رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الثالث والعشرون
كان يجلس أمامها وهو يبتسم لما تفعل فقد كانت تدعي انشغالها بالهاتف وهو يعلم تمام المعرفة أنها تدعي ذلك .
أما عنها فكانت تحاول شغل عقلها عن التفكير في أنه هنا يجلس أمامها بعد كل تلك السنوات التي قضتها في اعجاب طفولي احمق، وحب مراهقة غر، بطل جميع الحكايات التي نسجتها في رأسها يجلس الأن أمام أعينها يبتسم لها تلك البسمة التي لطالما تخيلتها في جميع الروايات التي حاكتها عنه .
وعلى مقربة منهما وخلف إحدى الأشجار التي تعتني بها لولو كانت كلًا من روبين ورفقة ترهفان السمع لكل شاردة وواردة تصدر من الاثنين، كانت رفقة تدفع روبين جانبًا وهي تقول بغيظ :
" وسعي كده مش سامعة حاجة "
ظهر الضيق جليًا على ملامح روبين وهي تضيف حانقة :
" تسمعي ايه بلا خيبة، هو حد منهم بينطق من وقت ما قعدوا، اخوكِ قاعد ولا كأنه قاعد في مكتبة ومش بيخرج همسة حتى"
عضت رفقة على شفتيها بحنق شديد :
" مش فاهمة ماله ده ؟! هو ده اللي اتدربنا عليه ؟! قعدني قدامه ساعة عشان يسكت كده ؟؟"
وكان الرد من روبين حركة شفاه سوقية وهي تحرك يدها في تزامن ساخر معها قائلة :
" كل ده ومتدرب ؟! امال لو كان نزل على العمياني ؟؟"
اعتدل اسكندر في جلسته وهو يجلي حلقه استعدادًا للحديث مما جعل وجه رفقة يبتهج وهي تشير له قائلة :
" اهو اسمعي بقى واتعلمي كيف يكون الغزل "
لكن كل ما خرج من اسكندر وقتها هي إشارة صغيرة صوب كوب الماء أمام جاسي وهو يقول :
" ممكن كوباية المايه ؟؟"
بصقت رفقة في الهواء وهي تقول :
" اخص الله يكسفك يا اخي "
ابتسمت جاسي وهي تزحزح كوب الماء صوب اسكندر ثم ارتأت أن تستهل هي الحديث معه عساها تكسر تلك البرودة التي تترأس جلستهما :
" صحيح يا اسكندر مقولتليش وصلت لايه في شغلك ؟!"
ابتسم اسكندر بسمة صغيرة وهو يركز كل حواسه عليها قائلًا :
" أنا حاليًا رئيس قسم الترجمة في مجموعة اقتصادية ضخمة في السوق، وكمان قريب اوي هفتتح مكتب ترجمة ليا أنا وواحد صاحبي "
اتسعت بسمة جاسي بفخر كبير ثم رددت :
" بجد؟! طب ده شيء جميل اوي، حقيقي في السن ده حققت انجاز كبير "
هز اسكندر رأسه ثم قال ببسمة :
" وأنتِ ايه اخبار الشغل معاكِ ؟!"
نظرت له جاسي وهي تبتسم بسمة خبيثة :
" أي شغل قصدك ؟؟"
" الشغل اللي بتشتغليه يا جاسي، هو أنتِ مش شايفة عنه خطر شوية؟!"
فتحت جاسي فمها بنية الرد، لكن قاطع نيتها تلك رنين هاتفها الملح والذي فرقع فقاعة الانسجام بينهما وهي تحمل الهاتف معتذرة من اسكندر تجيبه بسرعة وببسمة قذفت القلق في قلب اسكندر حينما سمع صوتها تتحدث :
" مرحبًا صدّيق، كيف حالك وحال الجميع اشتقت إليكم كثيرًا "
تململ اسكندر في جلسته وهو يرفع حاجب واحد يركز جميع حواسه معها وضحكتها تثير اشتعاله أكثر ...
" يا رجل أخبرهم أنني عندما أعود سأريهم كيف يسخرون مني، ولن احضر لأيٍ منهم طعامًا مصريًا، فقط أنت يا صدّيق يا أغلى من امتلك بتلك المنظمة "
ابتسم اسكندر بسمة صغيرة، ثم نهض بكل هدوء وحمل اشياءه في الوقت الذي أنهت فيه جاسي المكالمة سريعًا عندما رأت ما يفعل :
" حسنًا سأحدثك لاحقًا ....اسكندر بتعمل ايه ؟!"
ابتسم اسكندر بسمة صغيرة ثم قال :
" هروح لأننا اتأخرنا "
" اتأخرتوا ايه انتم لسه جايين مكملتوش ساعة "
اجابها اسكندر ببساطة وهو يتحرك صوب الداخل حتى ينادي رفقة :
" معلش محتاج ارجع بدري عشان اوصل رفقة والحق التمرين بتاعي، تشاو يا جاس وابقي طمنيني عليكِ "
انتفض كلُ من رفقة وروبين بسرعة وهما تركضان للمنزل قبل أن يصل لهما اسكندر ويكتشف تجسسهما عليهم، بينما اسكندر كان يتحرك وهو يضغط على قبضته بقوة يود لو يغمض عينه ويفتحها ليجد نفسه في مركز التدريب ليفرع جام غضبه على الجميع هناك .
بينما كانت جاسي تراقبه بجهل لا تدرك سبب رحيله بهذا الشكل وبهذه الملامح الـ ..... غاضبة .
_______________________
تباينت ردات الأفعال على وجوه الجميع ما بين ساخر و حانق وغير مهتم، وفبريانو كان يتوسط الجلسة وهو يحاول التوصل مع الجميع لأكثر الحلول السلمية لحل كل تلك المعضلات .
" أنا لا أريد اجباركم على ذلك صدقوني، فتلك الأمور كالغناء والرقص نابعة من الرضى والحب "
أنهى حديثه ثم أشار ببرود للهاتف وهو يضيف :
" هكذا أخبرني جاكيري، لكن إن لم تكن نابعة من الحب فلا بأس أن تكون نابعة من الخوف، فكلها مشاعر في النهاية صحيح ؟؟"
صمت ثم أضاف بعد قليل وهو يرى نظرات الجميع تتجهم :
" هيا كل هذا لأنني أخبركم بتحريك اجسادكم قليلًا ؟! الأمر في غاية السهولة، سوف تصعدون للمسرح وتتمايلون وتحركون افواهكم تلك مع الأغنية وبعدها ننتهي من كل ذلك "
لكن لم يصدر ردة فعل من أحد والجميع يرمقه بجمود عدا جايك ومايك، وجاكيري الذي كانت صورته تظهر على الهاتف وهو يتسطح على فراشه بكل ملل بعدما عاد من الخارج ووجد المنزل فارغًا إلا من توفيق الذي كان يسبح كعادته كل صباح في المسبح الخلفي للمنزل .
تحدث انطونيو وهو يتكأ بظهره على الأريكة خلفه :
" هل تحسب أن سلاحك هذا سيخيفني فبريانو ؟؟"
ابتسم له فبريانو وهو يجيبه بكل بساطة :
" لدي أسلحة أخطر منه، يمكنني إحضار قنبلة إن أردت "
ضحك انطونيو بصخب :
" حتى إن أحضرت مدفعية فلن افعل ما تقوله"
اول فبريانو شفتيه ثم قال بتفكير :
" حسنًا لا بأس نحن لا نحتاجك في الفريق على أية حال، يكفينا سبعة أشخاص "
رفع مارتن جابه وهو يقول بتشنج مصححًا ما قاله :
" ثمانية ..."
