رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الواحد والعشرون بقلم رحمه نبيل
كان يقف على باب المنزل وهو يتوعد في داخله لها بالويل، تركته وهربت وكأنه سينقض عليها ويأكلها، تلك الغبية يقسم أنه سيـ....
توقفت افكار جاكيري الإجرامية وهو يستمع لصوت فتح الباب، رفع رأسه باندفاع شديد ظنًا أن توفيق أو هي من فتح له، لكن خاب ظنه وهو يلمح اخر شخص توقع رؤيته هنا وفي هذا المكان ....
تشنج جاكيري بشكل مضحك وهو يعود خطوتين للخلف ينظر للمنزل مجددًا عله أخطأ العنوان، ثم عاد مجددًا يقف أمام ذلك الذي كان يرمقه بعدم فهم وحاجب مرفوع ...
" أنت ماذا تفعل هنا ؟؟؟؟"
تحدث جاكيري بصدمة وهو يرى نظرات فبريانو له، فبريانو ؟؟؟ ماذا يفعل فبريانو هنا ؟؟؟؟ هل هو على معرفة بتلك الفتاة الغبية ؟؟؟
" بل السؤال هو ماذا تفعل أنت هنا ؟؟؟؟"
في هذه اللحظة أتى الجميع على صوت فبريانو ليصدموا بذلك الموقف الذي لم يفهم أيًا منهم شيء بشأنه، عدا توفيق الذي وبفطنته المعهودة تحدث مشيرًا لذلك المشهد وتلك النظرات الغريبة بين الاثنين وهو يقول بصوت منخفض لروبين و رفقة :
" أنا على فكرة شوفت المشهد ده قبل كده "
نظرت له الفتاتين بتعجب شديد ليندمج هو في الشرح :
" يوم الجمعة اللي فاتت الصبح كده ...."
قاطعته روبين بسخرية كبيرة :
" قبل الصلاة ولا بعد الصلاة ؟؟؟"
" لا كان بعد الصلاة، المهم شوفت فيلم هندي كده كان عن اخين توأم وهما صغيرين تاهوا من بعض وفضلوا كده سنين وكان كل شوية يتجمعوا صدفة بس مش بيعرفوا بعض أو بياخدوا بالهم، اكمنهم يعني توأم متخلف "
" مختلف ؟؟؟؟"
صححت رفقة لتوفيق حديثه، ليضيف هو :
" أيوة صح مختلف، المهم تمر السنين ويجي واحد منهم يروح لحكيم في نفس الوقت اللي اخوه بيروح لبيت الحكيم ده و...."
اكملت روبين بسخرية :
" وبيكتشفوا أنهم اخوات "
" ايه ده أنتِ كمان اتفرجتي على الفيلم ولا ايه ؟؟؟؟"
" فيلم ايه يا عم توفيق ارحمني، دي قصة مهروسة في كل حتة، أنت لسه مكتشف الحياة جديد ولا ايه ؟؟؟ ده من ايام الابيض والأسود كان معندهمش غير القصة دي وكل شوية ينوعوا فيها "
تحدث توفيق وهو يهز رأسه باقتناع :
" أيوة فعلا بس الفيلم ده مختلف على فكرة في الحتة بتاعة الحكيم دي، اصل في الاخر الحكيم ده طلع ...."
" مرات خالهم ؟؟؟؟"
قاطعته روبين بسخرية جعلت توفيق يغتاظ منها وهو يردد بحنق شديد :
" ايه البت الرخمة دي ؟؟؟ متبقيش تيجي عندي تاني يابت أنتِ، ولا طلع في الاخر ابوهم "
ادعت روبين الصدمة :
" نهاية مش متوقعة ...والمفروض بقى انك الحكيم في القصة دي اللي اتجمعوا في بيته ؟؟؟"
" وليه لا مش يمكن اكون حكيم وانا مش واخد بالي؟؟"
كانت رفقة تستمع لحديث الاثنين الأبله وهي تنظر لذلك الذي يتحدث مع المختل الآخر، تحاول الاختباء خلف الجدار حتى لا يلمحها، لا تعلم لِمَ يتبعها لهنا؟؟ تتمنى لو يستطع ذلك المختل أبعاده من هنا ...
وعند المختل ( فبريانو ) كان يقف أمام الباب وهو يبتسم بسمته المستفزة المعتادة التي لا تفشل يومًا في إثارة غضب الجميع منه...
" أنت من اتيت وطرقت بابي؛ لذلك أنا من يحق له سؤالك هذا السؤال ...ماذا تفعل هنا يا عزيزي ؟؟؟"
رفع جاكيري حاجبه بسخرية وهو يدفع فبريانو بحنق شديد :
" استمع يا فتى أنا لست في حال يسمح لي المزاح معك، والآن اخبرني ماذا تفعل هنا وما علاقتك بتلك الفتاة اسكندر ؟؟؟"
رفع فبريانو حاجبه وهو يفكر قليلًا عن أي اسكندر يتحدث ؟؟؟ وكيف يكون اسكندر فتاة ؟؟؟ وفي ثوانٍ فقط كان عقله يربط بين كل تلك الأحداث لترتسم بسمة خبيثة على شفتيه وهو يضع يده يمنع جاكيري من تخطي الباب يردد ببرود :
" امممم اسكندر ...اتقصد صاحبة الشعر المجعد ؟؟؟"
اشتعل جسد جاكيري وهو ينظر لفبريانو نظرة مرعبة، لكن ليس على فبريانو، ورغم غضب جاكيري إلا أنه هز رأسه بنعم، ليكمل فبريانو حديثه بنفس النبرة الباردة وهو يتكأ بكتفه على الباب :
" ولديها عين واسعة ورموش طويلة ؟؟؟ كما أن بشرتها حنطية بعض الشيء صحيح ؟؟؟"
هز جاكيري رأسه بنعم وقد بدأ غضبه يتصاعد :
" نعم هي ...."
تحدث فبريانو بكل برود وبسمة واسعة ترتسم على فمه وهو يعتدل في وقفته :
" لا أنا لا اعلم عمن تتحدث، اذهب وابحث عنها في مكان آخر "
أنهى فبريانو كلماته وهو يغلق الباب بعنف شديد في وجه جاكيري مما جعل عين جاكيري تتسع بشكل مخيف يحدق في الباب غير مصدقًا ما حدث منذ قليل ...هل اغلق الباب في وجهه للتو ؟؟؟ وايضًا ماذا يفعل ذلك المستفز هنا ؟؟؟؟
___________________________
" مهلًا هل تصرخين في وجهي ؟؟؟"
نظرت جولي أمامها وهي تركض بكل ما تملك من طاقة تتحدث في الهاتف أثناء اجتياز الناس في الشارع تصرخ بصوت غاضب :
" بل بذلك اللص القذر ....لقد سرق حقيبتي من يدي وأمام عيني، ذلك المتبجح، سأقتله، اقسم "
مسح مارتن وجهه وهو يفتح حاسوبه بسرعة يحاول الوصول للحمقى الذين عينهم لمراقبة تلك الكارثة المتحركة...
" توقفي في مكانك ...اياكِ سمعتي اياكِ والركض خلفه "
تحدثت جولي بانفاس عالية بسبب ركضها وهي تلمح اللص قد توقف على بعد بعدما ظن بغباءه أنه أضاع أثرها :
" فات الاوان يا عزيزي ..."
نهض مارتن من مكانه وهو يخرج بغضب شديد يصرخ في الهاتف :
" أخبرتك أن تتوقفي جولي، فقط مرة واحدة، مرة واحدة بحق الله استمعي لي، أنا سأحضر لكِ أي أوراق قد تفقديها في الحقيبة، لكن اياكِ والمخاطرة سمعتي ؟؟؟"
توقفت جولي وهي تستمد بيدها على ركبتها تحاول تنظيم أنفاسها متعجبة من حديثه :
" أي أوراق تلك التي تتحدث عنها؟؟؟ حقيبتي لا تحوي أي أوراق ثبوتية "
توقف مارتن عن التحرك بتعجب :
" إن لم تكن تحتوي اوراقك الخاصة، وهاتفك بيدك الآن تحدثيني منه، فما الذي تحتويه حقيبتك ؟؟؟"
" حقيبة الحلوى التي أحضرتها لي البارحة "
تعجبت جولي بمجرد انتهاء حديثها لذلك الصمت الذي وصل لها من الجانب الآخر، لم تسمع لشيء سوى صوت انفاس عالي تبعه صوت خافت مخيف بحق يهمس لها :
" عسى أن تتعفني في الجحيم جولي، احرصي ألا اراكِ في الأيام القادمة حتى لا اقتلك "
أنهى كلماته وهو يغلق الخط، يحاول تهدئة غضبه، كان ستتعرض لمواجهة مع مجرم لأجل بعض الحلوى، ستقتله...تلك الفتاة ستقتله ...
تعجبت جولي من حديثه ثم غلقه للهاتف بهذا الشكل العجيب، نظرت للهاتف ثواني قبل أن تجري اتصالًا به لتجد صوت يخبرها أن الهاتف غير متاح في هذا الوقت ...رددت جولي بغباء :
" عجبًا للتو كان يحدثني، ماذا حدث فجأة ؟؟؟"
______________________________
" ماذا قلت ؟؟؟"
حاول انطونيو كبت غضبه الذي بدأ يندفع للخارج بشكل قد يطيح بتلك التي سقطت فوقه ولطخت وجهه بالمثلجات :
" قلت انهضي من فوقي قبل أن أفقد آخر ذرات صبري روما "
نظرت له روما بحنق شديد وقد نست الوضع التي هي به صارخة في وجهه :
" هيييه يا سيد أنت من كنت تقف خلفي بشكل غريب جعلني اصطدم بك، ثم أنني فقدت اخر مثلجات الفانيليا بسببك "
اغمض انطونيو عينه ثم فتحها فجأة وهو يصرخ بشكل مخيف مشيرًا لوجهه :
" وهل ترين أنني سعيد بهذا يا امرأة ؟؟؟ تبًا لكِ أشعر أنني سأقتلك في هذه اللحظة، أنهضي من فوق قبل أن اشتعل بكِ "
نهضت روما سريعًا تحاول تفادي غضبه تعدل من وضع ثيابها وهي تراقبه يحاول النهوض ثم أخرج محرمة ليمسح وجهه ثم أخذ يحاول تنظيف القطرات الصغيرة التي لوثت ثيابه.... يتذكر ذلك الاجتماع الذي ينتظره في المكتب الآن ...
رفع وجهه فجأة يرمقها بشر، ليجد أنها لا تقف حتى أمامه بل تركته بكل بساطة وهي تتجه مجددًا للبائع وكأنها لم تفعل شيء ...
ابتسم انطونيو بعدم تصديق لما تفعل به تلك المرأة ثم تحرك بغضب شديد صوبها يود أن يصرخ في وجهها يفرغ بعضًا من طاقة غضبه، لكن ما كاد يقترب منها، حتى أعادت هي نفس المشهد السابق لكن تلك المرة لم تسقط فوقه بل اكتفت فقط وبكل لطف أن تلوث بذلته بالكامل وبشكل غير قابل للإصلاح ....
فتحت روما عينه بصدمة تضع يدها على شفتيها تحاول كتم شهقتها، لا تدري كيف تكرر الأمر مجددًا، لم تقصد فعل ذلك مجددًا تقسم ...
نظر انطونيو لثيابه قليلًا قبل أن يرفع وجهه ببطء لها جعلها تبتسم بغباء وهي تخرج منديل من حقيبتها ثم شرعت تنظف ثيابه؛ لتكتشف أنها زادت الأمر سوءا، لذا تحدث بكل خوف وهي تبتلع ريقها تربت على ثيابه :
" حسنًا الأمر ليس بهذا السوء، فهذه المرة كانت المثلجات بالشوكولاتة التي تشبه بذلتك في نفس اللون، اعني الأمر ليس بهذا السوء "
صمتت وهي تنظر لوجهه تحاول أن تستشف ردة فعله والتي كانت فقط جمود مخيف....
ابتسمت بغباء وهي تعود للخلف ثم قالت بسرعة وهي تتمسك بحقيبتها :
" حسنًا سعيدة لرؤيتك اليوم سيد انطونيو، لكن اعذرني لدي موعد هام جدًا "
أنهت حديثها و هي تركض بشكل مخيف وكأن هناك وحشًا يتربص لها، بينما تحرك انطونيو بكل برود صوب سيارته، ثم صعدها بكل هدوء وتحرك بها وقبضته تضغط على المقود بشكل عنيف يحاول تفريغ بعضًا من غضبه، شاكرًا هروب روما من أمامه قبل أن يقتلها ....
بينما عند روما كانت تركض بجنون ورعب وهي تنظر خلفها، خوفًا أن يتبعها دون انتباهها، لكن اثناء ذلك اصطدمت بعنف في جسد ما لتعلو صرخات ذلك الآخر وهو يهتف بعنف شديد :
" ما بك يا احمق، هل أنت اعمى ؟؟؟؟"
_____________________
استدار فبريانو ينظر للجميع الذين كانوا يرمقونه بصدمة شديدة لما فعل، وكيف أنه اغلق الباب في وجه جاكيري دون خوف منه.
ابتسم فبريانو بسمة صغيرة ثم تحرك حيث هم وسحب روبين من الممر المواجه للباب وهو يترك توفيق ورفقة غير مهتم بهما قائلًا :
" ابتعدي من أمام الباب قليلًا ..."
نظرت روبين له بتعجب ولم تكد تستفسر عنا يقصد حتى سمع الجميع صوت تكسير تبعه اصطدام الباب بأرضية المنزل على مرأى ومسمع الجميع ...
تناول توفيق قضمة بقسماط وهو يقول مشيرًا للباب :
" كده هيدخلي هوا كتير وممكن اخد دور برد ...."
نظرت له روبين بتشنج :
" ده اللي لفت نظرك ؟؟؟"
" لا طبعًا مش ده بس، وكمان لازم اركب جرس عشان اللي هيجي مش هيلاقي باب يخبط "
تحدثت روبين وهي تشير لتوفيق بجنون :
" وهو هيرن الجرس ليه طالما مفيش باب من اساسه ؟؟؟ أنتِ عرفتي الراجل ده منين ؟؟؟؟"
لم تهتم بها رفقة وهي ترى جاكيري يتحرك صوبهم بسرعة مخيفة، ثم في ثواني كانت قبضته تصطدم في وجه ذلك المختل الذي أحضرته روبين ...
انطلقت ضحكات عالية من فبريانو وهو يمسح فمه، ودون أن يمنح أحد فرصة للصدمة كانت قبضته ترد الضربة بأقوى منها لوجه جاكيري ...
صرخت روبين وهي تعود للخلف برعب شديد مما يحدث تحاول التحدث وإيقاف ذلك القتال، لكن عكس المتوقع، توقف القتال بسرعة دون أي خسائر أخرى وهي ترى جاكيري يتحرك صوب رفقة ثم وقف ليحدثها ببضع كلمات إيطالية لم تفقه منها شيء، لكنها لم تهتم وهي تتجه صوب فبريانو تحاول الاطمئنان أنه بخير :
" أنت كويس ؟؟؟ عملك ايه الطور الهايج ده ؟؟؟ ده متخلف من حق البنت تهرب منه "
نظر لها فبريانو لا يفهم ما تقوله لتشير هي صوب جاكيري قائلة بحنق :
" ذلك الغبي، كيف يتصرف بتلك الهمجية ؟؟؟ من يظن نفسه ...لا الوم رفقة إن هربت منه مجددًا فمن يتحمل هكذا شخص "
استدار جاكيري فجأة لها مما جعلها تطلق صرخة خائفة وهي تختبئ خلف فبريانو؛ لتتسع بسمة جاكيري أكثر ثم اقترب من فبريانو بخطوات بطيئة :
" تلك الصغيرة خلفك ....اجعلها تختفي من وجهي حتى لا اضطر لقتلها"
ابتسم فبريانو وهو يمد يده ينزع روبين من خلفه ثم جعلها تقف بالقوة أمامه يقول ببسمة صغيرة مستفزة مشيرًا لها :
" ها هي أمامك افعل بها ما تريد ...."
صمت ثم همس بفحيح :
" إن استطعت ........."
ضحك جاكيري ضحكة عالية ثم استدار لتوفيق الذي كان يراقب ما يحدث بنظرات فضولية شغوفة...
" اريد مكان هادئ بعيد عن الأعين توفيق ..."
" لا يمكنك فتلك الفتاة هنا في عهدتي وهي لا تريد أن تتحدث معك ."
كانت رفقة أثناء ذلك تخفض رأسها ارضًا تحاول أن تتجنب النظر له، وقد تنفست براحة عند سماع حديث جاكيري التالي :
" ماذا إن قمت ببناء غرفة صغيرة لك أمام الشركة ووضعت بها تلفاز و أريكة لترتاح عليها طوال اليوم ؟؟؟"
نظر له توفيق ثواني ثم قال بعيون مغمضة بعض الشيء :
" و ثلاجة مشروبات ؟؟؟"
" نعم ..."
ابتسم توفيق وهو يشير لخارج المنزل :
" الطابق العلوي يمكنك الصعود إليه "
فتحت رفقة عينها بصدمة وهي تتحدث بتعجب :
" عم توفيق أنت بتبعني ؟؟؟"
" أنا يابنتي ؟؟؟ أبدًا الموضوع بس أن أنا الصراحة ضهري وجعني من قاعدة المكتب فالعرض اغراني الصراحة "
" قاعدة مكتب ايه يا عم توفيق أنت شغال محاسب في بنك ولا ايه ؟؟ بيعتني عشان كنبة وتلفزيون ؟؟؟"
" وتلاجة عصاير ".
تحدث رفقة بعنف شديد لا تصدق حديثه :
" ده اسود ...اللي أنت بتقوله ده اسود "
تعجب توفيق لحديثها :
" ليه اسود ؟؟؟ اطلب مكنة بيبسي احسن يعني ولا ايه ؟؟؟"
ضحكت روبين بصخب وهي تستمع للحديث لا تصدق أن هناك شخص عاقل قد يتحدث هكذا حديث، لكن وقبل أن تجيبه رفقة كان جاكيري يسحبها من يدها خلفها بعنف لخارج المنزل حيث الدرج الخارجي المؤدي للطابق العلوي تاركًا الجميع ينظر في أثره بصدمة، لكن قبل أن يخرج من المنزل استدار لفبريانو وهو يشير له بتحذير :
" سأقتلك إن علم أحد بالأمر ..."
أنهى حديثه وهو يخرج يسحب رفقة خلفه، في نفس اللحظة التي أخرج بها فبريانو هاتفه وهو يجري اتصاله، ثواني قبل أن يقول ببسمة صغيرة :
" مرحبًا انطونيو، احذر ما حدث ....."
________________________________
فزعت هايز من ذلك الصوت خلفها، استدارت بسرعة تحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من مظهرها العام ...
" ما الذي كنتِ تفعلينه للتو ؟؟؟؟"
ابتلعت هايز ريقها وهي تحاول اخفاء يدها خلفها :
" ماذا ؟؟؟ أنا لم افعل شيء ..."
تحرك ادم صوبها وهناك بسمة صغيرة ترتسم على وجهه يحاول مجاراة حديثها :
" حقًا ؟؟؟"
" نعم ..."
هز ادم رأسه وهو يقترب منها خطوات صغيرة ثم وفي غفلة منها كان يسحبها لها بشكل جعلها تفتح عينها بصدمة :
" أنت يا فتى ماذا تفعل ؟؟؟؟"
ابتسم ادم وهو يمد يده يسير بها على ذراعها هامسًا بنبرة حنونة جعلتها ترمقه بغباء :
" بل السؤال هو ماذا تفعلين أنتِ يا جميلة ؟؟"
أنهى حديثه بمجرد أن وصلت يده ليدها ليقوم فجأة بنزع ما تمسكه بها ثم أبعدها عنه وهو يضحك بخفوت على تصرفاتها الغبية ينظر لما بيده وهو يقول بتعجب :
" ما هذا ؟؟؟؟"
نظرت هايز ليد ادم وهي تبتسم بسمة غبية تقول بكل بساطة :
" هذا ؟؟؟ إنه لا شيء "
رفع ادم حاجبه وكأنه يقول لها ( حقًا لا شيء ؟؟؟؟ )
وأثناء تلك النظرات شعر ادم بشيء يهبط على كف يده الذي يضع به تلك الأشياء التي أخذها منها ولم يفهم هويتها بعد ...حرك ادم عينه بهدوء لكفه، فوجد عصفور صغير ذو ألوان مبهجة لم يرى لها مثيل قبلًا يهبط على يده ويتناول ما به؛ ليدرك في وقتها هوية تلك الحبيبات والتي لم تكن سوى طعام للطيور، ثواني وكان عصفور اخر يهبط على يد ادم، كرمش ادم ملامحه بتعجب وكاد يحرك يده ليبعدهم عنه لولا هجوم هايز عليه بسرعة لم يستوعبها هو، تكمم فمه بشكل مريب ثم اقتربت من أذنه هامسة بحذر شديد :
" لا تحرك يدك سوف تخافك وتهرب، ارجوك أنا أحاول منذ ساعة تقريبًا أن اجتذبها لي، والآن هي من جاءت لك بنفسها، لذا فقط أثبت ولا تتحرك..."
استدار ادم قليلًا وهو ينظر لها بحاجب مرفوع لينتبه فجأة إلى وجهها القريب منه بشكل كبير، جعله يبتلع ريقه وهو يحاول التحدث بشيء يبعدها عنه، لكنها بالفعل ابتعدت سريعًا، ثم تحركت بخفة تحمل شيء من الأرض والذي اتضح أنه كاميرا تصوير ثم أخذت تلتقط بعض الصور للطيور وهو فقط يقف كالابله لهم، يشعر كما لو أنه يمثل دور تلك الأميرة في الافلام الكرتونية التي تتحدث للعصافير ..
" لقد تخدر ذراعي ...سوف احركه "
انتفضت هايز وهي تنظر له برعب تهز رأسها بلا :
" لا لا ارجوك فقط تحمل قليلًا فقط كدت انتهي ..."
" ما .....مالذي تفعلينه مع هذه الطيور ؟؟؟"
التقطت هايز وبعض الصور وهي تتحدث بجدية كبيرة لم يراها تخرج منها سابقًا :
" لقد اشتركت في مسابقة تصوير، وقررت أن يكون موضوع تصويري عن الطبيعة، ومنذ أيام وانا احاول اجتذاب تلك العصافير الجميلة لي، اقف كما التمثال، لكن لم اصل لشيء أبدًا "
أنهت حديثها وهي تنظر له بتعجب شديد ثم قالت :
" لكن أنت في ثواني قليلة استطعت جذبها لك "
تمتمت في نفسها بصوت خافت وهي تسخر من نفسها :
" يبدو أن تأثير سحرك امتد ليشمل الحيوانات أيضًا ...رائع أصبحت جميع الكائنات تنافسني عليك وليس البشر فقط .."
أنهت حديثها وهي تضحك بسخرية تنظر للصور التي التقطتها تهمس بصوت عالٍ قليلًا :
" وكأنني كنت منافسة يومًا ...."
ابتسم ادم وهو يهز رأسه ييأس على تصرفات تلك الفتاة البلهاء والتي كانت معروفة بغرابتها ايام الدراسة، وحتى الآن يبدو أنها كذلك ...لم يستطع كتم ضحكته وهو يتذكر الشكل الذي وجدها عليه حينما دلف الحديقة، كانت أشبه لتمثال وهي تفرد ذراعيها رافعة إحدى أقدامها، لا ينقصها سوى أن تخرج بعض المياة من فمها حتى تكتمل الصورة ....
ابتسمت هايز وهي تنظر للصور التي التقطتها في كاميراتها، لكن فجأة شعرت بظل كبير يخيم عليها، رفعت عينها بحنق شديد قبل أن تتسع بصدمة وهي تلمح طائر عملاق بعض الشيء يقترب منهم يتربص العصافير التي تأكل من كف ادم ....
تراجعت هايز للخلف بخوف و هي تنظر للاعلى قائلة ببسمة غبية :
" حسنًا ادم يكفي هذا ...."
نظر لها ادم بعدم فهم ولم يكد يستفسر عن سبب حديثها حتى سمع صوتًا عاليًا يقترب بشكل كبير منه جعله يستدير ببطء شديد يهمس بصدمة مما يرى .....
" تبًا لكِ هايز ....."
________________________
كان يقف وهو يرمقها بترقب، ينتظر أن تتحدث، ينتظر كلمة منها، لكن كل ما فعلته هو الصمت فقط وهي تجلس على مقعد بعيد بعض الشيء عنه...
" هل سأنتظر طويلًا ؟؟؟؟؟"
رفعت رفقة عينها لجاكيري وهي تحاول أن تعلم السبب وراء مجيئه لها، وإصراره على معرفة سبب هروبها ...
" اسمع ...أنا لن اقترب من شركتك مجددًا، ولن تراني مرة أخرى؛ لذا ارجوك دعني وشأني، أنا لم اقم بالتسبب لك بأي مشاكل "
رفع جاكيري حاجبه بسخرية كبيرة وهو يضحك بصوت عالٍ لا يصدق حديثها :
" حقًا ؟؟؟؟ تتحدثين بكل براءة وكأنك لم تفعلي شيء "
" أنا كذلك بالفعل ...متى اذيتك ؟؟؟ "
" دائمًا ..."
فتحت رفقة عينها بصدمة من حديثه وهي تنهض متجه صوبه بكل قوة تصرخ في وجهه وقد بدأت تفقد آخر ذرات تحملها :
" هل ...هل اتهمتني للتو بأذيتك؟؟؟ هل جننت ؟؟؟ أنا لم افعل لك شيء "
" بلى فعلتِ "
صاحت رفقة في وجهه بغضب شديد :
" توقف عن الكذب .... أنا لم امسك بسوء...اخبرني ماذا فعلت بك حتى تتهمني هكذا اتهام ؟؟؟؟"
لم يتحمل جاكيري أن تصرخ في وجهه بهذا الشكل ليرد عليها صراخها بصراخ أشد منه :
" اوقعتيني في حبك ......... بدون أي وجه حق اتيتي وسرقتِ مني راحتي، سرقتِ مني تفكيري، وسرقتِ قلبي "
___________________________
هبط من سيارته بكل هيبة لا تلائم ثيابه التي يرتديها، تحرك بكل برود صوب الشركة وهو يتجاهل النظرات التي كانت تحدق في وجهه بصدمة كبيرة جعلته يلعن روما في سره، متوعدًا لها بالويل.
تحرك حتى المصعد ثم صعد لها بسرعة وانتظر حتى اغلق الباب ليسقط قناع بروده ويحل محله قناع الغضب يلمح صورته المنعكسة على جدار المصعد الزجاجي، يرتدي تيشرت ابيض بأكمام يرفع جزء منها ...وعليه بنطال اسود رياضي.
نفخ وهو يخرج من المصعد متجهًا للخارج، ثم بعدها تحرك بسرعة دون الاهتمام بأي أحد صوب غرفة الاجتماعات، ينظر في ساعة يده، لقد تأخر بسبب أنه بحث طويلًا عن محلات ثياب رسمية، لكن في النهاية لم يجد واضطر لارتداء ملابس رياضية...
في غرفة الاجتماعات كانت تجلس رفقة والدها الذي لم ينفك يردد على مسامعها ألا تتنفس بشكل خاطئ جوار السيد فوستاريكي الكبير، فهو من ذلك النوع الذي لا يعجبه شيء خاصة لو كان ذلك الشيء من سيدة .
" حسنًا يا أبي فهمت، لن أتحدث بكلمة، ارجوك دعني أركز قليلًا في العرض الذي سأقوم به بدلًا من الحديث عن السيد فوستاريكي المخيــــ...."
توقفت الفتاة عن التحدث فجأة وهي ترى شاب جميل الملامح طويل الجسد بثياب رياضية يدخل عليهم وهو يتحدث بجدية متجهًا صوب المقعد الذي يترأس الطاولة تحت نظرات صدمة من الجميع ...
" مرحبًا جميعًا، اسف على التأخير، لكن تعرضت لأمر طارئ أثناء قدومي ...هلا بدأنا رجاءً ؟؟؟"
لم يجبه أحد بسبب ما يرونه أمام أعينهم فرئيسهم في العمل يجلس الآن أمامهم بثياب شبابية رياضية واي اجتماع مهم كهذا ؟؟؟ هل هي نهاية العالم ؟؟؟
انتبه انطونيو لنظرات الجميع المصدومة ومهم موظفينه، ليزداد سخطه على روما التي فعلت ما لم يتمكن أعتى الرجال من فعله .... أعاد انطونيو حديثه مجددًا وهو يضغط على أسنانه تلك المرة :
" هلا بدأنا رجاءً ؟؟؟؟"
_________________________________
" يا راجل يعني البقسماط مع الجبنة العلب حلو !؟؟"
هز توفيق رأسه بنعم وهو يغمس قطعة بقسماط في علبة جبنة ثم قال من بين اصوات تلذذة تحت انظار روبين المتحمسة بشكل غبي وانظار فبريانو الساخرة ...
" امال ...جربي بقى معاها زيتون وادعي لعمك توفيق "
" هو أنا مش بحب الزيتون اوي بس ماشي ممكن اجربه...عندك هنا ؟؟؟"
انتفض توفيق سريعًا وهو يهز رأسه بنعم يتجه للداخل :
" امال ...ده أنا مخلل أي حاجة تيجي على بالك ..."
ابتسمت روبين وهي تتابعه يدخل المطبخ، ثم انتبهت لفبريانو الذي كان يتكأ بظهره على الأريكة خلفه بكل برود يضع يده اسفل خده وهو يراقبها بنظرات لم تفهم مهيتها.....
" ماذا لِمَ تنظر لي هكذا ؟؟؟"
" ذكريني أين توقفنا في قائمة الاشياء التي أحبها بكِ ؟؟؟"
فتحت روبين فمها ببلاهة تهمس دون فهم لمغزى سؤاله :
" ماذا ؟؟؟ لا افهم ما تقصد "
اعتدل فبريانو في جلسته ثم انحنى قليلًا للامام وهو يقول بنبرته العادية، وكأنه لا يقول شيء مهم :
" أخبرتك أنني أحب عيونك الكحيلة، و احمرار خديكِ عند الخجل، حسنًا ضيفي أنني أحب أيضًا لمعة عينينكِ أثناء الحديث عن شيء تحبينه "
كان يتحدث وهو ينظر في عينها مباشرة غير عابئًا بالمكان ولا بما يحدث حولهما :
" شيء غريب صحيح ؟؟؟"
هزت روبين رأسها بعدم فهم ليوضح هو حديثه :
" أعني أنكِ قبيحة وفاتنة في نفس الوقت، هذا غريب ها ؟؟؟"
لم تجبه روبين بشيء وهي تبتعد عنه بخوف، تشعر بجنونه وهو يتحدث هكذا، كما أنها تشعر أنه لو استمر في قول هكذا حديث، قد تصاب بنوبة ترديها قتيلة أسفل قدميه ....
