![]() |
رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل العشرون بقلم رحمة نبيل
لحظات انقطعت فيها أنفاسها، تتمنى لو كان حلمًا، تريده أن يكون حلمًا، اندفعت الدموع لعيون رفقة بسرعة كبيرة وهي تحاول فتح فمها، فقط كلمة واحدة، تحدثي بأي كلمة تبرري بها فعلتك، كلمة تمحي تلك النظرة التي استوطنت عينه، لا تريده أن يظنها مخادعة ...
" سيدي أنا فقط كـ...."
" ما الذي يحدث هنا ؟؟؟؟"
كان يبدو سؤالًا عاديًا، لكنه حمل في باطنه نيرة مخيفة جعلتها ترتعش وهي تعود للخلف، أضاف جاكيري وهو يتقدم أكثر من مكانها يقف أمام الفتاة بجسده الضخم يقول بنبرة مخيفة، أخرجت جاكيري الذي لا يخرج سوى في اسوء المواقف ...
" لقد سألت سؤالًا وها أنا أنتظر الجواب يا آنسة ؟؟؟؟"
" سيدي ...أنها تلك الفتاة ...أنها مخادعة، تدعي أنها شاب لـ..."
توقفت الفتاة عن الحديث بسبب صوت جاكيري الذي رعد في الأجواء مما أدى لانتفاض تلك التي تقبع خلفه :
" ما شأنك أنتِ ؟؟؟؟ ما شأنك إن كانت رجل أو امرأة ؟؟؟ "
سقطت دموع الفتاة برعب وهي ترتعش تحاول الدفاع عن نفسها وقد انقلبت عليها الطاولة، والجميع فقط يستمع بصدمة :
" سيدي لقد خدعتك و ...."
" من اخبرك أنها خدعتني ؟؟؟؟"
صمت ثم أضاف بكل هدوء ونبرته كانت تثير الرعب في القلوب :
" تلك الفتاة التي تقبع خلفي، هي حبيبتي، وانا أخبرتها أن تفعل ذلك لأمر سأحتفظ به لنفسي فلا شأن لأحد عندي، أنا من أخبرتها أن تتنكر وانا من احضرتها للعمل لدي، حتى تصبح جواري دائمًا "
صمت عم المكان، وصدمة هي كل ما يعلو الوجوه ...استدار جاكيري صوب رفقة التي كانت تبدو كما لو أنها في عالم آخر، لم تسمع كلمة من بعد حديثه الذي قاله للتو، هل قال أنها حبيبته ؟؟؟؟ هي ؟؟؟ وايضًا يعلم بحقيقتها ؟؟؟
انتفضت رفقة وهي تشعر بكف دافئ يحيط وجهها بحنان شديد ثم همس رقيق يهمس لها :
" هل فعلت لكِ شيء قبل قدومي ؟؟؟؟"
نظرت رفقة لعيونه بصدمة لا تعلم ماذا يقول ذلك، هل تلك النظرات التي تراها في وجهه حقيقة أم أنها مازالت تحلم...
و لم تعلم رفقة أنها كانت تبكي، إلا عندما شعرت بأنامل جاكيري تجفف دموعها، ثم رفع كفه بحنان يعدل من وضع شعرها باهتمام شديد وهو يهمس بنبرة حنونة، جعلتها تتأكد أنها بحلم، فما يحدث من المستحيل أن يحدث في الحقيقة :
" لقد أفسدت شعرك كليًا...تلك الحمقاء "
أنهى حديثه وهو يلتفت بعنف للفتاة ثم سحب الباروكة من يدها بقوة مخيفة، يردف بهسيس مخيف :
" اغربي عن وجهي قبل أن أقوم بقتلك، لا أود أن أرى وجهك هنا مجددًا "
وكأن الفتاة حازت تصريح براءة، فعندما أنهى جاكيري كلماته كانت تركض بشكل مفزع وهي تبكي برعب شديد من هيئته تاركة الجميع يرمقها بشفثة والبعض بعدم اهتمام ...
" والآن الجميع لعمله، وأقسم إن سمعت أحد يتحدث في الأمر حتى لو مع نفسه، لن اكتفي بطرده ...للعمل جميعًا"
أنهى حديثه وهو يرمق رحيل الجميع بعيون مخيفة ثم استدار فجأة لرفقة التي كانت تضع يدها على شفتيها يكتف شهقاتها، لم يكد جاكيري يتحدث حتى راقب هرولتها بسرعة كبيرة خارج الشركة وكان الشياطين تلحقها ....
ضغط جاكيري على الباروكة في يده بعنف شديد ثم اغلق عينه يحاول تخفيف غضبه قبل أن يتحرك بسرعة للخارج ولم يعد يطيق الأجواء في الداخل ...
كانت رفقة تركض وهي تبكي بهيسترية تتخيل ما سيحدث لها، سوف تُرحل وتُسجن مدت يدها تنزل الشارب واللحية التي تضعها، توقفت عن تفكيرها وهي تستمع لصوت بوق سيارة ...
تصنم جسد رفقة في أرضها وهي ترى السيارة تتوقف بشكل مفزع ثم هبط منها أحدهم وهو يصرخ :
" أيها الغبي انتبه ...كدت اقتلك أسفل عجلات سيارتي "
لكن رفقة أكثر وهي تركض صوب ذلك الرجل تتحدث بسرعة وهي تصعد للسيارة دون إذن منه :
" عم توفيق خدني من هنا بسرعة "
تعجب توفيق من حديث الفتاة باللهجة المصرية، ومعرفتها أيضًا بهويتها، لكنه صعد للسيارة وهو ينظر لها بتعجب، يشعر أنها مألوفة له :
" أنتِ مين يابنتي ؟؟؟ وعارفاني ازاي ؟؟؟"
ازداد بكاء رفقة وهي تنظر لباب الشرطة الذي خرج منه جاكيري ركضًا يود اللحاق بها :
" مش وقته يا عم توفيق ابوس ايدك اتحرك بسرعة من هنا ..."
لم يفهم توفيق شيء ولم يكد يتحدث حتى انتبه لثيابها، تلك ثياب اسكندر ....والآن فقط علم أين رآها من قبل، هي تشبه اسكندر بشكل مخيف .
" اسكندر ؟؟؟؟؟؟"
تساءل توفيق بصدمة وهو لا يصدق ما يرى بعينه لتصرخ به رفقة وهي ترى اقترب جاكيري منهم بعين تطلق شرار :
" أيوة زفت ....اتحرك يا عم توفيق ابوس ايدك بسرعة "
و دون وعي تحرك توفيق بسرعة، في نفس لحظة اقتراب جاكيري والذي ما إن لامس باب السيارة حتى وجدها تتحرك من أمامه بسرعة مخيفة، تنفس بعنف شديد، وكان صدره يعلو ويهبط بشكل مخيف، حتى صرخ بصوت عالٍ مرعب :
" اااااااااااااااه "
__________________________________________
كان يقف في الخارج وهو ينتظر خروجها من غرفة الفحص فبعد إصرارها على نزع الجبيرة، طلب من الطبيب أن يخرج حتى ينتهي ...
كان شاردًا لا يعي ما حوله، لا يدري أحد ما يفكر به بالنظر ملامحه المسودة والغامضة بشكل مخيف ..
انتبه فبريانو على صوت جواره يتحدث بهدوء شديد :
" هل روبي هنا ؟؟؟"
ادار فبريانو رأسه ببرود شديد لذلك الشخص جواره يرمقه بنظرات مخيفة وهو يردد خلفه بسخرية :
" روبي ؟؟؟؟؟ حقًا ؟؟؟؟"
هز سميث رأسه بنعم وهو يهمس بخوف قليلًا من ملامحه :
" هي صديقتي وقد أخبرتني أن اناديها روبي "
هز فبريانو رأسه ببطء، ثم وفي ثواني سحب كام يجذب رأس سميث له بحدة كبيرة يقربه من وجهه بدرجة كبيرة مخيفة، هامسًا وهو يشدد على رأسه :
" إياك أن اسمعك تناديها بذلك اللقب السخيف مجددًا وإلا قطعت رأسك، سمعت ؟؟؟؟"
هز سميث رأسه برعب وهو يكتم بكاءه :
" إذًا هل يمكنني أن اناديها رو ؟؟؟"
ضغطت فبريانو على فمه بعنف في مشهد جعل صرخة هاربة تخرج من فم سميث وهو يقول برعب :
" يا امي ...."
" لا تناديها بشيء سمعت؟؟؟؟سأقتلك سميث، وأقطع راسك الفارغة تلك لالعب بها أنا واخوتي الكرة "
تحدث سميث بنبرة شبه باكية :
" يمكنني شراء كرة لكم "
" لا بل سنستخدم رأسك ..."
فتح سميث فمه ينتوي أن يجيبه لولا الباب الذي فتح وخرج منه روبين فجأة وهي تسير بتمهل شديد تساعدها في ذلك الممرضة التي تقول بحنق :
" كان بامكانك الانتظار ايام أخرى على الأقل "
ابتسمت لها روبين بسمة صغيرة وهي تتحرك على قدمها جيدًا وقد شعرت واخيرًا بالراحة :
" لا بأس أنا بخير ..."
استدارت روبين صوب فبريانو، لتتفاجئ بذلك المشهد :
" سميث ؟؟؟؟ أنت هنا ؟؟؟"
تحدث سميث بعفوية عندما رأها :
" مرحبًا روبـ.... سيدة روبين ..سيدة روبين مرحبًا ...جيد سيدة روبين ؟؟؟"
كان يتحدث ويكرر حديثه وهو ينظر برعب لفبريانو خوفًا أن ينفذ تهديده ويقطع له رأسه بسبب هفوته البسيطة تلك ...
رددت روبين بتعجب شديد لحديث سميث :
" سيدة روبين ؟؟؟؟ ما بك سميث "
" الممرض سميث من فضلك، ارجوكِ لا تنزعي الألقاب "
أنهى سميث حديثه وهو ينظر ببسمة صغيرة لفبريانو وكأنه يسأله بعينه، هل هذا جيد؟؟؟ ام اقتلها لك ونرتاح نحن الاثنان ؟؟؟؟
لكن فبريانو لم ينظر حتى له وهو يتجه صوب روبين ثم أشار لها أن تتحرك أمامه، لكنها لم تنس أن تنظر للخلف اولًا ترمق سميث بتعجب شديد، لتجد أن سميث يحرك شفتيه ببعض الكلمات الغير مفهومة لها وهو يصنع بيده علامة الهاتف، يقصد أنه سيحدثها، لكن فجأة استدار فبريانو ليمسك بسميث وهو يقوم بحركة الهاتف ..
صدم سميث من التفات فبريانو المفاجئ ليقول بسرعة يتدارك الأمر وكأنه يتحدث في الهاتف مبتعدًا عنها :
" نعم ارجوك باستا بالدجاج واريد معها صوص حار ..."
ابتسم فبريانو بسخرية ثم نظر لتلك البلهاء التي تفتح فمها بشكل غبي مثلهاء ترمق ذلك الغبي الآخر سميث، لكنه جذب ذراعها وهو يتحرك بها خارج المشفى ليعود بها للمنزل وبعدها ينهي أمرٍ ما ...
لكن بمجرد أن صعد للسيارة وقبل أن تصعد هي الأخرى، سمع فبريانو رنين هاتفه، و بمجرد أن فتح المكالمة سمع صراخ مزعج وبشدة يأتيه من الجانب الآخر، حيث كان انطونيو يصرخ بشكل مخيف فيه، لكنه بكل بساطة اغلق الهاتف، ثم تحرك صوب المنزل بهدوء يسمع حديث روبين الخافت :
" هل كان هذا رئيسك في العمل الذي يصرخ عليك ؟؟؟"
ابتسم فبريانو بسخرية كبيرة وقد كان نسي تمامًا تلك اللعبة الحمقاء، لكنه هز رأسه ببساطة وهو يغير طريق سيره :
" تم استدعائي لأمر هام في القصر؛ لذا سنذهب حتى أنهي الأمر سريعًا وبعدها اوصلك، واحرصي على البقاء في السيارة حتى اعود لكِ، فهمت ؟؟؟؟"
هزت روبين رأسها بعدم اهتمام ثم راقبت النافذة وهي تشرد مجددًا فيما هو آتٍ، ها هي نزعت الجبيرة تبعًا لحديث والدتها، وخلال أيام ستعود لبلادها، لتنفذ الحكم الذي صدر في حقها ....
______________________
كان انطونيو يجلس في البهو وهو يدور كأسد حبيس قفص، يشعر بدمائه تكاد تنصهر غضبًا، ومن سيكون السبب سوى أحد الاثنين، الغبي جاكيري أو فبريانو، ستكون نهايته على يد هذين الابلهين ...
دخل جاكيري المنزل وهو يلقي الجاكت الخاص به على الأريكة ثم اتبعه بجسده وهو ينفخ بغضب شديد فهو ذهب لمنزل لتلك الحمقاء ولم يجدها ..
نظر انطونيو لأخيه بحاجب مرفوع :
" ماذا حدث لك ؟؟؟"
هز جاكيري رأسه بلا شيء ثم نظر حوله وهو يقول بتعجب من هذا الهدوء :
" أين الجميع ؟؟؟؟"
أشار انطونيو بعد اهتمام صوب الأعلى يضيف :
" الجميع يتدربون في الاعلى والغبي جايك في مرسمه"
ارجع جاكيري رأسه للخلف يتعب قبل أن ينهض وهو يقول :
" سأنضم لهم ...فأنا أريد تفريغ بعض الطاقة "
" احتفظوا بشيء للمساء "
توقف جاكيري يرمق أخيه بتعجب :
" لماذا ؟؟؟ هل المهمة اليوم ؟؟؟ "
ابتسم له انطونيو بسخرية كبيرة وهو يجيب :
" لا فقط سنذهب لنصلح ما أفسده الحقير فبريانو "
و لم يسأل جاكيري عن سبب حديثه بهذه الطريقة، فالجميع هنا يعلم المشاكل التي يأتي بها فبريانو بسبب دمويته في التعامل، رغم أنه في الآونة الأخيرة توقف عن تلك التصرفات لسبب غريب، كان يختفي كثيرًا ، لكن يبدو أنه عاد واخيرًا لعادته ....
