رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل العاشر بقلم رحمة نبيل
انتفضت روبين مبتعدة عن رفقة التي مسحت دموعها سريعًا قبل أن تستدير لذلك الذي يحتل بجسده مدخل الباب مبتسمًا بشكل جانبي جعلها تشعر بالتحفز صوبه ...
مرر فبريانو عينه بين الاثنين ثم ابتسم بسمة صغيرة ساخرة وهو يتحرك لداخل الغرفة يهمس بتفكير :
" هل هذا هو المُدلك ؟؟؟؟ "
نظرت رفقة لروبين بتساؤل لما يقول ذلك الرجل لتجد روبين تنظر له بنظرات غامضة لا تفهم لها شيئًا ...
اقترب فبريانو أكثر وهو يمعن النظر في رفقة ثم وفي غفلة عن الجميع كان يقترب بوجهه منها بشكل اجفلها لتعود إلى الخلف وهو يهمس بصوت وصل واضحًا لروبين :
" يا صغير هل يعلم والدك أنك تعانق الفتيات ؟؟؟"
فتحت روبين عينها بصدمة مما وصل له تفكيره، هل يظن أنها ترافق رفقة، نظرت بعدها لرفقة التي كانت في تنكرها تفكر أن الجميع كان ليظن ذلك أيضًا وليس هو فقط، لكن هما ليسا هكذا ...
" إنه يكون....أعني أنت قد فهمت الأمر بشكل خطأ ونحن لسنا ...."
" حبيبتي ....نعم انها حبيبتي "
هكذا تحدثت رفقة سريعًا وقد اغتاظت وبشدة من تقليله لشأنها، وايضًا لتدخله في شئون رفيقتها بشكل فج غير مقبول :
" ألديك أي اعتراض على هذا يا سيد ؟؟؟"
نظر فبريانو له باستهجان ثم أعاد نظره لروبين وهو يسألها بحنق :
" هل يتحدث بجدية ؟؟؟ حبيبك ؟؟؟ يا فتاة أنتِ حمقاء حقًا، عندما تودين أن يكون لديكِ حبيب ابتعدي عن المراهقين، اراهنك أنه لا يستطيع التقبيل حتى "
أنهى حديثه بنبرة مستفزة وقحة جعلت رفقة تنتفض وهي تقف في وجهه صارخة لا تصدق ما يقوله :
" أنت يا سيد التزم حدودك عند مخاطبتها، ثم ما ادراك أنت بما بيننا من مشاعر طاهرة سامية "
" انظر لوجهك في المرآة يا صغير لحيتك تلك تشبه لحيتي اثناء مراهقتي، ثم من أنت لتتحدث معي هكذا ؟؟ وما هذه المشاعر الطاهرة والسامية ؟؟؟؟ "
أنهى حديثه ولم يعطها حتى فرصة الإجابة عن سؤاله الذي يبدو أنه لم ينتظر منه إجابة عليه واقترب من روبين وهو ينحني جوار أذنها هامسًا بنبرة مستفزة :
" ايها الارنب الوردي الاحمق ابتعد عن ذلك المراهق، أنه يبدو قبيحًا، حتى أنه اقبح منكِ "
فتحت روبين عينها بصدمة كبيرة لا تصدق حديثه ذاك، هل وصفها للتو بالقبيحة ؟؟؟ نظرت له بضيق وهي تهمس مثله بنبرة مغتاظة :
" اتقول أنني قبيحة أيها البستانيّ الغبي ؟؟؟"
رفع فبريانو حاجبه ثم ابتسم بسمة جانبية وهو يقترب أكثر هامسًا لها بنبرة مخيفة :
" نعم أنتِ قبيحة للغاية، لكن بشكلٍ ما قبحك يروقني "
أنهى حديثه ثم ابتعد عنها يراقب ذلك الشاب الذي كان يتحدث في هاتفه بعيدًا عنهما و الضيق يعلو ملامحه بشكل كبير ثم عاد وهو يتحدث يرمقه بعدائية :
" كان هذا مديري في العمل يطلب حضوري الضروري، هل ستكونين بخير حبيبتي مع هذا المستفز ؟؟؟"
ضغطت رفقة على اخر كلماتها لتستفز ذلك البارد ولا تعلم أنها الآن تقف في حضرة اكبر مستفز في العالم ..
زفرت روبين بغيظ من حديث رفيقتها التي تثبت الأمر بغباء منقطع النظير ....
" لا يا قلبي روحي أنتِ وطمنيني عليكِ اول ما تخلصي "
هزت رفقة رأسها وهي تقترب منها بعفوية اعتادتها تنحني وهي تقترب منها تنوي تقبيل خدها، لكنها توقفت فجأة في منتصف الطريق وهي تسمع صوته المستفز الذي باتت تمقته حقًا :
" قبلة من خدها؟؟؟ يا رجل هل تظنها والدتك ؟؟؟"
ابتعدت رفقة عن روبين وهي تهمس بغضب في نفسها تسبه بكل ما تعلم من سبات ثم تحركت للخارج وهي تودع روبين مخبرة إياها أن تنتبه لنفسها، راقبها فبريانو ببسمة صغيرة وهي تخرج ثم قال بسخرية كبيرة وهو يفكر أي رجل هذا الذي يترك حبيبته رفقة آخر :
" رجولته تقتلني "
نظرت له روبين بحنق وهي تعتدل في جلستها هامسة بضيق :
" توقف عن هذا لقد ازعجته، ثم ما بك أنت ورجولته ولِمَ تدخل بيننا ؟؟؟"
" لقد تركك معي بمفردنا، هذا الاحمق صدقيني لا يستطيع أن يكون حبيبًا "
رمقته روبين بعدم فهم :
" ماذا تقصد، أعني اظن أنه لم يقصد ما تفكر به، هو يثق بي "
اقترب فبريانو منها بغتة وهو يهمس أمام وجهها :
" الأمر ليس ثقة، بل غيرة، تلك التي لم يسمع عنها حبيبك المراهق سوى في قصص الاطفال"
قلبت روبين عينها بملل تحاول الابتعاد عن مرمى عينيه تتفادى تلك النظرات التي تكاد تخترقها :
" الأمر لا يُقاس بهذا الشكل "
" بل يُقاس بهذا الشكل، فأنا إن كنت في مكانه كنت سأقتلكما سويًا ثم أقتل نفسي لالحق بكِ في الحياة الأخرى ونعيش بسعادة كبيرة "
أطلقت روبين ضحكة عالية بعدما كادت تنصهر من الخجل تحت نظراته تقول وهي تقلد طريقة سخريته من رفقه :
" رومانسيتك تقتلني...أعان الله حبيبتك عليك "
لم يجب عليها فبريانو وهو يجذب مقعد ثم نظر لها قليلًا ولتلك الكدمات التي تملء وجهها وهو يتحسس جرح جبينها بعنف جعلها تطلق صرخات متألمة وهي تبعد يده بغيظ شديد :
" اللعنة عليك يا مجنون، ستقتلني "
" أيتها الحمقاء ما كل تلك الكدمات بوجهك ؟؟؟"
نظرت له روبين بسخرية وهي تود لو تقول، الآن فقط انتبهت؟؟؟ لكنها كتمت سخريتها داخلها وهي تجيب بهدوء :
" تعرضت لهجوم من بعض رجال العصابات "
اسودت ملامح فبريانو رغم نبرته الباردة التي خرجت منه وهو ينحني مقتربًا من الفراش هامسًا بصوت منخفض :
" إذن قصي الأمر عليّ بتفاصيله ........"
___________________________
كان يقف على الجبل وجواره منزل كبير نسبيًا، وهو يضع يديه داخل جيب بنطاله يراقب المكان أمامه بعيون شاردة بعض الشيء، يفكر في القادم من حياته وكيف سيكون، أفكار كثيرة تتصارع في أعماق عقله ولا يجد لها مرسى .
خرج من جميع أفكاره على صوت خلفه رسم وبدون مجهود بسمة واسعة على وجهه وهو يصدح في المكان مقتربًا من محل وقوفه :
" يبدو أنها ستمطر اليوم "
اتسعت بسمة انطونيو وهو يستدير لها ينظر لها بحنان ثم مدّ يده لها يمسك بها في حب شديد يجذبها لتقف أمامه على حافة الجبل الذي يطل على المدينة كلها وهو يستند بذقنه على كتفها يشير نحو السماء التي بدأت تسقط اول قطرات غيثها بلطف :
" بل الآن ...."
ابتسمت روما بسعادة كبيرة وهي تبتعد عنه تفتح ذراعيها بسعادة كبيرة تشعر بها كلما سقطت الأمطار، فالامطار تسقط حاملة معها ذكريات سعيدة لها وكلها تتعلق بذلك الذي يقف وهو يشاهدها ببسمة حنونة ترتسم على شفتيه ...
أغمضت روما عينها وهي تتذكر كل اللحظات التي قضتها معه منذ رأته في منزلهم و كل تلك الصدف التي جمعتهما بمكان واحد حتى ذلك اليوم الذي لا تحبذ تذكره أبدًا والذي ظنت أنه سيصبح نقطة سوداء في حياتها ليأتي هو في نهاية اليوم، وفي طقس ممطر كهذا و.......
كانت روما تتحرك بسيارتها بعنف شديد تبكي لا تصدق ما كادت تتعرض له منذ قليل لقد كادت تُقتل، نظرت خلفها تنظر إذا كانت هناك سيارة تتبعها أم لا وهي تبكي بشدة تتذكر شكل الرجال والاسلحة في ايديهم ..
ولا تدري أنها في الواقع كانت مُراقبة منذ خروجها من حفلة تخص رفيقتها من قِبل انطونيو الذي أمر رجاله فور معرفته بالهجوم أن يقتلوا جميع من حاولوا المساس بها، ثم تحرك بسيارته يلحق بها .....
توقفت فجأة سيارة روما بعنف وهي ترى سيارة تقطع طريقها بشكل أثار رعبها و وتيرة بكائها ترتفع تفكر أنها هالكة الآن لا محالة .....
هبط انطونيو من السيارة غير مهتم بذلك المطر الذي بلل ثيابه ثم ركض صوب سيارتها بسرعة يفتح بابها بقوة ليراها تبتعد للمقعد الآخر وهي تصرخ بجنون أن يتركوها...ودون كلمة واحدة كان انطونيو يجذبها خارج السيارة وقبل أن تصل قدمها للأرض أسفلها كان يجتذبها لاحضانه بحنان شديد يهمس لها بكلمات عالية بسبب صوت المطر الصاخب :
" اهدي أنا هنا ....متخافيش أنا معاكِ "
ابتعدت روما تنظر له بصعوبة من بين الأمطار تحاول تبين ملامحه رغم معرفته لصوته، لكنها ودت التأكد؛ ليصل لها صوته وهو يقترب منها يضمها أكثر هامسًا :
" كادت روحي تُقتلع من جسدي..."
تحدثت روما بعدم فهم لما يحدث والموقف كله غريب عليها، فهذا شريك والدتها انطونيو الصخرة _كما كانت تحب تسميته_ يحتضنها بهذا الدفء وهي يومًا لم ترى بسمته حتى :
" أنا...أنا ..."
" أنا أحبك "
قاطعها انطونيو وقد فاض قلبه بمشاعره، تلك الصغيرة التي كان يراقبها في كل مكان متظاهرًا أنها مجرد صدف، تلك الفتاة اللطيفة الهادئة التي سلبت لبه بكل ما تمتلك .
" اكتفيت من المراقبة والكتمان، أنا احبك روما، احبيني "
كان يتحدث بصوت عالي والامطار تسقط عليها في منظر مهيب، يشعر بالاشتعال رغم سقوط الأمطار عليهما ...
" احبيني، وإن لم تستطيعي لا يهمني يكفينا حبي، وستكوني لي تحت أي ظرف، فليس بعدما خفق قلبي اترككِ"
خرجت روما من شرودها في تلك الذكرى الجميلة التي تركت في قلبها عشق غريب صوب المطر، أوليس هو من حمل كلماته لها؟؟؟ ألم يكن شاهدًا على تلك اللحظات الجميلة ...
" روما هيا ادخلي للسيارة ستمرضين "
ابتسمت روما باتساع وهي تقترب منه تجذب يده ليتحرك أسفل المطر مثلها وهي تقول :
" أود تجديد اسعد لحظاتنا طوني "
ابتسم انطونيو لذلك اللقب والذي لا تقوله سوى في أكثر لحظاتهم رومانسية وللحق هو كان يمقته حتى سمعه من فمها هي :
" لا افهمك ماذا تقصدين ؟؟؟"
"في المرة السابقة انت اعترفت لي بحبك... إذن دع المطر يشهد هذه المرة أيضًا على حبي لك، طوني العزيز أنا اعشقك ....... "
ضحك انطونيو ضحكة عالية وهو يجذبها لاحضانه بحب شديد ثم حملها يدور بها أسفل المطر وهو يقول بعشق كبير :
" لقد حدثت جدي في أمرنا وقريبًا سأخبئك في قصري بعيدًا عن الجميع كما وعدت نفسي سابقًا "
" كم أنت رومانسي يا رجل!!! "
" الرومانسية خُلقت لاجلك، ولا تليق سوى بكِ يا جميلة الجميلات"
_______________________
دخلت المكتب وهي تزفر بضيق تحاول تحمل ذلك البغيض الذي كان يجلس بكل برود يتحرك في مقعده الدوار الذي يبدو أنه استمتع به، يراقب المياة تتساقط من ثيابها بسبب الامطار يتساءل لِمَ لم تفسد باروكتها رغم كل الأمطار تلك ولا يعلم أنها فسدت بالفعل لكنها قامت لإصلاحها قبل الدخول لمكتبه ...
" نعم ؟؟؟هل طلبتني سيدي ؟؟؟؟"
كانت تتحدث بحنق وهي تضغط على أسنانها تحاول تمالك أعصابها ليبتسم هو يكمل دوران بمقعده :
" نعم يا فتى، أين العمل الذي طلبته منك ؟؟؟؟ ثم هل يمكنني الفهم لِمَ غادرت دون أن تستأذن؟؟"
" هل أنت جاد بخصوص ذلك الشريط ؟؟؟"
نظر جاكيري لها بتعجب لا يفهم لِمَ تسأل هذا السؤال :
"نعم أنا جاد، هل هناك مشكلة في المسلسل ؟؟؟"
فتحت رفقة فمها لا تفهم حقًا فيما يفكر هذا الشخص :
" أليس من المفترض أن أقوم بترجمة الأعمال الخاصة بتلك الشركة لا المسلسلات ؟؟؟"
" حسنًا وانا لا اعلم ما هي أعمال الشركة لذا لِمَ لا استغل وجودك في شيء مفيد ؟؟؟"
انفلت عقال رفقة وهي تضرب مكتبه بغضب :
" اتسمي ذلك المسلسل شيء مفيد ؟؟؟ يا رجل أنا حتى لم اشاهده مرة في حياتي لانني لا احب هذا النوع من المسلسلات، وأنت تريد اجباري على مشاهدته لاترجمه لك ؟؟؟ أي ذل هذا؟؟؟؟"
رفع جاكيري حاجبه بعدم فهم لكل ذلك الصراخ والانفجار الذي حدث بها :
" هل المسلسل يحتوي مشاهد سيئة لا تود مشاهدتها ؟؟؟؟؟"
ضيقت رفقة عينها بتعجب لِمَ وصل له تفكيره :
" ماذا ؟؟؟"
" ماذا ماذا ؟؟؟ اخبرني إن كنت تخجل من ترجمته لهذا الأمر فأنت مازلت صغير قد تؤذيك مشاهد كتلك "
" لاااا...."
صرخت رفقة بسرعة تمنعه من مواصلة تفكيره الوقح هذا متعجبه أن الجميع هنا وقحون
" أنت يا رجل بما تفكر، هذا مسلسل عائلي ليس به هذه الأشياء التي تفكر بها "
ابتسم جاكيري بملل ثم قال :
" إذن لِمَ لا تقوم بترجمته ؟؟"
مسحت رفقة وجهها بضيق وهي تحاول تهدئة نفسها حتى لا تنقض وتقتله :
" هذا لانني لا أحب مشاهدته "
" جيد سنشاهده سويًا وتقوم بترجمته لي مباشرة ومن الغد نبدأ "
أنهى جاكيري كلماته وهو يرمقها باستمتاع لصدمتها وداخله سعادة صغيرة لفكرة أنها ستبقى معه هنا ويتمكن من إزعاجها أكثر واكثر....
______________________
كان مايك يقف أمام قصر سيرينا يفكر في طريقة لاقتحامه والوصول لتلك الجنية صاحبة الشعر الأحمر، لكن لم يستطع فهو لن يقدم على فعل شيء كهذا لاجل بعض المتعة فقط، فهو لن يدخل في نقاشات مع الحراس الذين يـ....
توقف عن الحديث وهو يراقب تلك الجنية والتي يبدو أنها خرجت من أفكاره لتتمثل أمام عينيه، يراقبها تصعد لعربة أجرة كانت تقف أمام المنزل ثم تحركت بها ..
ابتسم وهو يصعد لسيارته بسرعة يلحق بها وعلى فمه ترتسم بسمة واسعة مستمتعة حقًا ضاربًا بتحذيرات جده عرض الحائط...
وقف بسيارته وهو يراقبها تخرج تتجه صوب أحدى المباني ببسمة مشرقة ليس وكأنها على وشك التكريم، هبط من سيارته ليتحرك خلفها بفضول شديد يحاول معرفة سبب قدومها لهذا المكان، لكنه بمجرد دخوله قابله مكان فسيح بجدران بيضاء و سماوية تساعد في استرخاء الأعصاب وساعده أكثر صوت ذلك اللحن الذي تسرب بإذنه جاعلًا إياه يسير خلفه دون تحكم في نفسه حتى توقف أمام باب ضخم كبير يطل على تلك الكواليس التي توجد عادة خلف المسارح في العادة، نظر بعينه في كل مكان لتقع على تلك التي تعزف على آلة البيانو بشكل ساحر وجوارها تقف الصهباء تراقبها بعين طفلة متحمسة ...
أنهت الفتاة التي تعزف على البيانو ما تفعل ثم زفرت بتعب وهي تنهض تجذب زجاجة المياه من روز بعنف تتحدث بحنق قبل أن تتحرك :
" نظفي المكان قبل خروجك يا فتاة وعندما تنتهين من عملك الحقي بي فنحن لم ننتهي بعد "
أنهت الفتاة حديثها ثم تحركت للخارج دون أن تنتبه له، وهو الذي كان يراقب الدموع تتراقص في عين تلك الصهباء التي كانت تتلمس البيانو بشوق كبير وبعدها بدأت تجمع ادوات العزف وتنظيف المكان كله تحت أنظاره المتعجبه لما تفعل ......
_____________________________
حاولت فتح عينيها بصعوبة شديدة تنظر حولها تتذكر ذلك الحلم الذي راوضها اثناء غفوتها، تتذكر ذلك الشاب الذي كان يقف قرب فراشها يهمس بها بصوت حنون كلمات لم تستمع لها يومًا ولا حتى في بعض الافلام الرومانسية السخيفة التي كانت تفضلها في مراهقتها ...
ابتلعت ريقها وهي تهمس بـ :
" مارتن .....".
ذلك الاسم الذي همس لها به قبل أن يرحل ويختفي مع وعد بلقاء جديد لتسقط هي في النوم مجددًا بفعل المخدر وتستيثظ معتقدة أنها كانت تحلم ...
نظرت حولها تحاول تبين المكان أو معرفة أي شيء حولها، وهي موقنة أنها بالمشفى، لكن السؤال من أحضرها لهنا ؟؟؟
نظرت جولي ليدها لتجد أن هناك سوار يتوسط معصمها يحمل في أحد جوانبه بعض الأحرف المكتوبة بطريقة غريبة عليها جعلت من قراءتها صعبة.
فكرت مع نفسها بعدم فهم وهي تحاول الاعتدال أكثر في جلستها تتذكر كيف حصلت على ذلك السوار، لتضرب ذكرى قريبة مشوشة عقلها ...
كانت تتسطح على فراشها وهي تحاول فتح عينها أكثر لتبصر وجه ذلك الرجل الذي يشرف عليها من الاعلى تهمس بصوت هارب :
" من أنت ؟؟؟؟ وكيف جئت أنا لهنا ؟؟؟"
اقترب منها ذلك الشخص أكثر لتضح ملامحه بعض الشيء وهو يهمس لها :
" كل ما يهم الآن هو أن تكوني بخير يا جميلة، وانا سأنتظرك حتى تصبحي كذلك، و وقتها سنتحدث كثيرًا سويًا اعدك "
أنهى حديثه وهو يمد يده على الطاولة التي تقبع جوار رأسها يضع ظرف صغير وهو يهمس لها :
" عندما تستيقظين انظري بذلك الظرف ستجدين به هديتي لكِ جميلتي، واه صحيح هذه أيضًا لكِ "
أنهى حديثه وهو يضع حول يديها سوار ثم قبل بعدها باطن كفها هامسًا بحب لها :
" احتفظي به دائمًا يابنية العينين، وحتى القاكِ سلامي لعينيكِ.... "
وهكذا اختفى فجأة كما ظهر فجأة وهي مازالت لا تفهم شيء مما حدث، أفاقت جولي من شرودها بالأمر وهي تنظر جوارها بسرعة صوب الظرف الذي يقبع على الطاولة جوارها تحمله بأيدي مرتعشة لا تعلم من الموقف أم بسبب تعبها.
فتحت الظرف ببطء وبدون شعور كان عينها تمر بسرعة كبيرة على الأحرف فيه :
" مرحبًا يا بنية العينين، أنه أنا مجددًا، لا اعلم إن كنت أخبرتك اسمي قبل أن تقرأي الرسالة أم لا، لكن على أي حال أنا مارتن، ربما الاسم الان يبدو غريبًا على مسامعك، لكن لاحقًا لن يضحى هكذا أبدًا بعد أن يصبح خلف اسمك وتكونين امرأتي، ربما تفكرين الآن داخل عقلك أنني موهوس لعين، حسنًا اصبتِ أنا كذلك بالفعل، لكن أنا لست موهوسًا بكِ هوس مرضي، بل سقطت في بحار عشقك دون أن أجد قارب نجاة، وللحق كنت سأرفض أي سترة نجاة تُلقى لي فأنا عشقت الغرق في بحورك جميلتي، على كلٍ أردت فقط اخبارك أنني اعرفك منذ زمن كبير ولم أرد أن اظهر لكِ حتى أتأكد أنكِ تبادليني مشاعري بالمثل، وأعدك أن تفعلي قريبًا، لقد تركت لكِ في الظرف بطاقة للاشتراك في تجارب اداء للغناء والانضمام لفرقة مشهورة تليق بكِ جميلتي، ورغم أنني لا أحبذ أن يستمع أحد لكِ سواي، لكن إن كان ذلك يسعدك فهو يسعدني أيضًا، وتأكدي أنني واثق أنكِ ستفوزين وعن جدارة بتلك المسابقة ودون حتى أي تدخل من قِبلي، حسنًا في الواقع إن لم يختارونكِ سأذهب و ادمر المسرح فوق رؤوسهم جميعًا ثم ابني لكِ واحدًا اكون انا جمهورك الوحيد فيه وكم اتمنى ذلك يا بنية العينية، سلامي لعينيكِ "
أنهت جولي القراءة وهي تمسك البطاقة التي كانت في الظرف تنظر لها بأعين مصدومة من وقع تلك الكلمات عليها، هناك من يحبها، من يحميها، من يهتم بسعادتها، هي ليست وحيدة كما ظنت ؟؟؟؟؟؟؟
________________________
خرج من غرفتها وهو يتلقى رسالة من مساعد انطونيو يخبره أن يأتي للقصر في أمر ضروري، ابتسم فبريانو وهو يمني نفسه بيوم جميل فهذا الاجتماع أبدًا ليس لخير هو متأكد ...
وضع هاتفه على أذنه ثم تحدث سريعًا دون أي مقدمات يتذكر قصة روبين التي أخبرته بها :
" اريدك أن تذهب للحديقة الغربية وتفرغ جميع الكاميرات المحيطة بها لليوم وتحضرهم لي "
أنهى حديثه ثم تحرك صوب سيارته يقودها بسرعة كبيرة وهو يبتسم متخيلًا ما سيحدث وبمجرد وصوله للقصر هبط تزامنًا مع رؤيته لادم الذي دخل المنزل بملامح واجمة وبشدة، رفع فبريانو حاجبه وهو يتحدث متهكمًا
"ما بال الجميع هذه الأيام ؟؟؟"
أنهى حديثه وهو يخطو للقصر ثم سريعًا تحرك لغرفة الاجتماعات التي تقبع في الطابق الارضي، فتح الباب ودخل سريعًا ليجد الجميع موجود عدا انطونيو....
تحرك ليجلس جوار آدم وهو يرميه بنظرات تكاد تخترقه يقول بنبرة باردة يبعد نظره عن ادم يوجهه للجميع :
" أين هو انطونيو ؟؟؟ على حسب ما وصلني هو من طلب تجمعنا "
هز جاكيري كتفيه بعدم اهتمام وهو يحرك قطعة الخزف أمامه :
" لا اعلم فأنا لم اره منذ قدومي "
أيده الجميع في ذلك وتحدث مارسيلو وهو ينظر في جميع الوجوه :
" أشعر أن الأمر ليس بالهين، فهكذا اجتماعات لا تبشر بالخير أبدًا "
ابتسم مايك وهو يغمز لأخيه :
" قلبي يخبرني أن الأمر سيكون ممتعًا "
" جيد أنك استخدمت قلبك في شيء مفيد "
هكذا أردف جايك وهو يرتشف بعض العصير أمامه ببسمة ساخرة ليرمقه مايك بشر وهو ينهض متحدثًا بحنق ساخر :
" ماذا قلت يا صغير ؟؟؟"
رفع جايك عينه لمايك وهو يقول مشيرًا لنفسه :
" ماذا قلت أنا ؟؟؟ الحقيقة فقط يا عزيزي "
ابتسم مايك وكاد يتحرك صوب جايك لولا الباب الذي فُتح بعنف تبعه دخول انطونيو الذي تحدث ببرود شديد مشيرًا لهما :
" مكانك مايك، وأنت جايك توقف "
أنهى حديثه وهو يترأس الطاولة مرتديًا ثيابه المنزلية و هناك شعره الرطب يتساقط على عينيه في مظهر بعيد تمامًا عن مظهره المعتاد ...
" يا حقير كنت تستحم تاركًا الجميع ينتظرك ؟؟؟"
هكذا تحدث مارتن بضيق وهو يراقب شعره الرطب و رائحة المنظفات الجسدية التي تنبعث من جسده، ابتسم انطونيو وهو يعود بظهره للخلف :
" حسنًا أنتم تعلمون أنني اهتم كثيرًا بنظافتي الشخصية عكسكم، حفنة من العفن "
ضحك فبريانو بشدة ثم قال من بين ضحكاته بسخرية :
" أنت حقًا لا تود أن تثير حنقي وخاصة الآن "
تجاهله انطونيو ثم نظر في أوجه الجميع وقال ببسمة خبيثة :
" بالطبع خمنتم سبب هذا التجمع اللطيف الهادئ سادتي ؟؟؟"
تحدث ماركوس بتفكير وهو يخمن الأمر :
" هل هناك اجتماع آخر مهم تود إعلامنا عنه ؟؟؟ "
" نعم احسنت ماركوس هناك بالفعل اجتماع "
هكذا أجاب انطونيو ببساطة كبيرة على حديث ماركوس ثم أكمل بعدها بملامح مستاءة قليلًا :
" لكن يا رفاق لم يدعنا أحد لذلك الاجتماع "
تحدث جاكيري بملامح تظهر العتاب المصطنع :
" ما هذه الوقاحة ؟؟؟ لِمَ لم تتم دعوتنا ؟؟؟"
تحدث مارتن مجاريًا الجميع في حديثهم :
" ربما يغارون منا يا رجال، أعني انظروا إلينا تسعة رجال وسيمين بالطبع يغارون منا "
" ايًا كان السبب مارتن، لكن يجب أن نظهر لهم استيائنا من الأمر حتى لا يتكرر مجددًا "
هكذا ردد مايك ببسمة مخيفة بادله إياها فبريانو :
" لا عليك يا اخي لن يتكرر الأمر مجددًا اعدك "
تحدث ادم بعد صمت طويل وقد عادت ملامحه لطبيعتها :
" إذا هل ننهض ونتجهز للاجتماع ؟؟؟ "
ضحك انطونيو باستمتاع مما يحدث فلا يوجد في هذا العالم من يفهمه كما يفعلون هم :
" نعم واحرصوا على ارتداء ثياب رسمية تليق بحفل كبير كالذي سنحضره في القصر الاسود "
انتبه الجميع لحديثه، وكرر ماركوس كلمته وراءه بصدمة :
" القصر الاسود ؟؟؟؟ هل الاجتماع هناك ؟؟؟"
هز انطونيو رأسه لماركوس يتفهم جيدًا سبب صدمته، فالقصر الاسود ليس قصر بمعناه الحرفي بل هو عبارة عن مكان كبير مخصص للاجتماعات المصيرية الخطرة يتخذه زعماء المافيا مكانًا آمنًا لوضع اسوء الخطط في تاريخ البشرية، ومعنى أن يكون هناك اجتماع به دون معرفتهم أو حتى اخطارهم بذلك فهذا يعني أن هناك غدر بهم أو حتى استهزاء بمكانتهم وجدهم ......
ابتسم انطونيو ينظر لجميع الوجوه بخبث :
" حسنًا اعزائي أراكم مساءً، و كما اخبرتكم تجهزوا جيدًا للأمر، نريدها حفلة لطيفة على الجميع ......"
________________________
" يابنتي يعني أنتِ قادرة تتحركي اساسًا ده أنتِ متدشملة من كل حتة"
هكذا أردف خالد بحنق شديد وهو يرى محاولات روبين الفاشلة للنهوض والتحرك للخارج بعدما علمت من اروى الثرثارة أن تلك الفتاة التي دافعت عنها بنفس المشفى تقبع في غرفة جوارها ...
" يا خالو لازم اطمن عليها دي البنت يا حبة عيني خدت علقة مخدهاش حمار في مطلع، بعدين أنا كويسة اهو مفيش حاجة "
أخرج خالد صوتًا ساخرًا من حلقه وهو يراقب جسدها الملفوف باللون الابيض بسبب الجبيرة :
" فعلًا واضح انها هي اللي اخدت علقة الحمار "
رفعت روبين نظرها لخالها بضيق وهي تهمس :
" قصدك ايه يا خالو؟؟؟؟ أنت مشوفتنيش وانا بقهر الرجال في الحديقة ولا ايه ؟؟؟"
اطلق خالد ضحكة عالية رنت في المكان كله وهو يقول بسخرية كبيرة مبطنة :
" شوفت يا قلب خالو شوفت.....شوفت منظرك وأنتِ مفروشة في الأرض بعد ما اخدتي علقة موت وأنتِ بتصرخي لما الناس فكرت معانا حالة ولادة "
احمر وجه روبين بخجل و غيظ من حديث خالد لتسمع صوت تسنيم التي تدخلت في الحوار زاجرة خالد بعينها :
" متزعليش يا روبين يا حبيبتي خالد خايف بس على تعبك يا قلبي "
صمتت تراقب الغيظ مازال يسكن ملامح روبين لتقول فجأة :
" إيه رأيك نجيب كرسي متحرك ونروح نشوف البنت دي ؟؟؟"
انفرجت اسارير روبين وهي تهز رأسها بنعم في لهفة واضحة جعلت خالد يعترض على ما يقولونه وكأنه لا رأى له :
" أنتِ بتهزري يا تسنيم ؟؟؟ مش شايفة البنت عاملة ازاي ؟؟؟ و بعديــ..."
" مش هيحصل حاجة يعني يا خالد لما اخدها تطمن على البنت بعدين أنت بنفسك سمعت لما سألنا الممرضة عنها وقالت إن محدش جه يزورها من أهلها وزمان البت يا حبة عيني مقهورة "
أنهت حديثها بتأثر وهي تتذكر حديث الممرضة التي قصته عليهم عندما ذهبوا للاطمئنان عليها، وهي منذ ذلك الحين تشعر بوجع في قلبها تجاه تلك الفتاة المسكينة....
" طيب يا تسنيم بس متطولوش عشان الهانم تقدر ترتاح "
أنهى حديثه وهو يدير وجهه للجهة الأخرى يدعي التذمر، كادت روبين تفتح فمها تسترضيه فلا يهون عليها حزنه لولا تسنيم التي أشارت لها أن تتجاهله فهو فقط يدعي الأمر وهي تعلم تصرفات زوجها الطفولية، تحركت تسنيم صوب خزانة تقبع في ركن الغرفة لتخرج منه مقعد متحرك ثم نظرت لزوجها دون كلمة واحدة...
زفر خالد يدعي الضيق وهو يتجه صوب روبين يساعدها في الجلوس على المقعد وعندما استقرت روبين على المقعد ابتسمت له وهي تشكره بخفوت، انحنى خالد ليجلس أمامها وهو يهمس لها بحنان شديد :
" حمدالله على سلامتك يا بنتي، أنتِ متعرفيش الوقت اللي عدا عليا وأنتِ في الاوضة وحالتك صعبة، حسيت كأن اللي جوا بنتي قولًا وفعلًا، قلبي وجعني لدرجة حسيت اني هتخنق، اوعي تعملي فيا كده يا روبين "
هزت روبين رأسها بنعم وهي تبكي بصمت تقديرًا وحبًا لذلك الرجل اللطيف الذي يومًا لم يشعرها بالغربة..
ابتسم لها خالد بحنان وهو يتحرك صوب المقعد يدفعه هو صوب الغرفة التي تقبع في نفس الممر ليتوقف أمامها وهو ينظر لروبين التي قالت بخفوت :
" ممكن ادخل لوحدي ؟؟؟"
تفهم خالد حديثها ثم طرق الباب بهدوء حتى سمع الاذن له بالدخول وبعدها دفع المقعد للداخل وتركه جوار الفراش دون كلمة واحدة ثم تحرك للخارج تحت نظرات الصدمة من جولي التي كانت ترمق الجميع بعدم فهم تظن أنهم اخطئوا الغرفة أو ما شابه، لكنها خرجت فجأة من افكارها وهي تسمع ذلك الصوت جوارها الذي خرج بلطف شديد :
" كيف حالك الآن؟؟؟؟؟؟"
_______________________________
في منطقة يتضح من معالمها أن لا أحد يسكنها، فقد كانت عبارة عن منطقة ذات أشجار متشابكة بشكل كبير وفي منتصف كل تلك الأشجار يقبع قصر كبير سواده ينافس سواد الليل، و موقعه بين الأشجار يبدو كما لو أن الأشجار قد ابتلعته.
توقفت عدة سيارات خارج حدود القصر بمسافة تسمح لهم بالاختفاء...
هبط الجميع واحد تلو الآخر وكلهم يرتدون الأسود كنا لو أنهم اتخذوا من الليل سترة لتنكرهم..
تقدم انطونيو والذي تخلى عن ثيابه الرسمية في هكذا مناسبة سعيدة
_ حسب قولهم _ وقف على بعد مناسب يظهر القصر بانواره الجميلة ليقول وهو يسمع صوت خطوات الجميع خلفه :
" انظروا لهم، يستمتعون دوننا "
ابتسم فبريانو بسمة مخيفة و هو يخرج أسلحته من السيارة يضعها في ثيابه ثم تقدم صوب الجميع وهو يقول :
" كفانا ندبًا وحسرة لندخل ونريهم كيف أن الأمر أشعرنا بالحزن "
أنهى حديثه ثم تحرك صوب الأشجار بخفة كبيرة لا يطيق صبرًا الوصول وإخراج أسلحته مفسدًا تلك الحفلة فوق رؤوس الجميع...
لحق به جاكيري سريعًا وهو يصيح بسعادة ينظر للباقيين :
" آخر من يصل لن ينال رجلًا واحدًا ليضربه حتى "
أنهى حديثه وهو يركض ليندفع الجميع خلفه بسرعة كبيرة وضحكاتهم تتعالى جاعلة انطونيو يسير خلفهم يغمغم بحنق شديد عليهم :
" لهذا لا احب الذهاب معكم لمهمة "
أنهى حديثه وهو ينظر لهم يركضون صوب أحدى جهات القصر بشكل أثار ضحكه ثم وفي ثوانٍ كان يركض خلفهم وهو يصرخ بصوت عالٍ ضاحك :
" انتظروني يا اوغاد "
ركض الجميع خلف بعضهم البعض كصبية يركضون في إحدى الحارات لمعرفة من الأسرع بينهم، تعالت الضحكات بينهم والتي قد غطتها صوت الاغاني العالية الصادرة من القصر والتي تنبأ عن حفلة ضخمة تضم كل ما يتخيله العقل البشري وما لا يتخيله ...
توقف الجميع في وقت واحد جوار أسوار القصر وهم يتنفسون بعنف بسبب ركضهم لمسافة كبيرة بعض الشيء ...
تحدث مارسيلو وهو يرفع عينه في الجميع متسائلًا :
" والآن ماذا ؟؟؟"
ابتسم انطونيو ينظر لوجه مارتن مشيرًا له بعينه أن يبدأ عمله، و فورًا أخرج مارتن جهاز لوحي من الحقيبة التي على ظهره وهو يضغط على بعض الازرار يتحدث بجدية كبيرة يشرح للجميع كيف سيدخلون للقصر :
" حسنًا هناك ثغرة توجد في هذا السور لجهة الجنوب ومنها سنجد درجًا جانبيًا يقود لأعلى قمة القصر حيث هناك قبة تتوسط بهو القصر وهناك نستطيع معرفة عدد الرجال في الداخل وكل ما نريده وبعدها نتجه للدرج الداخلي والذي يقود للمخزن ومنه للبهو "
أنهى مارتن حديثه ثم رفع أعينه للجميع يراقب عدم الاهتمام بكلامه ليتحدث جاكيري بضيق :
" لِمَ لا نقتحم القصر وحسب ؟؟؟؟"
قلب انطونيو عينه بملل وهو يسير صوب الجهة التي حددها مارتن وخلفه الجميع متذمر لعدم تنفيذ حديث جاكيري :
" هذا يا اخي العزيز لأن اقتحام مكان كهذا به أشخاص كهؤلاء لا يتم كما تتحدث الآن "
أنهى حديثه وهو يتوقف فجأة ليصطدم الجميع بظهره ثم استدار وهو يقول بملل من تصرفاتهم :
" لا اريد أي مشاكل في الأمر سننتهي منهم جميعًا ثم نخرج من المكان بكل هدوء حسنًا ؟؟؟"
هز الجميع رؤوسهم في طاعة لينظر هو صوب فبريانو الذي كانت بسمته متسعة بشكل يثير الريبة :
" واعني بالمشاكل أنت فبريانو "
رفع فبريانو كتفه ببراءة وكأنه يخبره ألا يخاف فهو لن يفتعل أي حماقات...
سخر انطونيو من أفعاله ثم تحرك مجددًا من الجميع بخفة شديدة يركضون صوب الجزء الجنوبي من القصر حتى وصلوا ليبدأ الجميع في تسلق الجدار وكان امهرهم في تلك الأمور هو ماركوس وفبريانو و جايك الذي توقف أعلى السور يساعد الجميع ....
وبمجرد وصولهم لحديقة القصر حتى تحرك انطونيو ببطء شديد وخلفه الجميع، لكن فجأة توقف بسرعة وهو يختبأ خلف إحدى الأشجار يجذب الجميع صوبه وهو يشير على الحراس الذي يقفون عند الدرج الخارجي متحدثّا بجدية :
" اشششش ولا كلمة واحدة دعوني افكر في خطة لـقتلهم دون إصدار حركة تدل على امـ......"
لم يكمل كلمته وهو يستمع لصوت سقوط خلفه يأتي من جهة الدرج، استدار ببطء وهو يرمق تلك الأجساد الساقطة ارضًا وهناك في رؤوسهم تستقر بعض الرصاصات التي حتى لم يشعر بخروجها، وبالطبع لم يكن بحاجة للسؤال عن الفاعل ..
تحرك فبريانو صوب الدرج غير مهتمًا لتلك النقاشات البتة يحمل في يده سلاحه يقتل كل من يواجهه دون حتى أن يمنحهم فرصة التفاجئ...
تحدث مايك وهو يراقب الباب الدرج ببسمة :
" حسنًا لنتبع فابري فهو سيهتم بأمر الجميع حتى نصل لوجهتنا "
أنهى حديثه وهو يتحرك بسرعة وخلفه الجميع تاركين انطونيو يكاد يفقد عقله من تصرفات فبريانو، ذلك الطائش الدموي الذي يصيبه جنون بمجرد رؤيته الدماء .
تحرك صوب الدرج يقفز من فوق بعض الأجساد التي لم تنجو من طلقات فبريانو ليسمع صوت ادم الساخر وهو يرمق الجثث :
" عجبًا فبريانو يزداد جنونًا يومًا بعد الآخر "
أنهى حديثه وهو يخطو على سطح القصر ليجد فبريانو يقف عند السور يتنفس براحة شديد وكأنه للتو كان في حفلة ممتعة وقد انتهى منها ..
نظر انطونيو في الإرجاء يتأكد أن الجميع هنا ثم نظر لمايك يقول بجدية :
" والآن دورك يا عزيزي ..."
ابتسم مايك وهو يهز رأسه متجهًا لقبة القصر يدور حولها قليلًا قبل أن ينحني سريعًا يخرج مفك من حقيبته وبعد دقائق قليلة كان يرفع القبة بيديه بعدما انتزعها بحرفية عالية فكما يقول اليخاندرو دائمًا لا شيء يستعصى على يد مايك ..
ابتسم انطونيو والجميع وهم يقتربون من القبة ليرتصوا حولها مشكلين دائرة وتتضح أمام أعينهم القاعة كلها التي تضج بصوت الاغاني .
صفر مايك وهو يقول باستمتاع :
" يا رجل لديهم نساء فاتنات...دعونا نأخذ البعض قبل ذهابنا "
رمقه انطونيو بحنق شديد يتجاهله وهو ينظر للقاعة يحاول دراسة الأمر مشيرًا لماركوس أن يقترب ويحاول احصاء عدد الأشخاص في الاسفل بشكل سريع ووضع خطة مبدئية، فهذه ميزة ماركوس يستطيع تقدير الأمور في ثوانٍ معدودة وهذه هي نقطة قوته فهو أشبه بعبقري فيما يتعلق بهذه الأمور .....
" حسنًا بالنظر للأمور في الاسفل هناك خمسة قادة وهذا يتضح من وقفتهم والتجمعات حولهم وعلى أقل تقدير كل رجل منهم يمتلك عشر حراس وهناك ثلاث مخارج فقط لذا فالأمر إلى حدٍ ما صعب، لكن يـ...."
قاطع تحليل ماركوس للأمور صوت حديث جايك وهو ينادي الجميع بنبرة عالية :
" هيييه يا رفاق اتتذكرون تلك الفتاة التي أرانا جاكيري فيديو لها في السابق ؟؟؟ لقد رفعت فيديو آخر على يوتيوب و هو أكثر إثارة من ذلك القديم "
لم يكد ينهي مارسيلو حديثه حتى كان الجميع يبتعد عن القبة متجاهلين حديث ماركوس ونظرات انطونيو، بل والمهمة كلها وهم ينقضون فوق رأس مارسيلو واعينهم تكاد تلتصق بهاتفه يلتفوا حوله ومارتن يهمس بأعين مفتوحة بشدة :
" وكيف عرفت أنت يا رجل ؟؟؟"
" لقد قمت بعمل متابعة لها والآن فقط وصلني اشعار "
" يا حقير لستَ هينًا أبدًا "
أنهى مايك حديثه بغمزة وهو يضرب كتف أخيه في مزاح ثقيل ليتحدث جاكيري وهو يمعن النظر في الفيديو اكثر :
" لكن أشعر أن هناك شيء قد تغير بها "
نظر جايك للفيديو جيدًا وهو يسحب الهاتف من يد مارسيلو يدقق فيه بشكل كبير قائلًا ببسمة مستنتجة :
" نعم انظر اظن أنها قامت بعملية تكبير شفاة فشفتيها لم تكن هكذا في الفيديو السابق "
اقترب جاكيري من جايك يدقق النظر في الهاتف أكثر :
" نعم صدقت، لكن هذا يبدو مثيرًا أكثر "
اطلق الجميع ضحكات عالية غير عالمين بتلك النظرات التي تكاد تحرقهم في الخلف، ليقوم مايك بأخذ الهاتف وهو يقول بشغف كبير :
" لقد وضعت رابط صفحتها على الانتسجرام سوف ادخل واخبرها أنها جميلة ومثيرة فهذا يعجب جميع الفتيات كما تعلمون "
أنهى حديثه بغمزة وقحة لتتعالى الصيحات المشجعة من الجميع وهم يقتربون منه جميعًا وقد نسوا للحظات المهمة التي أتوا لأجلها واندمجوا في ذلك الفيديو ...
تحدث ادم وهو يراقب مايك يتصفح صورها على الانستجرام :
" ما رأيك مارتن أن تخترق حسابها "
" فكرة جيدة سأفعلها ...افتح يا مايك تلك الصورة بثياب السباحة تبدو مـ...."
لم يكمل حديثه بسبب رؤية الجميع ليد تمتد جاذبة الهاتف من بينهم ثم وفي ثوانٍ كان الهاتف يحلق بعيدًا من فوق القصر، صدرت صيحات معترضة من الجميع وهم يلتفتون للفاعل والذي لم يكن سوى فبريانو الذي رمقهم بشر :
" ولا كلمة "
دفع الجميع جاكيري للامام باعتباره الأكبر ليتحدث جايك وهو يحرضه :
" تحدث معه يا اخي فأنت الأكبر منه هنا هيا اصرخ في وجهه لقد القى هاتف مارسيلو بعيدًا قبل حتى أن أرى صورة الفتاة بثياب السباحة، لقد كنت ارسم لها صورة في ذهني لارسمها عند عودتنا "
انهى حديثه وهو يرمق فبريانو بغيظ شديد ليقول جاكيري وهو يلوي فمه بحنق :
" لست في مزاج يسمع لي بمحاربة ثور هائج كـ فبريانو، فقد أفسد مزاجي بفعلته "
أنهى حديثه وهو يتحرك صوب القبة مجددًا تاركًا الجميع ينظرون بغضب لفبريانو وخاصة مايك الذي كان يتمالك نفسه حتى لا يقتله وهو يهمس بغيظ :
" أنا حتى لم ارسل لها الرسالة، تبًا لك فبريانو، أشفق على تلك التي ستقع بين يديك يا رجل، فأنت مجرد آلة قتل لا قلب "
ابتسم فبريانو بسخرية وهو يتحرك صوب انطونيو الذي كان يبتسم ببرود عليهم شامتًا بهم فهو من ارسل لهم فبريانو...
" وهل تظنني سأتعامل معها كما اتعامل معك ومع امثالك يا وغد ؟؟؟ "
أنهى انطونيو حديثه وهو يتوقف جوار الجميع حول القبة ليعلو صوت انطونيو يشير في وجوه الجميع بتحذير :
" فقط انتظروا حتى نعود ...مجموعة اوغاد يسيل لعابهم بمجرد رؤية فتاة "
قلب مارتن عينه بحنق هو لم يحب تلك الفتاة، ولم يحب ملامحها التي بدت له بشعة مقارنة بـ بنية العينين خاصته، لكنه يستمتع حقًا بإثارة غضب أخيه وانطونيو ..
" حسنًا هذا إن عدنا ...والآن أخبرنا الخطة ماركوس "
اوقف انطونيو ماركوس عن الحديث وهو يقول ببسمة مخيفة :
" لا تتحدث أنت ماركوس فلا قِبل لك بمناقشة هؤلاء الاوغاد، استمعوا فلن أعيد كلمة واحد قلتها ......."
_________________________________
ألقت مفاتيح شقتها على اول طاولة قابلتها ثم تحركت صوب الداخل تأن وجعًا من المجهود الذي بذلته اليوم، فهي عندما خرجت من الشركة ذهبت للتبضع وبعدها سارت قليلًا تفكر في القادم من حياتها ..
نزعت الباروكة التي ترتديها ثم تحركت صوب غرفتها تبدل ثيابها بثياب أخرى مريحة وبعدها حملت الحقائب التي أحضرتها متجهة صوب المطبخ، لكن قطع طريقها صوت رنين الهاتف الذي جعلها تتوقف وهي تنظر للمتصل، وفجأة ارتسمت بسمة واسعة تزين شفتيها وهي تجيب بحب :
" ازيك يا حبيبي ؟؟؟ "
أجابها اسكندر من الجهة الأخرى بحنان شديد :
" أنا كويس يا قلبي طمنيني أنتِ عليكِ عملتي ايه في موضوع الشغل الجديد اللي قولتيلي عليه؟؟؟؟ طلع كويس ومستريحة هناك ؟؟؟"
ضحكت رفقة وهي تتجه صوب المطبخ تتحدث بحنان لأخيها الذي يتكبد دائمًا عناء يومها حتى وهو بعيد عنها :
" أنا كويسة متخافش وكمان الشغل كويس و....."
توقفت رفقة عن الحديث وهي تسقط الهاتف ارضًا وتبعه الحقائب ترمق ذلك الذي يقف في منتصف مطبخها بصدمة كبيرة، وهو لم يكن أقل صدمة منها، فهو جاء للشقة حتى يحضر عشاء له ولرفيقه يعتذر فيه عما بدر منه حيث أن اسكندر لم يكن يمنحه فرصة للإعتذار وهو يتجنبه طوال الوقت .
وبمجرد سماعه لصوت فتح الباب، اختبأ جوار باب المطبخ بعدما جهز طاولة الطعام يراقب بعينه صديقه الذي تحرك صوب غرفته، لكن اثناء ذلك رآه وهو يخلع شعره بشكل أثار فزعه ثم دخوله وخروج فتاة بدلًا من رفيقه اسكندر ...
نظرت رفقة لجون بصدمة ولوجوده في هذا الوقت في شقتها وهي تتجاهل صوت صراخ أخيها من الجهة الأخرى بعدما صمتت فجأة و بدون مقدمات مثيرة هلعه ...
تقدم جون منها ينظر لها من أعلى لاسفل وهو يهمس بعدم تصديق :
" فتاة ؟؟؟؟؟؟ أنت في النهاية فتاة ؟؟؟؟؟؟"
________________________________________
" من أنتِ ؟؟؟"
خرج سؤال جولي بتعجب وهي ما تزال ترمق تلك الفتاة أمامها بتعجب لوجودها و لطريقة دخولها ...
ابتسمت روبين لها بلطف شديد اثار حفيظة جولي وهي تسمع لصوتها يتحدث بهدوء شديد :
" أنا روبين "
صمتت تراقب التعجب يلوح على وجهها لتكمل ببسمة أوسع :
" تلك الفتاة ....من الحديقة "
كرمشت جولي وجهها بعدم فهم، تفكر أي فتاة تلك وأي حديقة ؟؟؟ هل هي إحدى زبائنها ام ماذا ؟؟؟
" أنا لا أتذكرك حقًا اعذريني فأنا لستُ جيدة في حفظ الوجوه "
ابتسمت روبين لها وهي تكمل موضحة أكثر بحرج :
" أنا التي رأيتك أثناء قتالك مع الرجال وقمت بضرب أحدهم بالحجارة، تتذكرين ؟؟؟؟"
فجأة شهقت جولي بادراك وقد علمت الآن أي فتاة تقصد، مررت نظرها على الفتاة أمامها بحزن شديد لما حدث لها بسببها هي وهي تهمس بأسف حقيقي :
" نعم نعم تذكرتك.... أنا حقًا لا اعلم كيف اشكرك، وايضًا كيف أعتذر منك عما حدث لكِ بسبب دفاعك عني ؟؟؟"
ابتسمت لها روبين وهي تربت على يدها بحنان جعل جولي تنقل نظرها ليدها بتعجب شديد تستمع لصوتها الذي اخترق أذنها بنبرة غريبة عليها :
" لا بأس عزيزتي المهم أنك بخير، عدا ذلك لا يهم صدقيني "
رفعت جولي عينها للفتاة وهي ترمقها بتعجب لحديثها ذاك، وفجأة تجد يد الفتاة تُمد أمام عينها وهي تتحدث بإشراق كبير :
" أنا روبين وأنتِ ؟؟؟"
مدت جولي يدها بتردد شديد وهي تجيبها :
" جولي "
" اصدقاء ؟؟؟؟؟؟؟"
______________________________
وصل الجميع للممرات التي تحيط بالبهو حيث يلتف حول البهو ممرات عديدة تمتد لثلاث طوابق ....
كان الجميع يتحرك بخفة شديد نحو باب القبو منفذين لتعليمات انطونيو بالضبط دون أي انحراف عنها، لكن فجأة توقف جايك وهو يشير بإذنه هامسًا للجميع :
" اتسمعون هذا ؟؟؟؟؟"
توقف الجميع يرمقونه بعدم فهم تحول لمفاجأة وهم يرونه يتحرك بجسده صوب الدرج يلوح بيده و هو يقول بسعادة :
" تلك الأغنية يا رجل أنا أعشقها كثيرًا "
كان الجميع يرمقه بصدمة لا يصدقون ما يفعله حتى وجدوا جاكيري يدفعهم جانبًا وهو يتجه له يجذبه بحنق خلفهم غير مهتم لنظرات جايك التي تكاد تحرقهم احياء .
تحدث انطونيو بسخرية كبيرة :
" ذكروني أن اقتلكم جميعًا بعدما انتهي "
أنهى حديثه وهو يتحرك يكمل طريقه متجاهلًا الجميع، لحق به الجميع، ليبتسم جاكيري فجأة وهو يتذكر لحظات جنونه معها ورقصه معها تلك اللحظات التي ذكرته الأغنية بها، ليضحك ضحكة مكتومة يتذكر نظرات خوفها منه في بداية الأمر ثم أصبحت تشاركه الأمر ...
تحرك الجميع لدرج داخلي يقودهم للطابق الأرضي عبر القبو ومازال جاكيري يجذب جايك حتى وصلوا لباب القبو ينظرون لبعضهم البعض بنظرات غامضة بها إشارات لا يفهمها سواهم ...
أشار انطونيو بيده يعد عليها استعدادًا للهجوم، ليبدأ الجميع في إخراج أسلحتهم وما كاد انطونيو يفتح الباب حتى وقع نظره على كلًا من جايك وجاكيري اللذان كانا يتراقصان ببراعة شديد غير مهتمين بوضعهم في هذا القصر وأنهم قد يُقتلوا دون رحمة هنا .....
كان جايك يرقص وهو يقول بسعادة :
" يا رجل ذكرني أن أخذ جهاز الموسيقى هذا قبل ذهابنا "
نظر انطونيو لفبريانو وهو يقول له بنبرة باردة :
" اقتلهما ......"
ابتسم فبريانو باتساع شديد وهو يخرج مسدسه بجدية كبيرة ولم يكد يفعل شيء حتى شعر الجميع بالباب يُفتح فجأة وتطل عليهم فتاة ترتدي ثياب كاشفة تحمل صينية عليها اكواب ويبدو أنها نادلة هنا.
تيبست اقدام الفتاة بصدمة وهي ترى ما يحدث أمامها...
بينما كان جايك ما يزال يرفع يديه عاليًا وهو يحرك خصره على الموسيقى ليتفاجئ بدخول الفتاة، ابتسم بغباء وهو يقول مشيرًا للجميع وقد بدأت بسمته تتحول للخبث :
" نحن الفرقة الراقصة اتينا لأجل احياء الحفل، ما رأيك بعرض حصري لكِ..........."
صرخت الفتاة برعب شديد وهي تركض لخارج القبو، تنظر خلفها وهي تتحرك بهلع للخارج ..
لوى جايك فمه بحنق وهو يقول :
" حمقاء، كنت سأقدم لها عرض حقًا "
تجاهل انطونيو الأمر ثم قال ببسمة مخيفة :
" والآن يا رجال لكم كامل الحرية في طريقة الاحتفال، ولا تنسوا تعاملوا بلطف مع الجميع، لا نريد أن يقول الجميع أن أحفاد اليخاندرو يفتقدون لأساليب اللباقة ......"
______________________________
تلك اللحظة التي تدرك بها أن جميع قناعاتك القديمة كانت واهية وبشدة، تلك اللحظة التي تدرك أن جميع وعودك القديمة كانت مجرد كذبة، تلك اللحظة التي تنهدم فيها جدران قلبك، هي من أكثر اللحظات المؤلمة واللذيذة التي قد يعيشها إنسان ..............
يمكنكم اعتبار أننا و حتى الآن نمهد لمفاجئات كثيرة قادمة، ستجعلكم تفتحون افواهكم لثوانٍ في محاولة لفهم ما حدث، لكن كل ذلك في الفصول القادمة من أحفاد اليخاندرو ( ابواب الجحيم التسعة)
" لا تدري من أي باب قد يأتي جحيمك "
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم