رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة العاشرة 10 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة العاشرة 

_ أنا نازلة ديت يا حسن.

بصلي بصدمة وقفل الكتاب اللي في إيدهُ اللي كان بيذاكر فيه وقلع نضارتهُ وقال بتساؤل وتعجب:

= رايحة فين يا حلوة؟

جاوبتهُ بطل بساطة من البلكونة وأنا بوريه الأتوفيت وقولت:

_ رايحة ديت، إي رأيك فيا، حلوة مش كدا؟

إتكلم بعصبية طفيفة وهو مغمض عيونهُ نُص تغميضة وقال:

= إنتِ عارفة يعني إي ديت ولا إنتِ بتهبدي وخلاص يا هايا؟

إبتسمت وسندت بإيدي على سور البلكونة وقولت بتساؤل:

_ أكيد فاهمة يعني يا روحي، عندي 22 سنة إي اللي هيخليني مش فاهمة، ثُم إن إنت متضايق ليه، بتغير عليا؟

بصلي بعصبية وقال بإبتسامة:

= أكيد لأ، بس خايف عليكِ، فـَ بلاش المقالب السئيلة دي وإدخلي يلا جوا غيري هدومك وإتعشي ونامي.

ضحكت بغيظ وقولت وأنا بتعدل:

_ أتعشى وأنام أيوا، بقولك نازلة ديت، يلا سلام ومتخافش عليا بالمناسبة هو هيعرف إزاي يخاف عليا.

خلصت كلامي ونزلت بالفعل وأنا الغيظ مُتملك مني، أنا بحب حسن من وإحنا في إبتدائي تقريبًا، أنا وحسن جيران ومش جيران عادية بالمناسبة، عيلتي وعيلتهُ زي العيلتين بالظبط وليل نهار عند بعض وحتى في المناسبات بنسهر كلنا مع بعض لأكتر من 30 سنة يعني قبل ما أنا وحسن نيجي أصلًا للدنيا.

كنت أنا وهو دايمًا مع بعض في كل مراحل التعليم بس هو كان سابقني بـ 3 سنين ولكن معايا في نفس المدرسة، لحد الجامعة اللي فرقتنا، هو دخل كلية طب لإنهُ دحيح درجة أولى وأنا دخلت فنون جميلة ودا لإني بعشق الرسم.

أنا بحبهُ من زمان وكل العيلة عارفة بـ دا وهو كمان كان واضح عليه أوي إنهُ بيحبني، ولكن كل دا إتغير لما جيت في يوم إعترفتلهُ بحبي.

كنت مبسوطة أوي في اليوم دا وكان من حوالي 3 سنين من دلوقتي، كنت أنا في ثانوي وهو في أوائل سنين الطب، إتفقنا ييجي ياخدني من المدرسة بعد ما أخلص وجالي فعلًا.

في الطريق طلعت من شنطتي بوكيه الورد الهاند ميد صغير وفيه 3 وردات بلون بيبي بلو زي ما هو بيحب، وقفت فجأة وأنا مخبياه ورايا وهو وقف وبصلي عشان يشوف وقفت ليه، مدت لهُ إيدي وأنا مُبتسمة وقولت بحماس وحُب:

_ حسن، أنا بحبك.

فضل ساكت دقيقتين كاملين حتى من غير ما يبتسم حسيت فيهم إن الدنيا شايلالي أكبر صدمة في حياتي، عدوا عليا سنتين وأنا مستنية ردهُ اللي المفروض متوقعاه والناس كلها متوقعاه من سنين ولكن سكوتهُ دا اللي مخليني متوترة وقلقانة.

إتكلم بهدوء من غير ما يبتسم وقال:

= يلا بينا يا هايا، هنتأخر على البيت.

كان هيمشي بس مسكتهُ من إيدهُ عشان أوقفهُ وقولت بصدمة وأنا سامعة صوت كسر قلبي:

_ حسن أنا بعترفلك بـ حُبي ليك!

إتنهد وبصلي وقال بنبرة هادية وعادية كسرت قلبي للمرة اللي مش فاكرة عددها:

= هايا، أول وأخر مرة تقوليلي حاجة زي دي ويلا بينا نروح عندي مذاكرة كتير.

دموعي نزلت من غير ما أحس وبوكيه الورد وقع مِني وقولت بتساؤل:

_ ليه يا حسن؟
ليه وإنت عارف من زمان إني بحبك وإنت كمان أنا متأكدة إنك بتحبني؟

إتنهد وشد على شعرهُ بعصبية وزفير وهو باصص للأرض وبعدين بصلي وقال بعد ما إتنهد:

= خلاص بقى يا هايا، كنا أطفال وقتها، يلا بينا نمشي وإنسي اللي حصل وأنا كمان هنساه ونفضل زي ما إحنا.

روحت بعدها معاه للبيت وكانوا العيلتين بيحضروا فطار مع بعض، قعد معاهم على الفطار وهو حاسس بتوتر وأنا دخلت الأوضة بتاعتي وقفلت الباب عليا وقعدت أعيط تقريبًا شهر أو شهرين.

إتنهدت لما رجعت للذاكرة اللي بالنسبالي أسوء ذكرة عدت عليا من ساعة ما إتولدت ولكن مقدرتش الحقيقة إني أبطل أحب حسن، وركزت مع حياتي الحالية ونزلت الشارع وكما هو مُتوقع لقيتهُ واقف تحت وباصصلي بغضب.

إتكلم وقال وهو بيقرب عليا:

_ قولتيلي نازلة فين يا روح شادية؟

بصيتلهُ بصدمة مُصتنعة وقولت:

= طيب هو حد جاب سيرة منال دلوقتي عشان تجيب سيرة شادية؟

إتكلم وهو بيجِز على سنانهُ وقال:

_ طيب إطلعي قدامي ونشوف منال وشادية هيعملوا إي لما يعرفوا اللي إنتِ رايحاه.

كتفت دراعاتي وقولت بإستهبال وغضب مُصتنع:

= مش طالعة في حِتة وإبعد عني عشان متأخرش على الواد السُكر اللي رايحة أقابلهُ.

حط دراعهُ على الحيطة اللي جنبي يحاوطني عشان ممشيش وطلع موبايلهُ وإتتصل على بابا، إتكلم بتحدي وقال:

_ هنشوف بقى عمي أيمن موافق على الكلام دا ولا إي الدنيا؟

أول ما سمعت إسم بابا مسكت منهُ الموبايل بسرعة وخوف وقفلت المكالمة، بصلي وقال بتحدي:

= إي مش رايحة ديت؟
هجيبهُ عشان يربيكِ من أول وجديد عشان أنا ماليش ضرب عليكِ غير كدا كنت كسرت عضمك يا هايا لحد ما يبانلك صاحب.

إتكلمت بغضب بعد ما خبطتهُ بالموبايل في دراعهُ وقولت:

_ إنت عبيط يا حسن، أكيد يعني بهزر معاك أنا خارجة مع صاحبتي ملك إنت عارفها.

بصلي بنظرة غامضة شوية وبعدين قال وهو بيشاور على الطريق:

= طيب يلا هاجي معاكِ.

إتكلمت بتساؤل وقولت:

_ ودا ليه إن شاء الله، شاكك فيا؟

إبتسم وقال ببساطة:

= أيوا.

عملت نفسي مصدومة ومشيت فعلًا الأول عشان عارفة إنهُ يا هييجي معايا يا مش هخرج ولا هروح في حِتة، إتتصل بـ ماما عرفها إنهُ رايح معايا عشان متأخرش ومبقاش لوحدي.

بعد حوالي تِلت ساعة كنا وصلنا المكان اللي متجمع فيه صحابي، كان من ضمنهم كريم أخو ملك ودا اللي مكنتش عارفة بوجودهُ بصراحة، بصلي حسن برفعة حاجب وغضب مكتوم.

حمحمت وروحت سلمت على ملك صاحبتي بإبتسامة وكعادتي مش بسلم بإيدي على رجالة فـ لما كريم مدلي إيدهُ فضلت ثواني بصالهُ ومش عارفة أعمل إي لحد ما حسن جه هو اللي سلم عليه بمُنتهى القرف يعني مقولكوش.

قعدنا فـ قرب حسن من ودني وقال بوعيد:

_ والله يا هايا لأوريكِ إزاي تكدبي عليا ويبقى في واحد في القاعدة.

إبتسمت ورديت عليه بنفس الهدوء وقولت:

= والله يا حسن مكنتش أعرف وبعدين ما إنت جاي معايا من غير ما هي تعرف أهو، يعني هو كمان هيقولها كدا؟

بصلي بجنب عينيه بتقليل من كلامي وبعدين قال بنبرة مشحونة:

_ وهي كانت عايزة تكلمني وبتحبني عشان هو يقولها زي ما بقولك، ولا هو البيه إسم النبي حارسهُ وصاينهُ بيحبك وعايزك؟

إبتسمت وقولت بسعادة خايبة شوية وقولت:

= وإنت يشغلك فـ إي يعني، بتغير عليا؟

بصلي بجنب عينهُ وبعديت بص قدامهُ وشرب شوية من العصير بتاعهُ وسكت، كملت قعدتي مع ملك صاحبتي وكان في صمت ونظرات حادة بس بين كريم وحسن.

خلصنا وفي طريقنا للبيت كنا حابين نمشي شوية، إتكلمت بتساؤل وقولت وأنا سعيدة نوعًا ما:

_ حسن أنا عايزة أسافر.

بصلي بهدوء وقال بإبتسامة:

= عايزة تسافري فين وليه؟

إتكلمت بإبتسامة وأنا ماشية قدامهُ بالعكس وقولت:

_ مش عارفة، بس حاسة إني عايزة أسافر وأفصل شوية عن كل اللي أعرفهم ومعرفهومش، أروح بلد غريبة عني محدش يعرفني فيها ولا أنا أعرف فيها حد وأشتغل على نفسي فترة وبس.

إبتسم وبص في الأرض وبعدين قال بتساؤل:

= عاملة إي في جامعتك.

ضحكت وقولت:

_ أكيد مش زي تفوقك يا دكتور حسن بس أهو بحاول، وعاملين مسابقة ثُنائية كمان، كل إتنين فريق هيشتركوا في لوحة واللوحة اللي هتفوز هيكسبوا.

إتكلم بتساؤل وقال:

= إممم كويس شاطرة إشتغلي على نفسك وإكسبيها، مين اللي إختارتيها تكون معاكِ.

ضميت شفايفي على بعض بسبب السؤال اللي هيقلب مود اليوم دا وقولت بتردد:

_ هو في الحقيقة مش إحنا اللي بنختار بعض، الدكتور هو اللي بيختار عشوائي وإختارني مع فارس.

وقف عن المشيّ وقال بنبرة غضب مُعترضة:

= فارس لأ يا هايا.

إتنهدت وجاوبتهُ بعد ما غمضت عيني:

_ طيب انا ذنبي إي، للاسف مش هقدر أغير الشريك بتاعي.

إتنهد وبعدين كملنا مشيّ من سكوت لحد ما وصلنا، كل واحد طلع بيتهُ ولما طلعت كانت منال والدة حسن قاعدة مع ماما بيتابعوا المسلسل، دخلت الأوضة بتاعتي وبمجرد ما غيرت ورميت نفسي علي السرير موبايلي رن، قومت بحماس فكرتهُ حسن.

ولكن الحماس طار وحسيت بالملل لما لقيتهُ فارس، رديت بزهق وقولت:

_ خير يا فارس، متتصل ليه دلوقتي؟

جالي صوتهُ اللعوب وهو بيقول بمُكر متعودة عليه منهُ:

= الله!
في حاجة إسمها عامل إي، دا أنا حتى بحبك يا يويو.

غمضت عيني بملل وقولت بنبرة حادة:

_ فارس، صدقني لو فتحت معايا الموضوع دا تاني هتزعل مني أوي والله، ومتتصلش بيا تاني برا الجامعة يا فارس.

كنت لسة هقفل المكالمة في وشهُ بس وقفت لما قال بسرعة عشان مقفلش:

= إستني بس متقفليش، أصل مكالمتي مش بحبك بس لأ، دي حاجة كلنا عارفينها، بس بالنسبة بقى لحبيب القلب حسن مش تلحقيه؟

رديت بسرعة وخوف وقولت:

_ مالهُ حسن؟

ضحك ضحكة صفرا وقال:

= عندي ليه ڤيديوهات توديه في داهية، بس أكيد كل حاجة ليها تمن.

كنت بسمعهُ وأنا ظاهر على ملامحي الخوف والذُعر وأنا بفكر إي اللي ممكن يكون مع فارس لـ حسن يوديه في داهية ومش عارفة المفروض أرد أو أتصرف إزاي!

تعليقات



×