![]() |
رواية ضد الزمن الجزء الثاني (المتناقض) الفصل الثاني عشر بقلم حازم الباشا
انطلق أدهم صوب منزل دكتور/ أمجد
وقد بدأ أدهم يتذكر بعض تفاصيل ذلك الحلم المزعج
وقد تعرف على وجه زيتا ، وادرك انها هي نفس الفتاه التي تعمل كخادمه في منزل امجد
فقد اعتاد ادهم ان يراها ، بينما كان يراقب منزل دكتور/ امجد ، ليضع خطته تمهيدا لأول لقاء بينهما
وقد كان ادهم يظن بأن امجد لن يكترث كثيرا ، عندما يخبره بأن حياه زيتا في خطر ، وانها للاسف ... سوف تودع عالمنا قريبا
ولم يكن يعلم بأن ما قد يفعله امجد لانقاذ زيتا ، قد يتخطى ما يمكن ان يفعله هو شخصيا لانقاذ ريم !!!
ولم يكن كلاهما على علم ، بأن نقاذ حياة زيتا يحتاج الى معجزه
وان تلك المعجزه تستلزم ان يتكاتف بطلي القصه ، فاتحادهما معا ... قد يصنع ما يمكن ان نسميه فعلا ... بالمعجزات
------------------------ء
وصل ادهم الى فيلا دكتور/ امجد ، واستقبله الاخير بحفاوه بالغه ، وتعانقا لاول مره ، كأصديقين حميمين ، حيث دار بينهما الحوار التالي ....
ربت ادهم على كتف امجد بكل امتنان وقال :
بجد يا ادهم
انا مش عارف اقولك ايه
ولا اشكرك ازاي
اللي عملته معايا امبارح
ده جميل هاعيش عمري كله
مديون لك بيه
رد امجد وهو يبسم ابتسامه باهته ، يصارع بها حزنه وقلقه على زيتا :
ما تقولش كده يا ادهم
ده اقل شيء اقدر ارد بيه
على كل اللي انت عملته معايا
وما تقولش اي حاجه
انا قريت كل اللي انت عاوز تقوله
واحنا خلاص بقينا .....
وفجأه انخرس صوت امجد ، وشحب وجهه بشكل مفاجيء !!!
فهتف ادهم بقلق واضح :
فيه ايه يا امجد !!!
سكت كده ليه !!!
ايه اللي حصل ؟؟؟
رد امجد وقد لمعت عيناه بالدموع :
زيتا ماتت !!
زيتا اتقتلت يا ادهم !!!
قد كان امجد في تلك اللحظه ، قد توغل داخل عقل ادهم ، وشاهد نفس الحلم المزعج ، الذي رأه ادهم
جلس ادهم يواسي صديقه ويقول :
اهدا يا امجد
الحلم ده معناه ان زيتا لسه عايشه
وان ربنا عاوزني اتدخل عشان انقذها
ارجوك ثق فيا
هنا فقط ... هدأ امجد ، فبرغم ثق امجد في نفسه وفي قدراته الهائله
الا انه قد بدأ يستوعب ان ادهم يفوقه قدره ومناعه ، ليس لصفاته او ذكاءه
ولكن لأنه ... مؤيد من الله ، ومن في معيه الله ، لا يمكن لاي مخلوق على الارض ان يقهره ، مهما كان يمتلك من المزايا او القدرات !!!
وبلهفه شديده قال امجد :
والعمل يا ادهم !!
هاننقذها ازاي ؟؟
لو زيتا جرالها حاجه
انا هاموت
انا ما اقدرش اعيش من غيرها
اندهش ادهم من تلك المشاعر الجياشه ، التي لم يكن يتوقع ان يراها تخرج من شخص مثل امجد !!!
وقال بارتباك :
للاسف يا امجد
انا مش قادر افتكر تفاصيل الحلم كلها
وجود ريم معايا وجنبي وانا نايم
خلى عقلي مش صافي
وشتت تركيزي
بس اكيد هنلاقي حل بإذن الله
رد امجد بنبره كلها استعطاف :
ساعدني يا ادهم
وانا هادخل جوا عقلك
واشوف التفاصيل اللي انت مش قادر تفتكرها
اجابه ادهم بحماس :
شوف انت عاوزني اعمل ايه
وانا تحت امرك
رد امجد وهو يحضر حقنه اخذها من حقيبه معداته الطبيه :
انا هأديك دلوقتي حقنه منومه
ما تقلقش منها
كل اللي هتعمله الحقنه انها هتنيمك
لمده ساعه
وهتخليني اقدر ادخل جوا عقلك بدون
اي مقاومه منك
وثق فيا يا ادهم
انا مش هادخل لاي ذكريات او احلام تخصك
انا كل اللي عاوزه هو الحلم بتاع زيتا
رد ادهم بنبرته الهادئه المعتاده :
حاضر يا امجد
وانا كمان هاعمل حاجه هتساعدك اكتر
لما انام
خليك ماسك ايدي وانت بتقرا افكاري
وفي غضون لحظات ...
كان ادهم يغط في نوم عميق ، بعد ان سرى مفعول المخدر في دماءه ، فامسك امجد يده
لتبدأ تجربه فريده من نوعها ، حيث انصهر عقل ادهم داخل عقل امجد !!!
وكأنهما جسدان يحملان عقلا واحدا ... جبارا !!!
----------------------ء
في تلك الاثناء ... دخل مستشفى دكتور / امجد عبدالمنعم
كانت ريم قد استيقظت ، لتجد ان ادهم قد اختفى مجددا
رحل ادهم تاركا لها سترته ، وقد بدى لها الامر ، وكأنه اعاده لنفس السيناريو المؤلم الذي فتك بقلبها من شدة الاشتياق ، وقسوة البعاد
لكنها كانت على يقين من ان رحمه الله واسعه ، وان صبرها على ابتلاء الفراق
هو الوسيله الوحيده ، لان تنال رضى الله ، وتحصل على مرادها ، بأن تعيش مع ادهم تحت سقف واحد لتكون له حبيبه وزوجه وام
فلملمت اغراضها بأسى شديد ، وقد عزمت على شراء تلك الغرفه من المستشفى ، فكتبت شيك يحمل رقم خرافي ، وتركته لامجد مع رساله شكر مع احدى الموظفات في ردهة الاستقبال ، وقد ابلغتها بأن تمنع اي شخص من دخول تلك الغرفه ، حتى وصول دكتور امجد
استجابت الموظفه لطلب ريم ، فالجميع يعلم تماما ... من هي ريم هانم الحديدي !!!
وعادت ريم الى منزلها وهي ترتدي سترة ادهم ، ثم اتصلت بالحاج "صبحي" ، وهو ذلك الصائغ الخاص بعائله " ناصر الحديدي "
ودار بينهما هذا الحوار ...
الحاج صبحي :
صباح الانوار ريم هانم
ايه المفاجأه الحلوه دي على الصبح
حمدلله على سلامتك
انا اول ما شفت الفيديو ....
قاطعته ريم بأسلوب رقيق :
صباح النور يا حاج صبحي
الحمد لله انا بخير
وعاوزه اطلب منك طلب
عاوزاك تعملي دبلتين
واحده دهب مقاسي منقوش عليها من بره كلمه ( ادهم )
والتانيه فضه اكبر من مقاسي ب ٤ نمر
ومكتوب عليها اسمي
رد الحاج صبحي مهللا :
الف الف مبروك يا ريم هانم
شكلنا هنفرح بحضرتك قريب
جاوبت ريم بابتسامه واسعه :
دعواتك معانا يا حاج صبحي
في انتظار الدبل دول
يكونوا عندي الليله
ثم انهت الاتصال ، وصعدت سريعا الى غرفتها ، لتفترس سترة امجد تقبيلا واحضانا
---------------------------ء
نعود الان حيث تركنا كلا من امجد وادهم ، يخوضا تجربه لم تحدث من قبل لاي منهما
فقد امسك امجد بيد ادهم الذي كان مستغرقا في نوم عميق
وبدأ يركز كل خلايا عقله لاختراق تلك ذلك الحلم داخل عقل ادهم
الا ان امرا غريبا قد حدث !!!
فقد بدأ امجد يشعر بنعاس مفاجيء !!!
وبان قبضه ادهم على يده قد ازدادت قوتها !!!
وشيئا فشيئا ... سقط امجد هو الاخر في نوم عميق !!!
------------------------ء
ودخل كلاهما في حلم عميق مشترك
فقدرات عقل (امجد) الخارقه ... قد مكنته من دخول عالم فريد من نوعه ... عالم لا يحمل مفاتيحه سوى (ادهم)
وبداخل هذا العالم التقى البطلان ودار بينهما هذا الحوار العقلي
كان ادهم وبجواره امجد يقفان في حديقه متراميه الاطراف ، وهما بكامل اناقتهما ، حيث بادر ادهم قائلا :
اهلا يا امجد
احنا دلوقتي في نقطه جوا المستقبل الافتراضي
انا واثق انك هنا مش هتقدر تقرا افكاري
فخليني اشرح لك الموضوع
رد امجد وهو مرتبك جدا :
انا مستوعب اني جوا عقلك دلوقتي
بس مش فاهم
ازاي ده حصل !!!
رد ادهم بهدوء :
القدرات اللي ربنا ادهالك
والقدره اللي ربنا انعم عليا بيها
هي اللي خلتنا نوصل للعالم ده
ده عالم ربنا حجبه عن كل البشر
واكيد لازم نشكر ربنا على انه اخترانا احنا
وادانا من فضله النعمه دي
عشان نكون اداه لخدمه الناس
فهمت يا امجد !!!
رد امجد بخشوع :
ونعم بالله
الف حمد وشكر ليك يا رب
انا كنت فعلا غبي وناكر لنعمه ربنا عليا
سامحني يا رب
قاطعه ادهم :
احنا لازم نروح دلوقتي لزيتا
ونحاول نعرف هي فين
ومين اللي خاطفها
وفجأه تبدل مشهد الحديقه داخل الحلم ، وتحول الى مكان مظلم كئيب !!!
عباره عن مخزن قديم داخل الصحراء ، يتجمع فيه العديد من الرجال ، يحملون بنادق آليه ، بينما تجلس زيتا مقيده بالاحبال ، في احد الاركان
همس امجد بصوت خافت :
انا مش قادر اعرف احنا فين بالظبط
رد ادهم بصوت عالي وهو ينظر الي ساعته :
ارفع صوتك يا امجد
محدش هنا يقدر شوفنا او يسمعنا
ببساطه احنا مش موجدين في اللحظه دي
ولا المكان ده في المستقبل !!!
احنا دلوقتي على بعد ٢٤ ساعه بالظبط
من الوقت اللي نمنا فيه في اوضتك
اقترب امجد من زيتا وقال :
سامحيني يا روح قلبي
انا السبب في كل اللي بيجرالك ده
وفجأه ... بدت زيتا وكأنها تسمعه ، فانفجرت ببكاء حاد وظلت تهمهم بلهجتها الافريقيه
لم يفهمها ادهم
الا ان عقل امجد قد استنتج بعض كلمات زيتا ... ((عشيق الخاينه))
هنا ....
لمعت عينا امجد ، فقد استنتج ما تعنيه زيتا ، وعرف ما بتوجب عليه فعله
فاستدار مخاطبا ادهم :
انا خلاص فهمت كل حاجه
خرجني من الحلم ده بسرعه
ارجوك يا ادهم
مفيش وقت
-------------------------ء
وبالفعل استجاب ادهم ، ليستيقظ البطلان ، وهما في حالة اعياء شديد ، وقد تصبب العرق منهما بغزاره
وتحامل امجد على نفسه لينهض وهو يخاطب ادهم :
شكرا بجد يا ادهم
انا مش عارف من غيرك كنت هاعمل ايه
انت انقذت حياتي كالعاده
رد ادهم :
هنعمل ايه دلوقتي
فهمني انت عرفت ايه
وهتعمل ايه
رد امجد ... وقد لمعت عيناه بنفس تلك اللمعه المعتاده :
انت خلاص عملت كل اللي عليك
سيب الباقي عليا
انا خلاص عرفت مين خطف زيتا
وعرفت انا هانقذها ازاي
من الكلاب اللي خطفوها
رد ادهم بنبره قاطعه :
انا رجلي على رجلك
لو عرفت هي فين
يبقى هنروح نجيبها سوا
بس الاول احنا اكيد محتاجين سلاح
مش هنخش على المجرمين دول بإيدنا فاضيه كده
ابتسم امجد ابتسامه ماكره ، وقال :
حاضر يا قائد
هنروح سوا
هاجيبلك السلاح اللي انت عاوزه
هاجيب لك سعيد
اندهش ادهم وقال :
هو سعيد يعرف يجيب لنا سلاح ؟؟؟
رد امجد ، وقد زاد اتساع ابتسامته :
لا يا دكتور ادهم
سعيد مش هايجيب لنا سلاح
سعيد ... هو السلاح نفسه !!!
لم يكن ادم يعلم ، بأن سعيد يمتلك من المهارات القتاليه ما يجعل ان مجرد ذكر اسمه ، كفيلا بقذف الرعب في قلوب اعتى المجرمين !!!