رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الحادية عشر 11 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الحادية عشر 

_ قابليني بكرا بعد الجامعة وهقولك كل حاجة.

كنت في تردد وحيرة من أمري، أروح أقابلهُ فعلًا وأشوف إي اللي ماسكهُ على حسن ولا دي إشتغالة منهُ، رديت بتردد ورفض وقولت:

= طيب ما تقول دلوقتي، ولا إنت بتستغلها فرصة، أنا مش بخرج بعد الجامعة مع حد.

ضحك بسخرية وقال بمُنتهى البرود:

_ خلاص تمام إنتِ حُرة، بس لما المحروس يتفضح متجيش تتكلمي معايا في حاجة.

خوفت بصراحة على حسن جدًا وأنا في حيرة فظيعة وتوتر، كان قلبي مقبوض بس قولت بهدوء وتردد:

= إقفل دلوقتي يا فارس وهشوف وأرد عليك بكرا.

قفلت معاه المكالمة وأنا عقلي وقلبي في توتر وقلق على حسن، عقلي مهديش عن الأفكار طول الليل غير لما نمت غصب عني بسبب التفكير.

تاني يوم نزلت وروحت الجامعة، كان حسن سبقني لإن محاضراتهُ بدري، كنت أنا وفاري في نفس المُدرج، كان بيبُصلي طول المحاضرة وأنا الحقيقة مش طيقاه وبحاول أتلاشى نظراتهُ ليا بالتركيز مع الدكتور.

بعد المحاضرة ما خلصت جِه وقف قدامي وقال بتساؤل:

_ ها، قولتي إي يا حلوة؟

ربعت إيدي وقولت بتساؤل وعدم قبول من ناحيتي ليه:

= هو إنت عايز إي بالظبط؟
يعني بعد ما توريني وتقولي إي المطلوب عشان أبقى فاهمة اللعبة على المكشوف؟

إبتسم وقال بمُكر:

_ ما كل دا هنتكلم فيه بعد الجامعة، يا توافقي وتعرفي وترضي فضولك يا ترفضي وإفضلي مع حيرتك دي لحد ما تعرفي كل حاجة زيك زي الناس كلها.

فضلت ساكتة شوية بفكر وخايفة من كل حاجة، سواء من فارس عشان هو فعلًا مش سهل ومش بيتكلم من فراغ أو من قُعادي معاه اللي لو وصل لـ حسن حقيقي ممكن أخسرهُ فيها.

إتنهدت وقولت وأنا ببُص لـ فارس بقرف:

= تمام يا فارس، بس هما 5 دقايق بس وفي الكافيه اللي قدام الجامعة مش هنروح حِتة تانية لو عملت إي.

إبتسم وقال بلا مبالاة:

_ هو تمام على المكان ولكن 5 دقايق دي إنتِ اللي مش هتوافقي عليها لإن الموضوع عايز قاعدة وخُد وهات وحاجات كتير، بس المهم إنك وافقتي، أشوفك بعد المحاضرات يا حلوة.

خرج من قدامي وأنا كنت غضبانة من نفسي ومن كل حاجة حواليا، كنت خايفة على حسن ومن حسن أكتر من نفسي، كان فاضلي محاضرتين تانيين، خلصتهم وخرجت وكان فارس واقف على باب الكافيه الناحية التانية من الطريق وباصصلي وهو مُبتسم.

بصيتلهُ بقرف حقيقي وأنا بتقدم ورايحالهُ ومتغصبة، ولكن حصل اللي مكنش متوقع ولقيت فارس في وشي وقف قدامي وقال بتساؤل وإستغراب:

_ إنتِ رايحة فين يا هايا؟

بصيتلهُ بتوتر وأنا بحاول أبان طبيعية وقولت بإبتسامة:

= ولا حاجة.

بصلي بشك وتعجب وقال بتساؤل:

_ ولا حاجة إزاي يعني، طريقك يمين يا هايا مش الناحية التانية!

بصّ الناحية التانية وشاف فارس واقف ومكتف إيديه الإتنين، جزّ على سنانهُ بغضب وقال بتساؤل بعد ما بصلي:

= كنتِ رايحالهُ ولا إي؟

مسحت بإيدي على وشي بحاول أهدي نفسي من الموقف وقولت بهدوء:

_ هروحلهُ ليه يعني يا حسن، ما أنا قايلالك إننا في مسابقة مع بعض ولازم نقعد ونتتفق مع بعض على الأساسيات بتاعت اللوحة.

بصلي بنظرة شك وغضب وبعدين قال بنبرة حازمة مفيهاش نقاش:

= لأ مفيش إتفاقات ولا مقابلات برا الجامعة، عايزين تحطوا أساسيات أو حتى متحطوش جوا الجامعة وبس، برا الجامعة متعرفوش بعض يا هايا، سامعة ولا مش سامعة؟

حاولت أقنعهُ يسيبني ولسة بقول:

_ بس...

قاطعني وقال بنظرة تدُل على إنهاء النقاش:

= مفيش بس يا هايا، يلا قولت.

مشيت معاه وأنا بتنهد بحيرة وغضب ومش عارفة أتصرف إزاي، لو ألحيت أكتر من كدا هيفهم إن في حاجة تانية، ركبنا عربية وروحنا وأنا دخلت أوضتي أغير هدومي وهو قعد برا مع باقي العيلة.

رميت الشنطة على السرير بغضب وأنا خايفة اللي إسمهُ فارس دا يعمل حاجة ومسكت موبايلي وبعتتلهُ رسالة:

_ فارس إنت شوفت إني مقدرتش آجي وأقابلك، نأجل كلامنا بكرا إن شاء الله ونشوف إنت عايز إي يمكن نخلص.

جالي الرد منهُ في نفس الوقت وقال بطريقة ساخرة وغامضة:

= مفيش مشكلة، متقلقيش بعد كدا مش هخلي ليه الحق يعمل كدا معاكِ.

إستغربت من كلامهُ وبصيت للموبايل بقرف ومردتش عليه عشان ميفتحش في الكلام، غيرت هدومي وخرجت وكانت ماما ومامتهُ بيحضروا الغدا، دخلت عملتلي أنا وهو شاي بالنعناع زي ما بنحب دايمًا.

إديتلهُ الكوباية بتاعتهُ وهو بصلي بجفاء ونظرة عتاب فاهماها كويس وقال بنبرة جافة:

_ شكرًا.

بصيتلهُ بخيبة أمل ومكنتش قادرة أتكلم الحقيقة فـ خدت المج بتاعي ودخلت البلكونة، غمضت عيني وأنا بتنهد وبفكر، بفكر في كل حاجة واللي ممكن يكون مع فارس ونسبة الضرر لـ حسن.

قاطعني عن صوت تفكيري اللي إختفى فجأة الصوت اللي بيخفي آي صوت تاني حواليا، كان فارس وهو بيقول وفي إيديه كوباية الشاي:

_ وبعدين؟

بصيتلهُ بتنهيدة لإني عارفة يقصد إي وإنهُ مستني تبرير مِني أو إعتراف مِني بغلطي وقولت:

= حسن إنت أكيد عارف إني مش بحبهُ يعني.

إتكلم حسن بعد ما شرب شوية من الشاي وهو بيبُص في الكوباية بهدوء:

_ أيوا بس هو بيحبك ومش سالك لنفسهُ وإنتِ عارفة كدا كويس.

حاوطت المج بتاعي بإيديا الإتنين وقولت بتنهيدة شايلة حزن:

= يحبني بقى ميحبنيش مش فارقلي كتير، كدا كدا مهما يعمل مش هعرف أخلي قلبي يحب حد تاني.

بصلي شوية وكنت شيفاه بجنب عيني وبعدين إتنهد وبص للشارع، 4 دقايق صمت بالظبط عدت علينا وكل واحد فينا بيفكر في أحزانهُ الخاصة، جُملتي فتحت ذكريات كتير، ولكن بالنسبالي من غير أسباب، أنا يمكن أكتر حاجة محتاجاها فعلًا هو السبب.

إتكلم حسن وقال بإبتسامة عشان يفُك الجو المشحون اللي بيننا:

_ بينادوا علينا عشان ناكل، يلا بينا دا أنا شامم ريحة المكرونة بالبشاميل وحاسس إني خلاص هيُغمى عليا بسببها.

إبتسمت بهدوء وقولت:

= بعد الشر عليك.

خرجنا بعدها وقعدنا كلنا إتغدينا وبعدها سهرة طويلة كل دقيقة فيها مخلتش من سرقة النظر لـ حسن، كانوا كلهم مليانين مواضيع إلا أنا، كنت مليانة بـ حسن وعيونهُ وإبتسامتهُ، كان كل كلامهم فاصل من حواليا سايلنت، كان بس هو اللي واخد كل حواسي.

بعد كل هلاك النفس والقلب دا اليوم خلص، للأسف، ودخلت نمت وأنا بفكر في اللي مستنيني بكرا مع قعدتي مع فارس.

تاني يوم كالعادة روحت الجامعة ولكن حسن هو اللي وصلني، كان واقف معايا لحد ما المحاضرة بتاعتي تبدأ وطبعًا حسن بعلاقاتهُ وشهرتهُ الجامدة في كلية الطب خلتهُ طالب مميز ومعاه واسطة لدخول آي جامعة تانية.

عدا من قدامنا فارس وهو بيبتسملي وبيغمزلي بإستفزاز عشان يغيظ حسن، حسن كان بالفعل جزّ على سنانهُ ورايح عشان يمسك في خناقهُ بس مسكتهُ من دراعهُ بقوة وبالعافية وأنا بقول بتوتر وخوف:

_ يا حسن دا بيستفزك عشان تتخانق معاه، متديلهوش الفرصة دي وتنفذلهُ اللي هو عايزهُ.

زعق حسن وقال بغضب:

= هو يستاهل الضرب والقتـ *ل كمان، يعني عاجبك اللي بيعملهُ معاكِ؟

نفخت بضيق وقولت وأنا لسة مسكاه:

_ أكيد لأ يا حسن، بس ممكن متعملش مشاكل عشان خاطري أنا حتى ولا حتى دي مبقتش موجودة؟

بصلي بهدوء بعد ما فهم قصدي وبعدين نفخ وفضل واقف معايا لحد ما دخلت المحاضرة وبعدها سابني ومِشي وهو متعصب.

في المحاضرة جوا قرب مِني فارس وقال بإبتسامة لزجة زيهُ:

_ على ميعادنا النهاردا يا روحي.

بصيتلهُ بقرف وقولت بعصبية:

= متقوليش روحي دي وبعدين إي حركاتك البايخة دي، على فكرة أنا لو كنت سيبتهُ عليك وربنا ما كنت هتبقى لسة عايش.

مثل على وشهُ ملامح الإندهاش وقال بإستفزاز:

_ واو، حسن طلع بيطير رقاب ولا إي!

بصيتلهُ بقرف وضيق وركزت مع المحاضرة من غير ما أرد عليه، بعد المحاضرة كان في وقت للمحاضرة التانية، روحنا أنا وفارس قعدنا في الكفاتيريا عشان أشوف الموضوع الخطير بتاعهُ.

قعدت بضيق وغُصبانية وقولت:

_ يارب نخلص بقى من الموضوع دا، هات اللي عندك.

إبتسم بمُكر وقال:

= أنا هبدأ بالمُقابل الأول اللي كنتِ عايزة تعرفيه وهو إنك توافقي تتجوزيني.

بصيتلهُ بدهشة حقيقية وقولت بإعتراض وغضب:

_ لأ إنت شكلك إتجننت رسمي، أكيد لأ يعني دا في أحلامك.

إبتسم بثقة غريبة وقال:

= مترفضيش قبل ما تسمعي اللي عندي يا حلوة، حسن اللي إنتِ طايرة بيه في السما دا أنا معايا ليه ڤيديوهات توديه ورا الشمس وتخرجهُ من الكلية بتاعتهُ ومفيش آي جامعة هتقبل بيه بعد كدا يعني هيبقى بح خلاص إنتهى.

حسيت بقلق وتوتر وخوف وقولت بتساؤل وأنا بهدي نبرة صوتي:

_ قصدك إي يعني، إي اللي بتتكلم عليه؟

إبتسم بمُكر وقال وهو بيقوم:

= الـ 5 دقايق اللي قولتي عليهم خلصوا وأنا راجل بفهم أوي في الإتفاقات، قدامك يومين يا هايا تفكري فيهم توافقي أتجوزك وأوريكِ كل اللي عندي لـ حؤن في وقتها أو ترفضي العرض وإعتبريني مقولتلكيش حاجة وإعرفي زي باقي الناس.

سابني ومِشي برغم إني ندهتلهُ كذا مرة، سابني قاعدة الخوف والتوتر بياكل في قلبي وضربات قلبي العالية حساها بتتعب جسمي وأنا مش عارفة المفروض أعمل إي!

تعليقات



×