رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الثامن 8 بقلم شهد السيد


رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الثامن بقلم شهد السيد

 
فَيُدنيني إليكِ الشوقُ حتى
تكادُ تَئِـنُّ في صدريّ العِظام

مرت عليهم إجتماعات مشتركة مرارًا وتكرارًا وبـكل مره كانت...مدهشة! 

دلفت لمكتبة من خلفة لكنه فجأها عندما إستدار يغلق الباب من خلفها يحاصرها بين الباب المغلق وبينه، إبتسمت بأرتباك تتهرب من النظر إليه قائلة: 
_فى اى.؟ 

حرك يده يجذب وجهها نحوه لتتلاقى أعينه بأعينها المُبهجة ذات الرموش الكثيفة، وإنحدر أصبعه يمرره فوق شفتيها المطليه باللون الأحمر القاني: 
_خلينا نقول إن هرمونات الحمل طالبه معاكِ بعناد وشغل مراهقة متأخرة.. 

شهقت بخفة تشير لنفسها برفض: 
_انا مراهقة متأخرة..ده ليه إن شاء الله ياسى أدهم.؟ 

ضحك رغمًا عنه يلثم شفتيها بلطف يجيبها: 
_عشان اللى بقول عليه فى البيت لأ بتعمليه بره البيت، زى البنت اللى بتخبي قلم روج فى شنطتها وتحط منه فى حمام المدرسة، يبقى شغل مراهقة وقلة أدب ولا لأ.؟ 

دفعته ببعض العنف لكنه لم ينزاح من أمامها لتجيبه بصوت مرتفع بعض الشئ: 
_يا أعمل اللى على مزاج سيادتك يا ابقى قليلة أدب.؟ 
لأ بقى أنا مش قليلة الأدب وإحترم نفسك معايا. 

أبعد يده التى تحاصرها وإختفت أبتسامته يجيبها بنبرة حادة بعض الشئ: 
_وانك تزقيني وتعلى صوتك عليا ده مش قلة أدب.؟ 
وانى أقول متتنيليش تحطى ميكب بره البيت يا محترمة ياللى بتصلى وعارفة كلام ربنا وعارفة إن الزينة بره البيت حرام وتعملى عكس كده وفوق ده كله مش عاجبك كلامى، زعلتك أوى قلة أدب.! 
خلاص قولى مُسمى تانى لعمايلك اللى مش لاقيلها مبرر عشان أنا مش هفضل مستحمل إنك مهمشانى من حياتك كده كتير وواخده كل كلامى بالعند وطالما انتِ مش شايفه نفسك غلطانه إثبتى على موقفك. 

إنفعلت أكثر وأشاحت بيدها بتصميم: 
_أيوه مش غلطانه أنا حُره. 

صدم سبابته بجانب رأسها ببعض الحدة يجيبها بحزم: 
_انتِ فاهمة حريتك دى غلط او بمعنى أصح بتستخدميها معايا أنا غلط رغم إنك شاطرة أوى فى الكلام عنها قصاد أعضاء جمعيات حقوق المرأه، حقوقك انتِ وخداها كويس أوى وانتِ عارفة أنى عمري ما قصرت معاكِ وبعديلك بمزاجي عشان المركب تمشى والمشكلة متكبرش، يفيد بأيه حبك وانتِ مبتحترميش كلامى وغيرتي عليكِ، كلها أيام معدودة وطفل يجى لحياتنا، أعتقد لو نشأ على الوضع ده هيكون مش كويس بالنسبة له. 

أنهى حديثه وأزاحها برفق بعيدًا عن باب المكتب يغادرة يتركها تتخد قرارها بشأن تصرفاتها المتمرده للغاية.! 

________________________________

نظرت للفراش الحديدي المكون من طابقين وعليها المكوث بالطابق السفلي ذو الإسفنج الرقيق والملائات المهترئه، قبضت فوق معدتها بعنف واعين تشتعل بالحقد والقسوة، قام بالتسجيل لها بعدما تجرعت الكحول بكمية مُفرطة حتى أخبرته بكل شئ منذ البداية، ولم يكتفى بذلك وقدم تسجيلات الكاميرا التى تدينها وهو تمسك زوجة إسماعيل تمزق ملابسها وتضربها بوحشية. 

إستفاقت من شرودها على صوت أنثوي غليظ بعض الشئ: 
_الحلوة جاية فى أى.؟ 

نظرت خلفها لتجد ثلاث سيدات يشاركونها الزنزانة ذات أجساد ضخمة، رمقتهم بإستعلاء وجبروت معتاد منها تجيبها بحده:
_وانتِ مالك كان عنبر أمك.! 

أحتدت نظرت السيدة وهى تجدها تطاول عليها بالحديث وإندفعت نحوها تجذبها بعنف لمنتصف العنبر: 
_أمي يابنت ****** شكلك متعرفيش مين هى إعتماد. 

توازنت نسمة قبل ان تسقط وضحكت ساخرة بتهكم: 
_ياما حصلى الرعب، اوعى يا مرا يوزك شيطانك إنك ممكن تقربيلى جتك القرف ولية***** وعنبر****. 

إشتعلت أعين إعتماد ودفعتها بعنف لتسقط نسمة أرضًا لتشير إعتماد لزميلاتها: 
_بينا يا نسوان نعرفها مقامها. 

إجتمعوا سويًا ينهالون فوقها بالضربات القاسية المتفرقة بسائر جسدها وأصوات صراخها المستنجد يتعالى شاعرة بألم يفتك بمعدتها بعدما زادت إعتماد من ركلها عمدًا، إبتعدوا عنها عندما وجدوا رقعة كبيرة من الدماء تغطي ملابسها وتنتشر فوق الأرضية تزامنًا مع دخول العساكر يبعدون السيدات المتجمعين ينظرون لنسمة الفاقدة للوعى فوق الأرض وصرخ كبير العساكر: 
_مين اللى عمل كده انطقي انتِ وهى. 

لم تجرأ أحدهم على الحديث لتتقدم إثنتين من الشرطة النسائية يقوموا بإسناد نسمة نحو الخارج لغرفة الطبيبة ولم يمضي الكثير ونظرت الطبيبة لمساعدتها وهى تنزع القفازات عن يدها تحادث مساعدتها بأسف: 
_ سقطت للأسف لازم تتنقل المستشفى فورًا، كلمى مأمور السجن. 

__________________________________

أغلق باب المنزل خلفة يطلق صفير خافت ووضع المفاتيح على الطاولة المجاورة لباب المنزل يستنشق رائحة الطعام التى تعده ووضع الحقائب من يده يدلف للمطبخ ببطئ ليجدها تمسك بهاتفها تشاهد احدى وصفات الطعام وتضع المقادير بدقة شديدة، أنهت وأغلقت الموقد تلتفت بتلقائية لتصرخ بتفاجؤ تزامنًا مع ضربها له بالملعقة الخشبية الكبيرة، تأوه بألم يضع يده فوق رأسه، كادت تبكي وهى تضع الملعقة من يدها تسأله بصوت مهتز: 
_أنا آسفه أنا والله أتخضيت وضربتك غصب عنى، وريني طيب ممكن تكون راسك أتعورت. 

أبعد يده وفجأها مره أخرى بنغزها بخفة بجانب معدتها لتبتعد للخلف سريعًا أثر حركته ليبتسم حازم بتسلية يقترب منها قائل: 
_بتغيري يا وزة.! 

سارعت بأمساك الملعقة مجددًا تجيبه بحزم: 
_من فضلك روح غير هدومك واغسل إيدك وصلى عشان تتغدا. 

أدى التحية العسكرية ومال نحوها يطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها قبل أن يغادر ينفذ ما طلبته، وضعت أصابعها مكان قبلته تتحسسها بأصابع مرتعشة وإبتسامة خافته، أصبح يقترب دون أن تخشاه او بالأدق تخشى الجميع إلا هو! 

ولم يمضي القليل وكانت تجلس جواره أمام التلفاز يتناول الطعام ويبدى إعجابة الحقيقي به، وقطع إندماجها عندما أخرج ظرف مغلق يعطيه لها، تفحصته تتسأل بأعينها عن هويته ليجيبها وهو يتناول الطعام بهدوء: 
_تصريح بنقلك للمستشفى العسكري. 

أتسعت أعينها بعض الشئ، هى بعدما حدث لها أخذت إجازة مفتوحة بدون مرتب كيف تمت إجراءات نقلها وإعادتها للخدمة من جديد! 

قطع حديث عقلها الصمت بعدما إبتلع الطعام يمسك بيدها الأخرى يقبلها برفق:
_أنا اللى رجعتك للخدمة، وليا واحد معرفة ساعدني أنقلك، صدقيني ده لمصلحتك يا فرح متسيبيش حياتك تنتهي وسط اربع حيطان محبوسة فيهم بقالك اكتر من سنة مبتطلعيش غير لو مسافرين زيارة لأدهم أو رايحين للدكتورة، أنا معاكِ وهساعدك ومش هسمح لحد يمسك بأذى، انتِ قدرتي تتغلبي على خوفك فى حاجات كتير، كملى وأنا معاكِ خطوة بخطوة، مفيش حاجة تبعدني عنك غير موتى. 

________________________________________

_يعنى خلاص يا طنط هتسيبيني انتِ كمان.! 

نطقتها جودي الواقفة أمام صفية التى أخرج البواب حقائبها للسيارة التى تنتظرها بالخارج، لتجيبها صفية بأسف وهى تحتضنها بحنو: 
_حقك عليا يا نن عينى بس انتِ عارفه جميلة على وش ولادة ولوحدها فى الغربة لازم أكون جمبها وأرعاها. 

إبتسمت جودي بتفهم تبادلها العناق تراقبها وهى تغادر داخل السيارة، زفرت طويلًا وهى تنظر للمنزل الذى غادروه واحدة تلو الأخرى، ذلك المنزل الذى لم تنقطع منه الحياة والضوضاء يومًا إنقطعت الآن ولم يعد سواها. 

دلفت للداخل تغلق الباب خلفها وجلست فوق أقرب أريكة وجدتها ترفع قدميها تضمهم لصدرها، ليليان تصر على أن تنتقل للعيش معها هى وزوجها لكنها..ترفض. 

لأ تريد مغادرة منزل أبيها الذى نشأت به، صدح صوت هاتفها بالنغمة المخصصة لزياد لكنها لم تلتفت حتى للهاتف تركته يتصل دون أن تعيره أنتباه، سالت من أعينها دمعه بطيئة عندما تذكرت ركضهم فوق الدرج خلف بعضهم وصوت صراخهم الذى يملئ المنزل، والدتها الحبيبة كانت تحب الجلوس فوق ذلك المقعد المُهتز لتمشيط شعرها هى وليليان، أغمضت أعينها وشبة إبتسامة أرتسمت فوق شفتيها وهى تتذكر عندما أصبحت ليليان هى التى تجلس مكان والدتهم. 

فاقت من ذكرياتها على أثر طرق باب المنزل، نهضت ترتدى حذائها وتتسأل من خلف الباب المغلق: 
_مين. 

-زياد يا جودي. 

أتاها صوته لتستند بظهرها للباب المغلق تجيبه بصوت متحشرج بعض الشئ: 
_جاى ليه. 

-جاى أطمن عليكِ إتصلت بيكِ كتير مبترديش، انتِ كويسة.؟ 

تساقطت دموعها من جديد تجيبه بتماسك: 
_كويسة يا زياد، محتاجة أنام بس لما..لما أصحى هكلمك.

ظهرت نبرتها الباكية بأخر حديثها ليحادثها بقلق: 
_بتعيطي ليه، افتحى طيب طمنيني عليكِ، هطمن عليكِ وأنا واقف وامشى. 

-مش عاوزه حد يطمن عليا..مش عاوزه حد اصلًا سيبني فى حالى. 

أنهت حديثها وصعدت للأعلى حيث غرفتها تحتضن وسادتها جيدًا متجاهلة طرقه فوق باب المنزل، لا تريد رؤية اى شخص كان..تريد النوم وفقط. 

______________________________________

وقف قبالة الطبيب الذى وضع بين يديه قماشة بيضاء صغيرة لا تتجاوز حجم كف يده يحادثه بجدية: 
_أتضح ان أجهاض المدام كان بفعل فاعل أثر ضرب عنيف أتعرضتله من المساجين والمأمور هيتولى عقابهم، حضرتك تحب تدخل تطمن عليها.؟ 

كانت نظراتة معلقة فوق طفله الذى لم يكتمل نموه بعد والموضوع بين يديه الآن، لم يكتب له ان يأتى للحياة وتكون هى والدته، زفر بتروى ينظر للطبيب قائل بهدوء:
_هى طليقتى وياريت اى مشاكل خاصة بيها بعد كده محدش يبلغنى حتى لو هى طلبت، عن أذنك. 

أنهى حديثه يغادر المشفى دون إضافة كلمة أخرى، من حين لأخر ينظر للقماشة الموضوعه على المقعد الذى بجانبه ويحمد ربه، لم تعرف سارة بذلك الطفل وشاء القدر بأن لا يأتى للحياة مطلقًا، رغمًا عنه كان سيحبه لن يكن ليدعه يتحمل أخطاء ليس له ذنب بها، هو ليس بملاك لكنه على الأقل كان سيبذل قصارى جهده حتى ينشأ نشأة صحيحة. 

فحر بالرمال الخاصة بمقابر عائلته ووضع القماشة بها وغادر، ظل جالسًا بسيارته لوقت لا يعلمه، هو على موعد للقاء سارة لكنه لا يعرف ماذا عليه ان بقول او يفعل، سيحترم قرارها مهما كان قاسي بالنسبة إليه. 

  حقيقي بعتذر عن التأخير بس عندي حبة ظروف الفترة دى وللمرة الأخيرة تم تعديل مواعيد التنزيل لأن الاحد والتلات والخميس مش هيبقوا مناسبين معايا الفترة دى. 

تعليقات



×