" إذًا عاد فبريانو ؟؟؟"
ابتسم انطونيو بحنق وهو يضغط على قبضة يده بغضب شديد يتذكر حديث أحد رجاله عما فعل فبريانو يوم خرج بغضب بعد اجتماعهم مع جدهم، فقد ذهب لأحد أبناء زعماء المافيا وابرحه ضربًا، ولا أحد يعلم السبب، والآن ذلك الشاب الاحمق بين الحياة والموت، وقد وصله من بعض الأشخاص المقربين، أن ذلك الزعيم يجتمع كل يوم مع بعض رجاله الخطرين في حانة تقبع في ضواحي المدينة، يبدو أنهم يدبرون لشيء ليس بالهين، لذا طلب منه جده استدعاء ذلك الاحمق ...
" سأقتلك تلك المرة فبريانو ...."
_______________________
تحركت لداخل المركز وهي تحمل حقيبة على ظهرها أثناء تناولها لبعض الحلوى التي أحضرها لها البارحة مارتن، كانت تشبه الطفلة وهي تسير في الممرات تشاهد لوحات فنية كثيرة أكثر من رائعة، فهذا المركز شامل ويضم جميع انواع الفنون، من رسم وغناء وعزف ورقص و حتى عروض الخفة وغيرها ....
توقفت جولي أمام إحدى اللوحات وهي تنظر لها بغباء بينما مازالت تتناول حلواها بنهم شديد، لا تعلم أين هي تلك الرسمة التي عُلقت اللوحة لأجلها، فكل ما تراه في تلك اللوحة هو ...لا شيء، فقط لوحة بيضاء لا تحتوي ولو نقطة سوداء عن طريق الخطأ حتى ..
تناولت قطعة من حلواها وهي تحدث نفسها بتعجب :
" عجبًا يبدو أن صاحب هذه اللوحة تعب كثيرًا في رسمها، لا استطيع تخمين كم يومًا استغرقت منه ليخرجها بهذا الشكل المبدع "
كانت تتحدث بجدية كبيرة تجعلك تصدق حديثها، وهذا ما حدث مع صاحب الصوت الذي صدر من خلفها وهو يقول ببسمة :
" أعجبتك لوحتي ؟؟؟"
استدارت جولي بفزع وهي ترمق الشاب بشر :
" أنت يا رجل كدت تقتلني ..."
تنفست تحاول تهدئة نفسها ثم نظرت للوحة مجددًا تقيمها، وبعدها استدارت له وهي تقول بجدية مضحكة :
" نعم اعجبتني كثيرًا خاصة الجزء الشمالي بها "
ابتسم الشاب بغباء وهو يشير للوحة الفارغ قائلًا ببعض الجنون :
" هل وصل لكِ معنى تلك اللوحة ؟؟؟"
أعادت جولي عينها للوحة ثم قالت بكل جدية وكأنها خبير لوحات يقيمها في معرض عالمي :
" نعم وصلني بالفعل، تذكرني بشكل ورقة الامتحان طوال فترة دراستي، كانت تشببها تمامًا "
كرمش الشاب ملامحه بعدم فهم، ثم أشار للوحته وهو يقول بجدية بغية توضيح مقصده من وضح لوحة فارغة كتلك :
" هذه يا آنسة تمثل العقل البشري في مرحلة الـ..."
قاطع حديث الشاب قدوم أحد وهو يقول ببسمة صغيرة :
" مرحبًا جميعًا، هلّا اخبرني احدكما على مكان تدريب الفرقة الرئيسية ؟؟؟"
نظرت حولي للفتاة ثم قالت وهي تمسك يدها وكأنها تعرفها منذ زمن، ثم قالت ببسمة صغيرة :
" أنا أيضًا ذاهبة هناك، هيا سنذهب سويًا، وداعًا يا ..."
" جيمس ..."
" نعم وداعًا يا جيمس بوند "
أنهت جولي حديثها وهي تجذب يد تلك الفتاة خلفها تتمتم بسخرية :
" اقسم أن تلك اللوحة تمثل عقلك عندما فكرت في رسمها، احمق عندما فرغت منه ألوانه الخاصة يأتي ويتفلسف علينا "
تحدثت الفتاة التي تسحبها بتعجب :
" ماذا قلتي ؟؟"
" لا شيء، دعينا نبحث عن مسرح التدريبات ...هل تريدين حلوى ؟؟؟؟؟"
____________________________________
توقف بسيارته واخيرًا أمام المنزل وهو ينظر لتلك التي تجلس جواره يفكر في العودة بها من حيث جاء فهو لا يرغب في أن تحتك بعائلته وخاصة الاوغاد اولاد عمه وإخوته، ولولا أن جده طلبه على وجه السرعة لما كان فكر أن يحضرها معه، فهو حقًا لا يطمئن أن يتركها تعود وحدها تلك الصغيرة اللطيفة لذا لينتهي من أمر جده ويرحل سيكون الأمر سـ...
توقف فبريانو عن التفكير وهو يجد الباب المجاور له يُفتح وهناك يد تجذبه للخارج بعنف شديد يتبعها صوت صارخ يعلمه جيدًا :
" اخبرني مما خُلقت يا رجل هل جننت ؟؟؟"
نظر فبريانو لانطونيو وهو يبتسم بسمته الساخرة قائلا بمزاحه المعروف به رغم سوداوية مزاحه :
" حسنًا هذا سؤال سهل أنا أعلم إجابته ...في الروضة اخبرتني المعلمة أن الإنسان خلق من طين وبما أنني انسان فالاجابة هي الطين "
ابتسم انطونيو لفبرايانو ثم وفي ثوانٍ كانت يده تصطدم في وجهه صارخًا في وجهه بغضب جحيمي :
" وتتجرأ أن تمزح معي بعدما قــ....."
توقف انطونيو عن الحديث بسبب سماعه لصرخة أنثوية تخرج من خلف فبريانو لذا امال جسده قليلًا ينظر بحثًا عن مصدر الصوت ليجد فتاة تجلس في سيارة فبريانو تنظر له بشر جعله يشعر أنه يقف أمام فبريانو النسخة الأنثوية ....
" توقف عن الصراخ في وجهه يا...."
كانت تتحدث وهي تحاول الهبوط من سيارة فبريانو العالية كثيرًا عليها، لكن اثناء ذلك سقطت على وجهها لتطلق صرخة متألمة قبل أن تنهض وهي تنفض ثيابها مكملة حديثها وهي تدور حول السيارة حيث يقف الشابان وكأنها للتو لم تسقط على رأسها في موقف مخزي مثير للضحك ...:
" كيف تتجرأ وتصرخ في وجهه يا سيد ؟؟؟ ألأنه يعمل لديك تستمر في إهانته ؟؟؟"
ضيق انطونيو عينه وهو يرمق تلك الفتاة التي تحدثه بلكنة أجنبية غريبة بعض الشيء، وتصرخ في وجهه أيضًا لكن كل هذا لم يستوقفه سوى كلماتها التي قالتها منذ قليل، هل قالت يعمل لديه؟؟ فبريانو يعمل لديه ؟؟؟
" ماذا تقول تلك الدمية البلهاء فبريانو ؟؟؟ "
نظر فبريانو للاسفل حيث تتوسطهما تلك القصيرة ليجذبها بغيظ شديد خلفه ثم اقترب من انطونيو وهو يتحدث بغيظ :
" تلك ليست بدمية انطونيو فهمت ؟؟؟ و ايضا لا تحدثها بهذه الطريقة والا كسرت لك انفك فأنا لم ارد لك ضربتك بعد واخيرًا نعم أنا أعمل لديك أو على الأقل تظاهر بهذا فتلك القصيرة بالخلف تظنني مسكين فقير وانا احببت تلك اللعبة لذا توقف عن إفساد الأمر "
أنهى كلمته ببسمة مستمتعة ليبادله انطونيو البسمة بأخرى متسعة وهو يقول دون أن يحيد بنظره عنه صائحًا بقوة :
" يا رجال لدينا عاشق هنا "
ابتسم فبريانو وهو ينظر لأخيه الذي خرج بسرعة كبيرة وهو يصرخ :
" اللعين مايك فعلها مجددًا دون علمي و احـ......، لا تخبرني أنك تقصد نفسك ؟؟؟ هل احببت يا انطونيو ؟؟؟"
خرج الباقون في تلك اللحظة بحماس شديد والبعض منهم كان لا يرتدي ثياب علوية وقد خرجوا للتو من التمارين اليومية الخاصة بهم لذا سريعًا امسك فبريانو الفتاة وجذبها إليه وهو يهمس :
" سيأكلون الفتاة بأعينهم هؤلاء الحمقى الوقحين"
أنهى حديثه وهو يفتح السيارة ثم ألقاها داخلها بسرعة وبعدها استدار لهم ليسمع صوت جاكيري وهو يقول :
" كيف تفعل هذا يا اخي ولم تخبرني ؟؟؟؟"
نظر انطونيو لأخيه وهو يقول ببسمة :
" لست أنا من فعل هذا يا جاك يا عزيزي بل شخص آخر "
نظر الجميع لبعضهم البعض بعدم فهم ونظرات شك تحوم حول أعينهم يحاولون الكشف عمن كسر سلسلة اللاحب في تلك العائلة الذكورية بامتياز، وقرر انطونيو أن يريحهم وهو يتحدث بسخرية :
" هيا هنئوا عزيزنا فبريانو فقد أحضر فتاة صغيرة لهنا وأعتقد أنه بدأ يسقط في فخها "
في اللحظة التالية سمع الجميع صوت سعال عالٍ وهناك من كان يختنق وكان ادم الذي كان يشرب بعض المياة وهو يستمع لحديث انطونيو ليغص فجأة وهو يسمع حديثه الاخير ....
اندفع الجميع صوب ادم وهم يحاولون مساعدته قبل أن يختنق بينما آدم كان يسعل بشدة يشعر أن روحه تخرج من جسده ليصرخ
ماركوس في فبريانو بغضب :
" اللعنة عليك يا وغد ستقتل الصبي "
قلب فبريانو عينه بسخرية وهو يتحدث بعدما ملّ كل ذلك :
" حسنًا أين هو جدي لننتهي من هذا ؟؟؟"
كان مايك يقف و هو يضع يده على قلبه مردفًا بصدمة :
" تحققت اسوء كوابيسي، فبريانو احب قبلي، يا وليتي "
أخرجت روبين رأسها من السيارة وهي تتحدث بحدة لا تعلم من أين أتت بها وهي من تفقد أنفاسها عند وجود ذبابه في الأجواء حولها :
" هل يصرخون بك ؟؟؟ أخبرهم أن يسبوك بالإنجليزية فأنا لا افهم شيء "
لوى فبريانو فمه بحنق وهو يدفع وجهها للداخل مجددًا ثم أغلق النافذة لتمنع صوتها وهي مازالت تتحدث بصوت عالٍ :
" اقسم إن قام أحد يفعل شيء سيء له سأقتلكم جميعًا، مجموعة من الاوغاد المستبدين، كل هذا لأن المسكين يعمل لديكم ؟؟؟ انتم بلا رحمة اقسم "
تجاهل فبريانو صراخ تلك البلهاء و هو يعود بنظره للجميع يقول بملل :
" أين جدي ؟؟؟ لننتهي من هذا ..".
أشار مارسيلو للسيارة وهو يقول بصدمة لا يصدق ما يعيشه الآن :
" هل تلك الغبية تهددنا ؟؟؟"
ابتسم فبريانو بسخرية وهو يتحرك للداخل :
" تجاهلها، هي تخاف من ظلها حتى، حديثها هذا نابع من لحظة حماس، لكن إن أفاقت منها قد تسقط ميتة "
نظر الجميع لاثره وهو يرحل بعدما ضغط ازرار غلق السيارة الآلية حتى لا تخرج منها روبين ويفعل لها أحد شيء ...
كانت جميع الأعين تدور عليها بصدمة، يحاولون معرفة من تلك التي تمكنت من اختراق الحصون التي بناها فبريانو حوله، فبريانو الذي لا يسمح لأحد أن يقترب منه مسافة اقل من متر ...
تحرك مايك صوب السيارة وهو يضع وجهه على الزجاج يحاول رؤية ملامحها بوضوح، لكن من داخل السيارة كان مظهر وجهه وهو ملتصق في الزجاج مثير للرعب، و للضحك أيضًا ..
تراجعت روبين بعيدًا عن النافذة برعب بسبب رؤيتها لذلك الأبله وهي تقول بتعجب :
" ايه العيلة الهبلة دي ؟؟؟؟؟..."
ابتعد مايك عن النافذة وهو يقول للجميع :
" هي عادية ليست مميزة، لكنها تحمل جمالًا مميزًا، اعتقد أنها عربية، فعينها و ملامحها توحي بهذا "
همس جاكيري في اذن ادم وهو يكتم ضحكته :
" اعتقد أن قلب الفتاة توقف رعبًا من مشهد التصاق مايك بالنافذة، أشفق عليها حقًا "
كان مارتن ينظر للنافذة بتفكير يحاول تذكر أين رأى تلك الفتاة، لكن ذاكرته لا تساعده الآن، خاصة بعدما تعرض لتلك الصدمة وعلم ما يحدث مع أخيه الأكبر ...
كانت روبين تراقب الجميع بعدم فهم وهي تهمس بتأمل في ملامح الجميع :
" بيشتغل في عيلة كلها قمامير زي الممثلين ..."
صمتت ثم قالت وهي تمصمص شفتيها :
" ويوم ما أتوه في القصر يقع حظي مع الجنايني، مكنتش وقعت في واحد من دول ؟؟؟ على الأقل يمكن يكون عندهم دم عنه "
لاحظت روبين نظرات مايك لها والذي كان يبدو أنها يقيمها لتهمس :
" ماله العبيط ده ؟؟؟؟؟؟؟"
________________________________
تناولت جولي أخر قطعة حلوى و هي تخطو للمسرح مع الفتاة التي تسحبها بيدها الآخر الفارغة تقول ببسمة سعيدة :
" اليوم هو اليوم الأول لي ..."
تحدثت الفتاة الأخرى ببسمة صغيرة وهي تنظر للمسرح :
" أنا أيضًا اليوم هو يومي الاول، فقد نقلت للتو من المركز الغربي للمدينة، فهم يحتاجون هنا لعازفة ناي "
نظرت حولي للفتاة بانبهار :
" أنتِ تعزفين الناي ؟؟؟"
هزت الفتاة رأسها بنعم وهي تبتسم لحماسها ذلك، وقبل أن تتحدث واحدة منهما سمعتا صوت موسيقى جميلة صدحت على المسرح ...
تقدمت كلتا الفتاتين حيث كانتا تقفان في المنطقة التي تسمى " الكواليس " ...
دخلت كلتا الفتاتين لتجدا أن هناك فتاة تعزف البيانو بشكل جميل تزامنًا مع عزف أخرى للكمان باحتراف شديد، وقد شكلا الاثنان معزوفة تسمعها للمرة الأولى في حياتها..
ابتسمت جولي وهي تنظر للفتاة جوارها التي كانت منسجمة بشكل كبير مع العزف....
بينما عند العازفتين، كانت روز تعزف و هناك بسمة واسعة ترتسم على فمها، بينما أناملها تتحرك على البيانو بشكل مبهر، وجوارها تقف روز كعادتها تغلق عينها وهي تعزف بانعزال تام ...
استمر الأمر لخمس دقائق تقريبًا قبل أن تنتهي المعزوفة؛ ليعلو فجأة صوت تصفيق حاد وصفير في الأجواء، جعل الفتاتان تجفلان للحظات قبل أن تقع عين كلًا منهما على فتاتين تقفان في بداية المسرح ...
تقدمت جولي من الاثنتين وهي تقول بانبهار شديد :
" رائع، ما هذا لم أسمع في حياتي ما هو اروع من هذا "
ابتسمت روز وهي تهز رأسها بشكر بينما تحدث روما بابتسامة واسعة :
" شكرًا لكِ "
ابتسمت جولي وهي تمد يدها تقول بحماس شديد لما هي مقدمة عليه :
" أنا جولي وهذه سامنثا، هذا هو يومنا الاول هنا، وانتما ؟؟؟؟"
تحدثت روما وهي تصافح جولي بحرارة :
" مرحبًا بكِ جولي، أنا روما، وهذه روز، ونعم أنا أيضًا اليوم يومي الاول، لكن أعتقد أن روز قديمة هنا "
هزت روز رأسها تؤيد حديث روما التي تعرفت عليها منذ ساعتين تقريبًا، لتضيف جولي وهي تنظر لروز ببسمة :
" نعم اعتقد أنني رأيتها تعزف يوم تجارب الأداء الخاصة بالغناء.."
هزت روما رأسها وهي تحاول أن تجعل سامنثا والتي تبدو خجولها بعض الشيء في حديثهم :
" هل أنتِ مغنية أيضًا ؟؟؟"
أشارت سامثنا بالرفض :
" لا أنا عازفة ناي، اتيت من المركز الغربي لهنا "
ابتسمت لها روما ثم نظرت حولها وهي تقول :
" يبدو أن الجميع هنا يأتي متأخرًا ما رأيكم أن نتمرن سويًا ؟؟؟"
نظرت جولي لهم بحماس وهي تخلع حقيبتها بسرعة ثم صفقت بيدها قائلة :
" هيا بنا ....."
__________________________________________
ضرب اليخاندرو على المكتب بقوة وهو يصرخ في وجه فبريانو الذي كان يبدو غير مهتمًا بالمرة _ كعادته _ وهو يستمع لحديث جده الحاد :
" متى ستتوقف عن افعالك تلك فبريانو ؟؟؟؟ لِمَ فعلت ما فعلته ؟؟؟"
نظر فبريانو لجده وهو يجيبه ببساطة :
" لقد أثار حنقي يا جدي "
" اه يا مسكين، لقد أثرت بي "
" اعلم فأنا اثير شفقة الجميع، اعتقد أن وجهي الملائكي يوحي بذلك "
كتم اليخاندرو ضحكته بصعوبة وهو يضيف :
" هل تعلم عواقب فعلتك؟؟؟"
هز فبريانو رأسه بنعم وهو يعدد ما سيحدث :
" الأمر سينتهي بتدمير مكان ما والعديد من القتلى والجرحى، وإصابة مارسيلو أو مايك أو ماركوس فهؤلاء الإخوة الثلاثة عليكم لعنة الإصابة دائمًا، وفي النهاية سينتهي اليوم بصراخ سيلين على أحد السابق ذكرهم وهي تنعي سجادتها الثمينة "
" أنت ترهقني فبريانو "
نظر فبريانو لجده ولم يجب يعلم جيدًا خوف جده عليهم، لكن الأمر ليس بيده حقًا، هو فقط فجأة يشعر أنه يود أن يوسع أحدهم ضربًا ، ليس الأمر وكأنه يضرب راهبًا...
" والد الفتى لا ينتوي خيرًا فبريانو "
" اعلم يا جدي، قلوب الناس أصبحت سوداء في زمننا هذا "
مسح اليخاندرو وجهه بضيق وهو يصيح في وجه فبريانو :
" هلا توقفت رجاءً عن المزاح واستمع لي ؟؟؟"
هز فبريانو رأسه وهو يستمع لحديث جده باهتمام ظاهري، لكن عقله كان مع تلك التي حبسها في سيارته وحولها يقبع بعض الاوغاد ....
__________________________
" وبس هو ده كل اللي حصل "
أنهت رفقة قص ما حدث معها على مسامع العم توفيق، فهي بعد هذه الفترة أصبحت تثق فيه وبشدة، فهو مثل لها اب ورفيق في هذه الغربة.....
" يااااه يابنتي ...منهم لله اللي كانوا السبب في بهدلتك دي "
صمت توفيق قليلًا وقد آلمه قلبه لما عرف منذ قليل عن اسكندر أو رفقة كما علم منذ قليل، قصتها معقدة وكثيرًا، والآن ازدادت تعقيدًا بمعرفة الجميع في الشركة لهويتها الحقيقية ...
" اسمعي يابنتي أنتِ تسيبي شقتك اللي قاعدة فيها وتيجي تقعدي هنا جنبي...في شقة صغيرة في الدور الثاني وليها سلم خارجي، هي كانت بدروم...ممكن ننضفها وتقعدي فيها بعيد عن العيون، ومن بكرة ندورلك على شغل، وحتى لو ملقتيش فهي مستورة والحمدلله مرتبي يكفينا ويفيض، وانا عن نفسي هقلل حلويات ...وربك يدبرها"
كانت رفقة تبكي أثناء حديثه، لا تصدق أنه صدقها دون طلب دليل_ ولم تعلم أن أمثال العم توفيق يملكون دليلًا وهو القلب _ بل وبذل كل ما يملك في سبيل سعادتها، لكن عند سماعها الجملة الأخيرة ضحكت من بين دموعها وهي تحاول الخروج من تلك الحالة التي تدرك سببها جيدًا وترفض الاعتراف به :
" مش عارفة اقولك ايه يا عم توفيق، مش هنسالك جميلك ده لغاية ما اموت "
ابتسم توفيق يحاول تخفيف حدة الأجواء :
" يابنتي جميل ايه بس ؟؟؟ ده أنا هستغلك واخليكِ تعملي اكل مصري ليا، اقولك ؟؟؟ أنا هطلع البوتجاز على السطح ونخليه جنب الاوضة اللي هتقعدي فيها ومحط ترابيزة وناكل فوق أنا وأنتِ، اصل انا وحشني الاكل المصري اوي، وخاصة الكشري "
وعند الكلمة الأخيرة تدافع لعقلها ما كانت تحاول دفنه بعيدًا لتضحك ضحكة متوجة وهي تمسح دموعها بملابسها تحاول اخفاء اهاتها التي تجاهد للخروج من فمها، فلتت من فمها همسة صغيرة وهي تتذكر تلك اللحظات معه :
" كرشي......."
_________________________________
توقف بسيارته واخيرًا أمام المنزل وهو يقول بهدوء شديد :
" هيا لقد وصلنا ..."
نظرت روبين لمنزل خالها وهي تتنهد بحزن :
" هل سأراك مجددًا ؟؟؟؟"
" لِمَ تسألين هكذا سؤال ؟؟؟"
نظرت له روبين بتعجب، لا تفهم حديثه ذلك :
" ألم تسمع حديثي وانا اخبرك انني سأسافر لمصر ؟؟؟"
" و من سيمسح لكِ بهذا ؟؟؟"
رمقته روبين بعدم فهم لثواني قبل أن يقاطعهم رنين هاتف روبين الذي صدح في المكان ينبأها بوصول رسالة لها ....
فتحت روبين الرسالة وهي تجد أنها من رفقة، التي كانت تتواصل معها في الأيام السابقة كثيرًا عبر الهاتف بسبب عدم قدرتها على الحركة، وانشغال رفقة.
تعجبت روبين من محتوى الرسالة الغامض والذي كان عنوان لمكان ما ومعه بعض الكلمات المقتضبة فقط ( تعالي على العنوان ده ضروري )
رفعت روبين عينها لفبريانو وهي تقول برجاء وبأعين حاولت أن تصبغها بالبراءة قدر الإمكان :
" هلا اوصلتني لمكان ما قبل رحيلك ؟؟؟ اعتبره اخر طلب لي ؟؟؟"
" هل تظنيني سائق لاوصلك اينما تريدين ؟؟؟"
" أولست هكذا بالفعل ؟؟؟"
ابتسم فبريانو بعدم تصديق لكتلة الغباء المتحركة تلك، عبارة عن كتلة غباء ذات ارجل وأيدي :
" هل تتحدثين بجدية ؟؟؟ يا فتاة في حياتي لم أر من هو بمثل غبائك ...."
" ماذا هل تحب لقب بستانيّ أكثر ؟؟؟؟"
تحرك فبريانو بالسيارة وهو يضحك بسخرية :
" ذلك الأبله الذي يريد الزواج منكِ، لن تجدي انتقامًا منه ابشع من موافقتك على الزواج به، صدقيني وقتها فقط سيكره اليوم الذي أبصر فيه وجهك القبيح "
انتفضت روبين في مقعدها بصدمة من حديثه الوقح وهي تصرخ في وجهه :
" هلا توقفت عن نعتي بالقبيحة ؟؟؟؟ أنا لست كذلك يا سيد، صدقني العيب في ذوقك وليس بي، أنا جميلة ورائعة والجميع يراني جميلة عداك "
همس فبريانو ببسمة جانبية وبلكنة إيطالية لم تفهم منها شيء :
" وهذه هي المشكلة يا صغيرة ...."
________________________________
" إذًا هل انتهيتِ من التدريبات ؟؟؟؟"
كان مارتن يتحدث وهو يضع الهاتف أمامها اثناء قيامه ببعض الأعمال على الحاسوب الخاص به، ليصل له صوت جولي العالي :
" ها قد أمسكت بك ؟؟؟ كيف علمت ياسيد أنني انتهيت الآن واتصلت بي فور الانتهاء مباشرة ؟؟؟؟ أليس هذا دليل أنك تراقبني ؟؟؟"
ضحك مارتن على حديثها وهو يقول ببراءة :
" فقط تخمين ليس إلا، المهم هي اخبرني كيف كان يومك ؟؟؟"
ابتسمت جولي باتساع وهي تتذكر اليوم وكل ما فعلته، وكم الأشخاص الذين قابلتهم لتبدأ في قص عليه احاطداث يومها بحماس طفل عاد من يومه الدراسي الاول مستكشفًا عالم جديد ....
ومن الجانب الآخر كان هو يستمع بكل جوارحه سعيد بتلك السعادة في صوتها، سعيد أنها واخيرًا تمكنت من عيش حياتها كما تحب، لكن فجأة أوقفها عن الحديث وهو يقول بانتباه :
" فتيات ؟؟؟؟ أي فتيات ؟؟؟"
" صديقاتي يا مارتن، لقد تعرفت عليهم اليوم، ما بك ؟؟؟"
ويبدو أن مارتن لم يتستيغ ذلك الأمر، يخشى أن يتكرر ما حدث سابقًا مع نورسين، وكم عانى لتعود كما هي الآن....
" ماذا ؟؟؟ لِمَ صمت فجأة ؟؟؟؟"
" لا أحب أن تـتقربي من أحد لا اعلم هويته فــ.."
توقف مارتن عن الحديث فجأة وهو يصل له صرخة من جولي تبعها صوت عالي منها :
" أيها الحقير، سأحيل حياتك لجحيم ........."
___________________________________
كان يقف بسيارته أمام المركز ينتظر خروجها بفارغ الصبر، بينما يضرب على المقود....
عاد برأسه للخلف وهو يتنهد بحنين، يتذكر ذلك العناق الذي فاز به البارحة، لو كان يعلم أنه سينال هذه المكافأة، لاحضرها كل يوم لتعزف ثم يجلس كطفل صغير ينتظر عناقها بكل شوق وحب ..