عاد العم توفيق وهو يصرخ بحماس شديد :
" حظك يا بت يا روبين لقيت وانا بجيب الزيتون ..شوية فلفل مخلل مشطشط كده يستاهل بقك ..."
نظرت له روبين سريعًا تحاول الهروب من حصار فبريانو الذي أصبح يخيفها في الآونة الأخيرة بحديثه الغريب ذاك .
مدت يدها تأكل قطعة زيتون بسرعة وهي تحاول تلاشي النظؤ لفبريانو الذي لم ينزع عينه من عليها بشكل أثار توترها أكثر واكثر ...
_____________________
" لولا أنكِ فتاة لكنت قتلتك ..."
أنهى ادم تهديده وهو يترك هايز بغضب شديد بعدما هرب بصعوبة من ذلك الطائر الذي كاد يثقب رأسه بمنقارة الحاد، تلك الفتاة تثير به زوابع غضب تدفعه للجنون ...
نظرت هايز لاثره بصدمة تتابع رحيله، لتشعر بقدمها تهرول خلفه دون وعي وهي تنادي عليه بصوت عالٍ لا تريده أن يرحل وهو غاضب منها ...
" ادم ...لحظة فقط ...على الأقل اخبرني سبب مجيئك "
توقف ادم فجأة بشكل جعلها تصطدم في ظهره بعنف ثم ارتد جسدها بقوة شديدة لترتمي على أحد الممرضين وتتسبب في إسقاط ما يحمل من أدوية ارضًا لتعم الفوضى في المكان كله بشكل جعل ادم يمسح وجهه بغضب، يفكر في تلك الكارثة التي تلحق به ...
" أنتِ يا فتاة مصيبة متحركة "
نظرت هايز حولها بصدمة لما تسببت به ثم و بدون أي مقدمات انفجرت في البكاء تخفي وجهها بين يديها وهي تهمس :
" آسفة، لم اقصد...اقسم لم اقصد أنا آسفة "
واه لو تعلم ما تسبب به مظهرها، شعر ادم بالشفقة عليها وهي تبكي بهذا الشكل فقط بسبب بعض الأدوية ....
انحنى ادم قليلًا يحاول أن يجعلها تتوقف عن البكاء خاصة بعد تجمع البعض حولهم بشكل خانق :
" هايز..هيييه هايز...انظري لي، لم يحدث شيء....شششش هيا توقفي عن البكاء "
سمع ادم أثناء حديثه بعد الحديث المتقاذف بين الجميع عن قسوة قلبه لجعل تلك الرقيقة تبكي، فتح ادم فمه بصدمة وهو يحاول تهدئة هايز:
" هييه توقفي عن البكاء هايز الجميع يظنني السبب "
ارتفع صوت بكاء هايز وهي تقول بصوت متقطع مبحوح من البكاء :
" أنت كذلك بالفعل "
فتح ادم فمه بصدمة وهو يستمع لبعض الأحاديث الجانبية :
" يا فتاة ماذا فعلت لكِ ؟؟ فقط توقفي عن البكاء "
أنهى ادم كلماته وهو يقترب منها يتردد شديد بسبب تجمع بعض الأشخاص حولهما وايضًا لكرهة أي تلامس غير مرغوب به، لكن شفقته عليها تغلبت على كل تلك الاحاسيس وهو يجذبها لاحضانه بقوة يسمع صوت بكاءها الذي ارتفع، وكأن ما حدث منذ قليل حطم تلك القشرة الرقيقة التي تخفي خلفها هايز الصغيرة ...هايز الخائفة ...
__________________
كانت تقف ترمقه بصدمة ...هل اعترف للتو أنه يحبها ؟؟؟؟ جاكيري يحبها ؟؟؟ لكن لحظة هو فقط علم حقيقتها منذ ساعات فقط والآن يعترف لها بحبه، فجأة انتفضت رفقة للخلف وهي تصرخ برعب واضعة يدها على فمها وقد فطنت فجأة للأمر :
" أنت شاذ ؟؟؟؟؟؟؟؟"
" مـــــاذا ؟؟؟؟ لا "
صرخت رفقة برعب وهي تبتعد عنه باشمئزاز شديد :
" بل أنت كذلك، وإلا كيف تفسر لي حديثك ؟؟؟ أنت لم تعلم بحقيقتي سوى منذ ساعات، والان تعترف أنك تحبني، إذًا التفسير الوحيد هو أنك احببتني عندما كنت اسكندر "
" توقف ...اقصد توقفي عن هذا الهراء بحق الله أنا لست شاذًا "
نظرت له رفقة باستنكار وعدم تصديق بينما نظرات التقزز تلوح في الأفق :
" إذًا كيف تفسر وقوعك في حبي وأنت علمت حقيقتي للتو ...."
تحدث جاكيري ببسمة ساخرة من غباءها :
" ربما لأنني أعلم حقيقتك منذ فترة كبيرة .."
" ماذا ؟؟؟؟؟؟ "
هز جاكيري رأسه وهو يقترب منها بعض الخطوات دون أن تنتبه بسبب شرودها :
" منذ متى وأنت تعلم بالأمر ؟؟؟"
" منذ أول يوم رأيتك به...بعد شجارنا ذلك اليوم في المحل تتذكرين ؟؟؟"
رفعت رفقة عينها له بصدمة لتتفاجئ من اقترابه منها بشكل خطير، لكن في تلك اللحظة لم تفكر سوى في حديثه، كيف ...كيف علم حقيقتها منذ اليوم الأول ؟؟؟
" كيف فعلت ذلك ؟؟؟؟"
كانت تتحدث وهي لا تعي شيء مما حولها تحاول الوصول لإجابة، تفكر وتفكر في كل ما حدث ذلك اليوم، هي لم تفعل شيء هي فقط ذهبت واشترت ما توده بعد رحيله ثم عادت لمنزلها واااا....توقفت رفقة عن التفكير وهي تشهف فجأة ويبدو أنها توصلت واخيرًا للنقطة تاني بدأ من عندها كل شيء ....عندما خلعت باروكتها في الشارع، كيف لم تنتبه أنه يراها ؟؟؟؟
" هذا يعني أنك طوال الوقت كنت تعلم أنني فتاة وتتعمد مضايقتي ؟؟؟"
ابتسم جاكيري وهو يقترب أكثر منها مستغلًا تلك الحالة التي هي بها :
" في البداية نعم، لكن لاحقًا كل شيء تغير يا ذات الشعر المجعد "
رفعت رفقة عينها له لتتيقن أنه قريب منها بشكل مريب :
" وذلك الحديث في المكتب اليوم عندما أخبرت تلك الفتاة أنني...."
" حبيبتي ؟؟؟ "
هزت رفقة رأسها بنعم وهي تحاول اخفاء رجفة جسدها ومازالت تظن أنها بحلم وستفيق منه في أي ثانية، لتسمع صوته الذي خرج هادئًا :
" قصدت كل كلمة قلتها "
سقطت دموع رفقة وهي تعود للخلف مبتعدة عنه علها تستطيع التنفس بهدوء لتستوعب ما تتعرض له الآن في حضرته :
" أنا ولا أفهم شيئًا....أنا ...أنا فقط أشعر بالتشتت...أشعر بالـ.."
صمت وهي تجلس على المقعد ثم بكت، ولا تعلم سبب لبكائها، ربما هي مجرد تراكمات مما تعرضت له في الآونة الأخيرة ...علت شهقاتها بشكل كبير وهي تقول من بينها :
" أنا ...أنا هاربة ...أنا مجرمة هاربة من بلادي ...سوف ....سوف اسجن عند عودتي ..."
علت أصوات البكاء أكثر و هي تقول بتعب و كأنها وجدت أخيرًا فرصتها لتخرج كل ما يعتمر صدرها من خوف وخيرة وقلق بخصوص المستقبل :
" لقد تدمرت حياتي ...كل شيء تدمر ....أنا فقط لا اريد سوى أن أعود لاخي ...ارجوك لا اريد شيء "
تنفس جاكيري بهدوء ثم تحرك صوبها وجلس على ركبتيه جوار مقعدها في شكل اثار صدمتها وهو يردد بصوت حنون ممسكًا بيدها :
" أنا مستمع جيد يا جميلة .....جربيني "
__________________________
" إذًا ذكريني مجددًا ماذا نفعل هنا ؟؟؟"
أنهت جولي حديثها وهي ترمق الصرح الضخم الذي يقابلها بتعجب، تتساءل عن سبب احضار روما لها إلى هنا، وبالفعل وصلها إجابة سؤالها الذي طرحته :
" أخبرتك أنني جئت اعيد المفاتيح التي سقطت من أحدٍ ما "
" وهل هذا الـ ( أحدٍ ما) ترك عنوان عمله قبل أن يسقط المفاتيح ؟؟؟؟"
نظرت روما لجولي بحنق شديد لحديثها، تتذكر عندما اصطدمت بها في الطريق ثم بعدها تحركت حتى ترحل لولا أنها لمحت تعلق سلسلة من المفاتيح في حقيبة يدها؛ لتستوعب أنها ملك انطونيو، لذا سريعًا حصلت على مكان عمله من والدتها وجاءت لتعيدها، وفي حقيقة الأمر هي جاءت لتراه بعدما أفسدت له ثيابه ....
" فقط تحركِ معي جولي، خمس دقائق فقط و نخرج "
كانت تتحدث وهي تسير في الشركة غير واعية بجولي التي لم تهتم بحديثها تلتفت حولها بانهبار غريب مرددة :
" هل ذلك الشخص الذي اسقط مفاتيحه يعمل هنا ؟؟؟؟ يبدو أنه غني "
ابتسمت روما وهي تهز رأسها بنعم ثم سحبت يدها تتجه صوب الاستقبال لتسأل عن مكان انطونيو، غير منتبهة لا هي ولا تلك التي تحدق في المكان لذلك الذي سار من خلف ظهورهم تجاه المصعد مباشرة يتحدث في هاتفه بجدية كبيرة :
" وصلت للتو مايك ... أين أنت يا رجل ؟؟؟؟"
صمت قليلًا يستمع للصوت من الطرف الاخر قبل أن يقول بحنق وهو يتحرك من المصعد صوب غرفة الاجتماعات :
" لقد بدأ الاجتماع بالفعل منذ ساعة تقريبًا، اظن أن انطونيو سيقتلنا لتأخرنا بهذا الشكل ......لا علاقة لي بالأمر مايك تصرف وتعال، وذلك الغبي مارسيلو اتصل به مجددًا، اقسم أن انطونيو سيقتلنا جميعًا فهو وحده منذ ساعة تقريبًا ..."
همهم وهو يتجه صوب غرفة الاجتماعات حاملًا حقيبة ظهره ثم فجأة فتح الباب بشكل مفزع لينتفض جميع من بالغرفة عدا انطونيو الذي كان يجلس بهدوء وبرود ....
تحرك مارتن بكل هدوء صوب المقعد المجاور لانطونيو وهو يقول ببسمة باردة بعض الشيء :
" اعذروني على التأخير يا سادة، لنكمل العمل ..."
في الاسفل دخل مايك الشركة وهو يعيد شعره للخلف بحنق مرددًا بغيظ شديد :
" لم ينتظروا أن اعدل من هيئتي حتى ...للجحيم جميعًا، لا اعلم سبب تمسكهم بتلك الشركة الـ.......مثيرة "
ختم مايك حديثه بتلك الكلمة وهو يلمح وقوف فتاة جميلة عند الاستقبال ليتحرك بهدوء صوبها وهو يعدل من ثيابه وشعره ثم وقف عند الاستقبال وهو يشير بيده و لم يكد يتحدث حتى ......
_________________________________
" حسنًا هذا يكفي ...سأصعد وارى ما يفعل الاثنان "
أنهى فبريانو حديثه وهو يسير لخارج المنزل بسرعة دون حتى أن يعطي أحد فرصة الاعتراض أو التحدث بكلمة واحدة، لحقت به روبين سريعًا ببسمة غبية تود رؤية ما حدث مع رفيقتها تمني نفسها بقصة حب أسطورية بينها وبين ذلك الغبي مديرها في العمل ....
بينما عم توفيق حمل بعض البقسماط والجبن وهو يركض خلفهم ليشاهد ذلك العرض الممتع....
في الاعلى كانت رفقة تبكي بعنف في احضان جاكيري الذي شعر بكل جسده يحترق غضبًا مما حدث لها، يحاول تخيل ما مرت به وهو بعيدًا عنها، كل ذلك يثير غضبه بشكل كبير ...
كان يتنفس بعنف وهو يربت على ظهرها هامسًا بكلمات صغيرة مواسية لا يعلم حتى مكنوناتها :
" انتهى كل شيء .....انتهى كل شيء ....اشششش "
بكت رفقة أكثر وهي تتحدث بتقطع من بين شهقاتها :
" أنا لم افعل شيء جاكيري ..."
" اعلم ."
" كل ما حدث لي ظلم اقسم "
" اعلم "
" كل مشاكلي تضاعفت منذ قابلتك "
" اعلم "
" لكنني أحببتك ...."
" اعـــ....ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
تحدث صوت من خلفهم بكل استفزاز :
" تقول أنها تحبك يا عزيزي ..."
انتفضت رفقة من احضان جاكيري بفزع شديد وهي تنظر لذلك المختل الذي يقف جواره روبين تنظر لهم بغباء شديد لا تفهم شيء من حديثهم حيث كان كله بالايطالية، وبالخلف كان توفيق يصعد السطح وهو ينفخ بتعب شديد بسبب الدرجات ....
" يا معين يارب ...السلالم قطعت نفسي، كويس إني جبت كوباية التمر معايا "
اقتربت روبين من فبريانو كطفلة صغيرة وهي تهمس بفضول شديد بعدما رأت فزع رفقة ونظرات من معها التي تكاد تحرق فبريانو :
" ماذا حدث ؟؟؟ لِمَ ينظر لك ذلك الشخص بهذه الطريقة ؟؟؟؟ وايضّا ماذا كان يقول لها ؟؟؟"
نظر فبريانو للاسفل وهو يربت على رأس روبين كأنها هرة صغيرة تتمسح به :
" ليس الآن أيها الارنب ....سأخبرك عندما تكبر "
رمقته روبين بحنق شديد لحديثه ثم نظرت لرفقة وهي تقول مصرة على معرفة ما حدث :
" حصل ايه يا رفقة قوليلي أنتِ "
لم تجب رفقة وهي تخفض وجهها ارضًا بخجل تحاول تجنب كل تلك المحادثات الغبية التي أوقعت نفسها بها في لحظة غياب لوعيها ...هي لم تنتبه لحديثها مع جاكيري؛ لذا تحدثت بتلك الكلمات الغبية ..
كان جاكيري يحترق وهو يرمي فبريانو بنظرات مخيفة، استقبلها فبريانو ببسمة سمجة صغيرة .....
" سبحان الله المشهد ده برضو شوفته قبل كده في فيلم هندي ...البطلين قعدوا يبرقوا في بعض لغاية ما خرجوا ليزر من عيونهم وقتلوا بعض "
أنهى توفيق حديثه وهو يقضم يرتشف من كوب العصير بيدم بفضول شديد ينتظر نتيجة تلك النظرات بين الاثنين ....
تحدث جاكيري وهو يقترب من فبريانو بحنق شديد :
" أنت..... مما خلقت ؟؟؟؟"
" عجبًا الجميع أضحى يسألني نفس السؤال، هل هناك عطب بي ام ماذا ؟؟؟؟"
" سأقتلك فبريانو ."
" احب مشاهدتك تحاول "
ابتسم له جاكيري بسمة مجنونة خرجت من اعماق جحيمه قبل أن يسمع صوت بينهم اتضح أنه ملك تلك الغبية الصغيرة التي يسحبها فبريانو خلفه في كل مكان :
" عفواً يا سيدي، لكن هلا تكرمت واخبرتني ماذا فعلت برفيقتي ؟؟؟ فهي لا تتحدث معي كما أنها لا تنظر إلىّ "
ابتسم جاكيري بسمة صغيرة ساخرة وهو يشير لروبين محدثًا فبريانو بعينه ( حقًا من بين كل نساء العالم وقعت لهذه ؟؟؟؟)
و رغم ذلك تحدث جاكيري بوقاحة معتادة عليه ودون قصد منه :
" حسنًا أنا فقط عانقتها، وإن لم تأتوا وتقاطعوا ما نفعل لكنت قبلتهــ......."
توقف جاكيري عن أحاديثه الوقحة وهو يشعر بيد فبريانو التي دفعته بعنف للخلف ثم جذب روبين خلفه يصيح بغيظ في وجهه :
" توقف عن هذا يا وقح "
صدم جاكيري من ردة فعل فبريانو تلك، ثم ادار نظره على تلك الصغيرة التي تقف خلف فبريانو ترمقه بصدمة لوقاحته في حديثه معها ...
" مهلًا لا تخبرني أنها لا تعرف القُبل ؟؟؟؟"
صمت قليلًا ثم أضاف وهو يضحك بصخب :
" يا رجل أي مصيبة القيت نفسك بها "
اقترب فبريانو من جاكيري وهو يهمس بنبرة مخيفة :
" حريّ بك أن تبتعد عن تلك المصيبة جاكيري، فهي تخصني، وأنا لا أحب أن يقترب أحد من شيء يخصني، وايضًا اياك وعرض وقاحتك على مرأى منها وإلا قتلتك انت ونسلك كله "
أطلق جاكيري صفيرًا مستمتعًا وهو يرظف بخبث :
" يا رجل الأمر تخطى مجرد كونه مزحة تستمع بها ...."
أشار توفيق لرفقة على ما يحدث بين الثلاثة :
" شوفي المشهد ده كان في فيلم هندي برضو ...اخين حبوا نفس البنت و قتلوا بعض عشانها و في الاخر اتجوزت ابوهم "
نظرت رفقة لتوفيق بصدمة من حديثه، ثم عادت بنظرها لتلك المعركة التي تدور بين الاثنين تتعجب معرفتهما ببعضها البعض، وسبب تلك النظرات بينهما .....
____________________________
لم يكد مايك يفتح فمه للحديث حتى سمع صوت تلك الجميلة وهي تسأل موظفة الاستقبال بصوت ملائكي عن ( انطونيو )..
ضحك مايك في نفسه ساخرًا مما يحدث معه وهو يهمس حانقًا :
" يبدو أن موهبتي تطورت لدرجة أنني لا احتاج للتحدث مع الفتاة حتى تصارع بالارتباط بغيري، يكفي أن يقع نظري عليها حتى اجدها واقعة في كل آخر "
تنهد مايك بحنق وهو يقترب أكثر من تلك الفتاة والتي لم تكن سوى روما ليقول ببسمة صغيرة :
" مرحبًا يا آنسة...كيف اساعدك ؟؟؟؟"
استدارت روما لمايك وهي ترمقه بعدم فهم لتدخله في حديثها، لكن مايك التقط تعابيرها ليسارع في التعريف بنفسه :
" أنا أحد مؤسسي هذا الصرح، لذا يمكنني مساعدتك "
" هل انتهيتِ روما ؟؟؟؟"
كان ذلك صوت جولي التي عادت للتو من المرحاض تنظر صوب روما بتعجب حيث كانت تقف مع أحد الرجال تنظر له يتحفز ...
" ماذا هل يضايقك ذلك الـ....."
توقفت جولي عن الحديث حينما أبصرت وجه ذلك الشاب الذي تتذكره جيدًا.... حينما قام ذلك القبيح بخطفها منذ اسابيع ...
فتحت فمها وهي تشهق بعنف مما تسبب في فزع كلًا من روما ومايك الذي فتح عينه بصدمة لوجود حبيبة مارتن في ذلك المكان ...حيث انطونيو ..
" يا اللهي ...الحرب ستقوم في الشركة "
هكذا ردد مايك بصدمة وهو يفكر في ردة فعل انطونيو لوجود جولي هنا، بالإضافة لوجود مارتن الذي لم ولن يسمح أن يقترب منها أحد، وحينها قد يدرك انطونيو أن الشخص الذي هرب جولي هو مارتن وقد ينشأ شجار بين الاثنين ..
اقتربت جولي من روما وهي ترمق مارتن بنظرات غامضة لا توضح ما يكمن في نفسها هامسة جوار أذنها بخفوت :
" روما ما الذي تفعلينه مع ذلك المتحرش "
نظرت روما لها بتعجب وهي تردد كلمتها :
" متحرش ؟؟؟؟ هل تعرفينه ؟؟؟"
هزت جولي رأسها وهي تتذكر كيف عانقها ذلك اليوم مستغلًا انهيارها، بينما مايك كان قد انتبه لنظراتهم نحوه ليردد بغباء :
" ليس وقتًا مناسبًا للوقوع في حبي يا سيدات فالان نحن في خضم كارثة "
استمرت جولي في الهمس في اذن روما وهي تنظر لمايك من أعلى لاسفل بعيون ضيقة :
" حسنًا هو ابله بعض الشيء، لكنه وقح بشكل كبير "
مسح مايك وجهه بضيق مصطنع وهو يرى نظرات الاثنتين عليه :
" يبدو أن سحري الخاص يعطي مفعوله بسرعة كبيرة ..."
توقف عن الحديث وهو يبصر قدوم كلًا من انطونيو ومارتن اللذان خرجا لتوهما من المصعد، فتح مايك عينه بصدمة... ينظر حوله بسرعة كبيرة يحاول التفكير في سبيل للهروب من ذاك المأزق، لكن فات الاوان وهو يسمع صوت انطونيو الذي انتبه لروما في حين أن جولي كانت تعطيه ظهرها ...
" روما ؟؟؟ ماذا تفعلين هنا ؟؟؟"
نظرت روما صوب الصوت وهي تبتسم بسمة صغيرة سرعان ما انمحت وهي تلمح هيئته في تلك الثياب، لتبحلق في وجهه بصدمة كبيرة مشيرة له بتعجب :
" ما هذا الذي ترتديه ؟؟؟؟"
نظر انطونيو لثيابه قبل أن يعود ببصره لها هامسًا بسخرية :
" حقًا لا تعلمين ما هذا ؟؟؟"
كانت جولي ما تزال تحدق في وجه مايك حينما انتبهت لذلك الصوت خلفها والذي تشعر أنها سمعته وكثيرًا؛ لذا كادت تستدير لولا مايك الذي اندفع لها بشكل مخيف يمسك كتفها بسرعة وهو ينظر لوجهها يترجاها ألا تتحرك ...
فتحت جولي عينها بصدمة كبيرة وهي تنظر لمايك :
" أيها المتحرش عديم الخجل كيف تتجرأ وتمسك بي بهذه الطريقة ؟؟"
نظر مايك لانطونيو الذي كان منشغلًا مع روما غير منتبهًا له ولا لجولي ولا حتى لمارتن الذي كان يتصفح هاتفه باهتمام شديد ....
" أنا متحرش أيتها المجنونة ؟؟؟ فقط صبرًا حتى نخرج من هذا المأزق، وقتها سأقتلك أنتِ ومارتن الحقير "
" مارتن؟؟؟؟ هل أنت على معرفة بمارتن ؟؟؟؟"
لم يهتم لها مايك وهو يرى انطونيو ينظر نحوه متحدثًا بشر جذب انتباه مارتن بعيدًا عن هاتفه :
" لِمَ تخلفت عن حضور الاجتماع مايك ؟؟؟"
نظر مايك لجولي التي كادت تلتفت لولا يده التي جذبتها بعنف نحوه مع حفظ مسافة مناسبة بينهما حتى لا يقع ضحية لغضب مارتن الذي يرمقه الان هو وتلك التي بين يديه بنظرات غريبة ...
" أنا ....فقط كنت ...أعني الطريق ....مارسيلو ...هو تأخر في النوم لذا اتيت وحدي و أنا جائع لم اتناول فطوري "
رمقه انطونيو بحاجب مرفوع وسخرية لحديثه الغير مرتب أبدًا ....
" ماذا ؟؟؟"
لم يجب مايك تساؤله وقرر أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، لذا أشار سريعًا لروما :
" من هذه ؟؟؟"
تحركت أنظار انطونيو صوب روما التي لا تفهم أي شيء مما يحدث حولها ...ثم جذب يدها ليخفيها خلف ظهره مستغلًا طول قامته التي اخفتها تمامًا عن الرؤية ...
" لا شأن لك بها ...لنا حديث عند العودة مايك "
أنهى حديثه وهو يسحب يد روما متحركًا بها بعيدًا عن الجميع متجاهلًا حديثها الغير مفهوم وهي تردد اسم جولي كثيرًا..
تنفس مايك الصعداء وهو يراقب مغادرة انطونيو ليبتعد فجأة عن جولي وهو يبتسم براحة كبيرة غافلًا عن وجود مارتن الذي كان يراقب بهدوء
" نجونا بصعوبة "
لم يكد يرفع نظره صوب جولي حتى تفاجئ بلكمة عنيفة تسقط على وجهه مما تبعها سيل سباب لاذع لم يتخيل يومًا أن يسمعه من فم فتاة ..
تفاجئ مارتن من ضرب تلك الفتاة التي لم يرى منها سوى ظهرها _ والذي يشعره مألوفًا له _ لمايك، كاد يتدخل لينزع الفتاة من فوق مايك الذي يراه يضغط على قبضة يده يجاهد نفسه ألا يقتلها، هو يعلم جيدًا بالنظر لوجه مايك أنه يمنع شياطينه من الخروج، لذا اسرع يجذب الفتاة من فوقه قبل أن يستمع لصوت تلك الفتاة والذي جمده في مكانه ...
" جولي ؟؟؟؟؟"
استدارت جولي لذلك الصوت بصدمة...فتح مارتن عينه بعدم فهم لوجودها هنا، و لعناق مايك لها منذ قليل، لذا و دون أن يتحدث بكلمة كان يسحبها من فوق مايك ويأخذ هو مكانها لاكمًا مايك بكل ما يملك من قوة ...
بينما مايك كان يحاول أن يمنع نفسه من ضرب تلك الفتاة وقتلها بين يديه فقط لأجل مارتن، لكن فجأة شعر بها تتوقف عن ضربه ويحل محلها مارتن الذي لم يوفر قوته في ضربه، لكن على العكس لم يحرك مايك أصبع واحد حتى يدافع عن نفسه، بل تركه يفعل ما يشاء فهو يعلم كم يحب مارتن تلك الفتاة وكم يغار عليها، لذا هو يضع له عذره، ولا يهتم أن يضربه طالما أنه انقذ للتو الموقف ...
لم يشعر مارتن بشيء وهو يضرب مايك بكل ما يمتلك من قوة، هو يعلم أن مايك ليس من ذلك النوع الذي ينظر لفتاة لا ترغبه، خاصة لو كانت تلك الفتاة تخص غيره، لكن ذلك المشهد في رأسه وهو يراه يعانقها يقتله ...
فجأة وجد مارتن نفسه يبتعد بقوة من فوق مايك ثم تلقى لكمة عنيفة في وجهه اسقطته ارضًا تبعها صوت هز أرجاء المكان :
" تتجرأ وتضرب اخيك على مرأى ومسمع الجميع ؟؟؟؟ أجننت مارتن ؟؟؟"
رفع مارتن نظره بحدة لجاكيري والذي كان يقف خلفه فبريانو يرمقه بنظرات مميتة، لكنه لم يجب على أحد منهم وهو ينهض ينظر لهم نظرات باردة، حتى أنه لم يشعر بعودة تلك الفتاة التي كانت مع جولي في البداية وامساكها بيد جولي ثم رحليهما من المكان بأكمله تاركين الشركة تشتعل بمن فيها ....
نظر جاكيري صارخًا في الجميع بغضب في نفس وقت عودة انطونيو :
" الجميع لعمله ....الآن "
انصرف الجميع بسرعة من حولهم فهم يعلمون جيدًا جنون جاكيري و غضب تلك العائلة ....
" ماذا يحدث هنا ؟؟؟؟"
استدار الجميع فجأة لذلك الصوت والذي لم يكن سوى صوت اليخاندرو والذي رمى الجميع بنظرات أشبه بالموت ثم تحرك بكل هدوء صوب المصعد و لم يتفوه سوى بـ :
" الحقوا بي "
______________________
كان الجميع يجلس في المكتب لا صوت يعلو فوق صوت الأنفاس الغاضبة، نظرات الجميع تدور حول بعضها البعض وكأنهم على وشك إشعال المكتب ...
" والآن هلا اخبرني أحدكم سبب ما حدث في الاسفل ؟؟؟"
لم يتحدث أحد بكلمة واحدة لتفوح رائحة التوتر في المكان مسببة اختناق البعض، فجدهم أبدًا لا يتهاون في هكذا أمور ...
نظر مارتن حوله وهو يتنفس بعنف ثم فتح فمه وهو يقول بتردد :
" الأمر يا جدي أنني....."
" أنا المخطئ يا جدي ..."
هكذا قاطع مايك حديث مارتن بسرعة كبيرة وهو يكمل حتى لا يعطيه فرصة الاعتراض :
" نحن فقط كنا نتحدث في أمر ما واختلفنا عليه، وانا من تسبب في اغضاب مارتن لدرجة أفقدته أعصابه ...الأمر ليس بهذه الخطورة .."
نظر اليخاندرو لاوجه الجميع يعلم جيدًا أن مايك يكذب، لكنه رغم ذلك تحدث بجدية لمارتن :
" هذا صحيح مارتن !؟؟؟"
كاد مارتن يتحدث وينفي الأمر لولا تلك الضربة التي تلقاها من أسفل الطاولة ثم تبعها صوب مايك وهو يقول :
" ماذا يا جدي الا تصدقني ؟؟؟؟ لهذه الدرجة فقدت ثقتك بي سيد اليخاندرو ؟؟؟؟"
نظر اليخاندرو لمارتن وهو يقول بإصرار :
" اريد سماعها من مارتن ...ما الذي حدث مارتن ؟؟؟"
نظر مارتن لمايك الذي كان يحذره بعينه أن يقول عكس ما قال :
" كما قال مايك يا جدي ...فقط مجرد اختلاف بيننا، وانا أيضًا مخطئ لم يكن يجب أن أفقد صبري بهذه السرع