رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الثاني والعشرون بقلم رحمه نبيل
دارت عين فبريانو على الفتاة التي تتمايل على المسرح ثم ابتسم بسمة جانبية مخيفة، وتجاهل الأمر وهو يتجه للممر خلف الرجل الذي لحقوا به سابقًا، تاركًا الجميع يرمقه بصدمة كبيرةلردة فعله الغريبة ....
بينما عند فبريانو اشتدت قبضة يده على أسلحته وهو يبتسم بسمة مرعبة بحق يقتحم جميع الغرف التي تقابله، غير مهتمًا لشيء أبدًا ...
" ما الذي حدث للتو ؟؟؟"
كان ذلك صوت ادم المصدوم من ردة فعل أخيه يتساءل عن سبب لا مبالاته تلك، هل السبب أن تلك الفتاة لا تعني له شيء حتى يتأكد من هويتها ام ماذا ؟؟؟
هز مايك كتفه بعدم فهم وهو ما زال ينظر للفتاة متأكد تمامًا أنها هي نفسها الفتاة التي أحضرها فبريانو للمنزل سابقًا، هو وقتها حفظ ملامحها لكثرة تحديقه بها :
" لا اعلم ما يفكر به اخوك....لكن لن يكون فبريانو إن لم يخالف توقعات الجميع في ردات فعله ."
" يكفينا هراءً ولنتحرك قبل أن يتسبب فبريانو في إراقة دماء جميع من بالداخل "
نظر الجميع لملامح انطونيو الجادة والمخيفة، ليبدأوا في التحرك صوب الغرفة بخفة شديدة، كلٌ يحمل سلاحه ....
ابتسم جاكيري بسمة مختلة وهو يلمح الباب الذي دخل له فبريانو ويسمع صوت الصرخات تصدر من خلفه :
" اه...يبدو أن عزيزنا فابري استغل انشغالنا بتلك الصغيرة الغبية الخاصة به ليقتل الجميع وحده "
ابتسم مارتن ساخرًا وهو يضرب الباب بقدمه ثم اندفع الجميع للداخل بسرعة كبيرة ليتفاجئوا من أن فبريانو أنهى تقريبًا قتل نصف الرجال، مستغلًا عنصر المفاجأة ...
____________________
في الخارج و على المسرح كانت ما تزال تتمايل بخفة سالبة قلوب الجميع حولها، وبينما هي ترقص كان هناك أحد الرجال يتحرك بين الطاولات بخفة شديد مستغلًا انشغال الجميع بالراقصة ...
ابتسمت الفتاة وهي ترفع طرف فستانها بعض الشيء مظهرة جزء من قدمها بشكل مغري للبعض، لدرجة تسببت في سيلان لعابهم ...
هبطت الفتاة من المسرح وهي تسير بين الطاولات متبخترة على الموسيقى، حتى توقفت أمام إحدى الطاولات لتصعد فوقها وهي تطيح بجميع الزجاجات التي تقبع أعلاها تغمز لهذا وتضحك لذلك ...
وفي تلك الأثناء وبينما جميع الجالسين على الطاولة مشغولين بها، كان ذلك الشاب الآخر يقترب بخفة ويأخذ الحقيبة التي تقبع جوار قدم أحد الرجال و يبدلها بأخرى بسرعة كبيرة ثم غمز بعدها للراقصة التي ابتسمت بخبث وهي تهبط من فوق الطاولة متحركة صوب المسرح مجددًا تكمل وصلة الغناء والرقص ...
________________
في الداخل كانت هناك معركة من نوع آخر حيث بدأ الجميع يضرب في كل من يعترض طريقهم، بينما انطونيو يجلس بكل برود على إحدى الارائك التي تحتل ركن الغرفة وهو يراقب ما يحدث باستمتاع شديد، حتى ألقى جاكيري بشخص جواره بعنف شديد ....
" مرحبًا يا عزيزي ..."
همس انطونيو بفحيح وهو يميل بوجهه قليلًا حتى يصل لمستوى ذلك الرجل مبتسمًا بسمة صغيرة لا تعبر عما يعتمره
رفع الرجل عينه لانطونيو وهو يردد بسخرية :
" مرحبًا انطونيو، لم ارك منذ وقتٍ طويل ها ؟؟؟ تحديدًا منذ كانت والدتك تترجاني لارحمك وأنت طفل صغير "
أنهى كلماته تزامنًا مع اصطدام قدم جايك برأسه في عنف شديد، ولم يكد الرجل يتنفس حتى عاجله جايك بضربة اخرى أشد قسوة من سابقتها، وقد ضغط الرجل على وتر حساس لديه ...وهي والدته .
لم يتحرك انطونيو وهو يراقب جنون أخيه الأصغر وجاكيري الذي اسودت عيونه لدرجة مخيفة.....
ضحك الرجل بصخب وهو يمسح الدماء التي تتساقط من أنفه كشلال :
" اه يا رجل كانت صرخاتها تطرب اذني، هي واختها الأخرى، ماذا كان اسمها ؟؟؟؟"
صمت ثم نظر بطرف عينه لـ مارسيلو قائلًا بنبرة خبيثة :
" لا اتذكر حقًا الاسم، اخبرني أنت يا صغيري ألم تكن والدتك ؟؟؟"
ابتسم مارسيلو بسمة جانبية وهو يهز رأسه بنعم ثم قال بكل هدوء ولا مبالاة خارجية مخيفة بحق :
" اسمها ايلي "
ضحك الرجل وهو يستند على الجدار خلفه :
" نعم ايلي صحيح تذكرت ...والأخرى سالي صحيح ؟؟؟ ايلي والدتك وسالي والدة انطونيو، انتم أبناء عمومة وأبناء خالة في الوقت ذاته صحيح ؟؟؟"
اجابه مارسيلو بكل بساطة وهو ينحني على قدمه جواره هامسًا بفحيح :
" صحيح احسنت ...."
وكانت هذه الحقيقة فالثلاثي ( انطونيو و جاكيري و جايك ) هم ابناء خالة للثلاثي ( مايك و مارسيلو و ماركوس ) وابناء عمومة في الوقت ذاته ...
ضحك الرجل وهو يرفع عينه لفبريانو الذي كان يلوح بسلاحه أمام عينه غير مهتم بكل ذلك الحوار، هو فقط ينتظر انتهاء كل ذلك حتى يتخلص منه :
" وانت يا صغير، للاسف توفيت والدتك قبل أن أقابلها "
رفع فبريانو عينه للرجل دون أن يجيبه بكلمة واحدة ليكمل الرجل وصله حديثه الذي يعلم كثيرًا تأثيره على التسعة أمامه :
"لكنني سمعت أنها جميلة كثيرًا، و الان بعد رؤيتك انت وأخوتك تأكدت من ذلك "
أطلق مارتن ضحكة صاخبة وهو يهز رأسه بيأس ثم أخرج سلاحه وهو يجهزه للاطلاق ....
ليكمل الرجل وهو يعلم أنه ميت لا محاله، لكن إن كان سيموت فليمت بعد أن يذيقهم بعض الوجع ...
" يوم اختطفت ايلي وسالي و انطونيو الصغير كنت أطمح في اختطاف والدتك، لكن للاسف علمت وقتها أنها ماتت، وقتها حزنت بسبب عجزي عن مقابلتها "
" إذًا دعني احقق لك رغبتك في مقابلتهاا "
أنهى فبريانو كلماته تزامنًا مع انطلاق رصاصة من مسدسه مخترقة صدره بعنف شديد ليبتسم بسمة جانبية وهو يردد ناهضًا من مكانه :
" سلامي لايلي وسالي وامي يا عزيزي "
نظر الجميع لبعضهم البعض قبل أن تتعالى صرخات حانقة وأخرى غاضبة بسبب قتله هو للرجل وحده ...
ابتسم فبريانو وهو يتجاهل الجميع متحركًا صوب الباب بينما الجميع ينظر في أثره بحنق شديد ...
نظر انطونيو للغرفة وهو ينهض قائلًا بملل وقد علم سبب ضرب فبريانو لابن ذلك الرجل لا بد وأنه استفزه بحديث احمق كهذا :
" كان الأمر سريعًا لدرجة تثير الملل ...اتصلوا بالرجال ليأتوا وينظفوا المكان من تلك القاذورات "
أنهى حديثه وهو يخرج يلحق بفبريانو ثم لحق به الجميع عدا ماركوس الذي كان ما يزال يقف صامتّا بشكل مخيف وبعدها انحنى جوار جثة الرجل ليهمس في أذنه :
" لتتعفن في الجحيم "
أنهى حديثه وهو يبصق باشمئزاز على الرجل ثم ضرب جثته بعنف شديد وبعدها لحق بالجميع، داخله يشتعل غضبًا لحديث الرجل عن والدته، وهو يعلم أن الباقيين مثله تمامًا، لكن مثل تلك المهمات ليس من الجيد أن تظهر للخصم تأثرك بحديثه واستفزازه، وهذا بالتحديد ما تعلموا فعله طوال سنوات ....
_______________________
كان التسعة في طريقة للخروج من الحانة قبل أن يصطدم جسد فجأة في فبريانو بعنف شديد، وقبل أن يستوعب فبريانو ما الأمر كانت تلك الراقصة تضع يدها حول رقبته في حركة مغرية وهي تغمز له مبتسمة بسمة خبيثة تضغط على شفتيها تجذبه لها اثناء الرقص، بينما هو لم يحرك اصبعًا واحدًا حتى وهو يراقبها تحاول اغراءه...
مد فبريانو يده ببرود شديد وهو يبعد يد الفتاة عنه بعنف، ثم لف يده حول خصرها، بينما عينه ترمقها بنظرة مخيفة جعلت جسدها يرتعش بين يديه، ابتلعت الفتاة ريقها برعب وهي تحاول ابعاد نفسها عنه بينما عينها تدور في جميع الاتجاهات عدا عينه...
اقترب فبريانو بوجهه من الفتاة بدرجة كبيرة ثم نظرة لها نظرة غامضة غير مفسرة وبعدما ألقاها بعنف وأخرج سلاحه مطلقًا الرصاص في الجو لتتوقف الموسيقى فجأة تحت نظرات الصدمة من جميع أبناء عمومته وإخوته والجميع .
تحدث فبريانو بنبرة مخيفة :
" الجميع لخارج مكب النفايات هذا "
رمقه الجميع بعدم فهم ليعلو صوته بشكل مخيف :
" للخارج قبل أن افترش الأرض باجسادكم العفنة "
لم يتحرك أحد حسب حديث فبريانو، بل أن أحدهم وقف من مكانه وهو يتحرك صوبه بغرض الصراخ عليه واخافته لولا رصاصة فبريانو الثانية التي اخترقت جسد الرجل لتنفجر الدماء في المكان، وهو يصرخ بغضب أشد أسقط قلوب الجميع رعبًا فهو مخيف في حالته العادية فكيف به أثناء غضبه :
" قلت الجميع للخارج ...."
علت الصرخات في المكان من النساء وهن يتدافعن الخارج بسرعة كبيرة وخلفهم الرجال تاركين الحانة فارغة إلا من التسعة أحفاد والراقصة والشاب الذي بدل الحقائب والذي كان مختبًا خلف إحدى الارائك يراقب ما يحدث مع شريكته برعب شديد ...
ابتلعت الفتاة ريقها ولم تكد تتحدث بشيء حتى وجدت فبريانو يدفعها بحدة كبيرة أسقطتها ارضًا بعنف، ثم قال بصوت مرعب :
" والآن ارقصي كيفما شئتِ "
أنهى حديثه وهو يتحرك للخارج تاركًا الجميع في صدمته لا يفهمون شيء أبدًا، لكنهم رغم ذلك تحركوا خلفه ...
تحركت عين الراقصة معه وهي ترمق ظهره بصدمة كبيرة ولم تستوعب ما يحدث معها حتى شعرت بيد شريكها تجبرها على النهوض ثم سندها وهو يتحرك بها للخارج وفي يده الأخرى يحمل الحقيبة التي بدلها ....
_______________________
بمجرد خروج الاثنان من الباب الجانبي حتى تحركوا سريعًا صوب طريق ما وبمجرد أن خطو به توقفت سيارة أمامهما وصعدوا لها سريعًا ...
ألقى الشاب الحقيبة وهو يستدير للفتاة ( الراقصة ) ليقول بخوف :
" أنتِ بخير ؟؟؟"
استدارت له الفتاة وكان وجهها شاحبًا بشدة لتهز رأسها بنعم وهي تقول بصوت جاهدت ليخرج طبيعي :
" اذهب للمقر "
" لكن ...."
" الآن، علينا أن نسلم الحقيبة صدّيق "
هز المدعو صدّيق رأسه وهو يشير برأسه للشاب الذي يقود السيارة بأن يتحرك بهم صوب المقر الذي يعملون لصالحه ثم قال وهو يتذكر ما حدث
" لوهلة شعرت أنها النهاية .... إنه مرعب بحق "
لم تجب عليه الفتاة ليتحدث بتعجب :
" جاسي ....ما بكِ ؟؟؟"
نظرت له جاسي ( شقيقة روبين الكبرى ) :
" أنا بخير صدّيق فقط لنصل للمقر و نعطي دراجون الحقيبة ثم أعود لارتاح فاليوم كان مرهقًا "
كتم صدّيق ضحكته وهو يهز رأسه بيأس عليها :
" اخبرك دراجون ألا تذهبي أنتِ لتلك المهمة، لكنكِ كالعادة لا تستمتعين لأحد عميلة ١٠٣ ...سيغضب دراجون كثيرًا "
ابتسمت جاسي له وهي تحمل جاكت طويل من أسفل المقعد ترتديه ثم تجمع شعرها قائلة بغمزة :
" وهل كان هناك من سينهي المهمة مثلي ؟؟؟ جاسي واحدة فقط يا صدّيق تأكد من هذا "
______________________________
دخل الجميع للمنزل عدا جاكيري وفبريانو، ليتحركوا بتعب صوب الأريكة ..
ألقى الجميع بجسده على الأريكة بعنف متجاهلين سيلين التي كانت تجلس على أريكة مجاورة وهي تحيك بعض الثياب الصوفية ...
ليتحدث مايك بصوت واضح للجميع :
" تلك الفتاة في الحانة، اقصد الراقصة، لم تكن نفسها الفتاة التي أحضرها فبريانو "
انتبه له الجميع ليوضح هو ما يقصده :
" يوم أتى فبريانو بتلك الفتاة لهنا، تمعنت جيدًا في ملامحها، ويمكنني القول بكل تأكيد أنها ليست نفسها الراقصة، أعني هي حقًا تشبهها بشكل كبير، حتى أنني من بعيد ظننتها هي، لكن عندما تدقق النظر ستجد أنها لا تحمل نفس الملامح، لكن الشبه العام واحد "
تحدث مارسيلو وهو يبتسم :
" كل ثانية يزداد فخري بك يا اخي ...تستطيع من مجرد نظرة واحدة أن تحدد ملامح الفتاة، اظن أن موهبة مثلك قد تفيد جايك في هوايته "
ضحك جايك وهو ينظر لمايك ثم التقط موزة يتناولها بنهم :
" إن امتلك الفنانين ذاكرة كذاكرة مايك في حفظ وجوه الفتيات، لما احتاج الراسم يومًا أن يجلس أمامه أي شخص لرسمه، بل يكفيه نظرة واحدة حتى يجسده على اللوحة أمامه "
أنهى جايك حديثه وهو يلقي قشرة الموز بعيدًا بعدم اهتمام لتسقط ولسوء حظه على وجه سيلين التي رفعت عينها فجأة بشكل مفزع تنظر للقشرة التي بيدها ثم تنظر للاحفاد تحاول معرفة من ألقاها، لتلمح مارتن يتناول أخرى ...
نهضت سيلين بعنف صوبهم وهي تحمل عكازها بشكل تستمع لصوت ادم :
" اليوم كان مرهقًا لــ..."
لم يكمل ادم كلمته وهو يرى سيلين تندفع صوبهم بشكل مخيف جعل الجميع يفتح عينه بصدمة ينتظرون معرفة سبب ذلك الهجوم، ليتضح أنها تقصد مارتن والذي كان يتصفح هاتفه وهو يتناول موزة بشرود بعيدًا عن الجميع ....
ابتسم مارتن وهو ينظر لصورتها التي أخذها لها وعلى غفلة منها عمدًا واحتفظ بها، وقد كانت في الصورة تتشنج بشكل مضحك وكأنها غير راضية عن شيء ما ...
اتسعت بسمة مارتن وهو يقتطع قضمة أخرى من الموز يقلب الصور لكن فجأة شعر بظل يخيم على جلسته .
رفع مارتن عينه بتعجب ليجد أن هناك عصا في طريقها لرأسه، صرخ وهو يراها تحط على هاتفه بعنف شديد محطمة إياه لاشلاء ...
كانت أعين الجميع تراقب ما يحدث بفضول شديد مندمجين مع ما يحدث بشكل كبير وكأنهم في أحد الأفلام ...
تحركت أعين الجميع مع الهاتف حتى استقر على الأرض لتعلو شهقات البعض، فها هي سيلين تدمر اغلى ما يملك مارتن، هاتفه الذي يحتوي كل شيء والذي يعشقه حتى أكثر من اخوته ...
رفع مارتن عينه ببطء من على هاتفه حتى توقفت على وجه سيلين التي تراجعت بخوف لنظرته ...
أخرج ماركوس هاتفه بسرعة وهو يسجل تلك اللحظة قائلًا ببسمة :
" جاكيري سيحب هذا كثيرًا "
اقترب ادم منه وهو يهتف بحماس شديد :
" شاهد مصرع عجوز و السبب هاتف "
اقترب مارتن من سيلين وهو ينظر لها بشر كبير هامسًا :
" أوتعلمين ؟؟؟ يمكنني قتلك إني أردت، لكن هل تعرفين ما الذي يمنعني ؟؟؟"
" خوفك من جدك ؟؟؟"
" لا تهتمي لجدي سأخبره أن سقف القصر تحطم فوق رأسك وأقوم بصنع فيديو مناسب لما اقول وننتهي من الأمر "
صمت قليلًا ثم أضاف بنبرة ذكرت سيلين بنبرة فبريانو :
" لكن الموت سكون رحمة لامثالك سيلين، لذا كما يقولون العين بالعين "
رمقته سيلين بعدم لتجده يتحرك بخفة صوب المطبخ والجميع يرمق أثره بعدم فهم وفضول، عدا ماركوس الذي تحرك بسرعة خلفه حتى يسجل تلك اللحظات لدرجة أنه تعرقل بقوة في السجاد أسفل قدمه، لكنه لم يأبه وهو ينهض مجددًا ويلحق به ...
ثوانٍ فقط حتى سمع الجميع صوت تكسير عالٍ وكأن زلزال ضرب المطبخ ...
تحدث مايك بصدمة مما فعل مارتن :
" اووف هذا قاسٍ للغاية "
أطلق مارسيلو صفير عالي وهو يصفق بتشجيع لمارتن :
" قلوبنا معك يا اخي، عسى أن تعيش لليوم الذي ترزق فيه بأطفال شجعان مثلك "
أمسكت سيلين قلبها بصدمة وهي تتكأ على عصاها تتحرك ببطء صوب المطبخ وبصعوبة كبيرة بسبب خوفها من رؤية ما لا يسرها ...
توقفت سيلين أمام المطبخ لتصدم مما رأت ومن ذلك الدمار الذي حل به ثم راقبت مارتن الذي خرج ببرود شديد وهو ينفض يده مرددًا :
" الآن نحن متساويان "
تحركت عين سيلين مع مارتن ثم عادت للمطبخ مجددًا وهي تردد بصدمة كبيرة :
" كله بسببك اليخاندرو ...كله بسببك "
أنهت كلماتها وهي تسقط ارضًا بشكل أثار انتباه الجميع ...
رفع انطونيو جسده قليلًا على الأريكة ليراها ثم قال بنبرة غير راضية :
" حسنًا جدي لن يحب هذا ...."
نهض مارسيلو من مقعده وهو يتحرك صوب جسد سيلين المسجى ارضًا :
" ساعدوني لنحرق جثتها من جثتها قبل عودة جدي"
___________________________________
كان يستند على سيارته أمام نافذة منزلها يراقبها بهدوء وبرود شديد وهو يحمل منديل في يده يمسح به الدماء ببطء، ثم ألقاه ارضًا يتحرك صوب النافذة، وكما حدث في أول مرة له هنا، صعد من خلال الشجرة لإحدى الغرف التي لا يعلم صاحبها ولا يهتم فعليًا ..
تحرك صوب غرفة روبين ثم فتح الباب ودخل للغرفة دون أي مقدمات او حتى تنبيه بدخوله، خطى فبريانو بهدوء صوب الفراش الذي تتسطح عليه، ابتسم بهدوء بسمة صغيرة تكاد لا ترى ثم انحنى بهدوء على ركبتيه جوار الفراش وهو يمعن النظر في وجهها ...
ابتسم بسخرية وهو يتذكر تلك الاخرى و وجهها الملائكي الذي لا يليق لمثل تلك الأمور، تشبهها وبشدة، لكنها ليست هي، هو لم يشك لحظة واحدة حتى أنها ارنبه الوردي، حتى أنه لم يكلف نفسه عناء التأكد من الأمر، فعندما سمع كلمات مايك لم يهتم حتى بالتأكد من صحة حديثه وما إن كان مخطأ ام لا، فهو يعرف روبين ومتأكد بأنها أبدًا لن تأتي لمثل هذه الأماكن، والآن تأكد من الأمر ...
تلك الفتاة من بعيد تراها نسخة واضحة من روبين، حتى أنك قد تخطأ بينهما، لكن في الحقيقة من قريب هي لا تشبهها أبدًا لا شكلًا ولا موضوعًا، ملامحها تختلف تمامًا عن روبين رغم أن الشبه العام متقارب، لكن الفرق واضح للجميع ...
اقترب فبريانو بوجهه من الفراش وهو يضعه جوار رأس روبين ثم همس بصوت منخفض :
" أيها الارنب الوردي ...."
وكعادة روبين لم تعي لذلك النداء الخافت بل ابتسمت بكل هدوء وهي تتنهد أثناء نومها ...
اعتدل فبريانو وهو ينظر لها ثواني قبل أن يصفعها بخفة على وجهها؛ صفعة جعلتها تتمتم في نومتها بحنق شديد :
" توقف عن ذلك "
" انهضي ..."
فتحت روبين عينها بملل شديد وهي تلمح فبريانو يجلس جوار فراشها ويرمقها بنظرات جامدة :
" هو أنا مكتوب عليا كل يوم اصطبح بخلقتك ؟؟؟"
رفع فبريانو حاجبه وهو يقول :
" ماذا قلتِ للتو ؟؟؟"
" قلت ما الذي أتى بك لهنا ؟؟؟"
" اشتقت إليكِ...."
صمتت روبين وهي تنظر له بغباء وهو فقط يرمقها بنظرات عادية وكأنه لم يلقي للتو قنبلة ما، استمر الصمت طويلًا حتى قطعه فبريانو وهو يقول بملل :
" ماذا ؟؟؟ لِمَ صمتِ هكذا ؟؟؟"
" أنت مخيف اتعرف ذلك ؟؟؟"
" نعم الكثير اخبرني ذلك سابقًا، لكنني لا أحب أن تناديني أنتِ بهذا "
تنفست روبين بصوت مسموع لتهدأ ضربات قلبها وهي تنظر حولها تحاول ايجاد كلمات تجاري بها حديثه، و كان اول ما اسعفها به عقلها هو جملة :
" أنا جائعة، هل أنت جائع ؟؟؟"
اتسعت بسمة فبريانو ثم اقترب منها فجأة وفي غفلة منها جذب يدها بعنف لتنهض، لكن بدلًا من ذلك سقطت روبين على وجهها بعنف وهي تصيح بوجع :
" هتقطم وسطي يا حيوان "
نظر فبريانو ليده بتعجب يبحث عنها حتى وجدها تتسطح ارضًا على وجهها وهي تهمس بكلمات غير مفهومة :
" كفي عن اللعب وهيا سنذهب لتناول الطعام بالخارج :
" لعب ؟؟؟ لا ما هو البعيد اعمى بس مش للدرجة دي "
زفر فبريانو بضيق ثم انحنى يمسك يدها جاذبًا إياها بقوة لدرجة أنها اصطدمت في صدرة لتطلق صرخة عالية، لم تعبر حدود شفتيها بسبب صدمتها لقربه منها وبشكل كبير ....
فتحت روبين فمها للتحدث بأي شيء، تود أبعاده عنها، لكنه منع محاولتها وهو يهمس ناظرًا لعينها بقوة :
" هل وضعتِ شيء في عينك ؟؟؟"
اخذت روبين ثواني حتى تستوعب حديثه، لتبتسم فجأة وهي تقول وقد نست ما هي به :
" نعم، هذا نوع كحل جديد، هل اعجبك ؟؟؟"
" تؤ...جعلك أكثر قبحًا، والآن دعينا نرحل "
أنهى حديثه وهو يبتعد عنها ببطء ثم ترك يدها بهدوء متحركًا للخارج وهي خلفه غافلة عن ما ترتديه، تفكر في تصرفاته التي باتت ترهق عقلها في الآونة الأخيرة ...
__________________________
تحرك توفيق صوب الباب وهو يزفر بضيق لذلك الإلحاح...
" قولت جاي...جاك حش مفاصلك يا للي بتخبط "
فتح توفيق الباب بحذر شديد فهو للتو اصلحه ويخشى أن يسقط مجددًا؛ ليتفاجئ بجاكيري يقف على الباب وهو يبتسم له بسمة صغيرة :
" مرحبًا توفيق ...."
نظر له توفيق بحنق يتذكر كسره للباب، الأموال التي انفقها ليصلحه :
" مرحبًا يا خويا ...ما انت حلو اهو و بتعرف تخبط على الباب زي البني ادمين اهو "
" ماذا قلت ؟؟؟"
" لا شيء ...تفضل للداخل "
أفسح توفيق الطريق ليدخل جاكيري وهو ينظر في أنحاء المنزل يتحدث بفضول :
" أين هي ؟؟؟"
" لِمَ تسأل ؟؟؟"
استدار جاكيري يرمق توفيق بسخرية رافعًا حاجبه وكأنه يقول ( حقًا ؟؟)، تقدم جاكيري من مكان توفيق ثم قال بهدوء مخيف :
" أخبرتك أين هي يا توفيق ؟؟؟"
ابعد توفيق التيشيرت الخاص ببجامته وهو يبصق به بصقات وهمية يدعي الخوف :
" ياما ياما خوفتني يا اسمك ايه ؟؟؟"
" هل تستغل عدم فهمي للغتك وتسبني ؟؟؟"
" بسم الله تبارك الله، طلعت بتفكر اهو "
ازداد غضب جاكيري من حديث توفيق الغير مفهوم بالنسبة له :
" اقسم كلمة أخرى بتلك اللغة وستجد رأسك تتدحرج امامك "
ابتلع توفيق ريقه وقد بدأ يتراجع في حديثه وهو يقول بهدوء شديد :
" أنا فقط امزح معك بني، هي في غرفتها التي توجد في الطابق العلوي و...."
لم يكمل توفيق حديثه وهو يراقب خروج جاكيري من منزله بلا اهتمام ليهتم بغيظ :
" صحيح وهتجيب الذوق منين ؟؟؟ جري عشان نشوفش جايب ايه في الشنط"
وصل جاكيري للطابق العلوي ثم تحرك صوب الغرفة التي تتوسط السطح ينظر بحوله في المكان الذي يضئ بفعل انوار تلف السور، ابتسم وهو يستمع لصوتها القادم من الداخل :
" يا عم توفيق قولتلك خمسة ونازلة اعمل فشار مش كل خمس ثواني تـ...."
توقفت رفقة عن الحديث فجأة وهي ترمق جاكيري يقف على عتبه غرفتها يرمقها ببسمة ثم رفع الحقائب التي يحملها قائلًا بحماس :
" احضرت الطعام لنا ...."
____________________________
هبط مارتن من سيارته أمام منزلها وهو ينظر له ببرود شديد استمر لثواني معدودة فقط قبل أن يخطو بهدوء وببطء صوب منزلها .
وقف ثواني دون أن يفعل شيء قبل أن يرفع يده ويطرق الباب بهدوء ينتظر الرد، لكن لم يصل له أي ردة وكل ما وصل هو صوت طرق غريب يأتي من أعلى المنزل ...
ابتعد مارتن قليلًا عن الباب حتى يتمكن من رؤية سطح المنزل ليلمح فجأة جولي التي تجلس على سور المنزل وهي تحمل زجاجة وتغني بصوت عالٍ غير مهتمة أنها قد تسقط في أي لحظة تضرب الجدار بقدمها أثناء الغناء ...
همس مارتن بصدمة :
" ما الذي ....."
صمت لا يجد كلمة تصف ما يفكر به، لكنه تحرك بسرعة صوب الباب يحاول فتحه، ولسوء حظه كان مغلقًا من الداخل ...
عاد مارتن لمكانه وهو يصرخ بجنون :
" جولي أيتها المجنونة، اهبطي من فوق "
لم تجب عليه جولي أو تكلف نفسها حتى عناء النظر له، ليزداد تدفق الادرينالين في دماءه وهو يضرب الباب بقدمه في غضب شديد :
" سأقتلك جولي سأقتلك اقسم ..."
كان يصرخ وهو يضرب الباب بينما هي فقط تتجاهله متجرعة بعض المشروب بيدها و تتمايل بشكل مثير للرعب ...
ازداد هلع مارتن وهو يضرب الباب بعنف اكبر حتى كُسر ثم اندفع كالقذيفة صوب الدرج يتوعد لها بالويل ...
وبمجرد أن خطت قدم مارتن السطوح حتى تحرك بسرعة كبيرة وعنف صوب تلك المجنونة وجذبها بقوة شديد من على السور، حيث وضع يده على خصرها في حركة مفاجئة أدت لتحرك يدها معها دون تحكم بها، لتصطدم الزجاجة التي تحملها في رأس مارتن بعنف شديد ...
علت صرخات مارتن وهو يستقبل الزجاجة على رأسه بسبب ردة فعل جسد جولي السريعة والتي لم تستوعب بعد ما يحدث، حيث وجدت نفسها فجأة تتسطح على الأرض فوق جسد ما ...
ابتعدت جولي عن مارتن بصدمة كبيرة وهي ترى رأسه ينزف بسبب زجاجتها، وضعت يدها على فمها وهي تبتعد عنه بعنف حتى سقطت على ظهرها تنظر له بصدمة ....
فتح مارتن عينه وهو يكتم تأوهًا، ثم دون لحظة تردد كان يخرج سلاحه وهو يصرخ بغضب مرعب :
" موتك اليوم على يدي جولــــــــــــي...."
_________________________________
كان انطونيو يجلس في البهو وهو يحمل هاتفه يحاول شغل نفسه عن حفنة الحمقى حوله وما يفعلونه ...
غمز مايك وهو ينهض من مكانه متجهًا لمارسيلو قائلًا بخبث :
" وأنت يا مارس يا عزيزي ؟؟"
" أنا ماذا يا مايك ؟؟؟"
" ألم تلفت فتاة نظرك يومًا ؟؟؟"
ضحك مارسيلو بسخرية وهو يبعد وجه اخيه من أمام وجهه بنزق :
" يكفي أنهن لفتن نظرك أنت "
نفخ مايك وهو يجلس على الأريكة مكانه مرددًا بحنق :
" و يا ليت هذا اتى بثماره، فكلما لمحت واحدة منهن اكتشف في النهاية أنها ملك واحد منكم، اولًا جولي وبعدها تلك الصهباء روز، واخيرًا حبيبة انطونيو الجميلة التي حتى لم اعلم اسمها "
رفع انطونيو وجهه بعنف فجأة من على هاتفه وهو يهمس بشر وصوت خافت :
" أي حبيبة تقصد؟؟؟"
وضع مايك يده على فمه بسرعة وقد استوعب فجأة ما تحدث به لينظر حوله يحاول ايجاد أحد ينقذه من براثن انطونيو الذي ينظر له نظرات يشعر أنها ستحرقه في أرضه ...
" أنا ...هو ...لا ليست جميلة، اقصد ليست حبيبة، هي فقط "
صمت ثم نظر حوله لجايك الذي كان يحمل ورقة صغيرة يرسم بها شيئًا ما اثناء كتمه لضحكته على ما يحدث ...أشار مايك بيده لهم أشارة بمعنى ( ماذا اقول ؟؟؟)
" الأمر يا انطونيو أنها كانت تبحث عنك وانا فقط كنت احاول المساعدة اقسم "
نهض انطونيو من مجلسه وهو يلقي الهاتف بعنف من يده ثم تحرك صوبه ليصرخ مايك بخوف :
" لم احدثها صدقني...أنا حتى لم اتحدث بكلمة حتى سمعتها تسأل عنك لذا توقفت عن محاولة استمالتها....اقصد مغازلتها ...اقصد لم افعل شيء اقسم لك "
كان يتحدث وهو يركض في أنحاء المنزل يتحدث بنبرة تشبه البكاء والجميع يضحك في أثره، و ماركوس يهز رأسه بحزن شديد :
" يعز عليا فقدك يا اخي "
تحدث مارسيلو ببسمة واسعة بعض الشيء ولا مبالاة بما يحدث لأخيه الأكبر :
" هذا يعني أنني سأصبح الأكبر من بعد مايك صحيح ؟؟؟"
ضحك ادم بصخب وهو ينظر للجميع باستمتاع حتى انتبه فجأة لرنين هاتفه، ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وهو يرى الرقم الذي يحادثه، رقم غير مسجل .
