رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثالثة والعشرون
_ إنت كمان بتخونني يا طارق!
إبتسمت بسخرية ووجع على حالي واللي بيحصل فيا، الصدمات جاية متتالية ورا بعض وحاسة إن كدا كتير عليا وفوق مستوى تحملي، تجاهلت اللي شوفتهُ وكملت طريقي ويومي عادي.
تاني يوم نزلت الشغل عادي وكالعادة دخلت سهر صبحت عليا وقالت بإبتسامة:
_ المديرة القمر اللي غابت عننا إمبارح.
بصتلها وقولت بهدوء وأنا باصة للورق:
= هاتي اللي عندك يا سهر.
قعدت قصادي وقالت بنفس الحماس والإبتسامة:
_ عمر إتخانق إمبارح مع صاحبهُ تامر بسبب الموضوع نفصهُ وفركشوا كل حاجة بينهم وحتى عمر ساب الشغل ومِشي.
إتنهدت وقولت بملل لإن في حياتي كوارث أكتر بكتير:
= إممم، طيب.
إتكلمت من تاني بحماس وقالت:
_ وإسراء.
أول ما قالت إسمها رفعت عيني بتركيز وإهتمام وقولت بتساؤل:
= مالها؟
إتكلمت بصوت واطي وقالت:
_ إمبارح دخلت مكتب أستاذ طارق وفضلت جوا حوالي ساعتين وشوية وتدخل تاني تطول جوا وتطلع وكنا بنسمع صوت ضحك وهزار كمان.
ضيقت عيني بغيظ وأنا شاكة فيها لإن هي تستحق مركز الشك الأول وبجدارة، كدا كدا مكنتش مستبعداها خالص، رجعت سهر تكمل كلامها وقالت:
_ وكمان الكلام بقى يكتر في الشركة أوي بين البنات إن في بينهم حاجة وإن أستاذ طارق معجب بيها يعني.
بصيتلها بغضب طفيف وبعدين غمضت عيني بقوة وأنا بتنهد وبحاول أتماسك على قد ما أقدر وقولت:
= طيب يا سهر، في عندك حاجة تاني عايزة تقوليها؟
فكرت شوية وبعدين قالت:
_ بصراحة أنا سمعت إشاعة كدا في موضوع إسراء دا مش عارفة هي صحيحة ولا لأ، بس إنتِ عارفاني بحب أبحث عن الشخص وأجيب سيرتهُ الحياتية كلها من ساعة ما إتولد.
إهتمامي زاد وقولت:
= ولقيتي إي بقى يا مفتش كرومبو؟
جاوبتني وقالت بصوت واطي:
_ عرفت إنها إتجوزت قبل كدا 5 مرات وكل أزواجها إختفوا من بعد جوازهم بيها بإسبوع واحد بس.
بصيتلها بصدمة ودهشة وعدم تصديق وقولت بسخرية:
= دي إشاعة فعلًا، إي يابنتي الهبل اللي بتقوليه دا، دي باين عليها متجوزتش قبل كدا ودا كان مكتوب في الـ Cv بتاعها!
إتكلمت سهر بثقة من كلامها وقالت:
_ ما هو أنا برضوا شكيت في كدا عشان كدا بقولك إشاعة، بس الغريب إني إتقصت أكتر وعرفت أسماء أزواجها وطلبت كمان من حد أعرفهُ من المسئولين المعرفة يعني يجيبلي ورق بمعلوماتهم الشخصية عشان اتأكد.
بصيت قدامي بتفكير وسرحان وقولت بدهشة:
= خمسة!
إتكلمت سهر من تاني وقالت بفضول:
_ المشكلة مش في العدد المشكلة إن الخمسة إختفوا ومحدش لاقي ليهم أثر، أنا مش ههدى غير لما اتأكد من الموضوع دا.
بصيتلها بإهتمام وقولت:
= وياريت أول ما تتأكدي أو تعرفي آي حاجة عرفيني على طول.
إبتسمت وقالت وهي بتشاور على عيونها:
_ عيوني يا أحلى مديرة في الدنيا.
إتكلمت بعملية وقولت:
= طيب روحي على شغلك دلوقتي يا سهر.
خرجت وسابتني بعد ما زودت على دماغي عِلة تانية محتاجة التفكير فيها، حاولت على قد ما أقدر أرجع أركز في شغلي من تاني وأعدي اليوم النهاردا.
بعد شوية دخلي طارق بنفسهُ المرة دي وهو بيحط قدامي كومة أوراق وبيقول ببرود:
_ كل الورق دا محتاج يتمضي يا هدى، ياريت تساعديني فيهم وأنا معايا قدهم مرتين جوا.
بصيت للورق بهدوء وبعدين رجعت بصتلهُ وقولت ببرود مماثل:
= ورايا شغل كتير أوي يا طارق، لما أخلصهُ همضيهم.
إتكلم بإنفعال وقال:
_ والورق دا إنجازهُ أهم من الشغل، بعد إذنك إنجزيني.
سابني بعدها وخرج وأنا بصيت للورق بسخرية وفضلت أقلب فيه لحد ما لقيت ورقة التنازل في وسطهم، إبتسمت بسخرية وخدتها وحطتها في مكنة فرم الورق.
إبتسمت بسخرية وقولت بتحدي:
_ يا أنا يا إنت يا طارق، بدأت اللعبة واللي هننبهر فيها أنا وإنت من قدراتي الإنتقامية.
قعدت كملت باقي الشغل على قد ما أقدر وبعد ساعتين جالي طارق وخد الورق بعد ما مضيتهُ، كنت شايفة إبتسامة ولمعة في عينيه وهو شايل الورق وماشي، إبتسمت بسخرية ورجعت كملت شغل، دخل تاني بعد شوية وهو وشهُ مخطوف وقال بتساؤل:
_ هو في ورق ضاع منك من اللي كنتِ بتمضيه يا هدى؟
عملت نفسي مستعبطة وقولت:
= لأ، ورق إي اللي هيضيع مِني إنت بتتعامل مع عيلة صغيرة؟
بصلي بتوتر وهو بيحاول يصلح الموقف وعينيه بتلف في الأرض لتكون الورقة واقعة هنا أو هنا وقال:
_ لأ بس في ورقة صفقة مهمة مش لاقيها قولت يمكن وقعت عندك.
إتكلمت ببرود وقولت بأريحية:
= لأ مش عندي، شوفها يمكن وقعت عندك ولا حاجة.
سابني بعدها ومِشي بعد ما اتأكد إنها مش في مكتبي وإني مخدتش بالي منها، كملت شغل عادي وبالليل جالي مكالمة من محمد، إبتسمت ورديت بحماس:
_ أيوا يا أستاذ محمد.
جالي ردهُ وهو بيقول:
= أيوا يا أستاذة هدى، أنا عملت المحضر خلاص، يعني بالكتير بكرا الصبح هيلاقي اللي بيكلمهُ عن المحضر دا.
إبتسمت وقولت وأنا عيوني مليانة شر ليه:
_ تسلم بجد يا أستاذ محمد، مش عارفة أشكرك إزاي.
إتكلم وقال بهدوء:
= متشكرنيش ولا حاجة أنا مش بعملك خدمة بل بالعكس أنا كمان منصوب عليا زيي زيك بالظبط.
إتكلمت وقولت بإبتسامة:
_ إن شاء الله الموضوع كلهُ هيتحل قريب.
قفلت معاه المكالمة ورجعت لشغلي وبعد دقايق عدت ساعات الحقيقة خلصت الشغل أخيرًا وخرجت وكان الموظفين كلهم مشيوا حتى طارق مِشي، معرفش من إمتى أو راح فين ولكن مفيش حد في الشركة غيري وغير الأمن والمسئولين.
خدت حاجتي ونزلت وبالصدفة شوفت طارق وإسراء بيركبوا مع بعض العربية وبيضحكوا، إبتسمت بسخرية وإتأكدت إن القلب والكوكب هما إسراء، في حالة تانية أيام ما كنت عامية عن عمايل ومشاعر طارق كان زماني دلوقتي قاعدة بنهار على الرصيف من العياط وشم بعيد كنت عملت في نفسي حاجة.
بس بشكر القدر والصُدف اللي ضربتني ضربات متتالية قوتني وخلتني الطوفان اللي هيقضي عليهم قريب.
*في العربية مع طارق وإسراء*
إتكلم طارق بإبتسامة وسعادة وقال:
_ جبتلك بقى مش شقة لأ، ڤيلا عشان إنتِ تستاهلي أكتر من كدا بكتير والله بس ممكن نمشي حالنا بالڤيلا الصغيرة دي لحد ما أجبلك حاجة أحسن.
إبتسمت إسراء وردت عليه بتساؤل:
= إن شاء الله يا حبيبي، بس كنت عايزة اسألك إمبارح وأنا قاعدة معاك كنت بتكلم حد في الموبايل وبتقولهُ يستنى عليك في بيع الشركة، إنت هتبيع الشركة بتاعتك؟
ظهر عليه التوتر وبعدين إتنهد وقال:
_ أيوا، كدا كدا عندي أملاك تانية كتير وحابب إني أبيع الشركة دي وأعمل حاجة تانية أحسن.
سكتت إسراء شوية وقالت بتساؤل من تاني:
= إممم، طيب مقولتليش ليه إتجوزت هدى مادام مش بتحبها ودلوقتي بتخوننها أهو!
