًا تراني قبيحة فبريانو "
" وهذه حقيقة، أنتِ اجمل قبيحة رأتها عيني "
ابتعدت روبين عنها وهي تنظر له بجمود مفاجئ ثم قالت بعد صمت قليل :
" ألا يوجد أمل أن تتغير يومًا ؟؟؟ أعني تصبح لطيفًا ؟؟؟"
" يمكنني أن أصبح أي شيء عدا لطيف تلك، ثم أنني لا افهم ما مشكلتي معكِ ؟؟؟؟ "
هتفت روبين بحنق وهي تشير له :
" كلك ... أنت كلك مشكلة فبريانو ؟؟؟ ألا ترى تصرفاتك ؟؟"
صمتت قليلًا ثم قالت ببسمة صغيرة ساخرة :
" هل تعجبك تصرفاتك ؟؟؟ أجبني هل تعجبك حالتك ؟؟؟"
" نعم أنا احبني كثيرًا، ثم لا افهم ما مشكلتك مع تصرفاتي، أنتِ الوحيدة التي رأت الجزء الجيد بي "
فتحت روبين فمها بدهشة من حديثه :
" هذا هو الجزء الجيد ؟؟؟ أشفق على من رأى الجزء السيء بك "
أنهت حديثها بسخرية لتجده يقترب منها فجأة بشكل أثار حفيظتها وجعلها تعود للخلف بسرعة تسمعه يهمس بنبرة ذكرتها بتلك التي كان يحدثها بها في المنزل الذي خطفت به :
" روبين ..."
إجابته بهمهمة غير واعية لما يقوم به :
" اممممم "
" أنتِ اقبح من رأت عيني "
ابتسمت روبين وهي تفتح عينها ببطء تدرك استفزازه لها، لترد له الأمر ببسمة مستفزة أكثر وكأنها بجلوسها معه وقت طويل اكتسبت منه بعض الصفات :
" وأنت الطف من قابلت فبريانو "
ابتسم فبريانو بسمة واسعة وهو يربت على رأسها فخورًا بها :
" الآن يمكنني القول أنكِ تلميذتي النجيبة"
اعتدل في جلسته وهو يستقر خلف المقود يمسكه ومازالت بسمة صغيرة ترتسم على وجهه :
" هيا اغربي عن وجهي قبل أن اقتلك "
أطلقت روبين ضحكة عالية وهي تهبط من السيارة تغمز له ببسمة :
" ليلة سعيدة يا لطيف، اراك لاحقًا "
راقبها فبريانو تدخل للمنزل ببسمة واسعة قبل أن يتحرك صوب المنزل يلبي نداء جده كما علم من رسالة جايك منذ قليل ...
" فاتنة أنتِ روبين .."
_______________________________
صمت هو ما يمكن ملاحظته في المكان كله، لا شيء يعلو فوق صوت عقارب الساعة التي ارادت تخفيف حدة الأجواء حولها؛ لذا استمرت في اصدار صوت خطواتها بين الثواني والدقائق، لكن فجأة صدح صوت في الغرفة يزاحم صوت الساعة ....
" إذًا هل حان الوقت ؟؟؟؟"
اتجهت جميع الأنظار لفبريانو الذي ألقى سؤاله السابق بنبرة غامضة، ولم يصل له إجابة من أحد سوى هزة صغيرة من جده وهو يتحرك من خلف المكتب يجلس على الأريكة بين أحفاده وهو يرمق الجميع بنظرات لم يعلموا هويتها، لكنها كانت مرعبة وبحق ...
" نعم فبريانو ... حان الوقت "
صمت قليلًا ثم قال ببسمة مخيفة :
" حان وقت الانتقام اعزائي، الانتقام لأجلنا ولأجل أبنائي "
نظر الجميع لبعضهم البعض يدركون أنها بداية النهاية، ابتلع انطونيو ريقه وهو ينظر في وجه جده ثواني قبل أن يردف :
" إذًا اليوم، أنا و مايك و مارتن، سنذهب لاستكشاف المكان قبل بداية الأمر "
هز اليخاندرو رأسه بحسنًا ثم رمى نظراته نحو الجميع وهو يقول :
" اليوم لا شيء لتفعلونه، فقط انطونيو مايك ومارتن، والباقيين لديكم كامل الوقت للاستعداد "
لم يجد استجابة من أحفاده سوى هزة رأس صغيرة منهم، ليغمض عينه قليلًا قبل أن يفتحها يدرك جيدًا مخاوف الجميع :
" أنا أعلم جيدًا أن الأمر صعب، بل شبه مستحيل، لكن أعتقد أنني اعددتكم جيدًا له، صحيح ؟؟؟؟"
صمت ينتظر إجابة منهم ليسمع صوت جاكيري الذي خرج جامدًا :
" نعم ...."
