![]() |
رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الرابع والعشرون بقلم رحمة نبيل
وبمجرد أن خطت للمنزل حتى ألقت جسدها بعنف على الأريكة تتنفس بصعوبة؛ بسبب تعب جسدها الذي يطالبها بالرحمة والراحة، لكنها أبت إلا أن تكمل البحث عن عمل يناسبها ويناسب مؤهلاتها، نفخت لورا بتعب وهي تستعد لأخذ حمام دافئ، ثم مواصلة البحث عن عمل .
لكن وقبل أن تقرر حتى النهوض من على الأريكة وجدت جسد والدتها يرتاح جوارها وهي تحمل طبق ملئ بالفاكهة الباردة تمد يدها به لابنتها وهي تقول ببسمة :
" إذن لورا هل وجدتِ عملًا يناسب احلامك ؟!"
نظرت لورا لوجهها تبحث عن سخرية مبطنة بين كلماتها أو استهانة بها، وبالفعل وجدت ما كانت تتصور، لكنها لم تعر الأمر اهتمامًا وهي تقول ببسمة واسعة :
" ليس بعد امي، لكن اليوم بعد ساعة من الآن لدي مقابلة عمل أخرى "
أنهت حديثها وهي تنهض تقول بكل احترام مقبلة والدتها :
" اعذريني امي احتاج للاستحمام؛ كي اتجهز "
وما كادت تخطو خطوة أخرى بعيدًا عن والدتها، حتى سمعت صوتها يقول :
" لورا "
توقفت لورا وهي تغمض عينها تدعو الله أن تمر تلك المحادثة مع والدتها دون أي مشاكل، استدارت ببطء وهي تنظر لها بتساؤل، ابتسمت لها والدتها ثم ألقت سؤالها دون مواراة :
" من اين لكِ بمعرفة مايك فوستاريكي ؟!"
اعتدلت لورا في وقفتها وهي تفتح فمها تقول بهدوء شديد :
" أمي أنه واحد من أبناء اكبر عائلات إيطاليا وانا كنت اعمل صحافية؛ لذلك من الطبيعي أن تلتقي طرقنا "
ابتسمت والدتها بسمة صغيرة فشلت لورا في تحديد هويتها، ثم تبعتها بحديثها وهي تقول ساخرة :
" حقًا ؟! ومنذ متى كانت مجلتك العزيزة مختصة بأخبار عائلات إيطاليا ؟! على حسب علمي فهي مجلة ترفيهية فقط ولا تكتب عن الأخبار الإقتصادية وغيرها من اخبار رجال الاعمال، كما أنني سألت بعض معارفي وعلمت أن مايك فوستاريكي، لا يعمل في شركات عائلته رغم وجود فرع للشركات تحت إدارته، إلا أنه لا يهتم به كثيرًا والأمر متروك للحفيد الأكبر "
ابتسمت لورا بسمة باهتة وهي تقول :
" أرى أنكِ اجريتِ بحثًا مكثفًا عنه "
" نعم فعلت، ألا يحق لي معرفة رفاق ابنتي ؟!"
رفعت لورا حاجبها وهي تقول بتشنج :
" رفاق ؟! "
نهضت والدتها وهي تقف أمامها ثم قالت بكل بساطة ودون مقدمات :
" لهذا تركك ابن خالتك لورا ؟! تركك لأنك ترافقين رجال ؟! "
والصاعقة التي سقطت على رأس لورا كانت واضحة وضوحًا جليًا على وجهها وهي تصرخ بعدم تصديق :
" أمــــــــــــــي "
صرخت والدتها في المقابل ويبدو أن قشرة برودها المصطنعة تصدعت وهي تقول بصوت عالٍ وجنون :
" ماذا امي امي؟! أخبريني إذن كيف يتركك وهو من كان يهواكِ بجنون ؟! ها أخبريني يا ابنتي؛ لأنني أصبحت كبيرة لا افقه شيئًا، كل يوم اراكِ بين احضان رجل مختلف بعدما تركتِ خطيبك الذي كان عاشقًا لكِ "
صرخت لورا في المقابل بجنون لأول مرة تظهره أمام والدتها :
" هذا لأنني أكرهه، أنا أكرهه، أكرهه يا امي، أنا أكره الجميع، وأكره نفسي ايضًا، ذلك الذي تبكين حسرة على ضياعه من بين يدي ابنتك الغبية هو نفسه من تسبب في تدهور حالتي النفسية واصابني باضطرابات دمرت حياتي، ابن اختك العزيز ذلك كان يمارس ساديته علىّ امي، كان يتلذذ بتعذيبي جسديًا، كان يهوى ضربي، لقد كانت ضرباته تترك كدماته على جسدي لأيام وشهور وأنتِ فقط تتجاهلين الأمر ولم تهتمي حتى بسؤالي عن تلك الكدمات "
انتهت لورا من صراخها ثم اتبعته بصوت مذبوح مقهور :
" لقد أثرت شفقة الجميع عداكِ أمي، حتى خالتي التي هي والدته، كانت أول من لاحظ الأمر ووقفت جواري واجبرته على تركي وشأني بينما أنتِ ..."
ابتلعت ريقها ثم صرخت بجنون :
" أنتِ حتى اليوم تلومينني لتركي له، ولأنني فوت تلك الفرصة، ولا اعلم حقًا ماذا كنتِ تنتظرين لتشعري أنني اتعذب، هل كنتِ تنتظرين أن يحملوني لكِ جثة هامدة بعدما يبالغ يومًا في ضربه لي ؟!"
صمتت وهي تتنفس بسرعة كبيرة تشعر بالهواء يُسحب من حولها وصوت صرخاتها وهي تترجاه أن يتركها يضرب اذنها، تلك الأيام التي استغل بها ابن خالتها قوته وتجبر عليها لأنها فتاة، صفعه لها أمام الجميع لأجل خطا صغير فقط حتى يثبت قوته للجميع، جذبه لها من شعرها في أي مناسبة تذهب إليها بدون معرفته، ضربها بقدمه ومعاملتها كحشرة ثم يبصق عليها ويرحل تاركًا إياها تلملم بقايا كرامتها التي دهسها أسفل أقدامه .
سقطت دموع لورا وهي تتذكر بكائها لوالدتها وهي تترجاها أن ترحمها من تلك العلاقة، بكت ترجت حتى وصل بها الأمر لتهديد والدتها بأمر اخبارها لوالدها والذي كان وكعادته بعيدًا عنهما، وقتها فاجئتها والدتها بأمر إصابة والدها بمرض خطير في القلب وخبر كهذا قد يؤدي لخسرانه، ثم وعدتها أنها ستتحدث مع ابن اختها، لكن وبعد أيام قليلة من تحدث والدتها مع خطيبها المزعوم عاد مجددًا اقوى من أي مرة، إهانات متتالية مستغلًا قوته ضدها .
حملت لورا حقيبتها وهي تنظر لوالدتها بخيبة أمل، ثم تحركت خارج المنزل وهي تبكي بقوة، تبكي ضعفها، تبكي جبنها الذي عانت نتائجه، لو أنها أخبرت والدها بكل بساطة، ماذا كان سيحدث ؟! كان سيجعلها تتركه، ثم ماذا ؟! يسافر تاركًا إياها مجددًا بين قبضته .
صعدت لورا السيارة وهي تقودها بقوة وسرعة كبيرة تبكي ولا ترى أمامها وصوت نحيبها يملئ السيارة، أخرجت هاتفها تتصل به؛ منقذها، لكن لم تستطع الوصول له، لذلك سريعًا ودون تفكير تحركت بسيارتها نحو اول مكان خطر ببالها ..
كانت تبكي وهي لا ترى أمامها، سنتين من الذل والإهانة، مدة كافية لطحن روحها أسفل مطرقة الضعف، كل هذا وهي بين والديها، تتساءل ماذا كان ليحدث لو أنها بلا والدين .
وقفت بالسيارة الخاصة بها أسفل بناية كبيرة، ثم تحركت بأقدام هلامية صوب المنزل المرجو، وقفت أمامه وهي تحاول مسح دموعها بقوة تطرق جرس الباب بلا توقف، وبمجرد ما فتح الباب حتى قالت ببكاء عالي ونشيج قطع قلب ذلك الذي يراقبها برعب :
" موسى ساعدني ....."
______________________________
تبادل الجميع نظرات واعين انطونيو تلتمع بحماس كبير، رغم عدم فهمه لما يتحدث به ذلك الرجل، إلا أنه يستطيع فهم تلك الشرارات التي تخرج من فبريانو .
بينما فبريانو كانت يده تتحرك بلا شعور نحو سلاحه ورغم رفضه تحويل ليلة كتلك لـ ليلة دموية، إلا أن القدر يعانده دائمًا .
نهض فادي من مكانه وهو ينظر بشر لمدحت وهو يقول بغيظ وشر :
" أنت اتجننت يا مدحت ولا ايه ؟! هي حصلت تجيب بلطجية وتدخل بيهم بيتي ؟! "
نظر مدحت لفادي بحنق وهو يصرخ بملء صوته :
" يعني اللي حضرتك عملته هو اللي ينفع يا عمي ؟! اكون قاعد في البيت ويوصل ليا خبر أن خطيبتي متقدم ليها عريس بكل بجاحة، لا ومش بس كده حضرتك مستقبله ومتقبل الموضوع "
فتح فادي فمه للإجابة إلا أن صوت آخر شق المشاحنة تلك وهو يقول بشر :
" بتقول ايه يا ابن لبيب ؟! سمعني كده ؟! خطيبة مين دي اللي بتتكلم عليها ؟!"
ولم يكن ذلك الصوت سوى صوت لولو التي وقفت تستند على عكازها بتعب ورغم انحناءة ظهرها إلا أن هيبتها كانت حاضرة وهي تصرخ بغضب :
" الظاهر ابوك انشغل عنك وسابك لما بقيت حيوان وقليل الادب، بترفع صوتك على عنك في وجودي وفي بيتي ؟! "
نظر مدحت بغيظ لـ لولو وهو يكبت غضبه عنها مذكرًا نفسه أنها جدة والده في النهاية :
" يا تيتة أنتِ مش شايفة اللي حصل ؟! يعني استغلوا إني مريض وقاعد بتعالج في البيت وبيخطب خطيبتي لواحد تاني ؟!"
رفعت لولو حاجبها وهي تراقب ملامح مدحت التي كانت مُدمرة بعض الشيء وهي تقول :
" بتتعالج في البيت ؟! من ايه يا ضنايا ؟!"
عض فادي شفتيه بغضب وقد بدأ صدره يعلو ويهبط بقوة بسبب تلك الذكرى التي ضربته فجأة وهو يقول بغل وحقد واضح :
" لما سافرت لروبين، في يوم رجعت الشقة لقيتها كلها ضلمة ومرة واحدة حسيت بحد بينزل فوقي ضرب لما كسر عضمي كله وفضلت في المستشفى هناك شهر كامل عشان اقدر احرك ايدي، بس هو خدني على خوانة، بالك لو كان وقف قصادي راجل لراجل أنا كنت عرفته مقامه "
ابتسم فبريانو بسمة واسعة وهو يتذكر تلك الذكرى السعيدة والقريبة لقلبه، بعدما قرر أن يريه كيف يصرخ في وجه روبين ويبكيها، وقتها ذهب لمنزله ودخله بكل سهولة، ثم جلس به حتى سمع صوت غلق الباب، ودون حتى أن يمنح مدحت فرصة خلع حذائه كان يهجم عليه يصب به جام غضبه .
افاق فبريانو من شروده على صوت صراخ رجل ظهر من العدم ويبدو أنه من حديث الجميع والد ذلك الاحمق مدحت :
" يعني ايه يا فادي ؟! هو احنا مش اتفقنا !!"
ربع فادي ذراعيه وهو يقول ببسمة باردة :
" اتفقنا ؟! امتى ده ؟! أنا في حياتي مش فاكر اني قولتلك جملة جمعت فيها اسم روبين مع ابنك الحيلة"
نظر لبيب ( والد مدحت ) للينا وهو بيقول :
" وكلام لينا ؟!"
رفع فادي حاجبه وهو يقول :
" ومن امتى واحنا بنتكلم في مواضيع زي دي مع الستات يا لبيب ؟! "
ارتفع صوت مدحت بغضب وقد فقد صبره كله وهو يشير للجميع الجالس بكل هدوء عكس عادتهم، ينتظرون فقط الفرصة للتدخل :
" يعني ايه ؟! يعني هتفضل الناس دول عن ابن اخوك يا عمي ؟! هتدي بنت عمي لناس غرب ؟!"
ابتسم فادي ببرود وهو يهز رأسه بنعم ثم قال بكل هدوء :
" على الأقل دول اللي أنت بتتكلم عليهم لما دخلوا البيت دخلوه من بابه وبكل هدوء، مش زيك لامللي شوية بلطجية وداخل بيهم وكأنك رايح تحارب، أنا لا يمكن ادي بنتي لواحد ماشي يتبلطج على خلق الله ويخبط فيهم يا فادي "
وضع آدم يده على فمه يكتم ضحكة سخرية كادت تفلت منه، بينما رفقة حركت شفتيها يمينًا ويسارًا وهي تردد بسوقية :
" ابوكِ ده طيب اوي يابت ياروبين والله صعبان عليا "
ضحكت روبين بخفوت وهي تنظر لفبريانو الذي بمجرد أن التقت عينه بها حتى غمز لها وهو يبتسم، بينما اشتعل النقاش بين فادي ومدحت الذي صرخ بغضب :
" طب اسمع بقى يا عمي روبين لو مش ليا فمش هتكون لحد لغيري، وعليا وعلى أعدائي "
انتهى من حديثه، ثم نظر لاليخاندرو وهو يقول بعنف كبير :
" يلا يا عم الحاج خد الشوية اللي معاك دول وأخرج من هنا، معندناش بنات للجواز "
لكن لم يصدر من اليخاندرو أي شيء سوى بسمته التي اتسعت وهو يراقب ما يحدث، مما أثار غضب مدحت أكثر وهو يشير للرجال خلفه والذي كانوا يحملون عصى غليظة يقول بصراخ :
" أنت اطرش ولا ايه ؟! قولت مفيش للبنات للجواز هنا يلا زق عجلك واتفضل من غير مطرود "
وبمجرد أن انتهى من حديثه حتى رفع الرجال خلفه ما بيدهم في تهديد واضح لهم، وفي المقابل اتسعت عين فادي بصدمة من تصرفات ذلك الوقح في منزله والذي يهين ضيوفه أمامه؛ لذلك ارتفع صراخه بجنون وهو يرفع يده عاليًا ناويًا أن يهوي بها على وجه فادي :
" كمان بتبلطح على ضيوفي يا كلب ؟!"
وقبل أن تصل يده لوحه مدحت، شعر بيد أخرى تمسك يده وتمنعه من فعلها، استدار فادي لتلك اليد والتي كان صاحبها اليخاندرو وهو يقول ببسمة صغيرة ونبرة غامضة مخيفة:
" سيد فادي العنف ليس حلًا لمثل هكذا أمور، بل الأفضل أن نتخذ الطريق الودي والسلمي "
وقبل أن يجيبه فادي، ارتفع صوت صراخ عالي في المكان وصوت يرج ارجاء المنزل، وقد كان صوت جاسي التي ركضت واحضرت سلاحها وهي تهبط الدرج بغضب صارخة :
" في بيتي وبتهدد ابويا يا زبالة؟! لا عاش و لا كان يا عرة الرجالة "
أنهت جاسي حديثها وهي تندفع بعنف صوب مدحت ودون كلمة واحدة كانت قدمها تهوي عليه مسقطة إياه ارضًا بعنف، ثم ضربت رأسه بالسلاح وهي تقول بشر :
" ده أنا هخليك متنفعش حتى قطع غيار "
وفجأة في وسط تلك الأجواء المشحونة صدرت زغرودة عالية من فم جولي، أو يمكن القول صوت غريب لا معنى له من فم جولي وهي تقول بسعادة كبيرة :
" اعطيه ذلك الحقير، اقسم أنني لم أرى يومًا من هو بمثل حقارته، يارجل هو اسوء حتى من انطونيو النكرة "
نظر مارتن لجولي بشر أن تصمت، لكنها قالت بخوف من نظرته :
" ماذا أنا فقط اعبر عن سعادتي بفعلتها "
" اصمتي جولي، حتى لا اتركك لانطونيو النكرة يفعل بكِ ما يشاء "
استدارت جولي ببطء ترمق انطونيو بخوف وهي تراقب نظراته المخيفة وهي تقول بصوت منخفض :
" ماذا أنا أقول أنه اسوء منك، لِمَ تنظر لي هكذا؟! عليك أن تسعد فهناك من هو اسوء منك "
تحدث فبريانو بجدية وهو يتحرك صوب مدحت يساعده على النهوض، ثم نفض ثيابه بكل هدوء وهو يقول ببسمة :
" معلش على التعامل الخشن بتاع جاسي، هي اكيد متقصدش "
صاحت جاسي بغيظ وغصب :
" لا اقصد، لو فاكر أننا هنسكتله يبقى بيحلم ابن لبيب "
نظر لها فبريانو بشر، نظرة جعلتها تعود للخلف بخوف وهي تصمت مجبرة بينما رمق فبريانو الجميع وهو يقول بكل هدوء :
" معذرة سأخذ ذلك الرجل واحدثه في الخارج بكل هدوء، علّنا نصل لحل يرضي الجميع "
اتبع كلامه وهو يضم مدحت من كتفه وكأنه رفيق قديم، ثم تحرك به صوب الخارج وهو يشير للرجال الذي أتوا مع مدحت أن يلحقوا بهم :
" خلينا نتكلم بكل هدوء قرة يا رجالة "
وبهذا الشكل سحب فبريانو مدحت ومن معه من الرجال للحديقة تاركًا لبيب ينظر بخجل للجميع بسبب أفعال ابنه، وخاصة لولو التي كادت تحرقه بنظراتها وهي تقول بشر :
" صبرك عليا يا لبيب أنت وابنك، أما خليتك تلفوا حوالين نفسكم مبقاش وادي "
جلس فادي بتعب على الأريكة وجواره اليخاندرو يربت على قدمه وهو يقول بكل هدوء مستفز :
" لا بأس، فبريانو سيصل معه لحل بكل هدوء، هذه ميزة أخرى به، يستطيع إزالة المشاكل من جذورها "
نظر الشباب لبعضهم البعض نظرات تخفي خلفها الكثير وهناك بسمة مخيفة ترتسم على فم الجميع ...
_____________________________
كانت تجلس بكل ملل وهي تستمع لأحاديث السيدة مانتيو تحاول عدم التعامل بوقاحة وأخبارها أن لا شأن لها بذلك المدير المقيت .
" سيدة مانتيو ما شأني إن كان السيد مارسيلو يحب السمك أم لا ؟! ثم هذا الإنسان تحديدًا، لا يرفض أي طعام "
صمتت ثم نفخت بضيق وهي تقول لها بغيظ كبير :
" أنا هنا فقط لاخبرك متى تعودين للعمل، لقد مللت حقًا التعامل مع ذلك الرجل، هو ...هو ...هو يثير جنوني، يخرج اسوء ما بي، في حياتي كلها لم أعتد الصراخ أو الغضب، كنت أعيش حياة هادئة لطيفة بسيطة، حتى اقتحمها هو بكل تلك التعقيدات"
صمتت ثم أضافت بتيه :
" أنا عندما اتعامل معه أشعر أنني في حياتي كلها لم اتعامل مع رجال، يبدو مختلفًا عن أي رجل، بل عن أي إنسان طبيعي، التعامل معه يشعرك بالغرابة والتعجب وأنتِ تفكرين كيف لم تتوقف أجهزته الداخلية بسبب كل ذلك الكسل ؟!"
ضحكت مانتيو بقوة وهي تقول :
" أوليس هذا كافيًا لينال اعجابك؟! أعني أن تملكِ رجلًا غريب يختلف عن الباقية لهو شيء مميز "
رفعت راسيل حاجبها وهي تقول بتعجب :
" ما مقصدك من كلمة امتلك ؟!"
ابتسمت مانتيو وهي تربت على طفلها بحنان، ثم نظرت حولها ترى إن كان زوجها في الجوار، ثم همسة بخبث غامزة :
" اقصد أن يكون حبيبك "
وعند تلك الكلمة انتفضت راسيل من مكانها صارخة بصدمة وكأنها لُدغت للتو من ثعبان، نظرت لمانتيو بصدمة وهي تقول :
" ماذا ؟! حــ "
صمتت وهي تنظر حولها بجنون ثم قالت بصراخ أفزع الطفل :
" حبيب؟! حبيب من بحق الله ؟! اخبرك أنني لا اتحمل البقاء معه يوم واحد تخبريني أن اتخذه حبيب ؟! هل أثرت الولادة على عقلك مانتيو ؟!"
نظرت لها مانتيو بحدة وهي تصرخ لها :
" اشششش اخفضي صوتك يا حمقاء أيقظتِ الصغير، ثم ما به السيد مارسيلو، ما الذي ينقصه ليكون حبيبك ؟! أوليس هذا افضل من هؤلاء الصبية الحمقى الذين ترافقيهم ؟!"
" يا ويلتي ما به عقلك يا امرأة؟! تتسائلين ما الذي ينقصه ؟! بل قولي ما الذي يميزه؟! يا امرأة هو عبارة عن كتلة ثلجية متحركة، هو يحتاج لأن تشتعل به نيران علها تُجبره على التحرك، كيف يعقل أن تعيش امرأة رفقة رجل كهذا المارسيلو ؟! ثم من أين سيحضر سيادته وقت لامرأته؟! هو ينام ٢٣ ساعة ويستيقظ ساعة واحدة لتناول الطعام "
رفعت مانتيو حاجبها ثم قالت بخبث غامزة :
" حقًا؟! هل معنى حديثك أنه لم يحرك بكِ شيء؟! لم يلفت نظرك بأي شكل من الأشكال ؟!"
كانت راسيل تتنفس بعنف وهي تنظر لمانتيو قبل أن تصمت فجأة وهي تتذكر تلك اللحظات في روسيا وهي بين أحضانه، همساته الحنونة الدفء الذي ينبعث منه، وسريعًا اخترقت همستها التي قالتها له أذنها ( هن محقات، أنت دافئ جدًا ) وعند هذه النقطة انتفضت راسيل وهي تلوح بيدها في الهواء معترضة ولا تعلم على الأفكار في رأسها أم على حديث مانتيو، تقول بغضب :
" لا، ليس هذا "
وبهذه الكلمة أعلنت نهاية حوارها مع مانتيو وهي تنسحب من المكان كعاصفة هوجاء تاركة خلفها مانتيو تهدهد صغيرها بكل حنان وهي تنظر نحوها بخبث كبير هامسة :
" سيأتي يوم وتخبريني، أنكِ سقطتِ كالحمقاء في عشق ذلك البارد "
______________________
كانت روبين ترمق الباب بفضول حيث رحل فبريانو منذ قليل مع مدحت، وجوارها كارين تهمس في أذنها بصوت منخفض وبالإيطالية جاهلة أن روبين حتى لا تفهم حديثها ذلك وأنها لا ترتدي الآن سماعة الترجمة :
" أكاد اقسم أن ذلك المتوحش يتناولهم في الخارج، ذلك الرجل مخيف "
نظرت لها روبين بجهل قبل أن تنتبه لمارتن الذي نهض وهو يعدل ثيابه يقول ببسمة :
" معذرة سأذهب للمرحاض "
ابتسم له فادي وقبل أن يشير صوب الطريق المؤدي للمرحاض وجد مارتن يتحرك نحو الخارج بسرعة، فتح فادي فمه ببلاهة يراقب خروجه .
ثواني ونهض ادم وهو يقول :
" سوف اذهب لاستنشاق بعض الهواء حتى يعود الباقيين "
ومن ثم لحق بمارتن للخارج وقبل أن يخطو للحديقة سمع جايك يقول :
" انتظرني آدم سآتي أنا أيضًا لاستنشاق بعض الهواء "
وكذلك نهض مارسيلو بعدما وضع طبق الطعام على الطاولة يقول بجدية :
" أين يمكن أن اغسل يدي رجاءً ؟!"
أشار فادي ببلاهة صوب الحوض الذي يقبع في ممر المرحاض، لكن مارسيلو قال وهو يضم حاجبيه :
" ألا يوجد صنبور مياه في الحديقة "
هز فادي رأسه وهو يقول بتعجب :
" يوجد، لكن لِمَ تخرج هناك ...."
ولم يدع له مارسيلو الفرصة لإكمال حديثه وهو يخرج للحديقة، يقول بجدية :
" لا أحد يلمس حلواي"
نهض ماركوس وهو يتبع بمارسيلو يقول بكل هدوء :
" سأذهب لاساعده في غسل يده حتى لا يبلل ثيابه "
وبمجرد انتهاءه من كلمته حتى خرج وخلفه مايك الذي قال ببسمة واسعة غبية :
" سأذهب لمساعدة ماركوس في مساعدة مارسيلو"
ابتسم اليخاندرو بسمة واسعة وهو يراقب ما يفعل أحفاده، ثم ثواني فقط حتى نهض انطونيو وهو يتنحنح قليلًا قائلًا بهدوء وهيبة يعدل من وضعية بذلته :
" سأذهب لاجري اتصالًا هامًا "
وهكذا أصبح البهو فارغًا إلا من السيدات وتوفيق واليخاندرو وفادي، ولبيب الذي كان قد تحرك للخارج خلف ابنه ليرى ما يحدث، استدار اليخاندرو صوب فادي وهي يقول بهدوء :
" إذن سيد فادي أخبرني كيف تحب أن يكون الزفاف ؟! "
____________________
كان يجلس في غرفته وهو ينظر لسقف المنزل بشرود وعقله يدور في دائرة مفرغة، دائرة تبدأ وتنتهي عند شقيقته الصغيرة، شقيقته التي يستطيع حرق ذلك العالم ليعيدها مجددًا، مسح وجهه بحنق يتوعد لها بالويل بعدما يعيدها، فالخادمة أخبرته أنها هي من خرجت وطلبت منها عدم أخباره بذلك
همس من بين أسنانه بغيظ :
" فقط انتظري كارين، اقسم أن اذيقك الجحيم ايتها الحمقاء "
نفخ وهو يعتدل في جلسته يُذّكر نفسه أن الخطأ خطأه من البداية فهو من اصرف في دلالها وتغاضى عن تهورها وحبها للمغامرات، هو من دفعها لفعل كل ذلك بالسكوت عن أفعالها .
نهض لوكس من فراشه وهو يتحرك بخطوات بطيئة صوب مكتبه وجسده كله يأن بتعب مطالبًا إياه بالراحة، فهو منذ علم بتلك الكارثة وهو لم يذق طعم النوم، حتى بدأت تتكاثر الهالات السوداء أسفل عينه معطية إياه مظهر يليق بمدمن .
ابتسم لوكس بسخرية وهو يلقي بجسده على مقعده الخاص يتكأ برأسه على المكتب وهو يشرد في الصور أمامه، يتلمسها بكل حنان يقول بصوت متوجع :
" اشتقت لكما كثيرًا، اشتقت كثيرًا لكما امي وابي، أشعر أنني خذلتكما واضعت صغيرتي الثانية "
سقطت دمعة صغيرة من عين لوكس وهو يقول بصوت خافت :
" خسرت آخر من تبقى لي بعد رحيلكما، وضياع جوهرتي الغالية "
تحركت عينه ببطء حتى ثبتت على إطار يحوي صورة منقسمة لنصفين، نصف به صورة طفلة وآخر به صورة شابة ملامحها غير واضحة كليًا وهو يهمس بشوق :
" اشتقت لكِ كذلك الأمر جوليانا العزيزة، والآن وبعد ترك كارين لي أصبحت وحيدًا "
أخذ لوكس نفس عنيف، ثم أخرجه وهو يقول بصوت منخفض :
" أين أنتِ كارين؟! لِمَ تركتيني وحدي ؟!"
____________________________
كان مدحت يقف وخلفه الرجال الذين احضرهم وهو ينظر لفبريانو بشر قبل أن يقترب منه هامسًا بغضب مشتعل :
" احسنلك تاخد اللي معاك وتمشي، بدل ما تشوف مني اللي مش هيعجبك يا ننوس عين امك "
ابعد فبريانو يد مدحت وهو يبتسم بسمة ساخرة :
" أيوة صح عرفت منين اني كنت ننوس عين امي ؟!"
رفع مدحت حاجبيه ببلاهة قبل أن يقول فبريانو بكل بساطة وبسمة واسعة وهو ينتبه لوقوف جميع أبناء عمومته واخوته خلفه :
" اصل انا كنت الكبير فاخدت دلع زيادة حبتين "
ابتسم مدحت وهو يقول للرجال خلفه :
" اه دمه خفيف وبيهزر، واضح كده أنك حابب تمشي متكسح أنت والحلوين اللي معاك "
نظر فبريانو خلفه للجميع ثم قال مشيرًا لهم :
" لا الصراحة أنا مش حابب بس شوفهم كده لو حابين ابقى كسحهم "
تعجب مدحت من طريقة تقبله لكل تهديد أو حديث يقوله، لذلك وبكل غضب أشار للرجال خلفه يأمر برفع العصي حتى يهددهم بها، ثم اقترب وقال ببسمة واسعة :
" ها بقى تحب تمشي على رجلك ولا تاخدها زحف ؟!"
" فيه اختيار ثالث "
نظر له مدحت بترقب قبل أن يتراجع للخلف فجأة برعب حينما ابصر الجميع يخرج أسلحته بشكل مخيف جعله يفتح عينه بصدمة وهو يستمع لصوت فبريانو يقول بجدية :
" تخرج أنت من هنا متخرم "
بدأ الرجال خلف مدحت بالتراجع في خوف شديد من مظهر الأسلحة التي ارتفعت فجأة في وجوههم، وقد كان من يحملها بملامح جامدة مرعبة، اقترب فبريانو من مدحت ثم همس جوار أذنه :
" ظننتك ذكيًا مدحت، ألم تكفيك آخر مرة ؟!"
نظر له مدحت بغباء لا يفهم مغذى حديثه بينما فبريانو ابتسم بسمة واسعة وهو يقول بتشفي :
" ذلك اليوم في شقتك في ايطاليا"
فتح مدحت عينه بصدمة وهو يشهق متراجعًا ينظر لفبريانو من أعلى لاسفل والكلمات لا تساعده لإخراج أي جملة مفيدة، قبل أن يعلو صوته بسبة نابية وهو يرفع يده وفي نيته أن يهوى بها على وجه فبريانو :
" اه يا ابن الــ ..."
وقبل أن يكمل كلمته كانت قبضته تتوسط يد فبريانو، واليد الأخرى لفبريانو تصطدم بوجه في شكل عنيف وفي ثواني فقط نشبت الحرب بين الطرفين في قتال غير عادل بالمرة بين أشخاص كبروا وترعرعوا على القتال والضرب، وبعص الهواة الذين يتخذون الضرب وسيلة لفرض سيطرتهم على بعض الضعفاء .
خلع جاكيري سترته وهو يلقيها ارضًا، ثم أمسك أحد الرجال وهو ينكب فوقه بالضرب، بينما انطونيو تحرك بين الأجساد المتلاحمة وعينه على ذلك الرجل الذي صرخ في وجه جده بكل وقاحة في الداخل، وصل انطونيو وتوقف أمام فبريانو وذلك الشاب وهو يقول لفبريانو ببسمة :
" اتسمح لي ؟!"
نظر فبريانو لوجه مدحت والذي كان قد أوشك على الإنتهاء منه، ثم تنحى جانبًا وهو يلقي جسده بين يدىّ انطونيو متحدثًا بلا اهتمام :
" تفضل، لكن اترك لي القليل بعدما تنتهي "
هز له انطونيو رأسه ببسمة هادئة، ثم استدار لذلك الشاب وهو يقول بأسف:
" لم يكن عليك التحدث مع رجل بعمر جدي بهذه الوقاحة، اقسم أنني وقتها كان من الممكن ألا افعل شيء، كنت فقط سأشاهد دون الاقتراب، لكن أنت حقًا أحمق "
وبهذه الكلمة ختم انطونيو جملته وافتتح ضرباته الموجهة لوجه مدحت الذي كان على وشك فقدان الوعي، وآخر مارآه هو والده الذي ركض صوبه وهو يصرخ باسمه، وبعض الرجال يركضون للخارج يصرخون برعب .
____________________
كان الجميع يجلس في المنزل في انتظار انتهاء الحوار السلمي بين فبريانو ومدحت، وروبين تجلس وهي تبتسم لوالدها والجميع ببسمة غبية، حتى ارتفع فجأة صوت صرخات عالية جعلت والدها ينتفض من مكانه وهو يقول بفزع :
" ايه الصوت ده ؟!"
تحدثت جاسي بسخرية كبيرة :
" لا ده تلاقي بس النقاش حاد شوية، اقعد يا حاج اقعد والقائد هيتصرف "
كاد فادي يجلس على الأريكة قبل أن يصرخ وهو يصعد إليها بسرعة رافعًا قدمه بعيدًا عن الأرض، حينما لمح جسد يتدحرج على الأرضية أسفله ووجه مضجر بالدماء، فتح فادي عينه بصدمة وهو يشير لجسد الرجل المسجي أسفل المقعد يتحدث بعدم تصديق :
" ده ...ده ..ده "
وقبل أن يجمع جملة واحد وجد أحد الشباب المرافقين العريس يدخل وهو يبتسم للجميع بسمة صغيرة وهو يقول باعتذار :
" آسف فقط تحمس مارسيلو للنقاش"
وبمجرد انتهاء تلك الكلمات والتي كانت خارجة من فم جايك، حتى سحب جايك الجسد مجددًا للخارج وهو يقول ببسمة واسعة :
" لا بأس عودوا للحديث وكأن شيئًا لم يكن "
وبمجرد انتهاء جايك من حديثه حتى دفع الجسد بقوة للخارج وهو يشير الأرضية التي تلوثت بالدماء :
" ما هذا اللون ؟! هل سكب أحدكم بعض الصلصة هنا ؟! حسنًا لا بأس ازيلوها قبل أن تلتصق بالارضية "
انتهى من جملته وهو يرمق الجميع ببسمة واسعة، ثم خرج من المنزل وهو يلقي الجسد على مارسيلو بعنف متحدثًا :
" أنت أيها الاحمق ابتعد عن المنزل، جعلت الرجل يخاف في الداخل، ماذا سيقول عنا الآن ؟! همج ؟!"
هز مارسيلو كتفه بعدم اهتمام ثم عاد لما كان يفعل، وفي الداخل كان مازال فادي يراقب الأرضية الملوثة بالقليل من الدماء وهو يشعر بالصدمة، نظر جواره لاليخاندرو وهو يقول بعدم تصديق :
" ما الذي يحدث في الخارج ؟!"
ابتسم له اليخاندرو ثم قال :
" لا تقلق هم فقط يتحاورون بكل هدوء، ثم انطونيو معهم فلا تقلق طالما هو معهم فلن تحدث أية مشاكل، فهو الأكثر تعقلًا بين الجميع "
في الخارج لكم انطونيو وجه مدحت بعنف وهو يلقي بجسده صوب فبريانو الذي لكمه هو الآخر لكمة جعلته يعود مرة أخرى لانطونيو الذي امسك وجهه وهو يقول بحنق :
" أنت أيها الاحمق، أنتبه أين تضرب ؟! لقد أفسدت الوجه بالكامل ولا أجد مكانًا لاضربه به "
تحدث فبريانو وهو يقترب من انطونيو ينظر لوجه مدحت بدقة قبل أن يشير لجزء صغير أسفل أنفه وهو يقول :
" أنظر هذه البقعة فارغة "
في الداخل كان فادي ينظر للجميع حوله بقلق مما يحدث بينما سيلين كانت تبتسم وهي تقول :
" ما بك يا سيد لا تقلق، هم معتادون على مثلك تلك المناقشات "
وأثناء حديث سيلين انتبهت فجأة لتوفيق الذي كان يرتشف العصير بكل استمتاع دون الاهتمام بأي أي شيء حوله، لكن فجأة شعر توفيق بشيء يلكز كتفه وصوت تلك العجوز تتحدث :
" أنت أيها العجوز، كيف تمسك الأكواب بيدك تلك بعدما تناولت بها حلوى ؟!"
نظر لها توفيق وهو يقول بحنق :
" وأنتِ مالك يا بومة أنتِ ؟! هتقوليلي دي كوبياتك برضو؟ إذا كان صحاب البيت نفسهم مقالوش حاجة، بطلي حرقة دم وسواد من جوا، أما ولية حيزبونة بصحيح "
أنهى توفيق حديثه الذي لم تفهم منه سيلين كلمة واحدة وبعدها امسك الكوب بكل عناد يتناول منه أمام عينها بشكل مستفز، ورفقة تنظر له بتحذير :
" عم توفيق ابوس ايدك خلي الليلة تعدي على خير مش ناقصين تمسكوا في بعض، كفاية المدعكة اللي بتحصل برة "
نظر لها توفيق بحنق وهو يقول :
" وانا اتكلمت ؟! هي اللي ما بتصدق تلاقي فرصة عشان تجر شكلي، والله حاسس أنها بتعمل كده عشان تلفت انتباهي، بس على مين خليها كده زي قرد قاطع، في أحلامها لو بصتلها اساسا "
ضحكت رفقة وهي تهز رأسها بيأس، ثم تحركت صوب روبين التي كانت تجلس بقلق وهي تنظر للباب تنتظر أن تنتهي تلك الحرب ويعود فبريانو.
بينما جولي كانت تجلس في مكانها وهي تحرك قدمها بغيظ وحماس شديد للخروج والمشاركة في تلك المناقشات الممتعة جدًا لها، وجوارها تجلس هايز التي كانت ما تزال تفكر في إن كان آدم قد شاهد فتاة ترقص كما روبين من قبل، وهي تحترق في رأسها .
وفي أحد أركان الأريكة كانت فيور تستند برأسها للخلف وهي تغط في نوم عميق لا يفسده شيء سوى تلك الصرخات القادمة من الخارج التي تقتحم أحلامها كل ثانية وأخرى.
وروما التي كانت تجلس وهي توزع ابتسامات على الجميع وقد شعرت أن تلك النقاشات التي تحدث عنها فبريانو قد طالت؛ لذلك نهضت وهي تقول بهدوء :
" معذرة سأذهب لارى إن كان انطونيو انتهى من المكالمة أم لا "
نهض فادي وهو يقول بجدية :
" سآتي معكِ، أشعر أن هناك شيء خاطئ يحدث، وتلك الصرخات خير دليل على ذلك "
أمسكت جاسي يده وهي تقول بسرعة ولهفة :
" لا استنى بس يابابا، يعني بلاش تدخل بينهم هما يتفاهموا مع بعض بكل هدوء وبعدين هيدخلوا "
وبمجرد انتهاء كلمة جاسي حتى سمع الجميع صوت تهشيم زجاج النافذة التي تطل على الحديثة بسبب دخول جسد منها وصوت صرخات صاحب الجسد ترن في المنزل بشكل جعل فادي يتراجع للخلف بسرعة وهو يصرخ برعب :
" هدوء ايه ؟! دول بياكلوا بعض "
فجأة اطل وجه مارتن من النافذة وهو يصرخ بغيظ كبير :
" ماركوس أيها الاحمق، أخبرتك أن تلقيه يسارًا أيها الغبي "
انتهى مارتن من كلماته وهو يمد جسده من النافذة، ثم جذب الجسد بقوة وهو مايزال يصرخ :
" انظر ماذا فعلت لقد دمرت النافذة، هذه آخر مرة الاعبك، سوف اذهب للعب مع مايك افضل "
رفع ماركوس يده باعتذار :
" آسف هذا خطأي "
نظر فادي لابنته ثم صرخ بجنون :
" دول بيلعبوا بيهم، بيلعبوا بيهم "
ردت جاسي ببسمة بلهاء :
" عادي يابابا نشاط ترفيهي "
حرك نظراته صوب روبين التي كانت تنظر له ببسمة متوترة غبية تسمعه يقول بصراخ :
" أنتِ جايبة الناس دي منين ؟! دول بياكلوا ابن عمك وصحابه برة "
رددت روبين ببسمة صغيرة ونبرة خافتة :
" ماهو أصلهم يابابا عيلة فرفوشة حبتين، فبيحبوا اللعب والهزار اوي "
فتح فادي فمه بصدمة وهو يتشنج من حديث ابنته وقبل أن يقول كلمة واحدة سمع صوت الباب يُفتح، ثم دخل منه التسعة وهم يسيرون بكل هدوء والبعض منهم يعدل وضعية ثيابه والبعض الآخر يحمل سترته على كتفه، تحرك كل شخصٍ منهم ليجلس مكانه بكل هدوء، سحب مارسيلو محرمة من العلبة التي تعلو الطاولة، ثم مسح يده بها قبل أن يلقي المنديل على الطاولة وهو يمسك طبق الحلوى مجددًا يتناول منه وهو يقول :
" لا أعتقد أن تلك البقع ستخرج بسهولة من الثياب "
تنحنح فبريانو وهو ببسمة واسعة :
" إذن سيد فادي، هل نقم الزفاف غدًا أم بعد يومين ؟!"
__________________________
ألقت جسدها على الفراش وهي لا تصدق أن تلك الليلة أنتهت بهذه السهولة، والدها الذي كان طوال الجلسة يرمق فبريانو وعائلته بريبة وكأنه لا يأمن على نفسه بينهم، وكأنه يجلس بين مجموعة مصاصين دماء أو مستذئبين سيهجمون عليه في أي لحظة، ضحكت وهي تنهض من على فراشها تتحرك صوب نافذته، تتنهد براحة كبيرة تتذكر ماىكدث حينما يأس والدها من رفضها ذلك الزواج ..
انحنى فادي على روبين وهو يقول بخوف من الجميع :
" يابنتي فكري تاني، بزمتك هتقدري تعيشي مع الناس دي ؟! دول تسعة ومفيش واحد فيهم طبيعي، شكلهم شبه بتوع المافيا في الأفلام القديمة "
ابتسمت روبين بسمة متوترة من حديث والدها وهي تقول بتردد :
" مافيا ايه بس يا بابا بزمتك دول اشكال مافيا ؟!"
نظر فادي نظرة أخيرة للجميع ثم قال هامسًا :
" لما دول مش اشكال مافيا، امال مين اللي يبقى شكله مافيا؟! يابنتي دول طلعوا على ابن عمك وصحابه كلوهم، ده العيال كانت بتستغيث منهم"
رمق فادي مارسيلو نظرة سريعة ثم أشار له في الخفاء وكأنه يخشى أن ينتبه له وهو يقول :
" شوفي اهو خلص وبيحلي بعدهم، يابنتي أنا خايف عليكِ "
قاطع فبريانو كل ذلك الهمس وهو يتململ بغيظ :
" ها امتى الفرح ؟! "
نظر فادي نظرة أخيرة لابنته وكأنه يخبرها أن تهرب من هنا، لكن روبين كل ما فعلته وقتها هو نظرة بريئة ببسمة بلهاء غبية وهي ترفرف برموشها بسرعة، تنهد فادي بحنق وهو يشعر بلكزة لولو وهي تقول بغيظ :
" أنطق يا فادي "
زفر فادي بغيظ وهو يقول :
" حسنًا بما أن الجميع هنا موافق و لا يوجد أي مانع من أحد....عداي، قررت أن يكون الزفاف بعد شهر "
خرجت روبين من شرودها وهي تضحك بصوت عالٍ بعدما تذكر ردة فعل فبريانو وهو يصرخ بجنون أنه لا يوافق على ذلك وبعد تدخل جده وانطونيو ومناقشات طويلة بين الطرفين استقر الجميع على جعل الزواج بعد اسبوعين وليس قبل هذا .
" بما أنتِ شاردة ؟"
وكان ذلك السؤال كافيًا لارتفاع صرخات روبين وهي تسقط من على نافذة غرفتها داخل الغرفة نفسها تصرخ برعب وهي ترمق ذلك الذي يجلس على الشجرة أمام نافذتها يبتسم بها وضعت روبين يدها على صدرها برعب وهي تقول من بين أنفاسها اللاهثة :
" يا اخي حرام عليك، قلبي كان هيقف "
ابتسم لها فبريانو وهو يقول :
" لم استطع النوم إلا بعدما اراكِ واجلس معكِ كما اريد "
ابتسمت روبين وهي تنهض، ثم تحركت صوب النافذة وجلست عليها وهي تقول ببسمة :
" هل تصدق ما حدث اليوم فبريانو؟! الأمر كان أشبه بالحلم، حلم جميل "
ابتسم لها فبريانو بحنان ثم قال وهو يقترب بوجهه منها يقول بخبث :
" نعم كان كذلك، رغم أنني لم أنهي الحلم كما يجب؛ لذلك اتيت حتى اختم ذلك الحلم بطريقتي "
نظرت له روبين بتعجب، لكن فبريانو لم يمنحها فرصة التفكير وهو يقترب منها وفي نيته أن يكمل تلك القبلة التي قاطعها والدها آخر مرة أمام منزله، ويبدو أن فادي خرج من أفكار فبريانو وتمثل أمامه وهو يقول ببسمة باردة مبعدًا وجهه من أمام وجنتها :
" الاستاذ كان هيعمل ايه ؟!"
نظر له فبريانو بحاجب مرفوع :
" لقد سألتني هذا السؤال قبلًا واخبرتك أنني كنت سأقبل ابنتك، والآن إجابتي لم تتغير، كنت سأقبلها "
" أنت بجح اوي، حد قالك كده ؟؟"
" ليست مشكلتي أنك تمتلك مشكلة في التفريق ما بين الصراحة والجرأة، إذن هل يمكنك الخروج الآن حتى تقبلها؟!"
ابتسم فادي بسخرية وهو يقول :
" لا هو أنت مكسوف يا حبيبي ؟!"
هز فبريانو رأسه بلا وهو يقول :
" لا، بس روبين مكسوفة "
كان يتحدث وهو يشير لروبين التي تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها، للمرة الثانية تتعرض لهكذا موقف امام والدها، تقسم أنها لم تكن تعلم نيته، ولا تعلم حتى سبب مجيئه، لكن هل سيصدق والدها ذلك ؟!"
نظر فادي له ثم قال ببسمة باردة :
" عارف طريق الخروج ولا اوصلك يا استاذ ؟!"
هز فبريانو رأسه بهدوء وهو يقول :
" لا أنا اعرفه، لكن ماذا عن القبلة ؟!"
دفعه فادي بحنق وهو يقول من بين أسنانه :
" بعد الجواز يا حبيبي، يلا روح على بيتك، أنا كان قلبي حاسس أنك هتقل باصلك، وعشان كده استنيت قدام اوضة روبين ومخيبتش ظني "
ابتسم له فبريانو ثم قال باستفزاز :
" هذا جيد، أنظر ها أنا أحسن ظنك، ولا اخيبه، ألا استحق قبلة مقابل ذلك ؟؟"
" اطلع برا بيتي "
" والقبلة ؟؟"
" في احلامك "
ابتسم فبريانو بخبث وهو يتجهز للرحيل لكن ليس قبل أن ينتقم من فادي شر انتقام لإفساد لحظاته الخاصة :
" وهل تظنني سأكتفي بقبلة على وجنتها في احلامي ؟!"
وبهذا الكلمات ختم فبريانو الجلسة وهو يتحرك على الشجرة يقول بغمزة :
" اراكِ لاحقًا ارنبي الوردي"
نظر فادي لفبريانو الذي هبط من الشجرة يتحرك بكل برود خارج المنزل وهو يصفر بكل استمتاع وفادي يتحدث بحنق :
" شايفة مجايبك ؟! الاستاذ تخصص مواسير وسرقة شقق، مش فاهمة جبتي القرد ده منين؟! "
أنهى فادي حديثه وهو يخرج من الغرفة بحنق شديد يتحدث بحزم:
" لسه كلامنا مخلصش في حوار الزفت ده يا روبين، نامي دلوقتي أنتِ تعبتي"
راقبت روبين رحيله وهي تتحسس وجنتها التي كانت تحترق بقوة وهي تبتسم بفرحة كبيرة لما حدث وما سيحدث، تحركت صوب فراشه وهي تتمدد عليه ترمق السقف بهيام وكأن صورته تتمثل به، قبل أن تسقط بكل هدوء في نوم عميق ....
_________________________________
كان المنزل الذي استأجره اليخاندرو للسكن به حتى ينتهوا من أمر فبريانو يسيح في صمت وهدوء كبير بسبب نوم الجميع في ذلك الوقت، لكن ذلك الذي يقف في منتصف البهو حاملًا بين يديه مكبر صوت، لم يكن يهتم لكل ذلك الهدوء وهو يضغط على أحد ازرار المكبر ليخرج صوت عالي مزعج بشكل كبير وهو يدور في المنزل كله حتى يوقظ الجميع .
في غرفة انطونيو كان ينام وهو يضم روما بين ذراعيه بكل حب وحنان وكل ثانية يقبلها في نومه وكأنها حركة تلقائية اعتاد عليها، لكن فجأة ارتفع صوت عالي بشكل مخيف جعل انطونيو يفزع من مكانه ويده تتحرك صوب السلاح يبحث عنه بسرعة كبيرة ثم نهض وهو مازال يرتدي بطال بيتي فقط يركض بجنون لاسفل وهو يصرخ :
" لا تخرجي من الغرفة روما، ولا تفتحي مهما سمعــ "
وتوقف عن الحديث وهو يبصر أخاه الغبي يتوسط بهو المنزل يحمل مكبر يصدر منه ذلك الصوت المزعج، احمرت عين انطونيو بغضب مخيف وهو يصرخ صرخة لم تصل لذلك الذي في الاسفل :
" جاكيري أيها الغبي "
في غرفة مايك انتفض وهو ينظر حوله بفزع وهو يصرخ :
" ماذا ؟! ماذا يحدث ؟! أنا لم أكن أعرف أنها متزوجة "
لكن فجأة استوعب أنه نائم في منزله وليس مع فتاة في حانة بعدما رآهم زوجها، نهض مايك من على فراشه بفزع وهو يخرج دون حتى أن ينظر لمظهره في المرآة في نفس الوقت الذي خرج به الجميع من الغرف والصدمة تعلو الوجوه .
انتبه مارتن لوقوف جولي التي كانت تفرك عينها بتعجب لما يحدث، لكن ودون كلمة واحدة صرخ في وجهها وهو يرى الجميع خرج بثياب نومه :
" ادخلي للغرفة جولي "
رفعت جولي عينها وهي لا تستوعب شيء، لكن فجأة انتفضت على صرخته وهو يقول بحنق :
" للغرفة "
انتهى مارتن من صراخه ثم تحرك بجنون صوب جاكيري الذي كان لا يهتم بكل تلك الصرخات والاعتراضات، بينما فبريانو خرج من غرفته وشعره مبعثر بشكل كبير وهو يقول ممسكًا بسلاحه يجهز للاطلاق :
" من ذلك الاحمق الذي يود تلويث يدي منذ الصباح ؟!"
صرخ جايك وهو يركض على الدرج بغضب :
" الويل لك يا حقير "
تحرك الجميع صوب الاسفل بعدما توقف جاكيري عن اطلاق ذلك الصوت ونظر للجميع ببسمة واسعة باردة، بينما عادت جميع الفتيات للغرف، وفيور تنظر لماركوس من أعلى لاسفل بانبهار تشير لمعدته وهي تقول :
" أنت تملك عضلات معدة ؟؟"
رفع ماركوس حاجبه وهو يقول بصدمة من حديثها ذلك ويبدو أنها لم تستيقظ بعد :
"ماذا ؟! "
قالت فيور وهي تقترب منه تقول بجدية :
" لطالما رأيت ابطال الافلام في التلفاز يملكون مثلها، وذلك الرجل من حفل الزفاف يمتلك أيضًا اعتقد، لقد شعرت بعضلات صدره اسفل يده "
فتح ماركوس فمه بصدمة وهو لا يصدق إلى أي درجة وصلت من الوقاحة :
" فعلتِ ماذا ؟!"
لكن فيور لم تهتم وهي تفرك شعرها بنعاس وتتحرك صوب الغرفة تقول بضيق :
" لم أكد أسقط في النوم بعد سهرة طويلة مع الفتيات، حتى جاء قريبك المجنون هذا ليوقظني"
راقبت ماركوس وهي تدخل غرفتها يردد داخله بصدمة :
" لم تكن تمزح حينما قالت أنها هي من تحرشت به ؟!"
في الاسفل كان جاكيري يبتسم باتساع وهو يرى الجميع يقف أمامه بعد نجاح خطته في ايقاظهم ليقول بنشاط كبير :
" جيد أنكم استيقظتم لنبدأ التمارين الخاصة بالرقص "
نظر الجميع لبعضهم البعض قبل أن يفتح مارتن فمه ويطلق منه سبة نابية جعلت جاكيري يقول ببرود :
" حسنًا أنت اخلاقك في طريقها للفساد، لا تلازم هؤلاء الاوغاد كثيرًا، والآن هل نبدأ ؟!"
كان يتحدث وهو يبتسم ببرود كبير يراقب الجميع قبل ان يضيق عينه فجأة ويقوم بعدّ الجميع، ثم عدّ نفسه أيضًا وهو يقول :
" مهلًا هناك أحد لم يحضر "
صمت قليلًا ثم قال بتوقع بعدما دار بعينه بين الجميع :
" مارسيلو ذلك الكسول ...."
وفي الغرفة في الاعلى كان مارسيلو ينام على معدته وهو يفرد كلتا ذراعيه جواره وفمه مفتوح بعض الشيء يغط في نوم عميق وكأن لا شيء يحدث حوله، قبل أن يعلو جواره صوت المكبر الذي يحمله جاكيري جوار أذنه عساه ينهض، لكن كل ما صدر من مارسيلو هو حركة يده التي كان تهش مصدر ذلك الصوت وكأنها زبابة، مد جاكيري يده وصفع مارسيلو بقوة وهو يصرخ :
" أيها الاحمق انهض، تبًا لك ولكسلك "
أبعد مارسيلو يده بحنق وهو يقول :
" ارحل من هنا قبل أن انهض واقتلك "
لوى جاكيري فمه بحنق، قبل أن ينحني ويحمل مارسيلو على كتفه بقوة ثم تحرك به الخارج ومارسيلو مازال لا يعكر صفو نومه شيء، قبل أن يشعر فجأة بجسده يسقط من على الفراش ثم وجهه يلتصق بأرضية باردة أسفله، فتح مارسيلو عينه بانزعاج وهو ينظر حوله ليستوعب أنه لم يسقط من على الفراش .
ابتسم جاكيري وهو يراقبهم جميعًا يقفون أمامه ثم قال بسعادة :
" هذا جيد، لنبدأ تدريبات "
______________________________
كانت فيور تتسطح على الفراش الخاص بها وهي تغمض عينها، حتى تنام بعض الوقت بعدما قضت الليل كله رفقة الفتيات بعد العودة من منزلة عروس فبريانو، أغمضت عينها تتذكر أنها نامت على الأريكة في منزل العروس، ثم نهضت لتجد نفسها على فراشها، تحركت خارج الغرفة وهي تفرك وجهها بنعاس وفجأة وصل لها صوت بكاء عالي يأتي من الغرفة المجاورة لها .
اقتحمت فيور الغرفة فجأة وهي ترى الفتيات مجتمعات في الغرفة التي كانت تخص روز وهايز تبكي بقوة وهي تتحدث بكلام غير مفهوم ...
" أخبركم أن ذلك الاحمق ادم يشاهد فتيات يرقصن مثل تلك الرقصات التي قامت بها روبين، وليس هذا فقط بل ...بل ..."
صمتت وهي تتذكر نتائج البحث في اليوتيوب عن الفيديوهات ثم اقتربت من الفتيات وهي تهمس :
" بعض الفيديوهات كانت الفتيات بها يرتدين ثياب عارية "
وفجأة عادت البكاء مجددًا وهي تقول بقهر :
" وأنا من ظننت أنه محترم ولطيف، الآن فقط اكتشفت أكبر صدمة في حياتي، آدم شخص منحرف "
انتهت هايز من كلمتها وهي تدفن وجهها في الوسادة التي تتوسط قدمها، تحركت فيور صوب الجميع وهي تراقب بكاء هايز بملل، وجولي تربت على ظهرها تقول :
" لا بأس حبيبتي آدم لا يرى غيرك في النهاية، ثم يمكنك الرقص له كما علمتك، ربما يعجبه ذلك النوع من الرقص "
رفعت هايز وجهها وهي تقول بحنق :
" رقص ؟! هل تتحدثين جديًا، جولي ما علمتيه لنا يمكن أن يُسمى أي شيء عدا رقص، ربما نسميه نوع جرب جديد، أو حتى حركة القرودة في فترة الزواج، لكنه أبدًا ليس رقصًا بأي شكل من الأشكال "
انتهت من كلماتها وهي ترى اتساع حدقة جولي وكأنها اكتشتف للتو كارثة وسر خطير، نهضت جولي من على الفراش وهي تقول بفزع :
" ماذا تقولين أنتِ ؟! هل تتهمينني أنني فاشلة في الرقص ؟؟"
هزت هايز رأسها بلا وهي تقول بجدية :
" لا جولي أنتِ لستِ فاشلة في الرقص، لأن ما تفعلينه لا يُسمى رقصًا، فكيف تفشلين في شيء لم تفعليه سابقًا "
تحدثت لها جولي بحنق :
" أنتِ محرومة من حضور باقي حصص الرقص يا فتاة"
ضحكت روما وهي تراقب ما يحدث قبل أن تتحرك وهي تقول :
" حسنًا هايز إن كان ذلك النوع من الرقص يعجبك، يمكننا البحث عن مدرسة متخصصة به، ونسجل أنا وأنتِ فأنا انتوي تعلمه "
تبعت روما حديثها بغمزة، ثم ضحكت وهي تخرج من الغرفة تقول بدلال :
" والآن تصبحون على خير "
راقب الجميع رحيل روما قبل أن تتحدث جولي بحنق كبير :
" حسنًا وأنتِ أيضًا محرومة من حضور حصص الرقص الخاصة بي، بضع حمقى، يكفي أنني اعلمكم مجانًا ليكون هذا جزائي "
ضحكت روز وهي تردد بنعاس :
" هذا ما ينقصنا أن ندفع لقاء ذلك الهراء "
لوت جولي شفتيها بحنق، ثم انتبهت لجلوس فيور وهي تقول بحنق :
" هل استيقظتِ أخيرًا أيتها القصيرة؟! ما هذا الذي فعلتيه بالفتى ؟!"
نظرت لها فيور بجهل وهي تفرك شعرها :
" أي فتى هذا ؟! أنا لا اتذكر شيء ولا اعلم كيف وصلت المنزل حتى "
ابتسمت جولي بسخرية وكادت تتحدث قبل أن تسمع صوت مارتن يناديها من خارج الغرفة :
" جولي تعالي احتاجك لحظة "
وخرجت جولي تاركة الباقيات في الغرفة.
أفاقت فيور من ذكرياتها وهي تقول بتفكير :
" شبه متأكدة أن من احضرني هو ماركوس، لكن ترى ماذا فعلت معه ؟!"
فجأة استمعت فيور لهمسة جوار أذنها تقول :
" تحرشتِ به "