رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الخامسة عشر
_ صدقتيني بقى يا هايا، أديني وريتك بعينك أهو!
كنت باصة للبحر اللي قدامي بعد ما نزلنا من العربية وأنا بحاول أخد نفسي عشان ميُغماش عليا بجد، رديت عليه بحزن وضيق:
= تعرف إي الدافع أو إي اللي خلاه يدخل في الموضوع دا أصلًا؟
هزّ كتافهُ بعدم معرفة وقال:
_ والله مش عارف يا هايا، بس أنا زي ما تقولي جيت في الأخر وشوفت كتير زي ما شوفتي.
بصيتلهُ بإستغراب وقولت بتساؤل وإستفهام:
= وإنت جبت الحاجات دي منين؟
إتوتر شوية وبعدين جاوبني:
_ بصراحة زي ما قولتلك عملت ديل مع شخص مبلغ مالي محترم قصاد كل اللي إداهولي من ڤيديوهات ومعلومات.
إتكلمت بتساؤل من تاني وقولت:
= أيوا مين الشخص دا؟
سكت شوية بيحاول يجمع إسمهُ وقال:
_ هو تقريبًا كان إسمهُ عمر خيري.
قربت حواجبي من بعض بإستغراب وأنا بحاول أفتكر لو أعرفهُ ولكن الإسم معداش عليا خالص قبل كدا.
إتكلمت بإستغراب وتفكير وقولت:
= تعرفهُ؟
إتكلم بمرح وقال:
_ لأ الحقيقة ولكنني شاكر ليه جدًا، إستني هجبلك قهوة.
راح لعربية القهوة اللي كانت جنبنا وجاب ليا وليه قهوة، مسكت الكوباية منهُ لإني كنت محتاجاها جدًا الحقيقة وبمجرد ما دوقتها إكتشفت إنها قهوة بالنيسكافيه زي ما بشربها.
بصيتلهُ وقولت بإستغراب:
= إنت عارف منين القهوة بتاعتي؟
إبتسم وهو بيغمزلي وقال:
_ معجب بقى وكدا.
بصيتلهُ بملل وبعدين بصيت للبحر قدامي وأنا دماغي هتنفجر من كتر التفكير والصدمة في حسن، مش معقول حسن يعمل كدا، أنا أيوا شوفت بعيوني ولكن أنا مش قادرة أصدق.
ولكن لو إي اللي حصل مستحيل أواجه حسن بحاجة زي كدا، صورتهُ قدامي وقدام نفسهُ مش عايزاها تتكسر، مش عايزة آي حاجة وحشة تحصلهُ ومسيري هعرف فيما بعد هو بيعمل كدا ليه من البداية.
إتكلم فارس وقال بتساؤل وهو باصصلي ومُبتسم:
_ هايا إنتِ ليه مش راضية تديني فرصة؟
بصيت لسؤالهُ الغريب واللي مش لايق عليه وعلى تصرفاتهُ وقولت بكل هدوء قبل ما أشرب من القهوة:
= عشان مش بحبك يا فارس.
إتكلم بتساؤل وحزن بان في عيونهُ بس دراه بإبتسامة وقال:
_ وبتحبي حسن؟
جاوبتهُ من غير ما أبصلهُ وقولت:
= ميخُصكش بقى، خلاص هتخطبني وتعمل اللي إنت عايزهُ، فـَ متسألنيش عن مشاعري تجاهك نهائيًا عشان محدش هيتضايق غيرك.
إكتفى بإبتسامة باهتة وبص للقهوة بتاعتهُ ثواني وبعدين شرب منها، كنت متابعاه بجنب عيني، إتنهدت وكملت تفكير في هدوء، أصل مستحيل أكدب في مشاعري، أنا فعلًا مش بحبهً ولا فارس من مفضليني.
إتكلم للمرة التانية وهو بيحاول على قد ما يقدر يفتح معايا موضوع:
_ طيب مش يمكن بعدين لما تعرفيني أكتر تحبيني؟
إبتسمت بسخرية حقيقية وقولت:
= لأ.
شرب باقي القهوة مرة واحدة ورماها بغضب وقوة في السلة اللي جنبهُ، إتكلمت بمُنتهى الهدوء وقولت:
= متطلعش عصبيتك وضيقتك على الجماد، جايز يكون بيحس.
