رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة العشرون
_ إي دا يا طارق!
قولتها بصدمة وأنا شايفاه نايم على كرسي المكتب وحاضن چاكت حريمي، إتكلم بتوتر وصدمة وهو لسة صاحي وقال:
= إي يا حبيبتي إنتِ جيتي إمتى؟
إتكلمت من تاني بإنفعال طفيف وأنا بقرب منهُ وبمسك الچاكت منهُ وقولت:
_ أنا بسألك يا طارق إي دا وبتاع مين؟
إتكلم بتوتر واضح وقال بإبتسامة متوترة:
= كنت بردان بالليل ولما خرجت برا في ممر المكاتب لقيتهُ ومعرفش بتاع مين بس قولت أخدهُ أتغطى بيه يدفيني شوية عشان قطيفة.
بصيتلهُ بشك وقولت بعدم رضا:
_ طيب ما كنت عرفت آي حد أو عرفتني بعتتلك بطانية بدل ما تحتضن هدوم واحدة تانية!
إتكلم وهو بيقوم وبيحضنني بإبتسامة:
= معلش بقى يا حبيبتي مرضتش أتعبك.
حضنتهُ أنا كمان بإبتسامة وبعدين قعدنا وقولت وأنا بحط الفطار قدامنا:
_ طيب يلا عشان نفطر قبل ما الموظفين ييجوا، وأيوا صح إمبارح نسيت المفتاح بتاع الشقة هنا وبعد ما مصطفى وصلني البيت رجع تاني جابهُ والله كتر خيرهُ.
بصلي بصدمة وقال:
= مصطفى!
فكرتهُ إستغرب وبيسأل عشان عم صبحي فـ قولت:
_ أيوا عشان عم صبحي كان روح الوقت إتأخر وهو وصلني مكانهُ يشكر بصراحة.
إتكلم بتوتر ولسة على نفس الصدمة وقال:
= دا إمتى الكلام دا؟
بصيتلهُ بإستغراب وقولت بهدوء:
_ إمبارح بعد ما مشيت بشوية تقريبًا تِلت ساعة مثلًا.
رجع سرح وسألني من تاني بهدوء:
= كان مفتاحك فين وقتها، أصلي مشوفتهوش لما جه أصلًا؟
رديت عليه بهدوء وأنا باكل وقولت:
_ في مكتبي جنبك، بتسأل كتير كدا ليه؟
إبتسم إبتسامة باهتة وقال بهدوء:
= عادي يا حبيبتي بس إستغربت إني محستش بيه على كدا بقى لو جالي حرامي مش هحس بيه بالشكل دا!
ضحكنا شوية وبعد ما خلصنا أكل قام طارق كالعادة عشان يعملنا هو القهوة، جابهالي وهو مُبتسم وبيقول:
_ إمسكي يا حبيبتي القهوة بتاعتك، بالهنا والشفا.
مسكتها منهُ بإبتسامة وبدأنا نشرب إحنا الإتنين، خلصنا القهوة وبدأ الموظفين يحضروا، قومت روحت مكتبي وأنا معايا 3 ملفات لازم أخلصهم النهاردا زي ما قالي طارق.
بدأنا الشغل وبعد شوية شوفت مصطفى وهو داخل مكتب طارق، مهتمتش أوي أكيد هيتكلموا في شغل.
*جوا مكتب طارق*
إتكلم طارق وهو بيطفي سيجارتهُ في الطفاية قدامهُ:
_ إنت أكيد عارف أنا طالبك ليه؟
إتكلم مصطفى بتساؤل وقال بتصنع عدم الفهم:
= لأ مش متأكد، ممكن تقولي يا طارق باشا!
إبتسم طارق بمُكر وقال:
_ طيب نبدأ من الأول وعلى المكشوف، شوفت إي إمبارح وإنت جاي تجيب المفتاح لـ هدى؟
بصلهُ مصطفى وهو بيبلع ريقهُ وقال بهدوء:
= شوفت إي زي إي عشان مش فاهم؟
إتكلم طارق بهدوء ونفاذ صبر:
_ إقعد يا مصطفى عشان إنت فاهم قصدي كويس ومتحاولش تختبر صبري.
قعد مصطفى قدامهُ وكمل طارق كلام وقال:
_ إنت جيت بالليل هنا وشوفتني أنا وإسراء أو على الأقل سمعتنا وأنا متأكد بس مش دا اللي عايزك فيه، أنا طلبتك عشان عجبتني وعجبني إنك بتحفظ السر والأمانة وعشان كدا هروق عليك.
عيون مصطفى لمعت وقال بإبتسامة وهدوء:
= وياترى هتروق عليا إزاي بقى؟
إبتسم طارق بمُكر لنجاح خطتهُ بمساعدة طمع مصطفى وقال:
_ هديك مبلغ محترم عشان تسكت خالص وولا كإنك شوفت آي حاجة، وكمان هدخلك معايا في كام شغلانة وكل ما تنجح هزودك فلوس أكتر وهروق عليك.
مصطفى إبتسم وقال بسعادة وحماس:
= طبعًا معاك يا طارق باشا، الغبي اللي يفوت العرض دا، وبعدين مين فينا ميعرفش واحدة على مراتهُ يعني؟
إبتسم طارق بعد ما ولع سيجارة تانية وقال:
_ بدأت تعجبني، يلا روح دلوقتي وهقولك على مهمة كدا تعملها بالليل وأشوف شطارتك فيها بقى.
كنت رايحة أسلم ملف من الملفات لـ طارق وشوفت مصطفى وهو طالع من المكتب مبسوط، بصلي بإبتسامة وردتهالهُ ومِشي، دخلت المكتب وسلمتهُ الملف وأنا بقول بإبتسامة:
_ شوفت ياسيدي مخادش في إيدي ساعة إزاي، عشان تعرف بس.
إتكلم طارق بإبتسامة وهو بيراجع الملف بسرعة:
= أنا عارف من زمان، أومال أنا مبهور بيكِ ليه يعني.
إبتسمت ولكن إبتسامتي تلاشت لما شوفت الچاكت لسة موجود في المكتب بتاعهُ، إتكلمت بتساؤل وضيق وقولت:
_ الچاكت دا مطلعش ليه لحد دلوقتي يا طارق؟
إتكلم طارق بتوتر وهو بيتصنع اللامبالاة وباصص للأوراق قدامهُ وقال:
= مش عارف بتاع مين بالظبط، خديه إنتِ طلعيه برا وشوفي بتاع مين.
خدتهُ فعلًا عشان أتخلص منهُ من جنب جوزي وطلعت برا في طرقة المكاتب بتاعت الموظفين ورفعت الچاكيت وأنا بقول بتساؤل:
_ بتاع مين الچاكت دا يا بنات، حد فيكم نسيه هنا إمبارح؟
إتكلمت إسراء وقالت بإبتسامة:
= ياخبر، أيوا بتاعي وأنا عمالة أدور عليه ومش لاقياه!
قربت منهُ وخدتهُ ومشيت بإبتسامة، مكنتش قادرة أردلها الإبتسامة بصراحة لإنها من ضمن مجموعة الموظفين اللي مش بحب أتعامل معاهم ولا برتاح لهم.
إتنهدت وسيبتهم ودخلت المكتب بتاعي، بعد شوية دخلت واحدة من الموظفين اللي مش برتاحلهم برضوا ولكنها من نوع آخر، يعني مش برتاحلها ولا يُمكن أأمنلها لإن آي حوار بيدور في الشركة حتى لو مع صحابها بتيجي تحكيلي عشان تكسب بوينت عندي، أنا كذا مرة برفض أسمعها ولكنها بتتحجج إنها حوارات هتضُر بسمعة الشركة لو إنتشرت.
بصيتلها وقولت بإبتسامة وملل:
_ خير يا سهر، في إي؟
قعدت قدامي وقالت بإبتسامة وحماس كالعادة:
= في حوارين وحشين أوي سمعاهم بيدوروا في الشركة.
بصيتلها وقولت بملل وأنا مركزة في الجهاز:
_ إممم، ياترى إي؟
إتوترت شوية وبعدين قالت بصوت واطي نسبيًا:
= الحوار الأول مع عمر، عمر سمعتهُ وهو بيتتفق مع صاحبهُ تامر إنهم عايزين ياخدوا العُملاء اللي بييجوا الشركة في صفهم لإنهم ناويين يفتحوا مكان لنفسهم وزي ما بيقولوا كدا بيهندلوا العُمال عشان يحبوا التعامل معاهم مش مع الشركة، فـ يروحوا معاهم في آي مكان بقى.
بصيتلها بتركيز لثوانٍ لإن فعلًا الحركة وحشة جدًا وبعدين إتنهدت وقولت بهدوء:
_ هتصرف معاهم، والحوار التاني؟
فضلت مترددة دقيقة وساكتة لحد ما بصيتلها وقولت بتساؤل:
_ ما تقولي يا سهر في إي؟
إتكلمت بتوتر وقلق وقالت:
= بصراحة الموضوع التاني حساس أوي.
قلعت النضارة وسيبت القلم اللي كنت مسكاه في إيدي وبصيتلها بتركيز وقولت بإستغراب:
_ حساس إزاي يعني؟
إتكلمت وهي مغمضة عينيها وقالت بسرعة:
= أصلي سمعت إسراء وهي بتكلم البنات برا وبتقولهم إنها ناوية على تقيل أوي لما سألوها على رأيها في فتحي اللي عايز يتقدملها، ولما البنات سألوها تقيل إزاي يعني ضحكت وقالتلهم ناوية أكون صاحبة الشركة، من الأخر يعني ناوية تتجوز أستاذ طارق.
خبطت على المكتب وقولت بإنفعال:
_ إنتِ بتقولي إي، إنتِ شكلك إتجننتي خالص يا سهر؟
إتكلمت سهر بخوف وتوتر وقالت:
= والله العظيم ما بكدب إنتِ عارفة أنا عمري ما كدبت عليكِ، أنا اللي سمعتهُ جيت قولتهولك غير كدا أنا معرفش والله.
حاولت أهدي نفسي عشان مبينش نفسي متضايقة وقولت وأنا بلبس النضارة من تاني وبتصنع التركيز من الشاشة قدامي:
_ طيب يا سهر روحي دلوقتي ولو عرفتي حاجة تاني من نوايا البت دي عرفيني.
قامت بعد ما وافقتني وخرجت، قلعت النضارة بعد ما خرجت وسندت راسي على المكتب بتعب وتفكير، كنت حاسة بنار قايدة جوايا وغلّ رهيب ناحيتها، أنا مش مرتحالها أيوا بس مفكرتش إنها هتوصل للدرجة دي.
وبصراحة إسراء يتخاف منها بالنسبالي لإنها حلوة جدًا، مهتمة بنفسها فوق الوصف، يعني بالنظر لحالتي أنا فعلًا موظفة مش زوجة بتهتم نفسها ولا حتى حصلت موظفة تحت بند زوجة صاحب الشركة، أنا أقل واحدة في الإهتمام بالنفس مقارنةً بالموظفات اللي برا.
كنت خايفة طارق ينجذب ليها ولطن رجعت قولت في عقلي:
_ لأ أكيد طاوق بيحبني ومستحيل يعمل معايا حاجة زي كدا.
بعد ما سمعت كلام سهر بدأت أربط الخيوط ببعض وأنا في بالي إن هي حطت الچاكت بتاعها بالقصد في المكان عشان طارق يشوفوا وياخدهُ ويرجعهُ ليها كمان فـ تلفت نظرهُ ويبدأ الكلام بينهم.
قومت بسرعة وغضب وأنا الغيرة متحكمة فيا، روحت مكتب طارق وفتحتهُ بدون إستأذان وهو بصلي بإستغراب ودهشة وقال:
_ في إي يا هدى؟
إتكلمت بإنفعال وقولت بعد ما قفلت الباب:
= أنا عايزاك تمشي البنت اللي إسمها إسراء دي.
بصلي بتوتر وهو بيبلع ريقهُ وقال بتساؤل:
_ دا ليه يعني، إي اللي حصل؟
قعدت وأنا بتنفس بشكل ملحوظ بسبب الغضب وقولت:
= مش مرتحالها حساها بت مش ساهلة كدا وأسلوبها وحش أوي ميليقش بشركتنا.
بصلي بإبتسامة وراحة وقال:
_ يا حبيبتي إي الكلام اللي بتقوليه دا، شغل الستات والهرمونات دا بلاش منهُ الله يكرمك إحنا هنا في شغل وكل اللي مطلوب من كل الموظفين شغل وبس مش هيعملوا كدا همشيهم، لكن البنت شاطرة وجديدة كمان يعني لما تقدم شوية كمان هتبقى شاطرة أكتر.
بصيتلهُ وقولت بعدم إقتناع:
= لأ يا طارق بعد إذنك ريحني ومشيها.
إتكلم طارق بجدية وقال:
_ حبيبتي قولتلك 100 مرة متدخليش حياتنا الشخصية في الشغل، أنا مبقطعش عيش حد وإنتِ عارفة حاجة زي كدا والبنت غلبانة وبتصرف على نفسها وعلى مامتها بعد وفاة والدها.
سكتت شوية وأنا متضايقة وبعدين قومت من قدامهُ من غير كلام وروحت مكتبي، فضلت ألهي نفسي طول اليوم في الشغل وأنا باكل في نفسي بمعنى واضح لحد قبل ما نمشي بساعة شوفت مصطفى داخل تاني عند مكتب طارق، بصراحة إستغربت لإن نادرًا أوي لما طارق يطلبهُ فـ مرتين في اليوم حسيت في حاجة.
*في مكتب طارق*
قعد مصطفى قدامهُ وقال بتساؤل وإبتسامة:
_ أوامرك يا طارق باشا، قولي أول مهمة زي ما طلبتني.
إبتسم طارق وقال وهو بيديلهُ ورقة تنازل:
= عايزك تخلي هدى تمضي على الورقة دي من غير ما تاخد بالها بحجة إني مش موجود بكرا ولازم الورق يتوقع عشان الأمن وكدا لإن لو أنا اللي موجود ف همضي أنا.
بص مصطفى بإستغراب للورق وبعدين بص لـ طارق وقال:
_ دي تنازل عن الشركة؟
هي الشركة بإسم أستاذة هدى؟