رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل العاشر بقلم مروة البطراوي
انفعلت بهيرة
-انت اتغيرت أوى.
ابتسم هريدي بهدوء
-الحمد لله كله بأوان يا بنتي.
تنهدت بهيرة بسعاده ثم صاحت
-و أخيرا طلبي من ربنا اتحقق و هبقي أم.
دلف اليهم محمد بعدما عاد من الصيدليه يجلب المثبتات
-ايه الانفعال ده يا بهيرة اهدي كده و امسكي أعصابك مبروك يا قمرى.ربنا يقومك بالسلامه .
🖤🖤🖤🖤🖤 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
علي الجانب الأخر عند سالم و حلاوتهم كان يشدد علي رأسه من الغيظ
-انتي اتجننتي يا بت انتي ايه اللي انتي عملتيه ده مش مكفيكي نص الأملاك.
نهضت حلاوتهم و توجهت له و هي تلوك علكه بأسنانها تتلاعب بأزرار قميصه
-ده نصيبي منك يا سالم لكن أنا عايز نصيب مريم من أبوها علشان ابنك اللي جاي في السكه.
جحظ بعينيه بذهول فهو كان لا يفكر بالانجاب و ان كان لا يكون منها بالرغم من رغبته بها الا أن زهوتها انتهت
-انتي حامل!عرفتي منين انتي مش بتخرجي وبعدين احنا لسه متجوزين مستعجله علي ايه احنا لحقنا نتمتع ببعض ؟
شعرت حلاوتهم أنها علي حق بتفكيرها في سالم هو يريدها للمتعه فقط و ليس للبقاء و تأكدت أن ما سمعته عن رغبته في العوده
-بدرى من عمرك يا سيد الناس ده أنا ناويه أجيبهم ورا بعض أهو أعوضك عن ابنك اللي مش بطيقه علي الأقل اللي جاي مني حلاوتهم حبيبتك .
هز رأسه باستسلام
-أه حبيبتي يا حلاوتهم.
انتهزت الفرصه و أعطته القلم
-امضي بقي يا سالومتي دي حاجه بسيطه.
لا يعلم كيف مضي و لكنه لا مفر فمعها نصف الأملاك
-ادي امضتي أهو يا حلاوتهم الا قوليلي هي أمك مالها بالظبط.
توترت حلاوتهم من سؤاله و ابتلعت ريقها بخوف و قلق أن يعلم
-ها أمي ما انت عارف ان جوزها معكنن عليها عيشتها من يوم ما بطلت أبعتلها فلوس.
عقد سالم ما بين حاجبيه غير مصدقا لما تقوله فوالدتها أينما تحتاج الي أموال تبعث لها فورا
-غريبه أنا نفسي بشوف الواد اللي شغال عندي بيعطيها الفلوس و بقت كل أسبوع مش كل شهر زى ما اتفقنا.

ارتبكت حلاوتهم و صرخت تضع يدها علي ظهرها لتلفت انتباهه أنها تشتكي من وجع الحمل تلهيه عن أمر والدتها.
بعد مرور أسبوع جاء علي منزل سالم محضر يخص والدة زوجته و اتهامها بسرقه مشغولات ذهبيه من محل الصاغه دلف الي زوجته بغضب
-ايه اللي أمك عملته ده؟
ارتبكت حلاوتهم من غضبه
-ده واحد مش سليم أخد الدهب برخص التراب.
جحظ بعينيه بذهول حيث ظن أنها ستتفاجئ مما يقوله
-و انتي عارفه الموضوع بقي صح لا و بدافعي عنها كمان؟
هزت حلاوتهم رأسها باصرار و عناد و ضيقت عينيها تواجهه
-هدافع طبعا دي أمي يا سالم أومال انت مفكرني مريم اللي باعت أبوها؟
كانت تستمع اليهم بخوف و ما ان دافعت عنها ابنتها حتي صعدت لهم بثقه
-اسكتي يا حلاوتهم لأحسن كلامك ده هيخلي ايده تاكله و يضربك زى ما كان بيضربها.
ثم التفتت الي سالم تنظر اليه باستهزاء تخبره بعينيها أنها جعلت من ابنتها خاضعه لها بعكسه
-حقك عليا يا ابني معلش بنتي بقي و مصدقاني و واثقه فيا و هي صح الراجل الصايغ ده حرامي.
نظرت اليها حلاوتهم بضيق عندما تحدثت في بداية حديثها و هي تردف بتأسف له فهو لا يستحق
-هو اللي سرق أمي خد منها الدهب برخص التراب و في الأخر يقولك مضروب هو اللي ضربه الدهب سليم.
جز سالم علي أسنانه بغيظ يلعن حظه أنه وقع بين يديهم كاد أن يفتك بهم و لكنه تذكر أملاكه التي بين يديهم فعدل عن ذلك قائلا
-مين الصايغ ده و أنا أحلها معاه ودي مفيش داعي للفضايح و في الأخر المبلغ هيبقي قليل ما انا عارف دهبكم خفيف.
تعالت النيران بصدرها و هو يستهزأ بذهبهم و قيمته الرخيصه فصممت أن تخبره لكي تعتليه الصدمه و يعرف مقامهم
-لا ما هو ضحك علي أمي الغلبانه يا عيني باعت دهبها كله و بعدين أنا دهب امي كتير أي قرش ببعته ليها كان بتجيب بيه دهب.
كتمت والدتها ضحكتها فحلاوتهم كانت كمن تريد أن تجلطه و تصيبه بالشلل كم أسعدها ذلك فهي تريد الاقتصاص منه و من عائلته
-ما كفايه بقي يا حلاوتهم بالراحه عليه الراجل شكله هيتشل زى أبوه متزعلش يا ابني الدهب مش قليل و لا حتي خفيف ده شقا عمر حلاوتهم .
عنفت والدتها
-كفايه يا ماما.
زفر سالم بحنق
-في ايه تاني مخبينه؟
نظرت حلاوتهم الي سالم بتحدي
-الدهب أغلبه بتاع خالتي و دي بقي مش سهله.
حقا لقد طفخ الكيل منهم ود طردهم و لكن سيخسر
-اطلعي هاتي دهبك يا حلاوتهم و أنا هعطيه للصايغ.
شهقت حلاوتهم و وضعت يدها في خصرها تهز قدمها
-يعني أنا في الأخر اللي هكون أنا و دهبي كبش الفدا لا .
نظرت اليها والدتها و له بترجي مصطنع بعكس جبروتها
-أنا راضيه اني أتسجن رغم اني هكون مظلومه بس أعمل ايه.؟
صرخت حلاوتهم في وجهه و أردفت بجنون قائله و هي ترغمه
-سالم انتي عارف أنا بحب الدهب قد ايه فهرهن حاجه من الأملاك.
ارتفع حاجبيه فهذا ما لا يريده و أخذ يمرر نظراته بينهم لتعنفها والدتها باصطناع
-لا أنا كده همشي بجد أملاك ايه اللي ترهنيها يا خايبه و افرضي معرفتش أسدد دي فلوس ابنك.
و بالفعل تركتهم تعلم أن حلاوتهم ستجلب منه المال اللازم بدون ذهابه الي محل الصاغه و كشف الحقيقه
-أنا أسفه يا سلام اني قولت اني هرهن حاجتي بس بصراحه أنا مش حابه أضحي بدهبي لأنه ده أحلي هديه منك.
كان شاردا و واقع بين نارين نار رهن الاملاك و نار دفع المال اللازم لاسقاط المحضر و القضيه تنفس ببطء قائلا
-تقدرى تسحبي من الفيزا بتاعتك بكره هحولك فلوس عليها بس دي أخر مرة يا حلاوتهم و مدخلنيش في حوارت من دي.
اقتربت منه بخبث و قامت باغرائه كامرأه نجحت في جمع الخيوط لكي تصل الي قلب و حواس شخص محروم و هو متزوج
-أرجوك يا سالم افرد وشك الجميل ده يا أبو عيون مش عارفه لونها ايه اللي قولي يا سالم انت محدش قالك قبل كده ان عينيك حلوة؟
هدأت ثورة الغضب لديه حقا هي امرأه لعوب لعبت علي الوتر الحساس و نقطه الضعف هو لم يجد من تحبه يوما حتي زوجته كانت تنفر منه.
-ابقي قوليها ليا انتي.
تحدثت بألم مصطنع
-معلش عارفه انك اتعذبت.
بدأت عينيه تلمع من تجمع الدموع
-بتقدرى توديني لحته جميله يا حلاوتهم.
ابتسمت حلاوتهم بفرحه الانتصار في أن تغلبه
-أنا أكتر واحده فهماك و من زمان يا سالومتي يا حبيبي.
🤎🤎🤎🤎🤎 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
في محل الورد عند مريم كانت تجهز باقه ورد لامرأه جميله
-حضرتك البوكيه جاهز أتمني ذوقي يعجبك أغلبه زهر البنفسج.
ابتسمت لها السيده التي كانت تأكلها بعينيها كمن ينتقي عروس لابنها
-تسلمي يا جميله طبعا ذوقك هيعجبني انتي ذوقك راقي جدا و محلك جميل.
ابتسمت مريم من داخلها بسخريه علي لفظ محلك فهي عامله فيه و لكن من يراها يظنها صاحبه العمل
-نورتيني يا فندم.احممم المحل مش محلي أنا بشتغل هنا بتمني تجيبي من عندنا ديما ليا نسبه علي كل بوكيه.
خرجت السيده و هي متعجبه من رد مريم الصريح أي شخص بمحلها سيتمادي مع لفظ المحل و لم يحاول تصحيح المعلومه.دخل بعدها مصطفي
-يا بخت زهر البنفسج .
تفاجئت مريم من وجوده
-انت مش كنت حلفان متجيش؟
تنهد مصطفي بضيق و زفر بحنق
-حد جه طلب ايدك للجواز مني يا مريم.
جحظت عينيها بذهول و هدأت أنفاسها
-اممم و بعدين يعني من الأخر اتقبل و لا اترفض.
تضايق من اهتمامها و لكنه تسائل لما لم تسأل من هو
-كل شئ فعلا و له أخر.بس مش تعرفي هو مين الأول ؟
استغربت من استرساله في الموضوع هي تعلم جيدا من هو
-معلش مش هيفرق معايا هو مين قد ما هيفرق معايا ردك أقصد ردكم.
رفع حاجبيه باندهاش من ردها و تأكد أنها تعلم انه عادل فظنه صحيحا جدا
-ليه مش انتي عارفه برضه هو مين و لا هتستعبطي. و بعدين ليه مهتمه لردي؟
تضايقت مريم من أسألته تكره في مصطفي استجوابه و غموضه و عدم توضيحه
-و انت عرفت منين بقي اني عارفه مش يمكن هو حابب يعملها ليا مفاجأه و طبعا لازم أعرف ردك.
رده كان قاصفا لجبهتها و تعمد اثارة غضبها ليرى ملامحها ان كانت تريده أم لا و بالفعل أصاب الهدف
-ردي ان قلتله نأجل الموضوع ده لغايه ما أنا أتجوز أصل عقبال عندك اتكلمت علي واحده و أهلها وافقوا.
هزت رأسها بغضب و هي تستمع له و ما زالت تهز و هو يتضاحك من داخله و لكن كان خائفا من رده فعلها
-اممم طب مبروك.بس طالما الموضوع بتاعي متأجل لأجل فرحه سيادتك بتقولي ليه و بعدين انت مش ولي أمرى.
مط مصطفي شفتيه يغيظها و رفع كتفيه و تهادل في مشيته يدور من حولها يحاول الاستماع الي أنفاسها الغاضبه بعنف
-أنا مش ولي أمرك و لا ضربت حد علي ايده يجي يتقدم ليا أنا حتي استغربت قلت أكيد انتي اللي قلتي له يجي ليا علشان يتقدم ليكي.و بعدين احنا بعد عمي طاهر الله يرحمه.
تنهدت مريم بحزن و ترحمت علي والدها
-الله يرحمه وجوده كان هيفرق كتير الايام دي.
شعر بحزنها و هو لا يريدها حزينه يريدها ثائرة
-جهزى ليا بوكيه ورد بقي علشان أهديه لخطيبتي.
جحظت عينيها بعدم تصديق و فهمت مغزى مجيئه
-ايه يعني ده السبب اللي خلاك تيجي ليا المحل النهارده.
ابتسم مصطفي بخبث و عض علي شفتيه بغيظ و استفزاز
-منا طلبتها خلاص مفيش غير بس أروح أشترى ليها شبكتها.
نظرت مريم الي مصطفي بدهشه و عدم استيعاب للموقف برمته
-من غير ما هي تعرف المفروض تاخد رأيها و هي بتشترى الشيكه.
شرد في كلماتها و تذكر انه حدث معها ذلك يوم خطبتها لسالم و كانت راضيه
-حضرتك مقولتيش لا لسالم لما عمل معاكي قبل كده و اللي هتجوزها زيك بالظبط.
عقدت ما بين حاجبيها بتساؤل بما أنه سيتزوج بفتاه مثلي لما لا يتزوجني أنا و سأرضي
-بس أنا مقولتش لا لسالم علشان عمي كبرته لكن دي واحده غريبه هتعمل مع الغريبه كده؟
تذكر والده القعيد،المصاب بالشلل في يديه و رجليه،يأخذ ما زرعه فيهم، و مع ذلك يحبه و يحترمه يتذكر ليله أمس عندما دلف عليه غرفته،وجده نائما،مستقرا في فراشه،جلس جواره يتحسس يده ليرى نبضه اذا كان منتظما،هو يخاف ،كطفل صغيرأن يصبح بلا أب مثلها،يتذكر عندما علم بوفاة عمه حمد ربه علي مرض والده،نعم زادت الأعباء عليهم و لكنه راضيا، و لا يشكو، و لن يفعلها يوما يشعر أنه هو الذي يستند علي والده و ليس العكس،يكفيه من هذه الدنيا وجوده أمامه، و ان كان ينسي مرارة ما فعله بهم والده،يفكر في شيئا واحدا هو استرجاع كل الحقوق التي سلبت من والده في لحظة غفله.
اخذت تلوح بيدها نحو عينيه لعله يفيق من شروده لينتبه لها و من ثم يغمز لها
-بكره بعد ما تخلصي شغلك هاخدك معايا للصاغه تنقي ليها انتي طالما انتي ما نقيتي لنفسك.
القي كلمته عليها و خرج لتجز مريم علي أسنانها و هي تنظر في أثره.
♥️♥️♥️♥️♥️ #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات
عاد مصطفي الي المنزل و هو يتذكر ملامح مريم و هي تريد الفتك به ليتنهد
-كلمتها يا مصطفي و فهمتها ان انتم لبعض بس بلاش أي اعلان دلوقتي لغايه ما نخلص.
خرج مصطفي من شروده علي صوت والدته الملهوفه علي الاطمئنان علي مريم و ابتسم
-اطمني يا أمي أنا كلمتها بس فهمتها اني هخطب و محتاجها جمبي الفترة الجايه يعني اما أشوف.
عقدت عائشه ما بين حاجبيها بعدم فهم و تدلت شفتيها ببلاهه و هي لا تفهم لما لم يصارح مريم بكل شئ
-تعرف اني غلطانه لما قلتلك روح كلمها بنفسك برضه سكت يا مصطفي و مقولتش ليها انك بتحبها خلاص ؟
تنهد مصطفي مطولا و ابتسم علي غضب والدته التي تهتم لأمر مريم و لحزنها جيدا كان يخشي أن تكون العكس
-ما تقلقيش يا أمي أنا عامل حساب لكل كلمه بطلعها من لساني و بعدين تقدرى تقولي بلاعبها زى القط و الفار كده,
ابتسمت عائشه بخبث و دارت حوله و هي تتأمل ملامحه و هو سعيد كالشاب العشريني نعم ما زال صغيرا رغم القسوة
-يعني أطمن يا ابني هيجي اليوم اللي أشوفك عريس و مع اللي قلبك حبها بس أبوك و قف ما بينكم ده يوم المني يا مصطفي .
أوقفها و هي تدور حوله و أخذ يديها بين كفيه و قبلهم لتربت هي علي شعره بحنان كالطفل و هو أيضا يتملل برأسه تحت يديها
-اطمني يا أمي طول ما أنا موجود علي وش الدنيا عمر ما الضحكه هتفارق لا وشك و لا وشها و ده عهد أخدته علي نفسي من يومها.
أدخلته عائشه بين أحضانها و ودت أن يفعلها هريدي هو الأخر و يشعر بحنان مصطفي و هو قلق عليه و قلق علي كل العائله و يهتم بأمرها
-ربنا يحفظك.
مساء في منزل مريم جائت بهيرة الي لتبشرها و لكن قامت بالتمثيل عليها أنها غير سعيده ارتعدت مريم من مظهر بهيرة و ابتلعت ريقها
-مالك؟
نظرت إليها بهيرة بحزن تصنعته جيدا لدرجه صدقتها مريم لتتحسر من داخلها متناسيه أمر مصطفي كانت تركز في بهيرة و حزنها فقط