رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السابع عشر 17 بقلم روزان مصطفى


رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السابع عشر  بقلم روزان مصطفى


" جميع الأسئِلة التي تُثيرُ الضوضاء داخِل عقلك، ستُجيبك عليها الأيام لاحِقًا، حبوبك الطبية حتى لا تُصاب بِكارِثة الجنون، هي الصبر والترقُب " _بقلمي


بص نوح لشاشة فونُ ووشُه بهت وإصفر، وفجأة تنهد بإرتياح وهو بيقول: إتخضيت، كُل ما تجيلي رسالة وشي يبهت كِدا كإن في مصيبة هتتبعتلي.

رفيف بتعب: ربنا ما يجيب مصايب كفاية اللي شوفناه.

عزيز وهو بيحرك المفاتيح بين صوابِع إيديه: إنتوا ليه بتتعاملوا كإن كارثتنا خِلصت خلاص؟ على فِكرة اللي إسمُه ليث ومنال دول مش هيمشوا من هنا غير لما يرجعونا مصر معاهُم يعني مينفعش نضيع الفلوس اللي معانا في إستقرار هِنا برضو طالما عِرفوا مكاننا!

عيسى بتكشيرة: أيوة يعني بتلمح لإيه؟ اللي مينفعش بجد هو إننا نروح بلد تانية ونبتدي من أول وجديد بعد كُل المصايب اللي عملناها هِنا وفي مصر، أصل بُص هِنا هيلاقوننا وهِناك هيلاقونا.

أمير بتركيز مع كلام عيسى قال بإندفاع: أيوة مش فاهِم تقصُد إيه بقى؟

نوح وهو بيسقف عشان يسكتهُم: إيه يا جماعة، إيه يا جماعة! هنمسِك في بعض وكُل واحِد هياخُد الجُملة كإنها عليه؟ مينفعش كِدا هنِهدا وهنفكرلهُم في حل.

أمير بعصبية: ما دا نفس إقتراح البيه " يقصُد عيسى "، حل إيه اللي هنشوفهولهُم عاوزينا نقتلهُم

رفع نوح حواجبُه علامة الصدمة وهو بيقول: أعوذُ بالله حد جاب السيرة الوحشة دي؟ بعدين إسألنا قصدِنا إيه قبل ما تتعصب وتفقِد أعصابك، كُل اللي قولناه هنشوفلهُم حل، إيه الحل بقى لسه هنفكر.

أمير وهو بيرفع أكمام قميصُه: ما هي كُل ما بتعطل معاكُم بتقتلوا.

شاورلُه نوح بصوابعه وهو بيقول: إهدى، وفكر معانا بالعقل بدل ما عمال تصيح فينا زي الديك الرومي كِدا.

قالِت سيليا بتدخُل غريب: طب ما تتعالجوا هِنا؟

عزيز وهو بيبُصلها بإستغراب: نعم ياختي؟

تجاهلتُه سيليا وكلِمت الباقي وهي بتقول: أنا بتكلم جد على فكرة، ماهو منطقيًا وقانونيًا وبعد تقديم الهبابة دي" تقصُد الدكتورة النفسية" لملفاتكُم وتقارير حالِتكُم الصحية والنفسية للنيابة العامة إتعفيتوا من السِجن لكِن لازم تدخلوا مُستشفى، فأكيد ليث ومنال جايين عشان يرجعوكُم مُستشفى فبقولكم إدخلوا مصحة هنا بدل ما يرجعوكُم مصر.

عزيز بعصبية: إنتي إتجننتي؟؟ بقى إحنا هربانين من مصر بسبب الحوار دا عشان تيجي تقوليلنا إدخلوا مصحة هِنا!

سيليا وهي بترجع شعرها لورا: يعني ليث ومنال هيسيبوا حياتهُن في مصر طول العُمر عشان يقعدوا يراقبوا حالتكُم الصحية هِنا، أنا بقول مؤقتًا لغاية ما يرجعوا مصر.

نوح وهو بيهرُش في دقنُه: والله عجبني تفكيرك بس هو مش ناجح بنسبة ٩٠٪ حتى.

سيليا وهي بتبل شفايفها بلسانها: ليه بس؟

نوح وهو بيدعك رجل رفيف عشان وارمة من الحمل قال: لإنهُم مُمكِن يتواصلوا مع المُستشفى من مصر مع أي حد، دا غير طبعًا إننا هربانين من مُستشفى هناك وأكيد الحكومة مش هتسيبنا هنا مش هتآمِن.