أثناء ركض مايك كان ينظر خلفه لانطونيو الذي استبد به الغضب حتى يركض خاف مايك بهذا الشكل الطفولي، يقتله أنه نظر لروما نظرة اعجاب، وهو أكثر من يعلم كيف تكون نظرات مايك الذي بعدها يستطيع رسم فتاة من نظرة واحدة ....
وبينما مايك يركض بعنف شعر فجأة باصطدام جسده بجسد اخر بعنف ثم سقوطه ارضًا بحدة اكبر تبعها سماعه لصوت صرخات ناعمة ...
نظر الجميع لما حدث ليتجمدوا فجأة من ذلك المشهد ...
مايك يكاد يقتل فتاة بسبب جسده الضخم مقارنة بها، وفتاة أخرى تقف جوار تلك الفتاة وهي ترمق الجميع بأعين متسعة بصدمة مما حدث ..
رفع مايك رأسه بسرعة يحاول نزع جسده من فوق ذلك الجسد :
" أعتذر منك لم .......اللعنة "
" مايـــــك أيهــــا الحقيـــــر انهـــض....."
_______________________
كانت تجلس في السيارة تنتظر عودته من داخل المطعم بعدما يحضر الطعام، ابتسمت باتساع وهي تراقب فجأة اندلاع بعض الالعاب النارية في السماء، لكن قطع لحظة استمتاعها تلك صوت رنين هاتفها ...
حملت روبين الهاتف وهي تجيب بتعجب شديد لاتصال اختها في هذا الوقت من الليل الذي لولا المختل _ حسب حديث رفقة _ لكانت نائمة الآن :
" جاسي ؟؟؟ خير ؟؟ "
" اللي انا سمعته ده صحيح يا روبين ؟؟؟"
صدمت روبين من اندفاع اختها عبر الهاتف، لا تفهم سبب حديثها ولا اتصالها هذا :
" سمعتِ ايه مش فاهمة ؟؟؟"
" زفت البرك اللي اسمه مدحت، جالك ايطاليا وهددك ؟؟؟"
صمتت روبين ولم تجب على اختها مما اوصل لجاسي رسالة واضحة، تحركت جاسي في ممرات مقر عملها وهي تصرخ في الهاتف بحدة :
" الكلب اللي مش لاقي كلبة تعبره، جاي يتجوز اختي أنا ؟؟؟؟ "
" اهدي يا جاسي بس الموضوع مش زي ما انتِ فاهمة "
ضحكت جاسي بسخرية على حديث اختها ثم دخلت لمكتبها متجاهلة نظرات أصدقائها المتعجبة من صراخها :
" يعني ايه مش زي ما أنا فاهمة ؟؟؟ هو مفكرها ايه بروح أهله ؟؟؟"
" ماما موافقة يا جاسي يعني هو مش جاي بعشم كده غير بعد موافقتها "
ابتلعت جاسي ريقها تحاول تمالك أعصابها حتى لا تصب غضبها في وجه اختها الصغرى الغبية بعض الشيء فهي لا تملك شيء في النهاية...
" و لو برضو يستاهل اللي حصله .."
" حصله؟؟؟؟ هو ايه اللي حصله ؟؟"
مسحت جاسي وجهها وهي تحاول الهدوء ثم قالت باختصار :
" وانا بكلم ماما الصبح سمعت صوت عمك جنبها وهو بيقولها أن الأستاذ مدحت مختفي ومحدش عارف يوصله، يارب يكون اتخطف واتقطع حتت واتباع أعضاء "
تعجبت روبين وبشدة مما سمعت فهي لم تعلم شيء عن اختفاء مدحت، صحيح هي لاحظت اختفائه منذ أول مرة أتاها، لكنها لم تكلف نفسها عناء التفكير فيما قد حدث له، بل شكرت الرب على تخلصها منه ....
سمعت روبين صوت اختها يصلها عبر الهاتف وهي تقول بسرعة :
" طب يا روبي يا قلبي هكلمك بعدين عشان مشغولة دلوقتي ...سلام "
أغلقت جاسي الهاتف بسرعة تاركة روبين لا تفهم شيئًا مما يحدث حولها، وأثناء شرودها ذلك سمعت صوت خبط على الزجاج جوارها، رفعت عينها لتلمح بعض الشباب لا يبدو عليهم الاتزان أبدًا أحدهم يتحدث بصوت عالٍ :
" مرحبًا يا جميلة، ما رأيك في رفقة ؟؟؟؟"
__________________________
" إذًا ؟؟؟"
رفعت رفقة رأسها بتعجب لجاكيري ليقول هو بخبث وهو يبعد حقائب الطعام من على الطاولة قائلًا بنبرة ماكرة :
" ألن تعودي للعمل مجددًا معي ؟؟؟"
نظرت له رفقة بعدم تصديق لعرضه ذاك، وبعد كل هذا يخبرها أن تعود للعمل معه بكل بساطة ؟؟؟
" أنت لا تريد مني أن أعود لاتلقى نظرات حانقة من الجميع "
" يمكنني طردهم جميعًا ونبقى أنا وأنتِ وتوفيق فقط في الشركة "
نظرت له رفقة قليلًا قبل أن تضحك عليه، ثم قالت بعد وقت قصير :
" اه صحيح، في جميع الحالات هي لا تعمل، أعني الشركة لا فائدة ترجى منها "
هز جاكيري رأسه مؤيدًا لحديثها ثم قال بنظرات غامضة:
" أوتعلمين أنا حتى الآن لا اعرف ما هو اسمك ؟؟"
رفعت رفقة نظرها له ولأول مرة منذ اعترفت له ذلك الاعتراف الغبي تنظر في عينه، ابتلعت ريقها ثم همست دون وعي :
" رفقة ..."
" رفكة ؟؟؟؟"
" لا بل رفقة "
" لا اعلم هو ثقيل بعض الشيء على لساني، لذا ربما اكتفي بـ( صاحبة الشعر المجعد )حتى اعتاد نطقه ..."
اعترضت رفقة على حديثه مشيرة لشعرها :
" هيييه يا سيد لا تتحدث هكذا عن شعري، هو ليس مجعدًا، بل هذه طبيعته "
" اممم اعلم، ولهذا احبه "
خجلت رفقة فجأة من حديثه الصادم لتنظر ارضًا وهي تهمس بنبرة رجاء :
" توقف عن ذلك ؟؟؟"
رمقها جاكيري بعدم فهم :
" ماذا ؟؟؟"
" حديثك ..."
" أي حديث تقصدين ؟؟؟"
ابتلعت رفقة ريقها وهي تتلاعب في اصابعها بخجل شديد :
" ذلك الحديث الذي تتحدثه منذ علمت بمعرفتك بهويتي .."
" تقصدين حديثي عن كم احبك، ام عن كم انا عاشق لشعرك الاسود ؟؟؟"
ابتسمت رفقة بسمة صغيرة حاولت أن تخفيها وهي تقول :
" منذ متى ؟؟؟"
" منذ أن بدأت اجد حياتي مملة دون وجودك، ومنذ أن أصبحت افكر وللمرة الأولى في حياتي أن أكوّن عائلة "
صمت جاكيري قليلًا ثم أضاف بجدية كبيرة :
" غدًا سأحضر بعض الأوراق التي تتيح لكِ التنقل في البلاد بحرية، ستكون مؤقتة فقط حتى انتهي من الأمر "
تجاهلت رفقة حديثه الذي جعل جسدها يرتجف تأثرًا حتى أنها كادت تبكي، وركزت على اخر جملته :
" أي أمر ؟؟؟؟"
رفع جاكيري نظره له و رمقها بشكل مريب جعلها ترتاب وهي تقول :
" جاكيري ؟؟؟؟"
" أحب اسمي عندما تنطقيه بهذا الشكل المثير "
" بالله عليكِ يا رفقة يابنتي ناوليني العلبة اللي جنبك دي اشوف فيها مخلل لاحسن نسيت اجيب مخلل وانا طالع، وكلامكم موع نفسي "
انتفضت رفقة فجأة وهي تستمع لصوت توفيق الذي اقتحم الجلسة فقط بشكل غير متوقع، فلم يسمع أحدهما لصوته وهو يصعد لهم، أو على الأقل هي، فجاكيري انتبه له منذ لحظته الاولى على السطح، لكنه لم يهتم كثيرًا له ..
" عم توفيق ؟؟؟ وقفت قلبي "
" سلامة قلبك يا ضنايا، أنا قولت الحقكم قبل ما تخلصوا الاكل، لاحسن الواد الخبيث ده اخد الشنط وجري على فوق مش عايزني اكل معاكم، بس على مين "
نظرت رفقة لجاكيري الذي اتكأ بظهره على مقعده وهو يضم ذراعيه أمام صدره يرمق توفيق بسخرية لاذعة :
" نعم يا توفيق ؟؟؟"
" نعم الله عليك يا حبيبي، بص ولا تاخد في بالك كمل كلام وأنا هكمل اكل "
أنهى توفيق حديثه وهو يتناول من الطعام أمام بتلذذ والاثنان يرمقانه بترقب...
رفع توفيق عينه لها بحنق :
" فيه ايه ؟؟؟ بتبصوا ليا كده ليه ؟؟؟ هتطفحوني اللقمة منك ليها ...اقولكم أنا هاخد الاكل وانزل اكله تحت "
أنهى حديثه وهو يجمع الطعام تاركًا لهما علبة صغيرة :
" خلوا دي هنا أنا مش بحب الطحينة، بتعملي حموضة كده، ولا مش طحينة دي ولا ايه ده ؟؟؟ عمومًا خلوها نأنأوا فيها وانتم بتحبوا في بعض لاحسن الكلام ده بينشف الريق أنا عارف "
ضحك وهو يغلق الحقيقة :
" ده قبل ما المرحومة تتكل كنت كل ما اجي اقولها كلام حلو لازم اجيب جنبي اكل وشرب عشان اقدر اكمل كلام، لاحسن الستات دول يابنتي مش بيشبعوا كلام، اه والله "
صمت وهو يرى نظرات رفقة البلهاء، وجاكيري الحانقة والذي لم يكن يفهم منه سوى أنه يتحدث حديث أخرق ...
" احم طب استأذن أنا لاحسن زمان الإعلان خلص، اصل انا بتفرج على فيلم هندي، البطل فيه طلع اخو ابن عم خاله و......"
توقف وهو يرى جاكيري الذي نهض وكأنه على وشك الانقضاض عليه، ليبتلع توفيق ريقه وهو يتحرك للاسفل :
" طب بالعوافي أنا بقى"
هبط توفيق بسرعة قبل أن يفقد جاكيري آخر ذرات تعقله ويهجم عليه، لتنفجر رفقة في الضحك بشكل هستيري على ملامح جاكيري وغضبه الواضح من توفيق ...
نظر جاكيري لها بشر لتزداد ضحكاتها دون أن تتحكم بها، وفي ثواني ودون وعي منه كان يشاركها الضحكات أكثر واكثر، حتى توقف فجأة وهو يقول بتذكر :
" صحيح نسيت اخبارك ...احضرت أغنية عربية لنرقص عليها "
" نرقص ؟؟؟ حقًا ؟؟؟ ظننت أنك توقفت عن هذه الأمور "
ابتسم جاكيري وهو يخرج هاتفه يشغل تلك الأغنية يبتسم بفخر شديد وكأنه حاز جائزة كبيرة ....
وضع جاكيري الهاتف على الطاولة التي تتوسط السطح، كما يتوسط القمر السماء ..
ابتسم جاكيري ثم أخذ يحرك رأسه مع الأغنية بتناغم وهو يقول بسعادة :
" اعجبتني تلك الأغنية اثناء بحثي عن واحدة، و رغم عدم فهمي بكلماتها إلا أن موسيقاها رائعة، وذلك الرجل الذي يغني صوته رائع "
ضحكت رفقة وهي تراه يرقص أمامها بحركات محترفة مرنة على اغنية لا هو يفقه معناها ولا حتى هي تفقه معناها....
" لم تخبريني ما معنى تلك الأغنية ؟؟؟"
كتمت رفقة ضحكة كادت تفلت منها وهي تهز كتفها بعدم معرفة :
" لا اعلم ..."
توقف جاكيري عن الرقص وهو يرمقها بعدم فهم :
" لا تعلمين ؟؟؟ أليست عربية ؟؟؟ إذًا ما هذه اللغة الغريبة؟؟؟؟"
ضحكت رفقة بصخب وهي تستمع للأغنية التي تصدح في المكان والتي لم تكن سوى أغنية باللهجة النوبية مع بعض الكلمات المصرية لمحمد منير والتي هي ( شمندورة ) تلك الأغنية التي لا تفهم منها سوى بضع كلمات فقط :
" أنا فقط افهم القليل من كلماتها، ونعم هي عربية ومصرية أيضًا، لكن بلهجة مختلفة عن تلك التي اتحدثها، أعني هناك منطقة في مصر أهلها يتحدثون بلهجة صعبة حتى أنا لا افهمها"
ابتسم جاكيري وهو يتجه لها يمسك يدها ثم قال :
" إذًا نحن متساويان الان ...ما سيحركنا هي الموسيقى وفقط "
أنهى حديثه بغمزة وهو يتحرك معها في حركات راقصة حاول أن تكون بسيطة قدر الإمكان عليها، وبالفعل بدأت رفقة تندمج معه وهي تتحرك في حركات راقصة غبية بعض الشيء وهو في المقابل يرقص باحتراف شديد، فجأة اقتحم تلك الحفلة الصغيرة العم توفيق وهو يرقص معهما ويغني مع الأغنية بطلاقة كبيرة ويحرك جسده كما يفعل النوبيين ...
نظرت له رفقة بتعجب شديد وهي تفتح فمها ببسمة ليقول العم توفيق وهو يضع اصبع فوق رأسه ويحرك خصره في حركات دائرية مضحكة :
" معلش يا بنتي اصل جه اعلان ولقيت نفسي زهقان شوية فقولت اجي احتفل معاكم وبالمرة اهضم اللي كلته عشان اعرف اكمل اكل "
انطلقت ضحكات رفقة بصخب على تحركات توفيق المثيرة للضحك وجاكيري الذي بدأ وللعجب في تقليده ظنًا منه، أن تلك حركات رقص شعبية عندهم....
ثواني وانضمت رفقة لهم وهي تقلد عم توفيق هي وجاكيري وضحكاتها تتعالى، غافلة عن ذلك الذي خُطف قلبه للمرة التي لا يعلم عددها .....
____________________________
كانت تركض على درج المنزل برعب لا ترى أي شيء في طريقها بسبب رعبها، كل ما تفكر فيه هو الهروب من أمام ذلك المجنون الذي تحول بشكل مخيف؛ ليخبرها أنها لم تعلم كل ما يخفيه ذلك الرجل عنها حتى الآن...
" قلت توقفي جولي ..."
نظرت جولي للخلف وهي تصرخ برعب ونبرتها تشبه البكاء :
" آسفة لم اقصد اقسم ... أنت من جذبني بعنف "
وقفت عند طرف الطاولة وهو عند الطرف الآخر يقول بنبرة مخيفة :
" الآن تلقي اللوم علىّ؟؟؟ هل أنا من كنت احتسي الكحول في الاعلى؟؟؟؟ وأنا من اجلس على سور المنزل يا حمقـــــــــــــــاء "
أغلقت طولي عينها بفزع من صراخه، لكن فجأة فتحتها بصدمة وهي تقول :
" كحول !!؟؟ أي كحول ؟؟؟ أنا لا احتسي تلك المشروبات كريهة الرائحة "
" نظر لها مارتن بشك لتصرخ في وجهه :
" ماذا؟؟؟ اقسم أنني لا احتسي هكذا اشياء، لقد كانت زجاجة مشروبات غازية "
" والمشروبات الغازية تجعلك تتمايلين كما لو أن أحدهم قام بتخديرك؟؟؟ "
فتحت جولي فمها بصدمة وهي تتخلى عن حذرها متحركة حول الطاولة ثم وقفت أمامه وهي تقول بحدة رافعة اصبعها في وجهه :
" هذا لأنني كنت استمع للموسيقى يا غبي "
أنهى حديثها وهي تشير للسماعة التي تستقر على كتفها بسبب جذبه العنيف الذي أدى لانتزاعها من أذنها ...
" هذا اسوء ...صدقيني هذا اسوء جولي "
" تبًا لجولي، لا تحدثني بهذه الطريقة وكأنك والدي "
كانت تصرخ بحديثها في وجهه بشكل أثار انفعاله؛ ليغمض عينه بقوة ضاغطًا على مسدسه، مما أعاد جولي للخلف وهي تكتم شهقة مرعوبة كادت تفلت منها ...
" يا امي ."
فتح مارتن عيونه ببطء ثم هز رأسه وبعدها تحرك بهدوء للخارج لتركض خلفه جولي بسرعة :
" انتظر أنا آسفة ...لم اقصد اقسم لك، أنا لم اقصد شيئًا مما قلته، توقف حتى لاضمد جرح رأسك "
أنهت حديثها وهي تمسك بيده سريعًا قائلة بنبرة قلقة من رحيله وعدم عودته :
" مارتن ارجوك ...دعني اضمد لك جرحك "
نظر مارتن ليدها ثم سحب يده منها بهدوء وخرج من الباب لتصرخ هي خلفه بغيظ وغضب مغمضة عينها :
" تبًا لك مـــــا......"
فجأة توقفت عن الصراخ و هي تفتح عينها تراه ينحني ارضًا، يحمل حقيبة ما ثم نهض وهو يرمقها بتعجب...
كادت جولي تفتح فمها للتحدث، لولا تلك الحقيبة التي ألقيت في وجهها فجأة و تبعها صوت مارتن البارد :
" هذه بدلًا من الأخرى التي سرقت، وحذاري جولي أن توقعي نفسك في أي مشاكل فهمتي ؟؟؟؟"
" هيييه تتحدث وكأنني اختار ذلك بملء إرادتي، صدقني أنا هادئة و مسالمة، لكن العالم هو من يصر على إخراج جولي السيئة "
أخرج مارتن صوتًا ساخرًا وهو يتحرك نحو سيارته :
" تتحدثين وكأن هناك جولي جيدة ؟؟؟؟ يا فتاة أنا منذ عرفتك لم ارى سوى جولي القردة وفقط "
" لا تتحدث هكذا، أنت تجرح مشاعري، أنت بلا قلب، صدقني لن احدثك مجددًا "
توقف مارتن ثم استدار وهو يقول ببسمة صغيرة :
" ماذا عن حقيبة حلوى أخرى ؟؟؟"
" لا تظن أنك تستطيع شرائي بحقيبة حلوى "
" اثنتان "
" توقف عن محاولة اغرائي فأنا لست من ذلك النوع من الفتيات مارتن "
اقترب مارتن منها أكثر وهو يقول ببسمة جانبية رسمت على فمه بينما يده امتدت لتمسد جانب وجهها، يقترب أكثر منها هامسًا :
" ثلاثة ....."
هزت جولي رأسها بلا في حركات رتيبة، بينما عينها تنظر لعينه وقد بدأ الاثنان يغفلان عما حولهما ....
اقترب مارتن أكثر وهو يبتسم بسمة صغيرة و لم يكد يقترب سنتي آخر حتى قالت جولي ببسمة وخبث :
" خمسة "
لم يكن مارتن واعيًا بما يحدث حوله، بل ما كان يركز عليها وهو عينها وشفتيها، لكن فجأة توقف في منتصف الطريق وهو يستمع لكلمتها ...ابعد وجهه قليلًا وهو يقول بعدم فهم :
" ماذا ؟؟؟؟ "
" خمسة ...اريد خمس حقائب، وسأنسى كل ما فعلته لي "
" ما فعلته لكِ ؟؟؟"
ازدادت حدة صوته وهو يشير لرأسه التي كانت تنزف :
" ما فعلته لكِ ؟؟؟؟ أيتها المجرمة الصغيرة كدتِ تقتليني للتو، ثم تأتي وتتهميني بكل وقاحة أنني أنا من فعلت بعد كل هذا ؟؟؟"
عادت جولي للخلف وهي تخفي نفسها خلف الحقيبة بخوف من هيجانه :
" لا تقلق، لقد سامحتك "
" سامحتني ؟؟؟ يالكِ من رقيقة القلب، تسامحين وغدًا مثلي ؟؟؟؟"
نظرت له جولي من ملف الحقيبة بخوف وهي تبتسم له :
" لا بأس فأنا لا احمل شيئًا في قلبي لأحد "
عض مارتن شفتيه بعنف ثم ضرب على الجدار جوارها بغضب خاطفًا صرخة عالية من فمها، ثم نظر لها وهو يقول بسخرية :
" قللي من طيبة قلبك، فبهذا الشكل قد يستغلك البعض يا....لطيفة "
أنهى حديثه وهو يتركها متحركًا نحو سيارته قبل أن يعود ويدق عنقها، يردد في نفسه ساخرًا :
" وانا من ادافع عن رقتها .....فبريانو يمتلك رقة أكثر منها "
نظرت جولي في أثره بحنق وهي تحمل الحقيبة في أحضانها قائلة بصوت عالٍ نسبيًا :
" غدًا لدي تدريب إن كنت مهتمًا ..."
_______________________________
نهض مايك سريعًا من فوق ذلك الجسد المتكوم ارضًا والذي لم يكن سوى روما التي أتت رفقة والدتها و روز ..
ابتلع مايك ريقه وهو يتحرك بعينيه قليلًا صوب وجه انطونيو الذي لمح فيه موته.
نهضت روما بمساعدة روز ثم نظرت لمايك وهي تقول بحنق :
" هذا أنت ؟؟؟ مجددًا ؟؟؟"
أشار مايك على فمه سريعًا بغرض أن يصمتها :
" اششش توقفي ستتسببين في مقتلي على يد ذلك المختل، أنا لم افعل شيء اقسم "
أنهى حديثه وهو ينظر لانطونيو الذي أشار له إشارة تعني ( موتك اقترب )، ابتلع مايك ريقه وهو ينحني جانبًا ثم مال على جايك يهمس :
" هيييه جايك، اسمع إن أبعدت اخاك عني سوف اساعدك لتوقع الحمقاء روز في حبك "
أنهى حديثه وهو يشير بعينه على روز، حرك جايك رأسه ببطء صوب روز ليجدها تبتسم لجده الذي خرج للتو من مكتبه يرحب بسيرينا ومن معها ...
نفخ جايك بعدم اهتمام وهو يكمل رسمته :
" هي لك إن أردت، أنا لا اهتم "
تشنج مايك وهو يضربه على رأسه بحنق :
" احمق كأخيك "
استدار انطونيو سريعًا لمايك، ليكمل مايك حديثه ببسمة غبية :
" جاكيري ...أخيه جاكيري يا انطونيو "
ابتسم له انطونيو بسمة ساخرة باردة بعض الشيء ثم تحرك صوب روما يقف أمامها يقول ببسمة غير تلك التي كان يبتسمها منذ قليل :
" مرحبًا بالاميرة روما في منزلنا "
" مرحبًا سيد انطونيو "
" سيد !؟؟ حقًا روما ؟؟؟"
أنهى حديثه بسخرية وهو يسمع نداء جده الذي أخبره أن يلحق به للمكتب مع سيرينا ...
استدار انطونيو ينظر للجميع نظرة مخيفة ثم أشار على روما وبعدها أشار على عينه في مظهر مرعب وهو يوصل رسالة واضحة للجميع
( اقترابك منها يعني موتك ) .
تحرك انطونيو خلف جده وهو يسير جوار سيرينا التي همست بضحك :
" يبدو أن سرك كُشف سيد فوستاريكي "
ابتسم له انطونيو وهو يهز كتفه بعدم اهتمام :
" وإن يكن ...أنا لا اهتم لأحد "
في البهو كانت روز تقف في المتصف بخجل لا تعلم ماذا تفعل أو أين تذهب لذا تحركت نحو الخارج دون أن ينتبه لها أحد ...
بينما روما كانت تجلس على الأريكة وهي تتصفح هاتفها لتجد ماركوس يقترب منها ضاربًا بتحذيرات انطونيو عرض الحائط :
" إذًا أنتِ رفيقة انطونيو ؟؟؟"
" ماذا ؟؟؟؟"
" لا بأس اتضح في النهاية أن انطونيو لديه حبيبة "
" عفواً "
تقدم ادم من الاثنين وهو يردد باهتمام شديد :
" إذًا هل اتفقتما على معاد الزفاف ؟؟؟"
" مهلًا ما......"
قاطعها ماركوس وهو يطرح سؤاله التالي :
" هل يمكنك أن تسمي الطفل الاول ماركوس ؟؟؟ فأنا أعلم أن انطونيو لن يفعل هذا أبدًا، لذا يمكنك أن تخبريه بكل صراحة أن يسمي الطفل الأول ماركوس وإلا تطلقتي منه "
فتحت روما فمها بصدمة كبيرة وهي تستمع لحديث ادم :
" نعم صحيح اطلبي الطلاق، لا تدعيه يفرض شيئًا عليكِ انطونيو محب للسيطرة، انظري لنا هو لا يتوقف عن طرح الأوامر علينا ...انظري لذلك المسكين مايك.... "
دارت عين روما في الجميع حتى وصلت لمايك الذي كان ينظر للأرض ببراءة لتسمع ادم يكمل حديثه :
" ذلك المسكين أكثر من يعاني في هذا المنزل، يعيش في عذاب مستمر "
شهقت روما بفزع وهي تردد باول ما جاء في رأسها :
" هل هذا بسبب انطونيو ؟؟؟"
" لا بل بسبب قلة تربيته و وقاحته "
نظرت له روما بغباء لا تفهم شيء مما يحدث حولها، لتسمع صوت ثالث لا مبالي يتحدث :
" إذًا أنتِ هي العاصمة التي كان سيحرقها انطونيو "
نظر مايك لمارسيلو بحنق وهو يضرب كتفه قائلًا :
" أيها الاحمق هكذا ستصر على الطلاق منه، توقف عن حديثك الغير مسئول هذا "
نظر مايك بعدها لروما وهو يقول بهدوء :
" يا ابنتي لا تستمعي لهؤلاء الشياطين، زوجك ومنزلك يحتاجونك كما أن مايك الصغير يحتاجك أيضًا "
" عفواً.. أي مايك صغير ؟؟؟؟"
" طفلك الاول الذي ستسمينه مايك تيمنًا بي، بعد أن يرفض انطونيو تسميته بماركوس، لنكن واقعيين يا شباب، من في هذا العالم سيتحمل أن يسمي ابنه ماركوس؟؟؟ اسم كبير ذو احرف كثيرة "
رفع ماركوس حاجبه وهو يقول بسخرية :
" والدك فعل يا عزيزي، والذي هو والدي بالمناسبة "
" هذا لأن ابي كان يعشق المعاناة؛ لذا فعل هذا، عزيزي ماركوس لا أخفيك سرًا، انا لا أحبذ اسمك لا أنت و لا حتى مارسيلو، اظن أن ابي هو من اختار اسميكما بينما أنا اختارت لي امي اسمي، فأنا مدلل امي كما تعلمون "
أطلق مارسيلو ضحك?
شكرا لزيارالثاني والعشرين الجزء الثاني
ابتسمت روما وهي ترحب بروبين ورفقة تعرفهما على روز وسامنثا ثم اخذ الجميع يتحدث بود غريب وكأنهم يعرفون بعضهم منذ سنين وليس مجرد دقائق، وخلال تلك المحادثة اكتشفوا أن روبين لا تستطيع تحدث الإيطالية ليستغلوا لذلك اسوء استغلال في إثارة غضبها ...
انقضت ساعات التمرين بسرعة كبيرة بين مرح وضحكات لتتحرك الفتيات للخارج في مجموعات حيث كانت رفقة تسير مع روبين متقدمين الباقيين وفي الخلف روز و جولي و روما ...
تحدثت رفقة بسعادة وهي تخطو خارج المركز :
" اليوم كان روعة اوي اوي ...وبجد لأول مرة احس بالالفة كدة... شكرًا يا روبين على انك جبتيني "
ابتسمت روبين بسمة صغيرة وهي تضم رفقة لها هامسة بحب :
" تستحقي كل الحب يا رفقة صدقيني "
ابتسمت رفقة وهي تبتعد أثناء سماع صوت جولي :
" اه هيا أيتها العاشقتين لنعد إلى المنزل، قررت روما اللطيفة أن توصلنا في طريقها، بما أنها الثرية الوحيدة هنا "
أطلقت روما ضحكات عالية وهي تخرج هاتفها تبحث عن رقم السائق ...
وعلى بعد صغير منهم كان احدهم يضع الهاتف على أذنه وهو يقول :
" هي أمام أعيننا يا سيدي ...لا لا هذه المرة خرجت وحدها دون ذلك الشاب .....لا تقلق اليوم ستكون لديك "
أنها كلماته وهو ينظر للامام ببسمة خبيثة يركز بنظراته على روبين تحديدًا من بين الجميع ...
" نفذ فورًا "
نظرت روبين حولها بملل وهي تنظر في ساعة يدها، لكن ما كادت ترفع رأسها حتى شعرت بشخص يسحبها بعنف شديد للسيارة، ولم تكد تستوعب شيء حتى وجدت رفقة تلقي بجسدها في السيارة رفقتها وهي تصرخ بجنون في الرجل الذي يكمم فمها :
" دع رفيقتي يا حقير ...."
سحب الرجل رفقة بسرعة لداخل السيارة وهو يخبر الآخر أن يتحرك بسرعة قبل أن ينتبه المزيد، لكن كان الاوان قد فات حيث ركضت جولي بكل جنون تقف أمام السيارة وهي تضرب مقدمتها بغضب :
" توقف يا هذا من تظن نفسك ؟؟؟؟"
نظر الرجال لبعضهم البعض ليتحدث أحدهم :
" احضر تلك المجنونة وسنتخلص منها مع الاخرى "
هبط أحد الرجال يتجه لجولي، لكن لم يكد يصل حتى شعر فجأة بأحد يخنقه من الخلف و لم يكن ذلك الأحد سوى روما التي اندفعت بغضب لذلك الرجل بينما روز لم تستطع فعل شيء غير المراقبة برعب تحاول ارسال رسالة لأحد ينقذهم ....
امسك الرجل روما بعنف وهو يلقيها أمامه غير عابئًا بها أو بتلك التي تقف أمام السيارة، ثم في غفلة منهم سحبها هي و جولي والقاهم في السيارة بعنف شديد واستدار بعنف ليرى أن كان أحد انتبه للامر ليجد أن هناك فتاة تمسك هاتفًا وهي تنظر لهم برعب ...
لم يكد الرجل يقترب خطوة من روز حتى سقطت هي مغشي عليها، او هكذا ادعت ....
حملها الرجل والقاها في السيارة رفقة الباقيات ليسمع صوت أحدهم يقول بسخرية :
" جئنا لخطف واحدة، وانتهى الأمر بخطف حفنة من الغبيات ..."
" لا بأس سنتخلص منهم على أي حال بعدما نصل "
نهضت جولي من الخلف وهي تنقض على أحدهم قائلة بغضب :
" إياك و الظن أننا مجرد غبيات يا هذا "
دفعها الرجل بغضب وهو يستدير لهم مخرجًا مسدسه لتتراجع جولي فورًا وهي تهمس بنبرة شبة باكية :
" بل نحن غبيات وحمقاوات يا سيدي ..."
ابتسم الرجل بخبث وهو ينظر للجميع ليقول بنظرة مخيفة :
" يبدو انكم تودون الانتهاء بسرعة حسنًا لكم هذا ................"
________________________________
وده احبائي واحد من أكبر الفصول اللي كتبتها في حياتي وده عشان، اسبوع العيد اللي هيكون إجازة من الكتابة والرواية، بسبب إني هكون مشغولة في التحضيرات العيد ...يعني كده البارت الجديد من رواية الاحفاد هينزل بعد اسبوع العيد بإذن الله .
لكن .....
انتظروا بداية من يوم الوقفة مشاهد جديدة من ( يا ليلة العيد ) واللي هتلاقوها على صفحتي ادخلوا واحفظوها في المكتبة عشان يوصلكم كل جديد...
وللي ميعرفش ليلة العيد هي عبارة عن رواية كل فصل منها بمشهد طويل شوية لعيلة من رواياتي ...يعني ممكن عيلة ابريس وكريمة ..أو مالك أو اللولي بوب أو جميلة حد الفتنة وغيرهم .
رحمة نبيلتكم عالم روايات سكيرهوم