![]() |
رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الثالث عشر بقلم رحمة نبيل
كان يتحرك بسيارته وكأنه يقود طائرة أو ما شابه، كلمات ماركوس مازالت ترن في أذنه وهو يصرخ برعب أن يأتي؛ لأن ادم تعرض لشيء ما ثم اغلق الهاتف .
ضرب فبريانو المقود وهو يصرخ بغضب مرعب يقسم أن يحطم وجه ماركوس حتى يفعل به هذا، يشعر بالنيران تشتعل في صدره، فهو لا يعلم ما حدث لأخيه، الجميع لا يجيب، يشعر بالرعب، رعب ليس بغريب عندما يكون المعنيّ من الأمر أحد أفراد عائلته .
تنفس بعنف يحاول تمالك نفسه، فالغضب وصل به لدرجة جعلته يكاد يختنق، ركن فبريانو السيارة جانبًا وهو يتنفس بعنف شديد دافنًا وجهه بين يديه، يحاول الهدوء والتفكير جيدًا .
ثوانٍ قليلة مرت وهو على نفس الحالة قبل أن يرفع وجهها بهدوء مخيف ثم تحرك بسيارته وهو يحاول الوصول لأحد يخبره ما حدث، كاد ينحرف في طريق القصر قبل أن يرى رنين هاتفه واسم مارتن يزين شاشته، أجاب سريعًا وهو يصرخ بخوف :
" مارتن ما به ادم ؟؟؟"
وصل له تنهدات خفيفة حملت له أمواج حزن من جهة أخيه وهو يسمع صوت مارتن الخافت يجيبه :
" لقد تعرض ادم لهجوم عندما كان في الخارج وقد تكاثر عليه بعض الاوغاد، وهو الآن في حالة خطرة في المشفى لا نعلم ما سيحدث، إصابته خطيرة حسب قول الأطباء "
صمت قليلًا قبل أن يقول بصوت جاهد في نزع غصة بكاءه منه :
" لقد رأيته....لقد....لقد كان جسده كله ...."
توقف مارتن عن الحديث وهو يبتلع غصته، هو لا يبكي ولا يمكنه أن يفعل خاصة الآن على مرأى ومسمع من الجميع...
" أين أنتم؟؟؟؟؟؟ هل انطونيو معكم ؟؟؟"
" في المشفى التي تقع على مشارف المدينة، ولا، انطونيو لم يصل بعد، حتى جاكيري يا اخي ليس هنا، والجميع هنا مشتت، ماركوس كاد ينهار منذ ثوانٍ، و مارسيلو يصرخ في الجميع كالمجنون، وانا لا استطيع التحكم فيهم، ارجوك لا تتأخر يا اخي "
تنفس فبريانو يحاول تهدئة نفسه :
" حسنًا ابق عندك أنا قادم مارتن، فقط اعتني بالجميع، وتأكد ألا يقوم أحد منهم بشيء غبي "
هز مارتن رأسه بتعب وكأنه يحادث فبريانو وجهًا لوجه، كاد يغلق الاتصال لولا صوت فبريانو الذي وصله تزامنًا مع ارتفاع صوت احتكاك سيارة بالأرض :
" مارتن، أنا اثق بك فقط كن قويًا، ادم ليس بالضعيف حتى تبكي خوفًا عليه، فهمت ؟؟؟"
هز مارتن رأسه مجددًا مجيبًا هذه المرة ببسمة صغيرة :
" حسنًا اخي انتظرك "
اغلق فبريانو الهاتف وهو يلقيه بعنف على المقعد جواره مانعًا رأسه من التفكير الآن في أمر من تجرأ وتهجم على أخيه الصغير، فكر وكأنه يحدث عقله، فقط ليطمأن عليه ثم سأتركك تفعلين بهم ما تريدين ....
أنهى فبريانو حديثه لنفسه وهو يتحرك في سيارته وهناك بسمة غير مفسرة ترتسم على شفتيه ....
____________________________
" من أنت ؟؟؟؟؟؟ وأين تلك الفتاة ؟؟؟؟؟"
نظر له جاكيري بعدم فهم، يفكر أي فتاة تلك ؟؟؟ هل يقصد اسكندر ؟؟؟؟ هل يمكن أنه يعلم هويتها ؟؟؟؟
ابتسم جاكيري بسمة صغيرة وهو يستند بذراعه على الباب يقول بسخرية :
" و من أين لي بفتاة يا عزيزي؟؟؟ هل تعتقد أنك تقف أمام نادي ليلي حتى تطالب بفتاة ؟؟؟"
فتح جون فمه من حديث جاكيري لا يفهم من هذا ؟؟؟ وماذا يفعل هنا ؟؟ أيعقل أنه عشيق لها ؟؟؟
وعند تلك الفكرة ارتسمت بسمة سوداوية على فم جون وهو يدفع جاكيري بحدة، ورغم عدم تأثر جاكيري بدفعته، إلا أن جون تجاهله تمامًا وهو يدخل للمنزل ينظر في الإرجاء بسخرية :
" أين هي ؟؟؟؟ هل هي في غرفة النوم ؟؟؟"
هنا تأكد جاكيري أنه يعلم حقيقة تلك الغبية، إذا كان جميع من حولها يعلم حقيقتها، إذًا لِمَ التنكر ؟؟؟؟؟
" أخرج من هنا "
تحدث جاكيري بكل هدوء يرمق ظهر جون الذي كان يبحث بعينه عن رفقة، ابتسم فجأة وهو يلتقط بعينه جسدها الذي اندفع من المطبخ برعب لسماع صوته ...
توقفت رفقة على باب المطبخ وهي ترى نظرات جون لها، شعرت بالرعب وهي تتبادل النظرات بينهما تفكر أن مديرها في العمل سيعلم الآن أنها ليست رجل، بل فتاة، و سيقوم بطردها بسبب خداعها له، فضلًا عن أنه قد يبلغ الشرطة عنها..
لكن وقبل أن يتحدث جون اندفعت له رفقة تحاول أن تمنعه من ذكر أمر حقيقتها :
" مرحبًا جون كيف حالك اليوم ؟؟؟"
رفع جون حاجبه بسخرية لا يفهم حديثها أو مناسبته :
" أنا ؟؟؟"
" نعم أنت ....دعني اعرفك على مديري، هذا السيد جاكيري مدير الشركة التي اعمل بها، وهذا جون جاري "
ابتسم جون بسخرية كبيرة وهو يدرك أن جاكيري لا يعلم حقيقتها لذا استغل الأمر بكل قذارة وهو يقترب منها يجذبها من كتفها له يضمها بشدة فقط ليضايقها فهو يتذكر أنها ابدًا لم تكن تسمح له بلمسها وتنزعج لذلك وبشدة ...
" نعم ليس ذلك فقط، بل هو أيضًا صديقي منذ سنوات طويلة، تعرفنا على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي، ومنذ ذلك الوقت ونحن معًا، أليس كذلك يا رفيق ؟؟؟"
كانت رفقة تشعر بالغضب والوجع بسبب ضغطه على كتفه الذي سقطت عليه أمس بسببه، لكن رغم ذلك اضطرت للصمت وهي فقط تهز رأسها بنعم حتى تنتهي من هذا .
" لم تخبرني كيف حال جرحك ؟؟؟"
تحدث جون بسخرية لتجيبه هي بهمهمة غير مفهومة تهز رأسها له
كانت أعين جاكيري على يد جون، ليبتسم وهو يرفع عينه له بنظرة جعلت جون يرتعش خوفًا، لكن حاول اخفاء ذلك وهو يبتسم أكثر يضمها إليه .
نظر جاكيري لجون وهو يقول ببسمة دون نزع نظراته من عليه :
" صحيح يا صغير، ألم تكن تحتاج لبعض الفلفل ؟؟
نظرت له رفقة بتعجب وهي تقول بنفي :
" لا فـ...."
" لِمَ لا تعيرنا بعض الفلفل سيد جون فنحن نحتاجه وايضًا لتشاركنا الطعام "
نظر جون لرفقة ثم بعدها نظر لجاكيري الذي كان يبتسم له ببرود شديد جعله يهز رأسه مجبرًا :
" نعم، لحظة سأذهب واحضره"
واخيرًا تحررت منه، زفرت رفقة براحة وهي تفرك كتفها وملامح الالم التي تعلو وجهها لم تخفى عن جاكيري الذي راقب تحرك جون نحو منزله...
" هيا يا فتى اذهب وأكمل تحضير الطعام، وانا سأجهز الطاولة "
" مـ....."
" ولا كلمة تحرك وانتهي، أنا اتضور جوعًا"
رمقته رفقة بحنق شديد وهي تتحرك للمطبخ، لكن رغم ذلك شاكرة للحظ الذي جعل ذلك الغبي جون يتفهم نظراتها ولا يتحدث، ولم تعلم أنه بالفعل تحدث وتحدث بكل شيء، وحتى جون تغافل عن ذكره للأمر .
راقب جاكيري خطواتها وهي تدخل المطبخ ثم ابتسم وهو يتحرك ببرود شديد صوب باب منزلها، ثم اقترب من باب المنزل المقابل لهم وهو يتوقف أمامه ثم مدّ يده يطرقه بخفة ينتظر الإجابة ...
انتظر جاكيري ثواني على الباب حتى سمع صوت جون يقترب وهو يقول :
" لحظة .....آتٍ "
أنهى جون حديثه وهو يفتح الباب بينما كان يحمل في يده بعض الفلفل كما قال جاكيري، و للعجب وجد جاكيري يقف أمام باب شقته ليقول بتعجب :
" سيد جاكيري !؟؟ لِمَ اتيت لقد أحضرت الفلفل وكنت على وشك القدوم "
ابتسم له جاكيري وهو يقول بخفوت :
" جئت حتى اتعرف عليك بشكل مناسب سيد جون "
اتبع جاكيري حديثه بلكمة عنيفة جعلت جون يعود للخلف بقوة وهو يسقط كل ما بيده يصيح بألم :
" أنت أيها الحقـ...."
ولم يكمل كلمته حتى رأى جاكيري يغلق الباب ثم اقترب منه ببسمة مخيفة قائلًا بسخرية :
" ما رأيك بجرح اسكندر ؟؟؟؟ ألا تريد الحصول على واحد مثله ؟؟؟"
فتح جون عينه بهلع وهو يدرك أنه مجنون لذا زحف للخلف برعب يهز رأسه بلا ...
ابتسم جاكيري وهو ينحني صوبه ثم همس جوار أذنه بهدوء مخيف :
" أو يمكنك الحصول على العديد منه، وكل ذلك مجاني "
______________________________
كان الفراش المتحرك يعبر من أمام عينها حاملًا جسد ابنتها الذي تم استخراجه من السيارة بصعوبة لتجنب زيادة الإصابة بسبب الزجاج الذي ملئ السيارة .
سقطت دموع سيرينا دون أن تحرك ساكنًا، وهي تراقب وحيدتها التي حرمت نفسها منها منذ كانت طفلة، فقط لتبعدها عن الأذى والآن اراد القدر إيصال رسالته واضحة لها ( لاشيء يقف في طريقه ) .
ابتلعت ريقها وهي تتقهقر جالسة على المقعد لا تسمع أي شيء حولها ولا تعي لحديث رجالها، فقط ترى أمامها مشهد ابنتها يعاد مئات المرات ...
مرت ساعات طويلة عليها جعلت قلبها يتوقف أكثر من مرة وهي تفكر في اقتحام غرفة العمليات والصراخ في الجميع .
انتفضت بسرعة كبيرة وهي ترى أحد الأطباء يخرج وجواره ممرضة يتحدث معها بجدية كبيرة حتى قاطعت هي طريقه :
" مهلًا ...مهلًا...ابنتي، هي لم تخرج، مازالت في الداخل أين هي ؟؟؟"
كانت تتحدث برعب وهي تنظر للباب خلفه وكأنهم تخلصوا منها أو ما شابه، نظر لها الطبيب بشفقة يدرك جيدًا ما تعانيه الآن، لكنه رغم ذلك نحّى مشاعره جانبًا وهو يخبرها بشكل مبسط حالة ابنتها :
" كان الأمر صعب قليلًا، لكن ولحسن الحظ لم تتأذى من شظايا الزجاج وإلا لكان إخراجها صعب أو الاسوء كانت ستصيب أنسجة حيوية، لكن للاسف تعرضت لضربة قوية على رأسها أدت لتلف في بعض الخلايا، فعلنا ما بوسعنا ونحن في انتظار الساعات القادمة، هي من ستحدد لنا إن تعرضت لمضاعفات أم لا "
أنهى حديثه ثم تحرك بهدوء تاركًا إياها مازالت ترمق أثره بغباء لا تفهم شيء من حديثه، وكأنه يتحدث بغير لغة، حتى الفراش الذي كانت ابنتها تقبع عليه تحرك من أمام عينها، لكن لم تعي حتى الأمر وهي فقط شاردة في حديثه ...
" سيدتي ...سيدتي لقد خرجت السيدة روما "
تحدث ذلك الشاب الذي كان يقف جوارها يرمقها بحزن وقلبه يكاد ينفجر حزنًا على رفيقة طفولته ...
نظرت له سيرينا وهي تهز رأسها له ببطء، ثم تحركت خطوات قليلة قبل أن تنهار فجأة، لكن كان هو أسرع لها حيث امسكها قبل أن تصل الأرض وأشار لبعض الرجال الذين يقفون بعيدًا وهو يقول بخوف :
" سيدتي ...سيدتي أنتِ بخير ؟؟؟؟ فلينادي أحدكم الطبيب "
بكت سيرينا بوجع شديد وهي تجلس ارضًا ترثي نفسها وابنتها لا تستطيع حتى التحرك والذهاب لها، بكت بعنف وهي تصرخ بوجع لما حدث لها ولابنتها ....
" ااااه"
______________________
دخل المشفى وهو يتحرك بخطوات سريعة، يكاد يلتهم الأرض أسفله، نظر حوله لا يعلم أين يذهب لذا أخرج هاتفه يحادث مارتن يسأله عن مكانه بالتحديد، ثم تحرك سريعًا صوبهم ...
توقف انطونيو في منتصف الممر الذي تقبع غرفة العمليات في نهايته يراقب ما يحدث مع الجميع ...
كان ماركوس يقف ملتصقًا بباب الغرفة يرفض حديث مايك أن يجلس قليلًا، ومارسيلو يصرخ في الممر كالمجنون يطالب أن يخرج أحد ويطمنأهم فقط، بينما جايك ومارتن يجلسان بملامح لا تفسر .
تحرك انطونيو جهتهم وهو يقول بصوت حاد :
" مارسيلو ...اجلس بهدوء ولا اريد سماع كلمة "
" لكن انطونيو هم ....."
" قلت لا اريد سماع كلمة "
أنهى انطونيو حديثه وهو ينظر له بشر ليصمت مارسيلو يكبت غضبه داخله ليس خوفًا من انطونيو، لكن احترامًا له فهم لم يعتادوا على رفض أمر له.
نظر انطونيو للجميع بتحذير أن يقوم أحد بتصرف غبي ثم نظر لمارتن وهو يقول باقتضاب ونبرة غامضة مخيفة :
" اخبرني ما حدث "
نظر مارتن للجميع ثم عاد بنظره لانطونيو وهو يقول :
" لا اعلم ما حدث تحديدًا، لكن هناك من اتصل من هاتف ادم بهاتف ماركوس يخبره أن صاحب هذا الهاتف في المشفى، وعندما جئنا ..."
توقف قليلًا يحاول كبت غصته وهو يتذكر مظهره :
" كان وجهه غير ظاهرًا ولولا معرفتنا لبنية ادم وملابسه ورؤيتنا لهويته لما تعرفنا عليه، هناك من تهجم عليه وابرحه ضربًا ومن جروحه تلك اعتقد أنهم كانوا عدد كبير "
هز انطونيو رأسه بنظرات لم تكن واضحة ولا تظهر بما يفكر، ثم لاحظ الجميع صوت يصدح في المشفى وهو يطلب من أحد الأطباء التوجه لغرفة العمليات التي يقبع فيه ادم ...
ثوانٍ وكانت هناك طبيبة ترتدي ثياب العمليات تركض بجنون للغرفة وهي تتجاهل الجميع ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها تاركة الجميع خلفها.
كاد ماركوس يفقد عقله وهو يشير للباب بعدم فهم :
" ما هذا ؟؟؟ هل حالته خطيرة لتلك الدرجة ؟؟؟ أليست مجرد جروح معتادة فقط ؟؟؟"
كان يتحدث برعب شديد وهو ينظر للجميع في انتظار أن يخبره أحد أن ما يقوله صحيح، و أن رفيق طفولته و شبابه بخير و سيخرج ليعود الاثنان ويقومان بالعديد من المقالب في الجميع .
صمت الجميع و لم يجب عليه أحد في نفس وقت وصول فبريانو بملامح تخبر الرائي ألا يفكر حتى في التحدث إليه، وبكل هدوء تحرك ليجلس على مقعد ثم انحنى قليلًا يستند بمرفقيه على ركبتيه يحدق أمامه بشرود غير مهتمًا بأحد حوله ....
نظر الجميع لبعضهم البعض والكل متخوف مما سيحدث، فقد تصل دموية فبريانو لقتل جميع من قد يكون لهم يد بالأمر في المدينة حتى يتأكد من أنه انتقم لأخيه الصغير، رغم مزاحه ورغم حديثه البارد احيانًا إلا أنه مختل بحق .
بينما هو فقط كان شاردًا وفي أذنه يتكرر صوت طفل صغير في العاشرة وهو يتحدث بصوت عالي صاخب ( إذن يا ابي لك وعدي، سأكبر واكون رجلًا شجاعًا واحمي اخوتي من أي اشرار، ومن يقترب منهم سأقتله، و هذا وعد فبريانو الاخ الاكبر )
ابتسم فبريانو يتذكر حديثه لأبيه وهو يكرر حديثه بنبرة مخيفة جعلت مارتن الذي كان يجلس جواره يرتعش خوفًا :
" وهذا وعد فبريانو الاخ الاكبر "
أنهى حديثه وهو يغمض عينه يعود برأسه للخلف ثم قال بعد صمت قصير :
" قصوا عليّ كل ما حدث بالتفصيل "
_______________________
في غرفة العمليات كان الجميع ينظر لبعضهم البعض برعب فقد تلقى عدة ضربات في منطقة البطن دمرت أنسجة لعدد من الأعضاء الحيوية والخوف كل الخوف أن يكون طحاله قد ناله ضرر .
كانت الطبيبة التي دخلت في الاخير تنتهي من تعليق بعض أكياس الدم ثم استدارت وهي تقف جوار الطبيب المسئول تسأل عن الخطوة القادمة، فهي ليست سوى طبيبة مبتدئة هنا ومنذ أشهر قليلة فقط تم تثبيتها في وظيفتها في تلك المشفى، لكن ما كادت تتساءل عن شيء حتى لمحت صدفة وجه المريض الذي كان مسطحًا أمامهما، فتحت عينها باتساع وهي تعود للخلف بصدمة شاهقة بشكل جذب انتباه الجميع وهي تهمس بقلب يرتجف :
" ادم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
___________________________
" توقفي عن هذا روبين، أنا حتى لا اعلم من هو "
تحدثت جولي وهي تلوي شفتيه بحنق شديد تنظر لروبين التي كانت تبتسم بخبث شديد محاولة جعلها تعترف، لذا اقتربت بمقعدها أكثر وهي تقول ببسمة :
" حقًا ؟؟؟ لا تعلمين من هو ورغم ذلك ركضتي خلفه ؟؟؟"
أنهت حديثها وهي ترفع حاجبها وكأنها تقول لها ( العبي غيرها )، زفرت جولي وهي تقر بكل ما تدفنه داخلها وكل ما توصلت له بعد تفكير طويل :
" هذا شخص يلاحقني منذ فترة لا بأس بها لا اعلم منذ متى، لكن اول مرة قابلته أنقذني من خطر كبير ".
تحدثت وهي تتذكر حادثة الحانة ومحاولة مديرها السابق للتعدي عليها و تتذكر كيف أنقذها، أكملت بعدها تحاول جمع كل الخيوط :
" ثم بعد ذلك أنقذني من مجموعة كلاب في الحديقة حيث كانت عربتي، واخر شيء مقابلته يوم استيقظت بعد الحادثة والآن، هذا فقط "
كانت تتحدث وهي غافلة عن تلك الحمقاء التي كانت تنظر لها بنظرات هائمة تلوي شفتيها وكأنها على وشك البكاء تأثرًا من تلك القصة الجميلة تهمس بتمني :
" يا فتاة ليتني أنا من احبها، اقصد هو يبدو كملاك حارس يحيطك في كل مكان "
أنهت حديثها ببسمة واعين تخرج قلوب تكاد تصطدم في وجه جولي التي شردت قليلًا وهي تبوح بمخاوفها :
" لا اعلم حقًا، لكن أخشى أن يكون مجرد مختل مهوس كهؤلاء الذين يلاحقون الفتيات ثم ينتهي بهن الحال مقتولات على أيديهم "
تحدثت روبين بعدم اقتناع وهي تشير للحقائب التي ترتص على الفراش قائلة باستنكار :
" يا فتاة لقد احضر لكِ طعام، بالطبع هو لطيف "
" هذا اخر ما توصل له عقلك عن اللطف روبين ؟؟؟ أن يحضر لي طعامًا ؟؟؟"
ذمت روبين شفتيها ساخرة وهي تردد بصوت خافت لم يصل لجولي :
" أوليس افضل من ذلك الذي يأكل طعامك ؟؟؟"
" ماذا قلتي لم اسمعك "
" لم اقل شيء، لكن فقط اخبرك أن إحضار طعامًا لكِ هو اكثر شيء لطيف قد يفعله شاب لكِ "
ابتسمت جولي على تلك الصغيرة الخرقاء وتفكيرها، رغم أنها تسبقها في العمر بسنة واحدة إلا أنها تشعر كما لو أنها طفلة سقطت في عالم الكبار سهواً :
" حقًا؟؟؟؟ إن قستِ الأمر بهذا الشكل دائمًا ستنتهين بمواعدة اي نادل يقابلك في المطعم، فهم يحضرون لكِ الطعام دائمًا "
" هل تسخرين مني جولي ؟؟؟"
" نعم أفعل "
نفخت روبين بعدم اهتمام وهي تتجاهل حديث جولي تنظر لحقائب الطعام المغلفة بشكل لطيف جدًا تهمس بغيظ من تصرفات جولي وعدم التفاتها لأمر لطيف كهذا :
" يا فتاة لقد وضع لك ربطة على شكل زهرة، كيف تظنين أنه شخص سيء بعد كل هذا ؟؟؟؟ لا يوجد شخص سيء يضع ربطة زهور لطيفة كتلك "
أطلقت جولي ضحكات عالية ترج المكان و هي تنظر لتذمر روبين وكأنها للتو أفسدت قصتها المفضلة وافسدت نهايتها باجتماع الأمير والأميرة، لكن يا ترى هل سيكون هو أميرها؟؟؟ أم أن الأمر ليس بهذه الحالمية التي تتحدث بها روبين ؟؟؟؟؟
____________________________
أمسك جاكيري الفلفل الذي سقط ارضًا سابقًا وهو ينظر لجون الذي كان جسده مكومًا كما القتلى يقول بتحذير :
" اياك والاقتراب منه مرة أخرى سمعت ؟؟؟ هذه المرة سأتركك تحيا، لكن اقسم في المرة المقبلة سأجعلك تتمنى لو سقطت البناية على رأسك قبل أن تصبح جارًا له "
أنهى حديثه وهو يخرج من شقته مغلقًا الباب خلفه بعنف شديد بعدما فرغ به شحنات غضبه، فهو بنظرات سريعة أدرك أن ذلك الشاب ليس بالهين أبدًا وقد يسبب لها المشاكل وايضًا هو شبه متأكد أنه هو السبب في جرح رأسها خاصة بعدما انتبه لبقعة الدم على طاولة المطبخ وهذا جعله يتأكد أن تلك الغبية تكذب عليه ولم تتشاجر بل ضُربت ..
