![]() |
رواية النصيب الفصل السابع عشر بقلم نور محمد
يارا نزلت دموعها قدامه وعقلها لسه مش مستوعب كلام احمد لها وقالت بصدمه ودموع:احمد وحياتي عندك كفايه هزار كده بقى انا متأكده انك بتهزر معايا لانك كمان بتحبني مش كده
احمد رغم غضبه منها وحاله الانتقام اللي كانت مسيطره عليه قدامها بس حالتها دي خلت قلبه يشفق عليها غصب عنه ولسه كان هيلين لها بس عقله بسرعه ذكره بالي حصل زمان معاه وملامحه كلها تحولت لغضب رهيب وقرب منها وشد زراعها بعنف تجاهه وقال بحده وغضب:انتي مفكره اني بهزر معاكي مش كده طيب تمام تعالي معايا وانا هفكرك انتي عملتي ايه زمان معايا؟!
خلص جملته من هنا وسحبها خلفه بعنف والغضب كان عاميه فعلا في الوقت ده وبعد دقيقه كان واقف بيها قدام غرفه قديمه عنده وفتحها بالمفتاح اللي معاه ودخل الغرفه بغضب ودفع يارا قدامه بعنف وقال بغضب رهيب:بصي في الاوضه دي كويس وشوفي انتي عملتي ايه زمان بسبب غيرتك وانانيتك يايارا هانم
يارا سمعته بصت حولها وهنا عنيها وسعت بصدمه وزهول كبير اوي ودي كانت الصدمه الحقيقيه بجد لها ونطقت بصعوبه وصوت ضعيف قدامه: احمد انا هفهمك الحكايه مش زي مانت اكيد فاهم و قاطعها احمد اللي قرب منها وهو حامل في ايده صوره بنت في نفس عمر يارا بملامح رقيقه وجميله اوي وقال بغضب ووجع كبير: تفهمني
.. تفهمني ايه يايارا هانم بصي وركزي كويس في صوره البنت دي وافتكري حصل فيها ايه زمان بسببك ها افتكرتي لوحدك والا افكرك انا بطريقتي
يارا نزلت دموعها بغزاره قدامه وهي بتتذكر كل الماضي اللي عملته في حق البنت دي وقال بدموع وندم: انا فاكره كل حاجه يااحمد لاني مش بنساها ابدا بس بس اللي عاوزه افهمه منك انت تعرفها منين تعرف مريم منين؟!
احمد بعد عنها وهو مركز في الصوره في ايده بوجع وسخريه وقال: اعرفها منين.. دي تبقى اختي من امي دي الحاجه الحلوه اللي كانت في حياتي من بعد انفصال بابا عن ماما من وانا عمري خمس سنين.. انفضل بابا عن ماما بسبب مشاكل بيهم وبابا وقتها قالي اعتبر امك دي ماتت خلاص
بس انا لما كبرت وفهمت الدنيا رجعت ادور على امي تاني من ورا بابا ولما لقتها عرفت انها اجوزت وخلفت اختي مريم وبعدها جوزها كمان مات وسابهم وحيدين سوى.. اول مره شوفت فيها امي هي عرفتني علطول ورحبت بيا وقضيت معاهم اجمل سنتين من عمري كله.. كنت فرحان اوي بوجودهم معايا وكنت ديما اروح لهم واطمن عليهم من ورا بابا علشان ميزعلش مني.. وبعدها سافرت بره البلد علشان اكمل تعليمي وفي يوم نزلت فجأه بدون مااقولهم كنت عاوز اعملها لهم مفاجأه وقتها كنت متحمس اوي لعمل المفاجأه دي لهم.. بس انا اللي اخدت اكبر صدمه في حياتي وقت ماوصلت للبيت امي مالقتش حد هناك موجود في البيت فسئلت عنهم الجيران اللي قالولي ان اختي انتحرت بدون سبب وامي كمان مستحملتش تخسرها فماتت وراها وكل ده حصل وانا معرفش حاجه عنه امي واختي ادفنوا كمان وانا بعيد عنهم حتي مقدرتش اشوفهم تاني لاخر مره في حياتي كلها.. وده طبعا كله بسبب انتي يايارا ايوه بسببك انتي ياشيطانه
احمد بصلها وهو بيصرخ فيها بكل زره غضب جواه وحاسس ان قلبه بتاكله النار فعلا كل مايفتكر اللي حصل في امه واخته بسبب يارا فقرب منها ومسكها من اكتافها بعنف وغضب وقال بحده: انطقي قولي هي عملت لك ايه ها مريم عملت لك ايه علشان تدمريها باطريقه البشعه دي كان زنبها ايه ان كل اللي كان في شركه ابوكي بيحبوها اكتر منك حتي ابوكي نفسه كان بيحبها اكتر منك وده لانها نضيفه من جوه مش زيك قلبك مليان حقد وغيره من خلق الله ازاي جالك قلب تعملي فيها كده بدون ذنب ها انطقي تقدرتي تعملي فيها كده ازاي؟!
يارا كانت بتبصله وهي منهاره جدا قدامه ومش قادره ترد عليه بس تمالكت نفسها بصعوبه ونطقت بخنقه ودموع: احمد انت عرفت ده كله ازاي؟!
احمد ضحك بوجع وبعد عنها بألم كبير وقال:كل اللي هامك دلوقتي انا عرفت منين بجريمتك الوسخه دي مش كده تمام هقولك عرفت من الحيوان اللي دفعتي له علشان يدخل حياتها ويدمرها بحبه الوهمي لها وبعدها خدرها واخد شرفها وهرب وسابها لوحدها في المصيبه دي واختي مقدرتش تتحمل اللي حصل فيها فنتحرت من شده خوفها لانها کانت وحیده فی الوقت ده وامي متحملتش الصدمه وماتت خلفها بس انا كنت ناوي ادمره وادمرك معاه وافضحكم سوى لولا هروبه مني في اخر لحظه ومن وقتها وانا بدور عليه بس قولت الاحسن اني اقرب منك واخد حقها منك لانك السبب الرئيسي فی اللی حصل لها ها فهمني انا ليه مثلت عليكي الحب من البدايه
يارا كانت بتسمعه وعيونها موقفتش دموع من كلامه لها بس هو عنده حق هي صحيح زمان غلطت اوي في حق مريم اخته لما الغيره والحقد كانوا مسيطرين عليها بس بعدها ندمت لما سمعت بخبر انتحار مريم لكن الندم هيفيد بأيه بعد فوات الاوان
كانت سارحه قدامه بدون كلام واحمد استغرب اوی صمتها ده لانه توقع انها تنهارا بشده قدامه علشان يقدر يشفي غليل صدره منها شويه بس حصل العكس تمام شافها بصت له بدموع وندم ونطقت بهدووء مرعب بنسبه له وقالت: انت عندك حق واللي عملته فيا كان حقها فعلا علشان ربنا مستحيل يسيب حد مظلوم حتي لو بقى عنده انا عارفه ان ندمي او اعتزاري منها دلوقتي مش هيفيد بأي شئ لان الزمن مش بيرجع تاني بس انا حابه اقولها وخلاص انا اسفه الغيره زمان كانت بتوصلني اعمل حجات انا نفسي ببقى مصدومه منها بعدين انا اسفه اسفه بجد
خلصت كلامها تحت نظرات الصدمه والزهول الكبير من احمد تجاها وهو مش مصدق انها قالت قدامه كده بطريقه رعبته عليها فعلا واللي زاد صدمته وخوف اكتر هو انها سابته وتوجهت للباب الشقه بشكل صادم فعلا وهي بتقول:انا همشي وهيريحك انت والعالم كله من وجودي لان وجودي فعلا في الدنيا دي بقى مجرد وجع وألم لكل حد بیقرب منی عن اذنك
قالت كده وبعدها طلعت من الشقه قدام احمد اللي كان بيبص في اثرها بصدمه وزهول كبير وبعد دقايق بس فاق وبص قدامه بصدمه وهو بيقول بعد تصديق:هي هي قالت كده ليه انا مش فاهم حاجه بس هي قالت كده ليه؟
فضل يردد الجمله دي كام مره وبعدها جرى على باب الشقه وهو بيقول بزهول وخوف:لا لا مستحيل انا مكنتش عاوز يحصل كده انا مش عارف عاوز ايه دلوقتي بس مستحيل اسمح لها انها تعمل كده ابدا
خلص كلامه وجرى بجنون وهو بيدور عليها وعقله كان بيقوله في الوقت ده:مالك خايف عليها ليه مش انت عملت ده كله علشان تاخد حق اختك منها ودلوقتي قدرت تدمر كمان حياتها زي ماخططت باظبط خلاص سيبها لمصيرها المحتوم بقى
احمد بعد ماسمع كلام عقله وقف مكانه فجأه بس قلبه رد عليه بسرعه وقال:انت صحيح كنت موجوع وخسرت كتير بسببها بس انا وانت متأكدين من حبنا لها انت حبتها بجد يااحمد وكفايه اللي مرت بيه هي في حياتها وكل ده كان قدامك من موت ابوها لعذاب جوزها لها لاخر صدمه اللي كانت انت كمان كفايه هي اخدت عقابها اللي تستحقه ولو حصل لها حاجه دلوقتی فأنت كمان مش هتقدر تكمل حیاتك بدونها صدقني
احمد وقتها نزلت دموعه لان قلبه كان عنده حق هو رغم اللي حصل كله بس ميقدرش ينكر انه حبها وتعود علی وجودها في حياته ومستحيل يقدر دلوقتي يكمل بدونها فجرى تاني بدون وعي وهو بينادي عليها بخوف كبير وهو بيقول:يارا ردي عليها لو سمعاني ارجوكي ردي عليا بس ارجوكي
وعلى الناحيه الاخرى
يارا كانت بتمشي في الشارع بتوهان رهيب وهي بتفكر في كل شئ مرت بيه صحيح كانت زمان مغروره ومتكبره جدا وده من تربيه ابوها لها كان بيدللها كتير لانها عاشت يتيمه الام من عمر اربع سنين فكان علطول يجيب لها اللي هي تطلبه بدون تأخير عاشت على الحياه دي اللي دمرت حياتها الحاليه دمرت كل حاجه حلوه كانت ممكن تحصل عليها زي أي بنت طبيعيه زوج يحبها بجد من قلبه واصحاب يقفوا جنبها وقت ماتحتاج لهم بس دلوقتي هي بقت وحيده بدون اب او قريب او حبيب يحتويها.. ياترى هي وجودها في الحياه دي اصلا مهم او لا
دي كانت افكار يايارا في الوقت الحالي تعبت من الدنيا وخسرت قوتها كلها وبقت شبه خاويه من أي مشاعر او وجود وقتها وقفت قدام النيل باظبط وبصت تحتها بضياع وتوهان وهي بتقول:الكل تخلى عندي وبقيت وحيده…وحطت ايدها على بطنها بدموع وحزن وكملت..مافضلش معايا دلوقتي غيرك انت بس ياحبيبي سامحنی بس ماما بجد تعبت اوي وبقت ضعيفه اوي كمان علشان كده احنا الاتنين لازم نسيب الدنيا سوى انت الوحيد اللي هتفضل معايا حتي بعد موتي ياقلبي ماشي
نزلت دموعها بغزاره وضعف كبير وبصت تحت على المياه الجاريه وبعدها رفعت نظرها لسماء فوقها وهي بتقول بدموع ووجع:يارب سامحني انا عارفه اللي هعمله ده حرام بس مبقتش خلاص قادره استحمل اكتر من كده انت وحدك عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب
وبعدها رفعت نفسها على صور النيل ولسه هترمي نفسها فيه لقت ايد قويه مسكت ايدها بسرعه وسحبها لبر الامان وقال….
وعلى الجهه الاخرى عند حازم وحبيبه
حبيبه كانت حابسه نفسها في اوضتها بحزن وغضب وحازم كان واقف قدام الباب بحزن وخوف وهو بيقول:حبيبه افتحي الباب خلاص ابوس ايدك واسمعيني انا مستحيل اعمل كده مستحيل طب افتحي وعاقبيني بأي شئ تاني وانا راضي بس افتحي الباب ده بقى
حبيبه كانت سامعه صوته من الخارج والغضب مسيطر عليها فخرجه له بحده وهي بتقول:انا قولت اللي عندي ياحازم ومش عاوزه منك حاجه تاني غيرها طلقني لاني مش هقدر اكمل معاك ولو قولت ايه كمان
حازم بصلها بدموع وقرب حضنها بسرعه وهو بيقول بحب وندم:انا اسف والله اسف واوعدك هغير نفسي خالص علشانك وهعمل كل اللي تطلبيه مني كمان بس بلاش السيره دي ياحبيبه
حبيبه حست بصدق كلامه بس دفعته بعيد عنها بعنف وقالت باصرار:انا مش هغير رأيي ده ياحازم ابدا انا مصره على القرار ده
حازم سمعها وقرب منها بترجي وهو بيقول:طيب سامحني علشان خاطر ابننا بس ياحبيبه هو زنبه ايه في افعالي انا.. حرام تحرميه من وجودنا سوى جنبه ارجوكي فكري
حبيبه فكرت فعلا في كلامه ابنها زنبه ايه دلوقتي يتحرم من وجود ابوه معاه بس دخلت غرفتها بسرعه قبل ماتضعف قدامه وقالت بصرار رهيب: حازم الاحسن لك انك متحاولش معايا لاني مستحيل اغير رأيي ده ابدا
حازم سمعها والغضب والخوف زادوا جوه قلبه اكتر وقال بنفاعل بيخبى خلفه خوفه ورعبه من الفكره دي : وانا كمان مستحيل اطلقك ياحبيبه ولو هتفضلي عمرك كله كده زعلانه مني برضو مش هطلقك ابدا
حبيبه اتغاظت اوي من كلامه وقعدت على السرير جنبها بتحدي وهي بتقول: ماشي ياحازم انا هعرف اادبك تاني من اول وجديد وبكره تشوف انا هعمل ايه
وفي نهار اليوم التالي
صحي حازم قبل الجميع وطلع جهز الفطار اللي بتحبه حبيبه علشان يحاول معاها تاني ووقف قدام غرفتها بصنيه الاكل وطرق الباب بهدووء وبعدها فتح الباب وهو بيقول ببسمه: صباح الجمال علی اجمل حبيبه في حياتي و
سكت حازم فجأه وعنيه وسعت بصدمه وزهول كبير والصنيه وقعت منه كمان علی الارض من شده الصدمه عليه لما لقى الغرفه قدامه خاليه ودولاب حبيبه مفتوح وهدومها كلها مكنتش موجوده فيه وهنا صرخ حازم بكل صوته بصدمه كبيره وهو بيقول: لااااا مستحيل حبيبه هربت وسابتني ووو