" لا بل سبعة، أنا لن ارقص معكم بالطبع "
نظر الجميع لبعضهم البعض ببلاهة قبل أن يتحدث ماركوس ببسمة ساخرة واسعة :
" حقًا، أنت صاحب كل تلك الفكرة وتفعل ذلك لأجل فتاتك واشركتنا به دون أن يكون لنا الحق في الرفض أو القبول، ثم تأتي وتخبرنا أنك لن تفعل ؟؟"
هز فبريانو رأسه وهو يقول بكل بساطة :
" نعم هذا ما حدث "
أطلق ماركوس ضحكة صاخبة غاضبة في نفس الوقت، ثم نهض من مكانه وهو يقول مشيرًا بأصبعه :
" اقسم أنني لن اتحرك خطوة من مكاني هذا إلا بعدما أراك بعيني تتراقص "
وبهذه الكلمات انهى ماركوس حديثه الحاد، ثم تحرك صوب الأعلى تحت نظرات الجميع المتعجبة من حدته، ورغم أن فبريانو في هذه المواقف كانت يده تجيب على من يصرخ في وجهه، إلا أنه راقب تحرك ماركوس وهو يقول :
" ما الذي حدث له ؟!"
هز مايك كتفه بعدم معرفة وهو يقول :
" اعتقد أنه تشاجر مع الصغيرة ليلة أمس، سمعت صراخ يخرج من غرفتها، ثم فجأة صمت طويل بعدها خرج ماركوس مندفعًا من غرفتها وكأن شبحًا يطارده "
هز فبريانو رأسه بتفهم ثم قال وهو ينظر للجميع ببسمة واسعة مستفزة :
" حسنًا متى ستأتون لنبدأ التمارين ؟!"
رفع مارسيلو يده وكأنه في صف دراسي يستأذن معلمه للتحدث وهو يقول :
" هل تلك التدريبات التي تتحدث تتطلب مجهود ؟! "
هز فبريانو كتفه بجهل وهو يقول :
" لا اعلم أسأل جاكيري "
تحدث جاكيري من الجانب الآخر وهو يقول :
" لا ليس كثيرًا فقط بضع ساعات من التمارين والركض والقفز وربما بضع عدات من تمارين الضغط، وقليل من السباحة وركوب الخيل فقط"
تشنج فم مارسيلو وهو يقول :
" لماذا هل نحن ذاهبون للحرب ام ماذا ؟؟"
تحدث جاكيري بهمس مخيف جاد وهو يقرب وجهه من الهاتف أكثر :
" نعم يا فتى فتلك المسابقة أشبه بحرب، وانا لن أسمح لأحدهم أن يتغلب علىّ وعلى فريقي، حتى لو كان فريقي ذلك هو بضع كسالى حمقى لا يفقهون في الأمر شيئًا امثالكم "
انتهى جاكيري من حديثه يبتعد قليلًا ثم قال بجدية مخيفة :
" أنا لن اسمح لايًا منكم أن يضيع تعبي، سمعتم يا حمقى ؟!"
تثائب آدم وهو يتحرك من مكانه هامسًا بحنق :
" ظللت اتمنى أن أرى هايز ترقص لي منذ أيام، والآن أنا من سأرقص لها، يالسخرية القدر "
تحرك ادم صوب فبريانو ثم وقف أمامه وهو يقول بحنق :
" لن اسامحك يا اخي على ما تجبرني على فعله "
وأنهى كلماته وهو يرحل حتى يتجهز للسفر لأجل زواج اخيه يتمتم بكلمات حانقة، وكم يود لو تصبح التمتمة صوتًا عاليًا ليصرخ في الجميع بما يريد قوله، لكن ليس الآن وليس وفبريانو هنا حاملًا سلاحه .
فرك جايك شعره وهو ينهض يتمطأ بكسل مضيفًا :
" حسنًا سأذهب لاتجهز فلدينا مسابقة لفوزها "
انتهى كلماته ثم تحرك صوب الأعلى وهو يتراقص بكل حماس مرددًا بعض الأغاني التي يحفظها، والجميع يرمقه بحنق عدا فبريانو الذي أشار له وهو يقول :
" انظروا لجايك، كونوا مثل جايك "
خرج صوت مارسيلو خافتًا بسبب نعاسه :
" كان من الممكن أن أكون مثل جايك لو أنك طلبت منا الاشتراك في مسابقة تتطلب النوم والاستلقاء دون فعل شيء "
انتهى من حديثه وهو يصعد قائلًا بجدية :
" هذا اختلاف اهتمامات فقط لا اكثر "
نظر فبريانو لمارتن الذي كان صامتًا منذ بداية الجلسة :
" ما بك مارتن، لم تسمعني صوتك "
" أنا فقط افكر في طريقة لإبعاد جولي عنا، فهي لن تمرر هكذا فرصة لتبدع في إظهار جنونها "
ابتسم فبريانو بسخرية، ثم نظر لانطونيو وهو يقول ببرود :
" سيفوتك الكثير انطونيو "
" لا بأس عزيزي أنا أحب أن افوت مثل هكذا فرص "
انتهى انطونيو من حديثه وهو يغمز فبريانو ثم نهض وهو يقول ببسمة واسعة :
" سوف اذهب للبحث عن كاميرا ذات جودة عالية، فهذه هي الفرص التي لا أحب أن افوتها يا اخي "
وختم حديثه بضحكة واسعة رنت في المكان كله وهو يتحرك صوب غرفته يحرك كتفه بحركات استفزاز :
" حظًا موفقًا احبائي "
______________________________
كان ماركوس يقف أسفل رزاز المياه في مرحاضه الخاص وهو يشرد في ليلة البارحة، تلك اللحظة التي شعر فيها بصاعقة تضرب رأسه بما شعره، فتح فمه وهو يخرج دخانًا كثيفًا بسبب سخونة المياه، وما حدث ليلة أمس يعود لرأسه بقوة .
كان يقف أمام فيور التي كانت ترمقه بحنق شديد وهي تفرك يدها التي آلمتها بحق بسبب مسكته العنيفة لها، تردد من بين أنفاسها اللاهثة بعدما جعلها تكاد تزحف خلفه حتى تجاري مشيته :
" ما بك ؟! هل جننت ؟!"
اغلق ماركوس الباب بقدمه وهو يقول بشر :
" ما الذي أخبرتك به ؟! "
رفعت فيور حاجبها وهي تقول باستفزاز :
" أخبرتني الكثير، حدد ما تريده "
كانت تتحدث بكل برود تمتلكه وكأنها لا تخشى ذلك الثور الهائج الذي ينفث بخارًا من أنفه يكاد يحرقها، هي في الحقيقة تخشاه وبشدة بعدما رأت بعينها ما فعله في ذلك الوسيم الذي حتى لم تستطع أخذ رقم هاتفه :
" ماذا لا تنظر لي بهذا الشكل، أنت لا تخيفني "
مدّ ماركوس انامله يفك عقدة ربطة عنقه، ثم اتبعها بسترته يلقيها ارضًا وهو يتحدث ببرود شديد متجاهلًا نظرات فيور التي كانت متسعة وهي تراه يخلع ثيابه أمامها :
" أخبرتك ألا تتحركِ من مكانك حتى اعود، خمس دقائق فقط، كل ما استغرقته كان خمس دقائق لتنظيف سترتي من الحلوة التي اسقطتيها عمدًا عليها؛ حتى تصعدي للمنصة وتتمايلين بين أيدي الرجال "
فتحت فيور فمها وهي تشعر بالخطر يزداد من حولها وقد كشف ماركوس للتو خطتها الغبية لابعاده قليلًا عنها، وفي تلك اللحظة وعندما اشعل جرس الانذار في رأسها كانت تتحرك بكل سرعة تمتلكها صوب الباب وهي تطلق صرخة عالية :
" النجـــــدة "
ولم تكد تمس مقبض الباب، حتى شعرت بجسدها يتراجع للخلف بقوة وماركوس يسحبها من ثيابها وهو يبتسم قائلًا :
" ليس بتلك السرعة أيتها القصيرة، فلم ننتهى بعد من حديثنا "
دفعته فيور بسرعة وهي تركض صوب المرحاض بقوة وهو خلفها يصرخ بها أن تتوقف :
" تتراقصين بين يديه بدون خجل أيتها القصيرة الحمقاء، ماذا لو تلمسك بشكل وقح وكان شخصًا سيئًا؟!"
