رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الرابع عشر بقلم رحمة نبيل
{ احداث الفصل ده تمت كتابتها أثناء مرضي وكان من المفترض اكتب أكثر، لكن وبسبب تعبي مقدرتش على كده،،، الأحداث دي تعتبر مقدمة لإحداث كتير جاية..اتمنى البارت يعجبكم }
" صحيح ادم نسيت اخبارك، لقد أخذوا إحدى كليتيك "
هكذا تحدث جايك وهو يشير لمعدة ادم بجدية كبيرة وكأنه يخبر بأنه تم تكريمه للتو ....
نظر ادم لخصره سريعًا وهو يهمس :
" حقًا؟؟؟ هل كان الأمر خطيرًا لهذه الدرجة ؟؟؟"
ضرب مايك جايك على رقبته بغيظ لحديثه بهذا الشكل امام ادم :
" لا تستمع له ادم...ذاك الغبي لا يستطيع الحديث بطريقة أكثر مراعاة لحالتك السيئة تلك "
صمت ثم قال بعد هدوء قصير ببسمة :
" الأمر فقط أنك كدت تغادر الحياة أثناء العمليات وفقدت الكثير من الدماء وتدمرت كليتك وايضًا كان هناك شك أن طحالك قد تأذى، لكن الأمر مر على خير لا تقلق "
كان الجميع يراقب مايك ببلاهة شديدة حتى تحدث جاكيري وهو يبعد ادم قليلًا ثم تسطح جواره على الفراش الصغير، ليلتصق آدم في الجدار جواره يستمع لحديث جاكيري الحانق :
" وغدان لا فائدة منكما "
أنهى حديثه وهو يتحرك بانزعاج على الفراش المتوسط الحجم والذي لا يستطيع استيعابه هو وادم ليقول بغيظ شديد ينهض من الفراش :
" ما هذا ؟؟؟؟ لِمَ هو صغير هكذا ؟؟؟؟ ثم لِمَ حتى الآن لم يحضروا الطعام لذلك المسكين ؟؟؟؟ أليس من المفترض أنه خرج للتو من عملية خطيرة ؟؟؟ أين الطعام أنا جائع "
كتم ادم ضحكة ساخرة كادت تخرج منه على حديث جاكيري ثم قال :
" جيد أنهم لم يأتوا بالطعام، فلا اعلم من منا كان سيتناوله "
" اسمع يا صغير، لقد تركت للتو طعام رائع كنت اتطلع لتذوقه وهذا لأنهم اخبروني أنك بين الحياة والموت ...لذا لا تتحدث بكلمة واحدة حتى لا اقتلك فقد خيبت املي كثيرًا بعدما ظننت أنني سآتي لاجدك تصارع الموت "
أنهى جاكيري حديثه وهو يلقي بجسده على الأريكة ثم قال بضيق :
" ليذهب أحدكم ويحضر لي بعض الطعام "
تحدث مارسيلو بسخرية وهو يجلس على أحد المقاعد في الغرفة :
" لا تأمرنا جاكيري فلسنا حاشية لك هنا "
فتح جاكيري عين واحدة وهو يرمق مارسيلو بتشنج ثم قال :
" لم تكذب سيلين أبدًا عندما قالت أنك حقير لم تذق يومًا تربية صالحة، أنا الكبير هنا يا وغد "
أنهى حديثه وهو يرمقه بنظرات ساخطة ليتحدث ماركوس بسخرية :
" ترمقه كما لو أنه كان طبيبًا وخيب املك في أخلاقه، يا رجل أفق أنت تحدث رجل عصابات "
كاد جاكيري يجيبه لولا أن الباب فتح ودخل منه طبيب تتبعه بعض الممرضات لفحص ادم بعدما ابلغتهم هايز أنه استفاق ....
نظر جاكيري للجميع بحنق وكأنه يقول ( نجوتم )
بدأ الطبيب يفحص ادم بحرص شديد قاطعه جاكيري وهو يقول بجدية :
" عفواً لكن متى يحين موعد الطعام ؟؟؟"
نظر له الجميع فجأة بتعجب ليضيف جاكيري وهو يشير لادم ببراءة :
" لقد خرج الفتى من عملية خطيرة وحتى الآن لم يتناول شيء "
تنحنح جايك بخجل من افعال أخيه ليقول وهو يشير للطبيب باستكمال ما يفعل :
" ارجوك لا تهتم هو فقط يمزح"
" أنا لا امـــ....."
توقف جاكيري عن الحديث وهو يرى نظرات طبيبة صغيرة في السن تبدو كمتدربة أو ما شابه ترمقه بإعجاب ثم غمزت له غمزة عابثة مع ابتسامة وقحة بعض الشيء جعلت جاكيري يطلق ضحكة حانقة وهو يقول بصوت عالٍ :
" ماذا؟؟؟؟ هل تحرشتي بي للتو؟؟؟؟ ما بال النساء يارجل وكأنهن لم يرون رجل وسيم من قبل "
أنهى حديثه ببسمة ساخرة، جعلت الجميع يلتفت صوب الطبيبة لتقوم هي بالنظر سريعًا لما يقوم به الطبيب، وقد احمر وجهها من الموقف تلعن في داخلها ذلك المغرور الوقح ...
نظر مارسيلو لجاكيري بسخرية شديدة وحنق ليصرخ جاكيري وهو ينهض ويخرج من الغرفة :
" ماذا ؟؟؟ إياك والنظر لي هكذا، هي من تحرشت بي، أنا الضحية هنا "
أنهى حديثه وهو يخرج ويغلق الباب خلفه بعنف ....
نظر مارتن لأخيه يحاول معرفة إن اصبح بخير أم لا؟؟؟ وسرعان ما طمئنه الطبيب على حالته وهو ينسحب من الغرفة ومعه باقي الطاقم .
نظر مارتن لادم وهو يربت على رأسه بحنان شديد :
" أنت بخير صحيح ؟؟؟"
هز ادم رأسه ببسمة وهو يقول له :
" نعم لا تقلق، فقط أشعر بالانزعاج من تلك الثياب التي ارتديها "
" لا بأس سأذهب للمنزل وأحضر لك بعض الثياب المريحة، فقط ارتح أنت "
تحدث مارتن وهو يتجه صوب الخارج ليستوقفه مايك وهو يذهب خلفه قائلًا :
" مهلًا سآتي معك، انتظرني "
تحرك مايك رفقة مارتن تاركين خلفهم ماركوس ومارسيلو وجايك رفقة ادم وهم يتحدثون عنه في أمور مختلفة حتى لا يشعر بالملل أو التعب .
