رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة التاسعة عشر

_ سمعت إنك سألت عليا؟

قولت الجملة دي وأنا بقعد قدامهُ، إبتسم وقال بهدوء:

= أيوا الحقيقة، كنت عايزك تشتغلي على الملف دا ضروري.

بصيتلهُ بملل وقولت:

_ يعني يوم ما تسأل عليا في الشغل يكون عشان شغل؟

غمزلي وقال بإبتسامة:

= أديكِ قولتي أهو يا حبيبتي في الشغل، لكن زوج ومراتهُ دي في بيتنا، يلا خلصيلي الملف دا وهاتيه حالًا عشان ضروري.

إتكلمت بجدية وقولت:

_ ماشي بس في فـ إيدي شغل تاني كتير.

إتكلم بعد ما بص للجهاز اللي قدامهُ بعملية:

= معلش خلصيه هو الأول وبعدين خلصي باقي اللي وراكِ على مهلك.

إبتسمت بتعب ومشيت بهدوء وأنا في إيدي الملف، أنا وطارق بقالنا سنتين متجوزين عن حُب إتقابلنا في الشركة هنا من لما كنت لسة شغالة عند والدهُ وبعد ما مسك هو الشركة إتجوزنا.

قعدت على مكتبي وبدأت أشتغل على الملف، خد مِني ساعتين ونص بحالهم لحد ما خلصتهُ بشكل كامل ورجعت ضهري على ضهر الكرسي بتعب وأنا بتنهد وباصة للسقف بتعب.

قولت بصوت واطي يادوب أنا اللي أسمعهُ:

_ ياربي بجد بفكر أستقيل، مش فاهمة ليه طارق رافض بالشكل دا إني أستقيل، حقيقي تعبت.

قومت بعد ما إرتحت شوية وسلمت الملف لـ طارق اللي قال بإبتسامة واسعة:

_ أشطر واحدة في الشركة بجد، عرفتي ليه بعتمد عليكِ؟

بصيتلهُ بإبتسامة مُجهدة وقولت:

= ماشي بس بجد تعبت أوي يا طارق عليا ضغط كبير أوي.

رد عليا وأنا بيبُص على الملف بسرعة:

_ معلش يا هدى يا حبيبتي ليا مين غيرك أسند عليه.

خلص جملتهُ وسابني وطلع برا بالملف، طلعت وراه بتنهيدة وقِلة حيلة، رجعت لشغلي تاني وبعد ما اليوم خلص روحت لمكتب طارق وقولت بتساؤل:

_ مش يلا عشان نروح ولا إي؟

بصلي بسرعة وبعدين رجع عينيه للجهاز قدامهُ وقال:

= لأ شكلي هسهر هنا النهاردا.

إتكلمت بإعتراض وقولت بعد ما قربت ووقفت جنبهُ:

_ لأ يا طارق بجد مش كل يومين على كدا، إنت عارف إني مش بحب أبات لوحدي في الشقة.

إتكلم بسخرية وقال:

= إي العفريت هيخطفك، وبعدين يا حبيبتي ورايا شغل كتير أعمل إي طيب؟

بصيتلهُ بعدم رضا وأنا بربط دراعاتي في بعض وقولت:

_ ما أنا مخلصة الشغل والملفات كلهم النهاردا، شغل كتير إي اللي وراك الموظفين كلهم مشيوا قوم بقى نروح إحنا كمان.

قام وقف ومسك دراعاتي وقال:

= حبيبتي روحي إنتِ ونامي إرتاحي وأنا قولتلك هبات هنا ورايا لسة شغل.

بعدها سابني وراح ناحية الكفاتيريا عشان يعمل قهوة، روحت وراه وقولت:

_ طيب خلاص هبات معاك هنا.

بصلي بسرعة وإعتراض وقال:

= لأ طبعًا إنتِ عبيطة، مقبلش تباتي هنا في الشركة روحي البيت ونامي في سريرك وتعالي بكرا الصبح براحتك.

إتكلمت بإستسلام وقولت:

_ طيب تعالى وصلني حتى على الأقل.

إتكلم بإبتسامة وهو ماسك كوباية السبريسو في إيديه وقال:

= لأ يا حبيبتي مش فاضي إنتِ عارفة إنزلي هتلاقي السواق تحت خليه يوصلك على طول.

بصيتلهُ بغضب الحقيقي كنت متضايقة منهُ ومن طريقتهُ وردودهُ أوي، كنت حاسة إنهُ بيحاول يتخلص مِني بآي طريقة ولكني قولت بهدوء:

_ خلاص ماشي يا طارق، سلام.

بصراحة كان نفسي يشوفني متضايقة وسيبتهُ ومشيت فـ ييجي ورايا يراضيني حتى ويوصلني للبيت ويرجع تاني، ولكن للأسف محصلش دا، نزلت فعلًا ولكن ملقيتش السواق موجود، قبل ما أتتصل على طارق أبلغهُ جالي مصطفى مسئول الجارد عندنا وقال بتساؤل:

_ في حاجة معاكِ يا هدى هانم؟

إتكلمت بموافقة وقولت:

= أيوا فين عم صبحي عشان عايزاه يروحني البيت؟

إتكلم وقال بهدوء:

_ مش موجود دلوقتي تقريبًا روح بيتهُ، مفيش مشكلة هوصلك أنا.

إتكلمت بتردد وقولت:

= مش هعطلك عن شغلك طيب؟

إبتسم بلطف وقال:

_ لأ كلهُ شغل مفيش مانع.

إبتسمت وشكرتهُ وبعدين وصلنا البيت، لما نزلت من العربية وأنا بطلع مفتاح الباب الرئيسي إكتشفت إني نسيت مفتاح باب الشقة على مكتبي، خبطت راسي بغضب من غبائي وقولت:

_ يالهوي أنا نسيت مفتاح الشقة على مكتبي.

إتكلم مصطفى وقال:

= خلاص هروح على طول الشركة أجيبهُ وأرجع تاني خليكِ إنتِ بس جوا وهاجي على طول إن شاء الله.

وافقتهُ لإني كنت تعبانة جدًا من كتر الشغل والضغط النهاردا، ودخلت إستنيتهُ جوا قدام باب شقتي.

*في الشركة*

مصطفى طلع وهو مستعجل على السلالم بسرعة وقبل ما ينادي على طارق سمعهُ بيتكلم من ورا باب مكتبهُ مع إسراء البنت الجديدة اللي مكملتش شهرين تقريبًا في الشغل.

إتكلم مصطفى بينهُ وبين نفسهُ بإستغراب وهو بيبُص في ساعة إيدهُ:

_ إي اللي مقعدها هنا لحد دلوقتي دي الساعة داخلة على 12 وشوية بعد نُص الليل!

قرب شوية من المكتب وسمع الكلام اللي دار جوا، كانت إسراء بتتكلن بتساؤل وضحكة سخرية:

= عشان كدا مخلفتش منها لحد دلوقتي يعني، عشان مش بتحبها؟

رد عليها طارق بنبرة مُستهينة:

_ أحبها إي بس إنتِ مشوفتيش شكلها، لأ طبعًا مش بحبها بس قولت أكيد لما تمشي الشغل هيُقع وهي اللي عارفة كل ثغرات الشغل فـ على إي أتجوزها وأستغل دماغها وطاقتها أنا.

ضحكت البنت بصوت عالي ورجعت عادت السؤال تاني:

= أيوا عشان كدا مخلفتش منها، بقالكم سنتين؟

إتكلم طارق بإدعاء الذكاء وقال:

_ يعني مش بحبها هخلف منها؟
بحطلها دايمًا في النيسكافيه اللي بعملهولها حبوب منع الحمل، وهي مفكرة إن التأخير دا من عند ربنا من غير سبب، ولكن متعرفش اللي بعملهُ.

كان كل دا مصطفى بيسمعهُ من ورا الباب وهو مصدوم ومش قادر يستوعب اللي بيسمعهُ، كل صدمة بتنزل عليه أكتر من الأولى، كملت البنت اسألة بدلع وقالت:

= طيب برضوا عايزة أفهم إنت هتتجوزني ولا هو شغل بحبك وبس، عشان تبقى عارف أنا مش بحب الطريقة دي.

إتكلم طارق بحنية وقال:

_ وأنا يعني عبيط عشان أفرط فيكِ، بقولك أول مرة إتجوزت بالإجبار المرة دي لازم أختار وأحب أنا بقى، أميد هتجوزك لإني بحبك يا إسراء.

إتكلمت إسراء بهزار وهي بتضحك وبتقول:

= وهتحطلي حبوب منع الحمل برضوا؟

ضحك طارق معاها وقال برفض:

_ بقى أنا أفوت إن يبقى عندي عيال بالچينات القمر دي، أبقى عبيط والله.

مرضاش مصطفى يسمع أكتر من كدا وراح لمكتب هدى وهو متعصب وخد المفتايح ونزل على طول من غير ما حد يحس بيه، راح تاني للبيت.

أول ما شوفتهُ قدامي وقفت وقولت بتعب وإبتسامة شُكر:

_ معلش تعبتك معايا يا مصطفى، تسلم إيدك.

كان وقف بيفكر يتكلم ولا لأ ومتردد، أتكلمت بتساؤل وأنا بصالهُ وقولت:

_ مالك يا مصطفى، في حاجة حصلت، طارق بخير؟

إبتسم بسخرية وقال:

= أيوا أستاذ طارق بخير أنا بس اللي حاسس إني تعبان شوية.

إتكلمت بإعتذار وقولت بإبتسامة بسيطة:

_ حقك عليا والله.

إبتسم وقال بهدوء قبل ما أفتح الباب وقبل ما هو ينزل:

= ولا يهمك، بس لو أمكن يعني تاخدي بالك من نفسك وتفتحي عينك على اللي بيحصل حواليكِ.

كلامهُ قلقني جدًا وحسبت بتوتر، إتكلمت بتساؤل وقولت:

_ قصدك إي يا مصطفى، قول لو في حاجة؟

إتكلم بهدوء وقال وهو نازل:

= مفيش حاجة بجد، أنا بس لقيت حضرتك غلبانة أوي فـ بقولك خدي بالك من نفسك.

سابني ونزل وأنا عقلي بيروح وييجي بطريقة مُتعبة، ولكن بصراحة كنت تعبانة ومهدودة بِما فيه الكفاية وبالكمية اللي تخليني أول ما أدخل أنام على طول حتى بهدومي من شدة التعب.

صحيت تاني يوم خدت شاور ولبست وجهزت عشان أنزل الشغل، كان لسة فاضل ساعتين بصراحة ولكن قولت أنزل بدري عشان أشوف لو طارق محتاج حاجة قبل ما الموظفين ييجوا وكمان لإني مش بعرف آخد راحتي في البيت وأنا لوحدي ودي فوبيا عندي.

خدت تاكسي وروحت الشغل عشان لسة مش بعرف أسوق ووصلت الشركة وأنا جايبة معايا فطار ليا أنا وطارق، طلعت وفتحت مكتبهُ بحماس والضحكة على وشي لحد ما تلاشت أول ما شوفت المنظر.

تعليقات



×