صرخت فيور وهي تحاول غلق الباب مبعدة قدمه التي تحول ما دون ذلك :
" اقسم لك أنه لم يفعل شيء وقح، بالعكس أنا من كنت اتحرش به "
وكأنها بذلك ستخمد نيرانه وهو يدفع الباب بقوة مما جعلها تتراجع للخلف برعب وهي تصرخ :
" النجدة سيقتلني "
لكن ماركوس كان يرمقها بغضب وهو يقول :
" لن ينقذك أحد من تحت يدي أيتها الوقحة، بطولك هذا ويصدر منك كل هذه التصرفات، ماذا إن منحك الله بضع سنتيمترات إضافية، هل كنتِ ستنحرفين ؟!"
عادت فيور للخلف وهي تنظر حولها تحاول أن تجد شيء تدافع بها عن نفسها وهي تقول بحنق :
" ما شأنك أنت بي ؟! ألم نتفق أن يبحث كل واحدٍ عن نصفه الاخر ؟! "
" وهذا الرجل هو نصفك الآخر ؟!"
ابتسمت فيور بغباء وهي مازالت تتراجع للخلف :
" إن أردت الحق فهو كلي وليس نصفي فقط، يا رجل ألم ترى كيف كان..."
قطعت حديثها وهي تطلق صرخة عالية مرتعبة تعود للخلف بحركة سريعة بسبب رؤيتها له يندفع صوبها بقوة جعلت قدمها تنزلق في الأرضية الزلقة أسفلها وهي تصرخ بوجع كبير :
" يا ويلــ.."
ولم تكمل صرختها حتى ارتفعت صرخة أخرى اعلى وهي تشعر بجسد ماركوس يصطدم بها بقوة بعدما انزلقت قدمه هو الآخر وفيور تأن بوجع :
" يا أمي، لقد طُبع جسدي بالمرحاض "
نظر لها ماركوس بقلق وهو يحاول أن ينهض من مكانه، لكن كلما نهض قليلًا سقط مجددًا بسبب الأرضية وفيور تصرخ أكثر وأكثر :
" كل هذا لأنني كدت أجد شريكي قبلك أيها الحاقد ؟!"
توقف ماركوس عن محاولاته وهو يراها تنظر له بحنق، ليبادلها هو النظرات بأخرى غاضبة، سرعان ما خفت لهيبها حينما لمح وجهها عن قرب، ملامحها التي عملت ادوات الزينة بكل خبث على إبراز الأنوثة بها، عينها التي أصبحت واسعة كأنها تدعوه للاستقرار بها، وانفها الصغير المناضل الذي لم تستطع أدوات الزينة هزيمة طفولته، وشفاهها والتي كانت قصة أخرى، حيث أنه لـ ...فجأة توقفت افكار ماركوس عند هذه النقطة وهو يفتح فمه بصدمة منتفضًا بعيدًا عن فيور لا يصدق مجرى تفكيره، هل كان للتو يتغزل بملامح فيور ؟! فيور التي اعتقدها طفلة في لقائه الاول بها ؟!
ودون حتى أي مقدمات كان ماركوس يتركها ساقطة في المرحاض وحدها ويهرب لا يعلم منها أم من تلك المشاعر الخبيثة التي كان تتسلل له ببطء؛ حتى لا ينتبه وشييًا فشيء تجمعت في قلبه لتصرخ دون إنذار وهي تقول بسعادة وحماس ( مفاجأة )
افاق ماركوس من شروده وهو يجفف جسده واضعًا منشفة حول خصره يخرج من المرحاض وهو يحاول إقناع نفسه أن ذلك ربما بسبب التغيير الذي لم يعتده وحينما تعود لتلك الصغيرة سوف يعــ
وتوقفت أفكاره فجأة وهو يستمع لصرخة عالية أتته من الخلف وصوت فيور تصرخ :
" أيها الوقح ..."
ختمت فيور حديثها وهي تلقي سترته ورابطة عنقه التي تركها في غرفتها من الامس وتركض خارج الغرفة تصرخ به وتسبه وكأنه هو من اقتحم غرفتها بكل وقاحة وليس العكس .
" قصير حمقاء ....وجميلة "
_______________________
كان ما يزال مضجعًا على فراشه وهو يحمل الهاتف الذي يعرض له ما يحدث في المنزل مع الجميع ولا يصدق متى ينتهي كل هذا ويعود لبلاده، ها هو خلّص رفقة مما كانت به وقد أتى وقت العودة للديار، لكنه فقط ينتظر انتهاء أمور فبريانو المعلقة حتى يعود معه .
تناهى لمسامعه فجأة صوت محركات سيارة اسكندر مما جعله ينتفض من مكانه بسعادة كبيرة يركض خارج غرفته وقلبه يتلهف لزف الاخبار السعيدة لرفقة وجهًا لوجه وليس عبر الهاتف .
خرج جاكيري من الغرفة وهو يقف أعلى الدرج يراقب رفقة وهي تتدخل المنزل وحدها بعدما اوصلها اسكندر ورحل، ومن أعلى الدرج ارتفعت صرخة جاكيري السعيدة :
" لقد انتهى الكابوس رفكة "
ابتسمت رفقة بسمة واسعة وقد تناست كل ذلك في خضم حوارها مع أخيها، تحركت نحوه بأقدام مرتجفة قبل أن تتحرك فجأة بسرعة كبيرة راكضة لاحضانه تلقي نفسها بها بكل قوة وكلها ثقة أن أحضانه لن تخذلها ..وقد كان .
هبط جاكيري بسرعة كبيرة يلتقط جسد رفقة بين أحضانه يضمها بقوة لقلبه، الآن فقط يستطيع ضمها دون أن يشعر بخوف من القادم، دون أن يشعر بالرعب من مصيرها .
بكت رفقة بصوت عالٍ بين احضان جاكيري وهو يدور بها وهو يصرخ بسعادة وصوت عالي :
" لقد انتهينا حبيبتي ...انتهى كل الحزن "
ضمت رفقة رقبته بقوة وهي تدفن نفسها أكثر من أحضانه مرددة :
" لا اصدق جاكيري ...اقسم أنني ظننته حلمًا بعيدًا"
دار بها جاكيري بقوة وهو يهمس لها بسعادة :
" وتحقق الحلم حبيبتي "
بكت رفقة وبقوة، لا تصدق أن الأمر انتهى، أن الظلم رُفع عنها، الآن هي حرة، هي ليست مكبلة بسلاسل ذنب لم ترتكبه، بكت أكثر وأكثر بين احضان جاكيري وهي تتذكر رحيلها عن بلادها بقلب محطم، رحيلها بأعين دامعة، والاسوء هو شعورها بالقهر والظلم، لا تنسى بكائها في الطائرة وهي ترى نفسها تبتعد عن أخيها وعن بلادها بسبب ذنب لم ترتكبه، تبتعد وكأن الحرية حُرّمت عليها هناك، وما أصعب أن تشعر بالظلم وترى جميع الاصابع توجه لك، وأنت يا مسكين كل ما يمكنك فعله هو البكاء فقط .
في ذلك الوقت دخل توفيق وهو يضم عوامته العزيزة بكل حب قبل أن يبصر ذلك المشهد أمامه ليقول بتعجب وخوف من بكاء رفقة التي كانت ما تزال تبكي بين احضان بقوة مما جعله يلقي ما بيده وهو يركض لها وقلبه قد سقط رعبًا عليها.
" رفقة يا بنتي مالك ؟! حصل ايه ؟!"
ابتعدت رفقة عن احضان جاكيري وهي ما زالت تبكي رغم تلك البسمة التي لا تناسب بكائها، وهي تقول بسعادة كبيرة :
"
اخدت براءة يا عم توفيق ....بقيت حرة، انهاردة بقيت براءة "
في هذه اللحظة ودون كلمة واحدة بكى توفيق وهو يسجد من فوره ارضًا يشكر الله على ما حدث، كان ساجدًا وهو يبكي بقوة وكأن من تحررت للتو ابنته وليست مجرد فتاة التقاها صدفة لتعوضه غياب ابناءه الثلاثة، سقطت دموع رفقة أكثر وهي ترى مقدار سعادة العم توفيق لأجلها، جلست ارضًا جواره وهي تقول له بسعادة :
" يا بخت عيالك بيك يا عم توفيق "
نظر لها توفيق من بين دموعه وهو يربت على كتفها بكل حب :
" أنتِ في قلبي دلوقتي زيهم يا رفقة يا بنتي "
سقطت دموع رفقة أكثر وهي ترمي نفسها ودون مقدمات في أحضانه تبكي بقوة :
" أنا بحبك اوي يا عمي توفيق، اوعى في يوم تسيبني بعد ما اتعودت على حياتي بيك "
ريت توفيق على ظهرها بكل حنان ابوي يمتلكه رغم صدمته من عناقها له وهو يقول بلطف وحب :
" عمري ما هسيبك، مش حمل إني اخسر بنتي الرابعة يا رفقة، كفاية التلاتة التانيين"
ابتسم جاكيري بحنان على ما يحدث، ثم انحنى على ركبتيه وهو يضم الاثنين قائلًا بمزاح حتى يخفف من تلك الأجواء :
" استعدوا فلدينا زفاف قريب واليوم سنذهب لمنزل العروس "
نظر له توفيق وهو يقول ببسمة واسعة :
" يمكنني المجئ معكم ؟؟"
هز جاكيري رأسه وهو يقول بحب نابع من حب رفقة له :
" نعم توفيق أنت أصبحت أحد أفراد عائلتي؛ لذلك أنت مرحب بك دائمًا"
سقطت دموع توفيق أكثر وهو يشعر وبعد سنوات أن هناك من يحبه، أن هناك من يهتم به، يستشعر دفء العائلة الذي فقده بفقدان زوجته الحبيبة، عاش سنوات طويلة يعاني الوحدة يحاول إقناع نفسه أنه سعيد، لكنه كان كل شيء إلا سعيد، يكفي بكاء قلبه حينما يستمع لطفل ينطق كلمة ( أبي) جوار أذنه فتتفتح جروحه القديمة .
مسحت رفقة دموع توفيق بحنان وهي تقول ببسمة واسعة :
" عندك بدلة ولا نروح نشتري واحدة سوا "
ابتسم توفيق بدوره وهو يقول بحماس شديد دبّ في اوصاله وهو ينهض متحركًا بسرعة صوب الدرج :
" لا طبعًا عندي واحدة هروح اكويها "
كان يتحرك على الدرج بسعادة ونظرات رفقة تلاحقه بحب وحنان قبل أن تشعر بجاكيري يضمها من الخلف وهو يبتسم مقبلًا وجنتها :
" وأنتِ حبيبتي لديكِ فستان أم نشتري واحدًا ؟!"
استدارت له رفقة وهي تقول ببسمة واسعة :
" لدى واحد سأعطيه العم توفيق لكيه "
ابتسم لها جاكيري قبل أن يسمعها تقول بتردد :
" جاكيري، هل يمكن أن يعود العم توفيق معنا ؟؟"
تنفس جاكيري ثم قال بعد صمت قليل :
" لا سنأخذه للعيش جوارنا، هناك غرفة ملحقة بالقصر مجهزة بكل شيء، سوف ارتبها لأجله "
ودون تردد خرجت كلمة رفقة وهي تقول :
" أنا أحبك جاكيري "
وكان رد جاكيري قبلة لطيفة ثم همسة حنونة :
" وجاكيري يذوب بكِ عشقًا صاحبة الشعر المجعد "
_________________________
كانت لولو تقف في المطبخ وهي تصرخ في جاسي ولينا بقوة تأمرهما أن تتحركا وتنهيا التحضيرات بسرعة، بينما جاسي حتى تلك اللحظة لا زالت غير مستوعبة لما يحدث، تقسم أنها إن عادت واخبرت جميع من في المنظمة أن دراجون سيصبح زوج اختها، سيتهمها الجميع بالجنون .
تركت جاسي اللمسات الأخيرة وهي تقول بجدية لأمها :
" هروح اشوف روبين خلصت ولا لا "
ابتسمت لها لينا بسمة صغيرة وهي تشير لها بالرحيل :
" روحي واجهزي أنتِ كمان يلا "
خرجت لينا من المطبخ تتحرك صوب الدرج وهي تستمع لحوار لولو التي كانت توبخ والدها وتحذره من افتعال أي مشكلة مع الشاب، بينما فادي يصيح بغيظ :
" يعني أنتِ مش بتشوفي هو بيعمل ايه يا لولو ؟! ده مستفز اوي "
دفعته لولو بعكازها للخلف بخفة وهي تقول :
" مستفز، بس أنت الكبير، مينفعش ترد الكلمة بكلمة، أنت مش صغير يا فادي، بعدين الراجل نفذ كلامه وجايب عيلته وجاي يطلب بنتك اهو يعمل ايه تاني ؟!"
لوى فادي فمه بغيظ وهو يتذكر اتصال فبريانو له وهو يخبره أنهم سيأتون اليوم :
" مش فاهم هو متسربع على ايه ؟! هنطير يعني ؟!"
ضربت لولو العكاز في الأرض وهي تصرخ :
" فادي أنا قولت ايه ؟!"
نظر فادي ارضًا بغيظ وهو يتحرك صوب الغرفة حتى يتجهز هو أيضًا لأجل استقبال عريس الليلة وعائلته وخلفه لولو تبتسم بسعادة كبيرة وهي ترى أن حفيدتها واخيرًا ستنال سعادتها في تلك الحياة .
دخلت جاسي الغرفة وهي تغني بصوت عالي سعيد :
" النهاردة هكلم ابوكِ
قالها وروحي راحت ياني
قالي خدودك كسفوكِ
لونهم برتقالى
قالي دة عيوني استنوكِ "
كانت جاسي تغني وهي تدق بيدها على الباب في نغمة تتماشى مع كلمات الأغنية ورفقة في الداخل تزغرد بصوت عالٍ صاخب، بينما روبين كان خفقان قلبها ينافس دقات جاسي صخبًا تستشعر تلك الفرحة التي لطالما سمعت عنها، هي اليوم عروس، فبريانو احضر عائلته لاجلها هي، كانت تتنفس بتوتر وقد احمر وجهها خاصة بعدما ارتفع صوت رفقة في الغناء وهي تغمز لها :
ولعي النور ياما واسقي الجيران شربات
واملي البيبان خمسات ماهي ليلتي دية
ضحكت روبين بصخب وهي تخفي وجهها بين يديها والفرحة التي تستوطن قلبها في تلك اللحظة لم ولن تنساها يومًا، سحبت جاسي يد روبين وهي تجذبها صوبها تتمايل معها ورفقة تزغرد وتصفق وتغني بحماسة شديدة .
وعلى الباب كان يقف فادي يبصر بعينه سعادة روبين، سعادة كانت كفيلة بجعله يمحي أي فكرة لرفض لذلك الشاب، سعادة كانت كافية أن تجعله يتحرك وهو يبتسم وفي نفسه تصميم على جعل ابنته تستكمل سعادتها الليلة .
هبط فادي ليجد لينا خرجت من المطبخ وهي تنظر له بتردد، فمنذ صراخهم ذلك اليوم في منزل خالد على بعضهم البعض وتراشق الاتهامات بينهما وهو يتعامل معها بتحفظ كما لو كانا غريبين، نظرت له لينا ببسمة صغيرة وهي تقول :
" جهزت يا فادي ؟!"
هز فادي رأسه بنعم، ثم تحرك بعيدًا عنها بلا أي اهتمام ظاهري جعل ملامحها تنقلب للتعاسة فورًا قبل أن تتحرك لتتجهز هي، فإن هي أفسدت حياتها بغباء وتعنت، فلن تفعل المثل بحياة ابنتها .
تحرك فادي صوب الحديقة حيث تقف لولو التي كانت تنتظر الجميع، وقف جوارها وهو يقول بجدية :
" تفتكري يا لولو روبين هتكون سعيدة معاه ؟!"
نظرت له لولو ثم قالت ببساطة :
" ابقى ركز مع عين بنتك لما تبص عليه وأنت تعرف الإجابة يا فادي، الشاب ده فعلا مفيش غيره هيسعد بنتك "
ابتسم فادي، ثم انحنى وقبل رأس جدته وهو يقول :
" لولو العاشقة رجعت تاني اهو "
ابتسمت له لولو بسمة واسعة وهي ترمقه بحنان، هي تعلم أن فادي هو أكثر رجال هذا العالم حنانًا وطيبة، ومهما حدث فلن يحزن أيًا من ابنتيه .
فجأة وفي وسط تلك النظرات سمع الاثنان صوت صبي صغير يدخل الحديقة وهو يصرخ بسعادة كبيرة :
" عريس ابلة روبين جه يا لولو، أنا شوفت عربيات كتير اوي اوي جاية على اول الشارع "
اعتدلت لولو في وقفتها وهي تنظر للطفل جارهم بفرحة :
" طب يا حمزة روح أنت وقول للكل جوا "
هز الصغير رأسه وهو يركض صوب المنزل صارخًا :
" عريس ابلة روبين جه "
تنفس فادي بشكل ملحوظ وهو يرمق الباب الخاص بالحديقة والذي كان مفتوحًا على مصراعيه، ثواني معدودة حتى توقفت سيارات كثيرة أمام باب المنزل، سيارات كثيرة بشكل ملحوظ جعلت فادي يفتح فمه ببلاهة يراقب ما يحدث .
توقف اليخاندرو وأحفاده بالسيارات الخاصة بهم أمام المنزل وهبط اليخاندرو اولًا وهو يغلق سترة بذلته وعلى فمه ترتسم بسمة هادئة، ثم هبط انطونيو والذي كان يحتل سيارة سوداء تشبه بذلته والتي تخلي فيها عن ربطة عنقه المعتادة، يخرج من السيارة ثم يمد يده ليخرج روما، وبعدها مارتن الذي خرج وهو يبتسم بحنان يمسك بيد جولي .
ثم جاكيري الذي هبط من على دراجته النارية ينزع الخوذة الخاصة به، ومارسيلو الذي هبط من السيارة وهو ينحني قليلًا يحضر معطفه الرمادي، ثم حمله على يده مرتديًا سترة شتوية بيضاء، وخلفه ماركوس الذي خرج وهو يرتدي ثياب تشبه خاصة مارسيلو لكن باللون البني ومعه فيور التي كانت ملامحها تنطق بالسعادة والحماس .
ثم جايك الذي هبط من سيارته الرياضية الصغيرة بعض الشيء وهو يرتدي ثياب باللون السماوي تتناسب بشكل كبير مع فستان روز الازرق، وها هو مايك يهبط من السيارة يوزع ابتسامات على الجميع مرتديًا سترة رمادية، واخيرًا آدم الذي هبط يرتدي ثياب باللون الاسود تناسب فستان هايز الرقيق من نفس اللون .
وفي النهاية هبطت سيدة عجوز من السيارة الأولى الخاصة باليخاندرو، ثم هبط رجل آخر كبير في العمر وفتاة أخرى تبدو مدفي متوسط العمر، وقد كان هؤلاء الاشخاص هم توفيق وسيلين الذين وضعهما جاكيري مع جده، وكارين التي رفضوا تركها وحدها في القصر .
وها هو نجم الليلة، فبريانو الذي خرج من سيارته وهو يغلق سحاب سترته الجلدية السوداء وهو يصفق شعره بكل حرفية وهناك بسمة ساحرة تزين ثغرة في مشهد غريب على البعض.
نظر فادي ببلاهة لما يحدث، ثم نظر لـ لولو بتشنج وهو يقول بعدم فهم :
" هما جايين يطلبوا ايد بنتي، ولا يحتلونا؟!"
أطلقت لولو ضحكة عالية وهي ترمق ما يحدث أمامها بحماس كبير، شعرت لوهلة أنها في أحد الأفلام السينمائية حيث يدخل البطل بسيارته ويهبط منها بكل رقي بالحركة البطيئة سالبًا لُبّ المشاهدين، تحركت لولو صوبهم وهي تقول بسعادة :
" يا خويا ايه الشباب اللي زي الورد دي ؟! يعني هو بنتك الهبلة سابت كل الحلويات دي ومسكت في الفجلة اللي معاها ؟!"
ضحك فادي وهو يتبعها مرددًا :
" دلوقتي بقى فجلة ؟! مش من شوية كان احسن واحد ؟!"
ابتسمت لولو له وهي تهمس مراقبة الجميع الذي تقدموا خلف جدهم بكل هدوء واحترام _ ظاهري _ :
" ما أنا وقتها مكنتش شوفت التشكيلة المستوردة دي، الله يسامحها مراتك هي اللي أهملت البنت لغاية ما الخبطة قلبت بهطل معاها "
كتم فادي ضحكته وهو يقف أمام باب الحديثة يستقبل الجميع :
" مرحبًا انرتم المنزل "
ابتسم اليخاندرو بسمة واثقة هادئة وهو يمد يده يصافح ذلك الرجل والذي علم منذ رؤيته أنه والد روبين :
" مرحبًا بك سيد فادي، سعدت بمقابلتك "
ابتسم له فادي قبل أن يستمع فجأة لصوت عالٍ متحمس يقول :
" أين هي روبين ؟!"
تحركت عين فادي للبحث عن المتحدث حتى رمق فتاة جميلة تبتسم باتساع ليشير لها على المنزل وهو يقول بترحيب :
" في غرفتها، ستجديها في الطابق الثاني ثالث غرفة على اليسار "
ابتسمت جولي بسعادة كبيرة وهي تنظر للفتيات أن يلحقن بها، وبالفعل تحركت جميع الفتيات خلفها، متجهين صوب روبين حتى يزداد الاحتفال بهجة بوجود الجميع، كان فادي يراقب تحرك الفتيات للداخل ببسمة تلاشت فورما انتبه لتحرك فبريانو خلفهن، تشنج وجه فادي وهو يمسك فبريانو يقول بجهل :
" إلى أين؟!"
أشار فبريانو ببراءة للطابق الثاني :
" غرفة روبين "
" حقًا ؟! هل جننت كيف ستصعد لغرفتها بتلك البساطة ؟!"
نظر له فبريانو بعدم فهم وهو يقول بكل بساطة :
" لا بأس أنا أعرف الطريق "
" هو أنا خايف عليك تتوه؟! أنا بقولك ازاي هتطلع لاوضتها عادي كده ؟! هي من بقيت اهلك ؟!"
حرك فبريانو كتفه بهدوء :
" ماذا في ذلك ؟! أنا ذهبت لغرفتها مرات عديدة من قبل، يمكنك سؤال لولو"
فتح فادي عينه بصدمة وهو ينظر لـ لولو التي تحركت بسرعة للمنزل تقول :
" يووه نسيت اقول لـ لينا تحط الشربات على الكنافة، هروح اقولها قبل ما الكنافة تبرد "
لاحقها فادي بنظرات حانقة وهو يردد :
" ماشي يا لولو "
أعاد فادي نظره لفبريانو وهو يقول بجدية :
" للاسف يا سيد لا يمكنك الذهاب لغرفتها "
ارتفع حاجب فبريانو وهو يقول بحنق :
" لماذا؟! ألم تصبح زوجتي ؟!"
" زوجتك ؟!"
" نعم ألم تخبرني أن أحضر عائلتي حتى تصبح روبين زوجتي ؟! ها هم جميع أفراد عائلتي ولم أترك فردًا واحدًا لم أحضره "
رمقه فادي بعظم تصديق وهو يقول :
" هل أنت مجنون ؟؟ نحن حتى لم نجلس سويًا ونتحدث حتى تقول أنها أصبحت زوجتك "
كاد فبريانو يجيبه كعادته لولا صوت اليخاندرو الذي خرج هادئًا في ظاهره، محذرًا في باطنه :
" فبريانو ....تعقل "
وبكل بهدوء ودون كلمة واحدة تحرك فبريانو ليقف مع الجميع وهو يقول :
" حسنًا جدي، لننتهي من هذا وإلا اقسم أن اصعد واخطفها الآن"
ابتسم فادي وهو يرى واخيرًا أن هناك من يستطيع لجم ذلك الشاب، مدّ يده أمامه وهو يقول بترحيب وبسمة واسعة :
" آسف لم أرحب بكم كما يجب، تفضلوا للداخل رجاءً"
ابتسم له اليخاندرو، ثم تحرك صوب المنزل وخلفه جيشه المكون من تسعة رجال ....
بينما مايك مال على أذنه فبريانو وهو يهمس :
" نيران الشوق مؤلمة ها؟؟"
وقبل أن يضيف كلمة أخرى كانت يد فبريانو تصطدم بمعدته في قوة كبيرة جعلت مايك يميل ممسكًا بها وهو يكتم صرخة عالية يقول من بين أنفاسه المتألمه :
" تبًا لك، عسى أن تحترق بنيران شوقك "
ضحك مارتن وهو يجذب مايك خلفه يقول :
" دع الليلة تمر مايك "
___________________________
كانت روبين تقف في نافذة غرفتها تراقب كل ما يحدث في الاسفل وبسمتها تتسع شيئًا فشيء، قبل أن تنتفض فجأة هي ومن معها بسبب الباب الذي فُتح بقوة تستقبل الفتيات والجميع يتحرك نحوها بسعادة كبيرة يتبادلون احتضانها.
كانت جولي هي أول من ركض صوبها تضمها بحب شديد، لا تنسى لها اول مرة قابلتها بها حينما هاجمها بعض الرجال في الحديقة وهي من جاءت لتدافع عنها رغم ضعفها، وتأذت بسببها، روبين التي كانت تمتلك مكانة كبيرة في قلب جولي .
ابتسمت جولي وهي تضم روبين بقوة تقو بصوت مختنق بدموع السعادة :
" لم اصدق حينما أخبرني مارتن أن اتجهز معه للمجئ وطلب يدك"
وكم كانت تشتاق روبين للجميع وخاصة جولي، مدت يدها تبادل جولي العناق بقوة وهي تقول ببسمة واسعة :
" جولي حبيبتي اشتقت إليكِ "
ابتعدت جولي عنها ببطء وهي تنظر لها بدموع :
" تبدين فاتنة روبين "
ضحكت روبين وهي تشعر بشخص يجتذبها بقوة من بين احضان جولي وقد كانت روما التي قالت بسعادة حقيقية :
" حبيبتي مبارك لكِ يا فتاة "
ابتسمت لها روبين باتساع وهي تستقبل روز أيضًا في أحضانها ترحب بها بحب كبير تحت انظار باقي الفتيات الفضولية بسبب رغبتهن في رؤية من اختارها ذلك المخيف .
ابتعدت روبين عن احضان روز وهي تقول :
" يا الهي روز تبدين جميلة في تلك الثياب "
ابتسمت لها روز وهي تقول بحنان :
" بل أنتِ الجميلة حبيبتي "
فتحت روبين عينها بصدمة واسعة عندما خرج صوت روز منها، نظرت روبين للجميع تبحث عن مصدر الصوت الذي خرج، مما جعل جولي تنفجر في الضحك وهي تقول :
" هي تتحدث روبين، روز أصبحت تتحدث منذ رحيلك "
ابتسمت روبين بسعادة ثم ارتمت مجددًا في احضان روز وهي تصرخ بعدم تصديق :
" لا اصدق، أنتِ تتحدثين، أنا حقًا لا اصدق "
ضحكت روز وهي تبادلها العناق، بينما في الخلف كانت كارين تنظر لروبين بصدمة لا تصدق أن تلك الرقيقة اللطيفة هي نفسها من ستصبح زوجة ذلك الرجل المرعب المخيف الذي حتى تلك اللحظة تختبئ بعيدًا عنه خوفًا أن يراها ويقتلها أو يأكلها حتى .
انتبهت روبين لنظرات كارين وهي تنظر لها بعدم فهم قبل أن تسمع صوتها تقول :
" يا فتاة كيف تحبين ذلك المخيف في الاسفل؟! "
أطلقت روبين ضحكات عالية وهي تقول :
" حسنًا لن أتعجب حديثك، فيبدو أن الجميع حقًا يراه مرعبًا "
غمزت لها روما وهي تقول :
" عداكِ "
ابتسمت روبين بخجل وهي تسمع صوت جولي تقول وهي تسحب جسد هايز بقوة والتي كانت تبتسم بكل خجل :
" هذه هايز كانت طبيبة ادم و أصبحت اليوم حبيبته "
أنهت جولي حديثها بغمزة ثم أشارت لفيور وهي تقول :
"وهذه الحمقاء الصغيرة هناك هي فيور حبيبة ماركوس "
صرخت فيور بغيظ :
" لست حبيبته "
هزت جولي رأسها وهي تقول :
" نعم صحيح، أنتِ شقيقته في الرضاعة "
انحنت بعدها وهي تهمس في أذن روبين :
" تجاهليها فهي حمقاء "
اعتدلت بعدها وهي تقول بسعادة :
" والآن يا فتيات أين هي الموسيقى لنرقص "
تحركت جاسي صوب المسجل الذي يقبع في غرفة روبين، ثم فجأة صدحت صوت الاغاني العربية الصاخبة في المكان، ورغم عدم فهم الجميع لها سوى رفقة وجاسي وروبين إلا أنه بمجرد أن صدحت تلك الموسيقى الصاخبة الغريبة على بعض الاذان، حتى بدأت جميع الفتيات تتحرك بقوة ويتراقصن وهن يجتذبن روبين للمنتصف والجميع يصفق ويصرخ بصوت عالي صاخب ويقفزن في مكانهن حتى كادت الأرض اسفلهن تسقط للطابق الأرض على رؤوس من به .
انطلقت زغاريد عالية من فم رفقة وجاسي جعلت اعين جولي تُفتح بانبهار كبير وهي تراقب حركة الألسنة لتعلم مصدر ذلك الصوت .
قامت الفتيات بصنع دائرة وجذبوا روبين للمنتصف والتي بددت السعادة خجلها وبدأت تتحرك بكل خبرة على تلك النغمات الشبابية التي تُسمى ( مهرجانات ) تحرك يدها بالتزامن مع خصرها في حركات مدروسة جعلت جولي تبتسم وهي تسجل تلك الحركات في رأسها حتى تضيفها في دروس الرقص للجميع .
بينما هايز كانت تراقب خصر روبين الذي كان يتحرك بقوة وحركات مبهرة حتى لها وهي فتاة، وهي تردد بحسرة في نفسها :
" حسنًا الآن لا الوم آدم على ما فعل، إن كان هذا هو الرقص فما هوية ذلك الذي كنت أفعله، أنا نفسي إن كنت رأيت ذلك الرقص، ثم رأيت خاصتي، لكنت بصقت علىّ "
هبطت رفقة مع روبين لمنتصف الدائرة وهي تتراقص معها بكل صخب وكأن رفقة جاكيري كل تلك الأيام اكسبتها خبرة الرقص، رغم قلة خبرتها في تلك الأمور فعليًا .
كانت روما تحرك خصرها دون شعور كما تفعل روبين، وفيور تحرك يدها في الهواء بشكل مخيف تحاول تقليد حركات روبين والتي كانت شبابية صاخبة لا تتناسب مع الفتيات، وجاسي تقف تراقب ما يحدث وتصفر بصخب .
______________________________
كان الجميع يجلس في غرفة الضيوف والتي استوعبت ذلك العدد الكبير بصعوبة، وفادي يجلس وهو ينظر للجميع يشعر بهيبة رغم أعمارهم الصغيرة عدا الجد وذلك الرجل الكبير الآخر ( توفيق ) .
اعتدل فادي في جلسته وهو ينظر لـ لولو يشير لها أن تتحرك لتحضر ما حُضر لاستضافتهم، وسريعًا نهضت لولو متحركة صوب المطبخ حيث لينا تاركة الجميع يجلس بهدوء قطعه صوت مايك الذي قال ببسمة :
" حسنًا الآن اصبحت الجلسة رجالية، دعونا نبدأ في ..."
توقف فجأة وهو يستمع صوت سيلين جواره وهو يقول :
" أصبحتم رجال ؟! وماذا عني ؟! هل ترى لحيتي تتدلى أم أن شاربي يرسم خطًا أسفل انفي "
نظر مايك لها وهو يقول :
" ما بكِ سيلين ومنذ متى احتسبناكِ سيدة ؟! لقد عشنا سنوات طويلة في منزل لا يدخله امرأة "
ابتسم توفيق بتشفي وهو يقول :
" جدع ....اديها"
رفعت سيلين عكازها ودون رد كان يهبط على رأس مايك الذي صرخ بصوت عالٍ وهو يسب سيلين :
" أنتِ أيتها العجوز، اقسم أن اااا "
توقف مايك عن الحديث وهو يستمع لصوت اليخاندرو :
" مايك"
تمتم مايك بحنق وهو ينظر لسيلين بشر وتوعد :
" ماذا ؟! هي من تضربني طوال الوقت بذلك العكاز الغبي، اقسم أن اكسره لها"
" انتهينا مايك "
صمت مايك وصمت الجميع قبل أن يرتفع فجأة صوت صرخات عالية يأتي من الاعلى ينافس الموسيقى صخبًا، لكن تلك الصرخات جعلت جميع الرجال ينهضون بسرعة واشتدت ملامحهم بشر، ظنًا أن هناك ما حدث للفتيات، وقد أخرج انطونيو سلاحه فورًا دون كلمة، قبل أن يسمع صوت فادي يشير لهم أن يهدأوا :
" لا بأس، الفتيات فقط يمرحن في الاعلى "
نظر له الجميع بجهل ولا أحد يفهم كيف يكون المرح بهذا الصخب والصرخات تعلو بهذا الشكل، لكن فادي أشار لهم أن يجلسوا ويهدأوا قبل أن ينتبه فجأة لمسدس انطونيو ليفتح عينه وهو يهمس :
" أنا قولت جايين يحتلونا، هو مبقاش ناقص غير الإيطاليين يحتلونا "
جلس الجميع مجددًا بكل هدوء وكأن لا شيء يحدث، عدا مارسيلو والذي لم يكن قد نهض من الاساس وهو يراقب ما يحدث ببسمة واسعة ينتظر بدأ العرض والذي يعلم أنه سيحدث، فلا يعقل أن تجتمع عائلته في مكان دون حدوث عرض مثير حماسي.
وارتفع مجددًا صوت الصراخ بشكل مثير للريبة والجميع يتساءل كيف يمكن لمثل تلك الصرخات أن تكون اصوات مرح ؟! خاصة جاكيري الذي ابتسم بضيق وهو يقول :
" كل تلك الضوضاء لابد أنها ازعجت رفقة وستأتي لتبكي لي طوال الليل من صداع الرأس "
في الاعلى كان رفقة تصرخ وهي ترفع يدها تقود الحفلة صارخة بصخب :
" يدكم لأعلى.... والآن للاسفل"
ختمت حديثها وهي تصرخ بصوت صاخب والجميع يقلدها في ذلك وقد بدا وكأن جاكيري هو من يرقص ويحتفل هنا وليس رفقة .
في الاسفل نظر فبريانو لجده وهو يلكزه في خصره لحظة صغيرة حتى ينبهه للتحدث :
" تحدث جدي هل سننام معهم هنا؟!"
ابتسم اليخاندرو وهو يرى أنه بالفعل استفز هدوء فبريانو، وهو يرى جانب آخر من حفيده الساخر الدموي، جانب ملهوف، عاشق .
تنحنح اليخاندرو وهو ينظؤ لفادي بجدية ويقول :
" حسنًا سيد فادي، أنت بالفعل تعلم سبب مجيئنا هنا اليوم، لكن دعني اكرر طلبي مجددًا "
نظر لفبريانو والذي كان ينتظر بصبر نافذ أن يتحدث :
" جئنا اليوم لطلب الزواج من ابنتك روبين من حفيدي الثالث والالطف فبريانو "
نظر فبريانو لجده بحنق :
" جدي أنا لست لطيفًا "
ضحك اليخاندرو وهو كان يعلم أن ذلك سيكون رده، فهو نفسه الرد منذ كان طفل صغير ذو خدود وردية منتفخة لطيفة .
هز فادي رأسه وهو يقول بهدوء واحترام لاليخاندرو :
" وجودك اليوم شيء يشرفني سيد اليخاندرو، لكن روبين هي ابنتي الصغيرة والتي أخشى عليها مجرد خدش صغير، فاعذرني قبل أن اوافق كيف اضمن أنها ستكون بخير وسعيدة مع حفيدك، أعني ما هو الذي يجعلني اوافق بحفيدك ؟!"
