رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السادس عشر 16 بقلم روزان مصطفى

  

رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السادس عشر  بقلم روزان مصطفى


" شعور غير مألوف يراوِد المرء عِندما يرى ذاتهُ مُنهمِكًا في الأمور الدنيوية، عِندما كُنا صِغارًا، كُنا نستمع إلى الكِبار يقولون أن الدُنيا دار فناء وشقاء، أنا الأن فهِمتُ تِلك الجُملة، أُحدِثكُم وأنا الأن أحد هؤلاء الكِبار، ألهث مِن كثرة الركض ولا أجِد في طريقي مِقعد واحِد حتى أستريح عليه! " _بقلمي

امير وهو بيضيق عيونه: عربية نوح مالها!
بص عزيز بتدقيق وهو بيقول: بتتحرك يمين وشمال! زي ما يكونوا بيتخانقوا على الدريكسيون!
أمير بصدمة: عربيتهُم هتولع؟!! دي بتطلع دُخااان
تيييييييييييييييييت
كان صوت كلاكس زمر بيه أمير لعربية نوح اللي فجأة فتحوا باب العربية ونزلوا كلهُم منها ماعدا نوح اللي حركها يمين عشان توقع في المُنحدر، بالفعل العربية وقعت ونوح نط منها وإنفجرت تحت فجأة!
ضرب أمير بريك ووقف عربيتُه وهو بينزل جري هو وعزيز مخضوضين وبيقولوا: في إييه؟ إيه اللي حصل؟
نوح كان ساند بإيديه على رُكبُه وقال وهو بيكُح: العربية دي مش مظبوطة كانت فراملها مفكوكة وفيها صوت عد زي ما يكون في قُنبلة، شكل مُنصف دا كان ليه أعداء وعاملينلُه فخ في عربيتُه.
أمير وهو فاتِح بوقُه من الصدمة: طب مش مُشكلة تعالوا إركبوا معانا!
عيسى بعصبية: نركب معاكُم فين نقعُد على حجركُم يعني! العربية هتكفي مين ولا مين!
أمير: في إيه ياعم العقرب ما براحة مالك بقيت عصبي كدا ليه.
عيسى وهو بيعدل شعرُه: لإنك بتقول كلام مش منكقي، ما علينا مفيش حل غير إنك تودي الستات أقرب إستراحة بالعربية وبعدها ترجع تاخُدنا إحنا.
عزيز وهو بينزل: دي فِكرة كويسة جدًا، بس سيبلنا الدكتورة.
أمير بخنقة منها: هي ملهاش لازمة أساسًا إرموها مع العربية تحت
الدكتورة بعياط: أبوس إيديكُم ما تعمِلوا فيا حاجة، رجعوني مصر ووعد مش هتشوفوا وشي تاني حتى مكان العيادة بتاعتي هغيرُه
نوح بضحكة العالم ببواطن الأمور: لا هههه هو أنا مقولتلكيش؟ مش إنتي بقيتي كارت محروق بالنسبالنا خلاص؟ يلا يا أمير خُدها مع الستات خلينا نخلص.. وديهُم الإستراحة وإرجع خُدنا تاني هي على بُعد إتنين كيلو.
أمير وهو بيركب بعد ما الستات ركبوا: طب حاولوا تمشوا على رجليكُم عشان توفروا عليا المسافة شوية.
عزيز بدأ يفقد أعصابُه زي عيسى وقال: مش فاهم نوفر عليك إيه هي كانت عربيتك عشان خايف على بنزين ولا هتشيلنا على كتافك زي القُدماء المصريين؟ ما تنجِز يا عم.
أمير وهو بيتحرك: أهو تتسلوا بدل ما تبقوا قُريبين من المُنحدر اللي محروق فيه العربية.
إتحرك أمير بالعربية عشان يودي الستات وبدأ نوح وعزيز وعيسى يتمشوا أختصارًا للوقت.
نوح وهو بيحُط إيدُه في جيبُه: أنا مش عارِف نبدأ منين تاني، كُل ما نروح مكان نبدأ فيه يطلعلنا خازوق مغري على رأي أمير.
عزيز وهو بيكُح: هتتعدِل متقفلهاش، أهم حاجة طقم حراسة مُحترم كدا على البيت اللي هنأجرُه من الراجل المعرِفة، والفلوس اللي عملناها هنا وفلوس البنك هتكفي جامد نبدأ تاني، وبعدين المُلثمين طِلعوا فشِنك بعد ما عيسى صفى إبن ال*** اللي كان راوِشنا دا.
نوح بمدح لعيسى: الصراحة طلقة غسلتني من جوة، دا مبهدل المدام وأختها وهددنا كُلنا، تسلم إيدك يا عقرب.
عيسى وهو حاطط السلسلة بين سنانُه: حبيبي.

* مصر / ڤيلا بدر الكابر

قعد كادر وميرا وولادهُم التوأم معاهُم، خد كادِر نفس عميق وهو باصِص لسيا أمُه وقال: يعني بجد متصلة بيا عشان كِدا!
سيا وهي لافة جسمها بشال قالت: أومال أتصِل على مين أستأمنوا على حياتنا غير إبني البكري يعني؟ وبعدين هو أنا بطلُب منك مُعجزة! دي سفرية يا حبيبي بس هتسافر أميريكا تطمن على أختك وبنتها وتطمني لأحسن تليفونها مش مجمع لا هي ولا جوزها عزيز.
كادر بضيق: يعني أنا أسيب شُغلي وبيتي وولادي ومراتي عشان أجري ورا الهانِم اللي ماشية بدماغها.
حطت سيا إيديها على راسها وقالِت: سفر أبوك هيشكك الحكومة هِنا فيه، وأنا زي ما إنت شايف مقدرش أسيب بيتي وقادر محتاجني.
كادر بعصبية: يعني كُله فكر في نفسُه وأولوياتُه وأنا أتفِلق!
ميرا بهدوء وذوق: لو ضروري تسافِر مفيش مُشكِلة هقعُد اليومين دول عند بابي ومامي لغاية ما تِرجع.
كادِر بضيق وهو بيبُصلها: مُمكِن تسكُتي بعد إذنك؟
بدر وهو خارِج من المطبخ وماسك إزازة مياه معدنية: ما تجمد كِدا مالك خايف ولا إيه؟
كادِر ببرود: لا يا بابا مبخافش وإنت أكتر حد عارِف، أنا بس مُعترِض على كُل اللي بيحصل سواء من الهانِم اللي سافرت مع المجنون دا ولا من حضرتك لما ساعدتهُم يسافروا مش يتعالجوا.
بدر بصلُه ببرود وقال وهو رافِع حاجِب: أول حاجة توطي صوتك وإنت بتتكلِم مع أبوك وأمك إنت مهما كبِرت وخلِفت مش هتِكبر علينا، تاني حاجة أنا بس عاوز أفهم جِنس جبلِتك إيه، قلبك مش واكلك على أختك يالا؟
كادر بكذب ومن ورا قلبُه: واحدة مش خايفة على نفسها أخاف عليها أنا ليه، بعدين ما حضرتك تقدر تبعت أي حد من رجالتك يقوم بالحوار دا، إفرض هُما في خطر فعلًا أروح أنا مخبي السلاح في هدومي الداخلية على أساس مش هيتقفش في المطار.
خرجت ضحكة مكتومة من سيا وضحكت ميرا بصمت وهي بتطبطب على ولادها فقال بدر: ما تتلم في سنتك؟ بس عمومًا وجهة نظرك دخلت مزاجي، بفكر أسافِر أنا وأحُط السلاح في هدومي الداخلية.
خبطت سيا بدر على دراعُه وهي وشها محمِر من الضِحك فضحك بدر وقال: خلاص هبعت أنا واحِد من رجالتي، شاكرين خدماتك يخويا.
إتفتح باب الڤيلا ودخل مُراهِق على أكتافُه شنطة مدرسة فقالت سيا بسعادة: أهو قادِر جِه، خلصت المدرسة؟
قادر بتعب: أيووة هطلع أنام بقى.
سيا وهي بتمسك إيد بدر اللي قاعِد جنبها بتبِص في ساعتُه الغالية قالِت: تِنام فين؟ عندك درس إنجلش بعد ساعة، إطلع خُد شاور وهحضرلك غداك تاكُل لُقمة وتتكِل على الله.
مسك قادِر أكتاف شنطتُه ورجع راسُه لورا وهو بيتأفِف فقال كادِر: يلا عشان هاخدك في طريقي وأنا مروح أنا وميرا.
بصت سيا لكادِر وهي بتقول: هنبتدي بقى الكلام اللي يزعل، هتقعدوا تتغدوا معانا لأحسن عمك كينان في مدريد هو ومادلين، وعمك قاسِم وريما مشغولين في إمتحانات ولادهُم، يعني أنا وأبوك بناكُل لوحدنا عشان زي ما إنت شايف، أخوك من المدرسة للدروس معندهوش وقت.
بدر وهو بيبُص في ساعتُه: كمان في ماتش بالليل عاوزين نقعُد نتفرج عليه.
ميرا بهدوء: طب يروح حتى يجيب حاجة الولاد عشان ميصدعوناش.
بدر بجدية: شوفي حاجتهُم إيه هبعت أي حد من رجالتي يشتريها جديد وتبقى عندنا هنا عشان تيجوا في أي وقت ومتشيليش كتير.
قامت سيا تحضر الأكل وقعد بدر جنب كادر وهو بيسألُه عن أحوالُه وعن شُغله.


* أميريكا / مُستشفى عام

كان ليث قاعِد على السرير والطبيبة بتلفلُه شاش حوالين راسُه، وواقفه جنبُه منال وظابط الشُركة الأميريكي بيستجوبُه
الشُرطي الأميريكي: هل كان هُناك أي شخص أخر على تِلك السفينة بـِخلافك أنت والسيدة والأشخاص المُلثمون.
ليث بكذب: إطلاقًا سيدي، لقد فروا من المكان بعد ما قاموا بقتل ذلِك الرجُل الذي كان يجعلهُم يعملون لديه، رُبما قد أساء لهُم بشكلًا ما أو أنهُ رفض إعطاؤهُم أجورهُم على عملًا مُنافي للقانون قاموا بعملهُ لأجلُه.
الشُرطي وهو بيدون كلام ليث في ورقة: حسنًا، لِما لن يقوموا بقتلك أنت والسيدة؟
ليث بإجابة: لإنهُ كما قُلت رُبما قتلوه لإنهُم يكِنون له الضغينة والحقد ولا مصلحة لهُم في قتلِنا نحنُ حاولنا المُساعدة ليس إلا، تجمعني بزميلتي علاقة عاطفية وودتُ أن أخُذها في رحلة بحرية للإعتراف بذلِك.
بصلهُم الشُرطي بعدها قال لليث بإبتسامة: تمنياتي لك بالشفاء العاجل، شُكرًا جزيلًا.
مشي الشُرطي وبص ليث لمنال بصة مش تمان راحت مطبطبة على صدرها بمعنى عشان خاطري، خلصت الدكتورة اللي بتلفلُه الشاش على راسُه وساعدتُه منال يقوم، كان ماشي جنبها وفتح لوك الفون بتاعُه وظهرت صورة نرجس على الخلفية، راح بايس الخلفية بعُمق وقفل الفون تاني وهو بيتنهد.
منال بهزار: يا سيدي يا سيدي، هنرجعك ليها يا سيادة الظابط متقلقش.
حط ليث الفون في جيبُه وهو بيقول: إنتي بتستظرفي؟ خلتيني أكذب على الراجل وأنا حالف قسم اليمين!
منال ببراءة مُصطنعة: لا إنت حلفتُه في مصر مش هنا!
وقف ليث عن المشي وبصلها بطرف عينُه راحت ضحكت وهي بتسحبُه من إيدُه وبتقول: راغب ونرجس لو عرفوا بحوار علاقة عاطفية ومركب هيعملوا مننا ساندوتشات شاورما.
ليث إبتسم وقال: أصلًا وأنا بقول كدا تخيلت إننا نجحنا في اللي جايين عشانُه ومحضر لنرجس عشا حلو كدا على سفينة.
منال: والعة معاك، هنروح ناكُل؟
ليث بضيق: أومال هاخُد ببوز المُسدس على دماغي وماكُلش، أبقى مصدع وجعان! لازم ناكُل عشان نفوق وندور عليهُم تاني، أمنيتي ميكونوش عملوا في الدكتورة حاجة.
منال بخيبة أمل: أمين.

* في الإستراحة

وقف أمير العربية وقال للستات: إنزلوا يا جماعة إستنونا هِنا لغاية ما أروح أجيب الرجالة.
نزلوا الستات ومعاهُم ولادهُم وجت الدكتورة تنزل أمير قفل الماسوجر بتاع الباب بتاعها وهو بيبُصِلها ببرود وبيقول: خليكي، هتيجي معانا عشان الحريم مش هيقدروا عليكي.
الدكتورة بعياط: مش ههرب أوعدك، عاوزة أدخُل التواليت هعملها على نفسي.
أمير ببرود: إعمليها على نفسك أنا مش فارقلي.
إتحرك أمير بالعربية بسُرعة راحت الدكتورة مسكت في الكُرسي عشان متتخبطش
قعدت صبا وهي شايلة إبنها وقالت: مش فاهمة بجد جابوها معانا تاني ليه، مخلصوناش منها ليه.
سيليا بتكشيرة: ما بس بقى يا صِبا، كفاية اللي عملوه بجد كفاية العك اللي إحنا فيه!
صبا بضيق: إتخرست أهو.
سيلا ببراءة: مامي أنا جعانة.
سيليا وهي بتحضُنها: حاضر يا ماما لما بابا ييجي هناكُل كُلنا.
مياسة كانت قاعدة سرحانة وساكتة تمامًا وهي شايلة بنتها قمر وبتهز فيها، لاحظت سكوتها رفيف اللي كانت تعبانة وفاردة رجليها قُدامها فقالت بهدوء: مياسة.
بصتلها مياسة وهي مُبتسمة وقالت: إيه محتاجة تروحي الحمام أساعدك؟
رفيف بإبتسامة وهي بتحرك راسها يمين وشمال: لا حبيبتي شُكرًا، أنا بس شوفتك سرحانة فقولت أكلمك لأنك ساكتة تمامًا.
مياسة بزعل: هقول إيه، ربنا المُعين دا نصيبنا.
رفيف وهي بتطبطب عليها: ونعمة بالله بس هو الحال علينا كُلنا، وهُما هيتصرفوا كالعادة.
مياسة حطت قمر على كتفها وهي بتطبطب على ظهرها وقالت: يتصرفوا؟ دول لما بيتصرفوا بيعملوا مُصيبة جديدة.
طبطبت على ظهر قمر راحت عيطت فقالت مياسة: بس يا ماما يلا ننام يلا ننام.
سيليا وهي بتستأذنهُم: عن إذنكُم بس هدخل سيلا الحمام.
صِبا وهي بتقوم: خُديني معاكي عايزة أغير لإبني.