بصلها لثوانٍ وبعدين رجع نظرهُ للطريق وقال بطريقة ساخرة:
_ تقدري تقولي حاجة زي أبويا اللي غصبني إني أتجوزها كدا، وبعدين أنا مش بخونها معاكِ، دا أنا كدا يعتبر بخونك إنتِ معاها لإن إنتِ اللي بحبك.
قال أخر جملة بضحك وهزار، ولكن إسراء عينيها إحددت شوية وبعدين رجعت تضحك وقالت:
= طيب ما والدك الله يرحمهُ مات من زمان ليه مطلقتهاش مادام مش بتحبها ولسة مكمل معاها بقالك سنتين!
إتوتر من تاني وبعدين قال بنبرة تغيير مواضيع:
_ خلاص بقى كفاية كلام عنها أنا مش بحب سيرتها وخارج معاكِ نشوف عش الزوجية بتاعنا بلاش بقى السيرة دي.
إبتسمت إسراء وهي بصالهُ بمُكر وخُبث وسكتت طول الطريق، راحوا فعلًا للڤيلا ودخلت إسراء ووراها طارق وهما مُبتسمين، إتكلمت إسراء بدلع وقالت بإبتسامة:
_ أكيد بقى هتكتب الڤيلا دي بإسمي، صح؟
بصلها طارق بتردد وإبتسامتهُ بدأت تترعش وقال:
= بس أنا متفقتش معاكِ على كدا!
إتكلمت إسراء بقمص مُزيف وقالت:
_ يعني مستخسر فيا ڤيلا صغيرة برغم إني مطلبتش منك مهر ولا آي حاجة ولا حتى فرح ومأمنالك على نفسي وإنت مش مآمنلي على حِتة ڤيلا!
إتوتر طارق وبعدين قال بتفكير:
= خلاص ياحبيبتي إنتِ برضوا مراتي، أنا عيني ليكِ.
بمجرد ما خلص جملتهُ طلعت إسراء عقد بيع وشرا للڤيلا وقالت بإبتسامة:
_ مجهزة كل حاجة عشان أروح أفرح ماما وأعرفها إني أختارت صح.
إبتسم طارق وقال بدهشة:
= إنتِ مجهزة كل حاجة بقى!
جاوبتهُ إسراء وقالت:
_ إنت عارف إني جدّ في كل حاجة يا طارق.
مضى فعلًا وهي خدت العقد وهي بصالهُ بإبتسامة وعيون بتلمع وبعدين خلصوا فرجتهم على الڤيلا ومشيوا، وصلها للبيت ورجع لبيتهُ على طول.
بعد شوية وقت وأنا قاعدة بتفرج على فيلم قديم باب الشقة إتفتح ودخل طارق، بصيتلهُ بعدم إهتمام وأنا باكل فشار وبشرب العصير، بادلني نفس النظرة وبعدين دخل الأوضة.
تاني يوم نزلت الشغل كالعادة بعد طارق ولما وصلت الشركة شوفت مُحضر واقف مع طارق ومعاه المحضر وعايزهُ يمضي عليه، وقفت جنبهُ وأنا بمثل على ملامحي القلق وعدم المعرفة وقولت بتساؤل:
_ في إي يا طارق؟
بصلي بغضب وقال بإنفعال طفيف وهو متوتر:
= إطلعي الشركة دلوقتي بعد إذنك يا هدى.
إدعيت الضيق من طريقتهُ والزعل وسيبتهُ ومشيت وبمجرد ما دخلت الشركة إبتسمت بمُكر وأنا بفرد ضهري وأنا شايفة لعبتي بتبدأ، طلعت المكتب وأنا بتنهد براحة ولكن سرعان ما إختفت لما دخلت سهر ورايا بخوف والتوتر ظاهر على ملامحها وقالت:
_ أستاذة هدى أنا عرفت كارثة.
إتكلمت بخضة وقولت:
= في إي يا سهر؟
قعدت قدامي وهي بتاخد نفسها وحطت ورق قدامي فيه أسماء الرجالة اللي إتجوزتهم إسراء وقالت:
_ الإشاعة طلعت حقيقية وكمان الموضوع مخلصش عند دول بس لإن حتى والدها هو كمان إختفى والجيران قالوا إنهم مشافوش عزا بيتعمل ليه ولا آي حاجة تثبت إنهُ مات فعلًا، والرجالة اللي كانت متجوزاهم دول كمان إختفوا مش ماتوا ومحدش عارف راحوا فين وكلهم كانوا متجوزين أو خاطبين قبلها.
بصيتلها بخضة وصدمة وبعدين بصيت للورق اللي هي إدتهولي وقولت بتساؤل وتشتت:
= دا معناه إي؟
إتكامت سهر بخوف وقالت:
_معناه إن إسراء دي وراها سر كبير أوي أوي.