رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثانية عشر
_ أنا عايزاك في موضوع يا حسن.
بصلي بإهتمام وقال بتساؤل:
= إتكلمي على طول يا هايا.
إتنهدت وأنا بحاول أرتب الكلام جوايا وقعدت بهدوء وقولت:
_ هو إنت مخبي عليا حاجة يا حسن؟
حسيتهُ إتوتر وعدل قعدتهُ وحط زاوية جسمهُ ناحيتي وقال بتساؤل وعدم فهم:
= مش فاهم حاجة إي اللي مخبيه عليكِ، إي اللي حصل؟
توترهُ ولغبطتهُ في الكلام شككتني فيه شوية، إتكلمت بهدوء وأنا بتابع حركاتهُ وقولت:
_ أنا بسألك إنت مخبي عليا حاجة؟
إبتسم وقال بتضييع للموضوع:
= أنا مقدرش أخبي حاجة عنك إنتِ عارفة، تيجي نخرج؟
إتنهدت وإبتسمت لإن مفيش أمل في إنهُ يقولي حاجة وقولت:
_ تمام، هنخرج فين؟
قام وقف وقال بحماس:
= تعالي نروح الملاهي اللي بنقعد فيها دايمًا.
قومت أنا كمان ودخلت غيرت هدومي وبعدها نزلنا وروحنا الملاهي اللي بنقعد فيها دايمًا، المرجيحة الثُنائية المكان المُفضل لينا، قعدنا وهو جاب آيسكريم وإداهولي.
خدتهُ منهُ وبدأنا ناكل من سُكات، لحد ما هو كسر الصمت وقال بهدوء وإبتسامة:
_ شايف بالك مشغول، إي اللي شاغل بالك؟
إتنهدت وبصيتلهُ وقولت بتساؤل:
= طول عمرك بتعرف لو في حاجة شغلاني، مش قادر تعرف المرة دي إي اللي شاغلني؟
إبتسم وغمض عينيه نُص تغميضة وقال:
_ أكيد أنا اللي شاغلك.
ضحكت وبصيتلهُ بسرحان وعيون مليانة حب وقولت:
= دا كدا كدا، لكن اللي شاغلني دلوقتي غير.
بصلي بجدية وقال بإهتمام:
_ طيب مش عايزة تشاركيني؟
بصيت للعُشب اللي قدامي وأنا مترددة جدًا الحقيقة، خايفة من فكرة إن ميطلعش في حاجة في جيب فارس وأعترف لـ حسن إني قعدت مع فارس ووقتها هتبقى خناقة كبيرة بيني وبينهُ.
ولكن المشكلة الحقيقية هي لو طلع فعلًا في حاجة مع فارس على حسن، بس إي اللي جاب الشرق جنب الغرب ومسكها على حسن إزاي، قررت إني أسكت بصراحة وأخد وقت في التفكير أكتر وكان اليوم اللي بيخلص دا هو اليوم الأول في مُهلة اليومين.
فوقني حسن من تفكيري وسرحاني وقال بتساؤل:
_ مالك يا هايا بجد قلقتيني، في إي؟
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت بهدوء وأنا بحاول أغيز الموضوع:
= مفيش حاجة، أنا بس عايزاك تخلي بالك من نفسك.
بصلي بعدم فهم وقلق وقال:
_ هايا لو مخبية حاجة عليا عرفيني.
إبتسمت وقولت بحماس مُزيف عشان يسكت:
= يابني والله مفيش حاجة، تعالى نروح نجيب حُمص الشام من العربية اللي هناك دي قبل ما تمشي.
قام معايا بقِلة حيلة وروحنا ناحية العربية، قررنا نتمشى وإحنا بنشربهُ، إتكلم بتردد وتوتر وقال:
_ بكرا إن شاء الله إبقي فكريني أقولك حاجة.
بصيتلهُ بفضول وقولت:
= لأ قول دلوقتي.
بصلي وضحك على حوكات الطفولة اللي لسة فيا وقال:
_ لأ قولت بكرا إن شاء الله عشان لسة مكملتش أصلًا.
بصيتلهُ بعيون ضيقة وقولت بإبتسامة:
= جايبلي هدية ولا إي؟
ضحك وقال:
_ لأ، بس هي مفاجئة يعني.
كملنا هزار وروحنا بعدها البيت وقعدنا كلنا نتعشى مع بعض وعلى النوم كل واحد راح بيتهُ، كنت علي سريري بجهز للنوم وأنا باصة للسقف ودماغي مش مبطلة تفكير ولا بتهدى، مسكت موبايلي أسكرول عادي على الفيسبوك يمكن أنعس وأنا بقلب.
فتحت الفيس وكنت بسكرول عادي بدون هدف الحقيقة، جاتلي رسالة ماسنجر من أكونت واحدة إسمها "إيمان عمرو"، دخلت على الرسالة وهي في الأزر وكان محتواها:
_ عاملة إي يا هايا، أنا شوفتك أونلاين بس فـ دخلت اسأل عليكِ.
كنت ببص للرسالة وأنا مستغربة وبحاول أفتكر على قد ما أقدر مين دي، لحد ما ذاكرتي حنتّ عليا وإفتكرتها فعلًا، دي كانت البنت اللي مهووسة بـ حسن بمعنى كلمة مهووسة وهي قد حسن وكانت معاه في كل المراحل وفي نفس الفصل، حتى لو صادفت ومبقتش في نفس الفصل كانت بتطلب طلب نقل.
كان بيني وبينها مشادات كتير أوي ومكنتش بحبها ولا هي كانت بتحبني، وصل بيها الهوس إنها تدوس على نفسها لحد ما دخلت طب في نفس الجامعة مع حسن ودا أخر اللي أعرفهُ عنها.
حواجبي قربت من بعض بغضب بعد ما إفتكرتها وكتبتلها بتساؤل:
= خير؟
عايزة إي؟
كانت في الشات وعملت هاها على الرسالة بتاعتي، إندهشت الحقيقة والحركة عصبتني جدًا، ولكن إستنيت لحد ما كتبتلي:
_ هييجي منين الخير يعني، بإختصار وبدون لف ودوران أنا ببعتلك عشان أفوقك لإني موجودة يا هايا ومش هسيب حسن لإني حاسة إنك نسيتيني شوية.
كتبتلها بإستفزاز وضحك:
= الحقيقة إنك بتحلمي الحلم دا منذُ نعومة أظافرك ولكن هيفضل معاكِ حتى ذوبانها يا حلوة، إحلمي براحتك يعني لا هيبقى حلم ولا حقيقة، وبعدين إنتِ مش شخصية عشان أفتكرك أو أنساكِ.
فضلت ساكتة دقيقة وبعدين بعتتلي إيموشينات بتضحك فيها بس، الحقيقة إتضايقت أوي وعصبتني وحسيت بإستفزاز، قفلت الموبايل ونمت من كتر الغيظ.
تاني يوم وكان اليوم التاني في المُهلة.
كنت قاعدة زهقانة جدًا الحقيقة وقررت إني مش هروح الجامعة النهاردا، كان عندي خمول رهيب وكنت نايمة طول النهار، يمكن من تعب التفكير اللي بياكل فيا.
لحد بعد المغرب صحتني ماما بالعافية وقومت فوقت نفسي وبعدين خرجت إتغديت معاهم وكان حسن موجود، كنت ببصلهُ بغيرة الحقيقة وأنا مش قادرة أتحكم في نظراتي، ولكن الموضوع عدا على خير الحمدلله.
كلت وبعدين قومت غيرت هدومي وقررت أنزل أتمشى شوية، إتكلم حسن وقال وهو بيقوم:
_ إستني هاجي معاكِ.
بصيتلهُ وثولت برفض قاطع:
= لأ يا حسن خليك إنت أنا بجد محتاجة أتمشى شوية لوحدي.
فضل يلِلح عليا بإعتراض كبير إنهُ مينفعش يسيبني أنزل لوحدي وخلافهُ ولكن في النهاية سابني على راحتي بعد رافضي القاطع والمُستمر ونزلت، مكنتش عارفة فين وجهتي بالظبط ولكنني كنت محتاجة أتمشى شوية عشان أفكر وبس.
قررت القرار اللي هيخليني أحسم رأيي وقراري في موضوع فارس، إتصلت بيه وقولت أول ما رد من غير سلام:
_ عايزاك تقولي إي يخليني أوافق إنك تتقدملي، عايزة أشوف لو العرض مُغري زي ما بتقول.
سمعت صوت ضحكتهُ الواثقة والماكرة وهو بيقول:
= صدقيني العرض مُغري لو يهمك مصلحة حسن، غير كدا الموضوع غير مُغري خالص، إنتِ إي رأيك؟
جاوبتهُ بإنفعال ونفاذ صبر وقولت:
_ فارس، بطل أسلوب المُماطلة دا معايا لو سمحت، أنا مش بحب كدا، قول إي الورقة اللي عندك وأشوف لو كسبانة زي ما بتقول ولا بالنسبالي محروقة.
ضحك من تاني وقال بتساؤل:
= ليه واثقة فيه أوي، بيقولك على كل حاجة مثلًا؟
إتكلمت بثقة وقولت:
_ أيوا طبعًا، حسن مش بيخبي عني حاجة.
صوت ضحكتهُ المرة دي كان عالي وساخر، إتكلم وقال بعد ما خد نفسهُ من كتر الضحك:
= طيب تعرفي سبب رفضهُ ليكِ يا حلوة؟
حسيت بصاعقة نزلت عليا وبلعت ريقي وقولت بتوتر وقلق بعد ما أعصابي كلها سابت:
_ إنت عرفت منين حاجة زي كدا؟
إتكلم بمُكر وقال:
= مش مهم عرفت منين، المهم إني عرفت وخلاص.
إتنهدت وأنا حاسة الدنيا بتلف من حواليا وقولت بتساؤل:
_ طيب قولي يا فارس الورقة اللي عندك عبارة عن إي شفهي وبكرا نبقى نشوف الڤيديوهات، عشان آخد قراري وأرد عليك بكرا على أساس أهميتها عندي.
إتنهد وفضل ساكت شوية بيلعب بأعصابي وقال:
= حسن بيتاجر في المُخدرات يا حلوة.
حسيت بجردل ميا ساقع في عز التلج نزل عليا، كنت مصعوقة ومضدومة ومش قادرة أصدق.