اسكريبت مفرق الاحباب كامل بقلم الست نور
- تلعبي لعبة الخروج منها بالموت؟
- موافقة.
في يوم غريب ملوش راس من رجلين ظهرلي شخص غريب الهيئة، مجهول الهوية واتحداني.
- أي أصعب حاجة ممكن تمرّ عليكِ؟
- الفراق.
- بتخافي منه؟
- بترعب، بترعب من فراق اللي بحبهم، أنا شخص مش سهل يفارق.
- وهل فارقتي حد قبل كده؟
- أكيد لأن الفراق مش فراق حبيب بس وممكن نفارق حد غالي والموت فرّق بينا، وممكن نفارق صاحب، ممكن نفارق قريب أو حتى بعيد.
- حتى بعيد!
- البعيد في يوم جمعك بيه موقف جميل أو ذكرى حلوة فهو بقى قريب من بعد ما كان بعيد.
- عندك حق.
- اختبارك الأول ليا هيكون أي؟
بصلي بمغزى فعيوني دمعت تلقائي لما فهمت غرضه:
- أنا أوت لا لا مش هكمل.
- اللعبة لا فيها تراجع ولا استسلام.
- بس دلوقتي أنت بتلعب في عداد حياتي.
- بس دي شروط لعبتنا ويا تفوزي يا تخسري.
- الفوز ده لعبتي.
- أيوة كده تعجبيني.
- هتبدأ بمين؟
- غمضي عينك واسألي قلبك مين أغلى إنسان؟ هو ده صاحب النصيب.
غمضت عيني علشان ألاقي نفسي بتسحب من مكاني والهواء بيفوّق وشي والضلمة محاوطاني علشان لما أفتحها ألاقيني في صالة سينما ومفيش حد غيري أنا وهو.
- أنت جبتني هنا إزاي؟
- لسة برضو بتستغربي أنا قادر أعمل أي؟
- خلاص خلاص عرفتك عفريت ابن عفريتة.
- بصي قدامك.
الفلاش باك اللي مرّ في عقلي لقيته اشتغل عالشاشة وذكرياتي مع أغلى شخص في حياتي وكأن الشاشة هي مسرح لعرض حياتي.
- جوزك.
- لا لا الشاشة دي غلط
- مش بتحبيه؟
- أها وهو مش غالي ولا حاجة.
- عيونك بتقول غير كده.
- مالها عيوني؟
- فضحاكِ.
- هتعمل فيه أي؟
- هختبر غلاوتك فيه.
- بالله عليك لأ أنا روحي ممكن تتسحب مني.
- للدرجادي بتحبيه؟
كنت بحاول أكذب علشان أحميه بس هو مكملش الجملة سمعت صوت خبط ورزع وحادث طالع من الشاشة وأنس بيترمي على الأرض في بركة دم محاوطاه والناس بتجري عليه وعلى أثره طلع مني صرخة دوّت في المكان ورن صداها.
- نور فوقي.
- أنس ... أنس..
- أنس الله يرحمه.
- لا لا أنت كداب وأنس عايش مش كده؟
بصلي بجمود فتأكدت إنه مبيهزرش ولا بيكدب فكملت بُكا وأنا قلبي بينزف عليه قبل عيني.
- بصي قدامك يا نور.
- آخر مرة بصيت فقدت فيها جوزي دلوقتي هتخسرني مين كمان؟
- بصي وأنتِ هتعرفي.
- أنس!
بصيت قدامي لقيت المشهد بيتعاد بس العربية اللي خبطت أنس بتقف وأنس بيعدي الطريق مبيحصلوش حاجة وبيكمل لشغله.
- عارفة أي نقذه؟
- أي؟
- دعوة صادقة في جوف الليل حمته وبالأذكار توجته.
- من مين؟
- منك يا نور.
الشاشة اشتغلت وأنا بقرأ عليه الرقية وهو نايم قبل ميعاد شغله، وأنا في وسط الصلاة وبدعيله بإن ربنا يحميه ويحفظه ليا وآخر مشهد وأنا بودعه وبقرأ الأذكار وبختم بـ
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"
- وتفتكري بعد ده كله ربنا يحرمكم من بعض؟
- الحمدلله يارب الحمدلله.
سجدت بانهيار وبحمد ربنا وأنا روحي اتردتلي من تاني وربنا حفظ أنس.
- أعزّ من الزوج مين؟
- الابن.
- لو ابنك جراله حاجة هتحسي بأي؟
- أنا مش عايزة أكمل اللعبة دي.
- بس أنتِ بدأتيها برغبتك وأنا هنهيها برغبتي.
- بس اللعبة دي كلها فراق.
- سبق وقولتلك ده من شروط اللعبة، اللعبة مبتقبلش أزواج متحابين لأنها بتفرقهم عن بعض.
- كنت غبية لما وافقت.
- بس دلوقتي لا فيه تراجع ولا استسلام.
- بس أنت لا يمكن تأذي ابني صح؟
- مش أنا اللي هأذيه.
- أومال مين؟
- شوفي بنفسك.
ببص عالشاشة لقيت ابني في أوضته ومعاه تليفونه وبيحاول يقلد لعبة واللعبة طلبت منه يقف على سور بلكونته وينط فلقيتني بصرخ وبطلب منه يرجع.
- لأ يا مالك يا حبيبي ارجع ارجع اوعى تنط اوعى يعمرري أروح فيها.
- هو مش سامعك، اصرخي أكتر.
- مااالك يا مالك ارجع بقى.
- أكتر أكتر سمعيه أكترر.
كان بيضغط على أعصابي بشكل متحملتوش وانهرت أول ما مالك رمى نفسه من البلكونة وبقى في أحضان الهواء.
- حرام عليك ابني ابني لاااا
- مين إداله التليفون؟ مين سابله مساحة العالم يستغله ويستدرجه من خلالها؟ مين سابه للهاوية انطقي.
- أنا أنا أم مش كويسة أنا اللي هاديته بيه في عيد ميلاده، يا حبيبي يابني أنا اللي قتلتلك أناا اللي وديتك للهلاك، أهااا يا مالك أهااا ياريتني أنا وأنت لأ يعمررري.
- الفقدان صعب يا نور لكن الأصعب إن يبقى في أيدك تحافظي عاللي بتحبيهم وتفلتي أيدك، الأصعب إن يبقى قدامك يوم بييجي وراه يوم وأنتِ مش مقدرة قيمة حياتك وجوزك وولادك وأهلك، لذلك خلي كل يوم هو فرصة للتعبير عن حبك ليهم وإنك تحافظي عليهم وتستودعيهم في رعاية الله.
لقيت ابتسامة صافية منه على غير العادة وأيد بتتمدلي تربت على شعري اللي سرح على ضهري وهو بيطمنّي وبيمسح دموعي علشان بين رمشة عين والتانية ألاقيني في أوضتي ورجعت شقتي وأنس بيحاول يفوقني بهدوء.
- أنا فين؟
- أنتِ في بيتنا، بس يظهر إنك حلمتي بكابوس صعب.
- كابوس صعب أوي أوي يا أنس.
لقيته مسح دموعي وربت على شعري بهدوء مع ابتسامة منه وهو بيشربني الميه وبيحاول يهديني وبيقرألي آيات قرآن.
- حاسة نفسك بقيتي أحسن؟
- شوية.
- وفي الحالات اللي زي دي أحب إني أستغل الوضع وأقولك تاخدي حضن؟
- يا أنس بقى.
- حضن بريء والله.
ضحكت ففتحلي دراعاته الاتنين فبصتله بعيوني كلها دموع بملي عيني منه وبمسك في دراعه اليمين وبنام على كتفه وأنا عيني جايبة أوضة مالك اللي بابها كان مفتوح ومالك نايم في سكون.
بصيت لفوق للسماء الواسعة المطلة من البلكونة:
- يارب لا تحرمني من أحب الرجلين إلى قلبي: زوجي وابني وأستودعك فيهما فاحفظهما لي.
- نور.
- أممم
- أي أصعب شعور ممكن تُمرّي بيه؟
- الفقدان يا أنس.
- فقدتي عزيز قبل كده؟
- كنت على وشك أخسره.
- طب وحصل أي؟
- حاليًا متبتة فيه بأيدي وسناني.
ختمت جملتي وأنا بشدد على دراعه اللي لسة محاوطاه وبغمض عيوني بسكينة وسلام.
"أنا مفرّق الأحباب وجامعهما أنا الموت المُحتم، فـ يا فاني أفلت يداك عما هو فانٍ وأمسك بما هو باقٍ لبعد الممات فالله جامعكما"💞
لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا