رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة السادسة عشر 16 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة السادسة عشر

_ ألف مبروك يا عروسة.

كانت كلمة فارس ليا وهو باصصلي بسعادة بالغة وإحنا قاعدين جنب بعض بعد ما لبسنا الدبل، بصيتلهُ ببرود وقولت:

= مبروك ليك إنت بقى، مش دا اللي إنت كنت عايزهُ؟

فضل مُبتسم وقال بتنهيدة:

_ أيوا وإن شاء الله تبقي عايزاني إنتِ كمان بعدين زي ما أنا عايزك يا هايا.

هزيت راسي بترييح دماغ وبصيت قدامي، كانت عيني بتتسلل بين المعازيم عشان أشرف حسن ولكن مش لاقياه نهائي من الصبح مش شيفاه، ومن ساعة أخر مرة متكلمناش أنا وهو مرة تانية.

بعد ما الخطوبة خلصت كل واحد راح بيتهُ وفضلت أنا وفارس وأهلي وأهلهُ بس، ماما كانت بتحضر العشا في المطبخ مع مامتهُ عشان نتعشى مع بعض، كنت قاعدة ساكتة وحاطة إيدي على خدي وهو كان بيتكلم مع بابا وبيوصفلهُ قد إي بيحبني وهيهتم بيا.

كان بابا حبهُ جدًا ومتجاوب معاه، لحد ما بابا كمان قام عشان يعمل مكالمة في البلكونة وهو جِه قعد جنبي وقال بإبتسامة:

_ إنتِ مش متخيلة أنا بحبك إزاي يا هايا ومبسوط قد إي عشان خلاص أنا في بداية الحصول على حلمي وهو إنتِ.

بصيتلهُ لثوانٍ بصمت وقولت:

= حلمك اللي بتاخدهُ بطريقة غير معتادة الحقيقة!

بص في الأرض لثواني وهو بيحاول ميعكرش مزاجهُ السعيد وبعدين إبتسم بهدوء وقال:

_ مش مهم الطريقة يا هايا، المهم إني أحصل عليه وأقدر أخليه مبسوط، وأنا أوعدك هخليكِ تحبيني وتبقي مبسوطة معايا.

رفعت حواجبي الإتنين بذهول مُصتنع وقولت بسخرية:

= طبعًا طبعًا.

إتكلم من تاني بإبتسامة وقال بتساؤل:

_ مش عايزة تعرفي عني آي حاجة يا هايا؟

شيلت إيدي من على وشي وبصيتلهُ بهدوء وقولت:

= لأ، خليها للأيام عشان مبقتش أصدق الكلام الحقيقة، لتطلع في الأخر تاجر سلاح ولا حاجة.

إبتسم لإنهُ فهم إني أقصد حسن وقال بإستغلال للموقف:

_ متقلقيش أنا عمري ما هكون زي آي حد تاني يا هايا، وعمري ما هخبي عليكِ حاجة ولا هورط نفسي في حاجة تضُرك أو تبعدك عني دا أنا ما صدقت.

إتنهدت بملل وزهق وقومت من قدامهُ دخلت أساعد ماما في المطبخ، خلصنا وإتعشينا كلنا وكلهم مشيوا بعد كدا، دخلت غيرت هدومي وخدت شاور وطلعت عملتلي كوباية نيسكافيه وقعدت في مكاني المُفضل للفصلان عن العالم.

شغلت أغنية وردة "وأنا مالي" وعند الكوبليه بتاع
"نسياها هنا ناسية أيام كانت قاسية، نسياها معاك يا عيوني وفاكرني هخاف يلوموني، ما يلوموا طب وأنا مالي!."

دخل حسن البلكونة وأخيرًا ظهر من بداية اليوم، بصيتلهُ بلهفة وإشتياق بحاول أخفيهم ولكن عيوني فضاحة، قعد قدامي ومسك كوباية النيسكافيه بتاعتي شرب منها شوية وبعدين قال بهدوء:

_ مبروك يا هايا.

بصيتلهُ من غير ما أتكلم ولا أعلق على برودهُ وجفائهُ اللي بيقفلني منهُ وبيحسسني إني قليلة أوي عندهُ، ولكن إكتفيت بالسكوت لحد ما إتكلم وقال القنبلة الحقيقية اللي إنفجرت في وشي:

_ باركيلي أنا كمان بقى.

بصيتلهُ بصدمة وقولت بسرعة وتساؤل:

= أباركلك على إي بالظبط يا حسن؟

إتكلم ببرود وقال:

_ أصلي هخطب برضوا، بنت بحبها من بدري وكدا.

حسيت قلبي إتكسر مليون حِتة مع حروفهُ دي، خدت نفسي بشكل ملحوظ وبدأ التوتر يتملك مني وأنا مش مصدقة وقولت بتساؤل:

= بتحبها من بدري؟

جاوبني بكل برود وقال:

_ أيوا، ويمكن تعتبري إن دا السبب اللي رفضت حبك عشانهُ، مبسوطة دلوقتي لما عرفتي رفضتك ليه؟

دموعي نزلت لوحدها وأنا حاسة قلبي هينفجر من كتر النبض، إتكلمت بحزن وقهرة وقولت بتساؤل وأنا بحاول أخليه يحسن صورتهُ قدامي:

= قول إنك بتكدب عليا وبتعمل كدا عشان بس أنا إتخطبت، أصل مستحيل يا حسن!

بصلي بمنتهى البرود والجفاء وقال:

_ وأقول كدا ليه عايزاني أكدب عليكِ يعني؟
وبعدين إنتِ متضايقة وبتعيطي ليه، مش إنتِ بتحبي فارس؟

بصيت في الأرض وأنا بغمض عيني بقوة وبعيط بحُرقة ونفسي أفتح عيني آلاقيه كابوس وخلص، فتحت عيني وللأسف شوفت حسن وهو طالع من البلكونة.

فضلت طول الليل وأنا بعيط بس ومش قادرة أمنع نفسي الحقيقة من كتر اللي مريت بيه الفترة اللي فاتت، لحد ما الساعة جات 7 الصبح ونمت في مكاني من كتر التعب والعياط.

مصحيتش غير على الضهر وماما بتصحيني عشان أقوم من مكاني ودخلت نمت في أوضتي وعلى بعد العصر ماما جات تصحيني من تاني وإتخضت من شكل عيني الوارمة وملامحي اللي باين عليها التعب وقالت بخضة:

_ إي دا مالك يا هايا؟
إنتِ كنتِ بتعيطي؟

مسحت عيني وقولت بهدوء وضوت مبحوح من أثار العياط:

= لأ بس في حشرة دخلت في عيني بالليل وفضلت حرقاني أول وفضلت أدعك فيهم لحد ما حصل كدا.

بصتلي بعدم تصديق وقلق عليا وبعدين قالت:

_ هعمل نفسي مصدقاكِ يا هايا بس قومي دلوقتي إلبسي وإطلعي عشان فارس مستنيكِ برا.

نفضخت بضيق وأنا بغمض عيني وقولت لماما:

= ياماما قوليله نايمة ومش قادرة تقوم بعد إذنك مشيه.

بصتلي ماما بشك وقالت بتساؤل:

_ ودا ليه دا يعني، وبعدين إنتِ مش موافقة عليه ليه قِلة الذوق دي؟

نفخت بضيق أكبر وقولت وأنا قايمة من السرير:

= خلاص يا ماما إطلعي وأنا هغير وأطلع وراكِ.

خرجت فعلًا وأنا غيرت هدومي وبعدين طلعت لقيتهُ قاعد وقدامهُ بوكيه ورد أحمر كبير، بصيتلهُ بإستغراب وقعدت وأنا بقول بتساؤل:

_ خير، إي اللي جابك؟

إتحرج شوية وبعدين قال بتساؤل وقلق:

= إي دا، مال عينيكِ؟

بعدت عيني عنهُ وقولت بهدوء:

_ مفيش حاجة، إتخبطت فيها بس.

قرب من عيني وقال بتساؤل وخوف حقيقي:

= لأ يا هايا دا أثار عياط طويل، بسببي؟

كنت هقولهُ أيوا بس للحظة مرضيتش أجرحهُ زيادة وقولت بتنهيدة:

_ لأ يا فارس مش بسببك، كنت تعبانة بس شوية.

إتكلم بإصرار وقال:

= طيب تعالي ننزل هفرحك والله.

إتكلمت برفض وقولت:

_ لأ مش عايزة أنزل.

فضل يصرّ أكتر وأكتر عليا لحد ما وافقت من كتر الزن وقومت فعلًا نزلت معاه بس ما استأذن من بابا، ركبنا العربية وأنا كالعادة قعدت في الكنبة اللي ورا، إتكلم وهو باصصلي من مراية العربية بإبتسامة وقال:

_ على فكرة بقيت خطيبك، يعني عادي لو قعدتي في الكرسي اللي جنبي يعني بيننا مسافة حتى بدل ما أنا بكلمك من المراية كدا.

بصيتلهُ لثوانٍ وبعدين بصيت للطريق وقولت بهدوء:

= أنا مستريحة كدا يا فارس.

الصراحة معلقش على كلامي وبعد شوية كنا وصلنا عند البحر، نزل من العربية وفتحلي الباب ونزلت من العربية، قعدنا في كافيه قدام البحر بالظبط وكإننا في مركب وكان مختار طربيزة مميزة منها للبحر قدامك.

لحُسن الحظ كان وقت الغروب وكان المنظر يرُد الروح، كنت حاسة إني مستريحة شوية لما شوفت المنظر دا عن إمبارح بكتير، إتكلمت بتساؤل وقولت:

_ عرفت منين إني بحب البحر يا فارس؟

كان بيشرب ميا نزلها من إيديه وقال بإبتسامة وحماس:

= مين مش بيحب البحر؟

بصيتلهُ وقولت بهدوء:

_ لأ أنا سؤالي واضح، أصل ملاحظة إن من غير ما تسألني دي تاني مرة تجبني لأكتر مكان برتاح فيه وهو البحر.

إبتسم بإحراج شوية وقال وهو بيلعب في شعرهُ:

= زي ما قولتلك قبل كدا، مُعجب ومسيبتش ولا تفصيلة ليكِ إلا وعرفتها.

بصيت للمنيو اللي الويتر حطهُ قدامنا في الوقت دا وقولت بتساؤل:

_ هتطلب إي؟

بصلي بسعادة لإني بفتح معاه مواضيع وقال بحماس:

= اللي إنتِ هتطلبيه هطلبهُ، كدا كدا بثق في ذوقك.

قفلت المنيو وقولت:

_ عايزة قهوة بالكراميل.

بصلي بإستغراب وقال:

= مجربتهاش قبل كدا بس هجربها على إيدك وأكيد هتطلع حلوة زيك.

مديتش آي ريأكشن غير إني إتنهد وبصيت للبحر اللي قدامي بكل هدوء ولكن جوايا كانت حرب عالمية من نوع آخر، كان جوايا بركان بحاول أطفيه بالنظر للبحر والغروب.

إتكلم فارس بإبتسامة وقال وهو بيطلع من جيبهُ كارتين:

_ هايا، أنا عاملك مفاجأة يمكن تهون عليكِ شوية.

بصيت للتيكت اللي في إيديه وقولت بتساؤل:

= دا إي؟

إتكلم وهو بيحطهم قدامي وقال بحماس:

_ دي تيكيتات سينما للفيلم الكوري الكوميدي اللي كنتِ مشيرة من إسبوع إنك نفسك تشوفيه جدًا ومُتحمسة ليه، ومش شرط النهاردا عشان مضغطش عليكِ، بس وقت ما تحبي نروح نشوفهُ.

بصيتلهُ بإستغراب ولكني إبتسمت وأنا بقول:

= شكرًا يا فارس، بس خليها يوم تاني فعلًا لإني النهاردا مش قادرة.

بصلي بتفهُم وقال بسعادة:

_ إنتِ إبتسمتيلي وشكرتيني دلوقتي؟

إتنهدت وقولت بهدوء وإبتسامة:

= التقدير مالهوش علاقة بآي حاجة وأنا شيفاك بتحاول عشان تخليني مبسوطة وتخرجني برا المود الحزين فـ شكرًا.

أثر كلمة شكرًا وإبتسامة بس كانوا كافلين يخلوه سعيد طول اليوم لحد آخر الخروجة، بعد ساعات وتمشية كتير وأكل وشرب أكتر تحت إصرارهُ روحني البيت أخيرًا.

دخلت البيت ولقيت حسن قاعد لوحدهُ في الصالون والباقي مشغولين في البيت، بصيتلهُ بتردد ولكن شجعت نفسي وروحت قعدت قدامهُ وقولت بتساؤل:

_ هسألك سؤال واحد بس يا حسن، اللي هتخطبها وبتحبها من بدري دي تبقى إيمان؟

بصلي بلا مبالاة وقال بهدوء:

= وإنتِ يخُصك فـ إي إيمان أو غيرها، بس عمومًا يعني لأ إيمان قدامي من بدري ومش بحبها، اللي بحبها ملكة جمال بمعنى الكلمة وهروح بكرا أتقدملها بالمناسبة.

للمرة التانية قلبي يتكسر والمرة دي عشان إتأكدت إن كدا فعلًا في واحدة في حياتهُ مادام مش إيمان المهووسة، لو هي كنت هقول فعلًا بيعمل كدا عشان يكيدني لإني إتخطبت فـ بيرُدهالي، لكن واحدة تانية دي اللي أكدتلي إن فعلًا في واحدة تانية بجد.

تعليقات



×