_______________________________________
كانت تجلس على الفراش وهي تراقب الطبيبة تقوم بفحصها مبتسمة كعادتها ببلاهة، حتى انتهت الطبيبة وهي تقول ببسمة مشرقة :
" لقد أصبحتي بخير حال الآن، يمكنك المغادرة وقتما شئتي يا صغيرة "
ابتسمت روبين باتساع وهي تتحدث مشيرة لقدمها :
" و تلك الجبيرة، هل يمكنني إزالتها ؟؟؟؟؟"
ضحكت الطبيبة على حماسها وهي تهز رأسها بلا :
" لا ليس لتلك الدرجة، تحتاجين للمزيد من الوقت حتى يمكنك نزع تلك الجبيرة "
لوت روبين شفتيها بضيق لتسمع صوت تسنيم جوارها وهي تربت على يديها بحنان :
" حبيبتي متزعليش كله عشان مصلحتك، بكرة تتشال وترجعي زي الاول واحسن "
هزت روبين رأسها بحسنًا لتسمع صوت الطبيبة وهي تدعو تسنيم للخارج حتى تخبرها التعليمات التي يجب اتباعها في حالة غادرت هي المشفى ...
تحركت تسنيم للخارج مع الطبيبة وهي تتحدث معها بكل جدية في حالة روبين وتطمأن أن خروجها لن يؤثر على حالتها، ثم تركت الطبيبة وذهبت لتحضر بعض المشروبات لروبين .
في تلك الأثناء كان هو يقترب من غرفتها بخطوات بطيئة غير عابئ بأي أحد ثم فتح الباب فجأة وبشكل جعل روبين تنتفض صارخة، لكنه لم يهتم وهو يدخل الغرفة ينظر لها بعدم اهتمام قائلًا :
" كيف حال الارنب الوردي اليوم ؟؟؟"
تشنجت روبين بغضب وهي تصرخ في وجهه كارهة لذلك اللقب السخيف الذي يلصقه بها :
" توقف عن نعتي بهذا اللقب الذي لا اعلم من أين جئت به ؟؟؟؟"
تحركت عين فبريانو من وجهها لتتوقف على بجامتها ذات اللون الوردي والتي كانت على شكل ارنب، هي نفسها تلك البيجامة التي رآها بها ذلك اليوم ليبتسم بسخرية عليها وكأنه يخبرها بعينه ( حقًا لا اعلم من أين)..
بينما هي احمر وجهها بخجل لتقول وهي تشير لبجامتها الحبيبة :
" هذه ... إنها...تلك امي احضرتها لي بالاجبار، حتى أنني بكيت وأنا أخبرها كم هي سخيفة وتشبه تلك الخاصة بالأطفال لكنها لم تستمع لي وهي تشتري لي العديد منها ."
أنهت كلامها وهي تشير للبجامة بشكل جاد وكأن ما تقوله حقيقة مسلمة جعلته ينفجر ضاحكًا على حديثها ثم اقترب منها سريعًا يمسكها من أذن البيجامة قائلًا بسخرية :
" هل يراكِ الجميع بهذا الشكل السخيف ؟؟؟؟"
" هيييه توقف عن حديثك هذا أنت تجرح مشاعري بفظاظتك "
وقبل أن تنتهي من حديثها كان فبريانو يقترب منها بسرعة كبيرة مفاجئة جعلتها تطلق صرخة عالية، لكنه تجاهل الأمر وهو يقول بجدية كبيرة :
" يا فتاة هذا الزي قبيح للغاية، حتى أنه اقبح من وجهك عن قرب "
كانت روبين تنظر له وهي ترمش بسرعة تحاول تدارك ضربات قلبها بسبب قربه ليهمس هو لها بنبرة عابثة قلما خرجت منه :
" حسنًا لأكون منصفًا، فعينك بهذا الكحل هي اجمل ما فيكِ "
ضغطت روبين على شفتيها بعنف تحاول كتم بكائها من حديثه لتصرخ في وجهه :
" أنت حقًا بلا قلب، حتى تقول لفتاة جميلة هذا الحديث الفظ "
" هذه الحقيقة يا صغيرة، ربما إن توقفتي عن تكرار أنكِ فتاة جميلة قد تقتنعين بحديثي هذا ذات يوم "
" لم أر من هو بمثل وقاحتك يومًا "
" ولن تفعلي "
أنهى حديثه وهو ينظر في عينها بنظرات غامضة جعلتها تشعر بانسحاب الهواء من حولها تتنفس بصعوبة وهي تمد يدها تبحث عن البخاخ الخاص بها، وعندما وقع تحت يدها سحبته سريعًا وهي تتنفس منه بعنف شديد، هذا الشاب قربه يؤلمها وبشدة
وأثناء اقترابهما بهذا الشكل فُتح باب الغرفة فجأة ليصدح صوت في المكان :
" لقد أحضرت لكِ الطعام آاااااا......"
توقف الممرض عن الحديث وهو يبصر ذلك المشهد أمامه ليشعر فجأة بالخوف وهو يبصر وجه ذلك الرجل المخيف الذي لن ينساه طوال حياته، ابتلع الممرض ريقه وهو يتحرك بخوف داخل الغرفة يحمل الطعام ثم قال بخوف وهو يضع الطعام على الطاولة جوار فراش روبين :
" لقد أحضرت الطعام آنستي..."
نظرت روبين له وهي تحاول أن تشير له بعينها أن ينقذها، وهو التقط اشارتها تلك ليقول بخوف من نظرات فبريانو صوبه :
" لا تنظري لي هكذا، أنا لن افعل شيء "
أنهى حديثه ثم تحرك صوب فبريانو الذي اعتدل في وقفته بعدما كان قريبًا منها وهو يهمس له :
" إن أردت أن أضع لها السم في الطعام سيدي؟؟؟ فقط اخبرني "
ابتسم فبريانو بسخرية ثم اجابه وهو يبعد وجهه عنه :
" لا حاجة لذلك فأنا من سيتناول الطعام "
لم تكن روبين تفهم حديثهما بسبب انهما كانا يتحدثان بالايطالية، لكن رغم ذلك علمت من نظراتهما صوبها أنها محور ذلك الحديث ...
" أنتما لِمَ تنظران لي هكذا ؟؟؟؟"
نظر الممرض لها ثم همس مجددًا لفبريانو :
" حسنًا سيدي، إن احتجت لشيء فقط قل سميث وستجدني امامك "
أنهى حديثه وهو يخرج من الغرفة بسرعة لا يصدق كم الرعب الذي يدور حول ذلك الرجل....
رمق فبريانو أثره بسخرية وهي ثم نظر لها ليجدها ترمقه بحنق تتمتم بينها وبين نفسها وهي تسحب طاولة الطعام تأكل منها متجاهلة إياه :
" قال وانا اللي كنت فكراه حتى بستانيّ مغلوب على أمره ومسكين، ده أنا كنت هعيط عليه لما حكالي حكايته "
أنهت حديثها وهي تدس الطعام في فمها قائلة بالانجليزية حتى يفهم عليها :
" أشعر أنني غبية بعدما كنت أشفق عليك، أنت لا تستحق الشفقة، بل أنا من استحقها "
ابتسم فبريانو عليها بسخافة لتنظر له جيدًا وهي تقول :
أنت حتى لا تشبه بستانيّ، بل أنت أشبه برجال الأعمال ...."
صمتت قليلًا وهي تمعن النظر به ثم قالت مجددًا :
" حسنًا بل أنت أشبه بالقتلة إن صح القول "
شهق فبريانو وهو يدعي الرعب :
" لا تذكري أمر القتل امامي ارجوكِ فأنا لا احتمل هكذا حديث ..."
أنهى حديثه بنبرة حزينة بعض الشيء جعلتها تبتلع الطعام وهي تقول بسخرية لاذعة منه ومن حديثه :
" لا تخبرني أنك شهدت جريمة قتل أثناء طفولتك ؟؟؟"
" كيف علمتي هذا ؟؟؟"
" يا راجل دي مهروسة في كل الافلام والروايات "
" ماذا قلتي ؟؟؟ "
ادعت هي التأثر وهي تنظر لوجهه :
" أقول بأنك مسكين "
" نعم أنتِ محقة "
أكملت تناول طعامها وهي تتساءل بجدية :
" إذًا هل كانت تلك الجريمة في طفولتك هي مقتل والديك ؟؟؟"
" لا بل أنا من قتلت رجل "
كانت كلماته تخرج منه ببساطة شديدة جعلت الطعام يتوقف في حلقها وهي تكاد تختنق، سارعت فوراً بشرب بعض العصير الذي كان موضوعًا على الطاولة أمامها وهي ترمقه بنظرات مصدومة، ثم تركت طاولة الطعام جانبًا وتحركت ببطء تبتعد عنه ثم وفي ثوانٍ كانت صرخاتها ترنّ في جميع أرجاء المشفى ......
رفع فبريانو حاجبه يرمقها بتعجب لصراخها ثم نهض وهو يتجه لها، و فجأة وضع يده على فمها لترتعش هي تنظر لعينه برعب لينحني هو صوبها هامسًا :
" ماذا لا تخبريني أنكِ صدقتي حديثي ؟؟؟؟"
هزت روبين رأسها بنعم ليدعي هو الحزن وهو يقول بتذمر :
" وهل تعتقدين أنني قد أستطيع امساك سلاح يومًا!؟؟؟؟"
ومجددًا هزت روبين رأسها بنعم ليبتسم هو قائلًا بنبرة يدعي بها المسكنة وبشكل مثير للضحك :
" أبعد كل تلك الايام بيننا تشكين بي ؟؟؟؟ "
نظرت له روبين قليلًا لتضعف أمام نظراته المترجية والصادقة _ أو هكذا كانت ترى هي _ لذا هزت رأسها سريعًا بلا وهي تعتذر :
" آسفة لم اقصد أن اتسبب في حزنك، لكن أنت دائمًا تقول ذلك الحديث الذي يجعلني افكر بك بشكل خاطئ...آسفة لا تحزن ارجوك لم أكن اقصد "
هز فبريانو رأسه يدعي الحزن ثم قال وهو ينتزع صينية الطعام من جوارها قائلًا ببسمة
" سأعتبر هذا الطعام تعويضًا عن حديثك "
فتحت روبين فمها بصدمة ثم قالت وهي تكاد تبكي :
" لكن هذا طعامي أنا ......"
__________________________________________
كان يستند على سيارته أمام محل صنع البيتزا ينتظر دوره وقد بدأت معدته تأن جوعًا، يتمتم بضيق شديد بعدما فقد فرصة كبيرة في تناول ذلك الطعام الشهي الذي شاهده في المسلسل، وكل ذلك لأن ادم قرر أن يصاب في ذلك الوقت ..
سب ادم في سره وهو ينظر للبطاقة المرقمة في يده ينتظر دوره الذي لن يأتي أبدًا، ثم زفر بضيق يخرج هاتفه يحاول شغل نفسه به، وأثناء ذلك ضربت فكرة ما رأسه ليسارع ويتصل بها يود الاطمئنان عليها، خوفًا أن يكون ذلك الجبان قد تعدى عليها مجددًا ...
في المنزل عند رفقة كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام بانتباه شديد وقد اندمجت معه متناسية الواقع حولها ليأتي مشهد في التلفاز وقد أوشك البطل على تقبيل الفتاة أمامه، لكن فجأة رن هاتفها ليقطع تلك اللحظات التي تهرب بها من واقعها، أجابت بحنق وهي تقول :
" من ؟؟؟؟"
رفع جاكيري حاجبه بسخرية وهو يقول :
" يبدو أنني اتيت في وقت غير ملائم ؟؟؟؟ ماذا تفعلين ؟؟؟؟"
" اقبله "
اعتدل جاكيري في وقفته بصدمة وهو يهمس :
" تقبليه ؟؟؟"
ضربت رفقة جبهتها بغيظ وهي توبخ نفسها ثم قالت وهي تحاول تدارك الأمر :
" بل هو يقبلها، اقصد الممثل في التلفاز كان يقبل الفتاة "
ابتسم جاكيري بشكل وهو يهمس في الهاتف :
" اه يا فتى لِمَ لم تخبرني بأنك تحب ذلك النوع من الأفلام ؟؟؟؟؟ أعني لقد خفت أن أعطيك شيء كهذا تخجل في مشاهدته "
" بل افعل ....أنا أفعل "
" تفعل ماذا ؟؟؟ تقبل أم تخجل ؟؟؟"
" تبًا لك أنت تعلم ما اعنيه "
ضحك جاكيري بصوت صاخب ثم قال وهو يستمع لصوت نداء بالرقم الذي يحمله :
" نعم اعلم، إذًا اخبرني هل تناولت( كرشي) ؟؟؟؟"
وهنا كان دور رفقة في الانفجار في الضحك وهي تستمع لكلمته، في نفس الوقت الذي حمل به جاكيري علبة البيتزا وهو يصعد لسيارته، وما كاد يتحدث يسألها عن سبب ضحكها حتى سمع صوت رنين يأتي من جهتها ليقول :
" هل تنتظر أحد؟؟؟؟"
نظرت رفقة صوب الباب بتعجب لتخمن سريعًا أنه جون، فمن غيره يعرفها هنا سوى مديرها، والذي يحدثها عبر الهاتف ...
