اسكريبت فين حبيبة بابا (كامل) بقلم الست نور


اسكريبت فين حبيبة بابا كامل بقلم الست نور 

- فين حبيبة بابا؟

- نايمة 

- صحيهالي.

- بس هي نامت.

- وأي المشكلة أنا عاملها مفاجأة.

- يووه متبوظش نوم البنت أنا ما صدقت ظبطته على المدرسة.

- يولية خلينا نسرق من العمر ساعات تفضل ذكرى حلوة في عقل بنتنا بدل ما نضيعها في النوم.

- بس ...

- نووور أنتِ فين يا حبيبة بابا؟


سابني ودخل أوضتها صحاها وشالها وطلع بيها للأنتريه ونزلها براحة وغمض عينيها.


- هعد من واحد لعشرة اوعي تفتحي عيونك غير لما أقولك.

- حاضر يا بابا.

- يلا واحد اتنين ....

- أفتح؟

- عشررررة فتحي.

- واووو عجلة الله الله.


فضلت تتنطط وجريت تحضن وتبوس في العجلة وركبتها ووقعت بس قامت تاني وحاولت تركبها وتتوازن عليها وكانت هتقع بس أيد باباها لحقتها وسندتها.


- تحفة يا بابا شكرًا شكرًا.

- فين بوسة بابا؟

- أهه

- فين حضن بابا؟

- حضن كبير لبابا.

- ربنا يحميكِ يا عمري وميحرمنيش منك.

- وأنت كمان يارب يا بابا.


سهروا الليل كله ويّا العجلة ونور مش عايزة تنزل من عليها وباباها بيسندها خايف تقع من عليها وهزارهم وضحكهم مالي الشقة. 


- ليه كلفت نفسك؟

- وأنا بشتغل يعني علشان مين؟ مش علشانك أنتِ وبنتي؟

- ربنا يوسع رزقك يارب وميحرمناش منك.

- ولا يحرمني منك يارب.

- بس نور مبسوطة أوي بيها، شايف بتلزق فيها استيكراتها وتعلق الميدالية والدبدوب فيها إزاي!

- أهو أنا بقى مش عايز من الدنيا غير فرحتها دي.

- يا بختك يا ست نور بحب بابا.

- الخير والبركة في أم نور.

- أنا! لا يخويا مانا بقيت عالرف خلاص.

- إزاي بقى! هو لولاكِ كنت هجيب نور ولا هيبقالي عيال؟

- أي ست غيري كانت هتجيبلك العيل ويمكن كانت جابتلك الولد زي ما حماتي بتقول.

- اخص عليكِ هتتدخلي في حكمة وعدل ربنا؟ وبعدين أنا ميفرقليش ولد من بنت ونور بنتي دي أنا خايف أفكر أقولك نخلف عيل كمان أظلمه لأن حبي كلها ليها تقوليلي واد ومش واد.

- اهدى خلاص بهزر معاك.

- الواد عندي زي البنت ويمكن البنت أكتر لأني من زمان وحلمي أخلف بنت وأدلعها.

- قول كده بقى إنك كنت مخطط من الأول وخلاص جبتلك البنت تركنني على الرف.


ضحك وطلع من جيبه غويشتين استانلس كانوا عاجبني قبل كده ولبسهملي:

- عارف إنهم مش مقامك ومقامك أكبر بكتير بس مقدرش عينك تترفع في حاجة ومجبهاش ليكِ ولو أطول أجيبلك نجمة من السماء هجيبهالك.


لا متصنع ود ولا مُزيف مشاعر، حنية الدنيا فيه ووقت ما اتقدملي سألوا عليه وقالولي ده حنين وأيده فرطة عاللي بيحبهم وممكن يأثر على حياتكم بعد كده، شافوها عيب فيه وقلبي اتشبث بيه، هو ده اللي بدور عليه راجل تكون الحنية عنوان ليه.


- بقولك.

- قوليلي.

- هو ينفع النهاردة تجيب أكل جاهز معاك، لأني تعبانة ومش قادرة أقف في مطبخ؟

- سلامتك ألف سلامة مالك بس؟ من إمبارح بقولك نروح نكشف.

- معرفش والله بس التعب زاد وأنا كنت فاكراه دور وهيروح لحاله.

- مش هنستنى أكتر من كده البسي عقبال ماجيلك.

- طب وشغلك؟

- هيجراله أي يعني؟ المهم أنتِ.


نص ساعة ولقيته بيرنلي اتصدمت لما لقيتني غفيت ونمت من التعب ومقومتش وهو تلاقيه وصل تحت، الرنة خلصت وبعدها سمعت صوت تكة مفتاحه.


- لسة ملبستيش؟

- ....

- مالك يعمرري؟

- مش قادرة.

- ششش طب بتعيطي ليه؟

- مش عارفة.

- خلاص اهدي اهدي كل حاجة هتبقى كويسة.

- مش عايزة أروح لدكتور.

- ليه؟

- هيكتبلي حقن.

- علشان تخفي.

- لا مش عايزة حقن.

- خلاص هخليه يكتبلك علاج تاني.

- بجد؟

- بجد والله بس يلا نلبس.

- مش قادرة أقوم.

- امسحي دموعك دي وأنا هساعدك أومال أنا هنا بعمل أي؟


حنية الدنيا فيه ولو رجع بيا الزمن هختاره ألف مرة ومش هختار غيره هو، سندي وعكازي وقت تعبي ومرضي.


- مالها يا دكتورة؟

- هي عندها حساسية على صدرها ويظهر الدور زاد وعمل التهاب رئوي معاها وكحة وسخونية.

- كل ده!

- مكنش لازم تسكتي على نفسك يا مدام.

- أنا الغلطان يا دكتورة كان لازم أجيبها من أول ما تعبت.

- أنا اللي قولتلك مش لازم ودور وهيروح لحاله.

- بس كان ليا عينين أشوف بيها.

- خلاص خلاص متتخانقوش وألف سلامة على المدام وبعد كده اسمعي كلام جوزك حد يطول الاهتمام.

- حاضر يا دكتورة.


سندني وجابلي العلاج وبعدها أخدني مطعم نتغدى ولما مأكلتش طلب الأكل تيك أواي وعدينا على مدرسة نور أخدناها وإحنا مروحين.


- خرجتوا من غيري؟

- ماما تعبانة يا نور براحة عليها تعالي عندي.


أخد نور على رجله وأنا كنت ساندة راسي على إزاز العربية قام لف أيده وسندني على كتفه فبدوري نمت في حضنه محستش غير وهو بيصحيني ننزل.


- تعالي يا نور أغيرلك.

- سيبيها أنا هغيرلها.


بالفعل سيبتهم ودخلت غيرت هدومي وريحت عالسرير ونمت محسيتش غير وهو بيصحيني وجايبلي الأكل والعلاج.


- أومال نور فين؟

- غيرتلها وأكلتها ونيمتها في أوضتها.

- حقك عليا تعبتك المفروض أنا اللي كنت أعمل كده.

- وأنا وأنتِ أي؟ وبعدين مهي بنتي زي مهي بنتك.

- ربنا ما يحرمنا منك يارب.

- ويردك سالمة مُعافاة لينا يارب.

- يارب

- يلا تعالي كُلي.

- مش قادرة والله.

- علشان العلاج.


حط مخدة ورا ضهري وجاب صينية الأكل وسندها على رجله قدامي وبدأ يأكلني وبعد ما خلصت اداني الدوا وغطاني وشغل قرآن بصوت خفيف وخرج.


- أنا نمت كتير؟

- قومتي ليه خليكِ مكانك واطلبي اللي عايزاه.

- لأ أنا القعدة بتمرضني.

- سلامتك من المرض يعمرري.

- تسلملي من كل شر يحبيبي.

- تعالي قربي.


مديتله أيدي فقام بدوره وشدني براحة وقعدني معاهم كان هو ونور بيذاكروا وبيحلوا الواجبات فقعدت جنبهم أتابعهم وأشوف صبره وطولة باله معاها فقومت اتسحبت من جنبهم ودخلت المطبخ.


- الله كيكة برتقال يا ماما.

- أيوة يا حبيبة ماما.

- اللي فيكِ فيكِ.

- صدقني أنا كده بحاول أخف.

- مهو وقفتك دي هتتعبك أكتر.

- على قلبي زي العسل مهو وقفتي ليكم أنتوا.


قام هو عمل لينا شاي ورجع بيه وكملنا قعدتنا ضحك وهزار وشغل فيلم كانت نور نامت قام نيمها ورجع بغطا ليا وليه.


فتح دراعه وهو على كتفه الغطا:

- تعالي خشي هتجيبك.

- يا سيدي يا سيدي.


وسندت على كتفه وهو لفنا بالغطا وقعدنا نسمع الفيلم وهو بيحكيلي عنه وعن حاجات في شغله ومع أهله وحقيقي لو هنتكلم عن الـ free therapy هتكون قعدتنا دي كل آخر يوم.


- ممكن تعرفني هتفضل ترفض لحد أمتى؟

- لحد ما أموت.

- بعد الشر عليك مش قولتلك متقولش الكلام ده تاني.

- حياتي غالية عندك؟

- أنت أغلى ما في حياتي.

- طب وحياتي عندك ما تجبريني أوافق.


لأول مرة أشوفه خايف، بنتنا كبرت وبقت عروسة وهو لسة شايفها عروسته اللعبة الصغيرة اللي بضفاير وتوكتين عالجنب ومش متقبل فكرة إن حد ياخدها منه.


- يعني أنا أكبّر وأربّي وييجي واحد عالجاهز ياخدها مني كده؟

- طب مهو دي سُنة الحياة، وبابا كبرني ورباني وأنت جيت أخدتني منه.

- أنا مش متخيل أصلًا لو كنتي بنتي أفرّط فيكِ، ده أنا مبستحملش تروحي بيت أهلك وتباتي أسيبك لواحد يبعدك عن نظري.


ضحكت على كلامه وهَديت نَبرتي بحاول أحتوي الموقف:

- أنا مفيش حاجة تبعدني عنك غير الموت بس بنتنا مسيرها تتجوز وتروح على بيت جوزها دي طبيعة الحياة.

- بعد الشر عليكِ هو أنا مستغني عنك لما الموت ياخدك مني لاقدر الله وبطلي تقولي السيرة دي على لسانك.


اتعصب وقام خرج من الشقة كلها ورزع الباب وراه ولأول مرة أشوفه بالعصبية دي، وهنا مَلقيتش حد يحل ويربط غير حمايا هو اللي فاهمه أكتر واحد.


- كلمه يا عمي لو سمحت وحاول تقنعه.

- ابني وأنا حافظه هيعمل زي عادل إمام وهيطفشلها كل العرسان بس ده لازمله وقفة.

- بس متقساش عليه يا عمي بالله عليك.

- مهو لازم يفوق يابنتي من اللي بيعمله.

- هو قلبه حنين وأنت عارفه يا عمي فهو بيتعامل بقلبه فبلاش تقسى عليه بالكلام بالله عليك.


ضحك وابتسم:

- قلبك عليه برضو، عنيا حاضر مش هقسى عليه بس هوعيّه.

- تسلملي يا عمي يارب.


الليل جه وهو لسة مجاش ولا رد على تليفونه وأنا قعدت مستنياه لحد ما سمعت تكة مفتاحه وهو بيدخل.


- أنتِ لسة صاحية؟

- هنام إزاي وأنت برا؟

- لأ نامي أنا كمان تعبان ومحتاج أنام.

- لا استنى بتحاول تداري أي؟


كان بيداري نفخة عيونه ونن عينه اللي بقى أحمر فعرفت إنه كان بيبكي، فـ بيني وبين نفسي عاتبت عمي إنه أكيد كلامه جرحه وكان ليه وَقع وتأثير عليه خلاه بكى.


- أي يريحك وأنا أعمله؟

- بنتي تفضل في حضني.

- خلاص معنديش مشكلة.

- بالسهولة دي؟

- أها هنخليها جنبنا ومش هتتجوز ولا تبعد عننا ولحد ما ربنا يفتكرنا البنت متلاقيش حد تتسند عليه ولا تتحامى فيه لأن دي سُنة الحياة إحنا مش باقيين ليها ومينفعش نكون بالأنانية دي ونخللها جنبنا، الحياة بتمشي وأنت بتربّي وبتكبر مش علشان واحد ياخد على الجاهز مهو الولد باباه كبّره وربّاه برضو.

- بس مبعدش عنه.

- مين قال! مهو بياخد شقة بعيد عن أهله.


اتنهد تنهيدة قوية ورجع براسه لورا فطبطبت عليه وطمنته:

- وقت ما تعوز تشوفها هاخدك ونروحلها ولو اتصلت بيها جوزها هيجيبهالك بس متكسرش قلب البنت.

- هي عايزاه؟

- أيوة.


اتنهد ومسح دموعه وهزّلي راسه قومت زغرطت وناديت عليها تطلع من جوا:


- تعالي يا نور بابا وافق.

- بجد يا بابا؟ 


جريت عليه حضنته وهو حضنها وبكى فخلانا نبكي كلنا.


- هتسبيني يا نور؟

- لأ يا بابا مش هسيبك خلاص مش عايزاه بس متعيطش، أنا بحبك أوي والله زي ما بتحبني وأكتر.


عمري ما تخيلت حنية قلبه تخليه صعب يفارق وحتى لما شافها بالفستان الأبيض بكى وكانت أيدي الأسرع ليه تطبطب عليه وتمسح دموعه.


- شششـ هتبكي في فرح بنتك كمان؟

- هي أمتى كبرت وبقت عروسة؟

- شايفها مبسوطة إزاي؟ أهي شافتك وبسمتها اختفت وبتقولك دموعك لأ.


البنت سابت عريسها ونزلت لباباها وحضنته وبَكت فقام هو باس راسها وطبطب عليها وبص لعريسها:

- أنا مستنيك على غلطة ولو شوفت دمعة فرت من عينيها لو قلبت قرد عمرك كله والله ما هتلمح ظلها تاني.

- متقلقش يا عمي مش هناولهالك.

- شايفة! شايفة بيستفزني إزاي طب مفيش فرح وبنتي هتروح معايا؟


المعازيم كلهم ضحكوا وأنا ضحكت بـ غُلب وطبطبت عليه وقولتله:

- هو هيتجوزها بس مش هيخطفها.

- هو أصلًا كل يوم هيجيبهالي بالليل أقعد معاها وتحضر غياب ولو في يوم مجتش هروح آخدها منه.

- حاضر يا عمي.

- واد أنت بارد وأنا متلككلك الصراحة، يلا يا حبيبة بابا؟

- يلا يا بابا.

- مين حبيبة بابا؟

- أنا.

- مين روح بابا؟

- أنا؟

- يعمررري أنا.


"أبلغ حبيبًا في ثنايا القلب منزله، أن البنت أميرة أبيها ونور منزله" الست نور 


#الست_نور

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا
 

تعليقات



×