تنهد بتعب وهو ينظر للنافذة جواره حيث باب المركز ينتظر أن تطل عليه بهيئتها البهية، وبالفعل نال ما تمنى، حيث وجدها تخرج من المركز وهي تبتسم باتساع وكان بصحبتها روز ...
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب شديد، يحاول فهم سبب وجود روز في المكان، لكن لم يهتم كثيرًا، هو في الحقيقة سعيد لتلك البسمة التي ارتسمت على وجهها وأنها حصلت على رفيقة جيدة كروز، أو على الأقل رفيقة يعلم عنها كل شيء ...
راقب انطونيو رحيل روز ثم بقاء أمام باب المركز ويبدو أنها تنتظر السيارة التي ستقلها...
كاد يتحرك من سيارته لها، لكن توقف فجأة وهو يراها تركض صوب عربة ايس كريم تقف جوار المركز ...
هبط انطونيو من سيارته وهو يقترب منها، يراها تنظر حولها في ريبة ثم اندفعت كطفلة للسيارة وكأنها كانت تخشى أن تتحطم صورة روما الناضجة أمام أحدٍ ما ...
ابتسم وهو يقترب يسمعها تقول للبائع نوع الايس كريم الذي تريد ...
"ها هو الايس كريم الخاص بكِ...من حسن حظك كانت هذه آخر قطعة بالتوت "
تلقفت روما ما تريده وهي تقول ببسمة واسعة :
" شكرًا لك..."
استدارت روما لتذهب، لكن وقبل أن تستدير بالكامل كانت تعود للبائع مجددًا وهي تقول :
" عفواً، لكن هل يمكنك إضافة رقائق الشوكلاتة الملونة لي ؟؟؟"
كانت تتحدث بخجل من أن يسمعها أحد تطلب هكذا طلب غبي _ كما تظن هي _
ابتسم لها العامل وهو يضع لها ما تريد لتبتسم هي بسمة واسعة تكاد تطير من السعادة لما حصلت عليه للتو ...
كان انطونيو يقف خلفها وهو يراقبها هامسًا ببسمة ينعي حظه :
" يبدو أنني نلت كل ما كنت ارفضه سابقًا، اظن أن القدر يلعب لعبته معي "
كان يتحدث وهو يرمقها ببسمة يتذكر حديثه لأبناء عمومته حينما سأل عن صفات الفتاة التي قد يسقط في حبها، وقتها أبدى استياءه من نوعين النوع الأول وهو الشرس العنيد بشكل مزعج، والثاني هو الفتيات التي تدعي اللطف وتتصرف كالاطفال وهي في الحقيقة عكس ذلك، ذلك النوع يثير اشمئزازه....لكن كل ذلك تحقق في شخصية واحدة وبشكل غير مصطنع البتة، بل خرج بكل تلقائية منه ليثير عشقه بدل اشمئزازه، كل ذلك في شخصية واحدة..شخصية تفننت في تعذيبه، و دون حتى أن تدري أنها تفعل، تلك المرأة تتعبه وتعذبه ، لكن وللعجب يعجبه كل ذلك .
في النهاية لا يمكن لومه، فهذه روما في النهاية.
بمجرد أن استدارت روما لتذهب شعرت فجأة بشيء أسفل قدمها تسبب في عرقلتها، لم تكد تخرج صرخة من فمها إلا عندما شعرت باصطدام جسدها في جسد آخر وسقوطمها سويًا ارضًا، بعدما اصطدم الايس كريم بوجه ذلك الشخص والذي لم يكن سوى انطونيو ...
ابتعدت روما قليلًا وهي تنظر له بفزع شديد بينما الايس كريم يغطي وجهه تردد بعيون حزينة :
" كانت تلك اخر قطعة بالتوت "
مسح انطونيو ما على وجهه بغضب وهو يهمس بتعب لما يحدث معه :
" بدأت اصدق أن تلك دعوات سيلين ...."
________________________________
تحرك ادم لداخل المشفى وهو يلتفت حوله وكأنه يبحث عن أحدهم ليقابل اثناء ذلك طبيبته الموقرة وهي تسير حاملة في يدها بعض الأوراق تطالعها باهتمام شديد ....
قبل أن تتوقف فجأة وهي تستمع لصوت جوارها يتحدث بهدوء ونبرة شديدة اللباقة :
" عفواً، هل يمكنني السؤال عن شيء ؟؟؟"
نظرت سارة لوجه ادم وهي تردد بسخرية في نفسها :
" يبدو أنه نال كل احترام عائلته تاركًا الباقيين بلا ذرة اخلاق واحدة، خاصة ذلك الوقح الراقص "
" عفوا، ماذا قلتي ؟؟؟"
" لا شيء تفضل، كيف اساعدك ؟؟؟"
تنحنح ادم وهو ينظر حوله ثم قال بعد صمت قصير :
" هايز...هي بخير ؟؟؟ أعني أين يمكن أن اجدها...اقصد والدها كيف هو ؟؟؟"
ابتسمت سارة بخبث وهي ترفع أحد حاجبيها :
" اممم هايز، هي في الحديقة الخلفية الآن، فهذا وقت راحتها "
هز ادم رأسه ولم يدع لها فرصة للحديث وهو يتحرك بأقدام سريعة نحو الحديثة الخلفية، وكان يسأل من يقابلها عن طريقها، حتى وصل لها، لكن لم يرى أحد بها ...
ضيق ما بين حاجبيه بعدم فهم وهو يردد :
" هل كانت تخدعني ؟؟؟"
كاد يرحل من المكان و قد ندم جديًا على مجيئه، هو حتى لا يعلم سبب مجيئه، ذلك الشعور الغبي الذي دفعه للقدوم بعدما تذكر دموعها ذلك اليوم ...
لم يخطو بقدمه خارج المكان إلا وكان صوت غريب يصل لمسامعه ...توقف وهو يستدير بتعجب يسير صوب ذلك الصوت ليقف بتعجب يراقب ما يحدث في المكان :
" هايز ماذا تفعلين ؟؟؟؟"
صدمت هايز وهي تستدير سريعًا صوب ذلك الصوت المألوف لتقول بصدمة :
" ادم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
_____________________
توقف جاكيري بسيارته أمام منزل العم توفيق يخمن أنها ستكون هنا، فأين ستذهب إن لم تكن هنا ؟؟؟؟
تحرك بأقدام مسرعة صوب الباب يتوعد لتلك الغبية بالويل ..
توقف أمام الباب وهو يتنفس بعمق يحاول تهدئة أفكاره التي تحثه على الدخول و جذبها من شعرها المجعد الجميل ...
في الداخل كان فبريانو يجلس ببرود وهو ينظر لذلك العجوز الذي يتحدث بشكل سريع، وجانبه تقبع فتاة ثم الارنب الوردي خاصته ...
" و انتِ جريتي ليه ؟؟؟ أنتِ هبلة ؟؟؟ "
تحدثت رفقة بغيظ وهي تبعد يد روبين عنها :
" يعني كنت هعمل ايه ؟؟؟ وهو واقف يقول حبيبتي وكلام اهبل "
وضع توفيق البقسماط الذي كان يحمله في كوب الحليب يردد :
" كلام اهبل ؟؟؟؟ يا ختي بلا هم، ده انتِ لما شوفتيه جاي على العربية، وشك احمر وشكلك كان يكسف الصراحة، والود ودك كنتِ تنزلي تحضنيه في نص الشارع، خلينا ساكتين بس "
" لا أتكلم يا عم توفيق متكتمش حاجة في نفسك "
ردد توفيق وهو يمصمص شفتيه بحنق يتناول قطعة بقسماط :
" إن الله حليم ستار يا بنتي خليني ساكت، اصل الصراحة منظرك وأنتِ بتعيطي ومتبهدلة وشعرك واقف كان يقطع الخلف، ورغم كده كانت حالتك يا حبة عيني متتحكيش "
" لا يا خويا احكي ...احكي "
نظرت روبين لعم توفيق وهي تردد نفس سؤالها الذي ترددها منذ مجيئها :
" مين ده ؟؟؟"
نظر توفيق لروبين وهو يمضغ بعض الطعام بحنق :
" ايه ده؟؟؟هي البت دي بتتكلم كده ليه ؟؟؟ هي كانت راجل زيك يا رفقة يابنتي ؟؟؟"
زفرت رفقة وهي تنهض تردد بغيظ :
" سيبك من عم توفيق دلوقتي، اعمل ايه ؟؟؟ اروح فين ؟؟؟"
بينما هي تدور بتوتر في المكان انتبهت لنظرات فبريانو الباردة التي كانت تدور على أعين الجميع لتشير له بحنق وغيظ شديد :
" جبتي الراجل ده معاكِ ليه ؟؟؟"
نظرت روبين لفبريانو الذي ارتسمت بسمة ساخرة على فمه :
" هو اللي جابني هنا ...سيبك منه وقوليلي ناوية على ايه طيب ؟؟؟"
سحبت رفقة كوب الحليب من عم توفيق وهي ترتشفه بغيظ شديد تحت همسات توفيق الحانقة :
" و لما اقولك اعملي ليا حاجة مش بترضي، افتكري بس جمايلي عليكِ، رنجة ولبن ..."
تحدث فبريانو وهو مازال يرمق رفقة بخبث شديد وقد انتبه للشبه بين تلك الفتاة الشاب الغبي الذي قابله سابقًا في المشفى عند روبين :
" إذًا يا صغيرة لم تخبريني متى قرر حبيبك الغبي أن يتحول لفتاة ؟؟؟؟ "
بصقت رفقة كل الحليب الذي ارتشفته بصدمة من حديثه لتسمع باقي كلماته :
" و للحق اصبح أكثر قبحًا منكِ .... وهذا شيء في صالحك فالان وجدنا من ينافسك قبحًا "
صمت قليلًا ثم تحدث بايطالية متقنة غافلًا عن أن رفقة وعم توفيق يفهمانه :
" لكن اظن أنني يومًا لن اجد من ينافسك على رقة قلبك ...."
ابتسم توفيق وهو يردد بخبث :
" الواد ده شكله مرهف الحس اوي ...بس انا حاسس اني شوفت شكله قبل كده مش فاكر فين ؟؟؟؟"
نظرت له روبين بتعجب :
" شوفته ؟؟؟ هتشوفه فين ؟؟؟ "
" أنتِ هبلة يا بنتي ؟؟؟ ما أنا لسه قايل اني مش فاكر شوفته فين ؟؟؟ ولا هو أي سؤال وخلاص؟؟؟"
صمت قليلًا ثم أضاف بجدية وبسمة منتصرة :
" بس اعتقد شوفته في التلفزيون، مش ده الواد اللي كان ممثل فيلم اكلي لحوم البشر ؟؟؟ بالإمارة اكل دراع البت أم شعر اصفر في اخر الفيلم بعد ما اتحول "
نظرت رفقة لفبريانو بتعجب ثم قالت :
" لا ده جنايني مش ممثل "
" والله العظيم ؟؟ بقى الوسيم ده جنايني ؟؟؟؟ ازاي حصل ده ؟؟؟ ولا هستغرب ليه؟؟؟ما أنا اهو ابسط مثال، زي القمر وشغال حارس امن "
رفعت روبين شفتيها بسخرية لاذعة وهي ترمقع بحنق ليعلو صوت رفقة الساخر :
" حارس امن ايه يا عم توفيق ؟؟؟ ده أنت يا دوبك بتفتح الشركة و تنام خليني ساكتة "
زفر فبريانو وقد ما كم الغباء الذي يحيط به من كل اتجاه، رغم عدم فهمه لحديثهم، لكن يكفي ملامح الغباء التي تعلو وجوه الجميع في هذه اللحظة ....
فجأة توقف كل شيء عندما على صوت رنين الجرس لينظر الجميع لبعضهم البعض وكأنهم عصابة تم الإمساك بهم ....
نظرت روبين للباب بتعجب وهي تقول :
" هو انتم مستنيين حد ؟؟؟"
نظرت رفقة لتوفيق وهي تسأله بعينها نفس السؤال الذي طرحته روبين، لكنه لم يتحدث بشيء وهو يتناول باقي البقسماط بشكل مثير للضحك ...
" ما تنطق يا عم السنجاب...فيه حد مستنيه يجي ؟؟؟"
توقف توفيق عن الأكل وهو ينظر لها مجيبًا :
" يا بنتي هو أنا أعرف حد؟؟؟ بعدين يعني هيكون مين؟؟؟ تلاقيه البقال أو حد من الجيران جاي يشتكي من ريحة الجبنة القديمة أو الرنجة "
رمقته روبين بعدم تصديق وهي تتحدث مشيرة له بصدمة :
" ده بجد ؟؟؟ عندكم جبنة قديمة ومقولتيش ليا؟؟؟وانتِ عارفة اني بحبها ؟؟؟"
تجاهل فبريانو كل تلك الأحاديث وهو ينهض ليفتح الباب وقد ملّ من ثلاثي الغباء هذا ...
في الخارج كان جاكيري يقف أمام الباب وهو يرن الجرس بإلحاح شديد ينتظر الإجابة، حتى فُتح الباب فجأة و.........
____________________________
البارت كتبته امبارح وطبعًا فيه احداث كتير كانت في بالي، لكن للاسف ملقتش الوقت اللي اقدر اكتبها فيهم، عشان كده اكتفيت ببارت صغير نزولًا عند رغبة البعض اني انزل بارت.
اتمنى تكون الاحداث نالت اعجابكم...
انتظروا المزيد، لان جميع قصصنا مازالت في بدايتها..
المتعة لم تبدأ بعد يا سادة ....
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم