رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثانية والعشرون 22 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثانية والعشرون

_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

من ختام جملة المأذون المُعتادة كان طارق وإسراء في غاية السعادة، حاسب بعدها طارق المأذون ووصلوا للباب، دخل طارق بعدها وقعد مع إسراء ومامتها وهو بيقول بإبتسامة:

_ ألف مبروك يا عروسة.

إتكلمت إسراء بسعادة:

= الله يبارك فيك يا حبيبي، مبروك عليا إنت.

إبتسم طارق وقال وهو بكلم والدتها:

_ تعويضًا عن موضوع الفرح دا يا أمي هجبلها شقة في أحسن مكان في مصر ومش هخليها تحتاج حاجة أبدًا، بس إستنوا عليا شوية عشان زي ما إنتوا شايفين الموضوع جه فجأة وبسرعة لازم أرتب حياتي عليه.

إتكلمت والدة إسراء وقالت بإبتسامة:

= ولا يهمك يا حبيبي وأنا واثقة فيك، المهم تسعد بنتي بس.

قام طارق وقف وهو بيبُص في الساعة وبعدين لإسراء وهو مُبتسم:

_ والله كان على عيني يا نور عيني بس إتأخرت أوي ومش عايز أفتح العيون عليا دلوقتي فـ همشي وهستناكِ بكرا إن شاء الله في الشركة ولو عايزة تقعدي من الشغل إقعدي لحد ما أجهزلك شقتك وتروحي عليها على طول.

إتكلمت إسراء بدلع مُتصنع وقالت:

= لأ هفضل أروح لحد ما نبقى مع بعض عشان أفضل أشوفك، وبعدين ماما مين هيصرف عليها يعني غيري؟

إتكلم طارق بإعتراض وضيق وقال:

_ إنتِ مش شيفاني ولا إي، أنا بقيت جوزك خلاص يا إسراء يعني إنتِ ملزومة مني إنتِ ومامتك.

إبتسمت إسراء وقالت بعد ما حضنتهُ:

= مش عارفة أقولك إي بجد يا حبيبي ربنا يخليك ليا أنا بجد إختارت صح.

إبتسم طارق وشد على حضنها ثوانٍ وبعدين بعدها عنهُ وودعها ومِشي، إتكلمت والدة إسراء وقالت بضحك وسعادة:

_ يا بنت الجنية عملتيها إزاي دي وخلتيه يتجوزك من أول شهر بس!

إبتسمت إسراء بنظرة مش مفهومة وخبيثة وقالت:

= عيب عليكِ يا ماما بنتك مش آي حد، ودا غير إن طبعهُ كـ راجل ساعدني جدًا، الرجالة مُغفلة وبشوية دلع مالهوش لازمة بيبقوا زي الخاتم في الصُباع، مسيري هاخد اللي عايزاه منهُ وهيحصل اللي قبلهُ.

طبطبت مامتها على كتفها وقالت بفخر:

_ جدعة يا بنت بطني، كل الرجالة وأولهم أبوكِ يستاهلوا كل اللي بنعملهُ فيهم، قوليلي بقى جعانة؟

بصتلها إسراء وقالت بتساؤل وإبتسامة خبيثة:

= لسة في باقي من مدحت في الفريزر ولا خلص؟

غمزتلها مامتها وقالت:

_ للأسف خلص بس هطلعلك من لحمة الحبايب بسبب المناسبة دي، مع إني مكنتش عايزة أطلع من أبوكِ دلوقتي عشان أفضل شيفاه قدامي بالشكل دا بس مش خسارة فيكِ.

*إستنى متتصدمش، لسة بدري> <.*

بالليل في الشركة كنت قاعدة وخلاص قربت أقفل الشيفت وأمشي مع الموظفين بس باب المكتب خبط، أذنت بالدخول وكان واحد معرفهوش، بصيتلهُ بإستغراب وقولت بتساؤل:

_ حضرتك مين؟

إتكلم بهدوء وقال:

= أنا محمد كنت مكلم طارق عشان أشتري منهُ الشركة والمفروض خد مِني العربون ولسة مكلمنيش والمفروض كنت هستلم الشركة بكرا، فـ بكرا إزاي وهو مش بيرد عليا.

بصيتلهُ بصدمة وعدم فهم وقولت:

_ شركة إي اللي طارق هيبيعها، ممكن تقعد قدامي وتفهمني أكتر حضرتك مين.

قعد قدامي وبصلي بإستغراب وقال:

= هو مش حضرتك أستاذة هدى؟

بصتلهُ وقولت بتوتر:

_ أيوا، ممكن تفهمني بقى؟

بدأ يتكلم وقال بإستغراب:

= إزاي حضرتك معندكيش علم ببيع الشركة اللي هي بتاعت حضرتك أصلًا!
يعني كل اللي كان موقف طارق عن بيع الشركة إنهُ لسة مخدش التنازل منك عشان يقدر يبيعها ودا اللي فهمني إنهُ هيخلص الموضوع معاكِ من إمبارح عشان أقدر أستلمها بكرا، بس مش بيرد عليا فـ جيتلهُ عشان أفهم سبب عدم الرد!

كنت بصالهُ ومش مستوعبة اللي بيتقال وقولت بتوهان:

_ الشركة بإسمي أنا!

جاوبني ببساطة وقال:

= أيوا ووراني الورق كمان اللي يثبت كدا، وعرض عليا بيع الشركة لإن الموقع بالنسبالي هيبقى كويس عشان تكون فرع تاني لمجموعة شركاتي، وعلى أساس كدا خد مِني تقديمة الشرا والملكية!

إتكلمت وأنا حاسة بجردل ميا ساقعة نزل عليا ومبقتش عارفة أجمع الكلام ولكني قولت بتقطع:

_ لأ أنا معرفش ولا إتبلغت بآي حاجة حتى عن بيع الشركة!
المبلغ اللي طارق خدهُ منك قد إي؟

بصلي بصدمة هو كمان وقال:

= إزاي حضرتك متعرفيش!
خد مِني 5 مليون يعني برضوا مبلغ مش قليل.

حطيت إيدي على وشي وأنا مش فاهمة حاجة ولا عارفة أتكلم أقول إي، إتكلم هو من تاني وقال بتساؤل:

_ مش فاهم يعني أنا كدا طارق نصب عليا؟

بصيتلهُ وبدأت أربط الخيوط ببعضها وإفتكرت إصرار مصطفى على إني أمضي على العقود بشكل ضروري جدًا، إبتسمت بسخرية وقولت:

= لأ هو الحقيقة أنا اللي إتنصب عليا، ممكن حضرتك تسيبلي رقمك وأنا هشوف الموضوع دا وهبلغك باللي هيحصل بس متبلغش طارق خالص بقعدتنا دي ولا تحسسهُ إن في حاجة غلط لحد ما أفهم إي اللي بيحصل بس بعد إذنك وفلوسك هديهالك.

إتكلم بتساؤل وتردد وقال:

_ والشركة؟

بصيتلهُ وقولت بهدوء:

= زي ما حضرتك شايف أنا ولا عندي علم باللي بيحصل ولا آي حاجة فـ سيبني أظبط أموري وهرد على حضرتك يا أستاذ محمد.

سابلي رقمهُ فعلًا وسابني لإنهُ أشفق على حالتي ومنظري ومِشي، أول ما طلع كلمت أستاذ حسين محامي الشركة من أيام والد طارق، فضلت أهز رجلي بتوتر طول ما الجرس بيرن لحد ما رد.

إتكلمت بسرعة وقولت:

_ أستاذ حسين حضرتك في المكتب محتاجاك ضروري.

جاوبني بتوتر وخضة وقال:

= أيوا يابنتي في إي، خضتيني!

إتكلمت بإختصار وإستعجال وقولت:

_ لما آجي هقول لحضرتك مع السلامة.

قومت خدت الچاكت بتاعي وشنطتي ونزلت من الشركة وكان خلاص فاضل 5 دقايق والموظفين ينزلوا، بلغت الأمن والمسئولين يقفلوا الشركة بعد إنصراف الموظفين ومشيت.

طول الطريق كان عقلي هيشت وأنا مش فاهمة المفروض أتصرف إزاي أو أعمل إي لو طلع الكلام دا صح فعلًا تبقى كارثة، فعلًا هتبقى كارثة بكل المقاييس لإن حساباتي لكل حاجة هتتغير وأولهم سبب جواز طارق مِني ودا أكتر حاجة كنت خايفة منها.

بعد حوالي نُص ساعة وصلت لمكتب أستاذ حسين وطلعت كان في إنتظاري، قعدت قدامهُ وقولت بتساؤل وأنا باخد نفسي:

_ أستاذ حسين حضرتك فاكر وصية عمي خالد أبو طارق؟

إتكلم بإستغراب وعدم فهم وقال وهو بيحط قدامي كوباية ميا:

= أيوا يابنتي فاكر بس خدي نفسك وإمسكِ إشربي كوباية ميا إهدي.

شربت شوية من الميا ورجعت أتكلم بتوتر وإستعجال وقولت:

_ حضرتك وقتها قولت إني لازم أحضر ولكن طارق وقتها قالي أخلص شوية شغل في الشركة ومعرفتش آجي.

بصلي بإستغراب وصدمة وقال:

= لأ يابنتي اللي إتقالي مش كدا، اللي إتقالي يومها لما جه طارق إنك إنتِ اللي رافضة تيجي وقافلة على نفسك فـ هو جه والمفروض بلغك باللي كان في الوصية!

بصتلهُ بحذر وإنصات وأنا بسأل بتساؤل:

_ مش مهم السبب المختلف دا، المهم إي اللي كان في الوصية يا أستاذ حسين؟

بصلي بشك وإستغراب على إني مش عارفة فعلًا أو متبلغتش باللي كان المفروض أسمعهُ وقال بهدوء:

= يابنتي كان أستاذ خالد الله يرحمهُ كاتب الشركة بإسمك لإنهُ كان شايف إنك أكفأ واحدة تستحق المكان دا وعشان شغلك الجاد فيها وكمان لإنهُ مربيكِ من صغرك حس إنهُ لازم يوزع عليكِ جزء من الورث زي طارق، فـَ أداكِ الشركة قصاد باقي أملاكهُ لـ طارق!

غمضت عيني بقوة وأنا حاسة المكان بيلف بيا ودماغي مصدعة جدًا وقلبي اللي بدأ صوت دقاتهُ تظهر وحاسة إنهُ هيطلع من مكانهُ، كنت حاسة إن كل حاجة في حياتي كدبة في الوقت دا.

قومت وقفت وأنا مش قادرة أسند طولي وقولت بهدوء:

_ شكرًا يا أستاذ حسين تعبتك معايا.

إتكلم أستاذ حسين بعد ما قام وقف وقال بقلق:

= إستني يابنتي شكلك مش قادرة تقفي وتمشي.

إتكلمت برفض وقولت:

_ لأ لأ أنا بخير تسلم، بس طارق بالله عليك ميعرفش حاجة بقعدتي معاك دي خالص ولا كإنها حصلت لحد ما أشوف هعمل إي.

إتكلم أستاذ حسين وهو بيتحرك ناحية الخزنة بتاعتهُ وقال:

= إستني يابنتي، خدي دي.

بصيت للورقة اللي في إيدهُ وقولت بتساؤل:

_ إي دي يا أستاذ حسين؟

جاوبني بهدوء وحزن على حالتي وقال:

= مش عارف بس كنت حاسس إن طارق مش هيبلغك وهيعمل حركة زي دي فـ شيلت معايا نسخة من العقد اللي بيثبت إن الشركة بتاعتك وبإسمك بيع وشرا من خالد الله يرحمهُ.

بصيت للورقة وبعدين بصيتلهُ وقولت بإبتسامة ضعيفة:

_ خليها معاك يا أستاذ حسين دا أأمن مكان ليها لإن أنا دلوقتي مش عارفة مين معايا ومين عليا فـ عشان خاطري خليها معاك لحد ما أعرف أميز يميني من شمالي وأعرف هعمل إي بعد كدا.

ودعتهُ وسيبتهُ ومشيت ركبت تاكسي للبيت وأنا دموعي بتنزل لإني حاسة كل حاجة في حياتي كانت كدبة وسبب جواز طارق مِني كدبة، أكيد مقاليش الموضوع دا وأكيد طلب مِني الجواز بعد وفاة والدهُ بشهرين بس على طول مش عشان بيحبني لأ دا عشان الشركة!

وصلت البيت وكان هو موجود وقاعد قدام اللاب توب وفي إيديه كوباية نيسكافيه، بصلي بسرعة وبعدين رجع نظرهُ للاب توب من تاني بدون كلام، حتى مسألنيش إتأخرت ليه أو عاملة إي ولا كإنهُ كان معايا طول اليوم!

إبتسمت بسخرية لإني خلاص فهمت مشاعرهُ ليا كانت إي بالظبط فـ مش هتصدم، ولكن أكيد مش هقدر أمنع قلبي إنهُ ميتوجعش لإني حبيت طارق بجد، إتنهدت ودخلت الأوضة غيرت هدومي وبعدين نمت على طول من غير ما أكل ومن غير ولا كلمة لإني حقيقي طاقتي كلها خلصت.

تاني يوم صحيت الصبح وفضلت قاعدة في البيت وأنا مقررة إني مش هنزل الشغل النهاردا لإني تعبانة ولإني محتاجة وقت أفكر، دخلت عملتلي كوباية قهوة وموبايل رن وكان طارق، إبتسمت بسخرية ولكن رديت ببرود وقولت:

_ أيوا يا طارق!

جالي صوتهُ وهو بيقول بإنفعال:

= هدى إنتِ إتأخرتي أوي في إي، مش عارفة إن ورانا شغل كتير؟

إتنهدت بتعب وقولت:

_ أنا مش هقدر آجي النهاردا يا طارق تعبانة أوي ومحتاجة أرتاح.

إتكلم بزعيق وعصبية وقال:

= يعني إي يعني، بقولك تعالي يا هدى عشان ورانا ضغط شغل وفي ملفات كتير محتاجة تتوقع تعالي ساعديني فيها.

في اللحظة دي عيوني إترفعت بتركيز وأنا حاسة بسخرية الحياة لسة بتضحك عليا، شديت على شعري وقولت بهدوء:

_ وأنا بقولك يا طارق تعبانة هو في إي، بقالي سنة تقريبًا مخدتش أجازة، سلام يا طارق.

قفلت معاه من غير ما أسمع ردهُ وأنا فاهمة هو مُصر ليه أوي كدا على إني آجي، عشان أمضي عقد التنازل لإن محمد محتاج الشركة وهو إتأخر عليه طبعًا!

إبتسمت بسخرية وكلمت محمد وأول ما جالي ردهُ قولت بهدوء:

_ أيوا يا أستاذ محمد، ممكن أقابل حضرتك النهاردا ولا مش فاضي؟

إتكلم محمد بـ ذوق وقال:

= أيوا طبعًا فاضي لحضرتك، وبالمناسبة طارق كلمني وقالي إنهُ محتاج يومين كمان وأنا وافقتهُ وقولتلهُ مفيش مشكلة.

إتكلمت بنبرة إمتنان وقولت:

_ تمام شكرًا جدًا لحضرتك يا أستاذ محمد، شوف حضرتك عايزني أقابلك فين وإبعتلي اللوكيشن هجيلك.

قفلت معاه وأنا بفكر في حاجة واحدة بس، كون إن طارق مقاليش موضوع الشركة وعايز يبيعها يعني أنا خلاص مش هيبقى ليا وجود في حياتهُ من تاني وهيرميني بدون تفكير لإنهُ هيبقى خلاص خد مرادهُ.

ولكن ليه منلعبش لعبة إنقلاب السحر على الساحر ونخليه هو اللي طالع خسران!

جالي رسالة بلوكيشن كافيه من محمد، لبست وجهزت ونزلت عشان أقابلهُ، أول ما وصلت كان هو قاعد مستنيني، روحت وسلمت عليه وبعدين قولت:

_ أنا طالبة من حضرتك طلب.

إتكلم وقال بمنتهى الذوق:

= إتفضلي طبعًا لو أقدر أساعد مش هتأخر.

فضلت مترددة شوية وبعدين قولت:

_ عايزاك تساعدني أكشف حقيقة طارق وأحبسهُ لإنهُ عايز يرميني في الشارع بعد ما ينصُب عليا، وبِما إن إنت اللي واخد منك فلوس بدون وجه حق وبدون ما يكون معاه الشركة نعمل فيه محضر ولكن بعد ما أتطلق منهُ وأوهمهُ بالإمضا بتاعتي.

إتكلم محمد بتساؤل وقال:

= هو ممكن أساعدك بس هبقى إستفدت إي؟

بصيتلهُ بإبتسامة وقولت بهدوء:

_ هرجعلك فلوسك تاني، لكن مع طارق عمرك ما هتشوفها تاني وإسألني أنا.

فضل ساكت شوية بتفكير وبعدين قال بإبتسامة:

= تمام موافق، شوفي إنتِ محتاجاني إمتى وهبقى معاكِ أكيد.

شكرتهُ وبعدين قومت مشيت، روحت البيت ونمت تاني بصراحة لإني من كتر تعب وإجهاد الفترة اللي فاتت حاسة جسمي مُرهق بشكل كبير ومش هيكفيه نوم 5 أيام بحالهم، صحيت على العشا ودخلت خدت شاور وطلعت عملت أكل سريع.

بعد شوية كان طارق جِه وبصلي بغضب لإني مروحتش الشغل طبعًا ومنفذتش خططهُ وبعدها ساب موبايلهُ وحاجتهُ ودخل يستحمى، كنت قايمة أعملي كوباية نيسكافيه لما الموبايل بتاعهُ رن برسالة، غصب عني بصيت عليها وأنا ماشية ودي عادة عمرها ما حصلت بيني أنا وطارق طول فترة جوازنا.

ولكن بعد كل اللي حصل مبقتش حاسة بالأمان معاه ولا 1%، وكانت المصيبة الأكبر بقى محتوى الرسالة اللي جاية من قلب وكوكب بس:

_ حبيبي إنت وحشتني أوي ومعرفتش أشوفك النهاردا، إمتى بقى تجبلي الشقة ونعيش مع بعض يا زوجي العزيز.

تعليقات



×