رواية سوء تفاهم سامر ورحمه الفصل الحادى عشر 11 بقلم بتول عبدالرحمن

  

رواية سوء تفاهم سامر ورحمه الفصل الحادى عشر بقلم بتول عبدالرحمن



ثريا رفعت عيونها وبصّتلها من فوق لتحت، ليلى حمحمت وقالت " ممكن اتكلم معاكي شويه"
مسكت الفنجان واخدت رشفة صغيرة بعد لحظة صمت، قالت بنبرة باردة "وإنتِ عايزة تتكلمي عن إيه بالضبط؟"
ليلى شدت ضهرها، عرفت إنها دخلت معركة كلامية، ولازم تكون قوية فيها.
ليلى اخدت نفس طويل وقعدت على الكرسي لكن ثريا رفعت إيدها بإشارة خفيفة وقالت ببرود "أنا مقولتلكيش اقعدي."
ليلى رفعت عيونها بثبات، حسّت بالتحكم اللي بتحاول ثريا تفرضه عليها، لكنها رفضت تتهز، وقفت بهدوء وقالت بصوت واثق "ميهمش، أنا هقف لو ده اللي يريحك، بس هقول اللي عندي."
ثريا رفعت حاجبها باهتمام، حست إن ليلى مش سهلة زي ما توقعت، فحطت الفنجان على الطاولة وقالت " سامعاكي، قولي اللي عندك."
ليلى أخدت نفس عميق، كانت عارفة إنها لازم تثبت نفسها قدام ست زي دي وقالت "أنا عارفة إن جواكِ أسئلة كتير عني، وعارفة إنك شايفة إن جوازي من مراد حاجة مش مقبولة، بس اللي محتاجة تعرفيه إني بحبه، وهو كمان بيحبني، وإنتِ أكتر واحدة عارفة إن مراد عمره ما بيعمل حاجة غصب عنه."
ثريا ضيقت عيونها، وبنبرة هادية لكن حادة، قالت "الحب حاجة، والاختيار الصح حاجة تانية، وأنا شايفة إنك مش الاختيار المناسب."
ليلى حسّت بكلامها، لكنه زادها إصرار، فابتسمت بخفة وقالت "الوقت هو اللي هيبين، وإنتِ بنفسك هتعرفي إن اختيار مراد عمره ما كان غلط."
ثريا مردتش فورًا، لكنها فضلت تراقبها بنظرات فاحصة، وكأنها بتحاول تقرأ اللي جواها
ليلى حست بكل حرف قالته ثريا، وعرفت إن كرهها ليها مش مجرد رفض، لكنه متأصل في حاجة أعمق، رفعت عيونها ليها بثبات وقالت بهدوء "إنتِ كرهاني علشان أنا حفيدة ضرتك، حقك، بس أنا مأذيتكيش في حاجة، ومش طالبة منك غير إنك تطلعيني من دماغك."
ثريا وسعت عيونها مع كلام ليلى، كأنها اتصدمت من جرأتها، لكنها بسرعة أخفت ده ورفعت راسها بشموخ، بصتلها بحدة وقالت بصوت قوي "إنتِ إزاي تكلّميني كده؟"
ليلى متهزتش، بالعكس، فضلت محافظة على هدوئها وهي بتقول "أنا بقول الحقيقة، مش أكتر."
ثريا ضربت كفها على الكرسي بانفعال، نظرتها كانت نار وهي بتقول بحدة "وإنتي مين أصلاً عشان أحطك في دماغي؟!"
ليلى رفعت حاجبها بخفة، وابتسمت ابتسامة هاديه لكن مليانة تحدي وقالت بثقة "حفيدة ضرتك، ومرات حفيدك."
الكلام نزل على ثريا زي السهم، خلاها تسكت للحظة، لكن نظرتها فضلت مشتعلة، والمعركة اللي بينهم كانت لسه في بدايتها.
ليلى انسحبت بسرعة من قدام ثريا من غير ما تنطق بكلمة، كانت حاسة إن أي رد منها هيزود التوتر، فاختارت الصمت.
مشيت بخطوات سريعة وخرجت من الصاله، قلبها بيدق بعنف، لكن ملامحها كانت ثابتة، أول ما بعدت عن أنظار ثريا، أخدت نفس عميق تحاول تهدي بيه نفسها، لكنها كانت عارفة إن اللي جاي مش هيكون سهل.
ليلى طلعت أوضتها بسرعة، أول ما دخلت قفلت الباب ووقفت لثواني بتحاول تستوعب اللي حصل، قلبها كان بيدق بسرعة، وعقلها مشغول بكلام ثريا اللي كان واضح فيه الرفض التام ليها.
قعدت على طرف السرير وسندت رأسها على إيديها، بتحاول تهدي نفسها "أنا مش لازم أتأثر بكلامها، المهم إن مراد واثق فيا" قالتها لنفسها بصوت واطي، كأنها بتحاول تقنع قلبها قبل عقلها.
لكن رغم كل حاجة، إحساس الوجع كان موجود

بعد فتره مراد فتح باب الأوضة بسرعة، أول ما شاف ليلى قاعدة على طرف السرير وعينيها شاردة، عرف إن كلام ثريا مأثر عليها أو ممكن تكون عملتلها حاجه
قفل الباب وراح ناحيتها، قعد جنبها ومسح على ضهرها بحنية "مالك؟"
ليلى رفعت عينيها ليه وحاولت تبتسم، بس الابتسامة موصلتش لعيونها "مفيش، كنت بفكر بس."
مراد مسك إيدها وضغط عليها بحنان "بتفكري في كلام تيته، صح؟"
ليلى سكتت، بس هو فهم ردها من نظرتها، قرب منها وقال بصوت هادي "اسمعيني يا ليلى، أنا متأكد من كل حاجة بينا، ومش هسمح لأي حد يهزك أو يحسسك إنك مش في مكانك الصح."
ليلى حست بالدفا في كلامه، دموعها كانت على وشك النزول، بس أخدت نفس عميق وقالت "أنا مش عايزة أبقى سبب مشكلة بينك وبين عيلتك يا مراد."
مراد هز راسه بحزم "وإنتِ عمرك ما هتكوني سبب مشكلة، بالعكس، إنتِ الحاجة الوحيدة اللي متأكد منها في وسط كل ده."
قرب منها أكتر، مسح على خدها بإيده، وبصوت كله دفا همس " وحتى لو انتي سبب اي مشكله فعلا وهما معترضيين عليكي ميفرقش معايا، لو اضطررت للاختيار بينك وبينهم هختارك انتي، أنا خلاص يا ليلى بقيت حاسس بالمسؤوليه تجاهك، مش هقدر اسيبك ابدا أو اتخلي عنك"
ليلى أخيرًا ابتسمت، ورغم كل حاجة، حسّت بالأمان وهي معاه، ضمته بكل قوتها وهيا بتتنهد بارتياح

وقت الغداء، ثريا نادت عليهم عشان ينزلوا يتغدوا، ليلى كانت مترددة ومش عايزة تنزل، لسه حاسة بالضغط، لكن مراد لاحظ توترها وقرب منها وهو بيقول بحنان "لو مش عايزة تنزلي، ممكن نتغدى هنا، مش فارقة معايا."
ليلى بصتله بابتسامة خفيفة، مقدرة اهتمامه، لكنها هزت راسها بهدوء وقالت "بلاش، أكيد جدتك عايزة تقعد معاك."
مراد رد بثقة وهو بيقرب منها أكتر "مش مهم، المهم راحتك إنتي."
ليلى حطت إيديها على خده بحب وقالت "لاء يا حبيبي، خلينا ننزل."
غمز لها بابتسامة، وبكل هدوء، مسك إيدها وسحبها معاه لتحت، وهو عارف إن أي حاجة تواجهها، هو هيكون جنبها.
نزلوا لتحت، وكل العيلة كانت قاعدة على السفرة.
ثريا كانت قاعدة في مكانها المعتاد، بتراقب ليلى بنظراتها الفاحصة، وسهام كانت مستمتعة بالموقف، عارفة إنها مشحونه ومش هتسيب الموضوع يعدي بسهولة.
أول ما ليلى قربت من كرسيها، ثريا فجأة بصت لـشادية وقالت بحدة
"شادية، شيلي الطبق ده، العدد كده زايد واحد، مزوداه ليه؟!" 
كانت بتشاور على مكان ليلى
ليلى رفعت حاجبها باستغراب، وقبل ما تسأل، ثريا كملت وهي بتبص لها بقسوة
"أنا مش باكل مع ناس مش من مستوايا، فالأفضل تتعشي في أوضتك."
ليلى حسّت بالإهانة، لكن حاولت تفضل هاديه، عبد الرحمن كان بيستعد للرد لكن مراد سبقه، قام واقف، ونظرته كانت نارية، ضرب بكفه على السفرة بقوة، لدرجة إن الكل سكت فجأة "كفاية!"
نظرته كانت مباشرة على ثريا، اللي لأول مرة ظهر على وشها علامة صدمة.
"أنا احترمتك، وعمري ما رفعت صوتي عليكِ، لكن اللي بيحصل ده مش مقبول."
بص للكل، نبرته كانت حازمة وقاطعة "ليلى مراتي، ولو حد شايف نفسه أكبر منها أو أحسن منها، يبقى هو اللي يسيب السفرة، مش هي!"
ثريا كانت على وشك الرد، لكن الجد قاطعها بحزم "مراد عنده حق، السفرة دي للجميع، ومحدش ليه الحق يهين حد هنا."
ثريا شدّت على إيديها بغضب، لكنها فضلت الصمت.
مراد اتنفس بحدة، عيونه كانت مليانة غضب واضح، باصص لثريا بنظرة قاسية قبل ما يتحرك من مكانه ويمسك ايديها بحزم
بص للكل بنظرة صارمة وقال "أنا مش هقبل الإهانة دي، لا منكِ ولا من أي حد، ليلى مراتي، واللي مش عاجبه يتعامل معايا أنا، مش معاها."
ثريا كانت بتبصله بصدمه، لكن قبل ما ترد، كان مراد بالفعل بيشد ليلى من إيدها وبيطلع بيها لفوق.
ليلى كانت ماشية جنبه، حاسة بكمية المشاعر اللي جواه، غضبه، قهره، وحمايته ليها، لكنها فضلت ساكتة.
أول ما دخلوا الأوضة، مراد ساب إيدها وراح ناحية الشباك، واقف متوتر وواضح إنه بيحاول يسيطر على غضبه.
ليلى قربت منه بهدوء، ولمست دراعه بخفة وقالت بصوت ناعم "مراد"
لفلها، وكان في عيونه نار، لكنه فجأة شدها لحضنه بقوة، وكأنه كان محتاج يطمن إنها فعلاً معاه، وإن محدش هيقدر يبعدها عنه.
"مش هسمح لحد يهينك، أنا موجود."
ليلى حست بكمية الحماية اللي في صوته، ولفت إيديها حواليه بهدوء، وهمست "وأنا مش هسيبك، مهما حصل"

عدى كذا يوم ومراد كان بيرفض تماما ينزل هو وليلى، طلب منها تفضل في اوضتها واي حاجه تحتاجها هتكون عندها، بالرغم من محاولات الكل إلا أنه كان رافض تماما، وثريا كانت رافضه تتكلم معاه ابدا بسبب تطاوله معاها في الكلام
في يوم، ليلى كانت زي كل يوم حاسه بملل، مراد رجع من برا عيونه كانت فيها إصرار واضح وهو بيقول " عارف انك حاسه بملل وزهقانه، ايه رأيك لو ترجعي شغلك اليومين دول على ما اظبط دنيتي "
ليلى رفعت عيونها له بتردد وقالت بهدوء " بس جدو منعني أروح الشغل."
مراد اتجمد في مكانه لثواني، ملامحه اتحجرت وعيونه اشتعلت بالغضب، قرب منها خطوة وقال بصوت واطي لكنه كان أشبه بالعاصفة "جدك منعِك؟!"
ليلى بلعت ريقها بصعوبة، حسّت بطاقة الغضب اللي بتتصاعد منه، بس فضلت ثابتة وقالت "آه، قال إني طالما متجوزة يبقى مكاني في البيت."
مراد ضحك ضحكة قصيرة لكنها كانت أقرب للسخرية، لف وشه كأنه بيحاول يسيطر على نفسه، وبعدين رجع يبصلها وقال بحدة "وأنا بقا شايف إن مكانك في المكان اللي إنتي تختاريه، ومحدش في الدنيا ليه الحق يمنعك عن حاجة، حتى لو كان ابوكي نفسه مش جدك'
لف وراح على الباب، فتحه بقوة كأنه بيعلن حرب، بصّلها قبل ما يخرج وقال " من بكره تنزلي شغلك، كده كده يومين وهنمشي من هنا"
وخرج وهو عيونه بتلمع بالغضب
ليلى جريت وراه، ندهت عليه بصوت فيه رجاء "مراد! استنى بالله عليك!"
لكن مراد كان مكمل طريقه بخطوات سريعة وثابتة، عناده وغيظه كانوا واضحين في كل حركة منه، نزل السلالم بخطوات عنيفة، وهي وراه بتحاول تلحقه، بس مفيش فايدة.
لما وصل للباب فتحه بعصبية، ليلى مسكت دراعه بقوة، صوتها مليان توتر "مراد، عشان خاطري، مفيش داعي لكل ده!"
مراد لفّلها بحدة، عيونه كانت مشتعلة بالغضب، وصوته كان حاد "إزاي مفيش داعي يا ليلى؟! إزاي وأنا بشوف حد بيتحكم فيكي ويحاول يسلب منك حقك وأنا واقف ساكت؟! أنا عمر ما حد اتحكم فيا، ومستحيل أسمح لحد يتحكم فيكي!"
ليلى حست بقوته، بإصراره، بس في نفس الوقت كانت خايفة من اللي ممكن يعمله. مسكت وشه بين إيديها، قربت منه وهمست برجاء "بالله عليك، مش عايزة مشاكل أكتر، مش عايزة تبعد عنهم أكتر بسببي، مش عايزة أحس إني سبب في أي حاجة تزعلك منهم أو تزعلهم منك"
مراد بصّلها للحظة، صراعه الداخلي كان واضح، كأنه بيحاول يقرر بين الانتقام من عيلته أو حمايتها، شدّ نفس عميق، وبعدين مسك إيدها برفق، ضمها بين إيديه وقال بهدوء نسبي "مش هسيب حقي وحقك، بس عشانك... هحاول أكون هادي."
ليلى ارتاحت شوية، بس كانت عارفة إن الهدوء اللي بيتكلم عنه ده مجرد قناع، وإن العاصفة لسه جوا عيونه، مستنية اللحظة المناسبة علشان تنفجر.
مراد خرج وهي وقفت مكانها بتحاول تستوعب اللي بيحصل، قلبها كان مقبوض وقلقانة من رد فعله، فجأة، سمعت صوت سخريه من وراها "لاء برافو، عجبتيني، سخّني الدنيا وباني للكل إنك بريئة أوي."
لفت بسرعة، شافت سهام واقفة بتبصلها بنظرة كلها تحدي واستفزاز.
"إنتي بتكلّميني أنا؟" سألتها ليلى ببرود، رغم إن جواها كان فيه نار مولعة.
"أومّال بكلم خيالك لامؤاخذة!" قالتها سهام بابتسامة جانبية كلها خبث.
ليلى أخدت نفس عميق وقالت بهدوء "أنا مش هرد عليكي عشان انتي عمتي مش أكتر."
كانت هتمشي، بس فجأة حسّت بإيد بتشدها بقوة، لفت بسرعة ولقت سهام مسكاها وبتضغط على دراعها، قربت منها وهمست بحدة "حتى لو الكل صدّق إنك بريئة، أنا لأ… وهييجي يوم وتقعي فيه!"
ليلى بصتلها بجمود، قلبها كان بيدق بسرعة، بس قبل ما ترد، سمعت صوت بيناديها "ليلى!"


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات



×