رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الحادي عشر بقلم رحمة نبيل
بعتذر للتأخير وأن البارت ممكن يكون اقل من كل مرة بمشهدين تقريبًا وده لأني للاسف بدأت محاضرات الساعة ٨ الصبح وخلصت الساعة ٣ الضهر ومكنش عندي وقت كبير الحق اكتب فيه، وبعد ما نزلت اعتذار الضهر عن البارت مسحته تاني لاني مش حابة أاجل البارت كتير أو اقصر معاكم، فتفاعل حلو كده عشان الأحداث بتعلى شوية شوية .....
__________________________
إشاراتٌ تلو الأخرى؛ لنفهم أنّ كل تعلُق بغير الله مذلة، وأنه الباقي حين لا أحدَ يدوم!
صلوا على نبي الرحمة
________________________
صمت لم يقطعه سوى صوت تجهيز الأسلحة للضرب، تحرك فبريانو متجاهلًا الكل حوله وهو يضرب الباب بقدمه ثم خرج يحمل مسدسين يشهرهما في وجه الجميع وهو يقول بصوت عالٍ وبسمة واسعة :
" مرحبًا يا سادة، ارجو ألا أكون قد قطعت لحظات مهمة ؟؟؟"
توقفت الموسيقى فجأة وتوقف الجميع عن الحديث وكله يستدير برؤوسه صوب الصوت الذي أتى من جهة القبو؛ ليجدوا أن هناك أحد الشباب يحمل أسلحة في يده مبتسمًا بسمة مخيفة، البعض علم هويته والبعض الآخر يفكر من هذا المجنون الذي يخرج بهذا الشكل ليهدد بعضًا من أخطر زعماء المافيا ..
ثوانٍ وكان الباقيين يخرجون من القبو يتقدمهم انطونيو وهو فارغ اليدين يتوقف أمام الجميع ثم قال بصوت جهوري ليصل لمسامع الجميع :
" نعتذر يا سادة عن وقاحة ابن عمي في اقتحام حفلتكم الموقرة تلك، لكن إن علمتم سبب فعلته، لعذرتم وقاحته، فهو منذ علم بأمر الحفلة وأن لا احد دعانا شعر بالاستياء وصمم على المجئ لهنا ويريكم كيف هو استياءه، في الواقع جميعنا اتينا لنفس السبب، أليس كذلك اعزائي ؟؟؟؟"
أنهى انطونيو حديثه ليتبعه سريعًا صوت اشهار السلاح من جميع أبناء عمه وإخوته، ليقول وهو يشير لهم ببسمة :
" أرأيتم هم مستاؤون للغاية "
كان الصمت يعم القاعة عقب انتهاء حديث انطونيو إلا من صوت حركات متوترة بين النساء وبعض الرجال، ومن بينهم أحد الحراس الذي استغل انشغال الجميع وهو يتحرك للخلف ليبلغ أصدقاءه على الباب بوجود هجوم، لكن قبل أن يتحرك خطوة كان يسقط جثة هامدة في أرضه، تبعه صوت فبريانو وهو يقول بتذمر :
" عيبٌ عليك أن تترك ضيوفك وتفكر في الرحيل، هذه قلة احترام "
نظر الجميع لجثة الرجل ليبدأ فجأة الهرج والمرج في المكان وبدأت الصيحات تعلو لترتسم بسمة مخيفة على وجه انطونيو وهو يهمس :
" استمتعوا بالحفل سادتي "
وبمجرد انتهاء حديثه حتى كانت الطلقات تتساقط كما السيول على رؤوس الجميع وعلت اصوات الصريخ من النساء الذين حرص الاحفاد على عدم اذيتهم، فـ مهمتهم هنا محددة وهم أعضاء مجموعتهم الخائنين، وعلى صوت الصرخات و تبادل النيران حضر باقي حراس الرجال لتبدأ المعركة في الاشتعال بينهم وبين الاحفاد الذين أخذوا حاجز لهم يختبئون خلفه، بينما فبريانو تحرك بكل برود متجاهلًا القتال حوله وهو يتقدم من الدرج بكل برود حتى وصل للطابق الأعلى، رمى أسلحته ارضًا وهو يخرج قناصة من حقيبة ظهره ثم حملها وهو يبتسم بسمة مخيفة ينحني قليلًا على سور الدرج يصوب قناصته على رؤوس الزعماء، لتبدأ الاجسام في السقوط واحدة تلو الأخرى ....
" توقفوا، ليتوقف الجميع عن الضرب قبل أن اقتله "
انتبه الجميع لصوت الصراخ والذي كان صادرًا من أحد الزعماء وهو يمسك بجاكيري مصوبًا السلاح على رأسه بعدما باغتة من الخلف وأثناء انشغاله في القتال...
عم صمت في المكان من جانب الطرفين ليعلو صوت الرجل وهو يصرخ مجددًا :
" الجميع ....دعوا اسلحتكم ارضًا قبل أن اقتله "
نظر جاكيري بطرف عينه للرجل قبل أن يضحك بصخب كبير عليه، وهو ينظر للجميع من بين ضحكاته هامسًا :
" يا رجل اقسم أنني احببت المهمة أكثر "
________________________________________
" فتاة ؟؟؟؟؟؟ أنت بالنهاية فتاة؟؟؟؟"
شعرت رفقة بالهواء ينسحب من المكان وهي تدور بعينها في جميع الاتجاهات تتجاهل النظر إليه، لا تعلم ماذا تقول، وكان أول ما خرج من فمها هي صرخة مرتجفة لم تتحكم بها رغم ادعائها الغضب :
" كيف تتجرأ وتقتحم منزلي يا هذا ؟؟؟؟"
لم يجيبها جوني وهو يقترب منها أكثر يتفحصها بعين مدققة لا يصدق ما يراه، هو كان يشك بها منذ البداية، حينما كان ينتبه لضحكتها الرقيقة بعض الشيء نسبة لشاب، لكنه أعاد الأمر لجينات وراثية أو ما شابه فهو كان لديه رفيق وقت الدراسة يشبه الفتيات في تصرفاته وحديثه، وما لم يتوقعه أبدًا أن يكون رفيق كل تلك السنوات هو فتاة في الاخر ...
" لقد خدعتني ؟؟؟؟كيف لم انتبه للأمر ؟؟؟ أنتِ أيتها المخادعة، لقد خدعتني طوال الوقت بادعائك أنكِ شاب "
أنهى حديثه وهو يصرخ في وجهها لا يتقبل أمر أن يتم خداعه ومن فتاة كتلك، و للمرة الثانية يتم خداعه من فتاة بعدما خُدع وللمرة الأولى من فتاة ادعت حبه فقط حتى تتزوجه و تستفد منه بأكبر قدر ممكن .
" ماذا تقصد ؟؟؟ أنت تتحدث وكأنني حبيبتك وقد خدعتك، أنا لا علاقة لي بك حتى تدعي أنني خدعتك "
كانت تتحدث وهي تحاول دفعه للخلف بأيدي مرتعشة، لكنه لم يهتم لها بالمرة وهو يضغط على يدها بقوة قائلًا بغضب وقد اشتعل فتيل غضبه :
" أنتِ حتى لا ترتقين لأن تكوني حبيبتي يا حقيرة "
صمت ثم نظر حوله بجنون لا يصدق أنه طوال تلك السنوات كان يحدثها على أساس أنها شاب، لقد أفصح لها باشياء يخجل حتى من ذكرها أمام نفسه.
تحركت رفقة للخلف بالخوف من هيئته وقد أيقنت أنه ليس بوعيه، بل أنه يبدو أقرب لمجنون حتى، ابتلعت ريقها وهي تصل لباب المطبخ ولم تكد تخطو للخارج حتى شعرت به يجذبها من شعرها بغضب صارخًا بها :
" أين تظنين نفسك ذاهبة؟؟؟؟ ستظلين هنا حتى ابلغ الشرطة لدخولك البلاد بطريقة غير قانونية "
كان يتحدث بغضب شديد وكأنه يرى أخرى تتمثل أمام عينه، وليس رفقة التي بكت بعنف تتخيل أن ينفذ حديثه لتتحرك بعنف بين يديه مما جعله يغضب وهو يحاول ضمها للتحكم في حركتها، لكن وبسبب حركتها العنيفة افلتها بقوة لتسقط بعنف يستقبلها الجدار مرتطمة به بقوة لدرجة افقدتها الوعي، سقطت ارضًا لتبدأ دمائها الخروج بشكل يثير الفزع.
فتح جون عينه برعب شديد وهو يعود للخلف وكأنه الآن فقط استوعب عاقبة فعلته، أين كان عقله وهو يفعل ما فعل؟؟ابتلع ريقه وهو يقترب ببطء من جسد رفقة الذي يتسطح ارضًا بشكل مخيف :
" اسكندر .....أنا ...أنا آسف اقسم أنني لم اقصد، هيا استيقظي لن أبلغ الشرطة...أنا اسف لم اقصد....استيقظي...هيا افتحي عينيكِ "
كان يتحدث وهو يضرب وجنتها يحثها على فتح عينها، لكنها لم تستجب له، لذا ترك رأسها ارضًا ببطء وهو يبتعد عنها بخوف شديد ثم ركض خارج المنزل بسرعة يغلق الباب خلفه يحتمي بمنزله، بعدما قتلها _ أو هكذا ظن هو _
______________________________
حاول الرجل عدم الاهتمام لأفعال جاكيري لمعرفته أنه يحاول جعله يخاف، رغم أن ذلك قد بدأ يظهر عليه بالفعل حيث بدأت يده ترتعش وهي تمسك به .
نظر جاكيري للخلف ثم وفي ثوانٍ فقط كان الرجل يقبع ارضًا أمامه بعدما جذبه وعلى حين غفلة منه ليسقط أمامه، وقبل أن يتحدث بكلمة كان صوت تكسير ذراعه يعلو في المكان تبعه عودة إطلاق النيران مجددًا لتزداد تلك الحرب اشتعالًا أكثر...
مرت ساعة تقريبا كانت الغلبة فيها للاحفاد وذلك بسبب عنصر المفاجأة الذي كان لصالحهم وايضًا عدم وجود حراس كثيرون، بالإضافة لمهارتهم .
تحرك التسعة رجال خارج القصر وهم يسيرون في مظهر مخيف، بعضهم خرج بجروح طفيفة كـ جايك و مارسيلو والبعض خرج بجروح بالغة بعض الشيء مثل مايك الذي تلقى رصاصة سطحية في خصره والبعض خرج بلا شيء.
توقف انطونيو وهو ينظر للقصر من بعيد حيث سيارته ثم قال ببسمة مخيفة :
" احسنتم يا رجال والآن لنعد حتى نتناول بعض الطعام فأنا اتجور جوعّا "
أنهى حديثه وهو يتجه صوب سيارته يلحق به الجميع ليقول مايك وهو يضغط على جرح خصره قبل أن يصعد لسيارته :
" لِمَ لا نتجول بالسيارة في المكان لربما وجدنا إحدى الفتيات الهاربات تائهة في المحيط ؟؟؟"
رمقه انطونيو بشر قبل أن يصعد للسيارة يغلقها بعنف شديد حتى لا ينقض عليه ويقتله بيديه وكذلك فعل الجميع حيث ركبوا سيارتهم تاركين مايك يرمقهم باستهجان وهو يقول مبررًا :
" ها أنتم مجددًا تسيئون فهمي، أنا قصدت أن هذا المكان خطر ولا يصح لرجال مثلنا ترك نساء فيه بين هذه الأشجار المخيفة و....."
توقف مايك عن الحديث وهو يعود للخلف فجأة بسبب تحرك السيارت بعنف تاركين إياه يتحدث دون أدنى اهتمام بما يقول .
لوى مايك فمه بحنق وهو يركب سيارته لاحقًا بهم متمتمًا بغيظ عليهم يشعر وكأن الموت يتآمر عليه ...
_________________________
" يا بابا أنا كويسة، مين بس اللي قالك إني تعبانة اوي كده؟؟"
كانت روبين تتحدث بحنق شديد وهي تحاول أن تطمئن والدها الذي يكاد يخرج من الهاتف لها، تزفر براحة أن الأمر لم يصل لوالدتها، رغم عدم معرفتها بطريقة وصوله لوالدها ...
" تمام اديني أنا اكلمها واطمنها "
صمتت روبين قليلًا حتى وصل لها عبر الهاتف صوت اختها جاسي وهي تصيح في هلع كبير :
" مين اللي عمل فيكِ كده يا روبين ؟؟؟؟ قوليلي مين وانا اجي اكلهم بسناني "
تنهدت روبين بضيق وهي تحاول التحامل على وجعها حتى لا تصرخ متأوهة في وجه اختها التي ستسارع بالقدوم إليها :
" يا حبيبتي أنا كويسة متقلقيش عليا، طمنيني أنتِ بس عاملة ايه ؟؟؟ واخبار الشغل عندكم ايه ؟؟؟"
قابلها فقط صمت من الجهة الأخرى حتى ظنت أن اختها قد أغلقت معها المكالمة، لولا صوت الأنفاس الحارقة الذي يصل لها وبعدها صوت اختها الهادئ قليلًا :
" أنا بخير يا حبيبتي وبابا كمان بخير، المهم أنتِ بس خدي بالك من نفسك، أنتِ في بلد غريبة مع ناس غريبة اوعك تثقي في حد ".
تعجبت روبين من حديثه اختها وهي تجييها بتعجب :
" متقلقيش يا جاسي بعدين أنا مش لوحدي هنا، أنا مع خالو وعليته "
وصل لها فقط همهمات من جهة اختها وهي تبدأ في سؤالها عن أحوالها والحديث في أمور شتى بعيدة عن أمر مرضها وهذا جعل روبين تتنهد براحة شديدة وهي تسترسل في الحديث براحة شديدة عن كل شيء حدث معها متجاهلة أمر البستانيّ بالطبع ....
_________________________
ارتمى الجميع على الارائك بمجرد دخولهم للمنزل بتعب كبير، فبعد تلك الليلة الصاخبة تم استنزاف قوات الجميع بها إلا فبريانو الذي تجاهل الكل وهو يصعد للأعلى تاركًا الباقيين يتسطحون على الارائك.
نهض انطونيو ينظر للجميع بغموض ثم تركهم ورحل دون كلمة واحدة لتتعالى ضحكات مايك وهو يشيعه بنظرات شامتة مردفًا بسخرية :
" ألم أخبركم أن الأمر سيزعجه ؟؟؟"
قلب ادم عينه بملل وهو يتنهد مستندًا بظهره على الأريكة بكسل، يتذكر خطتهم في اغاظة انطونيو وإخراجه عن برودته تلك من خلال أن يقوم أحدهم بالحديث عن الفتاة ثم يجاربه الباقيين وهذا فقط كان لمجرد انتقام سخيف من انطونيو للصراخ بهم طوال الوقت، فالجميع يعلم جيدًا أن لا شيء قد يخرج انطونيو عن هدوءه سوى إفساد المهمام، وهم فعلوا ذلك أثناء مهمة القصر الاسود، حيث بغمزة من مايك قام مارسيلو بالصياح وهو ينادي الجميع ليجاريه الكل في الأمر ...
" ألا تظنوا أننا تمادينا في الأمر ؟؟؟"
ضحك جاكيري وهو ينظر رأسه بلا ثم قال يذكر ادم بكل شيء :
" لا لم نفعل، ثم إنه يستحق، ألم يصرخ في وجهك منذ أيام وكذلك فعل مع مايك والجميع، بل وعاقبكم بمهام خطرة؟؟؟؟؟"
تحدث مارتن وهو يضحك بصخب على حديث جاكيري :
" وأنت تنتظر أي فرصة لإخراج غضب أخيك، يا لك من نذل "
نظر مارسيلو لجايك وهو يقول بغيظ :
" وأنت يا عزيزي، نحن لم نتفق على الرقص أو غيره، ما الذي فعلته ؟؟"
ابتسم جايك بعدم اهتمام وهو يقول ببسمة :
" حسنًا، كانت هذه إضافة صغيرة مني، فأنا حقًا لم اتمكن من كبت الأمر فالموسيقى تحكمت بي تمامًا "
ضحك جاكيري وهو يوافق أخيه الأمر :
" نعم يا رجل، ألم تستمع لـ ......."
لم يكمل كلامه بسبب شهقات الجميع التي علت فجأة لشعورهم بماء بارد وبشدة يسقط فوق رؤوسهم تبعه صوت انطونيو الذي صاح ببرود وبسمة مخيفة ترتسم على وجه :
" تؤ تؤ، ماذا فعلتم يا رجال ؟؟؟؟ انظروا كيف افسدتم الارائك بالمياه ؟؟؟"
صمت ثم رفع صوته وهو ينادي بخبث :
" سيلين ......سيلين تعالي وانظري ماذا فعل هؤلاء الفاسدون بارائكك الثمينة، تعالي وانظري إلى هؤلاء عديمي الاحترام وما فعلوه بارضيتك "
رفع جايك حاجبه بسخرية و كأنه يخبره " حقًا ؟؟؟"
ثوانِ فقط وكان القصر يهتز لصراخ سيلين التي أتت سريعًا وهي تقذف الجميع بنظرات مخيفة :
" اللعنة على تربيتكم جميعًا يا عديمي الادب، أتظنون أنفسكم صغار لتقوموا بتلك التصرفات ؟؟؟"
فتح مارسيلو فمه بعدم اهتمام وهو يخبرها بالحقيقة :
" توقفي عن الصراخ يا عجوز، إنه انطـ...."
لم يكمل حديثه بسبب سيلين التي هبطت فوقه بعكازها، تصرخ في أذنه تكاد أذنه تنفجر من صراخها :
" وتجادلني أيضًا؟؟؟؟ عيبٌ عليك وعلى السنوات التي اضاعها اليخاندرو معكم "
ابتعدت عنه سيلين وهي تسلط نظراتها على الجميع الذين كانوا يسبحون في المياه ملوثين الأرضية اسفلهم :
" اسمعوا ايها الثيران، لقد بلغ صبري منكم منتهاه، اقسم إن قام أحدكم بعمل شيء آخر لاجعلنه يقوم بتنظيف القصر كله وحده سمعتم ؟؟؟"
" حقًا وما الذي سيجبرنا على ذلك ؟؟؟"
خرج سؤال جاكيري الساخر وهو يرمقها باستهانة كبيرة، لتجيبه وهي تتحرك بعيدًا عنه بخطوات بطيئة تتجه لغرفتها :
" جدك سيفعل يا صغير "
أنهت حديثها تاركة الجميع يرمقها بشر كبير ...
هتف جاكيري بسخرية :
" جاء اليوم الذي تهددنا فيه سيدة أثرية عمرها أكبر من عمر الولايات المتحدة الأمريكية "
" أنا أشعر أن هناك علاقة بينها وبين جدك غير تلك التي تظهر للجميع "
هكذا أردف ماركوس بتفكير وهو يراقب رحيلها ليضحك جاكيري بصخب وهو يتخيل الأمر :
" اتظن أن جدك واقع في الحب مع تلك العجوز ؟؟؟؟ رغم سنها الكبير "
ابتسم مايك وهو يغمض عينه بحالمية مصطنعة :
" يا فتى العمر مجرد رقم، ولا فروق بين الأحبة "
اطلق الجميع الضحكات حتى انتبهوا لصوت يأتي من خلفهم، ليجدوا أنه فبريانو الذي هبط الدرج بعدما بدل ثيابه وهو ينظر لهم قائلًا بكلمات مقتضبة :
" سأذهب للقيام بأمر هام لا تنتظروني على العشاء "
ضحك مايك بسخرية وهو يردد ينهض من مكانه :
" وكأننا سنفعل حتى "
تجاهله فبريانو ولم يجيبه وهو يخرج، ليلتفت فجأة الجميع لانطونيو الذي رمقهم بحاجب مرفوع لا يفهم سبب نظراتهم وكأنه للتو لم يتسبب في مشكلة لهم مع سيلين ...
" ماذا ؟؟؟ لِمَ تنظرون لي بهذا الشكل، هل أثرت اعجابكم ؟؟؟؟؟"
ابتسم جاكيري بشر وهو يخرج سلاحه ثم همس بنبرة مخيفة :
" حان الوقت لأصبح أنا القائد "
ابتسم مايك مؤيدًا الأمر :
" نعم فلتقتله وجميعنا سنرشحك باعتبارك الأكبر بعد موته "
علت الصياحات المشجعة في المكان ليضحك انطونيو بسخرية كبيرة عليهم ثم وفي ثواني كان ينقض على أخيه يضربه وجاكيري يبادله الضرب والجميع يشجع.
___________________________________
كان يتحرك في ممرات المشفى ببرود شديد غير مهتم لأحد، بل يسير بهدوء وكأنه يملك المشفى ومن فيها، حتى فجأة اصطدم بعنف في شيء أمامه ليرتد سريعًا للخوف وهو يرى جسد قصير بعض الشيء يختبئ خلف كومة ملفات تفوقه طولًا، لوى شفتيه وهو يميل بجسده قليلًا يتطلع لصاحب الجسد الذي أخذ يصرخ بغضب فيمن صدمه ويسبه بكل ما يعلم من سباب جعلت فبريانو يطيح بيده جميع الملفات وهو يجذب ذلك الشخص من ثيابه بعنف وكأنه أمسك بلص ما.
" أنت يا صغير ماذا قلت للتو ؟؟؟؟"
رفع الفتى رأسه وهو يخفي ارتعاشة جسده من هيئة ذلك المتوحش يقول مبتلعًا ريقه :
" ماذا قلت أنا يا سيدي ؟؟؟ لا شيء لم اقل شيء "
" حقًا ؟؟؟؟"
" اقسم لك "
ابتسم فبريانو بسمة جانبية وهو يتركه بعنف ثم تحرك متجاهلًا إياه وكاد ينعطف لممر جانبي حيث تقبع غرفة روبين، لكن وقبل أن يخطو بقدمه خطوة أخرى شعر بشيء عنيف يصدم رأسه وتبعها صراخ مغتاظ يصل له من ذلك الشاب :
" للجحيم يا غبي "
أنهى الشاب كلمته ثم أطلق لساقيه الريح حتى لا يلحق به، ولم يرى كيف كان مظهر وجه فبريانو بعدما استدار حيث ارتسمت بسمة مخيفة على وجهه وهو يعود مجددًا حيث كان يسير بكل برود في الممرات متحركًا صوب مكان ما بعدما سأل بعض الأشخاص في الممرات .
توقف فبريانو أمام حجرة ما وهو يصفر ببرود شديد وكأنه يمتلك كل الوقت، لتمر دقائق وجد بعدها ذلك الشاب يندفع صوب الغرفة التي يقف أمامها والتي لم تكن سوى غرفة الممرضين.
اصطدم الشاب في فبريانو بعنف، فهو كان يركض ناظرًا للخلف خوفًا أن يتبعه ذلك المخيف بسبب عمله الغير مسئول، لكن فجأة شعر بأنه يصطدم بشيء صلب جعله هو يرتد تلك المرة عكس السابقة وهو يضع يده على فمه فاتحًا عينيه بصدمة يصرخ بخوف شديد رج جدران المكان :
" شبــــــــــــــــــــح "
ابتسم فبريانو بسمة مستنكرة وهو يقترب منه بخطوات بطيئة جعلت يسقط ارضًا وهو يصرخ في الجميع أن ينجده :
" النجدة...شبح...سيقتلني..... يا امي ...النجدة...سيأكلني"
كان يتحدث وهو يلقي بكل شيء تجاه فبريانو يحاول إبعاده عنه حتى توقف فبريانو ينحني صوبه هامسًا له بنبرة مستمتعة :
" كنت أنوي قتلك، لكنك حقًا جعلتني استمتع لذا لن افعل شيء "
أنهى حديثه وهو يكلمه بعنف، لكمة واحدة وبعدها رحل بهدوء شديد جعل الآخر يفتح فمه غير مصدقًا لما حدث، هل نجى للتو من براثن الوحش ؟؟؟؟؟
اقترب فبريانو من غرفة روبين وفتحها ببطء يبحث بعينه عن أحد في المكان، لكن لا شيء، ابتسم بخفة وهو يتحرك صوب فراشها الذي كانت تعتليه ساقطة في نوم عميق لدرجة لم تشعر بدخوله للغرفة .
همس بسخرية وهو يرى نومها الملائكي :
" اللعنة، إن أراد أحد قتلك و أنتِ نائمة فلن تشعري حتى بالرصاصة تخترق جسدك "
أنهى حديثه وهو ينحني جوار فراشها يتأمل وجهها بطريقة غريبة عليه مبتسمًا، قبل أن يسقط كفه على وجهها ضاربًا إياها بحنق وهو يتحدث :
" أنت أيها الأرنب الاحمق "
لم تجبه روبين وهي تتقلب في نومتها تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة ثم جذبت الفراش على وجهها مجددًا تصيح بضيق :
" ارنب احمق لما يطبق على نفسك يخنقك، مش عارفة أنام "
لوى فبريانو شفتيه ثم استدار للجهة الأخرى من الفراش حيث وجهها وهو ينحني جواره يقول بصوت منخفض :
" ايها الارنب الوردي ؟؟؟ أيها الاحمق استيقظ إنها نهاية العالم "
لم تجبه روبين وهي تبتسم أكثر في نومتها مما رسم بسمة غير واعية على فم فبريانو وهو يهمس :
" آه أنتِ غبية حقًا "
تبع حديثه بصفعة أخرى صغيرة تسقط على وجهها وهو يهمس بضيق :
" استيقظ أيتها الكسولة، أنا جائع "
تحدثت روبين وهي تفتح عينها ببطء لا ترى بوضوح محدثها بسبب اجفانها الملتصقة :
" ما تروح تطفح أنا مال اهلي؟؟؟ كنت خلفتك ونسيتك ؟؟؟"
لم يفهم فبريانو حديثها ليقترب أكثر وهو يهمس جوار أذنها :
" ماذا قلتِ لم اسمعك ؟؟؟"
تحدثت هي بدون وعي :
" اذهب لامك حتى تطعمك "
ادعى فبريانو الحزن وهو يقول لها بنبرة متألمه :
" لكنني أخبرتك سابقًا أن والدتي توفيت منذ طفولتي، أم أنك تريدين فقط اذلالي ؟؟؟"
" نعم احسنت أنا أريد ذلك حقًا، هيا اغرب عن وجهي أيها البستانيّ البائس اليتيم "
" أنتِ يا فتاة من أين لكِ قسوة القلب تلك، أخبرك أنني يتيم وأنتِ تسخرين مني ؟؟؟؟ عارٌ عليكِ، أنتِ قليلة الأدب و وقحة "
رفعت روبين عينها تنظر له بعين نصف مغلقة ساخرة :
" آه يا مسكين هل جرحت مشاعرك؟؟؟ للجحيم أنت وهي "
أنهت كلمتها وهي تجذب الفراش مجددًا اعلى وجهها، لكن لم تكد تضعه حتى شعرت بأحد يجذبه بعنف من عليها ثم بجسدها يرتفع في الهواء، ليبدأ عقلها في الاستيعاب وارسال إشارات لجميع أعضائها أن تفيق سريعً، فهناك خطرًا خارجيًا يكاد يفتك بهم، وهذا الخطر كان يتمثل في ذلك الذي وضعها على المقعد المتحرك و خرج بها من الغرفة بلا كلمة، وهي فقط ترمقه ببلاهة لا تفهم شيئًا :
" عفواً يا سيد ماذا تفعل أنت؟؟؟؟ الا تملك أدنى ذرة احترام للنائمين ؟؟؟؟"
" لا "
اخرجت روبين صوتّا حانقًا وهي تحاول ايقاف المقعد المتحرك تستنجد بذلك الممرض الذي كان يتحرك جوارهما :
" أنت يا سيد ارجوك ساعدني، هذا شخص مختل يريد قتلي وبيعي لمافيا الاعضاء، أنقذني ارجوك "
ومن حظ روبين الغير سعيد إطلاقًا لم يكن ذلك الممرض سوى القصير الذي قابله فبريانو ليتجاهلها الممرض وهو ينظر بخوف لفبريانو يقول بتردد :
" اتود أن اساعدك في خطفها وتقطيعها سيدي ؟؟؟ فأنا ماهر في الجراحة كما تعلم "
فتحت روبين عينها وهي تصيح دون تصديق لحديثه :
" اه يا عصابة يا ولاد الـ***، ده انتم متفقين بقى، اقف ياض...بقولك اقف "
كانت تتحدث بعصبية كبيرة وهي تحاول تثبيت المقعد دون الإنتباه أنها تتحدث بالعربية وبسبب حركتها الغريبة توقف فبريانو و يرمقها بترقب، لتستدير هي تنظر لذلك الممرض وهي تبصق ارضًا باستحقار :
" اتفوووووو عليك وعلى تربية اهلك "
أنهت حديثه ثم أشارت لفبريانو أن يتحرك :
" تحرك لقد انتهيت "
تحرك فبريانو دون أدنى اهتمام بذلك الممرض الذي كان يرمقهما بعدم فهم يقسم أنهما زوج من المجانين ....
وصل فبريانو لمكان سيارته جوار حديقة المشفى ثم صعد إليها وأحضر بعض أكياس الطعام يعطها واحد ويحمل الآخر وهو يجلس على منطقة اغلاق الباب وهي تجلس مقابله في مقعدها تتناول الشطائر بشراهة كبيرة جعلته يبتسم بسخرية :
" وكنتِ ترفضين المجئ ؟؟؟"
رفعت روبين عينها له و فمها ممتلئ بالطعام في شكل مزري ذكره بذلك اليوم في منزلها حينما كانت ترتدي ذلك الزي السخيف الاحمق الذي يشبه الارنب :
" وماذا تظن أنت يا سيد ؟؟؟ لقدر اخرجتني من دفء فراشي لتناول الطعام، هل تظنني سأتظاهر بالخجل الآن واتمنع عن تناول شطائرك فقط لأنك بستانيّ مسكين فقير لا تملك قرشًا تربي به اخوتك الذين اعتقد أنهم ينافسونك وقاحة وايضًا قضيت طفولتك في النوادي الليلية، هل تظن أن هذا سيجعلني أشفق عليك ؟؟؟؟؟"
رفع فبريانو حاجبه بعدم فهم فحديثها غير مرتب ابدًا، ثم منذ متى تعلمت تلك الفتاة الوقاحة ؟؟؟؟ أم أن تأثيره عليها بدأ يطفو على السطح ؟؟؟
تناول شطيرته ببطء شديد وهو ينظر لها تحاول تناول الطعام بعنف شديد وكأنها تفرغ به غضبها و....حزنها .
" ما بكِ ؟؟؟"
رفعت هي عينها له وهي ترمقه بتعجب ليكرر هو سؤاله عليها مجددًا :
" مابكِ؟؟؟؟ أنتِ لا تبدين في حالتك الطبيعية ؟؟؟"
ومع انتهاءه من حديثه لاحظ دموعها التي بدأت تتجمع في عينها بكثرة تخفيها بخفض وجهها للشطيرة تهز رأسها بلا شيء قائلة وهي تحاول تحاول التغلب على غصتها :
" لا شيء ...لا شيء أنا فقط اود النوم وأنت ازعجتني "
اقترب فبريانو منها قليلًا ثم مد يده يسحب الشطيرة من يدها بعنف شديد لترفع هي عينها له وقد بدأت تتساقط دموعها بعنف تصرخ في وجهه :
" هات اكلي بطل طفاسة "
لم يفهمها ورغم ذلك لم يعطها شيء وهو يراقب ملامحها المنقبضة بوجع ليشهد بعد ثوانٍ فقط انفجار غير متوقع منها وهي تنهار باكية بعنف شديد لا يعلم سبب له تدفن وجهها بين كفيها، فهو منذ رسالتها التي ارسلتها له وقت كان في منتصف مهمته أثناء ضربه بالقناصة وهو يشعر أن بها شيء، فهي فقط كتبت في الرسالة أنها تحتاج للتحدث، ولم تذكر شيء آخر وها هي تنهار أمام كـ طفلة صغيرة اُخذت منها حلواها .
" مش عايزة اتجوزه.....هيجوزوني ليه بالعافية، مش بحبه .... "
كانت تبكي بشدة وهي تنظر له مستغلة أنه لن يفهمها أبدًا لتستمر في البكاء أكثر وأكثر، شعرت بشيء يوضع أمامها لتجد أنها شطيرته هو ومعها جزءها المتبقي من شطيرتها وهو يهتف بصوت بارد بعض الشيء :
" حسنًا يكفي هذا، تناولي شطيرتك وتوقفي عن البكاء فقد اصبتي رأسي بالصداع "
نظرت له روبين بحنق وقد نست للحظات سبب بكائها لتصرخ في وجهه بغضب :
" أنت يا سيد هل تظنني لعبة ترفه بها عن وقتك ؟؟؟ تخبرني أن أتحدث وتخبرني أن أتوقف كيفما تشاء ؟؟؟"
هز فبريانو رأسه بنعم لتبتسم هي بسمة باردة تشبه خاصته وهي تقول بلا اهتمام تتناول الشطائر أمامها فهي لن تفوز عليه في نهاية الأمر :
" حسنًا أيها البستانيّ، هذا سيكلفك الكثير لو تعلم ..."
ضحك فبريانو بسخرية ثم دفع وجهها بحنق للخلف وهو يقول باستنكار :
" فقط توقفي عن الأكل بهذا الشكل المقزز ..."
نظرت له روبين وهي تضحك بعنف على ملامحه المشمئزة وقد نست سبب بكائها وسبب هروبها بالنوم، بسبب وجوده، لم تخطئ وهي ترسل له تلك الرسالة فهو الوحيد الذي لا يعرفها هنا ولا يفهمها وهي رأت تلك نقطة في صالحها ....
" والآن إن توقفتي عن البكاء اعطني هذه "
اتبع حديثه بسرقة شطيرته بعنف شديد منها مبتسمًا بسخرية على ملامحها ثم بدأ يتناولها دون أن يلقي بالًا لتذمرها ذلك :
" هيييه أنت لست رجلًا راقيًا "
تناول فبريانو قطمة بتلذذ وهو يهز رأسه :
" نعم كيف عرفتي؟؟؟ يا فتاة أنتِ تعرفين عني الكثير حقًا "
أطلقت روبين ضحكات عالية غير إرادية على طريقة تحدثه تلك تتذكر نفس تلك الإجابة عندما أخبرته أنه بلا قلب ...
زفرت وهي تتنفس براحة شديد تشعر بداخلها قد خمدت نيرانه بعد أن فتحت قلبها لأحد، الأمر فقط هو أن الارواح تعلم جيدًا منبع راحتها وتتآلف معه، ويبدو أن البستانيّ قد مضى عقدًا مع روحها ينص على أن يكون هو منبع راحتها لأجل غير مسمى .....
____________________________
" يعني ايه يا محمد اختي كده ضاعت ؟؟؟؟"
تحرك محمد ينتقل في جلسته جوار رفيقه يحاول التهوين عليه، فهو يعلم جيدًا مكانة رفقة لدى رفيقه وكم يحبها :
" يا اسكندر ومين قال كده بس ؟؟؟؟"
تحدث اسكندر بجنون وهو يشعر وكأنه على وشك قتل أحد :
" ما انت اللي لسه بتقول إن حالة الزفتة دي خطرة وكانت هتموت امبارح و هي الخيط الوحيد اللي هنقدر بيه نبرأ اختي "
زفر محمد وهو يحاول تهدئته :
" أيوة بس مقولتش إن خلاص املنا انقطع، حتى الآن إيفان هي السبيل الوحيد لتبرئة رفقة، لكن مين عارف مش يمكن نلاقي دليل تاني يبرأها "
" و لو ماتت ؟؟؟"
تنهد محمد بضيق من رفيقه وأفكاره السوداء تلك :
" بلاش تشاؤم يا اخي، بعدين أنت نسيت أن فيه شاهد تاني على الجريمة دي؟؟؟ وممكن شهادته تفرق كتير"
ضحك اسكندر بسخرية وهو ينظر لرفيقه :
" اللي هو هربان ؟؟؟ ويمكن اساسًا يكون هو اللي ارتكب الجريمة عشان كده اختفى، ومحدش لاقي ليه اثر، ده غير أن الكل شهد إن البواب في اليوم ده كان واخد إجازة، ورفقة بتقول إنه كان قاعد وقت ما طلعت الشقة ولقت إيفان سايحة في دمها وهي نازلة ملقتش حد خالص مكانه وكأنه اختفى ومن وقتها ملوش اثر "
مسح محمد وجهه بتعب شديد فهذه القضية حقًا معقدة وجميع الأدلة تشير لرفقة، ولا أحد يعلم الفاعل الحقيقي حتى الآن وإن لم يسرعوا ويثبتوا برائتها ستقع رفقة في شرك تلك الخطة التي اُحيكت بكل ذكاء ضدها ...
" هتدبر يا صاحبي، بإذن الله خير "
_______________________
كان يقف وهو يراقب شروق الشمس من فوق الجبل يبتسم بسمة باردة وهو يستمع لصوت توقف سيارة خلفه وبعدها خطوات تقترب منه أكثر واكثر حتى جاء الصوت من خلفه مباشرة ...
" سيد فوستاريكي "
استدار انطونيو ببطء وهو ينظر لوجه سيرينا مبتسمًا بسمة ثلجية، ثم تحرك خطوة صوبها وهو يميل برأسه قليلًا يحييها :
" مرحبًا سيرينا، كنت في انتظارك "
ازدادت عين سيرينا قتامة وهي تقف في مواجهته يتحدث تهتف دون خوف من ملامحه المرعبة :
" أخبرتك مرات عديدة أن تبتعد عن ابنتي انطونيو، فأنا لن أزج بها بيدي في تلك الدائرة القذرة "
" وانا أخبرتك سيرينا أن حديثك هذا لن يمنعني عن روما، لذا اذهبي وافعلي ما شئتِ فلن يغير شيء رأيي "
ابتسمت سيرينا بعنف وهي تهتف له مهددة :
" سأخبر الزعيم بذلك الأمر انطونيو صدقني "
" جدي يعلم بكل شيء سيرينا، ثم أنتِ لا تريدين الزج بابنتك في تلك الدائرة إذا امنيها جيدًا "
نظرت له سيرينا بعدم فهم لما يقول، هل يهددها أو ما شابه ؟؟؟
" الهجوم الأخير كادت ابنتك تقتل فيه يا امرأة، وأنتِ تقفين أمامي بكل وقاحة وتقولين ابنتك لا علاقة لها بعالمك ؟؟؟"
أنهى حديثه بصراخ لاهمالها الشديد في تأمين ابنتها، فتحت سيرينا عينها بصدمة من حديثه فقد أكدت لها ابنتها أنها كانت خارج القصر في ذلك الوقت، وهي صدقتها أن أحدًا لم يكتشف أمرها حتى الآن أو يعلم بها .
" ماذا تقصد ؟؟؟ لا أحد يعلم أنني أملك ابنة سواكم أنتم و..."
قاطع انطونيو حديثها بغيظ شديد من إصرارها على ذلك الغباء :
" لقد جاءوا خصيصًا لأجلها يا سيدة، رجالي اخبروني أنهم كانوا يبحثون عنها هي "
ارتدت سيرينا للخلف من الصدمة وهي تبتلع ريقها وقد حدث ما كانت تخشاه وبشده طوال تلك السنوات، وصلوا لابنتها ....
" ماذا افعل ؟؟؟ أنا .... أنا لم "
توقفت عن الحديث وهي تفتح عينها بصدمة شديدة لحديثه :
" زوجيني إياها وأعدك أن احميها بحياتي سيرينا، وأنتِ تعلمين وعودي جيدًا ..........."
_______________________
هبطت من سيارة الأجرة وهي تتجه صوب مقر الشركة بتعب شديد لتقابل في وجهها حارس الشركة وهو ينهض فزعًا من رؤيتها بتلك الهيئة :
" ايه ده ؟؟؟ أيه اللي عملك فيك كده يا ابني ده ولا كأن قطر عدى عليك رايح جاي، ده انت وشك بقى مرقع ( ملئ بالبقع ) "
أنهى حديثه وهو يضحك بقوة على مظهر رفقة التي لوت شفتيها بحنق شديد لضحكه على مظهرها :
" اضحك اضحك يا عم توفيق...اضحك كمان وكمان "
ضحك توفيق أكثر واكثر وهو يتحدث بأريحية :
" ما انا بضحك اهو يا بني "
عضت رفقة شفتيها بغيظ وهي تتحس ضمادة رأسها بضيق ثم سألت تنظر حوله :
" هو جه ولا لسه ؟؟؟"
توقف توفيق عن الضحك ثم قال من بين أنفاسه اللاهثة من الضحك :
" أيوة جه من بدري مش فاهم حصله ايه ده ؟؟ بقى بيخليني افتح الشركة بدري بعد ما كان الواحد بينام للساعة ١٠، ربنا يقل راحتكم واحد واحد "
فتحت رفقة فمها تضحك بعدم تصديق من حديثه لتسمعه يضيف بعدم اهتمام وهو يجلس أسفل المظلة يرتشف بعضًا من مشروبه أثناء تلويحه بمروحة يدوية أمام وجهه وكأنه يجلس على أحد الشواطئ :
" واه صحيح المدير سأل عليك وكان شكله مش لطيف "
" وهو من امتى وكان شكله لطيف يا عم توفيق ؟؟؟"
إنهت حديثها وهي تترك توفيق ينهي استجمامه أمام باب الشركة وتقدمت للداخل سريعًا وهي تتجه صوب مكتب جاكيري لتفتحه بشكل مفاجئ ودون أن تستأذن؛ لتصدم من الشكل الذي وجدته عليه ..........
استدار جاكيري فجأة بسبب سماعه لصوت الباب وهو يخلع ثيابه الفوقية قائلًا بصدمة :
" تبًا لك يا متحـ.رش، كيف لا تطرق الباب قبل دخولك ؟؟؟؟؟"
_______________________________
تحرك يسير بخطوات مهيبة داخل ذلك الصرح العملاق الذي يشبه خلية النحل وملامحه تجبر الجميع على الابتعاد من أمامه قبل أن ينالهم غضبه والذي يعلم الجميع كيف يكون.
دخل لأحد الممرات لتخرج هي أمامه وهي تقطع طريقه تبتسم بطريقة مغوية خبيثة بعض الشيء
" مرحًبا بعودتك يا قائد، كانت إجازة طويلة اشتقنا لك فيها "
ابتسم هو بسمة مخيفة وهو يدفعها جانبًا :
" بل كانت فترة لاريح رأسي من ضوضائك عميل ١٠٣ "
ابتسمت الفتاة وهي تسير خلفه تلقي التحية على كل من يقابلها من الجنود تتحدث بجدية كبيرة وهي تنظر لظهره :
" لقد اتصل القائد الأعلى عدة مرات يود التحدث معك عن أمر مهم، ولم يخبرني ما هو "
أنهت حديثه تشرح له كل ما حدث أثناء غيابه، فالمنظمة هنا كشبكة العنكبوت، كل قائد هناك قائد أعلى منه، وكل قائد له تلاميذ ذوي رتب أقل وهي من هؤلاء التلاميذ الخاصين به هو .
توقف فجأة وهو يستدير لها قائلًا ببسمة صغيرة ساخرة :
" ربما لثرثرتك تلك عميل ١٠٣ ؟؟؟؟؟"
" ربما، عميل ٩٩ "
أنهت حديثها بنبرة مغتاظة تضغط على حروف لقبه بحنق، فهو ابدًا لا ينادي أحد باسمه في المنظمة بل يناديهم بالقابهم الدولية العسكرية المعروفين بها .
توقف فجأة وهو يستدير لها مبتسمًا بسمة جانبية :
" أرى أنكِ بدأتي تتحسنين "
أنهى حديثه وهو يتركها راحلًا دون الاهتمام لغضبها وهي تضرب الأرض أسفل قدمها بغضب شديد تصرخ :
" تبًا لك ولليوم الذي وُضعت به في فرقتك أيها الغبي "
بينما هو تحرك صوب مكتبه سريعًا دون الاهتمام لأحد ثم دخل واغلق الباب خلفه جيدًا واغلق جميع النوافذ ليشغل شاشة كبيرة تحتل جدار مكتبه ويجري اتصالًا من خلالها، انتظر ثوانٍ حتى صدح صوت رخيم عميق في أرجاء الغرفة وهو يقول بنبرة اعتادها من قائده :
" مرحبًا دراجون مر وقت طويل منذ آخر مرة حدثتك ........"
ابتسم دراجون وهو يجلس على مقعده مقابل الشاشة يجيب بنبرة حاول صبغها بأكبر قدر من الاحترام بعيدًا عن برودته :
" بخير قائد لقد كنت في إجازة لذا لم نتواصل "
هز القائد رأسه بتفهم ثم قال كلمة واحدة علم ما يكمن خلفها :
" اليخاندرو ...."
ابتسم الاخر بسمة مخيفة ثم قال بنبرة تخفي الكثير :
" لا تقلق سيدي فأنا اضع عيني على كل شيء "
" و الاحداث الأخيرة في القصر الاسود دراجون ؟؟؟؟ "
ابتسم الاخر وهو يهز رأسه بتفهم :
" وهذه أيضًا سيدي "
" جيد أنا اثق بك دراجون اتمنى أن تنتهي من كل ذلك قريبًا "
ارتسمت بسمة غامضة مخيفة على فم الآخر وهو يجيب :
" لا تقلق سيدي فالجميع دورهم آتٍ، وقريبًا ستصلك أخبار تسعدك ............"
_________________________
لغز آخر وغموض آخر يطفو على الساحة و عدو آخر يتربص، لكن لا تقلق يا عزيزي فالقادم أعدك أنه سيخطف انفاسك....
لا تستهن بهم فربما هم فقط تسعة، لكن قوتهم تضاهي جيشًا كاملًا، وصمتهم لا يعني أبدًا جهلهم، بل صمتهم يخفي خلفه براكين وجحيم، إن فُتح أبوابه لن تنغلق إلا بعد أن ينهي كل ما يقف في طريقه، لذا حري لك أن تخشى صمتهم، فجحيم الصمت أشد أذى من براكين الصراخ .
واذكرك مجددًا يا عزيزي ( لا تدري من أي باب قد يأتي جحيمك )
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم