رواية تحت وصاية الشيطان الفصل الخامس عشر 15 بقلم نورا نبيل


 رواية تحت وصاية الشيطان الفصل الخامس عشر 

"استقرار الوضع ،والعودة لليونان"
وقف ليون ينظر الى لارا الغارقة بدمائها بين يديه، وأخذ يصرخ بغضب ،وقهر ،والم شديد ، قائلا:-

كلا لارا لا تتركينى لا استطيع ان احيا بدونك اخذ يداعب وجهها بيديه القويتين ثم همس بأذنها ، وهو يضمها الى صدرة بحب ، وقام بحملها ، وهو يردد على مسامعهاقائلا:-
كلا حبيبتى انت فتاتي الغالية ،ولن أسمح بحدوث اى شئ يؤذيك تمسكا بالحياة لأجلى لارا لم اعهدك هكذا ضعيفة مستسلمة أنا أدرك أنك تملكين الشجاعة الكافية للتغلب على اى شئ .

اغرورقت عيناها بالدموع ،وهى تجاهد لتتحدث لكى تطمئنه

انها بخير ، وان الاصابة ليست خطيرة .
لكنها منعها من الحديث قائلا:-
لاداعى لتقى نفسك حبيبتى تمسكى قليلا كدت أصل إلى السيارة .
همست بصوت يكاد يكون مسموع قائله :-
احبك ليون انا روحى فداء لك حبيبى فداك اى شئ لقد ارتعبت كدت افقد الوعى حين شاهدت ذلك الشخص قادم نحوك ، وهو يحمل السكين ،لم ادرى سوى بأننى ارتمى عليك لأتلقى الطعنه بدلا منك.
سالت دموع ليون كالمطر من عينيه ، وقلبه يتألم لألام حبيته.

أراد أن يحميها ،ويعطيها دفعة إيجابية همس بأذنها قائلا:-
فتاتى المشاغبه أدرك جيدا انك فتاتي المقدمة الجسورة.
ألا تستطيعين التحمل قليلا طفلتي المدلله.؟!!

عندما لم يجد منها ردا علم انها تتألم ، وقد فاق تحملها كل الحدو د قطع المسابقة الفاصلة بينهم ، وبين السيارة ركضا ، وهو يلقى عليها نظرات قلقة، من وقت لأخر ، وقلبه يتمزق من الخوف على حبيته التى رزقه الله بها بعد ان ظن ان لا حياة له بعد ان تركته خطيبته ،

وما أن اصبح امام السيارة ،اسندها بيد،وبالأخرى قام بفتح السيارة ، ووضعها برفق على الأريكة الخلفية للسيارة ،وادار السيارة ، وحين انطلق بها بسرعة جنونية اصدر صوت احتكاك كلها بالأرض صريرا مزعجا ،و زوبعة من الغبار ،قد ليون السيارة ، وملامح وجهه تتشنج من شدة غضبه ،وقلقه على مدللته الصغيرة .

كان يقود السيارة بسرعة جنونية الى اصبح امام المشفى فأوقف السيارة حتى انها اصدرت صريرا مزعجا لشدة احتكاكها بالأرض.
ثم توجه الى حيث وضع لارا ، وحملها بين يديه برقه كأنها شئ هش يخشى عليه من التلف.

ركض بها الى داخل المشفى ، وهو يصرخ قائلا:-
مساعده مساعده ارجوكم فليساعدني أحد.
هبت اليه احدى الممرضات ، وساعدته بوضعها على الفراش النقال ،وانطلقت بها إلى غرفة العمليات الى ان يأتي اليها الطبيب.

بعد قليل جاء الطبيب ،ودلف إلى غرفة العمليات ، وقف ليون أمام غرفة العمليات ،وحين طال انتظاره أخذ يتمشى أمام الغرفة ، والقلق تأكله ، ودموعه تنهمر بغزارة خوفا على مشاكسته الصغيرة .

ويبتهل إلى الله داعيا أن ينجيها فلو حدث لها شئ لن يسامح نفسه ابدا .
كانت ضربات قلبه تتزايد بشدة ، عيناه زائغتين يتلفت يمينا ، ويسارا لعله يجد اى شخص يطمئنه ،ويهدئ من روعه قليلا.

اثناء ماكان ليون يقف أمام غرفة العمليات كانت هناك ممرضة تتابعه بعينيها ،وقد لفت انتباهها وسامته
الطاغية ،وعضلاته البارزة قررت ان تختلق اى شئ
وتذهب للتحدث معه لأجله ذهبت الفتاة ،وعدلت
هندامها ،ووضعت احمر شفاه صارخ ثم جلبت كوب

عصير ،وتوجهت به إليه ، وهى تتمايل بدلال لعلها تلفت انتباهه إليها.
تحدثت اليه قائله:-
سيدي تفضل كوب من العصير تهدئ اعصابك قليلا لأنني أرى أعصابك متشنجة.

صاح بها ليون غاصبا ،وكأنه بركان كان ينتظر الإشارة للأنفجار قائلا:-
ابتعدى من امامى ،انا لا اريد ان احتسى اى شئ ابتعد من فضلك ،وأشار لها بيده ،وقد تجهم وجهه ، وبرزت عروق عنقه.

ارتعبت الممرضه من هيئته الغاضبة ،وارتدت الى الخلف فزعه ،وركضت مبتعدة عنه خشيت لو بقيت اكثر ان يهشم على رأسها كوب المشروب.
وقف ليون يزفر بغضب مكبوت ، وهو يفرك يديه ببعضهما البعض من شدة توتره.

خرجت فجأة احدى الممرضات فاندفع نحوها ليون بغضب كالإعصار لا يرى أمامه من شدة غضبه ،و أعصابه المتوترة التي كانت على شفا الانهيار
هتف بها قائلا :-
أخبريني كيف حالها هى بخير ؟

الممرضه هل هى شقيقتك ؟ أطمئن انها بخير لكنها فقدت الكثير من الدماء لذلك نحتاج لشخص نفس فصيلة دمها.!!

ليون بغضب شديد ،وهو يرتجف من القلق هتف بها بغضب جامح :-
انا مستعد لإعطائه كل دمائى خذى منى كل الدماء التى تحتاجها.

الممرضه بنبرة جادة :-
تفضل معى لأخذ عينة من دمائك لارى اذا كانت نفس الفصيله ام لا.

توجه ليون برفقتها إلى غرفة أخرى لتأخذ،منه عينه لتقوم
بتحليلها لتعرف إن كانت مطابقة لفصيلة دمها أم لا.؟!!

شرعت الممرضه بأخذ العينة ،وقامت بتحليلها لتجدها مطابقة .
ليزفر ليون براحه حين علم ان العينة مطابقة ،وكأن حملا ثقيلا انزاح عن كاهله ، توجه برفقتها حيث ترقد ملاكه الصغير ،وهى تحيط بها الأجهزة ،وهى مغمضه

العينين ،ووجهها تحول الى اللون الاصفر استلقى على الفراش الى جوارها ،وقلبه منفطر ا من الحزن على ملاكه الصغير ،ورغم محاولته الشديدة كبت دموعه الا انها خانته ،و سالت بغزارة شديدة ،واخذ يبكى على ما أصابها بلوعة ،وقهر.

وحين انتهت الممرضه من تزوديها بالدماء المطلوبه ذهبت لتجلب له كوب من العصير ليعوض ما أخذ منه من دماء

لكنه رفض بشدة أن يتناولها منها.

ذهب ،والحزن يخيم على ملامحه ،وخطواته اصبحت ثقيله كأنما ترفض أن تطاوعه ليذهب ليجلس إلى جوار ملاكه المحببة إلى قلبه.

جرجر قدميه جرا الى حيث ترقد ملاكه ،وتغط في غفوة عميقة تفصلها عن الواقع من حولها تقدم نحوها ،وقلبه يئن من شدة ما يشعر به من الم ، جلس الى جوارها ،احتوى

يدها بين يديه برقه شديده ، ورفعها لفمه ، ولثمها بحب ، وهو يكاد يموت شوقا لرؤيه السعادة ترتسم على محياها من جديد ، ونظرات الحب بعينيها الفيروزتين التي ما أن ترمقه بهم تجعله يفقد صوابه .

انحنى عليها ،وطبع قبله على جبينها برقة بالغة اتاه صوتها ضعيفا ،وهي تمتم بأسمه ،وهى غائبه عن الوعى .

شعر بقلبه يرتجف بين ضلوعه من شدة لهفته عليها.
تمر الايام ،وتتماثل لارا الى الشفاء ،يذهب إليها ليون بلهفه شديده ،وهو فرح للغايه ،ويبتهل الى الله داعيا يحمده على سلامتها.

يركض بقلب تاقات دقاته ،ونبضاته للقياها فكيف لقلبه الا يدق بلهفه جنونيه ،وهى قد سكنته ،واغلق عليها .
لقد احتلت كل دقه من دقاته كل نبضة ينبضها تهتف باسمها.
ركض بأقصى سرعته كأنه يسابق الريح وروحه تهفو شوقا
لرؤيتها.

ما أن بلغ غرفتها دفع الغرفه بقلب تعب من كثرة لهفته لرؤيتها ،ووجه متعب قد احتله القلق ،نمت لحيته بكثافة ،واحتلت الهالات السوداء تحت عينيه.
ونحف جسده بشدة.

حين لمحته لارا بمجرد رؤيته يدلف الى الغرفه نهضت من مكانها متحاملة على نفسها تركض اليه بلهفه ، وشوق لقد اشتاقت كثيرا لصوته الحبيب ،وملامحه التى لم تغب يوما عن ذاكرتها.

كادت ان تسقط ، وهى تسير اليه الا انه التقطها بين يديه ، وضمها اليه بشوق جارف ،ودقات قلبه يدق بشدة ،و انفاسه تعلو ،وتهبط من شدة شوقه إليها اندفعت العبارات بغزارة من عينيها دون توقف .

هتفت به لارا بشوق جارف قد طل من عينيها الفيروزتين قائلة بصوت واهن:-
ليون أنا ..... ضمنى اليك !

شدد عناقه لها ، وهو ينظر اليها بلهفه ،وشوق جارف قد فاضت به عيناه.
هتفت به لارا مرة اخرى قائله ،وهى تستمتع بدفء احضانك :-
آة لو نبقى هكذا الى الأبد!
ثم أكملت حديثها قائلة :-
احبك وين ، اريدك معى الى الأبد ،واتمناك شريكا لحياتي.

كان لحديثها وقع الصاعقة عليه فهو لم يكن يتوقع كل هذا الدفق من السعادة دفعة واحدة فأخذ يحدق بها ،وهي ترنو اليه بنظرات يملؤها العشق .

هتف بها ليون بسعادة غامرة قائلا:-
آه يا حبيبتي كم هى سعادتى كبيرة في هذة اللحظات ،وكأن الكون كله صار ملك يدى ثم اكمل حديثه قائلا :-

أشتقت اليك ،بشدة حتى آه لو تعلمين مدى شوقي إليك لقد اقترب عيد مولدك الثامن عشر ،و سأقيم لك حفله كبيره ايضا أحضر لك مفاجئه رائعه ستعجبك كثيرا

ذهب ليون للفندق ،وبرفقته لارا ، تركها تستريح بغرفتها،وذهب ليقوم إنهاء إقامته ،ودفع حسابه ،وطلب طائرة خاصة ليعودا الى اليونان.

عاد ليون الى غرفته ليبدل ملابسه ،ووضع معطف ثقيل على كتف لارا ، وأمر الخادم أن يأخذ حقائبهم الى الأسفل.

توجه اليها ليون ، وغمرها بين يديه ،وتوجه الى السيارة ،وضعها برفق بالمقعد المجاور ثم توجه بها إلى المطار حتى يستقلوا الطائرة ، ذهب ليون الى المطار ثم حمل لارا ،وتوجهوا الى الطائرة ، وبعد قليل حلقت الطائرة بالسماء. غفت لارا على كتف ليون اثناء تحليق الطائرة .

ثم حين اصبحوا باليونان هبطت الطائرة امام القصر ،وترجل ليون منها ،وهو يحمل صغيرته برفق.

توجه بها الى غرفتها ،ووضعها برفق بفراشها ،وكاد ان ينصرف حدقت به لارا بنظرات ملؤها الحب ،والشوق

فما كان من ليون الا ان انحنى ليقبلها بشوق جارف حتى
تقطعت انفاسه من شده شوقه اليه ابتعد عنها ليلتقط بعض الهواء ثم ضمها لصدرة ، ودثرها بالغطاء قائلا:-
اخلدى للنوم حبيتى انت مازالت متعبه.،
تركها ، وتوجه لغرفته هو الأخر لينال قسطا من الراحه.
مر ت الايام بهدوء ،وشفيت لارا
قرر ليون اقامه حفل بمناسبه شفاء صغيرته ,وجلب لها بالمنزل فستانا من باريس ،ومصففه لشعرها ،وجلب عقدا من اللؤلؤ،

وأمر بتزين المنزل بالكامل بالورود ،ثم دعا جيرانه ،وارسل دعوة لكارمينا ،وزوجها.

،وجلب فرقه موسيقه، وتأنق بالمساء ، وارتدى بذلته ، وصفف شعرة ،وهذب لحيته ، ونثر عطرة المميز المحبب الى قلب لارا،
وتوجه الى غرفتها ،وحين شاهدها بهذا الفستان ذو اللون الأحمر المتكون من طبقات من الشيفون بطبقات فوق بعضها البعض ومزين بحبات اللؤلؤ بطلتها الملائكيه وقف ينظر اليها مشدوها مأخوذا بهذا الجمال الملائكى .

تقدم ناحيتها ، وهمس بأذنها بصوت ساحر قائلا:-
فتاتى المشاكسه تبدين مذهله للغايه ستجعلين انهى تلك الحفله لتبقى برفقتى ، ولا يشاهدك احد غيرى بمثل تلك الرقه.
تحدثت اليه لارا بدلال قائله :-
اوة ليون كفى حديثا انت تثير خجلى.
اختطف ليون قبله صغيرة من شفتيها،وتناول يدها بين يدة ،وقبلها ثم اخذها ،وهبطوا سويا الى الطابق الارضى بالحديقه حيث تقام الحفل.

اخذ ليون يراقص لا را من ان الى اخر رافضا تماما ان يجعلها تشارك اى ان كان بالرقص .
كان ايضا يتحدث مع االجميع ،وعيناه لا تفارقها فدائما ما يمنحها ابتسامه او يغمز لها بعينيه .

اثناء ماكان ليون يتحدث مع احد الضيوف ترائى له طيف
راكيل تدلف الى الحفل برفقه خوان مما اثار غضبه بشده ،وراقبهم،وهم يقتربون منه ،ونظرات التحدى بعينيها
وهى تبتسم له ابتسامه صفراء.

توجه ليون اليهم ، وجذبها من يدها دافعا اياها خارج الحفل ،وبيده الاخرى يقبض على خوان .

حين اصبح خارج القصر هتف بها ليون غاضبا ،وقد برزت عروق عنقه،واسودت عيناه من شدة غضبه امسكها بيد ،وخوان بالأخرى ،وصاح بها بغضب جعلها تنتفض فى يده مثل الفرخ الصغير المبلل بالماء.
هتف بهم قائلا:-
انت ايتها الحقيرة الم احذرك من قبل الا تأتى لمنزلى مرة اخرى ،ورغم ذلك اتيتى ، ولم تكتفى بذلك بل جلبت معك هذا الحقير الذى يبدو انه لم يتلقى الدرس جيدا ، واظن اننى يجب ان القنكم انتم الأثنين درسا اخر.

ما ان استمع خوان لحديثه حتى خلص نفسه من ليون ، وركض هاربا تاركا راكيل تتلقى العقاب وحدها.

حين تيقنت راكيل انها هالكه لا محاله هتفت به بأستعطاف ،وهى ترمقه بحزن قائله :-
مابك ليون جئت اود ان اعود صديقه لك وللارا اردت ان افتح معكم صفحه جديده.

هتف بها ليون غاضبا :-
هيا راكيل اغربى منها انا لااريدك بحياتى مرة اخرى من الأفضل لك راكيل ان تكفى عن ملاحقتى حتى لاتشاهدين منى وجها لن يعجبك.

هتفت راكيل بذعر شديد :-
حسنا حسنا انا اسفه ليون دعنى ،وسأغادر على الفور دفعها ليون لتترنح بمشيتها ،وكادت ان تسقط لو انها
تماسكت ، وفرت هاربه ،وهى تلعنه بسرها ،وتتوعده بالأنتقام .

بصق ليون فى اثرها ثم اخذ نفسا عميقا ليهدئ اعصابه قليلا ، وعاد الى الداخل ليأخذ لا را ليرقصوا سويا مرة اخرى.
ثم همس بأذنها ،وهو يأخذها الى ركن منعزل بالحديقه ،وهمش لها بشوق جارف ،وهو يتأمل شفتيها بعشق :-

لارا ايتها المشاكسه الصغيرة عندما اكون برفقتك افقد السيطرة على مشاعرى ،وشفتيك الكرزيتين دائما ما تدعونى لألتهامهم.

ارتجف قلب لارا بين ضلوعها ،وانتابها الخجل الشديد من حديث ليون .
اخذ ليون يتأملها قليلا ثم التهم شفتيها بقبله ساحقه .
ثم وضع جبينه على جبينها ،وهمس برقه شديدة:-
احبك لارا انا انتظر بفارغ الصبر للوقت المناسب الذى ستصبحين به لى الى الأبد.

لارا :-
اناايضا حبيبى انتظر ذلك الوقت بفارغ الصبر.

اثناء رقصه معها جائت اليه الخادمه لتعطيه ظرفا قد وصل اليه الأن .
ترك ليون لارا على مضض ،وذهب ليتفحص الخطاب ،وحين قرء ما كتب عليه علم انه من المشفى بتركيا حينها قر ر ان يذهب لمكتبه ليقرء الخطاب , وحين اصبح داخل مكتبه اغلق خلفه الباب بأحكام ، وفض الخطاب بتوتر شديد ، واخذ يقرء ما به حتى انتهى ، وقد ارتسم الحزن على وجهه ، وكادت دموعه ان تنهمر لكنها تماسك لكى لا يشعر احد بشئ.
ياترى فيه ايه الخطاب

تعليقات



×