نظر اليخاندرو لفبريانو والذي لم يكن في الحقيقة مهتمًا بما يحدث وهو ينظر للدرج ينتظر أن تهبط له روبين، عاد اليخاندرو برأسه لفادي وهو يهزها موافقًا حديثه :
" نعم معك حق، ليس هناك ما يجعلك توافق على فبريانو "
نظر فبريانو يتهكم لجده وهو يقول :
" جدي هل احضرتك هنا لتفسد الزفاف ؟! ما بك أنا حفيدك "
" أنا لا اكذب فبريانو "
ضحك فبريانو بسخرية قبل أن يأتي للجميع صوت موسيقى من الاعلى جعلت آدم يعتدل في جلسته وهو يبتسم بعدما استمع لتلك الموسيقى الشرقية يهمس في نفسه :
" يبدو أن احداهن تلقت صدمة عمرها الآن "
وكذلك كانت هايز بالفعل تفتح فمها بصدمة وهي تراقب خصر روبين يتمايل بكل مهارة واحترافية على تلك الموسيقى الشرقية، تشعر الآن بمقدار غبائها عندما رفضت لادم ذلك اليوم بهذا الشكل الغبي، وفجأة وأثناء هذا كله ضربت رأسها فكرة واحدة، هل شاهد ادم سيدة من قبل ترقص هذا الرقص ؟!
كانت روبين تتمايل وهي تغمض عينها وتترك الموسيقى حرية تحريكها، والجميع حولها يشجعها بقوة، وفي الحقيقة لم تكن هايز فقط هي من صُدمت بهذا اللون من الرقص، بل كانت روما ترمق روبين بابنبهار وهي تفكر جديًا في تعلم هذا اللون من الرقص .
في الاسفل كان مارسيلو يحمل طبقًا من الحلوى التي وضعتها سيدة ما، ثم رحلت يتناول منها بنهم شديد، تعجبه جدًا، رغم مذاقها الحلو بشكل مبالغ به بالنسبة له إلا أنها أعجبته؛ لذلك قطع ذلك الحوار بين جده ووالد عروس فبريانو وهو يقول :
" اريد المزيد من تلك الحلوى وانا راحل "
ولم يتكرم حتى بوضع ( من فضلك ) في نهاية جملته وكأنه يأمر فادي بأن يفعل وليس يطلب منه، ورغم تعجب فادي من حديثه الذي قطع به ما يحدث :
" أعجبتك بسبوسة لولو إذن؟! لا بأس خذ منها ما تريد معك وأنت راحل "
هز مارسيلو رأسه وهو يقول :
" كم طبق صنعتم منها ؟؟"
رمش فادي ببلاهة وهو يجيبه :
" لا اعلم حقًا "
نهض مارسيلو من مكانه وهو يتساءل :
" إذن أخبرني أين يقع المطبخ وانا سأذهب للتحري بنفسي "
مسح مايك وجهه بغيظ مما يفعل أخوه، هامسًا في رأسه :
" اقسم أن فبريانو سيجعلك تصبح كتلك الحلوى المطحونة بين يديك "
بينما انطونيو كان يبتسم بسمة جانبية وهو يراقب بداية العرض الليلة .
أشار فادي المطبخ بعدم فهم وقبل أن يتحدث بكلمة رحل مارسيلو وهو يحمل الطبق في يده يتناول بنهم قبل أن يُغير على المطبخ بشكل أفزع لينا ولولو وسيلين التي ذهبت لتجلس معهم به بعدما تشاجرت مع مايك .
أشار مارسيلو للطبق الذي بيده وهو يقول بأمر :
" أين باقي تلك الحلوة !!"
أشارت لينا بخوف صوب صينية كبيرة تتوسط طاولة المطبخ والتي تحرك مارسيلو صوبها وهو ينظر لها بكل جدية :
" ما هذا، كيف سأحملها ؟؟ "
استدار وهو يقول بكل جدية :
" هل هناك علب بلاستيكية استطيع تعبئة تلك الحلوى بها ؟!"
في البهو حيث يجلس الجميع تحدث مايك بحرج مما فعل مارسيلو :
" احم اعتذر حقًا عما فعل اخي، فهو ابله بعض الشيء، ارجوكم أكملوا ما كنتم تتحدثون به "
هز فادي رأسه بتفهم، ثم عاد بنظره لاليخاندرو الذي كان يرمق باب المطبخ بشر يتوعد لمارسيلو، ثم استدار صوب فادي يتحدث بجدية :
" كما كنت اقول سيد فادي، حفيدي لا يمتلك أي مميزات تؤهله للزواج، فهو مخيف ومرعب، وجلف واحمق بعض الأوقات ومستفز اغلب الاوقات، وساخر جميع الأوقات.... "
قاطعه فبريانو ببرود :
" اخبره أنني آكل الأطفال أيضًا يا جدي "
ابتسم اليخاندرو وهو يقول :
" نعم وهذا أيضًا "
صمت اليخاندرو وكأنه يفكر في شيء ثم قال :
" لكنه خفيف الظل أنا اضمن لك هذا، هو يضحكني احيانًا "
فتح فادي فمه ببلاهة وقد بدأ يخشى فبريانو حقًا، بينما غص مارتن أثناء احتساءه المشروب أمامه وبصقه في وجه جايك وضحكاته تعلو بقوة، بينما جايك مسح وجهه بغيظ، ثم ضرب مارتن وهو يصرخ :
" أفسدت ثيابي يا أحمق "
لكن مارتن لم يتمكن من الإجابة بسبب ضحكاته العالية على ملامح وجه فبريانو الذي كتف ذراعيه وهو يعود بجسده للأريكة يقول بكل جدية :
" لا بأس، على الأقل إن فسدت الليلة فسأجد متعتي الخاصة في تقطيعكم لاشلاء "
ابتسم انطونيو بسمة متشفية فيما يحدث يتابع كل شيء بهدوء كعادته .
________________________
وبعد دقائق طويلة من المراقبة بدأت جميع الفتيات ينضممن للرقص في منافسة غير عادلة مع روبين التي كانت تتقن تقريبًا جميع انواع الرقصات، راقبتها جولي وهي تحدث نفسها بجدية:
" هل يمكن أن يقبل فبريانو أن نفتتح مدرسة رقص وتكون زوجته هي المعلمة؟!"
ضحكت روما وهي تصفق وتقول بصوت عالٍ :
" محظوظ ذلك الفبريانو "
ابتسمت روبين بخجل كبير وهي ترى الآن أهمية شغفها بالرقص وبكل انواعه، فمنذ كانت صغيرة وهي كانت هاوية بكل انوع الرقص، فكانت تنضم لصف الرقص لشهور، ثم تنتقل لصف آخر بلون رقص آخر، حتى تمكنت تقريبًا من أنواع رقص لا تُعد، لكن في النهاية اختارت العمل في الباليه .
فُتح الباب فجأة وسمع الجميع صوت سيدة تدخل وهي تكرر تلك الأصوات التي كانت رفقة تصدرها منذ قليل والتي مجددًا جذبت انتباه جولي .
اقترب لينا من ابنتها وهي تضمها بحنان واعين دامعة وهي تقول :
" مبارك يا حبيبتي مبارك يا قلبي "
ابتسمت روبين باتساع وهي تضم والدتها بقوة بحب قبل أن تشعر بجسدها يتيبس وهي تسمع والدتها تقول بجدية :
"يلا يا حبيبتي عشان تنزلي "
ابتلعت روبين ريقها بتوتر شديد وهي تسمع صوت الموسيقى قد توقف بواسطة جاسي التي تحركت صوبها تعدل من ثوب روبين وهي تقول ببسمة واسعة :