ابتسم لهم اليخاندرو ثم قال بغموض وهو يرمق البعض منهم :
" وإن كنتم سابقًا ستقومون بالأمر دون دافع للعودة فالان بعضكم أضحى يمتلك ذلك الدافع "
أنهى حديثه بخبث ليبتسم انطونيو وهو يجيبه :
" صحيح سيد اليخاندرو، وذلك الدافع يجعلني اعود من الموت حتى لأجله "
ابتسم اليخاندرو وهو يهز رأسه باستحسان لحديث حفيده ثم نهض متحركًا خلف مكتبه وهو يقول بجدية شارحًا ما سيحدث :
" ذلك الاجتماع سيكون بمثابة حلبة مصارعة اعزائي، والأقوى سيتسيد على عرش العالم أجمعه، لا يغرنكم بعض الصغار الذين كنا نواجههم سابقًا امثال ( كارل )، فأنتم في هذا الاجتماع سترون وحوشًا لا ترحم، وفي النهاية الغلبة للاقوى، والذي يجب أن نكون نحن، المافيا العالمية يجب أن تكون تحت يدي أنا فهمتم ؟؟؟؟"
هز الجميع رأسهم بايجاب وهم يفكرون في ذلك الاجتماع الذي يعقد كل فترة، يجمع أعتى رجال العالم واكثرهم وحشية، وبعض المرضى الساديين والذي يتسيد كلٌ منهم منطقة غير الاخر، لتنشأ منافسة بين الجميع في الاجتماع ويعرض كلٌ قوته، لاظهار أنه الأحق بالاحترام والخوف من بين الجميع.....
ابتسم اليخاندرو بسمة واسعة وهو يراقب أحفاده التسعة، جيشه القوي، فهو خاض نفس تلك المعركة وحضر نفس الاجتماع سابقًا وخسر وقتها، لأنه لم يكن مستعد بشكل كامل للأمر، كان فقط يمتلك أبناءه الثلاثة والذين كانوا يرفضون القيام بذلك الأمر من البداية مما أدى لاضعافه، وفي النهاية خسر أبناءه بسبب خطأ لن يتكرر مجددًا ...
" حانت اللحظة الحاسمة اعزائي "
______________________________________
كان يتحرك في ممرات المنظمة وهو يسير و فريقه كله يركض خلفه محاولين أن يلتحقوا بخطواته، بينما نظرات سيدهم تكاد تهدم المقر فوق رؤوسهم جميعًا...
هتف صدّيق جوار اذن جاسي برعب مما يحدث :
" أشعر أنها النهاية يا رفيق "
نظرت جاسي لصدّيق ثواني قبل أن تعود بنظراتها لدراجون الذي اقتحم غرفة التمارين بعنف جعل الجميع يرتجفون :
" لا تشعر، بل تأكد اميتاب تشان "
توقف صدّيق عن المشي وهو يرمق ظهر جاسي بغضب وحنق كبير صارخًا :
" أنا لست اميتاب باتشان يا حمقاء، ليس جميع الهنود اميتاب باتشان"
أنهى صدّيق حديثه بعنف شديد و هو يضرب بقدمه الأرض، لكن فجأة انتفض برعب وهو يستمع لصرخة قائدهم. ...
" الجميع يأتي لهنا "
ارتجفت جاسي وهي تركض رفقة صدّيق وباقي الفريق صوب دراجون الذي وقف في منتصف ساحة التدريب يدور في مكانه كأسد حبيس ينتظر فقط أن يُفتح قفصه لينقض على الجميع ويقتلهم ..
" خلال أيام قليلة فقط سيقام الاجتماع المنتظر "
همس صدّيق في اذن جاسي :
" أي اجتماع هذا ؟؟؟ أنا لا انتظر أي اجتماع "
رمقته جاسي بشر و لم تكد تجيبه حتى سمعت صرخة دراجون المخيف بحق في تلك اللحظات :
" توقفوا عن الحديث جميعًا قبل أن أخرج مسدسي وافرغه في رؤوسكم "
انتصبت أجساد الجميع برعب من حديثه قبل أن يشير دراجون لصدّيق بالتقدم وايضًا أشار لشخص آخر بالتقدم ثم تحدث بجدية كبيرة :
" أنت وأنت اليوم ستأتون معي لـ..."
" ماذا عني دراجون ؟؟؟؟؟"
توقف دراجون عن الحديث وهو يرمق جاسي بشر لمقاطعتها له ثم اقترب من?