رواية ضد الزمن الجزء الثاني (المتناقض) الفصل الثالث عشر بقلم حازم الباشا
استيقظ كلا من ادهم وامجد من حلمهما المستقبلي
وقد استنتج امجد ، بأن من دبر عملية اختطاف زيتا ، هو "سعد الرواي" ، شقيق الملياردير المعروف "عصام الراوي" ، والذي لقبته زيتا في ذلك الحلم ... ب (( عشيق الخائنه ))
كان عقل امجد يتمتع بقدره هائله على تحليل اي موقف ، وربط الاحداث بعضها البعض
وقد اهتدى بعقله لأن خطف زيتا ، وقتلها ، كان مجرد رسالة تحذير من " سعد الراوي "
فمن المؤكد ان عشيقته الخائنه ، مدام "شروق" ، قد اخبرته ، بأن امجد على علم بعلاقتهما الاثمه ، والتي اثمرت عن طفلهما المريض "هيثم" !!!
كما اخبرته بأن امجد قد هددها بفضح امرهما امام زوجها ، الملياردير "عصام الراوي" ، والذي هو بنفس الوقت اخو "سعد" الاكبر !!!
وهنا وضع امجد خطته ، لانقاذ محبوبته زيتا ...
فكل ما يحتاجه هو ان يلتقي بذلك المجرم سعد الراوي ، ليغوص في عقله ، ويعرف مكان ذلك الوكر ، الذي تتواجد فيه زيتا
ثم يأتي الجزء الاصعب ، وهو مهاجمه ذلك الوكر ، وتحرير زيتا من قبضه مختطفيها
لم يكن ادهم لديه نفس قدرات امجد في قراءه الافكار ، لذا فقد اندهش كثيرا عندما اخبره امجد ، بأن صديقه سعيد الملقب ب "ديدا" ، سوف يتكفل بالامر !!!
مما دفع ادهم لان يصيح مستنكرا :
هو انت عاوز سعيد صاحبك ييجي معانا
انت مش خايف عليه من المجرمين دول !!!
رد امجد بابتسامه ساخره :
لو عاوز الحق يا ادهم
انا خايف على المجرمين دول من سعيد !!!
زاد اندهاش ادهم وهو يقول :
انت عاوز تقنعني ان بني ادم واحد
هيقدر يتعامل لوحده مع ١٠ مجرمين
معاهم مسدسات وبنادق آلي
على اساس انه سوبر مان يعني !!!
امجد بصوت هاديء :
بص يا ادهم
لو فعلا في حد يستحق لقب سوبر مان
فهو سعيد " ديدا "
وبدأ امجد يشرح لأدهم من هو سعيد ديدا ... !!!
فبرغم من ضخامة سعيد الجسمانيه ، الا انه يتمتع برشاقه وسرعه فائقتين
بالاضافه الى مهاراته الفائقه في استخدام جميع انواع الاسلحه ، واجاده معظم الرياضات القتاليه ، وقياده كافه انواع المركبات بدايه من الدراجه البخاريه .... وحتى اكبر الشاحنات
وقد كان سعيد هو الملاك الحارس لأمجد ، منذ صباهما ، وحتى هذه اللحظه
فلا يخفى على احد ، ان امجد خلال رحلة صعوده للقمه ، قد اكتسب العديد والعديد من الخصوم والاعداء
وكان من الضروري ان يحظى بحمايه وحراسه مشدده ، لذلك فقد استغل امجد مهارات سعيد
بل وقام بتوجيهه ودعمه ماليا ، ليتحول في النهايه الى سلاح بشري فائق الخطوره
الا ان سعيد لم يكتفي بذلك ، وانشأ لنفسه عصابه اجراميه مختاره بدقه شديده
كان سعيد يحمل بداخله قلبا نقيا ، برغم ان مظهره وتصرفاته لا توحي بذلك
فقد كان مغرما بشخصيه ( روبن هوود ) الشهيره ، الذي كان يلقب ب " لص الفقراء "
لذا فقد سار سعيد على نهج ( روبن هوود ) ، يسرق من الاغنياء الفاسدين ، ليطعم الفقراء والمحتاجين
وقد اكتسحت شعبيته منطقه السيده زينب ، والتي كانت قلعته الحصينه ، ومهد طفولته هو امجد
فكما يعتبر سعيد هو درع حمايه امجد
فقد كان حي السيده زينب العريق هو درع وحصن سعيد
فرجال واطفال وحتى نساء السيده زينب كانوا جميعا على استعداد للتضحيه بحياتهم فداء لسعيد ديدا
فما من بيت بداخل ذلك الحي ، الا وكان سعيد يكفل يتيما او ارملا او شيخا فيه
كان هو القانون العادل الرادع الذي يحكم المنطقه ، ويوفر لها الامان
لدرجه ان قوات الشرطه تتفادى التصادم معه !!!
الكل يهاب سعيد ، وبنفس الوقت يحبه ويحترمه
تلك باختصار هي قصه سعيد ديدا ، التي قصها على مسامع ادهم
فما كان من ادهم الا انا قال :
انا فعلا حسيت باللي انت بتقوله ده
لما رحت له عشان يساعدني
في انه يقنعك تحط ايدك في ايدي ونتعاون
رد امجد :
اقولك على مفاجأه
سعيد هو اللي كان سايق عربيه ريم
في اليوم بتاع الحادثه
كل اللي طلبه من ريم انها تستخبى على شط النيل
وتبل هدومها
بس طبعا انا فهمت ريم ان ده واحد معرفه
شغلته تنفيذ معارك في الافلام
تغير وجه ادهم بمجرد ذكر اسم ريم ، وقال بنبره حزينه :
انت دماغك دي عبقريه
وبجد يا امجد اللي عملته امبارح ده
رد فيا الروح
اقترب امجد من ادهم ، وربت على كتف ادهم وقال :
انا اكتر واحد حاسس باللي جواك
ما تنساش اني بقرا افكارك
بس عاوز اقولك على حاجه
انا موجوع اكتر منك بكتير
كأن ربنا عاقبني على اللي عملته معاك
زيتا لو جرالها حاجه
انا هاموت يا ادهم
التف ادهم وربت على كتف امجد وقال بصوته الهاديء المعتاد :
انت محتاج تقرب من ربنا يا امجد
القرب من ربنا
هيخليك طول الوقت واثق من رحمته
اكتر من ثقتك في نفسك
او في اي مخلوق على الارض
يلا نقوم نصلي
وبالفعل قام البطلان لاداء صلاة الظهر ، وما ان انتهيا من الصلاه ، حتى وجدا امامهما ظلا عملاقا يقف امامها ... ظل جسد ضخم ... يحمل اسم ... سعيد ... ديدا
--------------------------ء
في نفس تلك الاثناء ....
كانت ريم قد استلمت الدبلتين من احد موظفي الحاج صبحي ، وشكرته كثيرا على سرعه الاستجابه لطلبها
فارتدت الدبله التي تحمل اسم ادهم
وصعدت الى غرفتها لتكتب خطابا لادهم ، قالت فيه ...
--------------------------ء
حبيبي وقلبي ونور عيوني ادهم
بكتب لك الجواب ده ، وانا لابسه دبله مكتوب عليها اسمك
لاني خلاص مش شايفه اي راجل في الدنيا غيرك
ولا حتى شايفه الدنيا دي كلها من غيرك
انت من النهارده حبيبي وابني واخويا وجوزي
انا زوجتك نفسي
حتى لو انت مش عاوز ده
او مش موافق عليه
وبقولها لك من كل قلبي وعقلي وروحي
انا متحرمه على كل رجاله العالم
وعارفه اني هاكون ليك
وهاتكون ليا
باذن الله
وهاصبر وانا واثقه من رحمة ربنا بينا
بس ارجوك البس الدبله اللي موجوده مع الجواب ده
اوعى تكسر قلبي وترميها
بحبك وبعشقك
ريم ادهم ... حبيبتك ومراتك غصب عنك !!
-------------------------ء
انهت ريم الخطاب وقد بللت دموعها اطرافه ، ثم وضعته مع الدبله الفضيه ، داخل مظروف مغلق ، وكتبت عليه من الخارج ( خاص بدكتور / ادهم )
ثم اتصلت باحد معارفها ، وطلبت منه ان يحمل ذلك المظروف المغلق الى فيلا دكتور / امجد عبدالمنعم
----------------------ء
نعود الان حيث تركنا امجد وادهم يتطلعان الى سعيد ، الذي بادر بالحديث بصوته الجاف :
صباح الفل
ده الحبايب كلها متجمعين
ازيك يا دكتور ادهم
منور البيت واللهي
رد ادهم بترحاب :
ده نورك يا سعيد
ومتشكر اوي على اللي عملته مع ريم
انت مش عارف انا ....
قاطعهم امجد مبتسما :
ممكن نأجل قصه الحب دي لبعدين يا جماعه
زيتا هتروح مني
وانتوا على قلبكم مراوح
راعوا ظروفي يا جماعه
رد سعيد بخشونته المعتاده :
في ايه يا عم الحاج
ما تبلع ريقك كده وتفهمني
جايبني على ملا وشي كده ليه عالصبح
رد امجد بحزم :
زيتا اتخطفت يا سعيد
رد سعيد بانفعال :
زيتا مين !!!
انت قصدك زفته ؟؟؟
امجد بصرامه :
اخر مره اسمعك تقول كلمه زفته دي
زيتا دي هتبقى مراتي يا سعيد
مرات اخوك يا بغل !!!
اندهش ادهم من تلك الطريقه التي يتخاطب بها صديقاه !!!
وقال مقاطعا كلايهما :
يا رجاله الوقت بيسرقنا
انت يا سعيد مفروض تجهز عشان انا وانت وامجد هنقتحم المكان اللي زيتا محبوسه فيه
والمكان ده لسه ما نعرفوش هو فين
بس اللي عارفينه انه مليان مجرمين
ومعاهم سلاح
رد سعيد بنبره منضبطه :
اوامرك يا دكتور
هاروح افطر واجهز
ومستني تليفون منكم
رد ادهم باندهاش واضح :
تفطر !!!
هو ده مفهومك عن كلمه "تجهز" يا سعيد !!!
بقولك رجاله مسلحين
وبني ادمه مخطوفه
واقتحام وضرب نار
وانت تقولي هاروح افطر !!!
بتبادل سعيد وامجد نظرات ماكره ، فكلاهما يعلم ان ذلك الاقتحام بالنسبه لسعيد ، ليس الا نزهه في حديقه !!!
وقبل ان يخرج سعيد مغادرا ، اقترب من ادهم ، ودس له مظروفا في جيبه ، وهو يقول :
الجواب ده بعتاهولك ست البنات
استاذه ريم
وفكها بقا يا نجم النجوم
احنا طالعين نتفسح يا راجل
ملأت قهقه سعيد ارجاء الغرفه ، ثم غادر تاركا ادهم يتفحص المظروف
وقد تركه امجد ينعم بتلك اللحظه الرومانسيه وقال :
انا هاروح مشوار كده
وحاول تجهز يا ادهم
واستنى من تليفون
-------------------ء
انفرد ادهم بالخطاب ، واعاد قراءته اكثر من عشر مرات
وقد اغرورقت عيناه بالدموع ، فالتقط الدبله ووضعها في اصبعه ، وقال بصوت هامس وكأنه يخاطب ريم ...
انا كمان متحرم عليا اي ست غيرك يا ريم
وكل املي انك تكوني مراتي وام اولادي في الدنيا
ولو ربنا مش رايد
فانا هاطلب انك تكوني زوجتي في الجنه
بإذن الله
قال ذلك ثم ارتمى على فراش وذهب في نوم عميق
--------------------ء
اما امجد ....
فقد ذهب لمقر شركة الراوي للحديد ، وطلب مقابله نائب رئيس مجلس الاداره ... ذلك الوغد المدعو ... سعيد الراوي !!!
وبالفعل ، استقبله سعد الراوي بابتسامه شامته وقال :
اهلا اهلا بالدكتور امجد
ايه الزياره الكريمه دي يا راجل
مش كنت تقول
عشان نفرش لك الارض ورد
رد امجد ، وقد كان يتوغل داخل عقل سعد ، حيث عرف المكان الذي احتجز فيه زيتا :
انا جاي اقولك كلمه واحده بس
انا هاخليك عبره
لاي حد يتصور
انه ممكن يلوي دراع امجد عبد المنعم
قال ذلك ، وانصرف تاركا سعد في ذهول شديد !!!
----------------------ء
وفي غضون دقائق ، كان امجد قد اتصل بكلا من سعيد وادهم ، واتفقا على اللقاء في احدى المناطق الصناعيه في اطراف القاهره
فقد كان امامهم مواجهه حاسمه ، قد لا يخرج الجميع منها بسلام !!!