* في عربية أمير

بعد ما ركِب السُفراء معاه بص عزيز للدكتورة وقال: هي دي خلاص بقت الميدالية بتاعتنا هتروح معانا مطرح ما إحنا رايحين؟ لو مش قادرين تخلصوا عليها سيبولي أنا الحوار دا؟
نوح بصُداع: مُمكِن تسكُت لو مش هنضايقك يعني؟
عزيز بجدية وصوت خشن: لا مش مُمكِن، وخِف طريقتك دي معايا عشان أنا خُلقي ضيق وزعلي وحِش.
نوح وهو بيتعدل: طب يا حبيبي على نفسك مش عليا، بعرف أخشِن صوتي أنا برضو.
أمير وهو سايق: يجدعان حرفيًا مش وقتُه خالِص مشاكِل بيننا إحنا لازم نكون سند لبعض.
وصل أمير للإستراحة ونزلوا من العربية كُلهُم.
عيسى وهو بيحُط إيدُه في جيبُه: معايا فلوس كويسة هدخُل أجيب أكل وحجات نشربها لغاية ما حد منكُم يشوف عربية كمان نتحرك بيها.
نوح بتطوع: أنا هشوف عربية بس متنساش تجيب مياه، معاك فلوس زيادة؟
عيسى وهو بيعدل شعرُه: معايا ياعم متقلقش.
دخل عيسى وهو بيتحرك عينُه على مياسة لكنها عملت نفسها مشغولة مع قمر عشان متبصلهوش.
فات نُص ساعة كان خرج عيسى وهو بيقول: الأكل حلال لا تقلقوا.
مياسة بتريقة: قال يعني بيهمكُم حلال ولا حرام، وقال يعني الفلوس اللي مشتري بيها الأكل مش حر..
قاطعها عيسى وهو بيقول بحزم: لا مش حرام دي فولس بعتهالي أبويا من ورث حد من عيلتنا يعني ملهاش أي علاقة بشُغلنا وأظُن إني قايلك على الحوار دا، تاني حاجة من ساعة ما جينا هنا بطلنا كُل حاجة بس الحياة جرتنا تاني للطريق فندافع عن نفسنا وعنكُم ولا نقعُد زي الولايا؟؟
سكتت مياسة وهي مكشرة فقال عزيز بهدوء: هي معاها حق، إحنا لازم نفهم إن كُل حياتنا كِدا حرام.
عيسى بملل: ماشي وأكيد انا مش مبسوط بكدا ولا حابب دا لولادي بس هنعمل إيه هنستسلم ونموت من الجوع؟ ولا أجيب لحم خنزير عشان أخُد الدكتوراه في الحرام!
خرجت من أمير ضحكة مكتومة فضحك عزيز بخفة بس عيسى مضحكش، كان باصص بضيق لمياسة اللي بتحكُم عليه في وقت زي دا.
دخلت عليهُم عربية وحد بيضرب كلامس، نزل نوح الشباك بتاع العربية وهو بيقول: عليا الطلاق أنا أسرع من أبلكيشن المواصلات في مصر.
عزيز وهو بيصفر: جابلنا عربية في نُص ساعة، واو.. في موقف عربيات قُريب.
نوح وهو بيتاوب: إتفاهمت مع واحد قُريب من هنا وقالي على مكان أأجر مِنُه عربية المسافة بين الإستراحة والمكان عشر دقايق، روحت وجبتها وجيت، يلا مين هييجي معايا؟
عزيز بتعب: أنا هاجي معاك وعيسى مع أمير، عشان قلقتني عليك المرة اللي فاتت.
قاموا الستات وركبوا العربيتين وإتحركوا بيهُم.
راحوا عند الراجل اللي هيستأجروا منُه البيت وإتفق نوح معاه، ورالهُم بيت دورين بحديقة سعرُه غالي بس مُمتاز ويفي بالغرض عشان يلمهُم كلهُم.
قرب عيسى من نوح وهو بيقول: خلي بالك لسه هنجيب حراسة للبيت عشان اللبش وللضمان.
أمير وهو بيتاوب: إيه المُشكلة الحراسة عليا، والبيت نقسمُه علينا، متقلقش معانا فلوسنا.
عزيز وهو بيقرب منهُم: الفلوس دي هتمشينا شهرين في البيت دا، فلازم نرجع الشُغل تاني.
نوح وهو بيحرك مفاتيح العربية بين صوابعُه: أكيد، اومال جايبين حراسة للبيت ليه ما عشان لما نرجع الشُغل الستات يكونوا في أمان.
فتحوا البيت ودخلوا كان مفروش، كُل واحِد إتحدف على كنبه ماعدا نوح كان بيساعد رفيف تمدد على كنبة لوحدها وتفرد رجليها عليها عشان تستريح.
قامت مياسة بعد ما قمر نامِت حطتها على الكنبة وحطت ناحية الطرف المفتوح مخدة عشان النونة متوقعش، قامت خرجت الأطباق البلاستيكية والكانزات وحتى الأكل وهي بتحُط في الأطباق بمعلقة بلاستيك وبتقول: يلا يا جماعة ناكُل حاجة وبعدين إستريحوا براحتكُم.
رفيف ووشها مصفر ومُجهدة من التعب ورجليها وارمة: لا حُطي لأختي بس يا مياسة، أنا مش جعانة.
مياسة وهي بتدوق الأكل: دا إنتي بالخصوص هحُطلك طبق كبير دا إنتي وشِك أصفر من قلة الأكل والبيبي بيتغذى معاكي، كمان إحنا بنرضع فمحتاجين ناكُل.
نوح بإمتنان لمياسة: والله كلامك صح هي فعلًا صحتها تعبت ونزفت كتير من دراعها ومن اللي حصل، إعمليلها طبق حلو.
مياسة وهي بتحُط: عينيا، مين عاوز تشيكن ومين عاوز بيف؟
صِبا وهي بترفع راسها: هو إيه برجر؟
مياسة: لا دا رُز وعايه فراخ ولحمة، بس دي لحمة بقري دبح حلال، ها مين، هحُطلكُم على ذوقي.
حطت مياسة للكُل طبقُه، وعيسى كان مديهُم ضهرُه وواقف بعيد عند الشباك الإزاز المتزاح عنُه الستارة.
عملتله مياسة طبقُه وقربت منُه لقتُه بيشرب من الڤايب اللي على طول في جيبُه فقالتلُه بهدوء: عملتلك طبقك عشان تاكُل بدل الڤايب اللي تاعبك دا.
عيسى من غير ما يبُصلها: مش جعان شُكرًا، شوفي لو حد لسه جعان إديلُه طبقي.
مياسة بإبتسامة: أفصفصلك اللحمة على الرُز؟
ضحكت عشان تلطف الجو لإنها حست إنُه تعبان ومضغوط جامد فبصلها بندم وقال: سامحيني، مكونتش في وعيي.. مبحبش سيرة راجل غيري تتجاب على لسانك.
مياسة بتعب: مش وقتُه نتعاتب على اللي حصل، خلينا في همومنا عشان نوقف على رجلينا من تاني، عشان خاطِر بنتك كُل حتى ولو معلقة، إنت بهتان خالِص.
عيسى وهو قرفان: أنا بس محتاج أخُد شاور بس مش عاوز ألبس نفس الهدوم دي، مش طايق ريحتي
قربت مياسة وهي بتشمُه وبتقول: طب والله ريحتك برفان مش شامة ريحة مش كويسة فيك!
عيسى بضحكة خفيفة: لا دي عفانة اللي بتقوليها أنا مش طايق نفسي.
نوح كان ماسك الطبق وبيأكِل رفيف بالمعلقة، وبعدها يمسك الطبق التاني يأكِل أختها بالمعلقة
رفيف وهي بتبلع طبطبت على إيدُه وقالت: خلاص كُل إنت يا حبيبي أنا همسك الطبق وأكُل.
نوح بنظرة تحذيرية: خليكي متتحركيش! إنتي تعبانة، هأكلكُم وبعدين أكُل.
أمير أكل معلقتين بالظبط وساب الطبق ورجع راسُه لورا وراح في النوم من التعب.
مسحت صِبا بوقها وهي بتقول: هنقسم الأوض إزاي، هُما كام أوضة؟
نوح: إتنين تحت وثلاثة فوق، أومال هيتخرب بيتنا في إيجارها ليه ما عشان كدا خدت دي رغم إني مش عاوز دورين، بس دي مُناسبة.
صِبا وهي بتبُص للدكتورة: والست هانِم هتنام فين؟
نوح بتعب: متشغليش بالِك بيها إختاريلك إنتي وأمير أوضة وإحنا هنتصرف.
عزيز بنظرة ذات معنى للدكتورة: متهيألي الدكتورة تاخُد أخر أوضة فوق، عشان نضمن بس إنها مش هتهرب.
نوح وهو بيبُصلها وبيغمز: مش هتعرف عشان هنكون جيبنا الحراسة.
وصلت رسالة على فون نوح، فخرجُه من جيبُه وهو بيقول ومُبتسِم: كُنت فاكرُه فصل شحن.
بص للشاشة الرسالة اللي وصلتلُه
ووشُه إصفر وبهِت تمامًا!
تعليقات



×