رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثامنة عشر
_ وحشتيني يا هايا.
قالها فارس بإبتسامة وهو واقف قدامي في الحرم الجامعي وفي إيديه وردة، بصيتلهُ وإبتسمت وقولت:
= عاش من شافك يا فارس.
حط إيديهِ أسفل راسهُ بإحراج وقال بإبتسامة:
_ معلش بقى، حاولت أبعد على قد ما أقدر بس مقدرتش أستحمل أكتر من كدا في البُعد.
بصيتلهُ بهدوء وإبتسامة وسرحت شوية في الماضي اللي مش هيسيبني خالص تقريبًا، عدا على موضوعي أنا وفارس وحسن سنتين تقريبًا أو أكتر، سنتين كانوا كفاية أوي إنهم يغيروا حياتنا كلنا.
فارس سافر من بعد ما سيبتهُ وكمل تعليمهُ برا السنتين دول، ودي أول مرة أشوفهُ فيها من ساعتها، حرك راسهُ قدامي وميلها شوية عشان آخد بالي منهُ وإبتسمت وأنا بركز معاه وقولت:
= حمدًلله على السلامة يا فارس.
إبتسم وقال وهو باصص للوردة:
_ هفضل مادد إيدي كتير؟
بصيت للوردة بـ شك وقولت بهزار:
= ودي بمناسبة إي؟
ضحك وقال:
_ عشان لقيتها شبهك بس، بحب أهدي كل شخص الحاجة اللي تشبهلهُ.
خدتها منهُ وأنا بضحك على كلامهُ وبعدها قال:
_ ممكن نشرب قهوة مع بعض في الكفاتيريا عشان وحشتني قهوة الكفاتيريا بصراحة؟
إبتسمت وقومت معاه وأنا بقول:
= كنت لسة هدخل أشرب قهوة أصلًا.
دخلنا وقعدنا فعلًا وأول ما قعدنا قولت بتساؤل:
= أنا عايزة أفهم إنت إزاي كل دا متخرجتش يا فارس، إنت أكبر مِني بـ 3 سنين إزاي لسة في نفس المرحلة بتاعتي؟
إبتسم وقال ببساطة:
_ كنت بعيد كل سنة ومش عارف أطلع منها، بس دلوقتي بحمد ربنا وبشكُر حظي، يمكن كل دا كنت مستنيكِ.
بصيتلهُ بهزار وقولت بتحذير مُصتنع:
= فارس..!
ضحك وقال:
_ خلاص خلاص، قوليلي عملتي إي في حياتك الفترة اللي فاتت، وحسن برضوا عامل إي؟
كان بيسأل على حسن وهو باصص عليا أوي عشان يتابع ردة فعلي، ولكنني كنت هادية أوي وعادية وجاوبت بإبتسامة:
= أنا الحمدلله بخير وحياتي ماشية أهو زي الفل، وحسن خلاص هيتجوز أخر الإسبوع دا.
بصلي وحسيت بلمعة في عينيه وقال بتساؤل وتردد:
_ أنا ممكن اسألك سؤال رخم شوية؟
إبتسمت وقولت بهدوء:
= لأ مش لسة بحبهُ، الحمدلله تعافيت من كل دا وعملت موڤ أون، سنتين كفاية أوي بالنسبالي عشان أشوف حياتي بعدهم، أبقى غبية لو كترت عن كدا، حياة الإنسان قصيرة مش مستاهلة يضيعها، حتى السنتين إكتشفت إنهم كتير أوي.
إبتسم وقال بهدوء وتشجيع:
_ أنا فخور بيكِ يا هايا.
إكتفيت بالإبتسامة وبدأت أشرب القهوة بتاعتي، بصيت على الفنجان اللي كان بيرسم خطوط بُني وبتخيل في كل خط منهم مشهد مختلف وموقف ومشاعر وبتنتهي عند نهاية كل خط، إبتسمت لما لقيت خط لسة بيبتدي وقررت أرسمهُ أنا المرة دي ولكن في الحقيقة.
إتكلم فارس بتساؤل وقال:
_ لسة مش عايزة تديني فرصة يا هايا؟
بصيتلهُ بإستغراب وقولت:
= وإنت لسة فاكر الموضوع دا؟
ضحك وقال بعد ما بص للفنجان ورجع بصلي من تاني:
_ ما هو أنا الغبي اللي سنتين معرفوش ينسوني ولا مليون سنة تعرف تنسيني كمان.
كنت ببصلهُ بدهشة ومش عارفة أرد، ولكن قلبت الموضوع هزار وقولت:
= قولتلك زمان لو إتغيرت ممكن أديك فرصة تانية، أنا لسة معرفكش دلوقتي.
ضحك وقال بحماس وثقة:
_ متأكد إنك لما تعرفيني دلوقتي هتديني الفرصة دي.
إكتفيت بالإبتسامة وشربت شوية من القهوة وبعدين قومت وقولت بهدوء:
= طيب همشي أنا بقى عشان متأخرش، فرصة سعيدة يا فارس.
قام وقف لحد ما مشيت وهو بيقول بعد ما حط إيديه في جيوبهُ وباصصلي بهيام:
_ أنا أسعد ودي مش مجرد جملة.
روحت بعدها البيت وقعدت بتغدى معاهم كلهم وأنا بفكر في المشاعر اللي حسيت بيها لما شوفت فارس النهاردا بعد المُدة دي كلها، مش عارفة هي عبارة عن إي ولكنني بالمختصر كنت مبسوطة الحقيقة إني رجعت شوفتهُ من تاني كويس بعد ما إختفى فجأة من الوجود.
إتنهدت وإبتسمت تلقائي وأنا باكل ومخدتش بالي لحد ما حسن قال بتساؤل وإبتسامة:
_ إي اللي واخد عقلك؟
بصيتلهُ بهدوء وإبتسمت وقولت:
= ولا حاجة عادي، إفتكرت موقف حلو بس.
وطى صوتهُ شوية وقال بتساؤل:
_ أكيد عني، صح؟
بصيتلهُ بتحذير وقولت بجدية:
= فارس، قولتلك بلاش تتكلم معايا كدا إنت فرحك الإسبوع الجاي.
بصلي بصدمة ودهشة وقال بتساؤل:
_ فارس!
أنا حسن يا هايا مش فارس!
إتحرجت وإتوترت وبعدين قولت بهدوء:
= آيًا كان يا حسن، متتكلمش معايا بالطريقة دي تاني.
خلصت جملتي وقومت من على الأكل ودخلت أعملي كوباية نيسكافيه، وأنا جوا جِه ورايا حسن وقال بتساؤل:
_ هو فارس رجع يا هايا؟
إتكلمت بهدوء وقولت:
= أيوا.
إتكلم بإبتسامة سخرية وقال:
_ إممم عشان كدا يعني، وإنتِ رجعتيلهُ ولا إي؟
كنت بقلب النيسكافيه أول ما قال كدا خبطت المعلقة جامد على الرخامة وقولت بإنفعال طفيف:
= حسن، قولتلك مالكش دعوة بحياتي الشخصية بقى عندك واحدة هتبقى على ذمتك كمان كام يوم خلاص إهتم بيا هي وإسألها اللي إنت عايزهُ لكن أنا إعتبرني أختك وبس.
إتنهد حسن وقال بنبرة صعبنيات:
_ هايا إنتِ عارفة إنك لو قولتيلي سيبها هسيبها حالًا وهبقى معاكِ، بس أنا مش فاهم نستيني إزاي؟
إتكلمت بعصبية وأنا مش قابلة الكلام وقولت:
= تاني يا حسن؟
بتعيد نفس الكوبليه اللي بمنعك منهُ للمرة اللش مش فاكرة عددها تاني؟
صدقني لو فضلت كدا يا حسن همنع قعادي معاك نهائيًا وهمنع تواجدي معاك في نفس المكان، أيوا نسيتك وبطلت أحبك وبقيت أشوف نفسي وحياتي، والمسكينة اللي معاك مالهاش ذنب بعد ما علقتها بيك وعشمتها تكسرها ولا إنت عندك عادي تكسر آي حد عشان نفسك، إعتبرهُ التحذير الأخير يا حسن وإتعلم إن الإنسان مش بياخد كل حاجة.
خلصت كلامي وخدت كوباية النيسكافيه وخرجت بغضب، حقيقي عكرّ مزاجي وخلاني في حالة غضب بعد اللي كنت حاسة بيه، أنا مبقتش أشوف حسن فعلًا برا زون الأخوات، كل مرة وكل يوم بيأكدلي إنهُ مش مناسب ليا نهائي.
زي ما بيقولوا مراية الحب عامية وأنا كنت عامية من ناحية نظرتي لـ حسن، مش كـ شكل ولكن كـ طبع وصفات مكنتش واخدة بالي منها خالص ولكن لما كان كل مرة بيوضحلي نفسهُ فيها بيقفلني منهُ أكتر.
يمكن أنا اللي كنت بركز أوي مع عيوبهُ برضوا الفترة اللي فاتت عشان أنساه وأبطل أفكر فيه ولكن في كل الأحوال هو دا الصح، بقى معاه واحدة تانية ومالهاش ذنب خالص إنها حبت واحد أناني عادي يكسر قلب آي حد عشان خاطر نفسهُ وبس.
ومستحيل أكون سبب في كسر قلب بنت زيي، خلصت كوباية النيسكافيه ودخلت نمت عشان أنسى الموقف التقيل اللي عملهُ معايا حسن.
تاني يوم نزلت الجامعة وعلى غير العادة واللي مش لاقيالهُ سبب إهتميت بنفسي أكتر من كل يوم، حطيت ميك آب نضيف ولبست أكتر طقم بحبهُ وكنت راضية عن نفسي تمامًا ونزلت.
أول ما وصلت الجامعة كنت ماشية في الممر ولقيت فارس واقف ومُبتسم وهو باصص لـ اللوحة بتاعتي أنا وهو اللي متعلقة على الحيطة.
وقفت جنبهُ وبصيتلها بإبتسامة وأنا بقول:
_ على فكرة أنا الفنانة اللي عملت اللوحة دي.
بصلي بإبتسامة وسعادة وقال:
= لوحدك؟
غمضت عيني نُص تغميضة وأنا مبتسمة وقولت بتساهيل في الكلام مُصتنعة:
_ وكان معايا شريك كدا ساعدني فيها.
إتكلم بإبتسامة وتساؤل وفضول مُزيف وقال:
= كان إسمهُ فارس يا ترى؟
ضحكت وقولت بجدية:
_ بتعمل إي هنا بجد؟
إتنهد وقال بإبتسامة:
= كان نفسي أكون موجود وقت ما اللوحة بتاعتنا فازت بالمركز الأول ونفرح بيها أنا وإنتِ.
إبتسمت وقولت:
_ عادي بقى أديك رجعت وشوفتها وهي في الممر قدام الناس كلها.
بدأت أمشي وهو كمان وقال بتساؤل:
= هو النهاردا عندنا محاضرات كتير.
جاوبتهُ وأنا باصة قدامي وقولت:
_ أيوا.
إتكلم بسعادة وقال:
= يا سلام على اليوم التُحفة.
ضحكت عليه وخلصنا المحاضرات وقبل ما نمشي فتحت شنطتي وطلعت منها دعوة فرح وإديتهالهُ وأنا بقول بإبتسامة:
_ دي دعوة فرح حسن كمان 3 أيام أتمنى تيجي وأنا هأجز لحد اليوم دا عشان أساعد والدة حسن.
بصلي بسعادة وخد مني الكارت وقال بإبتسامة:
= أكيد هاجي، أكيد مش هعدي مكان إنتِ مرجودة فيه ومستغلش الوضع.
ضحكت وسيبتهُ ومشيت، كنت مبسوطة بصراحة مقدرش أنكر، فارس بدأ يبقى لطيف وطريقتهُ تبقى صح من ناحية إنهُ إزاي يخلي بنت توافق عليه، من غير تهديدات ومن غير أنانية، هو بيتعلم من أخطائهُ وبيتعلم إزاي يخليني أوافق برضايا، والحقيقة إني مش هتأخر.
*بعد 3 أيام تحديدًا في قاعة الأفراح*
كنت واقفة قدام القاعة وأنا لابسة فستان كافيه مع طرحة كافيه والميك آب كان تحفة، كنت واقفة بكلم فارس في الموبايل بيوصفلهُ الطريق عشان مش عارفهُ لحد ما وصل، نزل من العربية بتاعتهُ وأنا بصيتلهُ بإبتسامة يليها صدمة بسبب إننا لابسين نفس الألوان.
ضحكت وقولت لما قرب مِني:
_ مش معقول تكون صدفة!
ضحك وقال بسعادة:
= والله أحلى صدفة.
دخلنا بعدها القاعة وقعدنا مع عيلتي اللي سلموا عليه ورحبوا بيه جدًا، كنت باصة على حسن وعروستهُ بإبتسامة اللي حقيقي كانت زي القمر، إتكلم فارس بإبتسامة وقال:
_ مش ناوية بقى نعمل فرح أحسن من دا؟
بصيتلهُ بصدمة للحظات وبعدين إبتسمت وقولت:
= بتخطط يبقى أحسن من دا إزاي؟
إبتسم وكان هيرد عليا بحماس بس عمل إيرور لثواني وهو لسة مستوعب اللي قولتهُ وقام وقف بسعادة وفجأة وقال بصوت عالي وتساؤل:
_ إي دا، أفهم من كدا إنك وافقتي تديني فرصة تانية؟
بصيت حواليا بإحراج وضحكت وأنا بقول:
= إقعد يخربيتك فضحتنا.
قعد وقال نفس الجملة بصوت واطي، ضحكت على شكلهُ وقولت بإبتسامة:
_ بابا قدامك، لو وافق هوافق.
كان هيطير من الفرحة وراح فعلًا جنب بابا وهو في غاية الحماس والطاعة واللي ضحك بابا عليه فعلًا ووافق، كل دا كان بيحصل وسط نظرات حسن، واكن بالنسبالي خلاص حسن بقى من الممنوعات، بقى أخ مش أكتر ولا أقل.
عيشت طول عمري أحلم بـ حسن وأنا مش شايفة العيوب ولا هماني الحقيقة، كنت الطرف الأكثر حماسًا وتضحية زي ما بيقولوا، ولكن يوم ما أُهديت إتهديت بـ فارس اللي مش شايف غيري وهو الطرف الأكثر حماسًا وحُبًا واللي بسبب دا حببني فيه.