صِبا بتدخُل قالت لنوح: أمير قال إنك هكر شاطِر، ليه متهكرش سيستم المُستشفى بحيث أي إتصالات تجيلها تجيلك إنت.

أمير بإعتراض قال لِصبا: يعني عشان نحمي نفسنا نقلق أهالي كُل المرضى اللي في المُستشفى؟ لا مش حلول منطقية دي يجدعان.

رجعِت صِبا ظهرها بقمص وهي بتقول: خلاص أنا غلطانة.

عيسى قام وقِف وهو بيشيل قمر من بين إيدين مياسة وقال: هندخُل نستريح إحنا، بس محتاجين حد يجيبلنا حجات للحمام، صابون شامبو معجون سنان كِدا.

أمير وهو بيحرك رقبتُه يمين وشمال: حد غيري أكيد، لإن جسمي نمِل من السواقة طول الوقت دا.

عيسى بتعب: وأنا فِعلًا مش قادِر أشوف قُدامي، هلكان من التعب بس مش عاوز أنام من غير ما أستحمى عشان كفاية قرف لغاية كِدا.

رفع نوح كف إيدُه في وشهُم وهو بيقول: باااس خلاص هو كُل واحِد هيحكيلي قِصة حياتُه؟ هروح أنا وأمري لله بس عاوز حد يكتبلي في نوت الفون إيه هي نواقِص البيت عشان منساش.

صِبا وهي بتطبطب على إبنها: بامبرز أكيد، متنسوش الأطفال دول أهم مننا شخصيّا.

ساب نوح الفون في إيد صِبا وقال: إكتبي في النوت كُل اللي ناقِص لغاية ما ألبس الجزمة.

لبس نوح الجزمة وكتبِت صِبا كُل حاجة، سحب نوح الفون وهو بيقول: خلي إتنين يفضلوا في الصالِة عشان الأمان بس، يلا هتعوزوا حاجة تاني؟

رفيف بتعب: خلي بالك من نفسك يا حبيبي.

نوح: حاضِر.

خرج وركِب عربية من العربيتين، وإتحرك بيها عشان يجيب النواقِص.


* في غُرفة أمير وصِبا


دخلِت وهي بتحُط إبنها على السرير وبتغطيه كويس بعدها قالت لأمير: عاوز رأيي؟ الحل اللي قالتُه سيليا مثالي.

أمير وهو بيقلع القميص بتاعُه: ما قولنا مينفعش لازم في مصر وليث مش هيقبل بالحل دا، الله ينتقِم مِنك يا منال عشان جيبتيه هِنا.

صِبا وهي بتمدد على السىرير: أكيد دكتورة الغم دي هي اللي قالتلهُم وساعدتهُم، ما إنت قايل بلسانك إن محدش كان يعرف غيرها عشان نوح وثق فيها وقالها.

أمير بضيق: أيوة أكيد، قولتلهُم كذا مرة يخلصوا منها مرضيوش معرفش سايبينها ليه.

قعد أمير جنب صِبا على السرير وقال وهو بيلاعب البيبي: بس عارفة يا صِبا، إنتي عالجتيني مرتين.

صِبا بإستغراب: أنا؟ إزاي!

أمير وهو بيسحبها وبينيمها في حُضنه: مرة لما انقذتيني من الغرق ومرة لما جبت ولد منِك خلاني أحِب الحياة أكتر، بحِس إنك كُل سنة بتديني دافِع وسبب جديد أعيش عشانُه متطمِن.

باستُه صِبا وهي بتحرك مناخيرها على مناخيره وقالت: طب وبالنسبة لإنقاذك ليا من دوامة كانت مدمراني حرفيًا؟ إنت أحلى حاجة حصلتلي في حياتي كُلها يا أمير.

أمير بسُخرية: أنا يابنتي؟ دا القلق كُله والتعب والمرمطة شوفتيهُم بسببي.

قربتلُه صِبا وهي بتقول: يومين مرمطة معاك ولا ساعة هنا مع غيرك.

متحملش أمير كلامها فسحبها ناحيتُه أكتر..



* في غُرفة سيليا وعزيز.


سيليا وهي بتتكلم فيديو كول مع بدر الكابر: بالعافية على ما لقينا مكان نقعُد فيه ولحُسن الحظ باقة الإنترنت شغالة عشان أكلمكُم.

بدر بتساؤل: يعني ليث شافكُم خلاص، طب أعمِل فيكُم إيه، إيه اللي خلق الحوارات دي كُلها.

سحب عزيز الفون من إيد سيليا وهو بيقول لبدر: الدكتورة الزفت وغباء نوح إنُه وثق فيها.

بدر بشدة: وغباء سعادتك وعدم تحكُمك في أعصابك خلى في ناس تمسِك عليك ذِلة، في أسرع وقت ترجعوا مصر وهدبرلكُم أمركُم هِنا.

عزيز برفض: لا لا لا مينفعش، إحنا مش هينفع نرجع بعد كُل التعب دا.

بدر بتكشيرة: التعب دا عشان تحموا نفسكُم وتحموا ولادكُم وفي سبيل دا تتعبوا تاني وتالت وعاشر مفيش إشكال مش هتيجي تعترض دلوقتي، أنا بعمل دا عشان بنتي وعشانك وعشان أحفادي وأنا أدرى منك بالحوارات دي، إقعُد كِدا فكر في كلامي مع نفسك وقلِبُه في دماغك، يلا باي.

قفل بدر المُكالمة فقلع عزيز التيشيرت بتاعُه وهو بيرميه على الأرض بعصبية وبيقول لسيليا بضيق: عاجبِك كِدا؟ مبسوطة إنك حكيتي لأبوكي؟ أهو خلاص قرر من نفسُه ينزلنا مصر.

رفعت سيليا راسها وهي بتبُصله وبتقول: وطي صوتك عشان الولاد نايمين، وبعدين إنت مُغيب ولا إيه مسمعتش بودانك بابا قال إيه؟ قال فكر عاوز تكمل هنا ولا ترجع مصر يعني في الحالتين مهما إن كان قرارنا هيساعدنا ويوقف جنبنا ويلاقيلنا حل.

برق عزيز وهو بيبُصلها وقال: إنتي مسمعتيش قال إيه؟ ما أنا قولتلُه مش عاوزين ننزل مصر راح طلعلي أسباب، بقولك إيه إنتي من الأخر مبتثقيش في جوزك وأي حاجة بتحصل بتجري تقوليها لأبوكي.

سيليا قامت وقفت وقالت بعنجهية: إيه دا إيه دا إيه دا؟ إيه أبوكي والألفاظ دي وإيه مبثقش فيك أنا لو مبثقش فيك مش هخلف منك ولا هروح أخر الدُنيا معاك!

عزيز بضيق: يلعن أبو دي كلمة هتقعُدي تعايريني بيها، روحي إنزلي مصر لأبوكي إقعُدي معاه.

سيليا بعصبية: تصدق معاك حق! أنا إيه الي مقعدني مع واحد مش مقدر أي حاجة ولا حتى حُبي ليه، دا إنت.. إنت زي ما تكون مش بتحبني، عاجبك العلاقة الزوجية وبس.

لف عزيز ولأول مرة يديها قلم على وشها عشان كلمتها سببتلُه صدمة خلتُه خرج القلم دا تلقائي.

حطت سيليا إيديها على وشها وهي مبرقة وعزيز كان في أعلى مراحِل مرضُه وهو بيقولها: إزاي تقوليلي أنا حاجة زي كدا؟ أنا باصصلك بشهوة بس مبحبكيش؟؟ أنا إذا كُنت طول الوقت عاوزك بالشكل دا فدا من حُبي فيكي مش عشان أنا راجِل دني وبتاع شهوتي، عُمري ما هنسالِك كلمتِك دي.

سيليا جت تضربُه بالقلم راح مسك إيديها معلقها في الهوا، قالتلُه من بين سنانها وهي ماسكة دموعها: وأنا عُمري ما هنسى إيدك اللي إتمدت عليا دي، ومسيري هرُدلك القلم.

ساب عزيز إيدها وهو بيقول: عدي اليوم أحسنلِك، وبعد كدا طالما على ذمتي تسمعي كلامي أنا، أبوكي مشكور ساعدنا نهرب ولحد هنا أنا مسؤول عنك وعن ولادي.

سحب عزيز الفون بتاعُه وإتصل على حد.

رد عليه صوت أنثوي بيقول: ألوو

عزيز بدخول في الموضوع على طول: إسمعيني كويس يا چايدا، إووعيي ترجعي مصر الفترة دي خليكي هناك إنتي وإبني، سمعاني؟

چايدا بقلق: في إيه يا عزيز؟ إيه اللي جرى؟

عزيز بحزم: إسمعي الكلام اللي بقولهولك وإوعي تنسيه، أنا مُضطر أقفِل دلوقتي بس هطمن عليكُم من فترة للتانية، تمام؟

چايدا بهدوء: حاضر، خلي بالك من نفسك.

عزيز بهدوء: وإنتي كمان، يلا سلام.

قفل معاها وحدف الفون على السرير، كانت سيليا بتبُصلُه بضيق وهو واقِف قُدامها وكان باين في عينيها غيرة شديدة.

تجاهلها عزيز لإنُه كان مخنوق من كلامها وقال: هروح أخُد شاور أنا بيتهيألي لمحت علبة شامبو كان سايبها الناس اللي قبلينا.

خرج عزيز من الأوضة ودخل الحمام وقفل الباب على نفسُه.

قعدت سيليا على السرير وحست بضغط نفسي رهيب راحت مغطية وشها بإيديها وبدأت تعيط.


* غُرفة الطبيبة النفسية.


كانت رايحة جاية عند الشباك اللي عليه حديد معمول لحماية الأطفال، وعمالة تبُص على باب الأوضة اللي قافلينُه عليها بالمُفتاح من برا، رايحة جاية في الأوضة بملل وهي بتتأفف لغاية ما لقت المُفتاح بيتحط في الباب والباب بيتفتح، إتفتح الباب ودخل وقفل الباب وراه

الدكتورة النفسية بصدمة: مالك؟ وشك متغير كدا ليه؟

أمير بضيق وهو بيخرج السلاح من ورا ضهرُه: بيتهيألي مبقاش ليكي لازمة غير إنك عالة علينا، بيتهيألي كفاية أوي عليكي كِدا.

برقت الطبيبة النفسية وهي باصة للسلاح وبتقولُه: هتقتلني!! من وراهُم؟

أمير ببرود: دا أسلم حل لينا كُلنا.

سحب الزناد فبرقت أكتر وهي بتقول: لا لا لا وغلاوة إبنك عندك ما تعمِل كِدا.

أمير وهو بيستعد يتخلص منها: الأساليب دي مش هتفرِق معايا خلاص.

ضغط على الزناد وهي بتترعش ومستنية قضاها.


* عند عربية نوح


حط الأكياس في الشنطة بتاعة العربية وبدأ يتحرك بيها، قبل البيت بنُص كيلو لاحظ في نُص الطريق واحِد قاعِد متربع.

وقف نوح العربية وفضل يضرب كلاكسات عشان الشخص اللي قاعد متربع يتحرك، لكن لا حياة لِمن تُنادي.

إتعصب نوح ونزِل من العربية وهو بيقول: ما تتحرك!!

وقف فجأة الشخص المتربع وهو بيقرب لنوح، نوح كان واقف بيبُصِلُه مستغرب

لغاية ما قربلُه جامِد وبدون مُقدمات خرج خنجر وغرزُه في بطن نوح!

نوح وهو مبرق من الألم والصدمة والتاني بيحرك الخنجر ويغرزه أوي عشان يضمن إن الجرح ميبقاش سطحي.

سحب الخنجر مرة واحدة مع شهقة طلوع روح من نوح اللي قعد على رُكبُه

مسح الراجل الدم بتاع نوح عن الخنجر بصوابعُه وحط الخنجر في جيبُه وجري بعيد.

ونوح مش قادر يوقف، إتحامِل على نفسُه بالعافية لغاية ما قدر يوصل للعربية بصعوبة، جه عشان يحرك العربية مقدِرش راسُه إتهبدت على الدريكسيون وصوت الكلاكس عااالي.


* في غُرفة عيسى الغُريبي


كان بيلاعب قمر بعد ما خد شاور ومياسة بتراقبهُم بضحكة كِدا حلوة.

رن فون عيسى راح كشر بإستغراب وهو بيقول: إيه دا؟ دا يوسف.

مياسة خدت منُه قمر وقالت: طب رُد جايز وحشتهُم البنت وعاوزين يشوفوها.

عيسى بإستغراب: لا، دا متصل صوت مش فيديو.

مياسة بتشجيع: طب رُد يا حبيبي في إيه.

رد عيسى وهو بيقول بهزار وإبتسامة: إيه يالا مش عارِف تعيش من غيري؟

صوت مكتوم من العياط خرج مهزوز وهو بيقول: عيسى.

عيسى بقلق وهو بيتعدِل على السرير: مالك في إيه؟؟ أمك بخير؟؟

صمت تام لمُدة خمس دقايق خلى عيسى ينهار من القلق وقال بزعيق: ما تتكلم مال صوتك!

يوسف خرجت منُه الجُملة بطريقة عُمر أبدًا عيسى ما هيتخطاها: أبوك في ذِمة الله.

الفصل الثامن عشر من هنا

تعليقات



×