دخل جاكيري لشقة رفقة ليجدها تقف أمام الطاولة تنظر في جميع انحاء المكان وكأنها تبحث عن شيء ..
" تبحثين عني ؟؟؟؟؟"
استدارت رفقة بسرعة تنظر صوب الباب لتجد جاكيري يقترب منها وهو يحمل بعض الفلفل قائلًا ببسمة صغيرة :
" لقد أعتذر السيد جون عن الحضور فهو مريض بعض الشيء "
ورغم تعجب رفقة للأمر إلا أنه لم يمنحها الفرصة لقول شيء وهي تجده يتحرك سريعًا، يجلس على الطاولة وهو ينظر أمامه للأشياء التي وضعتها يقول ببسمة :
" إذًا هل هذا هو (كرشي )؟؟؟؟"
لم تستوعب رفقة الأمر وهي تفكر أي ( كرش؟؟؟) هذا ثم إنه لا يملك ( كرشًا )، لكن بالنظر ليده التي تشير نحو المكونات أدركت مقصده وهي تقول تصحيح :
" كشري ؟؟؟؟؟"
" نعم هذا ما قلته "
" لا أنت لم تقل هذا، أنت قلت كلمة أخرى "
نظر لها جاكيري بعدم فهم لتكتم هي ضحكتها، ثم فكرت أن تستغل الأمر لصالحها، هي لن تصلح له خطأه عقابًا له، لذا قالت ببسمة سمجة :
" نعم هذا هو ( كرشك ) لكن فقط تبقى الارز لم ينضج بعد "
ابتسم جاكيري باتساع وهو يمني نفسه بوجبة كتلك التي رآها في المسلسل، لكن بالنظر لتلك البسمة التي تعلو وجهها أدرك بوجود خطأ ما ليقول بتحذير :
" أنت لا تخطط لفعل شيء سيء بي صحيح ؟؟؟ مثل وضع السم لي في الطعام "
فتحت رفقة عينها بصدمة لما وصل له تفكيره وهي تقول بصدمة ودفاع عن نفسها :
" ماذا ؟؟؟؟ لا، ما الذي دفعك لقول شيء كهذا ؟؟؟؟"
هز جاكيري كتفه بلا اهتمام ثم قال وهو يشير لهاتفها الذي وضعته على الطاولة :
" حتى ينضج الأرز تعال لنكمل المسلسل "
عضت رفقة شفتيها بعنف شديد تود لو تصفعه، صفعة واحدة فقط ليرتاح قلبها، ولن تتذمر مجددًا، ورغم كل تلك الأفكار الإجرامية إلا أنها تحدثت بصوت هادئ :
" عفواً لكنني لا املك رصيد كافي لفعل ما تريد، فأنا كما ترى فقير مسكين لا يمتلك سوى قطعة حلوى واحدة اكلها شخص وقح "
نظر لها جاكيري بعدم اهتمام ثم أخرج هاتفه وهو ينظر لها ببسمة سمجة :
" لا بأس لنشاهده على هاتفي فالمرة السابقة توقفنا عند جزء رومانسي و........"
توقف عن الحديث وهو يلمح كم الاتصالات التي وصلت له من مارتن وجايك وايضًا مايك، وهو لم يستمع لهم بسبب أنه قبل بدأ المسلسل في المكتب كتم صوت هاتفه حتى لا يزعجه أحد كأخيه أو ما شابه .
نهض جاكيري وهو يتصل بأول رقم قابله والذي كان مايك يتحدث بعدم فهم شاعرًا بوجود خطب ما :
" مرحبًا مايك هل حدث شيء ؟؟؟؟...... مـــاذا ؟؟؟ متى حدث هذا؟؟؟؟ أين أنتم أنا قادم اليكم ؟؟؟"
تحدث وهو يتحرك صوب الخارج بسرعة كبيرة تاركًا رفقة تنظر في أثره برعب لصراخه الذي أصابها بالهلع وشعرت وكأن صداه مازال يرنّ في أرجاء المنزل ...
تحرك جاكيري يركض بجنون على الدرج وهو يهتف بتشتت من القلق على ادم :
" حسنًا، انطونيو هناك صحيح ؟؟؟؟ .... هذا جيد مايك أنا قادم ...فقط اعطني دقائق وسأكون عندك "
وبالفعل اغلق الهاتف وهو يشير بيده يوقف سيارة حيث أنه ترك دراجته النارية عند الشركة وجاء مع رفقة في سيارة أجرة ...
توقفت السيارة أمامه ليتجه سريعًا صوب الباب المجاور للسائق، و دون كلمة واحدة دفع السائق جانبًا بشكل أثار ذعر السائق ظنًا أنه لص، لكن جاكيري لم يهتم بكل ذلك وهو يصعد للسيارة مكان السائق قائلًا بصوت مخيف :
" ضع حزام الامان ............"
________________________________
" طبيبة هايز؟؟؟؟ ما بكِ افيقي نكاد نخسره "
استفاقت هايز بعنف شديد من شرودوها بذلك الذي يتسطح على الفراش وهي تهز رأسها برفض، هي لن تستطيع فعل ذلك، لن تستطيع أن تراه مجرد مريض وهذا يخالف ميثاق الشرف، لذا بكل هدوء تركت الغرفة وهي تعتذر بكلمات بسيطة :
" لن أستطيع ......آسفة "
أنهت كلماتها وهي تخرج سريعًا تاركة الجميع ينظر لبعضهم البعض بصدمة، فهذه الحادثة سابقة من نوعها، أن يتحلى طبيب بهذا الكم من اللامسؤلية التي تجعله يترك غرفة العمليات تاركًا المريض خلفه .
في الحقيقة هي لم تفكر في كل ذلك وهي تفتح الباب تخرج من الغرفة تخلع القناع عن وجهه وملامحها لا تفسر ثم تحركت تقصد غرفتها التي ترتاح بها دائمًا، لكن فجأة لم تشعر سوى بجسدها يصطدم بعنف شديد في جدار وهناك شخص يكاد يقتلها يرمقها بنظرات مخيفة وهو يصرخ في وجهها :
" ما به اخي ؟؟؟؟ لِمَ لم يخرج حتى الآن ؟؟؟؟ تحدثي تبًا لكِ ولكل من يعمل هنا "
فجأة وجدت أحد يقترب يسحب ذلك الشاب من أمامه وهو يصرخ في وجهه :
" ماركوس...توقف عما تفعل قبل أن ارسلك للمنزل وحدك، سمعت ؟؟؟"
استدار ماركوس يرمق انطونيو بنظرات جعلته يتحرك له يضمه بحنان وهو يهمس :
" سيكون بخير لا تقلق...ادم قوي "
تجاهلت هي كل هذا وهي تنظر في الوجوه قليلًا قبل أن تتحرك بكل برود بعيدًا عنهم وكأن لا شيء حدث، دون أن تكلف نفسها حتى عناء التحدث بكلمة واحدة ...
دخلت غرفتها وهي تغلق الباب خلفها بعنف شديد تستند عليه متنفسة بعنف، تدرك أنها ستدفع ثمن فعلتها تلك غاليًا وقد يصل الأمر لطردها من المشفى، لكن ورغم كل ذلك هي تدرك جيدًا أنها لم تكن لتستطيع فعل شيء له لذا خرجت وطالبت بإرسال رفيقتها بدلًا منها ...
انهارت ارضًا وهي تدفن وجهها بين قدميها تهمس بوجع كانت تظن أنها سبق ودفنته بعيدًا، لكن ذلك المخادع كان فقط ينتظر فرصة صغيرة ليخرج ..
همسات بتعب شديد :
" ليتني لم آتِ اليوم، ليتني لم آتِ "
سقطت دموعها بسخاء على خدها وهي تهمس موجوعة :
" ظننت أنني تخطيت الأمر، لكن اتضح العكس، لماذا ادم لماذا الآن بالتحديد ؟؟؟....تبًا لكِ هايز"
___________________
أمام الغرفة كان الجميع مازال يقف فبعد خروج تلك الفتاة التي كاد ماركوس يقتلها، جاءت أخرى تركض بسرعة للغرفة ومنذ ذلك الوقت ولم يحدث شيء .
سمع الجميع صوت خطوات عالية تقترب، استدارت الأنظار نحو بداية الممر ليجدوا أن القادم لم يكن سوى اليخاندرو الذي كانت ملامح وجهه جامدة، لكن عينه تحكي مقدار رعبه...
توقف اليخاندرو أمام انطونيو وهو يهمس برعب خفي :
" هو بخير صحيح ؟؟؟؟"
نظر له انطونيو ولم يستطع أن يجيبه فهو حتى الآن لا يعلم أي شيء عنه والجميع يرفض أخبارهم بشيء
" لا اعلم ...."
نظر اليخاندرو في الوجوه ثم قال بنبرة غامضة :
" هل علمتم الفاعل ؟؟؟"
" لا، لكن لا تقلق سأجدهم و......"
" لا .....لن يفعل ايًا منكم شيء، هم لي أنا فقط "
هكذا تحدث فبريانو وهو يقاطع حديث جده مع انطونيو، اغمض اليخاندرو عينه بضيق، هذا ما كان يخشاه، خروج شياطين فبريانو ...
" اسمع فبريانو ما سأقوله، أنت لن تتدخل في هذا الأمر "
" اسف جدي لكن هذه المرة لن اخضع لحديثك، لن يفعل ايًا منكم شيء وإلا اقسم أن اضعه على قائمتي، وبعدما انتهي مما اريد فعله، يمكنك وقتها وضع العقاب الذي تراه مناسبًا سيد فوستاريكي "
أنهى فبريانو حديثه ثم نهض وتحرك بعيدًا عن الجميع صوب نافذة تقبع في نهاية الممر يحاول التنفس والهدوء، فذلك الغضب الذي يقبع داخله يشعره وكأن هناك صخرة تجثم على صدره ...
" لا تبعد عينك عنه انطونيو، سوف يخرب كل شيء "
هكذا تحدث اليخاندرو وهو يرمق ظهر فبريانو، ليهز انطونيو رأسه وكأن جده ينظر له ...
انتفض الجميع فجأة على صوت فتح الباب تبعه خروج بعض الممرضين يجرون فراش يحمل جسد ادم الذي كان غائبًا لا يشعر بأحد حوله .
تحرك ماركوس سريعًا يركض خلف الفراش ومعه الباقيين، عدا فبريانو الذي كان يراقب الفراش من بعيد بكل برود ولم يتحرك خطوة واحدة صوبه.
____________________________
" إذًا ستتركيني وحدي جولي ؟؟؟"
ادارات جولي عينها بملل شديد فروبين منذ علمت أنها ستخرج من المشفى وهي تستمر في لومها، وازعاجها :
" نعم يا عزيزتي، اخبرني الطبيب أنه يمكنني الخروج مع الاهتمام بنفسي "
نظرت روبين لجبيرة قدمها بغضب وهي تقول بضيق :
" هذا ليس عدلًا، أنتِ من ضربتي أكثر، لِمَ أنا من كُسرت قدمي ؟؟؟"
رمقتها جولي بحنق وهي تهتف :
" هذا لأنهم كانوا يضربونني وأنا واقفة بينما أنتِ بمجرد أن اقترب أحدهم منك سقطتي ارضًا تتقوقعي على نفسك كسلحفاة غبية، وهذا منحهم فرصة ضرب قدمك وكسرها "
رفعت روبين حاجبها لا تصدق حديثها ذلك، هل كانت تريدها أن تفكر في وضعية دفاعها؟؟؟؟ هي فقط بمجرد رؤيتها للرجل قادمًا صوبها سقطت ارضًا تخفي وجهها كـ...... کسلحفاة غبية .
" وما ادراني أنا ؟؟؟ الأمر كان غير مخطط له، فأنا لست خبيرة شجارات مثلك "
أنهت حديثها بسخرية جعلت ضحكات جولي تعلو في المكان وهي تقول :
" نعم انا بالفعل خبيرة شجارات، أنا حتى لا اتذكر عدد المرات التي تشاجرت بها سابقًا، كنت اتشاجر مع الجميع بسبب وبدون "
أنهت حديثها تتبعه بضحكة ثم قالت بغمزة لروبين المستاءة :
" وها أنا عدت من جديد "
فتحت جولي ذراعيها وهي تصرخ :
" فلتحذري ايطاليا، فها قد عادت جولي"
أنهت حديثها وهي تضع يدها على خصرها متأوهه بعنف بسبب حركتها القوية، لتنطلق ضحكات روبين عليها وهي تردد بسخرية :
"يا شيخة من غير تهديد باين على خلقتك اهو "
" ماذا ؟؟؟ هل سخرتي مني للتو مستغلة أنني لا افهمك ؟؟؟"
" كم أنتِ ذكية !"
لوت جولي فمها بتذمر لحديثها ثم جلست بتعب على الفراش تقول بشرود وكأنها تحدث نفسها، خائفة مما ستواجهه في الخارج من تحديات في حياة جديدة لا تدري هل تذهب للمسرح الذي ترك له تذكرته؟؟؟ أم تبحث عن عمل آخر؟؟؟
" هل تعتقدين أنني قد أستطيع العودة للعمل مجددًا على العربة ام ؟؟؟؟"
تركت سؤالها معلق فهي في باطنها ترفض ذلك الاختيار، هي قررت سابقًا أنها ستبتعد عن الغناء وسط بعض متلبدي المشاعر، لكن روبين لم تفهم قصدها فهي لم تقص عليها أمر تذكرة المسابقة التي تركها لها مارتن ..