إتكلم بسخرية وقال:
_ وإنتِ يهمك إحساس الجماد اللي مش بيحس وإحساسي اللي لسة مدشملاه دا عادي؟
هزيت راسي بمعنى "أيوا"، وسكتت، عدا بعدها 5 دقايق في صمت وكل واحد فينا بيفكر في مشاكلهُ الخاصة لحد ما قولت بعذ ما بصيت في الساعة ولقيتها داخلة على 12:
= يلا نمشي عشان إتأخرت أوي.
نفخ بخنقة واضحة وركبنا العربية وروحني لحد أول الشارع ومِشي، كان حسن واقف وشافني وأنا نازلة من عربيتهُ، قرب مِني بغضب ومسك إيدي بقوة وغيظ وقال:
_ إي اللي جايبك معاه في وقت زي دا، كنتِ فين؟
زيحت إيدهُ عني بهدوء وأنا بصالهُ نظرة عتاب قوية وقولت:
= خطيبي فـَ أظن عادي يعني لما يوصلني.
ضحك بسخرية بيداري بيها غيظ وغضب رهيب وقال وهو بيحاول يهدي نفسهُ:
_ طيب يلا نطلع فوق عشان منتخانقش قدام الناس.
مشيت فعلًا معاه وطلعنا الشقة، كانوا كلهم قاعدين وماما أول ما شافتني قالت بتساؤل وقلق:
_ إنتِ كنتِ فين يا هايا وموبايلك مقفول؟
بصيتلها بنظرة تعب لإني فعلًا خدت من اليوم دا كمية ضغط بما فيه الكفاية وقبل ما أرد إتكلم حسن بعصبية وقال:
= الهانم شوفتها وهي نازلة من عربية فارس من شوية.
بصتلي ماما بدهشة وصدمة وقالت:
_ فارس!
ودا روحتي معاه فين لحد دلوقتي؟
قعدت على الكنبة وقولت:
= فارس معايا في الجامعة يا ماما متنسوش دا وأنا وهو داخلين مسابقة مع بعض وأخرها الشهر دا ولازم نشترك في لوحة، كان لازم نروح المرسم عشان نبدأ شغل فيها، وخلصنا وجه وصلني لحد أول الشارع.
إتكلم حسن بعصبية وإنفعال وقال:
_ والله!
هو دا مبررك، مرسم لحد نص الليل ليه يعني، وبعدين مقولتيش لحد ليه يعني، وتحت تقولي دا خطيبي عادي!
بصولي بصدمة من الكلمة اللي قولتها لـ حسن تحت، محدش مصدق إني فعلًا بستغنى ولكن في الحقيقة أنا بستغنى عن قلبي عشان خاطر قلبي، لازم أحافظ حسن حتى لو على حساب نفسي.
إتكلمت ماما عشان تفُض الموضوع وقالت:
= خلاص طيب الموضوع خلص واللي حصل حصل، وبعد كدا يا هايا لو عملتي حركة زي دي من غير ما تعرفيني صدقيني هتزعلي مني وهرجعك لـِ عُلق زمان عشان تتعدلي.
هزيت راسي وسندت وشي بين إيديا وأنا خلاص فعلًا حاسة إني بروح، مبقتش قادرة ومفرهدة جدًا ومصدعة، قومت دخلت أوضتي عشان أغير وأنام بس جالي صوت ماما وهي بتقول:
_ مش هتاكلي؟
رديت عليها بهدوء قبل ما أقفل الأوضة:
= لأ ياماما عايزة أنام.
إتكلم حسن مع ماما بنبرة حزن وقال:
_ إنتِ هتسيبيها كدا فعلًا يا خالتي، إنتِ موافقة على فارس دا؟
بصيتلهُ ماما بعدم فهم وقالت بتساؤل:
= وهو لما إنت عايزها وبتغير عليها كدا رفضتها ليه يا حسن؟
إتنهد حسن بضيق وقال بعد ما قعد وسرح شوية:
_ أنا بس خايف عليها.
إتكلمت ماما من تاني وقالت:
= بلاش الكلمتين دول وإنت اللي ضيعتها من إيدك، ما طبيعي هتشوف حد تاني وبعدين هي اللي موافقة عليه مش أنا وهي اللي ليها الكلمة في الموضوع دا بالذات.
شد حسن شعرهُ وهو بيقول بعدم فهم وحزن:
_ ما هو دا اللي هيجنني يا خالتي إنها موافقة.
طبطبت ماما على رجلهُ وقالت قبل ما تقوم:
= متضمنش وجود اللي قدامك يا حسن عشان ممكن في ثانية إلا ثانية يطير منك ووقتها مش هتلاقيه فعلًا مهما عملت.
تاني يوم صحيت ونزلت الجامعة وفي المرسم فعلًا بدأنا أنا وفارس نتفق على لوحة، كنا قاعدين بنعمل تيست للوحة وبنحاول نطلعها بيرفكت أو على الأقل قريبة من اللي إحنا عايزينهُ عشان نتدرب عليها.
كنت مركزة أوي في الرسم والتفاصيل لحد ما قاطعني فارس وهو باصصلي بهيام وقال:
_ والله أنا لو عليا هرسمك وبكدا هضمن نجاحي وفوزي في المسابقة، مفيش أحلى ولا أجمل منك مهما رسمنا.
بصيتلهُ بملل وإتنهدت وقولت:
= فارس ياريت تركز مع اللوحة عشان نخلص.
رجع يرسم من تاني بإبتسامة وقال:
_ أنا حددت مع باباكي إني هجيلكم بالليل مع أهلي عشان نتفق ونحدد ميعاد الخطوبة.
وقفت الفرشة لثوانٍ وأنا مش راضية من جوايا وحزينة جدًا الحقيقة ولكن رجعت كملت رسم من تاني ومعلقتش على كلامهُ، إتكلم بهدوء وإبتسامة أمل مش عارفة جايبها منين وقال:
_ أوعدك هخليكِ تحبيني.
بصيتلهُ وضحكت بسخرية ورجعت بصيت للوحة من تاني وبعد ساعة وشوية تعبنا ووقفنا شغل لحد كدا النهاردا، كل واحد قام روح ولما دخلت بابا قالي نفس الكلام اللي قالهولي فارس وأنا إكتفيت إني هزيت راسي بالموافقة ودخلت الأوضة.
لبست فستان بسيط وعادي من فساتيني اللي بنزل بيها وحطيت الميكب بتاعي عادي ولكن دا مش حبًا في فارس ولا عشان أدهشهُ ولكن عشان يبان الأمر طبيعي قدامهم.
عدا الوقت وجِه فارس ومعاه مامتهُ وباباه، بعد خمس دقايق ندولي عشان أدخل ومن عادتي بتوتر تحت آي ظروف ومقدرتش أمسك صينية العصير وكانت خالتي هي اللي ماسكاها.
قعدت جنب ماما بعد ما سلمت عليهم بإبتسامة وعيني كانت بتمُر عليهم واحد واحد ولكن ملقتش حسن قاعد، إتنهدت وسكتت لإنهُ شيء طبيعي مين هيحب يشوف اللي بيحبهُ في موقف زي دا، بعد كلام وجمايل كتير إتتفقوا إن الخطوبة تبقى الخميس الجاي.
مكانش فارقلي الميعاد إمتى الحقيقة لإن كدا أو كدا الموضوع كلهُ خارج إرادتي، بعد ما مشيوا عملتلي كوباية قهوة ودخلت البلكونة، جِه حسن في الوقت دا وقال بتساؤل وحزن:
_ إنتِ فعلًا هتتخطبيلهُ خلاص يا هايا؟
بصيتلهُ بجنب عيني وجاوبتهُ بهدوء وأنا باصة للشارع:
= أيوا، وخطوبتي الخميس الجاي.
إتكلم بنبرة مهزوزة وقال بتساؤل وهو بيسحب مني كوباية القهوة عشان يخليني أبصلهُ:
_ يعني إي بجد يا هايا، إنتِ إزاي موافقة!
أنا لحد دلوقتي مش مصدق أو حاسس إنك بتعملي فيا مقلب، عشان خاطري قوليلي إن دا مش حقيقي.
سحبت منهُ الكوباية تاني وقولت ببساطة:
= لأ حقيقي يا حسن، إنت متضايق ليه؟
إتكلم بإنفعال وقال:
_ لأ هو الحقيقة أنا اللي مش فاهم إنتِ اللي مش متضايقة ليه؟
إبتسمت بسخرية وقولت:
= بجد مش فهماك يا حسن، رفضتني لما جيتلك ودلوقتي جاي بتعاتبني عشان بشوف حياتي، إنت عايز إي بالظبط؟
إتكلم بغضب وقال بحدة:
_ نهايتهُ يا هايا هو سؤال واحد، إنتِ هتكلمي في الموضوع دا؟
فضلت بصالهُ شوية وباصة لملامحهُ اللي فضلت حفظاها طول عمري وبلعت ريقي وقولت بتنهيدة:
= أيوا يا حسن هكمل وموافقة.
إتكلم بنبرة تهديد وهو بيهِز راسهُ:
_ تمام يا هايا، يبقى مترجعيش تزعلي مِني ولا تعيطي بعدين.