رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل السادس عشر
كانت تجلس على مقعدها كعادتها أمام سيارته وهي تنتفض من البرد، وذلك العديم الشعور يجلس أمامها بكل برود ينافس برودة الجو، وكأن لا شيء يحدث حوله .
راقب فبريانو ملامح روبين الحانقة وهي كل ثانية والأخرى تنفخ بضيق، بغرض إيصال رسالة له أنها لا تريد الجلوس في الخارج، لكنه لا يهتم .
استشاطت روبين من تجاهله لحنقها وغضبها لتهتف بعصبية شديدة :
" اللهم طولك يا روح "
ابعد فبريانو عينه من على هاتفه بعدما كان يتواصل مع انطونيو يعلم منه آخر التطورات في الاجتماع وهو يقول بانتباه :
" هل قلتي شيئًا ؟؟؟"
" قلت أنني أريد الذهاب للنوم الآن، فأنا أشعر بالبرد "
رمقها فبريانو من أعلى لاسفل وهو يلوي شفتيه بسخرية شديدة :
" تشعرين بالبرد ؟؟؟ مع كل تلك الطبقات من الملابس ؟؟؟ "
" طبعًا ما هو عشان البعيد عديم شعور مفكر الكل زيه "
رفع فبريانو حاجبه بحنق وهو يتقرب منها فجأة بشكل أثار ريبتها يهمس جوار أذنها بنبرة غريبة على مسامعها :
" يمكنني تدفئتك إن اردتي "
أنهى حديثه ببسمة وهو يبتعد قليلًا حتى يراقب ملامحها جيدًا، ليجد وجهها قد احمر بشدة وهي تهمس بشيء لم يفهمه ...
ابتلعت روبين ريقها وهي تهمس لنفسها :
" قلة ادب ؟؟؟؟ عايز قلة ادب ؟؟؟؟"
ابتسم فبريانو بسمة صغيرة جانبية وهو يميل برأسه يراقبها ويراقب ردات فعلها حتى وجدها تنتفض وهي ترمقه بخوف شديد :
" ماذا تقصد يا هذا ؟؟؟هل تريد فعل شيء سيء بي ؟؟؟"
ضحك فبريانو باستمتاع على ملامحها التي انقلبت للنقيض سريعًا وفي ثواني قليلة، ليقول بسخرية لاذعة وهو يلوي شفتيه :
" يا فتاة أي شيء سيء هذا الذي سأفعله معكِ ؟؟؟ هل تظنيني اعمى ؟؟؟"
فتحت روبين عينها بصدمة من حديثه، هل يقلل منها ؟؟؟ ألا يراها جميلة !؟؟؟ و دون أن تشعر كان سؤالها يترجم على هيئة كلمات وهي تقول بحاجب مرفوع وحنق تستعد لمعركة كبيرة معه :
" هل تقصد أنني قبيحة ؟؟؟"
" وهل هذا شيئ غريب ؟؟؟فأنا لطالما أخبرتك ذلك، ما الذي حدث تلك المرة لتنزعجي؟؟"
أنهى حديثه بتعجب من لهجة حديثها فهو لطالما نعتها بالقبيحة دون أن تهتم، لكن تلك المرة كانت تبدو حانقة من حديثه ليتأكد أن هناك شيء حدث لها لتحاول الهروب بذلك الشكل :
" إذًا لِمَ لا يرى هو الشيء نفسه ويتركني وشأني ؟؟؟"
رفع فبريانو حاجبه ينتظر منها اكمال حديثها لتفعل هي دون أن يقول كلمة واحدة :
" هو يريد الحصول عليّ تحت أي ظرف وكأنني مجرد لعبة سيفوز بها "
أنهت حديثها وهي تنخرط في بكاء عنيف، تشعر بالاختناق بعدما تحدثت مع والدتها صباح اليوم، هي ملت الأمر، ملت كل شيء، حتى أن إجازتها ستنتهي خلال أيام قليلة، لكنها لا تود الرحيل حقًا، فبعودتها سيتم اعلان معاد وفاتها .....
" هل رآكِ وأنتِ تبكين سابقًا؟؟؟؟ أراهن أنه سيهرب إن فعل "
رفعت روبين عينها بصدمة له، تفكر هل يتحدث بجدية ليؤكد هو حديثه وهو يشير لوجهها :
" أنتِ تبدين أكثر قبحًا في هذا الشكل، عندما ترين ذلك الاعمى مجددًا فقط ابكي أمامه كما فعلتي الآن وصدقيني لن يفكر يومًا في الاقتراب منك، حتى كحل عينيكِ الحبيب قد خرب واصبحتي كما الوحش "
اغتاظت روبين من إهانته لانوثتها، لتصرخ في وجهه وهي تلقي بخاخها عليه بغضب :
" تتحدث وكأنك أكثر الرجال وسامة "
" أنا كذلك بالفعل "
تشنجت روبين بحنق شديد وهي تلقي بوجهه حديث لاذع كما فعل هو للتو :
" بل أنت مقرف، مظهرك يثير غثياني "
اعاد فبريانو وجهه للخلف وهو يفتح فمه بعدم تصديق وكأنه يخبرها ( حقًا) لكنه و دون كلمة واحدة كان ينهض وهو يخلع الجاكت الاسود الخاصة به ليبقى التيشيرت الأسود الذي يرتديه أسفل الجاكت، ثم يفرد عضلاته على الجانبين وهو يقول وكأنه عارض كمال اجسام مازحًا :
" والآن؟؟؟؟؟"
______________________________
" ما الذي تفعلينه ؟؟؟؟"
فزعت جولي من صرخة مارتن وهو يقتحم المطبخ بشكل مخيف يصرخ في وجهها وكأنها تقوم بفعل شنيع أو ما شابه ..
كان مارتن يقف على باب المطبخ يراقب يدها بفزع وهي تمسك قطعة حلوى كبيرة مليئة بالمكسرات المتنوعة، وتلك الحمقاء تعاني حساسية خطيرة تجاه المكسرات ...
اندفع مارتن بجسده صوبها في شكل اثار رعبها لتقوم بحشر قطعة الحلوى في فمها بسرعة قبل أن يصل لها، و ما كادت تمضغها حتى وجدت ينقض عليها سريعًا وهو يصرخ في وجهها بغضب :
" أيتها المجنونة ستموتين...افتحي فمك ...افتحي فمك "
كان يتحدث وهو يمسك وجهها الذي كان مغطى بتلك المادة السوداء لتتلوث يده وهو يحاول فتح فمها بعنف، بينما هي كانت تطبق على شفتيها بعنف شديد ترفض أن تدعه ينال من حلواها ...
جن جنون مارتن وهو يزيد من قوة قبضته حتى كاد ينزع فكها من وجهها صارخًا بغضب مخيف :
" افتحي فمك أيتها الحمقاء....ستقتلين نفسك يا مجنونة "
كان يتحدث بغيظ شديد وهي قد ازداد عنادها بشكل أكبر منه لترفض أن تفتح فمها، لكن فجأة شعرت بيده تفتح فمها بقوة وهو يحاول إجبارها على بصق الحلوى خارجًا، لكنها بدلًا من ذلك أطبقت أسنانها على يده لتتعالى صرخات مارتن في المكان وهي فقط تعض يده أكثر واكثر شاعرة براحة كبيرة في ذلك، فهي منذ كانت طفلة كان سلاحها الوحيد هو أسنانها وها هي كبرت لتجد أن العض هو منفس كل غضبها ...
دفع مارتن جسدها بعيدًا عنه وهو يصرخ :
" اتركي يدي يا متوحشة...."
همهمت جولي بكلمات غير مفهومة بالنسبة له، وعندما يأس هو من أن تترك يده قام بغلق انفها بغيظ شديد، ليقطع عنها الهواء وتضطر لفتح فمها كطفل صغير يطلب الهواء و هذا ما حدث بالفعل وهي تفتح فمها بعنف تاركة يده ليخرجها هو سريعًا ثم جذبها بعنف من شعرها يحركها وهو يدفعها لإخراج الحلوى لينجح أخيرًا في ذلك ...
ابتسم مارتن براحة شديدة وهو يراقب ملامح جولي المتحفزة الحانقة، لتتسع بسمته عليها، لكن فجأة اختفت وهو يراها تهجم عليه في غفلة منه تنزع عنه قناعه وهي تقول بصرخة منتصرة :
" خدعتك ......."
_______________________________
اقترب انطونيو بوجهه من هاتف جايك وهو يحاول التدقيق في وجه الفتاة ليرفع حاجبه بتفكير وهو يقول :
" نعم هي ...تلك المغنية الفاشلة "
كان يتحدث بغيظ شديد يتذكر ما فعلته به اول مرة يقابلها، ابتسم بسخرية وهو يستمع لكلمات مارسيلو الذي نزع الهاتف من يد جايك قائلًا ببسمة واسعة :
" يا رجل لقد ازدادت إثارة "
ابتلع مايك ريقه وهو يشكر القدر الذي جعل مارتن ينصرف في ذلك الوقت تحديدًا حتى لا تحدث مجزرة بينه وبين أخيه الغبي ..
نزع مايك الهاتف من مارسيلو بعنف مما جعل مارسيلو يصيح بحنق شديد محاولًا سحب الهاتف منه مجددًا، لكن مايك رفض ذلك وهو يقوم بنسخ رابط الفيديو ثم ألقى الهاتف على الفراش وتحرك بعيدًا عن الجميع ليقف جوار النافذة وهو يرسل رسالة بها الرابط إلى هاتف مارتن قبل أن يعلم من احد آخر ويقوم بقتلهم جميعًا ...
اغمض مايك عينه بغيظ وهو يستمع لحديث جاكيري الذي كان يتناول طعامه بعدم اهتمام :
" يا رجل تلك المرأة شرسة بشكل مخيف، أتذكرون عندما عضت انطونيو ؟؟؟ لقد كان جميع الحراس يتحدثون عن تلك الواقعة "
أنهى حديثه وهو يمضغ بعض قطع البيتزا في فمه بتلذذ غافلًا عن انطونيو الذي نهض من مكانه بعنف ثم صفعه على رقبته بغيظ شديد صارخًا :
" أنت لن تنس هذا أبدًا ؟؟؟؟ تجعلني أود لو اقتلها بيدي "
ضحك جاكيري بصخب وهو يهز رأسه بلا، يراقب مارسيلو الذي كان يشاهد الفيديو بملامح مبهورة وهو يقول بينما جايك يلتصق به :
" نعم صحيح، أنها شرسة، الرجل أسفلها يكاد يقبل يدها لترحمه، ما رأيكم أن نحضرها لتعمل معنا ؟؟؟"
صرخ مايك وهو يود إنهاء هذا الأمر :
" تبًا لك اعطني هذا الهاتف ..."
تحرك مارسيلو من مكانه بسرعة قبل أن يصل له مايك وهو يصرخ بعدم فهم لتصرفات مايك الجديدة عليهم، وهو من كان أول الأشخاص الذين يتجمعون ويغازلون أي فتاة :
" ما بك يا رجل؟؟؟ هل جننت ؟؟؟"
تحرك مايك يركض خلف مارسيلو الذي تحرك لخارج الغرفة بخوف من أخيه الأكبر وهو يصرخ :
" عد لرشدك مايك ....هذه فتاة جميلة يا رجل "
صرخ مايك بغضب من نعته لحبيبة مارتن بالجميلة، يفكر في ردة فعل مارتن إن قال أخيه تلك الكلمات أمام وجهه بالخطأ :
" سأقتلك مارسيلو ...."
ركض جايك خلف الاثنين وهو يصرخ بحنق شديد :
" تبًا لكما أنتما الاثنين، اعطياني هاتفي ثم اقتلا بعضكما لا اهتم "
راقب ادم ما يحدث باستمتاع وهو يقول ساخرًا :
" اقسم أن المشفى ستقوم بطردي بسببكم جميعًا ودون حتى استكمال شفائي "
ضحك ماركوس بشدة وهو يميل على ادم هامسًا بسخرية يمازحه :
" اه يا مسكين لن ترى الجميلة بعد ذهابك من هنا، ما رأيك بأن اطلب عودتك للمنزل مع عناية فائقة من الطبيبة هــ..."
قاطعه ادم بحدة وهو يمسك علبة مشروب غازي يلقيه في وجهه صارخًا :
" أغرب عن وجهي يا حقير ......"
____________________
انفجرت روبين في الضحك على مظهر فبريانو الذي جلس مجددًا وهو يرتدي سترته قائلًا بسخرية :
" اياكِ وأن تشككِ في وسامتي مجددًا "
ضحكت روبين وهي تهز رأسها بلا تشير له أن يرتدي الجاكت بإصرار :
" حسنًا ارتدي ثيابك فالطقس بارد بشدة "
ارتدى فبريانو سترته وهو يقول بجدية كبيرة :
" حسنًا اعتقد أنني أملك شيئًا قد يبعث بعض الدفء لكِ "
راقبته روبين بحماس شديد وهي تراه ينحني بجسده بداخل السيارة ثم عدّل وضعية بعد جلوسه وهو يحمل حقيبة تحتوي شيئًا ما، لتبتسم هي باتساع ظنًا أنه احضر بعض الطعام الساخن، أو حتى مشروبًا دافئًا، لكن كل ذلك تحطم وهي تراه يخرج ما احضره ...
" آيس كريم ؟؟؟؟؟ أحضرت آيس كريم ليدفئنا ؟؟؟؟"
هز فبريانو رأسه بنعم وهو يفتح علبة الايس الكريم الضخمة ثم وضع ملعقة في يديها وهو يتناول البعض قائلًا بجدية كبيرة يشاركها بعضًا من معلوماته القيمة :
" قرأت سابقًا مقال علمي كتب بواسطة عالم جليل يقول هذا المقال أن تناول شيء بارد في الشتاء كالمثلجات، يؤدي لتدفئة الجسد، لأن المثلجات الباردة عندما تقابل برودة الجسد سينشأ بينهما تفاعل كبير ينتج منه حرارة تدفئك "
تناولت روبين الايس كريم دون شعور وهي تجيبه بذهول كبير :
" حقًا ؟؟؟؟؟ لم اسمع يومًا بشيء كهذا... من هذا العالم ؟؟؟"
" أنا..."
نظرت له روبين بصدمة ليؤكد هو على ما وصل لها و هو يقول بجدية كبيرة بعد أن دفع بملعقة ايس كريم في فمه :
" أنا من اكتشف ذلك أثناء تناولي الايس كريم في أحدى المرات وقمت بتسجيل تلك الملاحظات في دفتر خاص بي، حتى انتهي تمامًا من تأكيد تلك النظرية "
نظرت له روبين ثواني وهي تضع الملعقة في فمها قبل أن تنفجر في الضحك بشكل هستيري جعله يبتسم وهو يتناول الايس كريم معها بنهم شديد، يشاركها لحظات لم يسمح لأحد قبلها أن يشاركه إياها ....
_____________________
" يا رجل أنت وسيم حقًا ..."
تحدثت جولي بانبهار شديد وهي ترمق مارتن، الذي انكمشت ملامحه بحنق شديد ولم يكد يجيبها حتى سمع صوت هاتفه معلنًا وصول رسالة، أخرجه وهو مازال يرمق جولي.
نظر مارتن لهاتفه وعينه تمر على رسالة مايك الذي أرسل له رابط يخبره أن يفتحه ليرى ما يحتويه، فكر مارتن أنه ربما يكون رابط فيديو لفتاة ما كما يفعل مايك عادة، لذا لم يفتح الرابط ونظر في وجه جولي وهو يقول بتحذير كبير لها :
" اياكِ أن تأكلي المكسرات مجددًا سمعتي ؟؟؟؟"
رفعت جولي حاجبها بسخرية وهي تتحدث له حانقة :
" هيييه ليس لأنني قلت أنك وسيم، تحدثني بهذا الشكل "
اقترب منها مايك بشكل خطير وهو يقف أمامها مباشرة قائلًا ببسمة ساخرة :
" حقًا ؟؟؟"
لم تجبه جولي، فهي كانت تنظر لعينيه عن قرب وهي تتذكر همسه الدائم لها بخصوص عينيها لتقول بتعجب وهي شاردة في عينه :
" عينيك ...."
رفع هو حاجبه :
" ما بهما ؟؟؟؟"
" أنها بنيتان كخاصتي "
كانت تتحدث متعجبة إعجابه الكبير للون عينيها، بينما هو يملك اللون نفسه، لكن وصلها رده الذي أصاب قلبها في مقتل وهو يقول ببسمة عاشقة :
" لهذا احب عينيّ لأنها تذكرني بخاصتك "
ابتعد مايك فجأة عنها ثم قال بينما يمرر يده في خصلات شعره الهائجة المبعثرة بعشوائية يحاول أن يحسن منها قليلًا:
" غدًا تجارب الاداء، لا تنسي الأمر سأكون في انتظارك هناك، وحتى اراكِ غدًا..... سلامي لعينيكِ "
أنهى كلماته ولم يعطها حتى فرصة للتحدث أو حتى النظر إليه أكثر حتى تحفظ ملامحه ...
خرج مارتن من المنزل وهو يبتسم بسمة واسعة فهو كان ينتوي أن يريها وجهه على أي حال، حتى يكون اللعب مكشوفًا للجميع ويتمكن من حضور تجارب الاداء ومساندتها ...
________________________________
صباح يوم جديد في العمل لها، تقدمت رفقة من الشركة بكل كسل وتعب بعدما سقطت البارحة من كثرة البكاء في احضان أخيها، اليوم رحل أخيها صباحًا حتى لا يثير ريبة أحد في حارتهم باختفاءه، و الشكر لله أنها حتى الآن لم يتم وضع مراقبة عليها، لكن بعد وفاة إيفان، ربما يحدث، لذا حذرت اسكندر من القدوم إليها مجددًا ..
توقفت رفقة فجأة أمام الشركه وهي تلمح العم توفيق الذي يجلس كعادته على مقعده المميز، لكن تلك المرة وهو يضع طاولة أمامه يفترشها بكل ما لذ وطاب من تلك الاكلات التي اشتاقت لها .
اقتربت منه رفقة وهي تهمس بصدمة :
" رنجة وفسيخ ؟؟؟؟ في الشركة يا عم توفيق ؟؟؟"
رفع توفيق عينه لرفقة وهو يبتسم بترحيب :
" اهلًا يابني كويس إنك جئت أنا عملت حسابك في الرنجة، اقعد يلا كل لقمة ولا حاجة، عارف زمانك يا حبة عيني نفسك في حتة رنجة ولا فسيخ ولا حتة بطروخ كده تسندك اقعد اقعد ...."
جلست رفقة وهي تتحدث بتمنع احمق :
" يا عم توفيق مينفعش كده احنا في شركة كبيرة وليها اسمها......ده بصل اخضر ده ؟؟؟؟"
قالت وهي تشير لشيء أثناء تناولها الطعام بنهم كبير فهي بالفعل كما قال العم توفيق اشتاقت لتلك الاكلات...
" ناولني حتة بطروخ يا عم توفيق المرملة اللي هناك دي "
ناولها توفيق ما أرادت وهو يتلذذ بالطعام ليسمع سؤالها المتعجب :
" ألا قولي يا عم توفيق جبت الحاجات دي منين هنا؟؟؟ هو فيه محل فسخاني هنا ؟؟؟؟"
" والله يابني أنا ما اعرف، كل اللي قدامك ده أنا اللي عملته بنفسي، بجيب سمك واخلله "
نظرت له رفقة مبهورة ثم قالت بتعجب :
" بتخلله بنفسك !؟؟؟ أزاي ده ؟؟؟"
ضحك العم توفيق وهو يقوم برش بعض الليمون على الطعام ثم قذف قطعة في فمه متلذذًا :
" الوحدة ياما تعلم يا بني....أنا اتعلمت اعملها من سنين السنين عشان كل ما تهفني نفسي عليها اكلها براحتي، في الاول كانت بتبوظ بس بعدين بقت تتظبط معايا "
أنهى حديثه ثم قال بضحكة عالية :
" ده أنا ياما اتبلغ عني بسبب الريحة وكانوا مفكرين إني مخبي جثث عندي في البيت بسبب الفسيخ ده "
انطلقت ضحكات رفقة ترنّ في الأجواء بصخب وهي تتخيل الأمر، أن يسجن بسبب وجبة رنجا أو فسيخ ...
" تلاقيك افورت في الفسيخ، بالك لو رنجة مش هتعمل ريحة نفاذة خالص "
" ما الذي يحدث هنا في شركتي ؟؟؟؟؟؟؟"
_____________________________
ابتسم وهو يتجه صوب غرفتها في المشفى بعدما قرر الاستمتاع بتلك الإجازة الصغيرة التي منحها لهم جده، ليقرر المجئ إليها و رؤيتها في المشفى قبل الذهاب للشركة..
لكن قبل أن يفتح الباب توقف ثواني وهو يتنفس ببطء يهيئ نفسه لما سيقابله في الداخل، ابتسم وهو يمد يده لفتح الباب، لكن ما كاد يفعل حتى سمع صوت يقول بصوت عالٍ :
" مع ثلاثة ....واحد.... اثنان.... ثلاثة "
وبمجرد انتهاءه من العد علت أصوات بعض الآلات الموسيقية التي تقرع بشكل مزعج بالنسبة للشارع، فما بالكم بالمشفى حيث المرضى يحتاجون لبعض الهدوء، لكن كل ذلك لم يشغل بال انطونيو، بل ما شغل باله هو صوت الغناء الذي تبع تلك الموسيقى المزعجة .
استند انطونيو بجبهته على الباب وهو يضربها بخفة فيه يحاول تمالك أعصابه، فروما تبدو كما لو أنها تحولت وليست فقط فقدت الذاكرة، هو لم يرها أو يعلم كيف كانت تتصرف ايام الجامعة وبعدها مباشرة، فقط سمع منها بعض الأحاديث المازحة عن كيف كانت تتصرف بطيش لا تهتم لأحد، والآن ها هو سيشهد كل ذلك بأم عينيه ....
فتح انطونيو الباب فجأة وبحدة لتتصنم أجساد الجميع برعب من هيئته، هم لا ينسون عندما طردهم جميعًا من الغرفة سابقًا، وهددهم جميعًا بسلاحه ...
نظر جميع الشباب لبعضهم البعض يفكرون ماذا يفعلون؟؟؟ حتى سمعوا صوت روما الحانق وهي تقول :
" ما لكم يا رفاق؟؟؟ لماذا توقفتم؟؟ علينا الانتهاء من التدريب قبل وقت المسابقة "
رفع انطونيو حاجبه وكأنه يخبرها ( حقًا ؟؟؟؟)، لكن روما لم ترى ملامحه وهي تتحرك بتعب شديد من فراشها بسبب الدوار الذي يصيبها بمجرد التحرك تقول وهي تقف أمام الجميع :
" ما رأيكم أن نرتدي ثياب سوداء غامضة، سنبدو كما لو أننا رجال عصابات أو مافيا ... أليس هذا رائعًا ؟؟؟"
اغمض انطونيو عينه يحاول كظم غيظه وهو يفكر أنه نفسه :
" وكأن الملابس السوداء هي العلامة الوحيدة للمافيا...فإذا ارتدى شخص ما الاسود أضحى أحد رجال المافيا "
استدارت روما وهي تستمع لهمس خلفها تقول بحنق من وجود ذلك الرجل الذي أضحى يزعجها حقًا :
" هل قلت شيء يا سيدي ؟؟؟؟"
" لا يا حبيبة سيدك... اقول فقط أن تتخلوا عن فكرة المافيا، فهكذا ستسيئوا لهم بحماقتكم "
فتحت روما عينها بصدمة وهي تستوعب كلماته مشيرة لنفسها :
" نحن ؟؟؟"
هز انطونيو رأسه بنعم لتتخصر هي في حركة أثارت غضب انطونيو وهو يرمق الرجال حولها، لكنها لم تدعه يغفل عنها وهي تقول بسخرية و استنكار :
" حقًا هل تراني لا أصلح لأن أكون من المافيا ؟؟؟؟ ها أجبني؟؟؟؟ ثم من أين لك أنت تعرف كيف تكون المافيا؟؟؟ يا سيد أنت ابعد ما يكون عن المافيا بثيابك الرسمية تلك، أنت أشبه لمهندس في شركة أو ما شابه "
نظر انطونيو لثيابه بحنق وهو يفكر في حديثها، هل تعتقد أن المافيا يسيرون بثياب سوداء شبابية مقطعة ؟؟؟ حسنًا بعض أبناء عمومته يقومون بهذا، لكن بحق الله نصف الرجال الذين عرفهم في المافيا لا يتحركون سوى بثياب رسمية ...
" دعكم منه يا رجال...هيا لنعد للتمرين"
تحدث انطونيو دون أن يبدي ردة فعل على حديثها وهو يرمق جميع من يقف خلفها ببسمة مخيفة :
" أنتم لا تحتاجون لمعرفة ما الذي سيحدث لكم إن لم تخرجوا من هنا الآن، صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
_______________________
انتهى مارتن من تمارينه الصباحية وهو يترك الآلة ثم تحرك ببطء وارهاق يجلس على الأريكة يرتشف بعض رشفات من عصيره الصباحي وهو يتصفح حاسوبه، ليتذكر فجأة عندما وقعت عينه على صفحة مايك الخاصة، أن مايك ارسل له رسالة البارحة ورابط ما، لذا ابتسم وهو يعود بظهره للخلف يفتح هاتفه وهو يقول بفضول :
" لنرى ما ارسل ما....."
توقف مارتن عن الحديث وهو يعتدل فجأة في جلسته يحدق في هاتفه ببلاهة لا يصدق ما يراه هامسًا :
" يا ويلي من تلك المجرمة ؟؟؟؟"
وهو من ظنها لطيفة رقيقة، ظنها فنانة مرهفة الحس، ابتسم بسخرية على نفسه وهو يراقب كيف تضرب ذلك الرجل الذي لا يظهر منه شيء ولا يتضح منه شيء سوى صرخاته، لينتبه إليها وهي تنقض عليه بالعض :
" تلك الفتاة تبدو أشبه للذئاب ...تواجه جميع مشاكلتها بالعض وكأنها ستأكلنا "
أنهى حديثه وهو يرتشف كوب العصير مرة واحدة ثم حمل حاسوبه وهاتفه و هو يتحرك صوب غرفة مايك بشر كبير يريد معرفة من أين حصل على هذا الفيديو، لكن اثناء سيره في الممر بغضب وقعت عينه على عدد الأشخاص الذين شاهدوا الفيديو ليهمس بشر :
" مرحى اصبحتِ مشهورة يا بنية العينين "
اقتحم مارتن غرفة مايك بعنف شديد وهو يتجه صوب فراشه يضربه بقدمه في عنف بينما يحمل على يديه حاسوبه مرددًا بحنق :
" أنت يا وغد استيقظ ..."
تجاهله مايك وهو يتقلب في نومته هامسًا من بين شخيره الخافت كطفل صغير أثناء نومه :
" فقط قبلة واحدة و سوف آخذك للمالديف إن اردتي"
لوى مارتن شفتيه باشمئزاز وهو يبصق عليه :
" حقير ... أنت يا غبي استيقظ...هيا انهض وأخبرني من أين حصلت على ذلك الفيديو ؟؟؟؟"
" المالديف ..."
اغتاظ مارتن من حديث ذلك المعتوه ليضربه بقدمه مجددًا وهو يصرخ :
" أي مالديف هذا يا حقير؟؟؟؟ أنت حتى لم تشاهده في التلفاز ...هيا انهض حتى لا آتي واقطعك أنت وتلك الحقيرة في الحلم ثم انثر جسدك على شاطئ المالديف "
فتح مايك عينه بانزعاج شديد ثم قال بنبرة ما زالت تحمل اثر النعاس في طياتها وهو يزفر مبعدًا قدم مارتن يحاول العودة للنوم :
" فقط قبلة واحدة ..."
ضربه مارتن مرة أخرى بسخرية :
" أرى أن حالتك بدأت تسوء اكثر يا رجل .....الحرمان يكاد يقتلك ...هيا استيقظ "
نهض مايك بضيق وهو ينظر له بغيظ :
" ماذا تريد؟؟؟ ألسنا في إجازة ؟؟؟ "
" من أين أحضرت ذلك الفيديو ؟؟؟"
نظر مايك للحاسوب بأعين شبه مغلقة وهو يقول بغباء :
" من اليوتيوب، كما أنه أصبح منتشر على منصات التواصل الاجتماعي "
" ومن رآه من المنزل هنا ؟؟؟"
" الجميع عدا فبريانو فهو كان في الخارج "
ضربه مارتن على رأسه بغيظ ثم هتف وهو يتحرك للخارج :
" فقط انتهي من صاحب تلك القناة الحقيرة ثم أرى عملي معكم جميعًا ...حفنة من الاوغاد "
رمقه مايك بسخرية وهو يرحل، ليعود ويتسطح على فراشه مجددًا وهو يهمس بضيق :
" عسى ألا تجد طريقة لإصلاح المشكلة....."
أنهى حديثه وهو يعود للنوم مجددًا، لكن فجأة شعر بقدم تدفعه بعنف شديد ليسقط أرضًا وصوت مارتن يصدح بغيظ :
" لقد أيقظت القصر كله بشخيرك "
تحرك مارتن للخارج يقصد غرفته تحت صرخات مايك الذي صاح بغيظ :
" مالكم وشخيري ؟؟؟ ايها الحمقى ... وكأن لا أحد يشخر سواي في هذه الحياة "
أنهى كلامه وهو يصعد للفراش مجددًا يتمتم بحنق لاعنًا الجميع في المنزل ...
جلس مارتن في غرفته وهو ينقر على بعض الأزرار بحركات ماهرة ليستمر في الأمر دقائق قبل أن ترتسم بسمة واسعة على وجهه وهو يهمس بشر :
" انظروا ماذا لدينا هنا ؟؟؟؟"
___________________________
" متأكد من حديثك دراجون ؟؟؟"
تحدث دراجون لقائده الذي تظهر صورته عبر شاشة تتوسط الغرفة :
" نعم يا سيدي متأكد من ذلك، القتال نشأ البارحة بين رجال كارل واحفاد اليخاندرو، وحدثت خسائر من كلا الطرفين وخاصة طرف كارل "
صمت دراجون يترقب ردة فعل قائده الذي لم يتحدث بل استغرق لي التفكير طويلًا حتى قال :
"وهذا أكثر من جيد دراجون ..."
" كيف ؟؟؟؟"
" اقصد أن ندعهم يقتلون في بعضهم البعض دون تدخل بينهم، نحن فقط سنشاهد هذه اللعبة حتى يحين وقت تدخلنا .."
ابتسم دراجون بخبث، وهذا ما كان يفكر فيه بالتحديد ليقول بعد صمت قصير :
" إذًا فيما يخص الصفقة التي ستحدث خلال أيام .....هل نتدخل ؟؟؟"
" لا ...كما أخبرتك فقط شاهد العرض، فلا أعتقد أن اليخاندرو ومن معه سيقفون ويشاهدون صفقة بهذا الحجم تدخل أراضيهم دون أخذ ردة فعل "
صمت ثم قال بعد صمت قصير :
" حدثني بعد معرفة نتائج تلك الصفقة فأنا لدي خطة صغيرة تعتمد عليها "
أنهى حديثه بشكل غامض جعل دراجون يشرد قليلًا في حديث قائده مفكرًا في مقصده وأي خطة تلك التي يقصدها ؟؟؟
_____________
تحركت في تلك الأروقة البيضاء كليًا بشكل جعلها تشعر بارتخاء جميع اعصاب جسدها، نظرت حولها للجدران التي جعلتها تشعر كما لو أنها في مشفى للوهلة الأولى.
ابتسمت جولي وهي تراقب بعض اللوحات التي ترتص على طول الممر الذي ينتهي بباب كبير ضخم ...
نظرت في ساعة يدها ترى إن كان موعد تجارب الاداء قد بدأ ام لا ؟؟؟ لكن اتضح أنها تملك وقتًا على ذلك، لذا أخرجت هاتفها وهي تتحدث من روبين متى يحين وقتها ...
" نعم لا تقلقي روبين سأنتهي من كل شيء واخبرك ما حدث بالتحديد ......حسنًا حسنًا، لا بأس سأمر عليكِ بعد الانتهاء "
أنهت جولي الحديث وهي تستمع لصوت موسيقى لطيفة مريحة للأعصاب يشكل يضاهي طراز المكان الهادئ، لذا و دون وعي سارت تتبع الصوت والذي كان قادمًا من المسرح، توقفت أقدامها وهي تراقب تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر والبشرة البيضاء بشدة مما جعلها تبدو غريبة بعض الشيء عن المكان ...
لكن لم تهتم جولي بكل تلك الأفكار وهي تغمض عينها مستمتعة بعزفها الرائع السلس، حتى تدمر كل ذلك وهي تسمع صوت صراخ أخرجها من حالة النقاء التي كانت تعيشها بحنق شديد ...
نظرت جولي أمامها لترى أن هناك فتاة وقحة تصرخ في وجه الفتاة التي كانت تعزف البيانو، لكن ورغم ذلك لم تفضل أن تتدخل، لربما تكون مدربتها وتوبخها على خطأ في العزف أو ما شابه، لذا تحركت بلا اهتمام صوب الخارج تنظر في ساعة هاتفها ترتقب معاد تجارب الاداء .
بينما في الداخل كانت روز تستمع لحديث الفتاة بهدوء شديد دون الرد عليها بكلمة واحدة ....وكأنها تستطيع فعلها، فهي في النهاية مجرد خرساء مسكينة يعطف عليها الجميع .
________________
كان يقف أمام جده بلا ملامح ينتظر انتهاء جده من العمل الذي يقوم به حتى ينال بعض التقريع منه كما جرت العادة بينهما، لكن تلك المرة تختلف، ففي السابق كان جده يوبخه بسبب المهام التي يقوم بها بشكل غير آدمي، والآن وللعجب سيوبخ لأنه تخلف عن مهمة كتلك، وكل ذلك في النهاية من تحت رأس ارنب وردي أحمق ....
" أين كنت البارحة فابري ؟؟؟"
رفع فبريانو وجهه لجده وهو يجيبه بينما يهز كتفه بعدم اهتمام :
" كنت استنشق بعض الهواء في الخارج، فالجو كان خانقًا بعض الشيء"
" حقًا ؟؟؟؟"
" منذ متى اكذب عليك يا جدي ؟؟؟"
ابتسم اليخاندرو بسخرية لاذعة وهو يجيب :
" دائمًا .... "
" يا لك من صاحب قلب اسود "
اعتدل اليخاندرو في جلسته يتخلى عن لهجته اللينة مع فبريانو فهو يعلم جيدًا أن لا أحد يتغلب عليها في السخرية والمزاح الاسود كأفعاله لذا تحدث مباشرة :
" ما الذي فعلته لعصابات الطرق ؟؟؟؟"
رفع فبريانو حاجبه يدعي عدم فهمه لمقصد جده :
" أي عصابات تقصد ؟؟؟ أنت تعلم أنني لا أحبذ مثل تلك الشجارات التافهة جدي "
" لا تسخر مني فبريانو....تلك العصابة التي قامت بضرب ادم، ما الذي فعلته بها "
اشتدت أعصاب فبريانو بتحفز لذكر ما حدث لأخيه وهو يقول بعنف غير عابئًا بشيء :
" طالما أنك علمت بوصولي لهم، فبالطبع تعلم ما فعلته بهم "
تنفس اليخاندرو بضيق، هذا الشاب هز أكثر ما يخيفه بين الجميع، لا قلب له ولا يأبه لأحد، يفعل ما برأسه، حتى أنه أصبح يخشى إرساله لمهمة ما، حتى لا يعود منها وقد قتل كل من قابلهم .....والآن وصله أن فبريانو ذهب للعصابة التي قامت بضرب ادم وتقريبًا قام بـ ابادتهم، فتلك العصابة هي نفسها العصابة التي وكل انطونيو أمر التخلص منها لكلًا من ماركوس ومايك وآدم، لذا قام باقي الاعضاء الذين لم يطولهم أذى أحفاده بالتربص للجميع، وعند رؤيتهم لادم قاموا بالتكلاب عليه.
" أنا لا أحب تصرفاتك تلك فبريانو "
صمت فبريانو ولم يبد أي ردة فعل على وجهه وهو يستمع لحديث جده :
" لكن رغم كل ما فعلته، فأنا هذه المرة في صفك ..."
ابتسم فبريانو بسمة جانبية لجده وهو يرتقب حديثه اللاحق :
" هناك صفقة أسلحة كبيرة ستدخل لاراضينا ودون إذن منا ..."
انتبه له فبريانو جيدًا ليسمع حديث جده الذي لا ينبأ بالخير :
" أعتذر من الجميع واخبرهم أن الإجازة التي منحتها لهم قد أُلغيت ....."
___________________
اصوات التلذذ التي خرجت من فمه كانت ترسم بسمة غير واعية على وجهها وهي تراقبه بشكل يثير الإنتباه، تراقب اغماضه لعينه بشكل لطيف وحركات وجهه الظريفة ولهجته السيئة اي نطق الكلمات العربية ...
" اعطني بعض (السنجة ) توفيق "
انتبه توفيق لحديث جاكيري والذي جلس ليأكل معهم بكل نهم غير مهتمًا بأنهم يجلسون أمام شركته، أو حتى يعبأ بالموظفين الذين كانوا يرمقونهم بصدمة كبيرة ...
مد توفيق يده وهو يأخذ قطعة رنجة و وضعها أمام جاكيري وهو يقول بحنق :
" اسمها رنجة يا سيدي ...كلمة سنجة هذه لها معنى آخر "
نظر له جاكيري وهو يهز رأسه بعدم اهتمام يسأل وهو يقذف بعض قطع الرنجة في فمه :
" هذه اول مرة اتذوف ذلك السمك .....ما نوعه ؟؟؟"
" سمك مخلل "
نظر جاكيري بعدم فهم لرفقة التي بدأت تشرح له كيف يتم الأمر ليتفاجئ جاكيري وهو ينظر للطعام هامسًا :
" هذا يعني أنكم تأكلون سمكًا فاسدًا ؟؟؟؟؟؟"
هزت رفقة كتفها بمعنى أنها لا تهتم، ثم أضافت وهي تأكل المزيد والمزيد غير عابئة بنظرات جاكيري المصدومة وهي تقول :
" ليست فاسدة يا سيد....أخبرتك أنها مخللة "
" لا بل فاسدة .....لقد جعلتموني أكل طعام فاسد ؟؟؟؟"
لوت رفقة شفتيها بحنق شديد وهي تسحب الطعام من أمامه مضيفة :
" حسنًا لا تأكل .....قال يعني الواد يا عيني مصدوم، ده أنا مخلتناش نتهنى على اللقمة يا جدع وخلصت نص الرنجة لوحدك "
نظر لها جاكيري بعنف وهو يقول موبخًا إياها :
" ماذا قلت للتو يا فتى ؟؟؟ تحدث بلغة افهمها "
لم تجب رفقة عليه ليستاء هو من تجاهلها له، لذا مد يده وسحب قطعة رنجة أخرى وهو يضيف بضيق :
" طالما أنني تناولتها وانتهى الأمر، إذًا لأكمل ما بدأته "
صدر صوت معترض من رفقة ولم تكد تتحدث بكلمة حتى سمع الجميع صوت خلفهم يقول بحدة :
" ما هذا الذي يحدث هنا جاكيري ؟؟؟؟؟؟"
_____________________________________
" لا تثيري جنوني سيرينا، و أخبريني ما الذي تفعله روما ؟؟؟ أنا أشعر أنها شخص آخر غير تلك الروما صاحبة العقل الراجع والبسمة الهادئة "
ابتسمت سيرينا بسخرية وهي تنظر لابنتها من زجاج النافذة تراها تضع تسمع موسيقى بانسجام كبير والبسمة ترتسم على وجهها بشدة :
" على الاقل أنت تعايش الأمر للمرة الأولى سيد فوستاريكي، بينما أنا اضطر لمعايشته للمرة الثانية "
أنهت حديثها وهي تتنهد بتعب ثم بدأت تقص عليه الأمر :
" لا تتعجب من الأمر، فمن أمامك هي روما الطبيعية، روما التي كانت لا تهتم لشيء في الحياة أبدًا...وكانت تتسبب في المشاكل لجميع من حولها "
صمتت قليلًا ثم أضافت :
" روما كانت تدمن الغناء والتسكع مع هؤلاء المقيتين الذين قابلتهم، وكانوا يستغلونها لتنفق أموالها عليهم، كانوا يقيمون حفلات في الشوارع والحانات وأي مكان فقط ليثبتوا أنهم فرقة رائعة، وابنتي الغبية كانت تسير خلفهم بلا عقل، حتى بعد التخرج بشهور قليلة "
" ما الذي حدث بعد تخرجها ؟؟؟"
" لا اعلم الأمر بالتحديد، لكن كل ما فهمته وقتها أن هناك شجار كبير حدث بينها وبين الفرقة ليقوم أحدهم بالصراخ في وجهها أنها مقززة وصوتها كذلك، وهم فقط يرافقونها لأجل اموالها، وأنهم استمروا في السخرية منها ذلك اليوم، حتى عادت منهارة تمامًا وقررت أن تبتعد عنهم وتتوقف عن الغناء، ورغم كل شيء لم استطع التدخل والانتقام منهم حتى لا تستاء هي د، فهي منعتني من ذلك "
صمتت سيرينا ثم قالت :
" وقتها اصبحت روما التي تعرفها وأضحت تفكر في كل شيء بعقلها وتزن الأمور جيدًا "
مسح انطونيو وجهه بعنف شديد لا يصدق ما يحدث معه...
" هل ستتركها وحدها مع هؤلاء الـ..."
التفت انطونيو بحدة مخيفة وهو يصرخ في وجهها :
" مستحيل ....اقسم سأقتل من يفكر مجرد تفكير في الاقتراب منها "
ابتسمت سيرينا بسعادة وهي تراقب نظرات انطونيو، فإن لم تستطع قديمًا حماية ابنتها من انكسار روحها، فانطونيو سيفعل ...رغم معرفتها أن انطونيو يمقت النساء جميعهن وخاصة هؤلاء المتمردات، لكنها تثق في حبه لابنتها
" إذًا؟؟؟؟ ماذا ستفعل ؟؟؟"
نظر لها انطونيو قليلًا ثم قال ببسمة :
" سنعيد نفس شريط الأحداث، لكن بطريقتي أنا سيرينا ...."
______________________
تحركت جولي صوب المسرح وهي تشعر بسائر جسدها يرتجف خوفًا تحاول التحكم في ارتجاف يدها وهي تقف في منتصف المنصة المخصصة للمتسابقين ...
رفعت عينها ترمق لجنة التحكيم بخوف، حسنًا ليس الأمر وكأنها اول مرة تقوم بالغناء أمام أحد، لكن الأمر يختلف تمامًا عن غنائها أمام بعض السكارى والآن تقف أمام بعض الفنانين المشهورين، ورغم أن القاعة تخلو من الجميع عدا لجنة التحكيم إلا أنها كانت تشعر بخوف .
نظرت حولها تبحث بعينها عن مارتن...هو أخبرها أنه سيحضر، لكن لا أحد هنا، يبدو أنهم لا يسمحون بالجمهور .
ابتلعت ريقها وهي تتنحنح لتبدأ الغناء، ثوانٍ مرت وهي فقط تقف بخوف، حتى سمعت صوت خطوات في المكان، رفعت عينها لتبصر ظل شخص يتحرك في المدرجات ثم جلس بكل هدوء ورفع ابهامة لها في تشجيع، ورغم أنه يغطي وجهه بالكامل بالقناع إلا أنها عرفته جيدًا، أنه هو .....لم يخذلها كما ظنت.
ابتسمت جولي ولم تعلم سر تلك الطاقة التي استحوذت عليها وهي تبدأ الغناء بأسلوب رائع وصوت جميل أثار مشاعر مارتن وهو ينظر لها بدقة وهناك بسمة صغيرة ترتسم على فمه يستمتع بكل كلمة تخرج من فمها ...
كان أعضاء لجنة التحكيم ينظرون لبعضهم البعض وهناك بسمة ترتسم على وجوه الجميع ويبدو أنها نالت اعجابهم، جيد وإلا لكان مارتن اضطر لإحراق ذلك المكان فوق رؤوس الجميع .
انتهت جولي من الغناء وهي تتنفس بعنف شديد جراء خوضها لتجربة كتلك، تنظر في وجوه الجميع بخوف، صمتهم ذلك اثار ريبتها، واستمر الصمت ليثير في نفسها حسرة وقهر أنهم رفضوها، لذا تحركت ببطء صوب الخارج تحاول لملمة ما تبقى من شغفها في الغناء لولا صوت التصفيق الذي على في المكان وتبعه تصفير حاد ...
توقفت جولي ترمق صاحب التصفيق من بين دموعها لتجد أنه لم يكن سوى مارتن الذي كان يصفق بصخب وهو يطلق اصواتًا مشجعة لها :
" كنتِ رائعة ....اقسم أنني في حياتي لم اسمع صوتًا جميلًا كصوتك، احسنتِ أنا فخور بكِ يا جميلتي ....كنتِ أكثر من رائعة "
أنهى حديثه وهو يطلق صفيرًا جعل ضحكات جولي تنطلق من بين دموعها وهي ترمقه بامتنان شديد، تستشعر مشاعر جديدة لم تختبرها يومًا......الاهتمام والدعم.
__________________
نظر جاكيري خلفه يرمق مارسيلو بعدم فهم :
" لِمَ تصرخ بهذا الشكل ؟؟؟"
تحرك مارسيلو صوب جاكيري بصدمة لا يصدق حقًا أنه يفعل ما يفعله الآن، فعندما هاتفه أحد الموظفين يخبره بالأمر لم يصدق :
" أنت ماذا تفعل ؟؟؟؟؟ "
" أتناول سنجة "
صحح له العم توفيق بنزق :
" رنجة "
" لا يهم....سمك فاسد "
مسح مارسيلو وجهه بعدم تصديق لما يحدث، يضحك بعدم فهم وهو يشير للطعام:
" أمام الشركة ؟؟؟تفعل هذا أمام الشركة ؟؟؟؟ هل جننت جاكيري ؟؟؟ جيد أنهم اتصلوا بي وليس بانطونيو وإلا كان ليقتلك في ارضك، إن رأى ما تفعله "
تسائلت رفقة بخوف من حديث ذلك الشاب :
" من هو انطونيو ذاك ؟؟؟"
أجابها جاكيري وهو مازال يأكل بلا اهتمام :
" وحش يتناول الاطفال ...."
رفع جاكيري رأسه لمارسيلو الذي كان يرمق رفقة بنظرات متفحصة ثم قال مشيرًا لها :
" من هذا الصغير ؟؟؟؟؟ "
رمته رفقة بنظرة حانقة لنعتها بالصغير، لكنها انتبهت لجاكيري الذي تحدث بجدية كبيرة وكأنه تذكر الأمر :
" صحيح مارسيلو، بما انك اتيت هنا، هلا أخبرتني عن عمل الشركة، أعني تخصصها، فنحن هنا لا تعلم شيئًا، ولا أريد أن أسأل أحد الموظفين حتى لا يظنونني مديرًا غير متمكن "
ضحك مارسيلو بعدم تصديق لحديث جاكيري ثم مسح وجهه وهو ينظر له بحنق :
" أتعلم ماذا ؟؟؟ افعل ما شئت، سوف نتخلى عن هذا الفرع لك، لقد انتهى الفرع ولن ننتظر منه ارباح "
أنهى مارسيلو حديثه وهو يتحرك بضيق صوب سيارته، لقد عطل نفسه لأجل ذلك الحقير جاكيري ...
رمق جاكيري أثره بحنق وهو يقول :
" على الاقل اخبرني ماذا تبيع تلك الشركة ؟؟؟؟"
نظرت رفقة لجاكيري وهي تقول بحنق :
" لقد رحل؟؟؟ بهذه البساطة ؟؟؟؟؟ "
هز جاكيري كتفه بعدم اهتمام :
" هو لا يهتم بشيء فعليًا...دعنا منه واعطيني قطعة ليمون، وتجهز فأنا أحضرت فيلم جديد بعدما ننتهى من ذلك المسلسل الذي كلما قررت مشاهدته يحدث شيء "
__________________________
" إذًا...أنتِ ستخرجين من المشفى ؟؟؟"
هزت روبين رأسها بنعم وهي تراقب النافذة جوارها بملل شديد :
" نعم سأخرج، لكنني سأحتفظ بالجبيرة "
تناول سميث بعض التفاح المقطع في الطبق أمام روبين وهو يتحدث بجدية :
" لا بأس مع الوقت ستشفى قدمك و بعدها يمكنك السير بلا جبيرة "
ضحكت روبين قليلًا وهي تشير له :
" نعم أنا فقط حزينة لاني لن اراك مجددًا سميث....اخبرني كيف سأعيش دونك ؟؟؟"
ابتسم سميث بخجل على حديث روبين وهو ينظر لها ببسمة صغيرة :
" حسنًا لا بأس سوف اقوم بزيارتك كثيرًا فنحن اصبحنا اصدقاء صحيح ؟؟؟؟"
ضحكت روبين بخفوت وهي تهز رأسها له مؤيدة لحديثه :
" نعم سميث....أصبحت صديقي "
كان ذلك الحديث على مرأى ومسمع من شخص ما، تحرك ذلك الشخص بعيدًا عن غرفة روبين وهو يقول ببسمة خبيثة غامضة :
" وها قد وجدتك واخيرًا يا حبيبتي "
نظر بعدها للرجال جواره وهو يقول بجدية :
" لا تغفلوا عنها ....اريدها لي في أقرب وقت "
________________________
" توقف عن النظر لها بهذا الشكل فبريانو... أنت تخيفها "
ابعد فبريانو نظره من على هايز ثم استدار لأخيه وهو يقول بسخرية :
" تتحدث وكأنني سأنهض وأقوم بأكلها "
كانت هايز تفحص ادم وهي تشعر بجسدها كله يرتجف تحت نظرات ذلك الرجل، هو مخيف بحق، تتساءل كيف تتحمل عائلة أن تعيش تحت سقف واحد معه، أو كيف يمكن لفتاة أن تحب ذلك الرجل المخيف صاحب النظرات المرعبة ...
" لقد انتهيت سيد ادم، مؤشراتك الحيوية طبيعية، يمكنك مغادرة المشفى متى ما أردت، لكن تحتاج للراحة قليلًا في المنزل بلا القيام بعمل مرهق حتى لا يتأذى جرحك مجددًا "
أنهت حديثها وهي تجمع اشياءها، لكن فجأة توقفت يدها عن العمل وهي تستمع لصوته العابث وهو يقول :
" لا اريد الخروج من المشفى، فلن تتاح لي فرصة رؤيتك مجددًا "
انطلقت ضحكات فبريانو بصخب وهو يراقب ما يقوم به أخيه باستمتاع شديد، ذلك الخبيث الصغير يعلم كيف يتحدث حديث معسول ...راقب نظرات هايز الخجولة وهي تحاول أن تتحكم في نفسها مما ذكره بأخرى تجتاحها نوبة ضيق تنفس بمجرد اقترابه منها، لكن هذه يكفيها فقط كلمة لتسقط ارضًا مغشيًا عليها ..
لم تجيبه هايز وهي ترفع الحقيبة قائلة بجدية :
" عن اذنكما ...."
خرجت هايز من الغرفة تتبعها ضحكات ادم الصاخبة.
نظر فبريانو لأخيه الذي توقف عن الضحك بمجرد خروجها ثم قال بملامح جادة باردة :
" لم تتعمد أبعادها عنك بهذا الشكل ؟؟؟؟؟"
نظر ادم لأخيه بسرعة و ملامح الصدمة تعلو وجهه خاصة بعد حديثه الذي تبع كلماته :
" هيا أنت لست بهذا الشر ادم ... إن كان الأمر صادرًا من أحد الاوغاد الآخرين لكنت صدقت ذلك، لكن أنت لست سيئًا لتتصرف بهذا الشكل "
تنهد ادم بتعب وهو ينظر لأخيه ثم قال بصدق :
" أنا فقط لا اريد أن اعاملها بلطف، فتظنني أنني احبها أو ما شابه، أنا لا أريد أن اجعلها تتعلق بي اخي، هايز رقيقة لدرجة أنني أشفق عليها من هكذا علاقة قد تجعلها تذبل، كما أنني لا اريد أن اتعلق بها كذلك الأمر فأنا لا أحبذ ذلك النوع من العلاقات "
هز فبريانو رأسه بتفهم، فهو يعلم والجميع يعلم أن آدم منذ طفولته وهو يمقت تلك العلاقات السخيفة لا يحب أن يشعر بالحب تجاه أحد او العكس، فهو يؤمن تمامًا أن خلف كل قصة من هذه القصص، يقبع ألم كبير وهو لا يقوى على هكذا اوجاع ...يقنع نفسه أن الحياة بعيدًا عن تلك المشاعر افضل بكثير، وساعدت قصة والديهما في ترسيخ تلك الفكرة، فهم رأوا بأعينهم كيف تألم والده وكيف عاش في جحيم بعد مقتل والدتهم .
" إذًا لم تخبرني سبب مجيئك لي ؟؟؟"
ابتسم فبريانو وهو ينظر لأخيه بحنان يربت على رأسه ثم قال بحب :
" فقط اشتقت إليك يا صغيري ...."
رد له ادم البسمة بالمثل وهو يفتح ذراعيه لفبريانو الذي رمقه بسخرية،
لكن ادم سارع وقال :
" هيا فبريانو ....فقط عناق واحد، فأنا اشتقت لعناقك"
نظر له فبريانو ثواني قبل أن يتحرك من مكانه وهو يجلس على طرف فراش أخيه ثم ضمه لاحضانه بحنان كبير وهو يهمس له :
" أنت الآن بخير صحيح ؟؟؟"
هز ادم رأسه وهو يبتسم مشددًا احتضان أخيه :
" طالما أنكم جواري يا اخي فأنا بخير ..."
" إن اخبرت أحد أنني عانقتك...سأقتلك "
ضحك ادم بصخب وهو يهز رأسه بحسنًا بينما فبريانو كان يربت على شعره بحنان، فهذا الصغير هو واحد من أقوى نقاط ضعفه، صغيره الذي عامله بقسوة كبيرة في طفولته لأجل أن ينشأ ويصبح رجلًا يفتخر به، كتم ضحكته وهو يتذكر حديث ذلك الارنب الوردي وهي تخبره أنه شاب مكافح عمل بجد ليضمن مستقبل إخوته ...
فكر فبريانو في رأسه بضيق ( ما باله اليوم لاينفك يفكر فيها طوال الوقت )؟؟؟؟؟؟؟
وكأنه أصيب بلعنة تسحبه دون إرادته لها وللتفكير بها ...لعنة الارنب الوردي اللطيف .
______________________
وكما أن هناك قلوب خلقت للحب ...فهناك أخرى خلقت للكره، وما بين الحب والكره تقبع معركة منذ قديم الأزل، معركة انتصر بها الحب تارة، وانتصر بها الكره تارة، لكن لمن تكون الكلمة الأخيرة ؟؟؟ ومن سينهي تلك الحرب ....
لكل شيء في هذا العالم ابواب، وكذلك الجحيم لديه من الأبواب الكثير، وهم أحد تلك الأبواب، فاحذر الاقتراب منهم حتى لا تشتعل بنيرانهم، واحذر أن تسول لك نفسك يومًا أن تتخطى الحدود التي وضعوها سابقًا أمام احبائهم فوقتها يا مسكين لن ينالك سوى جحيم مستعر، لذا اذكر أن تحذرهم " فلا تدري من أي باب قد يأتي جحيمك "