رواية تحت وصاية الشيطان الفصل السادس عشر
"أنباء محزنة "
حين قرأ ليون الخطاب حزن بشدة حتى ان الدموع طفرت بعينيه لكنه تماسك حتى لا يشاهد أحد ا دموعه،
وقرر قبل أن يأخذ أي قرار لابد ، وأن يتأكد أولا من صحة ما ورد بالخطاب.
أخفى الخطاب بدرج داخل مكتبه ، ورسم على وجهه قناع السعادة ، وأخفى بداخله حزنه العميق ريثما تنتهى الحفل ثم بعد ذلك اذهب لطبيبه الخاص ليتأكد إن كانت النتيجة مطابقة أم لا.
توجه الى لارا أخذها ، وجلسوا معا على طاوله قريبه من المسبح .
لاحظت لارا شرودة الدائم ،والحزن الذى يخيم على وجهه،
ونظرات الحزن التى تقطر من عينيه رغم أنه حاول كثيرا
مداراتها بأبتسامه باهته .
اخذت لارا تتأمله ، وهى تضيق عينيها ،و تتأمله بصمت متسائلة عن سر عبوسه رغم محاولاته الا يبين انه حزين لكنها تفهمه بقلبها قبل عقلها.
اقتربت منه لتلتصق به اكثر ووضعت رأسها على صدره فأنتبه من شرودة ليضمها إليه بحب .
ويربت على خديها بحنان.
أمسكت بكفي تعلمهم بحب جارف.
ثم ابتعدت عنه لتوجه إليه السؤال قائله :-
مابك حبيبى؟!! ما الذي يؤرق فكرك لتلك الدرجة ؟!! هل حدث شئ جعلك تحزن هكذا.؟!!
كأنها مست شغاف قلبه بحديثها الرقيق هذا حتى فاضت عيناة بحزن شديد ،وادار وجهه عنها حتى لا تلاحظ مدى الصراع الذى يعانيه.
اخذت لارا تنظر اليه بتمعن شديد محاولة سبر أغواره أو معرفة سبب حزنه.
لكنه نجح مؤقتا فى رسم قناع السعاده على وجهه ،واخفى الحزن بداخله .
ثم همس لها بحب محاولا ان يضع حزنه طي الكتمان وصغيرته ما ذنبها تشاركه حزنه.
ليون :-
لاشئ صغيرتى فقط أشعر بالإرهاق ليس الا سأذهب لينال قسطا من الراحة ثم سأشعر بتحسن حينها ،وانت ايضا هيا الى غرفتك سأخذك إليها أتمنى لك ليلة سعيدة.
غمرها ليون بين يديه ، وتعلقت هى برقبته ،ووضعت رأسها على كتفه ثم توجه بها ليون الى الدرج متجهه لغرفتها .
اسندها بيد ، وبالأخرى فتح الباب ،ثم دلف بها إلى الداخل ،وقام بوضعها على الفراش ،وأثرها بحب ،وطبع قبله على جبينها.
ثم همس بأذني قائلا:-
مشاكستى الصغيرة تصبحين على خير ،وسعاده احلام سعيدة يامدللتى .
لارا بعشق كبير ،:-
حبيبى ، وانت من اهل الخير .
تركها ليون بعد ان دثرها بالغطاء ، وذهب لغرفته بدل ملابسه ،واندس اسفل الغطاء محاولا أن ينال قسطا من الراحة لكن النوم أبى أن يأتيه إنه تحالف ضده هو الأخر ألا يكفيه ماهو فيه؟!!
أخذ يتقلب يمينا ، ويسارا محاولة منه لأن يأتيه النوم لكن النوم جفاة .
نهض ثم أرتدى الروب فوق ملابس النوم ، وذهب للحديقه ، و استلقى على المقعد الموضوع أمام المسبح.
أخذ يفكر فى المكتوب بالخطاب ، وتعب بشدة من كثرة التفكير لا يدرى ماذا يفعل لوكان ذلك صحيحا لمن يترك فتاته الصغيرة ؟!!التي ليس لها غيره .
لم يكن يتوقع ابدا انه حين شعر ببعض الدوار اثناء مرافقته للارا بالمشفى قام بإجراء بضعة تحليلات ليطمئن على صحته مجرد تحاليل روتينية .
لكن لم يكن ابدا يخطر بباله ان يكون مصاب بمرض خطير.
كهذا.
غفا ليون بعد قضائه وقت كبير بالتفكير فى حل لتلك المعضلة التى وقع بها كأنه النوم جاءه يرأف بحاله ، ينتزعه من دوامة التفكير التي ارهقته.
فى الصباح نهضت لارا ثم توجهت الى المرحاض اغتسلت ،وبدلت ملابسها ثم توجهت لغرفه ليون لتشاركه طعام الإفطار توجهت الى غرفه ليون لتتفاجئ بأن فراشه خالى تذهب إلى المرحاض لتتفقد تجده خالى مما يثير قلقها ،وتذهب لتبحث عنه.
اخذت تفكر مع نفسها ، وقد احتل القلق ملامح وجهها ،
وبدت نظرات الحيرة تطل من عينيها ، وتسائلت قائله :-
ترى أين ذهب هذا اللون ؟!!
توجهت الى الحديقه فربما يكون قد نهضت مبكرا ،وتوجه إليها.
توجهت الى الحديقه بخطى سريعة كادت أن تركض من شدة قلقها عليه .
كانت تسير ، وعقلها شارد ، وقلبها يخفق بقوة خوفا عليه
من أن يكون قد أصابه مكروه.
أخذت تسرع في خطواتها إلى أن تراءى لها من بعيد طيف شخص نائم على أحد المقاعد بجوار المسبح.
ركضت مسرعه اليه ،وحين اقتربت منه تيقنت انه هو ليون ينام منكمشا على نفسه بوضع غير مريح جزعت بشده من رؤيته هكذا ألم قلبها بشده لتلك الهيئة التى يبدو عليها .
توجهت اليه ، وقامت بدفعه برفق حتى ينهض من نومه .
نهض ليون ،واخذ ينظر حوله بريبة محاولا ان يتذكر أين هو الى ان تيقن أنه قد غفى بالحديقه حاول النهوض لكنه شعر بالدوار ، وكاد ان يسقط الا ان لار أسرعت إليه لتقوم بإسناده.
ساعدته لارا على النهوض ، واسندت الى ان ذهبت به الى غرفته ، وحزنت بشدة الوضع المزرى الذى وصل ايه.
فقد كانت درجه حرارته عاليه بشدة ، وأخذ يسعل بقوة.
كانت تود أن تعرفه على نومه بالحديقة هكذا لكنها تريثت قليلا الى أن تطمئن عليه.
فرت دمعه هاربه من عينيها ،وهى تقوم بإسناده لتذهب به الى غرفته.
صعدت الدرج ،وهي تقوم بإسناده الى ان اصبحت امام غرفته دلفت إليها ، ووضعته بالفراش ، وكثرته بالغطاء .
،وجلست الى جواره تتأمله بحزن شديد ،وهى تنتحب بشدة على تلك الحاله المزريه التي أصبح عليها ليون
كان جبينه يتصبب بالعرق ، ووجهه مشتعلا من شده حرارته .
أخذ ليون يتمم بحديث متقطع من أثر الحمى قائلا:-
احبك طفلتي الصغيرة سامحينى لارا ابتعادي عنك ليس بيدى.
ظنت لارا انه من تأثير الحمى فذهبت لتطلب الطبيب ليأتى سريعا ،و جلست الى جواره تضع له كمادات لتخفيف الحرارة الى ان يأتى الطبيب.
بقيت تجلس الى جواره حتى جاء الطبيب ، وأجرى الكشف عليه ،وقام بوصف العلاج له .
فشكرته لارا ، وارسلت احد الخدم لجلب الدواء
أمرت لار الخدم بجلب فراش لها لتبقى قريبة من ليون.
قاموا الخدم بالفعل بتنفيذ اوامر لارا ثم بقيت لارا بجوارة
طوال اليوم تعتنى به ، وتطعمه ثم أعطته الدواء، وحين تيقنت انه اصبح بخير ، ودرجة الحرارة اصبحت طبيعيه
ذهبت الى الفراش ، واندست اسفل الاغطيه لتنال قسطا
من الراحه.
بالمساء نهضت لارا لتطمئن عليه فجلست الى جوارة قليلا ،وأخذت تتأمله بعشق جارف ،
وأخذت تتساءل قائلة :-
ترى ماذا بدل حالك هكذا ليون؟!! لقد كنت من عدة ساعات تكاد تطير فرحا ترى ماذا يحزنك حبيبى لتلك الدرجة ؟!! قلبى يؤلمنى من اجلك بشدة شفاك الله حبيبى .
فداك روحى ،وعمرى فداك قلبي ،ودقاته .
تململ ليون في نومه ،وأخذ يردد اسمها بنومه.
قربت منه ،ولثمت خديه بينهم ،فقبلت جبهته ،وتخللت شعرها بأصابعها النحيلة برقه ، ثم جففت قطرات العرق التي التمعت على جبينه.
ودثرت جيدا بالغطاء ،ثم جلست تتأمله بشوق ،وشغف كبير
هبطت الى الطابق الأرضى لتعد له حساء الدجاج المسلوق ،وبعض الخضروات المسلوقة أيضا.
بقيت بضع الوقت تعد له الطعام ،وحين انتهت ذهبت متجهه الى غرفته ، وهى تحمل الطعام ، وكوب عصير برتقال أيضا لأجله.
صعدت الدرج متوجهه الى غرفته ، دلفت الى الغرفه ثم وضعت الطعام على منضدة ،وقربتها إليه ، وقامت بإسناده ليستقيم بجلسته.قربت الطعام منه ثم جلست على حافة الفراش ، وبدأت تطعمه بتأني ،حتى انهى الطعام .
جففت فمه بالمنشفة ،ثم ضغطت على الزر المجاور لليون لتأتي أحد الخادمات لتأخذ الطعام.
ثم اعطته الدواء ، وجلست بجوارة تداعب خصلات شعرة بحب اما هو فقد بدا حزينا ، وكأن هناك هما كبيرا يجثم على صدرة،ولا يستطيع ازاحته.
اشاح بوجهه عنها الى الناحيه ،وهو يحاول ان يخفى عنها مدى المعاناة التى يشعر بها.
ادارت وجهه مرة اخرى لتتأمل ملامحه الحزينه ،وعينيه المليئه بقطرات الدموع التى يحاول السيطرة عليها بصعوبة شديدة حتى لا تهبط بغزارة من عينيه.
تحدثت اليه لارا بحب ، وعشق جارف قائله ، وهى ترمقه بنظرات قلقه:-
مابك حبيبى ؟!! انا متيقنة ان هناك شئ كبير يقلقك ، و تخفيه عنى اخبرنى حبيبى شاركنى احزانك لعلى استطيع ان اخفف عنك .
تحدث ليون بصوت واهن يكاد يكون مسموعا ،وهو يسعل بين الحين ،والأخر قائلا:-
لا شئ لارا بضعة أمور بالعمل فقط تقلقني لكن سأجد لها حلا لا تشغلى بالك مشاكستى الصغيرة.
صمتت لارا على مضض ،وهي غير راضية عن ما قال ، ولكنها فضلت الصمت مؤقتا لا تريد أن تضغط عليه فيكفي المرض الذي ألم به.
تحدثت اليه مرة اخرى قائله :-
ما رأيك أن نذهب للجلوس بالحديقة قليلا؟!! اعلم انك سئمت من الجلوس بالفراش.!!
وافقها ليون ،وهو يومئ لها برأسه علامه الموافقه.
قامت بمساعدته على ارتداء الروب الخاص به ثم اسندته إلى أن ذهبوا إلى الحديقةىىى اجلسته على الأرجوحة ،وجلست الى جواره.
وضع ليون رأسها على قدميها ،وهو يزفر بقوة لعله يستطيع الخلاص من بعض الحزن الجاثم فوق صدرة.
تمر الايام ،ويتماثل ليون للشفاء ،ويقرر أن يقوم بجولة علاجيه لعله يجد علاجا لذلك المرض النادر الذي أصابه
قبل أن يغادر احتضن لارا ، وقبلها ،واخبرها انه ذاهب لأنهاء، بعض الأعمال العالقه،ولن يتأخر ،واوصاها ان تعتنى بنفسها ثم غادر متوجها الى طبيبه الخاص
ثم قام بإجراء التحاليل ،والاشاعات التى طلبها منه الطبيب
،وجلس بأنتظار النتيجه ، و القلق تأكله ، وظل يتمشى بالطريقه التى امام غرفه الطبيب, ونظرات القلق تطل من عينيه ، وهو يفرك يديه بتوتر شديد
بعد قليل جاءه المريض ليخبره أن الطبيب ينتظرة.
دلف ليون الى غرفة الطبيب ،وهو قلق للغاية بانتظار نتيجة التحليل.
حين أصبح ليون داخل الغرفه قام الطبيب بالحديث اليه
قائلا:-
تفضل بالجلوس سيد ليون ،لتستمع الى جيدا.
جلس ليون وقد توترت اعصابه ،وبدء القلق يتسرب اليه.
تحدث الطبيب بنبرة جادة ، وقد عدل من وضع نظارته على عينيه ثم نظر بالأوراق التى امامه ،وأعاد الحديث الى ليون قائلا:-
بكل اسف اود ان اخبرك ان التحاليل نتيجتها مطابقة لما ورد من المشفى بتركيا ، وانك بالفعل مصاب بفيروس نادر لا يوجد له علاج حتى الأن .
صعق ليون بشدة من استماعه الى هذا النبأ المحزن ،وتمزق قلبه من الحزن ، وشعر بأنه يكاد يختنق فأخذ التحاليل ،وفر هاربا من العيادة ،وهو لا يدري الى اين يذهب ظل يجول بالشوارع بغير هدى .
إلى أن نال منه التعب ،فقرر ان يذهب الى اى ملهى ليلى ليطفئ النار التى تشتعل بقلبه .
اخذ يتجرع الخمر كأسا تلو الأخر ثم نهض منصرفا ليقود سيارته عائد الى المنزل .
حين شاهدته احدى الفتيات ممن يعملوا بالملهى عرضت عليه ان تقوم بمرافقته لتتأكد من وصوله سالما الى منزله.
وافق ليون لأنه كان بائس بشده ،والحزن يعتصر قلبه.
ساعدت الفتاه ليون على ان يستقل سيارته ثم جلست الفتاه خلف عجله القياده ،وقادت السيارة بعد ان علمت منه بعد صعوبه شديده اين يقطن ؟!!
حين اصبحت امام منزله ترجلت من السيارة ، وقامت بمساعدته على الترجل من السيارة .
اسندته حتى باب القصر ثم همت بالرحيل لكنه اصر على ان تبقى .
تحدث اليها ، والخمر يؤثر عليه قائلا:-
انت يا فتاة لن تغادرى ستبقين برفقتى الليله ، ولن تغادرى.
اخذت منه مفتاح الباب ثم ادارته بالباب ، ودلفت برفقته للداخل ارشدها ليون عن مكان غرفته فصعدت معه متجهه الى حيث توجد غرفته.
كانت لارا ماتزال جالسه بغرفتها تنتظر ليون بقلق شديدفقد
كانت قلقه عليه بشدة لأن تلك المرة الأولى التى يتأخر بها الى هذا الوقت بالخارج ، وما ان أستمعت لصوت مقبض غرفته يفتح ركضت بأتجاه غرفته ، وما أن همت بالتقدم داخل الغرفه توقفت ،وهى تنظر الى ليون بصدمه ، وقد جحظت عيناها بشده مما شاهدته .
هتفت به غاضبه:-
ليون ماذا تظن نفسك فاعلا؟ لقد كذبت عيناى حين شاهدتك .
من تلك الفتاه ؟!! يجب ان تخرج من المنزل حالا.
كادت الفتاه ان تصرف لكن ليون تمسك بها ، وهتف بلا غاضبا ،وهو يترنح من اثر الشراب :-
ما شأنك انت ؟!! انت لازالت طفله عودى لغرفتك .
هتفت به لارابغضب قا ئله :-
انت تحبنى، ولن اسمح لك بتدمير حبنا .؟!!
ليون :-
كاذبه انا لم احبك لقد كنت اضيع وقتى معك هيا اغربى من وجهى لا شأن لك بما افعل .؟
وقفت لارا ترمقه بغضب، والصدمه تسيطر عليها غير قادرة على ان تصدق ما قاله ليون الأن.