" نعم اذهبي لعربة الطعام حتى يكسروا عظامك هذه المرة وتعودي للتسطح جواري "
رمتها جولي بنظرة مخيفة وهي تهمس لها متحركة :
" أنتِ أيتها الــ......"
_____________________
تحرك جاكيري للداخل بجنون وهو يسير متخبطًا في الطرق والممرات لا يعلم أين يذهب أو ماذا يفعل، حتى اصطدم بوجه مايك الذي كان يجلس جوار مارتن على أحد المقاعد بملامح لا تفسر، تحرك صوبهما برعب شديد وهو يفتح فمه يكاد يتحدث برعب يتساءل عن حالة ادم، لكن توقف عن الحديث وهو يسمح حديث الاثنين عند اقترابه منهما حيث كان مايك يتحدث بوجع والم :
" يا رجل أشعر أن قلبي سيخرج من صدري كمدًا، لِمَ نحن تحديدًا من يحدث لنا هذا ؟؟؟"
تحرك جاكيري مقتربًا أكثر ينظر لها بشفقة كبيرة يود لو يحتضن الاثنين بحنان شديد ويخبرهما أن كل شيء سيكون بخير، لكن كل تلك الأفكار تلاشت وهو يستمع لحديث مارتن الذي كان يواسي مايك وليس العكس :
" لا تبتأس يا اخي، اعتقد أن كل هذا يحدث بسبب دعوات تلك العجوز سيلين، هي من دعت علينا ألا ننعم بفتيات طوال حياتنا "
" لقد كدت أحصل رقمها يا رجل، لكن فجأة صدمت بخاتم يزين اصبعها، شعرت فجأة بالخيانة "
" نعم يا مسكين، اعلم أن الأمر ليس بالهين عليك، لكن لا بأس ستنسى قريبًا وبنفس السرعة التي وقعت بها في حبها "
تنهد مايك و كأن هناك جبال تقبع على صدره وهو يقول :
" يا ليت يا اخي يا ليت ....هذا حب نصف ساعة، صعب النسيان "
شعر جاكيري بالدماء تغلي داخل عروقه وهو يتلفت حوله يحاول ايجاد شيء يقذفه في وجهيهما بعنف، ولولا أنهما في المشفى لكان أخرج سلاحه وثقب به أجسادهم ....
اثناء صراع جاكيري على طريقة لقتلهما أبصر زجاجة مياة كبيرة تقبع على الطاولة أمامها، تحرك بعنف كبير صوبهما، وقبل حتى أن يتحدث أحدهما كانت الزجاجة تصطدم بعنف في وجه مايك تبعها لكمة أعنف في وجه مارتن وهو يصرخ :
" أيها الوغدان اللعينان، تبًا لكما كدتما تقتلاني "
كان جاكيري يتحدث بعنف شديد في وجه الاثنين اللذين انكمشا على بعضهما البعض بخوف من صراخه، لا يفهمان سر صراخه هذا ليتحدث مايك بعدم فهم :
" ماذا، لماذا قمت بضربنا نحن لم نفعل شيء ؟؟؟"
" لم تفعلا شيء ؟؟؟ آتِ برعب للمشفى بسبب حالة ادم لاجدكما بملامح حزينة جعلتني افكر في ملايين السيناريوهات السوداء التي من المحتمل أن تحدث لأجد في النهاية أن سبب بؤسكما هي فتاة لم يستطع الحقير مايك إيقاعها ؟؟؟؟"
تحدث مايك باعتراض شديد لحديثه :
" بل لأنني وجدتها مرتبطة.... هناك فرق، لا تشكك بقدراتي كان بإمكاني جعلها تركض خلفي، لكن ليس من مبادئي الخيانة "
أنهى حديثه وهو يلوي شفتيه بحنق شديد من تشكيك جاكيري بقدراته ليتلقى لكمة سريعة من جاكيري تبعها صرخته المهتاجة :
" يا وغد سأقتلك، اقسم أنني سأقتلك "
أنهى حديثه وهو ينقض على عنق مايك يود خنقه بيديه حتى الموت بينما مارتن كان يحاول إنقاذ مارتن من بين يدي جاكيري بصعوبة، لولا صوت جدهما الذي صدح في المكان بحزم شديد :
" ما الذي يحدث هنا ؟؟؟؟؟"
ترك جاكيري مايك بضيق وهو يلتفت لجده يتجاهل الاثنين بضيق وهو يقول :
" جدي كيف هو ادم ؟؟؟؟ هل أصبح بخير؟؟؟؟ ومن فعل به هذا ؟؟؟"
نظر اليخاندرو في وجوه الثلاثة ثم هز رأسه بيأس فمن يرى أحفاده في الاجتماعات والمهمات لا يراهم الآن وهم يتشاجرون كصبية في الروضة :
" هو بخير لقد خرج منذ ساعتين، ولا شيء يدعو للقلق حاليًا "
أنهى حديثه ثم غمغم بغموض وهو يرحل تاركًا الثلاثة :
" سوى فبريانو ........."
____________________
كان الجميع يجلس على مقاعد أمام غرفة ادم بعدما خرج من العمليات منذ ساعات رافضين الرحيل قبل أن يعود معهم ادم ...
اقترب جاكيري من الجميع ثم قال بصوت هادئ قليلًا :
" إذًا كيف هو الآن ؟؟؟"
تحدث ماركوس بجدية وهو يشرح له حالة ادم وما حدث له :
" الطبيب أخبرنا أنه بخير، لكنه تلقى ضربًا عنيفًا في معدته مما أدى لتلف أنسجة كليته اليسرى، لذا تم استئصالها، إلى جانب بعض الجروح الآخرى "
" هذا فقط ام هناك شيء آخر ماركوس ؟؟؟؟"
" هذا فقط، في البداية كان هناك شك أن الطحال قد تأذى، لكن الأمر مرّ على خير ..."
أنهى حديثه بهدوء شديد، تحرك جاكيري ليجلس جوار جايك بهدوء شديد، وأثناء ذلك لمح من نهاية الممر أحد الرجال يقترب بسرعة شديدة وهو يتجه صوب انطونيو ...
كان انطونيو يجلس وهو يحدق في فبريانو يحاول معرفة ما يفكر به، وأثناء ذلك وجد أحد رجاله يقترب منه بخطوات سريعة جعلته يتيقن بحدوث شيء ما، قلب عينه بتعب وهو يهمس لنفسه :
" ألن ينتهي هذا اليوم ؟؟؟؟؟"
توقف الرجل على مقربة من انطونيو وهو يهمس له بنبرة قلقة :
" سيدي هناك اخبار سيئة ......."
______________
كان يركض في ممرات المشفى بجنون يشعر بقلبه يكاد يتوقف رعبًا، يفكر في إمكانية أن يكون اليوم اسوء ؟؟؟؟ نظر حوله بتشوش يعيش نفس حالته التي عاشها منذ ساعات، لكن الآن يشعر حقًا أنه وحده لا أحد جواره، فمنذ قليل كان وجود الجميع حوله يمنحه القوة، والآن يشعر كأنه تُرك وحده في صحراء واسعة تائهًا حائرًا لا يعرف سبيل العودة ..
لمح بعينه سيرينا تجلس أمام غرفة ما وجوارها يقف حراسها ....
وصل جوار سيرينا وهو ينظر حوله كطفل صغير تائه، يحاول تكذيب ما علمه وهو يقول بصوت هارب منه لا يعلم حتى كيف خرج :
" هي....هي بخير صحيح ؟؟؟ هي ...لقد تركتها وكانت بخير "
رفعت سيرينا نظرها لانطونيو تراقب تخبطه ذلك وهي تمسح دموعها تحاول مداراتها عن الجميع وهي تقول بصوت مختنق :
" لا اعلم شيء، خرجت من ساعات من غرفة العمليات ولا اعلم عنها شيئًا، ولم تفق حتى الآن "
لم يستمع لها انطونيو وهو يبتعد عنها مقتربًا لباب الغرفة التي تقبع بها ينظر من نافذة صغيرة زجاجية تتوسط الباب وهو يتلمسها بحنان وكأنه يتلمس بشرة وجهها :
" أنتِ قوية روما .....أنتِ قوية جميلتي "
_____________________
تحركت صوب باب الغرفة وهي تتجاهل ذلك الجيش الصغير الذي يقبع عند باب غرفته لا تفهم، هل ادم مهم لهذه الدرجة ؟؟؟ فهي طوال فترة دراستها ومعرفتها لادم ظنته مجرد طالب عادي، وهو لم يحاول حتى أن ينفي فكرتها فكان يتصرف وكأنه شاب من الطبقة المتوسطة، كان يحضر بثياب متواضعة رغم أناقتها الشديدة إلا أنه لم يبالغ في ذلك، بل كان من أكثر الأشخاص بساطة ممن تعرفت عليهم، وربما لهذا السبب انجذبت له كما تنجذب الفراشة للنيران .....
فتحت الباب وهي تتحرك لداخل الغرفة تتجاهل النظرات التي تعلقت عليها تفكر كيف يمكن لشخص مسالم هادئ كـ ادم أن يعيش مع هكذا وحوش؟؟؟؟ وخاصة ذلك الذي كاد يخنقها، ولم تعلم أن ذلك الذي كاد يخنقها وللسخرية الشديدة هو أكثرهم لطفًا ...
توقفت جوار فراشه وهي تنظر له ببسمة صغيرة ثم انحنت قليلًا على ركبتيها تهمس جوار أذنه :
" مرحبًا يا لطيف، كيف حالك ؟؟؟؟؟ لا اعلم إن كنت تتذكرني أو لا، لكن أنا هايز، رفقيتك منذ أيام الدراسة، حسنًا لا اظن انك تتذكرني من بين جميع الفتيات اللواتي كن مغرامات بك وأنت تتجاهلهم بكل غرور كما فعلت معي "
أنهت حديثها وهي تبتسم بسخرية حانقة، لتتفاجئ بصوت ضعيف خافت يصدح جوار رأسها :
" هل جئتي للانتقام مني لأجل هذا ؟؟؟؟؟"
صرخت هايز وهي تتراجع للخلف برعب لتصطدم رأسها في طاولة صغيرة جوار الفراش وهي تضع يدها على قلبها برعب، فهي كانت تظن أنه ما زال تحت تأثير المخدر.
ثواني فقط وكان جميع من بالخارج يقتحم الغرفة بشكل مخيف معتقدين أنه حدث شيء لادم بسبب صوت صراخها ..
قلب ادم عينه بملل وهو يرى الجميع يندفع له بشكل مخيف جعل تلك الجبانة تزحف بعيدًا وهي تخرج منسحبة من الغرفة معتقدة أنه لا يراها، هز ادم رأسه بيأس على تلك الفتاة، فهي كانت تتبعه دائمًا خلال فترة دراسته وتراقبه بشكل سخيف معتقدة أنه لا يراها، لكن في الحقيقة هو كان يدعي ذلك فقط حتى لا تقترب منه وتلتصق به أكثر .
" والان ستتحدث وتخبرنا من فعل بك هذا أيها الحقير الصغير "
ابتسم ادم بسخرية وهو يجيبه :
" انا بخير لا تقلق مارسيلو، شكرًا لسؤالك "
تجاهل فبريانو الجميع يدفعهم جانبًا ثم جلس على الفراش جوار أخيه وهو يقول ببسمة صغيرة أثارت ريبة ادم :
" ادم صغيري اللطيف....هل تعرفت على الذين قاموا بضربك بهذا الشكل ؟؟؟؟"
لوى ادم فمه بحنق وهو يدافع عن نفسه بصوت ضعيف بعض الشيء :
" هيييه لقد غافلوني وضربوني من الخلف "
ابتسم له فبريانو بسمة جليدية و يمنع نفسه عن صفعه :
" اللعنة عليك وعليهم أنا لا اهتم من ضرب الآخر فأنا لست في الروضة هنا واصالح بينكما، أنا فقط أود معرفة من هم ؟؟؟"
" لا، لا اعرف "
قبض فبريانو على يده بعنف بعض شفتيه بغضب مما جعل ادم يعود للخلف بريبة، لكن فبريانو لم يفعل شيء بل ابتسم له ثم اقترب منه هامسًا جوار أذنه :
" تبًا لك ادم "
أنهى فبريانو حديثه وهو يخرج تاركًا الجميع في المكان يرمق خروجه بتعجب، تحدث ادم وهو ينظر لاثره قائلًا بسخرية لاذعة :
" وانا أيضًا احبك اخي "
اقترب مارتن من ادم وهو يجلس جواره يمسك يده بحنان هامسًا :
" أنت بخير ادم صحيح ؟؟؟"
" نعم مارتن لا تقلق أنا بخير فقط أشعر بوجع في جانب معدتي، لكن لا بأس به لقد تحملت ما هو اسوء "
ابتسم له مارتن وكاد يجيب لولا دخول فبريانو مجددًا بعنف وهو يبعد مارتن عن الفراش بحدة ليسقط مارتن ارضًا بسبب ذلك، ثم ضم ادم بشكل مفاجئ هامسًا في أذنه بحنان :
" سعيد أنك بخير يا صغير "
" لست صغيرًا فابري "
" أنت كذلك بالنسبة لي "
أنهى حديثه وهو يربت على ظهره ثم خرج مجددًا ليتحدث مايك مشيرًا لخروجه قائلًا بضحكة عالية :
" لقد كاد يحطم المشفى على رؤوسنا، رغم أنه لم يتحدث بكلمة واحدة إلا أنني كنت ارتعش خوفًا منه في الساعات السابقة "
ضحك ادم وهو يمسك خصره بوجع شديد يهز رأسه يأسًا على تصرفات أخيه، ليلاحظ اثناء ذلك وقوف ماركوس بعيدًا وهو يرمقه ببسمة صغيرة ليمد يده له وهو يقول بصوت خافت قليلًا :
" تعال هنا ماركوس "
ابتسم ماركوس وهو يتقدم من ادم ثم فجأة القى نفسه في أحضان ادم بقوة متجاهلًا وجعه وهو يقول له :
" كدت أموت خوفًا عليك يا آدم ..."
تحدث مايك بسخرية:
" نعم وهذا الأخر كاد يقتل جميع أطباء المشفى وخاصة تلك الصغيرة التي كانت هنا، لقد نجت من بين يديه بصعوبة "
رمقه ادم وهو بضيق عينيه ليهتف ماركوس بحنق من نظرات الجميع ي
يدافع عن نفسه :
" ماذا لقد أثارت غضبي "
صرخ جايك في وجهه بغيظ :
" أثارت غضبك ؟؟؟ يا رجل هي حتى لم تنطق بكلمة "
نفخ ماركوس بعدم اهتمام وهو يضم يديه لصدره بتذمر من حديث الجميع :
" حسنًا، هي لم تعجبني "
انطلقت ضحكات الجميع على أفعاله تلك وهو المفترض الطفهم جميعًا، إذًا ماذا عن الباقيين ؟؟؟؟.
________________________
كان يجلس رفقة مجموعته وهو يمرر أنظاره على جميع الوجوه ينفخ بسخرية :
" بالطبع لم يأتي أحد منكم بشيء مفيد "
نظر جميع من في الغرفة لبعضهم البعض، واتمنى أحدهما يهمس في أذن الآخر :
" هل أحضرت شيء مما طلبه القائد ؟؟؟"
هز الآخر رأسه بلا ليسبه رفيقه وهو يهمس بغيظ :
" تبًا لك أخبرتك أنني مشغول في مباراة بيسبول، و أن تهتم أنت بجمع ما أراد "
تحدث دراجون بملل من هؤلاء الكسالى :
" إن كنت جندت بعض ربات المنزل لكانوا أكثر إفادة منكم، مجموعة من الكسالى الحمقى "
نظر الجميع لبعضهم البعض بحنق من حديث قائدهم لينهض دراجون وهو ينظر الوجوه بسخرية يتجه صوب شاشة يعرض عليها بعض الصور وهو يقول بنبرة غامضة :
" بعد اسبوع بالتحديد سيكون هناك واحدة من أكبر الصفقات التي قد تحدث في عالم المافيا "
" وهل لاليخاندرو يد بذلك ؟؟؟"
لوى دراجون فمه بتفكير ثم قال بعد ثوانٍ قليلة
" لا اظن ذلك وأعتقد أن الأمر يتم من وراء ظهره "
" إذًا ما المطلوب منا ؟؟؟"
ابتسم دراجون بسخرية وهو يقول :
" حتى هذه تريدون مني قولها؟؟؟؟ أنا أفكر جديًا في تجنيد بعض الأطفال علهم يفيدوني أكثر منكم ....."
زفر بضيق ثم تحدث بجدية بعدها :
" استمعوا جيدًا فلن اعيد حديثي مرة أخرى ......"
_______________
جاء الصباح وحتى الآن لم يتحرك انطونيو من مكانه بعدما اطمأن على ادم وحدثه عبر الهاتف متحججًا بعمل مهم، ما زال يجلس جوار سيرينا لا يعلم ماذا يمكنه أن يفعل في هذه الحالة ؟؟؟؟
راقب الممرضة وهي تدخل للغرفة حيث روما ثم أغلقت الباب خلفها، ود لو يقتحم الغرفة، لكن لـ....توقفت أفكاره بسبب صوت الممرضة الذي وصل له وهي تنادي الطبيب ...
" لقد استفاقت المريضة "
ولم يدري ما الذي حدث بعد ذلك سوى أنه يقف في غرفتها منذ ساعة تقريبًا يراقب الطبيب وهو يفحصها بجدية يحاول معرفة إن كانت تعرضت لأي مضاعفات جراء الحادثة أو لا، وهناك سيرينا تقف جوارها وهي تمسك يدها باكية، بينما روما تحاول التظاهر أنها بخير فقط لأجل والدتها ..
تحدث الطبيب وهو يسجل بعض الملاحظات بخصوص حالتها، واخيرًا تحرك انطونيو ليقف جوار فراشها وهو يرمقها براحة شديدة مبتسمًا لها بحنان شديد .
ابتعدت سيرينا قليلًا وهي تمنحه مساحته للتحدث معها، فهي لن تنكر بعد الآن أن لا أحد قد يحب أو يحمي ابنتها كما يفعل انطونيو، لذا هي قررت أن تمنحه اغلى ما تملك وهي ابنتها، خرجت من شروطها على صوت روما التي تحدثت بتعجب :
" عفواً وهل اعرفك ؟؟؟؟؟"
رفع انطونيو حاجبه، ثم نظر للطبيب نظرة بمعنى ما هذا ؟؟؟
لم يفهم الطبيب ما يحدث لذا اقترب منها وهو يحاول معرفة ما تقصده :
" عفواً يا آنسة، ألا تعلمين من هذا الرجل ؟؟؟؟"
" وهل من المفترض أن أعلم من هو ؟؟؟؟"
تبادل الطبيب نظراته مع الجميع ثم سألها مرة أخرى :
" هل يمكنك اخباري في أي عام نحن ؟؟؟؟"
نظرت روما حولها بعدم فهم لكل تلك الاسئلة، هل هي في تحقيق ام ماذا ؟؟؟؟
" لا اتذكر جيدًا لكن ربما ٢٠١٨ .....أنا حقًا لا اعلم، أشعر أن رأسي فارغ "
" ما آخر شيء تتذكرينه ؟؟؟؟ حاولي التذكر "
" حفل تخرجي، نعم لقد تخرجت منذ أيام اعتقد، أليس كذلك امي ؟؟؟؟؟؟"
تسائلت وهي ترمق امها برجاء أن توافقها الأمر فهي تشعر بالقلق من كل تلك الأسئلة، تشعر أنها ليست بخير وهم يخفون الأمر عليها .
" لا يا ابنتي اا...."
" نعم، هذا صحيح، لقد تخرجتي للتو ....."
هكذا تحدث انطونيو ببسمة حنونة وهو ينظر لها نظرة يحاول بث بها كل ما يملك من الأمان، يقتله ذلك القلق الذي يسكن حدقتيها، يتمنى لو يستطيع ضمها الان وانتزاع خوفها ...
" إذن من أنت ؟؟؟؟"
" أنا ..... أنا قريب لوالدتك، عدت للتو من سفر طويل "
نظرت سيرينا لانطونيو بعدم فهم لحديثه، لكن وقبل أن تتحدث بكلمة كان الطبيب يطلب من الجميع الخروج ليتحدث معهم بعيدًا عنها ...
وبمجرد خروجهم تحدثت سيرينا بفزع :
" ما بها ابنتي؟؟؟ وكيف لا تتذكر كل ما حدث منذ تخرجها ؟؟؟"
نظر الطبيب لها يحاول ترتيب كلماته بدقة :
" حسنًا اعتقد أن إصابة رأسها والتي أدت لتلف بعض الأنسجة، اوصلتها لحالة فقدان الذاكرة الجزئي، لكنني لست متأكدًا سأجري لها الفحوصات وبعدها أخبركم بالأمر واخبركم كيف نتعامل معها في تلك الحالة، لكن بعدما أتأكد اولًا، استأذنكما "
أنهى الطبيب حديثه وهو يتحرك تزامنًا مع ارتفاع صوت النداء باسمه لي مكبرات المشفى ...
نظرت سيرينا لانطونيو وهي لا تعلم ماذا تقول له، فهي للتو قررت أن تمنح حبهما فرصة، والآن....
" هيا سيرينا...لا تخبرينا أنكِ تشفقين عليّ ؟؟؟؟؟"
" أرى أنك لست حزينًا انطونيو ؟؟؟"
" لِمَ؟؟؟؟ و لِمَ احزن سيرينا ؟؟؟ ألا يكفيني أنها بخير ؟؟؟ يكفيني أنني لم أفقدها، صدقيني سيرينا هذا أكثر من كافي بالنسبة لي"
ابتسمت سيرينا بخبث وهي تتحدث له :
" إذًا هل ستتركها وشأنها أخيرًا ؟؟؟"
التفت لها انطونيو بعنف شديد ثم همس ببسمة مخيفة :
" تحلمين ...."
صمت قليلًا ثم اقترب من الزجاج يراقبها ببسمة عاشقة وهو يهمس بقلب ينبض بعنف :
" سأعتبر الأمر هدية صغيرة، هدية جميلة لطيفة كتلك التي تتسطح داخلًا، سوف استعيد مجددًا ذكرياتنا كلها "
استدار يرى حيرة سيرينا من حديثه ليقول ببسمة واسعة وخبث :
" أعني أنني سأقوم بجعلها تقع في حبي مجددًا سيرينا، و سأعيد حكايتنا من نقطة الصفر، ومن هنا تبدأ قصتنا ............."
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم