رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الثاني 2 بقلم رحمة نبيل


رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الثاني 

‏"ولكنَ الحياة تسير إلى الأمام، وهذا الوقوف الذي تمارسه لن يؤذي أحدًا غيرك"

صلوا على النبي.....

_______________

خرجت وهي تحمل حقيبتها تنظر حولها باحثة عن ذلك الشخص الذي كان من المفترض أن يقابلها هنا في المطار حسب قول أخيها، لكن لم ترى سوى البعض الذي أتوا لاستقبال آخرين وهي تقف في منتصف المطار وحدها ....

زفرت رفقة هواء بارد من فمها وهي تحمل حقيبتها متجهة لإحدى المقاعد علّها ترتب أفكارها لمواجهة منعطفات حياتها التي لم يكن مخطط لها، هي رفقة صاحبة ال٢٥ سنة من عمرها خريجة كلية الآداب للغة الإيطالية ها هي تحقق حلمها في السفر لايطاليا، لكن ليس كمترجمة كما حلمت دائما، بل كهاربة ، هاربة لم تملك حتى فرصة الدفاع عن نفسها أمام ما وُجه لها من تهم ......

" اسكندر ؟؟؟؟؟"

انتبهت رفقة من شرودها على صوت جوارها ينادي باسم أخيها لترفع رأسها سريعًا، للحظة كادت تجيبه بصوتها العادي متناسية تمامًا أمر تنكرها ذلك، ابتلعت ريقها وهي تراقب ذلك الشاب النحيل .....

" اه صحيح أنا اسكندر ...و أنت جون صحيح ؟؟؟"

نظر المدعو جون لها بنظرات ريبة ثم اقترب منها بدرجة خطيرة جعلتها تعود للخلف بسرعة كبيرة مرتعبة من حركته المفاجأة ....

" أنت تبدو مختلفًا كثيرًا عما تخيلت "

ابتسمت رفقة بتوتر شديد وهي تتحسس ثياب أخيها التي ترتديها :

" مختلف ؟؟؟ ماذا تقصد أنا كما أنا، لربما أنت من أخطأت التخيل ..."

ابتسم الشاب بسمة صغيرة ثم أجاب ببساطة كبيرة وهو يفتح ذراعيه مرحبًا برفيقه الذي تعرف عليه من سنة تقريبًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي :

" حسنًا لا بأس مرحبًا بك يا رفيق لـ....."

توقف جون عن الحديث وهو يشاهد انتفاض اسكندر ( رفقة ) للخلف بسرعة كبيرة وهي تمد يدها له بالنفي :

" شكرًا لك، لكنني لا أحبذ التلامس مع أحد فـ أنا ..أنا ...اقصد أنني أعاني من مرض نفسي يمنعني من التلامس مع الآخرين "

" حقًا ؟؟؟ أنت لم تأتي سابقًا على ذكر هذا الأمر "

ابتسمت رفقة بتوتر تحاول ايجاد مخرج لهذا المأزق، لكنها تنفست الصعداء وهي تسمع صوت جون يدعوها للسير :

" حسنًا لا بأس لتلحق بي...."

زفرت رفقة براحة شديد وهي تسير خلف جون تستمع لثرثرته وهو يصف لها كم ستستمتع هنا وعن كم المغامرات التي تنتظرها في ايطاليا .

خطت رفقة بقدمها خارج أرض المطار وهي تستقبل هواء بارد أنعش روحها لتغمض عينها ببسمة تستقبل حياة جديدة، لا تدري ما تخفي لها تلك الحياة، لكن هي ستكون أكثر من مستعدة لكل شيء .....

______________________________

عادت روبين للخلف وهي تنظر لذلك الشخص بريبة من نظراته، لكنها رغم ذلك لم تظهر له خوفها الطبيعي، فهو بالنهاية مجرد بستانيّ لن يتجرأ على اذيتها خوفًا من خسارة عمله ....

" حسنًا اشكرك على لطفك ...نادني روبين فقط دون سيدتي "

ومجددًا يجاهد لكتم ضحكته وهو يستمع لباقي حديثها الغريب :

" أنا فقط اود الذهاب لخالي ليس أكثر ارجوك "

" خالك ؟؟؟" 

هزت روبين رأسها بنعم وهي تنظر حولها للمكان تتعجب كيف لا يضيع ساكنيه فيه ؟؟؟

" نعم خالي ...صاحب هذا المكان "

فسرت روبين حديثها مشيرة للمكان حولها ليضيق فبريانو ما بين حاجبيه وهو يميل برأسه قليلًا متحدثًا ببطء :

" صاحب هذا المكان ؟؟؟ أي وغد تقصدين ؟؟؟" 

صدمت روبين من وقاحته بشدة وهو يصف أصحاب هذا المكان مفكرة هل يتعرض للظلم من قِبلهم لذا هو ناقم وبشدة عليهم ؟؟؟ 

" ماذا تقصد ؟؟؟ "

" اقصد أي وغد هو خالك هذا؟؟؟ فالاوغاد هنا كثيرون "

أنهى حديثه ببسمة وهو يتأمل ملامح الصدمة التي ظهرت على وجهها وعينها التي اتسعت بشدة ليقترب فجأة منها بشكل جعلها تشهق مرتعبة وهي تعود للخلف ...

" عيناكِ تبدو أكثر جمالًا عن قرب بذلك الكحل الذي يزينها"

اتسعت عين روبين أكثر وهي تنتفض للخلف بصدمة من ذلك الوقح و ودت لو صفعته على وجهه حتى لا يتجرأ ويرفع عينه بوقاحة في امرأة مجددًا، لكن بالنظر للوضع فهي الأضعف هنا وقد يأذيها دون أن يرف له جفن، لكن ذلك لم يمنعها من رفع اصبعها في وجهه وهي تصرخ معنفة إياه :

" مهلًا يا سيد التزم حدودك... ألم تتعلم سابقًا كيف تتعامل مع السيدات "

اعتدل فبريانو في وقفته وهو يهز كتفه بلا اهتمام مجيبًا إياها بحزن مصطنع :

" لا لم اتعلم لأن والدتي ماتت وانا صغير كما أن والدي أيضًا تُوفي في مراهقتي تاركًا إياي للانحراف أنا واخوتي "

فتحت روبين فمها بتعجب وهي تتساءل عما يقول فهي عندما تسائلت لم تكن تتنظر جوابًا فعليًا، فهذه جملة عادية تقال لنهر بعض الرجال الوقحين أمثاله، لكن فبريانو لم يهتم وهو يكمل بكل أسف يجعلك تود لو تبكي جواره :

" كانت تمر ليالي طويلة دون أن احظى ولو لثانية بنومٍ هنيئ "

" يا مسكين هل قضيت طفولتك في العمل ؟؟؟" 

تحدثت روبين وهي تكاد تبكي تأثرًا بحديثه ليهز هو رأسه بلا وهو يقول متنهدًا :

" لا بل في النوادي الليلة "

رمقته روبين بعدم فهم وما كادت تفتح فمها للاستفسار حتى سمع الاثنان صوت رنين يصدر من خلف فبريانو الذي تحرك بملل صوب سترته التي علقها على إحدى الأشجار وأخرج هاتفه وهو يجيب بهدوء ونبرة تبتعد تمامًا عن تلك التي كان يحدثها بها :

" ماذا تريد ؟؟؟؟........جدك ؟؟؟ ألم يذهب في رحلة طويلة ؟؟؟ ما الذي عاد به الآن ؟؟؟؟.......يريدني أنا ؟؟؟....حسنًا سآتي "

اغلق فبريانو هاتفه وهو يفكر في سبب عودة جده فهو من المفترض أنه سافر في رحلة ستستغرق منه اسبوع على الأقل ...

نظر صوب تلك الفتاة الغبية بعض الشيء والتي لأول مرة جعلته يستمتع في شيء غير القتل، لطالما نفر من السيدات لسبب صغير أنه كان يرى دائما الخبث في أعينهن أو الخوف منه، لكن تلك الصغيرة المغفلة لا تخشاه كما يرى، بل وللسخرية تشفق عليه هو .

" حسنًا يا روبن ...."

" روبين "

تحدثت روبين بحنق و هي تعدّل له اسمها ليبتسم هو بعدم اهتمام يحمل سترته :

" ايًا يكن ...اعتقد أنكِ جئتي لهنا بالخطأ فلا وجود لخالك هنا، هذا المنزل به أشخاص ليس لهم أقارب من أي نوع "

فتحت روبين عينها بصدمة تفهم حديثه :

" ماذا تقصد لقد أتى إليّ رجل في المطار واخذني لهنا و...."

توقفت عن الحديث وهي تضع يدها على رأسها بعدم فهم :

" أنا لا افهم شيء أين أنا و...."

قاطع حديثها رنين هاتف فبريانو ليوقفها بيده وهو يشير لاحد المقاعد جوار ادوات التقطيع التي يستخدمها :

" حسنًا أنا حاليا يجب أن أقوم بشيء ..اجلسي هنا حتى انتهي "

أنهى كلامه وهو يتركها متحركًا صوب القصر مفكرًا في سبب استدعاء جده له تاركًا إياها خلفه تكاد تفقد عقلها من التفكير إن لم يكن هذا منزل خالها إذا لما جاء ذلك الرجل لها هي تحديدًا واخذها لهنا إن لم يكن يعرفها ؟؟؟؟؟

________________________________

كان انطونيو يرفع يده في الهواء وهو يشعر بجسده قد تيبس محله وتلك الفتاة المجنونة تحتجز خصره بشدة وكأنها تضمه ....

عندما كان انطونيو على وشك الخروج خشيت جولي أن تظل محتجزة هنا للابد وهي حقًا لا تعلم من هؤلاء ولما يريدونها لذا ودون تفكير كانت تركض وتلف يديها حول خصر انطونيو بعنف شديد رافضة أن تتركه يرحل قبل أن يمنحها حريتها .....

" حسنًا أسبوعان بلا غناء ما رأيك ؟؟؟ "

صرخ انطونيو بعنف شديد وهو يحاول ابعاد يديها عنه فهو اكثر ما يكرهه هو ذلك التلامس المفاجئ وخاصة مع النساء :

" ابعدي يديكِ القذرتين عن خصري "

تمسكت جولي وهي تصرخ به بغيظ شديد :

" على جثتي أن أتركك تخرج دوني ...أخرجني من هنا والا ستضطر لعيش بقية حياتك رفقتي في تلك الحجرة القذرة مثلك أنت ورجالك يا قبيح "

شعر انطونيو بغضبه يتصاعد أكثر واكثر، لكنه أغمض عينه يحاول الهدوء وتهدئة جسده الذي يرتجف أسفل يدها بلا إرادة فهو حقًا يشمئز من أي تلامس بهذا الشكل، حتى عندما قفزت منذ قليل عليه كاد وقتها يقتلها حقًا ....

" حسنًا اعدك إن اخرجتني من هنا لابتعدن عن أي مكبر أو أي موسيقى لن استمع لموسيقى في حياتي فقط أخرجني أليس لديك قلب ؟؟؟" 

نفخ انطونيو بغيظ ثم دفع نفسه بعنف شديد للجدار خلفه لتصطدم هي به في عنف شديد جعلها تصرخ بقوة كبيرة تسبه هو وجميع أفراد عائلته فرد فرد، ليبتعد هو بهدوء بعدما تخلص واخيرًا من أحكامها ثم استدار وهو ينظر لها بشر كبير محذرًا بينما يلوح بإصبعه أمام وجهها :

" اياكِ ...سمعتي؟؟ اياكِ ومحاولة تـ.....اااااه "

كانت جولي تراقبه وهو يهددها بغضب شديد حتى فجأة ودون أن تشعر كانت تنقض على إصبعه الذي يرفعه في وجهها تعضه بعنف شديد لدرجة شعر أنه على وشك أن يُقطع ........

" اه ايتها المتوحشة اتركِ اصبعي...عليكِ اللعنة يا حقيرة "

كانت يتحدث وهو يدفع رأسها للخلف محاولًا انقاذ إصبعه من أسفل فكها لكنها أبت إلا أن تكمل ما تقوم به ....

صرخ انطونيو بغضب ووجع شديد في جنوده :

" اللعنة عليكم جميعًا لتأتوا وتنزعوا تلك القذرة "

ركض رجاله سريعًا صوبه بعدما كانوا يشاهدون بصدمة ما يحدث مع رئيسهم ليحاول البعض منهم جذب جولي للخلف وأبعادها عن انطونيو، لكنها كانت تبدو مصرة على ما تفعله ليصرخ انطونيو بعنف شديد جاذبًا يدها في حركة غير محسوبة واضعًا إياها في فمه عاضًا عليها بقوة شديدة في مشهد يشبه مشهد تشاجر بالروضة وليس عراك بين شخصين أحدهما من أخطر رجال المافيا الإيطالية ...

_________________________________

" يعني ايه يا خالد ملقتش البنت ؟؟؟ اختفت يعني ؟؟؟ "

تنهد خالد بتعب شديد وهو يرتمي على الأريكة خلفه ثم مسح وجهه زافرًا بضيق من أسئلة زوجته التي تثقل عليه الأمر أكثر وكأنه هو من أضاعها قصدًا :

" يعني مش لاقيها يا تسنيم روحت المطار وقلبته عليها وبرضو ملهاش اثر "

شعرت تسنيم بالرعب وهي تفكر في حال روبين وحدها في بلاد لا تعرف عنها شيء ومع أشخاص لا يتحدثون بلسانها ...

" طب والعمل ؟؟؟ نبلغ البوليس ؟؟؟ دي لينا مبطلتش رن من الصبح وكل شوية تسألني عن بنتها وانا اقولها انك روحت تجيببها من المطار "

شعر خالد بالعجز فها هي أمانة أخته تضيع من بين يديه وفي يومها الأول، خرج من شروده على سؤال ابنته الكبرى والتي جلست جواره لا تفهم ما يحدث :

" هي مين روبين دي يا بابا ؟؟؟ وازاي والدتها تبقى اختك ؟؟؟ يعني أنا عندي خالة وانا معرفش ؟؟؟" 

نهض خالد من مكانه بضيق شديد وهو ينفخ متحدثًا :

" مش وقته أسئلتك يا اروى أنا فيا اللي مكفيني ...خلينا نلاقي البنت الاول وبعدين اشرحلك كل حاجة "

صمت قليلًا ثم تحدث فجأة وهو يحمل هاتفه راكضًا للخارج :

" محمود مفيش غيره ممكن يساعدنا "

أنهى حديثه وهو يخرج من المنزل سريعًا تاركًا خلفه زوجته وابنتيه يطالعون أثره بصدمة وتعجب و داخل رأس كلُّ منهن تدور أسئلة كثيرة عن هوية تلك الفتاة التي ظهرت من العدم وعن ذلك المحمود الذي جعل ابيهم يركض طالبًا لمساعدته .....

_______________________________________

كان اليخاندرو يجلس بكل برود على أحد المقاعد التي تتوسط البهو الداخلي للقصر وأمامه يقف مايك وهو يبتسم له بغباء منقطع النظير يجاوره أخيه ماركوس وهو يترحم على أخيه في نفسه .

وجوار اليخاندرو كان يقف مارتن بعدما اغلق الهاتف مع أخيه داعيًا أن يضل طريقه للقصر فلا طاقة له بتحمل انفجاره ..

وهناك بعيدًا كانت تقف الفتاة وهي ترتعش خوفًا من تلك الأجواء التي تشبه افلام العصابات القديمة، لا تعلم ماذا تفعل وجميع الاعين مثبتة عليها، تلعن جرئتها التي دفعت بها للمجئ هنا بقدمها وهي من ظنت أن ذلك الشاب مايك سيسعد كثيرًا بمفاجئتها، فهي تعرفت عليه منذ اسبوع تقريبًا في إحدى الحانات وعرفت وقتها أنه من عائلة تمتلك العديد من الشركات، لكنه ابدًا لم يذكر أنه من عائلة خطرة متحفظة وإلا لما انزعج ذلك الرجل الكبير من قدومها ؟؟؟

استدارت جميع الرؤوس فجأة لمدخل البهو حيث فبريانو الذي كان يحمل سترته على كتفه وهو ينظر للجميع بعيون باردة متحفزة، حتى توقف في منتصف البهو متحدثًا بتعجب :

" مرحبًا يا جدي أخبروني أنك تود لقائي ؟؟؟ "

ابتسم اليخاندرو وهو يلتفت برأسه صوب الفتاة _التي ارتعشت أوصالها رعبًا من نظراته _ قائلًا بنبرة ظهرت عادية للبعض ومرعبة للاخر :

" اه نعم صحيح ...لكن لستُ أنا فقط من يود لقائك فبريانو "

نظر فبريانو حيث وجّه جده أنظاره ليجد فتاة تكاد تحفر الجدار خلفها وتختبئ فيه وكعادته مرّ عليها بنظره جاعلّا إياها تبكي خوفًا مما فعلته بنفسها ...

" من هذه الفتاة ؟؟؟؟" 

ابتلع مايك ريقه وهو يتحرك سريعًا صوب فبريانو يحاول منعه من نفي الأمر :

" إنها رفيقتك فابري لقد اتت بحثًا عنك "

تصنع فبريانو الصدمة وهو ينظر لمايك الذي كان يترجاه بعينه أن يوافقه الحديث :

" حقًا ولِمَ لم ترسلها لي بمجرد وصولها ؟؟؟" 

فتح مايك فمه بعدم استيعاب وايضًا فعل كلًا من ماركوس و مارتن ...

ابعد فبريانو مايك عنه بحدة ثم نظر للفتاة وابتسم بسمة مخيفة فاتحًا ذراعيه :

" اسف يا عزيزتي فهنا لا يوجد أحد يتحلى باللباقة هيا تعالي لأحضان فابري يا جميلة "

كتم مارتن ضحكته ليتحدث اليخاندرو بخبث :

" إذا هي رفيقتك بالفعل ؟؟؟" 

نظر فبريانو للفتاة ثم قال ببسمة باردة :

" نعم لا بأس فلتكن رفيقتي أنا لست بحقير لارفص عرضًا سخيًا كهذا "

وهنا لم يتمكن مارتن من حبس ضحكاته وهو ينفجر أمام الجميع مقهقهًا على تصرفات أخيه الغير مبالية أو المسئولة أبدًا 

نهض اليخاندرو وهو يتجه صوب فبريانو يشرف عليه من الاعلى :

" أنت تدرك جيدًا قواعد هذا البيت ...ورغم كل ذلك خرقت أحدها للتو، اخبرني كيف اعاقبك فبراينو ؟؟؟ "

" يمكنك أن تحرمني من الحلوى لمدة يومين "

تحدث فبريانو باستفزازه المعروف به وهو ينظر لجده الذي ابتسم بسمة سوداء جانب فمه يصيح في وجهه :

" وتمزح أيضًا ؟؟؟ حسنًا انت محروم من الحلوى لمدة أسبوع يا عزيزي وأقصد بالحلوى المهمات...سأخبر انطونيو ألا يسمح لك بتنفيذ أي مهمة لاسبوعٍ كامل "

كاد فبريانو يفتح فمه معترضًا، لكن فجأة سقطت عينه على النافذة خلف جده والتي تطل على الحديقة الخلفية حيث ترك تلك الصغيرة، والتي بالمناسبة تقف الآن وتشاهد هذا العرض بأعين باكية مشفقة عليه، ابتسم بسخرية وهو ينظر لجده ثم قال له :

" امرك يا جدي لك ما تريد "

فتح الجميع أفواههم بصدمة كبيرة غير مصدقين لما آلت إليه الأمور، بينما اليخاندرو تحرك غير مهتمًا بأحد ولم ينس أن يقف جواره مايك هامسًا في أذنه بنبرة مخيفة :

" نجوت هذه المرة يا مايك لا تحسبني غبيًا لا اعلم بالتحديد كيف يعيش احفادي ؟؟؟ فأنا أعلم جيدًا من يصاحب النساء ومن يقتلهن "

أنهى كلماته وهو يرحل تاركًا مايك يتنفس بعنف وكأنه كان يسبح منذ ساعات في أعماق البحار، وها هو اخيرًا خرج للسطح حيث يمكنه التنفس .

ابتسم فبريانو وهو ينظر للفتاة التي ابتعدت عن النافذة سريعًا تجلس مكانها فهي لم تقصد التلصص أبدًا بل فقط سمعت أصوات عالية حادة تأتي من ذلك الاتجاه وعندما ذهبت بفضول لترى ما يحدث وجدت ذلك الرجل الكبير يعنف البستانيّ ويبدو أنه ربّ عمله .

نظر فبريانو خلفه ليجد جايك يخرج رأسه من خلف أحد الاعمدة وهو يهمس :

" هل رحل ؟؟؟"

ابتسم له مارتن بسخرية وهو ينظر لفبريانو الذي كاد يحرق مايك بنظراته ثم اقترب منه متحدثًا بشر :

" انتظرني حتى انتهي مما أفعله يا لعين "

أنهى حديثه ثم تحرك سريعًا صوب الخارج تحت النظرات المصدومة من عدم قتله لمايك الآن ...

ابتسم جايك بسمة متسعة وهو يصرخ بصوت عالي :

" مارسيلو هيا تعال لقد غادر جدك ...لنكمل الرسمة "

______________________________________

كان يقود سيارته وهو يستمع للاغاني بصوت كاد يصم آذان جميع عابري الطريق جواره، لكن وهل يهتم ؟؟؟ فها هو المتمرد الخاص بعائلة اليخاندرو الذي يستمتع بخرق كل قانون تم وضعه، وهذا طبيعي لديه وهو يكرر دائما "ألم تتواجد القوانين لخرقها ؟؟؟؟ " 

ابتسم وهو يزيد من سرعة سيارته صارخًا بمرح شديد، لكن اثناء لحظاته تلك انتبه بعينه على سيارة تتبعه منذ فترة صغيرة ليخرج رأسه من النافذة جواره وهو ينظر للخلف مضيقًا عينه محاولًا معرفة من يتبعه، لكن وما كاد يقوم بشيء حتى وجد رصاصة تعبر جوار رأسه تمامًا لتنطلق ضحكاته هاتفًا :

" يا رجل كدت تقتلني "

أنهى كلماته وهو يعود للسيارة مجددًا يزيد من سرعة سيارته حتى كادت لا تلامس الطريق أسفل عجلاتها وبعدها توقف لثوانٍ وهو يمد يده يبحث في الاغاني على اغنية تليق مع هكذا موقف ليتحدث مفكرًا وهو يضرب كف بكف متجاهلًا ذلك الرصاص الذي كاد يثقب سيارته و السيارة التي تكاد تقترب منه محطمة سيارته :

" ما كان اسم تلك الأغنية أنا أتذكرها "

زفر بضيق شديد ثم أخرج هاتفه وهو يجري اتصالًا سريعًا بأخيه والذي يعلم جيدًا بالموسيقى وكل ما يخصها :

" مرحبًا جايك ....هل تتذكر تلك الموسيقى الحماسية التي سمعناها في فيلم الاسبوع الماضي ؟؟؟......تلك الموسيقى يا مغفل التي كان البطل أثنائها يحارب جيشًا بمفرده و..."

توقف عن الحديث فجأة وهو يشعر بدفعة قوية في مؤخرة سيارته لبعض شفتيه بغيظ شديد وهو يخرج رأسه صارخًا :

" واللعنة عليكم يا حمقى تلك سيارة اخي اقسم إن تكرر الأمر لاقتلكم وبدون موسيقى حتى "

أنهى حديثه وهو يدخل رأسه مجددًا غير مهتم لاستعداد السيارة لضربه مرة أخرى وهو يستمع لحديث أخيه بملل ثم قال :

" نعم سيارتك أنت يا جايك ....هيا اخبرني اسمها حتى انتهي من هذا فأنا لست متفرغًا لكم "

أخذ جاكيري الاسم من جايك الذي لم يفهم شيئًا من جنون أخيه ثم اغلق الهاتف وهو يبحث عن الأغنية متجاهلًا الدفعة في السيارة من الخلف حتى أنه سمع صوت انكسار جزء منها، وعندما صدح صوت الأغنية في السيارة ابتسم بسمة مجنونة ثم تحرك بالسيارة سريعًا وهو يهمس باستمتاع :

" جيد أنني اخذت سيارة جايك "

________________________________

و في مكان آخر كانت تهبط الدرج بحذر فهناك بعض الدرجات قد كسرت منذ زمن كما أخبرها جون، زفرت رفقة بتعب شديد فهي ما كادت تريح جسدها من عناء الرحلة حتى بدأت معدتها في الاعتراض على تركها كل ذلك الوقت دون طعام وكأنها تصرخ بها مستنكرة " ماذا هل ستخلدين للنوم يا آنسة وتتركيني اتلوى طوال الليل بنيران الجوع ؟؟؟ انهضي واحضري لنا بعض الطعام يا عديمة الفائدة " 

وها هي تتحرك لأقرب محل لمنزلها تحمل بعض النقود التي استطاع أخيها تدبيرها لها قبل المجيء لهنا.
زفرت بضيق تقف منذ دقائق تنتظر دورها لدفع ثمن ما اشترت، واخيرًا جاء دورها لتقف أمام عامل المحل وهي تضع جميع مشترياتها أمامه، لكن فجأة اقتحم مجنون الصف وهو يزيحها جانبًا بعنف متحدثًا بلهاث وكأنه خرج من مارثون للتو :

" علبة سجائر و زجاجة مياة بسرعة "

فتحت رفقة عينها بصدمة من وقاحة ذلك الرجل لتهتف بغيظ شديد وهي تدفعه بعيدًا عن مكانها :

" مهلًا يا سيد هذا دوري أنا ابتعد وانتظر دورك في الصف "

أنهت حديثها وهي تشير لنهاية الصف لينظر جاكيري حيث تشير بعدم اهتمام ثم أعاد نظره للرجل مجددًا :

" هيا اعطني ما اريد قبل أن اقتل ذلك الأملس جواري " 

تحدث وهو يشير برفقة التي فزعت وهي تضع يدها مكان ذقنها متذكرة انها نست وضع لحيتها قبل الهبوط من شقتها، لكن ذلك لم يردعها عن الصراخ في وجهه دافعة إياه بعيدًا عن مكانها متحدثة بغضب وبلهجة عربية دون شعور :

" تصدق بالله انك راجل مهزق ومعندكش ريحة الدم يا معفن " 

أنهت حديثها وهي تشدد قبضتها دافعة إياه ولم تكد تصرخ مجددًا حتى وجدت ذلك المجنون يجذبها بعنف شديد له حتى شعرت بانكسار في أنفها :

" ماذا قولت يا صغير ؟؟؟؟ هيا أعد عليّ حديثك بلغة افهمها "

لم تكد تفتح فمها حتى وجدت البائع يحضر له ما طلبه متفاديًا حدوث أي مشاكل بمحله الصغير فكما يظهر على ذلك الضخم، أنه لا ينوي خير لذلك الشاب الصغير .

ابتسم جاكيري بسمو مخيفة وهو يخرج بعض وريقات المال واضعًا إياها أمام البائع ثم نظر برفقة وهو ينحني حتى يصل لطولها :

" حسنًا يا صغير نجوت هذه المرة و...." 

لم يكد يكمل حديثه حتى وجد الرجال الذين كانوا يلا حقونه يقتحمون المكان بعنف مسببين الرعب للجميع، لكنه سريعًا و دون أن ينتبه أحد اختبأ خلف أحد الارفف المليئة بالطعام وهو مازال يجذب ذلك الأملس _ كما يقول لصدره _ يمنعه من الحديث وهو يضع كفه على فمه، بينما رفقة كانت تراقب ما يحدث بأعين متسعة وبشدة وهي تحاول الفكاك منه والصراخ أنه يختبأ هنا، لكن ذلك القذر شدد من قبضته حول فمها وهو يقربها أكثر هامسًا في أذنها :

" اقسم إن سمعت لك صوت سأقتلك هل سمعت ؟؟؟"

رفعت رفقة عينها له وهي تجاهد نفسها لكبت دموعها تهز رأسها بنعم تراقب الرجال ينسحبون من المكان بعدما يأسوا من إيجاده.

ليبدأ هو في تخفيف يده حول فمها مستشعرًا نعومة خده بتعجب كبير يفكر كيف لشاب أن يمتلك بشرة ناعمة كالاطفال هكذا ؟؟؟

فجأة شعر بسائل دافء يلامس أصابعه ليبعده عنه بعنف شديد متعجبًا من بكاءه هذا ليس وكأنه شاب، لكن رفقة لم تمنحه الفرصة لقول شيء حتى ركضت خارج المحل سريعًا تاركة إياه يطالعها بصدمة وهو يهمس :

" تصرفاته ليست تصرفات شاب طبيعي ابدًا أيعقل أنه شاذ ؟؟؟" 

_____________________________________

خرج انطونيو من مكان حجز تلك الفتاة المجنونة آمرًا رجاله أن يضعوا أعينهم عليها ويراقبوها جيدًا حتى يعلم كل شيء عنها، قاطع حديثه اتصال ليخرج هاتفه من جيبه وهو يشير لرجاله بالانصراف :

" تحدث أنا اسمعك "

" لقد هاجمني بعض الرجال يا اخي ولا أعلم من هم وايضًا حطموا سيارة جايك "

هكذا تحدث جاكيري وهو يقف جوار سيارته أعلى تلة ما وقد استطاع أن يهرب ممن يطارده واخيرًا ..

" ألم تتعرف عليهم ؟؟؟ هل كان عددهم كبير ؟؟؟"

" لا فقط ثلاثة رجال، ولا لم اتعرف عليهم فأنا فقط هربت بسيارتي دون أن اشتبك معهم في قتال يؤهلني لمعرفة هويتهم " 

زفر انطونيو بضيق ثم تحدث بكلمات مقتضبة :

" اين أنت الآن ؟؟؟ "

أجاب جاكيري وهو ينظر حوله لا يعرف حقًا أين هو :

" لا اعرف ولكن اعتقد انني على التلة الشمالية "

" حسنًا جاكيري عد للمنزل والآن دون أن تفعل أي شيء مجنون من أفعالك حتى اعلم من فعل هذا "

أنهى حديثه ثم اغلق الهاتف وهو يلقيه في السيارة، يأمر السائق بالتحرك ...لينتبه اثناء جلوسه لاصبعه الذي يبدو وكأنه خرج من فم كلب للتو ...أغمض عينه يتذكر تلك المجنونة التي جعلته يتصرف بشكل مخزي امام رجاله ليس وكأنه يستطع قتلها في ثوانٍ، لكن صبرًا ليعلم اولًا من هي ثم ليذقيها من العذاب الوانًا تلك الحقيرة .

________________________________

كان يجلس يراقبها بهدوء وكأنه يمتلك كل الوقت وهي جواره تكاد تبكي خوقًا لا تعلم أين هي أو كيف ستعود لمنزل خالها

" إذًا يا صغيرة لم تخبريني من أي بلدًا أنت ؟؟؟؟ ولِمَ اتيتِ لهنا ؟؟؟"

انتبهت روبين له من بين أفكارها لتنظر له بعدم فهم، فأعاد هو سؤاله لها مجددًا بفضول لا يعلم له سبب لتجيبه هي وقد نست في خضم كل هذا أن تتحدث بلغة يفهمها :

" أنا من مصر و كنت جاية هنا عشان اقضي الإجازة مع خالو...هو مش خالو بالضبط بس هو كان جار ماما من وقت ما كانو صغيرين ومتربيين سوا فأنا بعتبره خالو ...وانا قعدت اتحايل على ماما اني اجي هنا عشان اقضي معاهم الإجازة ويارتني ما جيت شكلي هقضيها في الشوارع "

كانت تتحدث وهي تبكي بعنف ضاربة قدميها تندب سوء حظها وهو جوارها يستمع ببلاهة لا يفهم منها كلمة واحدة حتى، وهي لم تقل شيء بل استفاضت في الندب :

" ويوم ما أتوه واتبهدل اقع في أيد جنايني ...ياني يا ما ياللي حظك في الدنيا قليل يا روبين ... هتعملي ايه بالجنايني يا روبين ؟؟؟ آخره يزرعلك صبارة على قبرك لما يطلع عليكِ شوية ناس سكرانة ويسرقوكِ ويقتلوكِ بعدها "

أنهت حديثها وهي تزداد في البكاء وكأنها ترى مستقبلها دافنة وجهها بين كفيها بدرامية كبيرة، وهو فقط يراقبها ببرود لا يعلم ماذا يفعل حتى مرت دقائق ليتحدث ببرود :

" انتهيتِ ؟؟؟" 

رفعت روبين عينها وقد تورمت من البكاء وهي تنظر له بتعجب وقد نست للحظات وجوده جوارها لتقول بعدم فهم :

" فيه ايه ؟؟؟"

" هلّا توففتي عن التحدث بتلك اللغة الغريبة؟؟؟ حدثيني بلغة افهمها "

" هو انت بتزعق ليا ؟؟؟"

تسائلت بدموع تجددت في عينها بعد سماع نبرته في الحديث :

" انت بتزعق ليا ليه ؟؟؟ "

أنهت حديثها وهي تنخرط في بكاء آخر طويل ليقلب هو عينيه بملل شديد ثم تركها ترثي نفسها وتحرك بكل برود بعيدًا عنها ..
فتحت روبين عينها بصدمة وهي تراقب ابتعاده عنها لتنهض بفزع وهي تركض خلفه صارخة به ألا يتركها وحدها هنا وهي تحمل حقيبتها على ظهرها وتجذب الأخرى خلفها :

" استناني متسبنيش هنا لوحدي اصبر "

توقف فبريانو أمام سيارته ثم نظر للخلف لها حيث كانت تحمل حقيبتها وهي تجذبها بصعوبة بسبب الأرض الغير ممهدة تكاد تسقط ارضًا من التعب وهي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة له، والذي يكاد يجزم أنها تسبه بها .

توقفت روبين أمامه وهي تتنفس بحدة وعنف رامية إياه ببعض السبات :

" الظاهر إن الرجالة هنا معندهاش دم "

أنهت حديثها وهي ترفع عينها به ثم قالت بحنق شديد :

" ماذا ستفعل الآن "

" افعل ؟؟؟؟"

تحدث بتعجب وهو يراقب ملامحها لتجيبه هي بهزة رأس صغيرة :

" نعم تفعل أليس سائق هذا المنزل هو من احضرني لهنا وانت تعمل هنا أيضًا لذا عليك مساعدتي الآن حتى اعود لمنزل خالي "

زفر فبريانو بضيق وهو ينظر لها من الاعلى :

" اتصلي بخالك هذا واجعليه يأتي ويأخذك "

صفقت روبين بشدة و هي تبتسم له هازئة :

" احسنت يا فتى لا اعلم كيف لم افكر في هذا سابقًا "

" ربما لأنكِ كل ما تجيدين فعله هو البكاء كالاطفال "

غضبت روبين من حديثه لتخرج هاتفها وهي تضعه في يده بعنف شديد صارخة به مستهزئة من فكرته العبقرية :

" هاتفي فرغ من الشحن يا عبقري زمانك وانا لا احفظ رقم خالي "

نظر لها فبريانو قليلًا قبل أن يستدير ويفتح السيارة يبحث بداخلها عن شاحن وهي تراقبه بأعين متسعة خوفًا أن يأتي أحد سكان المنزل ويتهمها بالسرقة العلنية وفي وضح النهار لذا سريعًا اقتربت منه وهي تغطي ظهره تفرد ذراعيها باتساع حتى لا ينتبه أحد لهما ويطلب لهما الشرطة، بينما هو واخيرًا وجد الشاحن ليوصله بالهاتف ثم يضعه في المكان المخصص له في السيارة وينهض معتدلًا في وقفته لكن شعر فجأة باصطدامه في شيء لتسقط روبين ارضًا بعنف وهي تصرخ به :

" يا متخلف ....."

رفع فبريانو حاجبه بتعجب وهو يراقبها تحاول النهوض بتوجع :

" ماذا كنتِ تفعلين يا فتاة ؟؟؟"

" يا غبي كنت اراقب المكان حتى لا يأتي مالك السيارة ويظننا سارقين "

حاول فبريانو كبت ضحكاته وهو ينحني جوارها ارضًا هامسًا بنبرة خطيرة وهو يقترب منها أكثر :

" لا تقلقي فأنا لستُ بستانيّ "

نظرت له روبين بأعين كالاطفال وهي تنتبه له متحدثة بهمس يشبهه :

" ماذا ؟؟؟"

" نعم ...أنا سائق أيضًا واعمل على هذه السيارة التي تقبع خلفي "

نظرت روبين حيث يشير وما كادت تفتح فمها متحدثة حتى صدح فجأة رنين هاتف يقطع هذه الأجواء لتنتفض بعنف وهي تصرخ :

" تليفوني تـ....."

عندما انتفضت كان فبريانو قريب منها بشكل كبير لدرجة أنها ضربت رأسها بخاصته ليسقط ارضًا وهي فوقه،
أخرج من فمه تأوهًا بسبب اصطدام ظهره بالأرض الحجرية أسفله، لكنه رغم ذلك لم يتحدث بكلمة بل رفع نظره لها ليجدها تتمسك بثيابه وهي تغمض عينيها بخوف ليلقي هو برأسه للخلف متنهدًا بتعب هامسًا بالإيطالية حتى لا تفهم 

" أي رياح ألقت بكِ لديّ يا فتاة ؟؟؟؟؟" 

_______________________________

هبط انطونيو من سيارته أمام المنزل وهو يسير صوب الداخل مع مساعده الشخصي ليتوقف فجأة عن التحرك وهو يستمع لصوت يأتي من سيارته جعله يضيق عينه بشك ينظر صوبها ليتعالي الصوت مجددًا أكثر واكثر ثم ارتفاع الباب الخلفي للسيارة وخروج تلك الفتاة التي سجنها بيده في الغرفة في المخزن الخاص بهم واغلق عليها بيديه هاتين ...

فتح انطونيو فمه بصدمة وهو يهتف لا يستوعب الأمر :

" كيف ؟؟؟؟ كيف ؟؟؟ أنا ... أنا ...."

_______________________

استنشق جاكيري اخر ما تبقى من سيجارته قبل أن يرميها ارضًا ثم يدهسها بقدميه متجهًا صوب سيارته ليعود للمنزل وبالفعل تحرك بها، لكن ببطء حتى لا تتحطم أكثر، فهي في خضم قتاله السابق تعرضت للكثير والكثير من التدمير .

كان يقود وهو ينظر للمنازل التي تعدو جواره بملل ثم توقف حينما اشتم بعض الدخان في السيارة ليشتم سره كل من أفسد يومه ويخرج زجاجة المياة ليشرب القليل منها حتى تستريح السيارة قليلًا، لكنه توقف فجأة وهو يدقق النظر أكثر في ذلك الشارع الضيق الذي يبعد عن المحل الذي اشترى منه سجائره بالقليل من الأمتار ليجد ذلك الشاب الأملس نفسه في الزقاق الضيق ينظر حوله بريبة قبل أن يترك الحقائب ارضًا ثم مدّ يده و....

بصق جاكيري المياة التي كان يتجرعها اثناء مراقبته لذلك الأملس وهو يخلع شعره، لينساب من أسفله شعر طويل اسود مموج .

كانت رفقة أثناء عودتها من التبضع أشترت العديد والعديد من المؤن التي قد تحتاجها في الأيام القادمة حتى تجد عمل ، شعرت فجأة بحكة شديد في فروة رأسها لتلعن تلك الباروكة التي لم تعتد عليها بعد تهرول في خطواتها لشقتها التي تبعد القليل فقط عن السوق الذي قصدته بعد هروبها المخزي من المحل، لكن صدقًا لم تعد قادرة على التحمل لذا سريعًا توارت عن الأنظار وهي تضع الحقائب ارضًا ثم نظرت حولها قبل أن تمدّ يدها وتخلع عنها الباروكة بسرعة تفتح فمها بسعادة وراحة كبيرة مغمضة عينها تستشعر همسات الرياح اللطيفة التي تمر من بين خصلاتها غافلة عن ذلك الذي يراقبها من بعيد بأعين مذهولة غير مصدقة لما تراه ........

تعليقات



×