رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الرابعة والعشرون
_ تفتكري إي السر اللي ورا إسراء؟
بصتلي سهر وقالت بهدوء وتفكير يليهم صدمة وحماس:
= مش عارفة، لتكون بتقتـ *لهم؟
بصيتلها بشيء من الخوف وقولت وأنا بحاول أطرد الفكرة من دماغي:
_ لأ لأ، مش للدرجة دي، شكلها ميديش كدا.
إتكلمت سهر وقالت بتوتر في محاولة لإقناعي:
= ماهو أصلًا المفروض منخافش من اللي باين عليهم قد ما نخاف من اللي مش باين عليهم، الناس اللي زي إسراء دي نحتار فيهم.
فضلت ساكتة شوية بتفكير وبعدين قولت بتعب وإجهاد:
_ إطلعي شوفي شغلك دلوقتي يا سهر ولو في جديد بلغيني، يلا عشان الشغل ميتراكمش علينا.
خرجت بالفعل وهي لسة بتفكر وأنا عقلي عمال يودي ويجيب وأنا مش فاهمة حاجة وخايفة يكون اللي قالتهُ سهر صح وحقيقي، بعد شوية وقت مش طويل جالي مكالمة من طارق بيطلبني فيها للمكتب بتاعهُ.
روحت وقولت بهدوء:
_ خير يا طارق، في حاجة؟
إتكلم بإبتسامة غريبة عليه ناحيتي وقال:
= إقعدي يا هدى عشان عايزك في موضوع حياة أو موت بالنسبالي.
قعدت وبصيتلهُ بهدوء وأنا عارفة اللي بيحاول يعملهُ وقال:
_ هدى أنا عايزك تساعديني وتمضي على الورقة دي حالًا وإلا هتسجن.
خلص كلامهُ وطلع ورقة التنازل ومسك في إيديه قلم وبيديهوملي، بصيت للورقة بتصنُع عدم المعرفة والقلق وقولت;
= تتسجن ليه يعني، وبعدين إي الورقة دي، وتنازل عن إي مش فاهمة!
إتنهد طارق وقال بإستعجال:
_ مفيش وقت إني أشرح كل دا دلوقتي يا هدى، إمضي بسرعة وهفهمك كل حاجة بعدين.
بصيت للورقة مرة تانية وبعدين بصيتلهُ وقولت بهدوء:
= لأ مش همضي يا طارق غير لما تفهمني الأول.
بصلي بإنفعال وقال بعصبية:
_ بقولك هتسجن إنتِ مبتفاهميش، عايزة جوزك حبيبك يتسجن؟
إبتسمت بسخرية وقولت بتلاعب بالحروف:
= جوزي أيوا إنما حبيبي لأ، ومش وقت تناقاشات عائلية دلوقتي ولكن تعالى نعمل ديل حلو.
بصلي بإستغراب وعدم فهم وقال بتساؤل:
_ ديل إي مش فاهم؟
إتكلمت بمنتهى الغطرسة وإبتسامة لازجة تشبهلهُ وقولت:
= تطلقني وهمضيلك على الورقة في المقابل.
بصلي بعدم إهتمام وقال بسرعة وإبتسامة وكإني حققتلهُ مطلبهُ أخيرًا:
_ تمام موافق، إنتِ طالق.
قومت وقفت وقولت بتصنع ملامح الأسف على وشي:
= أوبس!
دا كان إختبار يا طارق، بقى كدا تطلقني وتستغنى عني بكل السهولة دي، وعشان حِتة ورقة؟!
بصلي وقال بغضب وعدم فهم:
_ مش فاهم إختبار إي وزفت إي بقولك هتسجن مبتفهميش، إمشي طيب على الورقة دي وأنا هبقى أردك يا هدى.
بصيتلهُ وقولت بنبرة إستغباء مقصودة:
= طيب مقولتليش برضوا دي ورقة إي المهمة أوي دي وواققة على إمضتي؟
مسح على وشهُ بغضب وقال بإنفعال:
_ يا هدى أنا بتكلم بجد مفيش وقت ممكن ييجوا يقبضوا عليا في آي لحظة دلوقتي، مش عايزة تنقذي جوزك حبيبك، طيب بلاش حبيبك زي ما قولتي إفتكريلي آي حاجة حلوة على الأقل!
بصيت للسقف بتفكير وأنا مضيقة عيني وقولت:
= إممم، مفتكرتش حاجة للأسف، معملتيش آي حاجة حلوة يا طارق، ودي مكانتش إجابة للسؤال بتاعي.
قرب طارق مِني بغضب ومسكني من دراعي بعصبية وقال من بين سنانهُ وهو جازز عليهم:
_ هدى، إسمعي الكلام وإخلصي وإلا والله هتعمي عليكِ.
ضحكت بإستفزاز وبعدت إيديه عني بعصبية وقولت بإنفعال مُماثل:
= إنت مفكر إني هفضل معمية طول عمري يا طارق، مش كفاية عليك بقى الإستغلال اللي إستغليتهولي، مش كفاية عليك عمري اللي ضيعتهُ في الوهم والكدب، إبعد عني يا طارق وعن حياتي ومش عايزة أشوف وشك خالص.
بصلي بصدمة وعدم فهم وقال بتساؤل:
_ إنتِ بتقولي إي؟
إبتسمت بسخرية وقولت:
= بقول إي!
بقول اللي كنت مخبيه عني بقالي 3 سنين يا طارق، بقول إن الشركة دي بتاعتي ومش عايزة أشوف وشك فيها تاني.
بصلي بغضب ورجع مسكني من دراغي بقوة أكبر وقال:
_ الشركة دي من حقي أنا، أنا اللي إبنهُ مش إنتِ متقوليش شركتك دي خالص، وهتمضي غصب عنك يا هدى على الورق.
إبتسمت بسخرية وإستفزاز من بين معالم الألم اللي حاسة بيه وأنا بقول:
= كان على عيني بس صدقني مش هتعرف خلاص، زمان الشرطة هنا دلوقتي وإلبس بدل قضية النصب قضية كمان بإنك بتتلاعب بالقانون وكنت بتنصب عليا أنا كمان.
كان هيضربني بس الشرطة دخلت في الوقت دا وسحبتهُ بالعافية وسط إنفعالاتهُ وعصبيتهُ وكان معاهم محمد، إتكلم محمد بقلق وقال بتساؤل:
_ إنتِ كويسة يا أستاذة هدى؟
إبتسمت بهدوء وقولت:
= الحمدلله، الفضل ليك بعد ربنا إني كويسة دلوقتي يا محمد، لولاك كان زماني في الشارع مرمية لوحدي.
إتكلم بإبتسامة بعد ما إتنهد وقال:
_ متقوليش كدا يا أستاذة هدى، إنتِ بس إنسانة كويسة ونضيفة من جوا عشان كدا ربنا نجاكِ من شر أفعالهُ.
إكتفيت بالإبتسامة وبعدين قعدت على المكتب وكتبت شيك بـ 5 مليون جنيه ومديت إيدي بإبتسامة لـ محمد، اللي بص للشيك وبعدين بصلي بإبتسامة وقال:
_ خليه دلوقتي، يمكن نحتاجهُ في حاجة بعدين.
بصتلهُ بإستغراب وقولت بتساؤل:
= مش فاهمة؟
إتكلم محمد بإبتسامة وقال:
_ حابب نعمل بيزنس مع بعض، عاجبني ذكائك ودماغك وشغلك جدًا، يمكن نعمل شغل حلو بين الشركتين لما نتتفق.
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت:
= يعني دلوقتي مش عايز الخمسة مليون بتوعك؟
ضحك وقال:
_ لأ أكيد عايزهم دي مش خمسة جنيه، ولكن عايزهم يبقوا أكتر فيما بعد مع واحدة ذكية زيك بتشتغل بالشكل الهايل دا، هستأذن دلوقتي عشان عندي ميتينج مهم بعد ساعة ولينا قاعدة بعدين بمناسبة الشغل.
إبتسمت وقومت خرجت معاه ووصلتهُ لحد باب الشركة وأنا بشكرهُ، بعدها دخلت الشركة ووقفت في نُصها وقولت بصوت عالي:
_ جماعة ركزوا معايا دقيقة لو سمحتم، زي ما حضراتكم شوفتوا من شوية طارق مبقاش معانا في الشركة ولا بقى ليه فيها من تاني، الشركة دي بتاعتي أنا وكلامي دلوقتي موجه للأمن مشوفش وش طارق في الشركة ولو شوفتوه بيحاول يدخل الشركة تمنعوه ولو مش هتعرفوا تعملوا دا عادي هعين غيركم يبدأوا يشتغلوا صح، وللموظفين الشركة دي مالهاش مالك ولا مدير غيري ومن بعد كدا لينا سيستم جديد خالص ولكن زي ما إنتوا شغالين وهنبدأ نظبط الدنيا مع بعض.
خلصت كلامي ودخلت المكتب بتاع طارق، مكتب قلب الشركة زي ما بيقولوا المركز، أفخم مكتب وميليقش غير بـ صاحب الشركة فعلًا، إبتسمت وبصيت في المكتب كلهُ بملل لإنهُ بالنسبالي بقى كئيب جدًا، طلبت الموظفين المسئولين وطلبت منهم تغيير ديكور المكتب بالكامل ويفرزوا كل الأوراق والمهم يجيبهولي.
ويرموا كل الحاجات اللي مالهاش لازمة بِما فيهم الحاجات اللي تخُص طارق، فعلًا بدأوا في الشغل بتاعهم وأنا خدت شطنتي وقررت أروح البيت أغير شوية حاجات ضرورية، وأنا في طريقي للنزول عيني جات في عين إسراء اللي كانت بتبصلي بنظرة جامدة وباردة بدون مشاعر أو تعابير.
مهتمتش وسيبتها ومشيت، هتقولولي ليه لسة سيباها في الشركة، هقولكم لسة عندي فضول أعرف اللي وراها، لسة معايا ليها حكاية شكلها هتطول شوية فـ لازم أسيبها.
روحت البيت وطلبت النجار ييجي يغيرلي كالون البيت، وفي الأثناء دي فضيت الشقة من كل مستلزمات طارق وهدومهُ وخلافهُ، سيبتلهُ شنطة هدومهُ قدام الباب وبعد ما خلصت الشقة كان على بالليل.
دخلت خدت شاور سريع بعد يوم مُرهق ومتعب وعملتلي أكل سريع وبعد ما كلت فتحت كانز الشعير وبدأت أشربهُ لإن الفترة دي بقيت حاسة بمضاعافات وتعب رهيب في جنابي ومعدتي وفكرت في إنه الصديد اللي كان عندي رجع تاني.
معداش ساعة وسمعت صوت الباب بيخبط بشكل متتالي ومُتعصب، وكان صوت طارق وهو بيزعق بغضب وبيقول:
_ إفتحي يا هدى الباب، إفتحي والله ما هسيبك على اللي عملتيه فيا واللي دفعتهولي عشان بس أخرج وتحت المراقب كمان.
إتكلمت بإبتسامة من ورا الباب وقولت:
= الشنطة بتاعتك قدام الباب ولازم تشكرني عشان مرميتش زبالتك وجمعتهالك عشان تمشي بيها بإحترامك، وزي ما قولت إنت تحت المراقبة وبمكالمة واحدة للشرطة هجبهم ياخدوك تاني والمرة دي لا هيفيدك فلوس ولا معارف تخرجك زي المرة دي.
جالي ردهُ بنبرة مهتزة بعد ما رجع في كلامهُ:
_ طيب إفتحي يا هدى وخلينا نتفاهم مع بعض.
ضحكت وقولت:
= إحنا إتطلقنا ومستحيل أرجعلك أو حتى أسمعلك من تاني يا طارق ودا أخر كلام عندي، تصبح على خير.
سيبتهُ يخبط ويتكلم وطفيت النور وروحت عشان أنام وأنا لأول مرة حاسة براحة وإني مش مُصتضعفة، على الساعة 6 الصبح كانت معدتي بتتقطع حرفيًا وصحيت من النوم على الوجع الرهيب اللي حاسة بيه.
قومت وأنا بتأوه وبتلوى في مكاني وبصرخ من الألم اللي حاسة بيه، قومت لبست بسرعة وأنا بحاول أسند نفسي ولكن مش قادرة أمشي خطوتين على بعض حتى، مسكت موبايلي وإتصلت بـ محمد هو الوحيد اللي جه في بالي وقتها، أول ما جالي ردهُ قولت بصوت متأوه وصوت عالي:
_ محمد فاضي ممكن تساعدني.
جالي صوتهُ المخضوض واللي واضح كان نايم وقال بتساؤل:
= في إي يا هدى؟
إتكلمت وأنا بعيط وقولت:
_ معدتي بتتقطع ومش عارفة في إي ومش قادرة أسند نفسي حتى أروح المستشفى ممكن تيجي تساعدني نروح.
إتكلم بقلق وقال بإستعجال:
= حاضر حاضر ثواني وهبقى عندك.
قفل معايا وأنا فضلت مكاني الرجع بيزيد مش بيقِل ومش قادرة حرفيًا، بعد تقريبًا رُبع ساعة سمعت الباب بيخبط، تحاملت على نفسي وروحت فتحت وكان محمد، ساعدني ونزلت معاه.
ركبنا عربيتهُ وروحنا أقرب مستشفى، بعد الفحوصات والتحاليل والعينات اللي سحبوها مِني إداني مسكنات تهدي الوجع شوية وبعدين قال الدكتور بهدوء:
_ بمجرد ما تطلع التحاليل هنعرف السبب إي بالظبط، ولكنني شاكك من الفحوصات والعينات يعني إن سبب الوجع كثرة إستخدام حبوب موانع الحمل.
بصيتلهُ بصدمة وقولت:
= حبوب موانع حمل!!!