تحركت وهي تنهض لتحاول إغلاق المكالمة مع جاكيري :
" نعم اعتقد أنه ربما يكون جون، سأغلق الـ..."
" إياك وإغلاق الهاتف، دعني على الهاتف واذهب لترى من الطارق "
تجاهلت هي حديثه متحركة صوب الباب، فتحت رفقة الباب بهدوء تتوقع أن يقابلها وجه جون الحانق كما جرت العادة في الآونة الأخيرة بعد اكتشافه لهويتها الحقيقية، لكن ما وجدته كان صدمة كبيرة لتطلق صرخة كبيرة تعبها إغلاق المكالمة ......
من الجهة الأخرى نظر جاكيري للهاتف بصدمة وهو يفكر في العديد من الأفكار السوداء وما يمكن أن يكون قد حدث لها، لذا و بدون تفكير تحرك بسرعة في سيارته متجهًا صوب منزلها يفكر أن ذلك الحقير جون قد تهجم عليها مجددًا متوعدًا له بالويل ...
_________________________
كان يغلق عينه يحاول أن يريح رأسه قليلًا قبل أن يجتمع الجميع مجددًا فوق رأسه ويبدأون في الشجار أو الحديث، لكن وقبل أن يندمج في ذلك الجو الهادئ سمع صوت فتح الباب ليقول بأعين مغلقة :
" احضرتم لي قهوتي ؟؟؟"
ولم يصل له أي إجابة لذا فتح عينه بتعجب، ولم يكد يفتح فمه حتى لمحها بعينه تتقدم خطوات صغيرة صوبه، تسير على استحياء وكأنها تتقدم من منصة عرسها، قلب ادم عينه بملل قليلًا ثم همس بصوت وصل لها واضحًا بعض الشيء :
" ألن ننتهي من هذا "
تجاهلت هايز حديثه وهي تقترب تمسك اللافتة التي كانت معلقة على فراشه والتي تحتوي مؤشراته الحيوية ليرمقها هو بحاجب مرفوع ثم ابتسم بسخرية وهو يتسطح مجددًا يعلق عينه يحاول التعامل كما لو أنها ليست في المكان :
" ارجوكِ اغلقي الباب بعد انتهائك "
" يا لك من شخص وقح مغرور "
فتح ادم عينه سريعًا وهو يقول ببسمة جانبية :
" ماذا قلتي ؟؟؟"
" لاشيء "
ابتسم ادم وهو يهز رأسه، ولم يكد يغلق عينه، حتى سمع صوتها العالي يصدح مجددًا في المكان وكأنها تصرخ في وجهه :
" بل يوجد... أنت يا سيد لِمَ تتعامل معي بفظاظة كتلك ؟؟؟ ألا يكفيك أنك كنت تتصرف وكأنك ملك في الجامعة وتعتبر الجميع هواء جوارك"
" من أنتِ حتى ؟؟؟ وأي جامعة تقصدين ؟؟؟"
احمر وجه هايز من شدة وقاحته ثم ابتلعت ريقها وهي تحاول اخفاء احراجها من ردوده تلك :
" أنت حقًا مغرور ومتكبر ولا اعلم سبب ذلك، أنت حتى لست وسيمًا لتفعل ذلك "
" حقًا؟؟؟ إذًا من كان يتغزل بي أثناء غفوتي سابقًا "
احمر وجه هايز بشدة لتفتح فمها بصدمة تود أن تجيبه، لكن لم تجد كلمات تستطيع اخفاء حرجها في ذلك الوقت لتترك ادم فجأة وهي تركض للخارج دون قول كلمة واحدة حتى...
ضحك ادم بصخب وهو يراقب ركضها، يهز رأسه بيأس عليها فتلك الفتاة لا تيأس حقًا، حاول اخبارها مئات المرات ألا تلاحقه وألا تضع آمالها عليه لكنها لم تستمع له يومًا ..
تنهد بحنق هو حقًا ليس سعيدًا بما يفعله، لكنه في الحقيقة لا يود لها أن تلتصق به أكثر، فهو لا يحب هذا أبدًا ...
" هيييه آدم ماذا فعلت للطبيبة حتى تخرج من عندك باكية ؟؟؟"
هكذا تحدث جايك وهو يخطو للغرفة..ليتجاهله ادم يغمض عينه بحنق :
" لا شيء، دعوني أنام قليلًا فأنا متعب بعض الشيء "
______________________________
ألقى مايك جسد على الأريكة وهو يجاور مارتن الذي كان يرتب بعض الثياب في الحقيبة لأجل ادم...
" و؟؟؟؟ ماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟؟"
كان مايك يتساءل بفضول شديد ينتظر باقي الحكاية بعدما أخبره مارتن أنه ذهب للمشفى حتى يراها وتحدث معها وقت طويل مقارنة بباقي المرات التي رآها بها ...
ابتسم مارتن ثم قال بفخر وكأنه قام بإنجاز كبير :
" لقد خلعت قبعتي أمامها واريتها شعري "
و سريعًا قبل أن يدرك الأمر كان كف مايك يرتطم بوجنته في عنف شديد تبعها صراخ مايك الساخر الجاد :
" أيها الحقير ...جعلتها ترى شعرك ؟؟؟ لقد لوثت شرف العائلة، اللعنة عليك وعلى امثالك منحلي الاخلاق "
صمت وهو يدور في الغرفة يجذب شعره بحيرة يهمس بصوت واضح :
" هل علينا أن نزوحك إياها حتى نلملم الأمر؟؟؟؟ يا فضيحتك وسط رجال العصابات يا اليخاندرو، حفيدك خلع قبعته أمام فتاة ليس بينهما أي علاقة، كيف سيري جدك وجهه للجميع بعد فعلتك تلك يا عديم الاحترام "
فتح مارتن عينه بصدمة مما حدث لا يستوعب ما فعل مايك ليصله صوت مايك مجددًا الساخر وبشدة يصرخ في وجهه :
" ما بك تتحدث وكأنك لم تخلع قبعتك؟؟؟ بل يبدو الأمر كما لو أنك خلعت ثيابك ؟؟؟ تبًا لك ، اقسم لو كنت أنا لكنت فعلتها "
أنهى حديثه بسخرية ولم يكد حتى يدرك الأمر سوى أنه وجد نفسه ممددًا ارضًا بعدما تلقى لكمة عنيفة من مارتن سطحته ارضًا وهو يتبعها بصراخه الحانق :
" وهل تظن الجميع وقحين مثلك ؟؟؟"
ضحك مايك يجيب بسخرية :
" و أنت تظنهم خجولين كالعذارى مثلك ؟؟؟"
" يا حقير هذا ليس خجلًا بل أنا لا أود أن أخبرها هويتي الان لذا أخبرتها أنني في كل مرة نتقابل سأكشف لها عن جزء من شخصيتي "
" نعم كلعبة البازل تمامًا، جمّع مارتن....... وفز معنا بزوج مخلص وسيم "
ضحك مارتن ضحكة مصطنعة على حديثه وهو يوضح له وجهة نظره في الأمر :
" الأمر ليس هكذا، بل أنا فقط اهدف لشغل تفكيرها لأطول فترة، وجعلها تفكر بي طوال الوقت، علّي اكتسب حبها أثناء ذلك "
نفخ مايك بحنق وهو يعتدل ثم قال :
" هراء، كان يكفي أن تقبلها لمرة لتتذكرك طوال حياتها "
" هي ليست من ذلك النوع مايك "
هز مايك كتفه بعدم اهتمام وهو يجلس جواره ثم أضاف بجدية بعيدًا عن كل ذلك المزاح :
" متى تنوي مصارحة جدك بأمرها ؟؟؟"
" بمجرد أن أتأكد من حبها لي مايك...وقتها سأخبر جدي وأخبر الجميع، بل وقد احارب الجميع لأجلها إن لزم الأمر "
" ألهذه الدرجة مارتن ؟؟؟"
" وأكثر يا اخي .... وأكثر "
_________________________________
طرق انطونيو الباب ثم دخل قبل أن يصل له رد، ليجد الجميع يجلس بشكل متفرق في الغرفة، ابتسم وهو يتجه صوب ادم الذي كان نائمًا في ذلك الوقت.
سحب مقعد ليضعه جوار الفراش وهو يربت على شعر ادم بحنان قائلًا :
" كيف حاله الآن؟؟؟"
انتبه الجميع لوجود انطونيو ليتحدث مارسيلو بجدية يطمأنه :
" لا تقلق هو بخير، لقد استفاق وتحدث معنا، لكن هو الآن يأخذ قسطًا من الراحة "
هز انطونيو رأسه بتفهم ثم نظر في وجه الجميع وقال بجدية كبيرة :
" لقد طلب جدي أن نجتمع لأمر ضروري "
" أين؟؟؟"
تحدث جايك باهتمام وهو يرمق أخيه ليشير انطونيو بعينه في المكان قائلًا :
" اخبرني أن يكون الاجتماع هنا، حتى يستمع ادم لما سيقول "
تحدث ماركوس بتفكير في الأمر :
" أشعر أن الأمر لن يكون جيدًا "
هز انطونيو رأسه بلا يؤيد حديثه ثم قال بسخرية وكأنه تذكر الأمر للتو :
"صحيح نسيت اخباركم أن العزيز فبريانو قد بدأ حملة التفتيش اسرع مما نتخيل "
تحدث ماركوس بغضب شديد بمجرد تذكره لهؤلاء الذين تجرأوا على أحدهم :
" لا بأس هم يستحقون ما سينالهم منه صدقني "
قاطع حديثهم صوت جدهم الذي دخل الغرفة بخطوات مهيبة وهو ينظر لانطونيو آمرًا :
" اجمع الكل انطونيو بلا استثناء ......."
______________________
كان يضغط على جرس الباب دون لحظة توقف يود معرفة ما حدث لتغلق الهاتف في وجهه بهذه الطريقة، وأثناء قيامه بطرق الباب سمع صوت باب يفتح من خلفه، استدار سريعًا ليرى أنه جون والذي بمجرد رؤيته له اغلق الباب من فوره برعب شديد جعل جاكيري يشك أنه فعل لها شيء لذا اتجه صوب الباب الخاص به بشكل مخيف يتوعد له بالويل، لولا أن باب منزل رفقة قد فُتح فجأة ...
استدار بسرعة ليرى ما حدث معها، لكن فجأة انكمشت ملامحه بعدم فهم وهو يراقب ذلك الذي يسد الباب بجسده يقول بلهجة ايطالية ضعيفة بعض الشيء :
" نعم تفضل، كيف اساعدك ؟؟؟"
ومن خلف ذلك الشاب سمع صوتها المرح الذي يظهر فيه آثار الضحك وهي تقول بحماس :
" يلا يا اسكندر الاكل جاهز "
ورغم أنه لم يفهم حديثها، إلا أنه انتبه لكلمة ( اسكندر ) ليفكر بجدية، هل هذا هو اسكندر الحقيقي ؟؟؟؟ وقبل أن يصل لإجابة كانت هي تقترب منه متسائلة بتعجب عن الطارق لتصدم به يقف على عتبة منزلها
" سيد جاكيري ؟؟؟؟"
استدار اسكندر لها وهو يتحدث بشك
" أنتِ تعرفيه؟؟؟؟"
نظرت رفقة بين الاثنين بصدمة لا تعلم ماذا تقول لتسمع صوت جاكيري وهو يشير لنفسه :
" هل سأظل على الباب ؟؟؟؟ أليس لديكما ما يدعى حسن الضيافة ام ماذا ؟؟؟"
ورغم عدم ارتياح اسكندر لأمره إلا أنه انحنى جانبًا وهو يسمح له بالتحرك ثم اغلق الباب وهو يدخل خلفه يرمق أخته بشك .
جلس جاكيري على الأريكة دون حتى انتظار دعوة من ايًا منهما ليسمع صوت ذلك الشاب مجددًا وهو يقول بسخرية بعض الشيء :
" والآن ياسيد، هلّا أخبرتني من أنت وما علاقتك بأخي ؟؟؟"
رفع جاكيري حاجبه بحنق وهو ينظر لاسكندر بتقييم، إذًا هذا هو اسكندر الحقيقي ؟؟؟ كاد يطلق ضحكة عالية على تقليد رفقة الغبي، فالفرق بينها وبين أخيها كالفرق بين الأبيض والأسود ...
" أنا مدير اسكندر "
نظر اسكندر بتعجب لرفقة ثم قال :
" حقًا وهل المدير يأتي لمنزل موظف لديه ؟؟؟"
" نعم، إن كان المدير أنا...."
واشتعلت الحرب بين الاثنين، لذا وجب عليها التدخل وهي تنتفض قائلة اغبى جملة قد تقال في تلك المواقف، لكن و للعجب استطاعت أن تخفف حدة الأجواء :
" ما رأيكم في تناول (كرشي )؟؟؟؟؟؟؟؟"
_______________________________
دخل فبريانو غرفة أخيه بعنف شديد جعل الجميع ينتفض في جلسته، لكنه لم يكن يهتم كثيرًا وهو يتجه بخطوات غاضبة صوب ادم ينقض عليه قائلًا بضيق شديد وقد فاض به الكيل :
" أنت أيها الصغير القذر حاول التذكر ومعرفة من الذين هاجموك؟؟؟؟ فأنا حتى الآن ذهبت لسبع عصابات ولم اصل للفاعلين بعد "
صدم ادم من هجوم فبريانو عليه، نظر حوله في أوجه الجميع يحاول معرفة ما يحدث، لكن فبريانو لم يعطه الفرصة حيث شدد من قبضته حول ثيابه وهو يقول بغضب :
" لقد ضربت حوالي خمسين شخصًا واصبت عشرة بجروح قاتلة، ولم يعترف أحد بالأمر، لذا اخبرني من فعل هذا قبل أن أعود وأكمل ما بدأته و صدقني لن أتوقف قبــ...."
توقف فجأة عن الحديث وهو يستمع لوقع خطوات عنيفة خلفه ثم تبعها صوت حاد رغم رقته :
" أنت يا سيد كيف تتجرأ وتمسك المريض بهذا الشكل ؟؟؟"
خفف فبريانو قبضته بعض الشيء عن أخيه وهو يلتفت حوله يبحث عن مصدر ذلك الصوت الذي لا يعلم قائلة، لكن لم يجد أحد لذا كاد يعود بصراخه لولا أن صاحبة الصوت تحركت من خلفه لتقف أمام عينه وهي تصرخ في وجهه بشكل مثير للضحك :
" هل جننت يا هذا ؟؟؟؟ كيف تعامل مريض بهذا العنف الغبي ؟؟؟"
نظر فبريانو في أوجه الجميع بتعجب وكأنه يسألهم من تلك الحشرة الصغيرة !؟؟؟ لكن تفاجئ بصراخها الذي كاد يصم أذنه وهي تقول بحدة :
" هل تعلم أنك بهذا الفعل الغير مسئول قد تتسبب في تدهور حالته ؟؟؟"
نظر فبريانو ببلاهة لأخيه الذي كان يقلب عينه بملل، ثم أشار لنفسه :
" أنا؟؟؟"
" نعم أنت أيها السيد "
" أنا سيد ؟؟؟؟"
تحدث فبريانو بعدم فهم ثم أشار للفتاة قائلًا :
" من احضر تلك الصغيرة ؟؟؟؟ ثم هل نادتني بالسيد منذ قليل أم أنني بت اتوهم ؟؟؟"
" أنا طبيبة هنا يا سيد، لذا عندما تحدثني، حدثني باحترام حتى لا ينالك مني غضب لن يعجبك "
كان الجميع يرمقها ببلاهة شديدة وعلى وجوههم يعلو جمود غريب وهم يستمعون لحديثها بهذا الشكل مع فبريانو الذي ترك أخيه وهو يعتدل في جلسته ثم قال ببرود شديد وهو مازال ينظر لها :
" حسنًا دعيني أراه ؟؟؟"
نظرت له الفتاة بعدم فهم وهي تكرر :
" ترى ماذا ؟؟؟؟"
" ذلك الغضب الذي لن يعجبني "
قاطع تلك الأجواء دخول جاكيري الذي عاد للتو من عند رفقة وكان يحمل بين يديه علبة البيتزا التي ابتاعها، تحرك بهدوء صوب أقرب مقعد وهو لا ينزع عينه عن فبريانو وما يحدث معه جلس بهدوء و هو يفتح علبته يتناول ما بها قائلًا بعدم فهم :
" ما الذي يحدث هنا ومن تلك الفتاة؟؟؟ هل هي حبيبة فبريانو ؟؟؟"
" بل ضحية فبريانو "
هكذا أردف مارسيلو بجدية وهو يتابع الأمر لينتبه جاكيري للأمر هو الآخر، لكن فجأة شعر بيد تختطف قطعة بيتزا من علبته ولم يكن سوى جايك، لكن وقبل أن تبتعد يده بتلك القطعة كانت صفعة جاكيري تسقط على يده وهو يردد بنبرة مخيفة :
" إن خرجت تلك القطعة من العلبة سأريك من الجحيم الوانًا "
ترك جايك القطعة ببطء شديد وهو يبعد يده عن علبة أخيه مبتسمًا بسمة غبية، بينما جاكيري كان ما يزال يرمقه بنظرات مخيفة، ثم بعدها نظر باهتمام لما يحدث مع فبريانو .....
" اسمع يا سيد، أنا لن اتناقش معك في هذا الأمر كثيرًا لذا اترك المريض وشأنه وإلا....."
تركت حديثها معلق وهي تعتقد أنها تهدده أو تخيفة، ليقوم فبريانو بتنفيذ حديثها سريعًا وهو يجلس واضعًا يديه على قدميه كطفل صغير وهو يقول بجدية ساخرة :
" لا ارجوكِ لا تفعلي شيء فأنا حرمت بالفعل من الحلوى لوقت طويل "
تحدثت هي ببلاهة :
" ماذا ؟؟؟؟"
أشار فبريانو لجده الذي كان يجلس يشاهد الأمر ببسمة ساخرة :
" انظري لهذا العجوز الذي يجلس هناك ..... إنه قاسي القلب عاقبني منذ أسابيع بسبب شيء صغير لا قيمة له...تخيلي أنه عاقبني ذات مرة لأنني قتلت شخصًا دون الحصول منه على ما اريد "
أنهى حديثه بنبرة خافتة مخيفة يدعي بها البراءة ....
وبعد تلك النبرة لم تستطع الفتاة الحديث والتي لم تكن سوى هايز، ابتلعت ريقها ببسمة قلقة ثم تحدثت بخفوت وقد بدأت تتراجع في حديثها السابق :
" انا ... أنا فقط كنت ...اقصد هذا واجبي هنا أن....."
ولم تكمل حديثها بسبب اخراج فبريانو لسلاحه الذي بمجرد رؤيته ركضت هي للخارج صارخة برعب :
" النجدة ......."
راقب الجميع خروجها ببرود شديد ليقول ماركوس بحنق :
" ما بها تلك الغبية ؟؟؟؟"
ابتسم انطونيو وهو يرمق ادم بخبث ثم قال :
" اعتقد أنها معجبة بعزيزنا آدم"
زفر ادم بغيظ وهو يقول :
" لا تبدأ في هذا ارجوك "
" حسنًا اعتقد أنني تركتكم تمرحون بشكل كافٍ والآن حان وقت العمل "
انتبه الجميع لحديث اليخاندرو الذي قاطعهم ليكمل هو بجدية كبيرة :
" هناك اجتماع كبير سيقام مساء اليوم في القصر عندنا "
نظر الجميع لبعضهم البعض بعدم فهم، ليتحدث اليخاندرو بصوت معبأ بالكثير من الحقد والغيظ :
" كارل يود رد الزيارة......."
___________________________
نظر في ساعته وهو يسير في ممرات المشفى يود الاطمئنان عليها قبل اجتماع المساء، تحركت أصابعه بخفة وهي تحرك الكارفات يمينًا ويسارًا بهدف تخفيف حدة ربطها ...
انحرف باقدامه صوب الممر الذي يحتوي غرفتها وهو ينظر للحقيبة بيده حيث تقبع العديد والعديد من علب الأيس كريم المفضلة لها، توقف انطونيو أمام الغرفة وهو يتنفس بهدوء ثم فتح الباب بعدما طرق طرقات خفيفة لتحتد ملامحه فجأة بعدما كانت مبتسمة وهو يرمق ذلك المشهد الذي أثار اشمئزاز بحنق شديد ...
كانت روما تجلس على فراشها وهي تفتح فمها لزاك حتى يطعمها الايس الكريم المفضل لها والذي احضره خصيصًا لها، ابتسم انطونيو وهو ينظر حوله بعدم تصديق هامسًا :
" حقًا ؟؟؟؟"
عض شفتيه يشعر بكامل جسده يشتعل بالغضب، لكنه رغم ذلك أخذ شهيق و زفير قبل أن يضرب الباب بعنف حتى ينتبه الاثنان له ..
توقفت يد زاك فجأة وهو يستمع لذلك الصوت خلفه، مما جعل جسده ينتفض خوفًا، لكن رغم ذلك حافظ على هدوئه وهو يتذكر حديث سيرينا الذي أخبرته لوالدته وهو تنصت عليهما ( روما لا تتذكر أي شيء من بعد حفلة تخرجها ) وذاك المخيف لم يكن في حياتها قبل التخرج، وهذا يعني، أن كفته هنا هي الرابحة .
ابتسم زاك وهو يستدير ببرود يواجه انطونيو الذي بادله بسمته بأخرى تنافسها جعلته يبتلع ريقه وهو يقول بتعجب :
" عفواً...هل أخطأت الغرفة ؟؟؟"
دخل انطونيو وهو يضرب الباب بقدمه في عنف شديد ثم تحرك بخطوات بطيئة دبّت في قلبه الرعب بشكل كبير وبعدها جلس بكل هدوء على أحد المقاعد جوار الفراش وهو يقول :
" لا لم أخطأ الغرفة "
أنهى حديثه ثم رمق يده التي تتمسك بالملعقة في شر كبير جعله يخفضها سريعًا وهو يخفيها خلفه تحت انظار روما المتعجبة ...
" كيف حالك اليوم ؟؟؟"
ابعدت روما عينها من على وجه زاك بصعوبة، ثم رمقت ذاك الغريب الذي ظهر في حياتها بين ليلة وضحاها قائلًا أنه قريب لهم ...
" بخير شكرًا لك "
صمتت وصمت هو، يود لو يضرب ذلك الزاك ثم يخرجه من الغرفة كلها وبعدها يسحب روما لاحضانه يخبرها كم يعشقها ويبثها أشواقه كما كان يفعل، وخرج من كل تلك الأفكار وهو يستمع لصوتها تقول بنبرة خجلة :
" امي ليست هنا إن كنت تبحث عنها "
انتبه لها انطونيو لا يفهم مقصدها؛ ليلمح اثناء ذلك ابتسامة زاك الواسعة ، وكأنه قد دعي للتو حتى يتسلم جائزة ما، لكن كل ذلك اختفى وهو يستمع لصوت انطونيو الذي خرج منه باردًا :
" لا في الحقيقة أنا جئت لاراكِ أنتِ، لم أكن أعلم أن حتى في مشفى كبير كتلك يوجد حشرات "
ولم يبدو أن روما قد فهمت الأمر، لكنه وصل بوضوح تام لزاك الذي احمر وجهه بغضب يضغط على العلبة التي يحملها بين يديه ....
" وها أنت قد رأيت أنها بخير، لِمَ ما زلت جالسًا "
رمقت روما زاك بحنق لتدخله في شئونها، فهي تتحمله بصعوبة هو وثقل دمه فمنذ جاء وهو يلقي عليها النكات المملة ويصر على اطعامها الايس كريم بيده، والآن يتواقح على ضيوفها ؟؟؟ هذا يكفي حقًا .
" لا اظن أنه من اللائق أن تحدث ضيوفي بهذا الشكل زاك "
نظر زاك لها بنظرات بريئة مصطنعة يقول :
" آسف حبيبتي لم اقصد ذلك، لكن أردت فقط أن نجلــ "
ولم يكمل كلمته حتى سمع صوت سقوط مقعد بعنف شديد، والذي اتضح أنه بسبب نهوض انطونيو بقوة أسقطت المقعد ارضًا ثم اتجه صوب زاك بحركة أثارت رعبه، وما كاد يتحرك زاك حتى وجد انطونيو يهجم عليه يلكمه في وجهه عدة لكمات تبعها رميه بعلبة الايس كريم التي كان يحملها ثم سحبه بعنف والقاه خارج الغرفة بقوة شديد غير مهتم لما حدث له ....
كل ذلك حدث في ثواني على مرأى ومسمع من روما التي كانت تفتح فمها ببلاهة شديدة لا تصدق ما شاهدت منذ ثواني..
كان انطونيو ما يزال يتنفس بعنف شديد جراء غضبه، حاول أن يهدأ ويتحكم في تنفسه لكن لم يستطع لذا سريعًا فتح الباب ليجد أن زاك ما زال يحاول النهوض وقد أوشك على ذلك بالفعل لولا الركلة التي تلقاها فجأة وعلى حين غرة من انطونيو جعلته يسقط مجددًا وهو يصرخ من الالم :
" يا امي النجدة....."
اغلق انطونيو الباب مجددًا وهو يبتسم وقد بدأ يشعر بالراحة قليلًا ثم استدار وهو ينظر لها ببسمة لطيفة، وتحرك بهدوء شديد صوب فراشها ثم جلس على المقعد المجاور وهو يخرج الايس كريم الذي احضره لها يقول بلطف جعلها تفكر أنه يعاني انفصامًا :
" هيا يا جميلة تناولي الايس كريم الذي أحضرته لكِ...هيا افتحي فمك "
نظرت له روما بريبة وهي تهز رأسها برفض قائلة :
" شكرًا لك أنا لست جائـ..."
" قلت افتحي فمك قبل أن انض وأكسر تلك الغرفة، أنا لست في حالة تسمح لي بترجي أحد"
أنهى حديثه بصراخ لتفتح روما فمها بسرعة تتناول الايس كريم منه، ليبتسم هو ويطعمها المزيد والمزيد كما لو أنه يرغب أن ينسيها طعم ذلك الايس كريم الذي احضره زاك ..
كان انطونيو يكتم ضحكته وهو يراقب خوفها منه بسبب صراخه، يقسم أنه كان قد قرر أن يعيد تلك القصة بشكل لطيف رومانسي، لكن يبدو أن حياته قد كُتب عليها أن تكون دائمًا وابدًا مليئة بالإثارة والحركة، وهو للحق يعشق ذلك، روما الآن تحدي وهو لم يعتد أن يخسر التحديات .
لذا هو مستعد لكل ما سيقابله في الأيام المقبلة والتي يشعر أنها ابدًا لن تكون هادئة مسالمة ....
__________________________
كانت جولي تجلس أمام تلفازها تشاهده بملل شديد بعدما أنهت للتو اتصالها مع روبين واخبار الأخيرة لها بأنها ذاهبة للنوم ...
زفرت بضيق و هي تلقي جهاز التحكم جانبًا تحاول أن تبعد تلك الأفكار عن رأسها، ما زالت تعيش نفس الحيرة ما بين أن تبحث عن عمل بعيدًا عن الغناء، أو أن تعافر لأجل حلمها ...
خرجت جولي من شرودها على صوت طرق الباب الخاص بها لذا تحركت صوبه بتعجب تفكر من الذي قد يأتي إليها!؟؟؟ وفي هذا الوقت من الليل؟؟؟؟
وما إن فتحت بابها حتى صدمت بذلك الذي يقف أمامها وهو يقول بنبرة ساخرة :
" مرحبًا بالفنانة الواعدة، جولي "
رمقته جولي بغضب شديد تفكر كيف وصل لعنوان منزلها، ولم تكد تفتح فمها حتى انتبهت لتلك التي تقف جواره لتقول بسخرية :
" اوووه نورسين، كان يجب أن اتوقع هذا منك يا حقيرة "
" جولي، أنتِ لا تعلمين شيئًا، جيرمي فقط اراد أن يطلب طلب صغير منك "
ضحكت جولي بسخرية ثم و قبل حتى أن تسأل عن ذلك الطلب الذي يريده أغلقت الباب في وجهه بعنف شديد وهي تمنع نفسها من نشب أظافرها في وجه الاثنين، حبيبها السابق وصديقتها التي سرقت منها حبيبها، يأتون إلى منزلها ويطلبون منها معروفًا، لم تر يومًا وقاحة كتلك حقًا ...
وكان كل ذلك على مرأى ومسمع من مارتن الذي كان يراقب ما يحدث بأعين صقر، لا يريد أن يغفل عن أي شيء يحدث لها، ولولا الاجتماع الذي على وشك البدء لكان الآن في طريقه إليها، لكن صبرًا فقط لينتهي منه ثم يذهب إليها ويرى ما قصة هذين الاثنين ...
خرج مارتن من شروده على صوت مايك الذي ناداه ليهبط بسبب بدء الجميع في الحضور ...
أبعد مارتن حاسوبه عن قدمه وهو يخرج من الغرفة تاركًا إياه يتوسط فراشه دون أن يدري ما حدث بعد أن ابعد عينه عنه ....
________________________
كان الجميع يجلس على المقاعد في انتظار اكتمال باقي الرجال، والجميع حاضر عدا ماركوس الذي قرر البقاء رفقة ادم، وانطونيو الذي وصل للتو فقط ...
بدأ الجميع يجلس على مقاعدهم والاعين تنذر ببداية جحيم بين الجميع ...
كان فبريانو يجلس على مقعده ببرود وهو يدور بعينه بين الجميع يسمع همسات حوله، لكنه لا يهتم، اعتدل في جلسته وهو يستمع لرنين هاتفه، أخرجه ببرود وهو يجيب دون النظر له :
" من ؟؟؟"
لم يصل له جواب، كل ما وصل له من الجهة الأخرى هو صوت هدوء طويل ثم همسة صغيرة من ذلك الارنب الوردي الاحمق _ كما يطلق عليها _ وهي تقول بجدية، ليس وكأنها في إحدى المهام البطولية القومية :
" فبريانو هناك عصابة هنا تبحث عني....سمعت أحدهم يقول لرفيقه أن يجدوني قبل أن ينتبه الحراس، احضر الشرطة حتى اقوم أنا بتعطيلهم.........."
ومن بعد تلك الكلمات الخرقاء منها، لم يسمع شيء ...........
_______________________
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم