رواية غنوة يونس الجزء الثاني (انتقام الغنوة) الفصل التاسع 9 بقلم سلوي عوض


 رواية غنوة يونس الجزء الثاني (انتقام الغنوة) الفصل التاسع 

بعد سنوات، حيث أصبح قاعود يسطو على المنازل ليسرق المواشي، تقابله سيدة مسنة تُدعى عزيزة

عزيزة: إيه اللي عملته في حالك ديتي يا جاعود؟
قاعود: مالي حالي؟ ما أنا زين قدامك أهو! كله من الخاطية! هي اللي دمرتني!
عزيزة: منى مش خاطية! منى اغتصبها عجوب الكلب وضحك عليها!
قاعود (بصدمة): بتجولي إيه؟ أنتي!
عزيزة: هجولك زي ما عارف انت، أنا عندي ولدي الوحيد، بتاع ربنا.
قاعود: آه عارفه، ماله؟
عزيزة: ولدي في الوجت ديتي كان جار البيت، وعشان الناس عارفاه بيدخل أي بيت، دخل وشاف كل حاجة، ولما جه حكالي. بس أنا جولت يمكن حلم بحاجه! وبعدها بشوية مات، ونسيت. بس جاني في المنام، وجالي "حجّ المظلومة!"
قاعود: شاف إيه ولدك؟ جالك إيه؟
عزيزة: جالي إنه شاف عجوب دبّح منى، وجابت دم كتير من رجليها وهي نايمة!
قاعود: أنتي متأكدة؟
عزيزة: آه والله! وبعدين كماني، لو مش مصدج، اسأل ناجي بتاع الغرزة اللي عجوب كان بيسكر معاهم فيها. يوميها، سكر وحكى على كل حاجة!
قاعود (بعزم): عارفة؟ لو كلامك ديتي صوح، ده أنا أجطع من جسمه نسايل نسايل!
عزيزة: يعلم الله إني ماكدبت عليك.

يذهب قاعود إلى الغرزة، يمثل السكر، ويتحدث مع ناجي، ليقصّ له ناجي واقعة اغتصاب يعقوب لمنى.

باااك

 ها هو قاعود، يصرخ صرخة مدوية، ثم يذهب إلى الشجرة حيث كان ممدوح مربوطًا. يركب عربيته ذات الدفع الرباعي، ينطلق بأقصى سرعة، يصدم ممدوح بقوة، فيسقط ممدوح بالشجره  .

قاعود: رعد! يا رعد!
رعد: نعم يا معلم؟
قاعود: خد الكلب ديتي، ارميه جدام بيتهم، ولو حد منهم شافك، جُولهُم ديتي ذنب المانجة!

وبالفعل يأخذون رجاله ممدوح ليجلس مره اخري مع نفسه لتحدث :

"سامحني يا عبدالرحمن... سامحني يا صاحبي، كان لازم انتقم منهم، أنا غلطت لما سكت وساعتها جت المصيبة وخدوا عيالك... آه، يعقوب الكلب يعرف أن صدفه بنتك، لكنه ميعرفش أن يونس ولدك.

دهبيه لما كانت حبلى في ولد وكانت هتولد مع فاطنة، الواد نزل ميت، ودهبيه خلت نبويه تقول إن الواد في الحضانة عشان عنده الصفرا. ولما دبروا الحادثة كان ولدكم مات، فدهبيه خدت يونس ولدك يا صاحبي... سامحني، استنيت السنين دي كلها عشان ولادهم يكبروا، ممدوح وعيسى... حتى فريدة برضك، لما دهبيه راحت تولد، نزلت البنت ميتة، ونبويه بدلتها ببنت المهندس الزراعي اللي كان جاي حدانا في البلد.

نبويه بدلت البنت وحطت بنت دهبيه اللي ماتت، وحدش يعرف السر ده غير فايزة مرات عياد أبو سويلم، وأنا، ونبويه. واللي خلاني أعرف الحقيقة أني لما شفت يونس وهو صغير، لقيته نسخة من حكيم أبو رسلان خاله، لكن يعقوب المخبل مكنش واخد باله، فرحته أنه بقى عنده تلاتة ولاد وبنت، نسته يسأل نفسه إزاي الاتنين دول بالذات مش طالعين شبهه ولا شبه دهبيه.

وفايزة، عشان خافت على عيالها وجوزها، خبت الحقيقة... بس يا ترى، روحتي فين يا صدفه يا بنت الغالي؟... ماتت؟... كل حاجة هتبان.

ناقصلي بس أدمر عيسى، وأحرق قلوبهم عليه، ولغاية ما أوصل لكِ يا مانجه، هقعد أدمر فيهم. بس ناقص مين نكمّله؟ آه، ناقص الدجال... ولا الأحسن استنى وأشوف هيعملوا إيه لما يرجع لهم ممدوح وهو مفيش حتة في جسمه سليمة؟

لسه وعدي معاكم مخلصش..."
_______________________________________

في منزل عياد، جلس يتحدث مع فايزة بقلق:

عياد: "روحتي فين؟ جيت من الجامع ملقتكيش."

فايزة: "روحت بيت يعقوب، وكلمت دياب وغنوة عشان وجيه ييجي، وأجولهم الحقيقة وأريح ضميري."

عياد: "أيوه كده، واستغفري عشان ربنا يرضى عليكي."

فايزة: "والله بصلي واستغفر، يا عياد."

عياد: "طيب، قومي اتوضي، خلينا نصلي ركعتين لله، ندعي إنه ينجي عيالنا ويرحم ولدنا محمد."

فايزة: "حاضر."

________________________________________

في أكتوبر، جلست جمرية بجانب صدفة، ودار بينهما الحديث:

جمرية: "والله اللي يشوفك دلوقتي، ميشوفكش أول ما جيتي."

صدفة: "ليه يعني؟ عشان كويت شعرياتي ولبسوني الخلج المسخرة دي، ولا عشان البت طينة دي جالت لي اعوجي خشمك وانتي بتتكلمي، وتكلمي إنجليزي كتير وسط الكلام؟!"

جمرية: "يا سلام، ومالها لهجتنا الصعيدي يعني؟"

صدفة: "عجولك إيه يا جمرية، انتي؟ أنا منجصاش جنانك ديتي، ده أنتي اللي يجعد معاكي ربع ساعة على بعض خلايجه تزهج!"

صدفة، وهي تنظر إليها بسخرية: "بت، انتي بجولك إيه؟ وانتي قصيرة كده ومبيناش من الأرض، ومتجوزة واحد كد الباب!"

جمرية، بتفاخر: "الله أكبر ف عينك، هتحسدي الراجل؟!"

صدفة، تضحك: "ظرف ياخدك بلا أحسده! ده أنتي ف الصورة جاره عامله زي الجردة!"

جمرية : "هجوملك!"

تدخل هالة فجأة: "مالكم يا بنات؟!"

صدفة، وهي تشير لجمرية: "البت الباردة ديه بتجولي أني هحسد جوزها!"

هالة، محاولة تهدئة الجو: "تلاقيها بتضحك معاكي يا صدفة!"

صدفة، بمكر: "جوليلي يا جمرية، في البلد عندكم بيجولو عليكي إيه أنتي وجوزك؟"

جمرية، بفخر: "عيجولو جمرية الصقر!"

صدفة، تنفجر ضاحكة: "جصدك حدّاية الغراب!"

جمرية، تلتفت لهالة: "شايفة يا أبلة هالة؟ جريبتك المجنونة ديه؟!"

هالة : "طيب، ممكن بقى نحترم نفسنا؟ عشان في ضيفة جاية! وجيه كلمني وقال لي إن بُستان، مرات سليم صاحبه، جاية تقعد معانا كام يوم."

صدفة، مستغربة: "مين بُستان دي كمان؟!"

هالة: "ما أنا قولت، مرات صاحب وجيه، بس إيه، بنوتة عسل!"

صدفة، بتأفف: "هو إيه؟ هو حد جال لأخوكي إننا جاعدين ف محطة مصر، كل شوية الجطر يحدف علينا ناس؟ عجيب جوي أخوكي ديتي! ده احنا كده هنجعدوا على بعضينا!"

هالة، تبتسم وتغمز لها: "عيب كده يا صدفة!"

صدفة، وهي تضحك: "وبتغمزي ليه؟ فكرك جمرية دي بتحس ولا هتزعل؟ ديه باردة ودمها ساجع!"

جمرية تهجم عليها: "ماشي يا صدفة الكلب! والله لأوريكي!"

صدفة، وهي تجري: "لو حصلتيني، كسريني!"

في هذه اللحظة، يرن هاتف هالة، فترد:

هالة: "ألو، أيوه يا بوسي، فينك يا حبيبتي؟!"

بوسي: "بُستان هنا جدام الباب وداخلة، وسليم مرضاش يخش، جال لما وجيه ييجي."

هالة: "طيب، ادخلي يا حبيبتي."

تلتفت صدفة لجمرية بجدية: "اهدي يا بت، يا جمرية! الضيفة جات! بس على الله تكون عاجلة وبتتكسف، مش زي ناس باردة!"

تدخل بُستان عليهم:

هالة، مبتسمة: "تعالي يا قلبي!"

بُستان: "السلام عليكم."

الجميع: "وعليكم السلام."

بُستان، وهي تنظر إليهم بدهشة: "إيه هما بيجروا كده ليه زي المجانين؟!"

صدفة ترد بسرعة: "بت، انتي اجعدي بأدبك، يا تغوري مطرح ما جيتي، وخدي البت الباردة ديه معاكي!"

بُستان، : "مين المجنونة ديه؟ هو أنا كلمتك؟!"

صدفه : أنا مجنونة يا بنت المجانين! (تجري ورا بستان)

بستان: له! ده أنا في الجري محدش يقدر يحصلني. (يجري الثلاثة وراء بعض)

هالة: يا ربي! اهي كملت، مستشفى المجانين. ربنا يسامحك يا وجيه.

صدفة: لا ولسه كمان لما فاطمة تيجي! (تلمح جمريه) خدي يا بت يا غرابة انتي، تعالي !

جمريه: أنا غرابة؟ يا صدفة، المرار كان صدفة سودة لما شوفتك!

بستان: إيه المجانين اللي جابني عندهم؟ سليم دول؟ أنا ناقصة؟! يا ربي!

صدفة: بتقولي إيه يا فستان مقطع انتي؟

بستان: طيب لما يا جيني، سليم؟

صدفة: سليم ولا مكسر؟ ههههههه

 بستان :ده انتي بايخة جوي.

هالة: ممكن نهدي ونقعد بقى؟

جمريه وبتسان :طيب سكتي المجنونة ديه.

هالة: خلاص بقى يا صدفة.

صدفة (تمثل العقل): حاضر، أنا هقعد ساكتة اهو. (تنظر إلى بستان) نورتينا يا بستان.

بستان (باستغراب): بنورك يا حبيبتي.

صدفة: شوفتي جمريه الجمر ديه؟

جمريه: وانتي كمان عسولة.

صدفة: تعالوا يا بنات، اقعدوا جاري.

جمريه: ربنا يهديكي علينا، يا صدفة!

صدفة: ده انتو حبايبي، قوليلي يا بستان، عيونك ديه ولا عدسات؟

بستان: له، عيوني.

صدفة: طيب ادعكي عيونك كده، أشوفك صادقة ولا كدابة.

بستان: والله عيوني! (تدعك عينيها) بستان: صدقتي بجد، أنهم عيوني.

صدفة: طيب وشعرك ده لونه طبيعي ولا أكسجين؟

(تضحك بستان)

بستان: برضك طبيعي.

جمريه: مالكِ يا بتِ يا صدفة؟ البنت كلها طبيعية قدامك اهي.

صدفة: انتي حد كلمك؟ أنا بكلم البت الجمر ديه.

(تدخل فاطمة عليهم)

فاطمة: هاي عليكم، الله! إحنا عندنا ضيوف؟ مين القمر ديه؟

هالة: ديه بستان.

فاطمة: آه، مرات سليم العمري؟

بستان: هو أنا يا ستي؟

صدفة: اهي جات الست طينة هانم.

فاطمة: ازيكِ يا لافي؟ هاو أر يو؟

صدفة (برقة): فاين، ثانكس. (تتحدث بكل رقة مع فاطمة)

صدفة: فاطيما حبيبتي، الهوم كان سو باد من غيرك أوي. (تنظر لها جمريه وبستان باستغراب)

جمريه: مين ديه؟

جمريه: بت يا صدفة، عتتحددي ليه كده زي البنات؟

بستان: إيه الرجة ديه كلها؟

صدفة (بعصبية): نعم يا حلوة؟ منكِ ليها؟ معجبكمش حديثي؟ جبر يلمكم.

فاطمة: صدفة، انتي كده النهارده؟

صدفة: عارفة يا مفجوعة هانم، سقطت في الامتحان وهعملك طَفح تطفحيه.

بستان: طيب، فهموني معاكم؟

هالة: أصلهم اتفقوا اللي تسقط في الامتحان، التانية تعاقبها.

(تمثل صدفة الزعل)

صدفة: والله المضاريب دول هما خلوني رجعت تاني.
 بعد ما بقيت لافي هانم؟

بستان: بجولك إيه؟ إحنا هنساعدوكي تتغيري وتبقي لافي هانم بجد، بس لو قلتي عاوزة تتغيري ليه؟

فاطمة: عشان وقعت في الحب!

(تحدفها صدفة بالشبشب)

صدفة: بس انتي، يا طويلة، يا هبلة!

فاطمة: يعني أنا بكدب؟

بستان: تعالى ننم عليها شوية .
___________________________________

نترك صدفه وجنونها ونذهب إلى الأقصر، حيث نجد ممدوح مُلقى أمام المنزل، وكان عسران خارجًا من المنزل فوجد ممدوح مُلقى غارقًا في دمائه وبجانبه ورقة، ليصرخ عسران:

عسران: الحجوني يا خلق هووه! سي ممدوح فوج يا سي ممدوح!

يا نهار أسود، إيه اللي عمل فيك كده؟

لتخرج أم سامية لتجد ممدوح بهذه الحالة، فتتحدث مع عسران:

أم سامية: ماله يا واد؟ فيه إيه؟

عسران: معرفش، أنا كنت خارج أقضي طلبات لجيته مرمي كده.

أم سامية: خليك جاره عليّ ما أنادي على حد من جوه.

لتدخل أم سامية تجري وهي تصرخ:

أم سامية: يا حج يعقوب! يا سي عيسى! الحجوني! سي ممدوح معرفش ماله، مرمي قدام البيت وغرقان في دمه!

لينزل يعقوب على صوت صراخها:

يعقوب: فيه إيه يا أم سامية؟

أم سامية: سي ممدوح غرقان برا في دمه.

يعقوب: بتجولي إيه يا مرة؟ يا مخبلة انتي؟ جطع لسانك!

أم سامية: والله زي ما بقولك! حتى حضرتك تعال شوفه.

ليخرج يعقوب معها ليجد ممدوح على هذه الحالة، فيسأل عسران:

يعقوب: إيه اللي حصل؟

عسران: معرفش، زي ما قلت لحضرتك، بس لجيت الورقة دي جنبه.

يعقوب: هات كده، لفيني الورقة.

ليأخذ يعقوب الورقة ويقرأها:

يعقوب: "ذنب المانجة إيه؟" ذنب المانجة دي إيه؟

يعقوب: ممدوح، قوم يا ممدوح! فيك إيه يا ولدي؟ مين عمل فيك كده؟

عسران: لازم نوديه المستشفى حالًا، جسمه كله بيجيب دم.

يعقوب: روح نادِ لي على عيسى ويونس، خلص متوقفش كده زي البهيمة!

عسران بلهفة: حاضر يا حج.

يعقوب:  أم سامية، ادخلي جوه واقفة كده ليه؟

أم سامية: حاضر يا حج. (تدخل أم سامية وتتصل بسامية.)

أم سامية: بت يا سامية، نادِ لي الست صدفه، عاوزاها ضروري.

سامية: خير يا أما؟

أم سامية: نادِ ليها بس. (تدخل سامية الفيلا.)

سامية: ست صدفه، أمي عاوزاكي ضروري.

صدفة بقلق: خير يا رب، خير يا خالة، فيه إيه؟

أم سامية: ربنا جاب لك حقك، مندوح مرمي قدام البيت وغرقان في دمه، لا بيصرخ ولا بيتحرك، وشكله اللي ضربوه كسّروا عضمه كله، ده حتى خلجاته مقطّعة، وحالته حاله، أفرحي يا ست صدفه.

صدفة باندهاش: لا يا خالة، أنا عمري ما فرحت في أذية حد، اللهم لا شماتة، بس طمنيني عليه، مهما كان ده ولد عمتي وأبو عيالي.

أم سامية: أصيلة يا ست صدفه.

صدفة: اقفلي دلوقتي، وطمنيني عليه أول ما تعرفي حاجة. (تجلس حزينة.)

فاطمة بدعابة: مالك يا صدفة

صدفه :حياتي ناسك؟ سايباني لحالي؟ (تبدأ صدفه في البكاء.)

هالة بقلق: فيه إيه، صدفه؟ مالها؟

فاطمة: مش عارفة مالها.

هالة: صدفه، في حاجة بتوجعك؟

صدفة: لا.

هالة: طيب مالك؟

صدفة: الخالة أم سامية كلمتني وقالت لي إن مندوح لقوه مرمي قدام البيت، جسمه كله دم وخلجاته مقطعين، وشكله يصعب على الكافر.

هالة: طيب، كده ربنا جاب لك حقك، بتعيطي ليه؟

(يأتي اتصال من وجيه، فترد فاطمة.)

وجيه بقلق: مالها صدفه بتبكي ليه؟

فاطمة: مش عارفة، بتقول إن جوزها متعور أو متكسر، لقوه قدام بيتهم وحالته صعبة قوي.

وجيه بغيرة: ممدوح؟ وهيّ تبكي عليه ليه؟ بعدين ده طليقها، مش جوزها!

تعليقات



×