رواية عاصفه الهوي الفصل الخامس و السبعون بقلم الشيماء محمد
سيف دخل، أخذ شاور سريع، وبعدها خفّف دقنه شوية وخرج يلبس هدومه، ولاحظ إنها مرقباه ومتابعة حركاته. لبس هدومه ووقف قدام التسريحة، ضبط نفسه، ومسك البرفان، بس قبل ما يحطه افتكر كلام كريم إن أمل كانت بترفض البرفان بتاعه، فقرر يعمل زيه.
خرج، قعد جنب همس، كان جنبها طبق فاكهة، أخذ تفاحة منه وبدأ يقطعها، وبص لهمس، بيدّيها شريحة، فترددت تاخدها منه، بس شجعها: "خديها، هتعمل إيه؟"
أكلها معاها، بيأكلها قطعة وهو قطعة، لحد ما خلصت. حط الطبق والسكينة مكانهم وبصلها: "تاكلي حاجة تانية؟"
رفضت بسرعة، فقعد جنبها بهدوء، ولسه الصمت المزعج بينهم. شاف جنبها ورق فسألها: "بتذاكري إيه؟"
بصتله: "مادتك."
اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة، بعدها مدّ إيده لها: "وريني."
أخذ منها الورق وبصلها باستغراب: "جبتي الورق ده منين؟"
علقت: "هالة بعتتهولي على الموبايل، وعواطف طبعتهولي، ليه؟"
ابتسم: "الورق ده بتاعي."
استغربت: "بتاعك إزاي؟"
فابتسامته وسعت، وهو بيقلب فيه: "بتاعي، أنا اللي عامله وأنا زيك في الكلية كده، جمعته، وشرحته لزمايلي، وطبعوه، ومعرفش إنه متداول بين الطلبة لحد دلوقتي."
شاور لها على حاجة في الورق: "حرف الـ S، إزاي ما خدتيش بالك منه؟"
ابتسمت: "أخذت، بس ما جاش في بالي إنه انت."
رمى الورق بعيد، فهي استغربت: "بترميه ليه؟ هاته، عايزاه."
علق: "معاكي الأصل يا همس، وبخبرة أعلى من اللي كتب الورق ده بمراحل كتيرة جدًا، وأكيد تفكيري اختلف عن الوقت ده، ومش ده اللي هحط منه امتحان."
سألته بفضول: "هو انت اللي هتحط لنا الامتحان؟"
بصلها كتير: "دكتور ممدوح أكيد."
سألته: "هو ما ينفعش أصلًا تحطه علشان أنا مراتك؟"
جاوبها: "مش حكاية ما ينفعش ، لو حطيته محدش هيتكلم، بس مش عايز حد يقول جابت امتياز في مادته علشان جوزها."
علقت بحزن: "مين قال هجيب امتياز؟"
مسك دقنها ورفعها: "أنا بقول، المادة انتِ فاهماها كويس، هراجع معاكِ شوية، ونحل شوية امتحانات، وفي كل المواد مش مادتي بس، وهتجيبي الامتياز. همس، انتِ ذكية وشاطرة جدًا كمان، فالموضوع بالنسبالك مش صعب."
علقت بأسف: "حاسة إنه بقى مستحيل، مش بس صعب."
لف وشها له: "مش صعب، وأكيد مش مستحيل، أنا معاكِ."
علقت فجأة: "انت ليه مش حاطط برفان؟ دي أول مرة تاخد شاور وما تحطش؟"
بصلها بحيرة: "خفت يكون بيضايقك."
بصتله بحيرة زيه ورددت: "يضايقني؟ ليه؟ انت عارف إني بعشق ريحته." - أضافت بهزار - "أنا حبيت برفانك قبل ما أحبك انت."
ابتسم زيها، وبصلها بحيرة: "طيب لو مش برفاني اللي بيضايقك، إيه اللي بيبعدك عني؟"
هربت من عينيه، بس قعد قدامها وربّع رجله: "اتكلمي معايا، انتِ بتبعدي عني كل ما بقرب، بتصدريلي خدك، ينفع تفهميني ليه؟ إيه اللي مضايقك؟"
فضلت ساكتة، مش عارفة تقوله إيه وإزاي؟ تقوله اتهامه لها وجعها؟ تقوله إنه لما بيبوسها أو يلمسها بتضعف قصاده وبتتمناه، بس لو هيفهم ده إنه مش حب وإنه مجرد رغبة بينهم، فهي قررت ما تضعفش قدامه؟ معرفتش تقوله إيه، وهو قدامها منتظر منها إجابة ترضيه.
ناداها: "همس، اتكلمي معايا، بتبعدي ليه؟ هرمونات حمل زي ما بيقولوا؟ سمعت إن في ستات بتكره حتى ريحة جوزها، بتكره برفانه، بتكرهه هو نفسه، بس بيبقى بسبب الحمل. فهميني لو سمحتي، في سبب لنفورك مني بالشكل ده؟ ولا دي هرمونات حمل وفترة وهتعدي؟"
فضلت ساكتة وباصة للأرض، فهو سألها: "برفاني كرهاه؟"
حركت راسها ببطء تنفي، فهو كرر: "ريحتي أنا طيب؟"
نفس رد الفعل، فسأل: "ريحة نفسي؟ مش طيقاني؟ قرفانة مني؟"
كل ده بتنفي بنفس الطريقة، من غير ما تبصله، وهو هيتجنن وبيفكر في أسباب تانية: "كله لأ، مش هرمونات، يبقى كده في سبب؟ ينفع تقوليه علشان بس تريحيني؟"
رفعت عينيها بصتله، وهو منتظرها تتكلم، فشجعها: "من إمتى الكلام معايا صعب يا همس؟ من قبل ما نتجوز وانتِ بتدبي الكلام، دبيه يا همس، ما تفكريش في طريقة تصيغي بيها كلامك معايا."
قبل ما تنطق، الباب خبط، فنفخ بضيق وقام يفتح الباب، بس بصلها: "مش هسيبك، هاه."
كانت آية: "سبيدو وصل تحت، هنزله، أوك؟"
وقفها: "جاي ليه؟ عايز حاجة، ولا بس هتتمشوا، ولا إيه؟"
جاوبته: "قال لي جعان، وتعالي ناكل مع بعض."
ابتسم: "طيب، ما تخليه يتغدى هنا معانا؟ بعدها ابقوا اطلعوا اتمشوا براحتكم."
آية بتردد: "ماما بتضايقه."
سيف برفض: "أمك لازم تتعلم تتقبله، مش هتتجوزوا وياخدك ويمشي، فخليها تتقبله من دلوقتي، لأن الموضوع بياخد وقت مع أمك ومجهد. اسبقيني، وأنا نازل وراكِ، اقترحي عليه يتغدى معانا، وشوفي هيقول إيه."
نزلت، وهو دخل لهمس: "هتنزلي تتغدي؟ ولا أجيب لك غدا هنا؟"
حركت رأسها بالرفض: "مش قادرة آكل أي حاجة، وبعدين انت أكلتني التفاحة، خلاص قفلتني."
فضل واقف قدام السرير، إيديه في وسطه، مش عارف يعمل إيه ولا يقولها إيه؟ أخيرًا نطق: "طيب، نكمل كلامنا، ولا هتقومي ننزل نتغدى؟"
همس بتهرب: "سبيدو تحت، قلت عايزه ، أنزله."
نفخ بضيق، لأنها بالفعل بتهرب منه. حرك دماغه بتفهم وسابها ونزل لسبيدو اللي معاه آية بتقنعه يتغدى معاهم.
سيف انضملهم، وبص لآية: "شوفي عواطف، وخليها تشوف همس هتتغدى معانا ولا تطلع الأكل لها فوق."
آية فهمت إنه بيوزعها، فتحركت مباشرة، والاتنين تابعوها لحد ما اختفت. سبيدو سأل: "خير؟"
سيف بتفكير: "حاتم عايز يشوف جيسيكا."
سبيدو باستغراب: "إيه الجديد يعني؟ عايز تسيبهاله؟"
سيف بصله بحيرة: "انت شايف كده؟"
سبيدو بغيظ: "لا طبعًا، بتريق. احنا مصدقنا قفشناها، مفيش مكان للحنية هنا، هتضعف، هيدوسوا عليك. جيسيكا هتفضل معانا، لحد ما نسلمها للبوليس مع باقي الشلة، اركنلي العواطف على جنب."
قاطعهم عواطف اللي قربت: "السفرة جاهزة والكل موجود." - سيف بصلها، وقبل ما يسألها، هي أضافت: "همس موجودة برضه، اطمن."
سيف لسبيدو: "يلا نتغدى مع بعض."
حاول سبيدو يعتذر أو ياخد آية ويمشي، بس سيف رفض، ودخلوا الاتنين وانضموا للكل. الغريب إن الجو كان ظريف بوجود سبيدو وهزاره هو وسيف وهوليا.
همس كانت هادية، بتاكل بهدوء، وسيف كان بيراقبها طول الوقت. حاول يبعد عن أي مواجهة قدام العيلة، بس كان حاسس إنها بتتهرب منه، وده كان بيزيد توتره أكتر.
سما كل شوية تطلع بأي حجة لبره، عايزة تشوف مؤمن وصل ولا لأ، وعايزة تتكلم معاه قبل ما يدخل.
أخيرًا، الكل وصل البيت، وسناء وصفية طلعوا يستقبلوهم ويطمنوا منهم على القضية. مؤمن بيبص حواليه، مش عارف سما فين؟
كريم بصله وهمسله: "بتدور على حد؟"
مؤمن رد عليه بهمس برضه: "هروح أشوف حوض الورد بعد ما خلص، شكله إيه، تمام؟"
كريم ابتسم: "حوض الورد برضه، ولا صاحبته؟"
مؤمن بغيظ: "عايز حاجة انت؟"
كريم ابتسم ورفع إيده: "لا، متشكر، روح والقلب داعيلك."
انسحب بهدوء لحوض الورد، وابتسم، وقلبه دقاته اختلفت لما شافها واقفة قدامه. فضل واقف يتابعها وهو مبتسم، وحمحم علشان تنتبهله، وأول ما حست بيه، لفت وشها، ابتسامتها وسعت وقربت منه: "بجد، أنا عاجزة عن الكلام، حبيته يا مؤمن، حبيته، حبيته! انت عملت كل ده إزاي؟ وامتى؟ وليه؟"
ابتسم من ردة فعلها: "الحمد لله إنه عجبك، إزاي ؟ سهلة، مش صعبة؛ امتى؟ النهاردة. أما ليه؟ فدي معنديش رد الصراحة، بس حسيت إني محتاج أعمل ده. السعادة اللي على وشك ملهاش تمن، حاسس إني مستعد أعمل كتير أوي علشانها. بعدين الورد شكله حلو، الموضوع بسيط يا سما."
ابتسمت: "الموضوع ممكن يكون بسيط، بس اهتمامك نفسه اللي فرق معايا، سواء اهتمامك برغبتي أو ابتسامتي."
مؤمن قرب منها خطوة: "لو كان ينفع أفاجئك كمان بحمام السباحة كنت عملته، بس الموضوع ده هياخد وقت."
علقت بحرج وهي بتهرب من نظراته: "أكيد هيكون حلو، بس هكون رجعت البلد."
همس باسمها، فهي بصتله: "أدور على طريقة تفضلي بيها هنا؟"
بصتله بعدم فهم: "قصدك إيه؟ وشغلي؟ و..."
قاطعها: "مش قولتي نفسك تحضري؟ ونفسك تسافري وتلفي العالم؟ ونفسك تسوقي عربية بسرعة مجنونة؟"
علقت: "دي أحلام."
رد ببساطة: "واللي مستعد يحققهالك؟ جاوبيني، عايزة تفضلي هنا؟ ولا عايزة ترجعي لشغلك؟"
فضلت ساكتة، وهو كرر: "أنا محتاج أسمع ردك."
بصتله: "حاسة السؤال مبهم، ومش عارفة أنا برد على إيه بالظبط."
جاوبها ببساطة: "السؤال فعلًا مبهم، وتحته ألف سؤال تاني، بس الدنيا كلها مبهمة، فجاوبي، انطباعك إيه؟ مش عايز إجابة محددة، لأن السؤال مش محدد."
بصتله كتير: "لو هجاوب إجابة مبهمة، يبقى أكيد نفسي أحقق أحلامي كلها. تقدر تحققهالي؟"
ابتسم هو المرادي: "أقدر أحققهالك يا سما، و..."
قاطعه صوت صفية بتنادي بنتها، فالاتنين التفتوا لها، وهي قربت منهم، فمؤمن برر بتوتر: "كنت موصي العمال يعملوا الحوض، فجيبت أشوفهم عملوه كويس ولا لأ."
صفية ابتسمت: "وعملوه زي ما انت عايز؟"
مؤمن: "الحمد لله، ولا انتِ إيه رأيك؟ كان كله شوك، مش عارف ليه، بس الحمد لله بقى كله ورد."
صفية: "الصبار بيفيد، لكن الورد منظر على الفاضي ، فساعات الشوك بيكون مهم، أو الحاجة مش بشكلها بس."
مؤمن بتأكيد: "أكيد طبعًا الحاجة مش بشكلها بس، كتير بنتعب من الشوك اللي حوالينا، وبنحتاج نرتاح، فالراحة مش غلط، ولا المنظر الحلو غلط. الدنيا مش كلها شوك. هروح أشوف العيال، ما شفتهمش من الصبح."
انسحب وسابهم، والاتنين راقبوه لحد ما اختفى، وصفية بصت لبنتها: "انتِ اللي طلبتي منه يزرع ورد، صح؟"
سما بتردد: "أنا أكيد مش هطلب منه يعمل حاجة."
صفية بحيرة: "أمال إيه؟ ليه شال الصبار وزرع الورد؟ انتِ طول الوقت تتخانقي معايا في البيت علشان نزرع ورد، فليه هنا زرع ورد؟"
سما بصتلها: "أنا كل اللي قولته تعليق عابر، ليه قدام التراس حاطط شوك؟ يعني الواحد يحط قدام عينه حاجة حلوة، مش صبار وشوك. قولته كتعليق مش أكتر، عمري ما تخيلت إنه في نفس اللحظة هيشيل الصبار ويزرع ورد."
صفية بتحرك راسها برفض، ومش عارفة تفكر: "مؤمن بيحب مراته و..."
قاطعتها بنرفزة: "طليقته، وطلقها مرتين، و..."
قاطعتها المرادي صفية: "وبينهم عيل، هيفضل العمر كله رابطهم ببعض."
سما بصت لأمها باستنكار: "وهو علشان في عيل بينهم المفروض إيه؟ يعيش عمره كله لوحده ولا إيه؟"
صفية قربت منها: "انتِ عارفة مراته اطلقت منه ليه يا سما؟"
سما بصت قدامها: "علشان ما تعرفش قيمته."
صفية اتصدمت في الرد، وعلقت بتهكم: "لا يا حلوة، علشان نفس السبب اللي سبتي علشانه علي."
سما بصتلها بصدمة، وهي كملت: "أيوه، علشان عايش في بيت عيلة، علشان رفضت حد يتحكم فيها، علشان هو رفض يعيش بعيد عن عيلته، علشان هو زي علي، عيلته أهم من أي اعتبارات تانية."
سما حرّكت راسها برفض: "انتِ بتتكلمي بجد ولا بتقولي أي كلام وخلاص؟ فرق السما والأرض بين علي ومؤمن!"
صفية حبت تعرف آخر بنتها، فعلقت بسخرية: "مؤمن أغنى!"
سما اتجننت: "عمري أبدًا ما حكمت على إنسان بفلوسه، وانتِ عارفة ده كويس! أنا ما رفضتش علي علشان بيت عيلة، أنا رفضته لأن شخصيته ضعيفة قدام أمه، كلام أمه يمشي فوق رقبة الكل!"
صفية بفضول: "مين قالك إن مؤمن مش زيه؟ ولا مين قالك إن مراته كان رأيها زيك بالظبط؟ زي ما انتِ رفضتي علي، ودي وجهة نظرك، هي كمان زيك؟"
سما برفض: "ماما، انتِ عايزة تحرقي دمي وبس ولا بتتكلمي بجد؟ انتِ شايفة إن ده زي ده؟ احنا نعرف مؤمن من إمتى؟ بلاش أنا، انتِ تعرفيه من إمتى؟ ده أبسط حاجة، أبوه وأمه مقدروش يخلوه يعيش بالبلد، وأصر يسافر مع كريم ويعيش ويبني حياته هنا. لو هو ابن أمه وبيسمعلهم، كان سمع كلامهم وعاش بالبلد!"
صفية معرفتش ترد بس قاوحت: "ماهو مرضيش يعيش بره بيت عيلته أهو، مراته كانت بتقول وتصيح تابع لكريم!"
سما باقتناع: "مؤمن جذوره هنا، عاش عمره هنا، وحابب بيته وأهله، بس عمل الملحق وعمل لنفسه خصوصية من غير ما يبعد، وده الصح! انفصل من غير ما ينفصل. أنا شايفة إن ده ذكاء منه. هو وكريم وجهين لعملة واحدة، مش هينفع ينفصلوا، فبالوضع ده قدروا يحققوا الموازنة بين الانفصال والقرب. أنا مكنتش مشكلتي مع علي قرب العيلة، مشكلتي كانت شخصيته هو! أنا مش شايفة مؤمن بيسمع لحد ولا تابع لحد، هو ابن بار بأهله، وله شخصية مستقلة تمامًا. يعني مثال بسيط، كريم هادي وطبعه هادي، مؤمن أبعد ما يكون عن الهدوء. كريم مثلًا بيسوق على مهله، عكس مؤمن. تعرفي إن مؤمن في أيام الكلية كان بيدخل سباقات عربيات؟ هو وصاحبه سيف الصياد كانوا أبطال سباقات، عكس كريم تمامًا! حتى عيالهم، كل واحد نسخة من أبوه. إيان متهور، مجنون، متسرع، بعكس إياد، هادي، بيحب يتكتك ويخطط، وإيان ينفذله خططه المجنونة! الاتنين بيكملوا بعض، محدش تابع لحد!"
صفية بتسمع بنتها بذهول تام، وأخيرًا نطقت: "انتِ عارفة إننا هنمشي من هنا، صح؟ مش هنعيش معاهم هنا، ولا انتِ هتقعدي تربي عيالهم هنا! أنا وافقت أقعد يومين، وهنمشي، علشان بس تكوني عاملة حسابك!"
سما بحزن: "خالتو سناء حبيبتك وصحبتك و..."
قاطعتها صفية بذهول: "وعلشان صاحبتي أعيش في بيت ابنها؟ بأي صفة يا سما؟ صاحبتي وفتحتلي بيت ابنها كام يوم، مش علشان نعيش فيه!"
سما بتهرب: "مقولتش نعيش فيه!"
صفية: "أمال قولتي إيه؟ سناء نفسها، جوزها كل يوم يكلمها علشان ترجع، فدلوقتي هي منتظرانا نمشي معاها، يلا ندخل للناس دي!"
وهما داخلين، صفية سألتها: "مين قالك إن مؤمن دخل سباقات في الكلية؟"
جاوبتها: "أمل كانت بتحكيلي لما سألتها عن سيف وعلاقته بيهم، فــرغينا شوية عنهم، سيف في البداية صاحب مؤمن، واتعرف بعدها على كريم."
دخلوا، واتجهت الأنظار كلها لهم، وحالة من التوتر مسيطرة على الكل، قطعها حسن: "هو مفيش أكل النهاردة ولا إيه؟"
أمل وقفت: "هشوف أم فتحي، لحظة."
حسن وجّه كلامه لمؤمن: "مؤمن، قولتلي عايز تتكلم معايا، خير يا ابني؟"
الكل بصله، وكريم استغرب وبص لمؤمن اللي اتوتر، لأنه مكنش عايز الكلام قدام الكل: "طيب بعدين، ناكل الأول."
حسن ما أخدش باله إن مؤمن مش عايز يتكلم قدام الكل: "يا ابني، اتكلم، عقبال ما يجهز الأكل!" - أضاف بهزار - "ولا حاجة سر، بس مفيش حد غريب؟"
كريم بص لأبوه: "ما قال بعد الأكل، مؤمن ما بيعرفش يتكلم وهو جعان، الكلام مرتبط عنده بالأكل، ما تفهمش إزاي!"
مؤمن بهزار: "مش العقل السليم في الجسم السليم؟ العقل هيبقى سليم إزاي والجسم جعان؟"
كريم بصله: "وجهة نظر!"
حسن علّق: "هتتكلم عن الشغل والشركة ولا حاجة تانية؟"
ناهد بغيظ من جوزها: "ده إيه جر الكلام ده؟ ما قالك بعد الأكل، وعمالين يتوهوك بالكلام وانت إيه إيه إيه؟"
حسن بصلها بذهول وزعق بهزار: "ماهو قولت له من الأول، حاجة خاصة؟ قالي لا عادي، نتكلم بالبيت!"
ناهد بغيظ: "وطالما قالك بالبيت، يبقى حاجة خاصة بالبيت، مش الشغل، يبقى الحسيس يتكلم معاه لوحده!"
حسن وقف: "انتِ يا ولية، بتزعقيلي؟"
ناهد وقفت: "أنا هروح أشوف المطبخ، لاحسن أتنقّط!"
حسن وقفها: "مين هينقّطك إن شاء الله؟ أنا؟"
الكل بيضحك عليهم، ومرة واحدة حسن زعق في كريم: "ما تقول كلمة لأمك!"
كريم اتفاجأ: "الله، وأنا مالي يا ليمبي؟ ما تقعدي يا أمه، الراجل كبر، وما عادش بيلقطها وهي طايرة!"
حسن اتصدم، وساب ناهد، وبص لابنه، وهيقرب عليه، بس قام جري بعيد: "أنا كبرت يا ابن...!"
كريم بيجري، بس خبط في أمل اللي خارجة من المطبخ: "في إيه، مالكم؟"
حسن: "امسكِ يا بنت يا أمل، الواد ده! مضربتهوش وهو صغير، هضربه دلوقتي!"
كريم وقف ورا أمل بحيث تبقى بينهم، والاتنين حواليها، وهي مش فاهمة حاجة، بس بيلفوا حواليها!
حسن: "انت بتستخبى في مراتك؟"
كريم بتأكيد: "آه، عندك مانع؟"
إياد وإيان قاموا يجروا وراهم، والكل بيضحك ويهزر، لحد ما ناهد دخلت بينهم: "السفرة جاهزة، يلا!" - مسكت حسن من ياقة جاكته - "أما ابنك يقولك عايز أتكلم معاك، تكلمه لوحده!"
الكل اتجمع على السفرة، وشوية وحسن اتكلم: "مؤمن، ابقى..."
قاطعته ناهد: "هو إيه؟"
الكل ضحك، وحسن برر: "يا ست، هقوله يكلم سيف، يشوفه فاضي ولا لأ، تروحوا تزوروا مراته كلكم! البنت جات كذا مرة وسافرت المنيا، فواجب تزوروها!"
ناهد: "بحسب! ماشي، نزورها!"
مؤمن مبتسم: "حاضر، هكلمه. ولعلمكم، الموضوع مش سر حربي ولا أي حاجة، أنا بس كنت عايز أعرفكم إني هجدد الملحق، مش أكتر."
ناهد ابتسمت بفرحة، وسناء كمان، وحسن علّق: "على خيرة الله، تحب أساعدك إزاي؟ أرشحلك حد؟ أو قولي انت محتاج لإيه؟"
مؤمن ابتسم بعرفان: "ربنا ما يحرمني منك يا عمي، بس رقم المهندس اللي كان بيشرف عليه أو اسمه، بحيث هو اللي يجدده، علشان محدش يعدل على شغله."
حسن: "تمام، هجيبهولك، حاضر."
مؤمن أضاف: "أنا كمان حابب أعمل حمام سباحة خاص بيا."
سما انتبهت وحست بقلبها بينبض بعنف، وأمها لاحظت ارتباكها وكشرت، معقول هي طلبت منه حمام سباحة؟
ناهد علقت باستغراب: "في اتنين يا مؤمن، ليه محتاج واحد ثالث؟ يعني في الكبير بره، وفي المقفول؟"
حسن رد عليها: "وهو حابب يعمل واحد لنفسه خاص بيه، هو حر! انتِ هتشاركيه؟"
ناهد كشرت: "الله! مش بفهم!"
حسن زيها: "هو حلو ليك و وحش لغيرك الفهم ده؟ يعني أنا أحاول أفهم، أبقى بتدخل! لكن انتِ، الله مش بفهم؟"
ابتسمت: "أيوه، أنا غيرك."
سناء اللي سألت بفضول: "لا، بس هي عندها حق! ليه واحد ثالث؟ ما كفاية اثنين في الڤيلا؟"
مؤمن بص لوالدته: "عادي يا ست الكل، أنا حابب يكون عندي واحد خاص بيا، منفصل عن الڤيلا."
حسن أنهى النقاش: "مؤمن، حبيبي، جدد الملحق بالطريقة اللي تناسب ذوقك، واعمل ما بدالك! الملحق مملكتك الخاصة، اعمل اللي يعجبك فيها، والجنينة كلها تحت أمرك."
أنهوا الغدا، وكل واحد طلع لأوضته، بعد ما مؤمن كلم سيف واتفق معاه إنهم هيزوروهم.
كريم بيراقب أمل وهي بتستعد لنزولها مع ناهد وسناء.
أمل لاحظت نظراته فابتسمت: "معجب ولا حاجة؟"
ابتسم: "أنا على طول معجب، يا روحي."
أمل التفتتله: "مالك؟"
اتنهد وقام قرب منها: "أنا قولت لك قبل ما نتجوز، هيكون لينا بيت خاص، لكن فضلنا هنا، تحبي نعمل ملحق زي مؤمن خاص بينا وننقل فيه؟"
حست إنه مهتم بإجابتها، فحطت إيديها حوالين رقبته: "أنا مبسوطة معاك هنا، أنا مش زي نور، أنا مبحبش أكون لوحدي. غير يا كريم، مفيش حد هنا غير باباك ومامتك، هنسيبهم لمين لو مشينا؟ لو انت عندك إخوات كان ماشي، لكن ما يهونوش عليا صراحة أسيبهم لوحدهم! بعدين، احنا بننزل الشغل، نونا بتفضل لوحدها، العيال بيشغلوها ويسلوها، وواحد فينا داخل والتاني خارج، والبيت مفتوح، لكن هنسيبها لوحدها النهار كله؟ فلا يا كريم، مش عايزة ملحق لوحدي، أنا مبسوطة هنا، وحساهم أب وأم ليا، مش محتاجة انفصل في ملحق خاص بيا."
كريم بصلها بحب صافي: "أنا هحبك أكتر من كده إيه؟"
ابتسمت وحضنته: "تحبني لآخر العمر، لحد ما نبقى في سنهم، ونتخانق خناقتهم دي مع إياد وهو متجوز ومخلف."
ضحك وعلق: "أبويا فظيع، الراجل بيجري ورايا علشان قولتله كبرت، ماهو كبر بجد، بتبلى عليه يعني!"
أمل ضحكت: "نفسي أصورك مرة وانت بتجري منه، وأنشرلك الفيديو ده على جروب الشركة! المدير التنفيذي للمرشدي جروب، يجري خوفًا من والده!"
كريم كشر للتخيل، وهي ضحكت على منظره: "متخيل انت، صح؟"
كريم: "أما إنك فصيلة يا أمل! الواحد مش هيثق فيكِ بعد كده!"
استمر ضحكها عليه، بعدها غيرت الموضوع: "إيه حكاية الورد وحمام السباحة؟"
كريم ابتسم: "زي حكاية الكرز والفواكه الحمرا!"
سناء مع ابنها سألته: "إيه حكاية حمام السباحة ده يا مؤمن؟ وليه؟"
مؤمن باستغراب: "إيه المشكلة طيب؟"
سناء: "إن في اتنين أصلًا، ليه ثالث؟"
مؤمن قعد جنبها: "خاص بيا! يعني تخيلي كده، أكون سهران وعايز آخر الليل أنزل حمام سباحة، أروح الكبير؟ ولا أدخل استأذن أنزل الخاص المغلق؟ ولو كريم وأمل فيه؟"
سناء عايزة تتكلم بشكل مباشر، بس برضه مش عايزة تضغط عليه، عايزاه هو اللي يتكلم: "ماشي، ليه مفكرتش غير دلوقتي فيه؟"
بصلها وهو فاهم هي عايزة توصل لإيه: "لما ربنا أراد. بصي يا ست الكل، علشان أريحك، خليني أستقر، بعدها هتكلم، لكن دلوقتي بتخبط لسه! اديني شوية وقت."
سناء بغيظ: "شوية وقت إزاي، واحنا هنسافر بكرة ولا بعده؟"
مؤمن بصلها بذهول: "طيب، أعمل إيه أنا دلوقتي؟ في حاجات ما بتتاخدش قفش! عايزة تساعديني؟ ما تسافروش! اخترعي أي حجة."
سناء بحيرة: "مفيش حجج، ولو اخترعت حجة تخصني، هتمشي برضه هي!"
ناهد وصلت هي وأمل، نزلوا وقربوا منهم، فمؤمن وقف: "يلا، هوصلكم."
أمل علقت: "كريم نازل ورايا، هو هيوصلنا؛ ولا انت؟"
مؤمن بحيرة: "مش عارف، عادي، أي حد فينا."
كريم نزل وبصلهم: "يلا!"
ناهد: "مين فيكم هيجي معانا؟"
كريم: "احنا الاتنين، يلا بينا!"
خرجوا كلهم، وكريم بص لمؤمن: "عربيتك ولا...؟"
قاطعه: "عربيتك، مش طالبة معايا سواقة."
كريم ابتسم وغمزله: "طالبة سرحان وورد!"
مؤمن ضربه في كتفه: "يا بارد!"
سيف قاعد في الجنينة هو وهمس وسبيدو وآية، ودي كانت أول مرة يقعدوا الأربعة مع بعض، وقعدتهم كانت كلها ضحك لحد ما سكتوا.
آية سألت: "بما إن محاكمة كريم خلصت، وناريمان اتكشفت لعبتها، الخطوة الجاية إيه؟"
سيف بهدوء: "بنسبة كبيرة نخلص من كل الأطراف السايبة."
آية بفضول: "يعني هتعمل إيه؟"
سبيدو رد عليها: "يعني قاعدين قعدة حلوة وبنضحك ونهزر، لازم تفصلينا بالمواضيع دي؟ ماهو النهار كله إحنا فيها، بالليل بقى محتاجين نفصل، افصلي، هاه."
ابتسمت: "حاضر، هفصل" - مرة واحدة بصت لأخوها - "انت ليه كنت رافض حمل همس؟"
بصلها بذهول: "أنا رفضته؟" - بص لهمس بصدمة - "أنا رفضته؟ مين مروج الإشاعة دي؟"
همس بصت لآية: "مين قالك إنه رفضه؟ ده جاتله حالة غباء لا متناهِ يومها!"
سيف مسكها من شعرها بهزار: "انتِ اللي كنتِ غريبة، مش أنا! ما تقولي زي البني آدمين، إيه الألغاز دي كلها؟"
همس التفتتله: "حطيت إيدك على بطني وقلت لك 'هنبقى ثلاثة'، إيه اللغز فيها؟ يعني هنبقى ثلاثة إزاي؟"
ضحكوا كلهم، وسبيدو علق: "معلش، يمكن افتكرك هتشتريه من السوق!"
سيف بصله ومسك علبة مناديل حدفها في وشه: "بس يا واطي! هي مقالتش كده!"
سبيدو بيضحك: "ما تبررش غباءك لو سمحت، لأنه مالوش مبرر" - بص لهمس - "انتِ عارفة المهندس لما بتجل منه بيبقى وحش أوي!"
سيف بصله ومش عارف يقوله إيه، فسبيدو كمل: "ما تبصليش، بص لمراتك، هي اللي قالت، مش أنا!"
سيف بصلها، فهي علقت: "انت اللي تنحت يومها، وفضلت أفهمك ساعة، ده أنا اديتك اختبار الحمل في إيدك!"
سبيدو مش قادر يمسك نفسه من الضحك هو وآية، وسيف من غيظه بصله: "انت يا اللي بتضحك، تعرف اختبار الحمل ده شكله إيه؟ شوفته قبل كده؟"
سبيدو بتفكير: "وأنا اتجوزت قبل كده؟ أكيد معرفش شكله!"
سيف بتهكم: "وهو لما تتجوز، حد هيوزعه عليك يقولك ده شكله؟ إيه التخلف ده؟ ماهو كانت أول مرة أشوفه، ومعرفش إيه ده!"
سبيدو بهزار: "هطلع أشتريه دلوقتي من أقرب صيدلية، أعرف شكله!" - كمل بهزار لسيف - "أيوه، خليك شاطر، وقولي التركات اللي ما أخدناهاش في المنهج دي!"
سيف بتهكم: "ولا أعرفك!" - بص لأخته - "المهم، جبتي منين قصة إني رافض الحمل دي؟"
آية بصت لهمس: "مش قولتيلي ساعة فرح أخوكِ إن سيف مش عايز حمل؟"
همس بتوضيح: "آه، مش عايز حمل علشان دراستي."
سيف كمل: "دي ما اسمهاش رافض الحمل، اسمها رافض فكرة الحمل مع الدراسة، علشان تقدر تركز في مذاكرتها، اللي بقت في ذمة الله." - بصلها - "وأبوكِ هيمسك في رقبتي ويقولي قلت لك بلاش جواز في الدراسة!"
سبيدو بجدية: "طيب، بما إن الأمور هديت شوية، حاول تساعدها، ركز معاها هي أكتر."
همس بصتله: "والله انت بتتكلم صح!" - بصت لسيف - "ركز معايا شوية، وهتلاقيني فوريرة!"
سيف بصلها كتير: "حاضر يا همس، هركز معاكِ."
طلعت عواطف عندهم: "ضيوفك وصلوا يا سيف."
سبيدو وقف: "طيب، أنسحب أنا بقى، أروح."
قاطعته آية: "دول كريم ومؤمن، مش حد غريب، ما تنسحبش!"
سيف أكد: "فعلًا، دول كريم ومؤمن، خليك نشوف خطوتنا الجاية إيه؟"
قاموا استقبلوهم، وقعدوا كلهم مع بعض، وشوية وانضموا لهم هند وبدر، وكمان نادر وملك، والكل مع بعض، الجو كان صاخب، والكل بيتكلم والكل بيهزر، والسهرة كانت حلوة.
عز قاعد جنب خاطر: "تيجي ناخد قهوتنا بره أنا وانت، بعيد عن الدوشة دي؟"
خاطر وافقه، وقاموا الاتنين، فسلوى سألتهم: "رايحين فين كده؟"
عز جاوبها، فسلوى بصت لناهد ولفاتن وسناء: "ما تيجوا احنا كمان نقعد لوحدنا؟"
قبل ما حد يرد، سيف وقف: "لا، خليكم! احنا هنطلع بره، محتاجين نتكلم شوية في الشغل."
الرجالة انفصلوا، يقعدوا لوحدهم، يشوفوا خطوتهم الجاية إيه.
تاني يوم، سيف وسبيدو أخدوا حاتم يقابل جيسيكا مرة أخيرة، وجيسيكا نفذت طلب سيف، وكل سؤال سأله حاتم، جاوبته زي ما سيف طلب منها.
حاتم طلب منهم يسيبوه لوحده معاها، وسيف نفذ طلبه لأنه متخيل إنها خايفة فبتقول الإجابات اللي عايزينها تقولها، لكن إجابتها ما اختلفتش. خرج من عندها، وقف قصاد سيف اللي قاله : جيسيكا اتهمتني اني هتكت عرضها بالرغم من انك قولت انكم على علاقة ببعض ، يعني ده ابسط شيء على كدبها ، منين هي على علاقة بيك وبتتهمني أنا بهتك عرضها ؟
حاتم بدفاع : هي قالتلي انك اغتصبتها مش
قاطعه : هي قالتلك اللي عيزاك تعرفه ، هي لعبت بيك وانت للاسف صدقتها .
سكتوا الاتنين شوية بعدها حاتم علق :
"المفروض دلوقتي أعمل إيه؟ متوقع مثلًا أعتذرلك عن السنين اللي فاتت وعن خلافي معاك؟ ولا أخدك بالحضن وأقولك صاحبي حبيبي؟"
سيف بهدوء: "مش متوقع ولا منتظر منك أي حاجة، أنا عملت كل ده لمجرد إنك تفوق من وهم حبك لجيسيكا. صداقتنا انتهت من زمان، ومفيش مجال لها ترجع. الشك لو دخل أي علاقة بيدمرها، فمش هنرجع أصحاب، بس مش هنفضل أعداء، وتلحق حياتك ونفسك."
حاتم حرك راسه بتقبل لكلامه: "تمام، مش هنبقى أصحاب، بس مش هنبقى أعداء، وده يكفيني حاليًا."
سبيدو أخد حاتم وصله بيته وهو مغمي عينيه، وسيف رجع البيت وعامل مسافة بينه وبين همس زي ما هي عايزة. دخل أوضته، غير هدومه، وقعد على اللاب يشتغل عليه، بس هي قاطعته:
"عايزة أنزل الكلية، أنا كويسة، ومش حابة قعدة البيت والسرير دي."
سيف بصلها: "بكرة نروح للدكتورة، ولو قالت أمورك تمام، انزلي، معنديش مانع."
الصبح، كلم نادر يحدد له ميعاد مع الدكتورة، وأخد همس وراحوا عندها. كانت عندها خلفية عن اللي حصل من نادر، فاهتمت بالكشف على همس بناءً على اللي سمعته.
عملت أشعة تطمن بيها أكتر على البيبي، وسيف جنبها، وهي طمنتهم:
"الحمدلله، كل أمورها تمام، مفيش حاجة تقلق عليها، أمورها مستقرة."
سيف باهتمام : "تقدر تنزل كليتها؟"
الدكتورة: "آه، عادي، تمارس حياتها الطبيعية."
سيف : "وبالنسبة للأكل؟ عندنا مشكلة معاها في الأكل."
الدكتورة ابتسمت: "العلاج اللي معاها تاخده قبل الأكل، وبراحة. فاكهة، سوائل، كل اللي يجي على نفسها تاكل منه بنسب ضئيلة. هي فترة وبتعدي، المهم ما تفضلش بدون أكل مدة طويلة لأنها هتتعب بعدها، قليل بقليل، كل شوية حاجة بسيطة، وبكده المعدة مش هتتعب. ولو في أي حاجة، معاكم تليفوني، كلموني."
الدكتورة بعدت، وسيف ساعد همس تتعدل وتظبط هدومها قبل ما يقعدوا قدام الدكتورة: "هكتبلها شوية فيتامينات تاخدها تساعد معاها."
سيف انتظر همس تسأل في أي حاجة، بس هي ساكتة تمامًا.
انتبه على الدكتورة: "في عندكم أي سؤال؟"
همس ما ردتش، بس بصت للارض ، سيف استغرب، هل هي منتظرة منه هو يسأل؟
الدكتورة لاحظت فعلقت: "لو في أي حاجة، اسألوا، ما تتحرجوش."
همس قررت تسكت ، أما سيف فقرر يسأل:
"الدكتورة في المنصورة لما همس تعبت، قالت إن العلاقة بينا ممنوعة لحد ما نطمن منك هنا، فإيه الوضع؟"
الدكتورة: "حمل مراتك طبيعي، فعيشوا حياتكم بشكل طبيعي، بس طبعًا بهدوء وعقل، يعني خليك متفهم واهتم براحتها هي أكتر من راحتك انت."
ابتسم بحرج: "أكيد طبعًا."
شكرها ومشيوا من عندها، قابلهم نادر، اطمأن إن أمورهم تمام قبل ما سيف ياخد همس ويمشي، فهي اقترحت:
"وديني الكلية، ينفع؟"
بص لساعته: "هتلحقي إيه؟"
همس: "عندي سيكشن مادتك ومحاضرة مشروع."
سيف بصلها: "سيكشني هعوضهولك بالليل، ومحاضرة المشروع مش مهمة، بكرة انزلي."
همس بضيق: "وديني يا سيف الكلية."
سيف بصلها كتير قبل ما يرد: "بكرة انزلي براحتك."
سكتت، وهو وصلها البيت، وبعد ما نزلت من العربية وقفها:
"عايزة حاجة مني؟"
بصتله بصدمة: "انت ماشي؟"
استغرب سؤالها: "أيوه، رايح الشركة."
علقت بغضب مكتوم: "يعني انت رفضت توديني الكلية، وجبتني لهنا علشان تروح انت الشركة؟"
علق بصدمة: "وده إيه علاقته بده، معلش؟"
همس: "علاقته إنك رخم، روح شركتك، أصلًا مش عايزاك تفضل معايا، اتفضل."
سابته وطلعت، وهو فضل مكانه شوية، مش عارف إيه ضايقها، وبعدها جاله تليفون من مروان، فراح للشركة.
همس دخلت، وقابلتها هوليا:
"حبيبتي، الدكتورة قالت لكِ إيه؟"
همس ابتسمتلها: "طمنتني، كل أموري تمام الحمد لله، وقالت أرجع لكليتي عادي ولحياتي الطبيعية."
سلوى علقت: "برضه خليكي مريحة يومين أضمن."
همس اعترضت: "لا، بكرة هنزل الكلية، أصلًا غيبت كذا يوم."
سلوى وقفت: "عندك عز وسيف بيعوضوكِ عن غيابك، مالوش لازمة."
قاطعتها همس: "لو سمحتي يا ماما، أنا هنزل الكلية وهرجع لحياتي الطبيعية، ولو في أي تعب هبقى أتعامل ساعتها، لكن طالما أموري بخير الحمد لله، فهعيش بشكل طبيعي."
سلوى هتتكلم، بس هوليا وقفتها: "هي أدرى بمصلحتها وحياتها وكليتها، خلاص، اطلعي يا همس ارتاحي بأوضتك يا قمر."
همس في أوضتها بتذاكر شوية، وتكلم هالة شوية تشوف إيه ناقصها وتكمله، لحد ما الباب خبط، ودخلت عواطف بعلبة شيك في إيدها.
عواطف حطت العلبة قدامها، فهمس سألتها: "إيه دي؟"
عواطف ابتسمت: "لسه واصلة حالًا وعليها اسمك."
همس مسكت الكرت مكتوب عليه (همس الصياد)، فعلقت: "ده خط سيف."
ابتسمت عواطف: "أكيد سيف، هيكون مين غيره يعني؟ تحبي أجيب لكِ حاجة تاكليها أو تشربيها؟"
شكرتها همس وانسحبت، وهمس فتحت الكرت:
(لحبيبة عمري الغاضبة، أشتاق إليكِ بالرغم من وجودك بداخلي، أفتقدك، وأشتاق للمساتك الرقيقة في حياتي يا طفلتي المدللة.)
قرأتها كذا مرة، وأحاسيس كتيرة جواها متلخبطة، هي كمان مشتاقة للمساته، بس مش قادرة تنسى اتهامه إنها بس بتحب العلاقة بينهم، مش بتحبه هو.
فتحت العلبة بفتور بعد ما وصل تفكيرها للنقطة دي، ولقت الشوكولاتة اللي كانت بتحبها، واللي خلته يوم فرحها يبعت مروان يشتريها. ابتسمت للذكريات، وبصت للشوكولاتة، بس مقدرتش تاكل أي حاجة منها، فقفلت العلبة ورجعت لمذاكرتها، بس كل شوية ترجع تقرأ الكرت اللي بعته.
آخر النهار، سيف رجع البيت، هوليا قابلته، شافته مرهق، فتحت إيديها له، فدخل حضنها، استكان فيه، وهي ضمته بحب:
"حفيدي وحبيبي مالك؟ شو في؟ ليه شايل هموم الدنيا كلها؟ neden bu kadar düşüncelisin?
حاسة إنك عم تهرب من البيت؟ evde değilsin ليه يا سيف؟ مراتك محتاجة لوجودك أكتر من أي وقت تاني، o şimdi sana çok ihtiyaç duyuyor، ما تتركها لحالها."
اتنهد بتعب وإرهاق واضح: "مش يمكن هي اللي عايزة كده؟ benden uzaklaşmak ومش حابة تواجدي معاها؟ Belki de أنا السبب اللي مضايقها، ومش بتحب وجودي؟"
رفضت بشكل قاطع: "طبعًا لأ يا سيف! همس seni çok seviyor (تحبك كتير)، هي بتعشقك. اللي بيصير مجرد هرمونات حمل، başka bir şey değil حبيبي، ولازم تتحملها وتكون جنبها. انت güçlü olmalısın (يجب أن تكون قويًا)، وهي محتاجة لك أكتر من أي وقت تاني."
سيف اتعدل: "أنا هطلع ارتاح، محتاجة مني حاجة يا روحي؟"
ابتسمت وباسته: "خليك جنبها."
طلع لأوضته، كانت على السرير، وحواليها ورق كتير، بص للورق، وحس إنه مرهق، عايز ينام وبس، مش عايز أي حاجة تانية. سلم عليها وعلق:
"بتذاكري إيه؟"
ردت بتنهيدة بتدل على إرهاقها: "إلكترونكس."
قرب منها، باس خدها، وقعد قصادها: "عاملة فيها إيه؟"
شاورت بدماغها بفتور: "يعني، راجعت المادة من ساعة ما رجعنا وأنا ماسكاها، شبه خلصتها، بس شوية حاجات وقعت مني في الشيت، معرفتش أحلها، حتى المرجع بتاعك، حليت التمارين اللي فيه، لكن لقيت نفس المسائل اللي وقفت قدامي هنا، وقفت برضه معايا."
(أضافت لما حسته مرهق) "عندي سيكشن فيها بعد بكرة، هبقى أسأل المعيد."
بصلها كتير، متضايق منها، مرة واحدة قام: "أنا داخل أخد شاور وأغير هدومي، دي لابسها من الصبح."
وقفته: "مالك؟ اتضايقت ليه؟"
بصلها وهو بيقلع قميصه: "انتِ عملتي حاجة تضايق؟"
حركت راسها برفض: "معملتش، بس انت اتضايقت وقومت."
برر وهو بيكمل قلع هدومه: "قومت أخد شاور."
هيدخل الحمام، بس وقفته: "لو اتضايقت علشان بقولك هسأل المعيد، فده علشان انت شكلك تعبان ومرهق، ومحتاج ترتاح، مش أكتر من كده."
وقف شوية، ماسك أكرة الباب في إيده، لحد ما خلصت، فبصلها من فوق كتفه: "وزي ما قولتلك، محتاج آخد شاور، مش أكتر من كده."
سابها ودخل، وخرج بعد شوية. كانت فضت السرير من الورق، ويدوب معاها اللي في إيدها فقط، وباقي الورق على الكمود جنبها.
طلع ولبس هدومه في الدريسنج، وبصلها: "أحط برفان ولا بيضايقك؟"
بصتله بغيظ: "أنا مش فاهمة، انت جبت قصة إن البرفان بيضايقني دي منين؟"
مردش، وحط برفانه، وطلع لعندها، صلى وقعد شوية على سجادة الصلاة، بعدها قام. لمح العلبة على المكتب، فراح ناحيتها ياخد واحدة يديهالها. فتحها واتفاجئ إنها زي ما هي، بالورق اللي عليها حتى ما فتحتهاش. فضل باصص للعلبة متضايق. المشوار للمحل كان رخم، والطريق كان واقف، وكان مضغوط وراح بالرغم من كده، وهي مفتحتهاش حتى.
قفلها بعنف شوية وخارج بره الأوضة، بس وقفته: "رايح فين؟"
وقف جامد، بيحاول يرد بهدوء ويسيطر على أعصابه، بس غصب عنه مش قادر، فتكلم من بين أسنانه: "طالع لبابا، كان عايز مني حاجة في الشركة، وقلتله لما أرجع. عايزة حاجة؟"
شكرته، ومقدرتش تسأله مالك، ولا ليه متعصب، ولا فيك إيه؟ الفجوة بينهم بتكبر، ومش عارفة تخطيها ولا تتجاوزها للأسف.
سيف خرج وقفل الباب وراه، وفضل واقف شوية مش عارف يعمل إيه ولا يتعامل إزاي معاها؟ بس الطريقة دي هو مش عارف أصلًا يتعامل بيها؟
سلوى كانت خارجة من أوضتها، شافته واقف، ساند على الباب ومغمض عينيه. حمحمت، فهو اتعدل بسرعة، آخر حد محتاج يتخانق معاه دلوقتي هي أمه.
قربت منه: "مالك؟"
بصلها، وحاول يتكلم بلهجة عادية: "مفيش، مرهق مش أكتر."
علقت بعدم تصديق: "مش ده شكلك وانت مرهق، فمالك؟"
حاول يبعد: "مفيش يا أمي."
مسكت دراعه، وقفته قصادها، مسكت دراعاته الاتنين بتحرك إيديها عليهم: "بالرغم من إنك فاكر دايمًا إني ضدك، بس أنا مش ضدك. سعادتك بتهمني، آه بختلف مع مراتك وتصرفاتها، وآه ممكن ما تعجبنيش حركاتكم، بس ده مش معناه أبدًا إني هتبسط لما أشوفك بالشكل ده."
حاول يبتسم: "ماله شكلي؟ أنا كويس، أنا بس..."
قاطعته: "مرهق؟ عارفة إنك مرهق، لكن مش ده سبب وقوفك بره الباب كده، لأن في الطبيعي بتبقى واقف في الناحية الثانية من الباب، مبتسم، مبسوط حتى لو مرهق. همس لسه زعلانة بسبب قصة جيسيكا؟ مش قلتوا..."
قاطعها: "لا، مش زعلانة."
استغربت: "طيب، مش قاعد جوه واخدها في حضنك ليه؟ تخيلت وقت حملها هنشدّك بره الأوضة بالعافية؟"
بص للأرض مبتسم بأسف: "كنت متخيل ده برضه."
سلوى رفعت وشه: "انت مش جنبها ليه يا سيف؟ ده مش وقت أبدًا إنك تبعد عنها أو تزعل منها لأي سبب. الست في الحمل رغبتها في جوزها بتتضاعف وبتزيد و..."
قاطعها بابتسامته المتهكمة، فسكتت وعلقت: "سيف؟ في إيه بينكم؟ حبيبي، اتكلم معايا؟"
بصلها بوجع: "مبقتش بفهمها ولا عارف أقراها، كنت ببص لعينيها أترجمها، دلوقتي بقت طلاسم قدامي. لا عارف أقرب منها، ولا عارف أبعد عنها، ولا عارف أصلًا هي عايزة إيه؟"
سلوى بتأكيد: "عايزة حضنك وبس، مش محتاجة مفهومية."
سيف بأسف: "لما بقرب منها بتبعد."
سلوى بحيرة: "يعني إيه بتبعد؟ قلت إنها مش زعلانة، يمكن مش حابة برفانك أو ريحتك أو..."
قاطـعها: "كل ده جربته، لأ! بقولك مش فاهمها أصلًا."
سلوى مسكت دراعه وشدّته لأوضتها، وهو مشي معاها باستسلام لحد ما قفلت الباب: "سيف، ساعات في الحمل الواحدة مش بتتقبل..."
قاطـعها سيف: "كل اللي بتقوليه جربته، وكله لأ. الموضوع مش حمل ولا هرمونات، في حاجة بعداها عني مش عارفها ومش فاهمها."
سلوى بتردد: "طيب و..."
سكتت، فهو كمل بتهكم: "مفيش، أمي، أنا لو قربت أبوسها بتصدرلي خدها، مش عايزة أقرب منها، بتنام في حرف السرير وبتصحى في حرف السرير. قبل كده، حتى وإحنا متخاصمين، مجرد ما بتنام بتيجي لحضني، بتصحى في حضني. من يوم ما اتجوزنا لحد النهاردة، زعلانين أو مبسوطين، بصحى بلاقيها في حضني. دلوقتي لأ، مش عارف، هل هي مش بتنام أصلًا وأنا موجود، ولا بتصحى تبعد كل شوية، ولا إيه؟ أنا مش فاهم أصلًا."
سلوى بتفكير: "آخر مرة يا سيف؟ ارجع لآخر مرة حصل فيها إيه؟ السر كله هيبقى في آخر مرة دي."
كشر بحيرة: "آخر مرة لما سافرتلها، بس..."
افتكر آخر مرة، وانتبه على والدته: "حصلها نزيف بعدها يا سيف؟ مش يمكن يكون ده السبب؟ إنها خايفة؟ أو أنت كنت عنيف أو عملت حاجة ضايقتها؟ افتكر."
سيف بتذكر: "لأ، بالعكس، كنا مبسوطين، والنزيف حصل من خناقنا مش... مش بسبب الموضوع ده..."
سكت وهو بيفتكر خناقهم، وسلوى علقت: "خناقكم؟ قلتوا إيه فيه؟ هل اتكلمتوا عن علاقتكم؟"
سيف افتكر خناقتهم وكلامه إنها مش بتحبه، بس بتحب العلاقة بينهم، عينيه وسعت... معقولة لسه فاكرة كلامه؟ هو قالها إيه بالظبط؟
قالها: (عجبتك العلاقة بينا، ده أكتر شيء ممكن تكوني حبيتيه بينا، ومش عيب ولا غلط إن الواحدة تحب العلاقة مع جوزها، بس مش أساس تبني عليه حياة سليمة.)
سلوى رجعته للواقع: "قلت لها إيه يا سيف؟ حاكم وانت عصبي بتقول كتير وبتبقى متخلف!"
باس أمه في خدها: "أنا هدخل أتكلم معاها، دعواتك."
ابتسمت ومسكت دراعه: "التعامل مع هرمونات الحمل عامل زي اللي ماشي على قشر بيض، هيتكسر يعني هيتكسر، بس حاول تخرج بأقل الخساير. مشاعرها هشّة وأضعف من قشر البيض كمان، طول بالك أوي."
سيف باستغراب: "اللي يسمعك يقول بتحبيها، ده انتِ قرفتيها بنشفي شعرك..."
سلوى كشرت: "ده إتيكيت واحترام للناس اللي حواليك، لكن مش معناه إني بكرهها. ما بحبش تقف تحضن وتبوس فيها في الطرقة، في شغالين وفي ناس عايشين معاكم، فده برضه احترام."
علق بمشاكسة: "ودخولك علينا وخناقك معايا كل شوية؟"
بررت بحرج: "كنت تعبان ساعتها، وخوفت يكون جرالك حاجة، وبفتكرها هي في الجامعة، لكن لو عارفة إنها معاك مكنتش خبطت عليك أصلًا، مش أدخل عليكم. المهم، ادخل ظبط دنيتك مع مراتك."
دخل أوضته، كانت زعلانة، حاولت تداري زعلها وعملت نفسها مشغولة بورقها، بس شافها. قعد مكانه على السرير وقرب منها: "وريني إيه مضايقك في الإلكترونكس؟"
قفلت الورق: "مش وقته، أصلًا دماغي قفلت خلاص."
قامت من جنبه تشيل الورق، وهو فضل مراقبها، بتتلكع في ترتيب المكتب ورص الورق لحد ما هو زهق، فقام من مكانه، مسك إيدها، فبصتله: "عايز إيه؟"
بصلها كتير: "تعالي اقعدي قصادي."
شدها، قعدها على السرير، وهو قعد قصادها: "ما أكلتيش ليه من الشيكولاتة؟ بطلتي تحبيها؟"
بصت ناحيتها وبصتله: "معرفش، مقدرتش."
علق: "مفتحتيش الورقة حتى؟"
بصتله باستغراب: "مقدرتش، حاولت، نفسي ما راحتش لها، إيه، هتعملها زعلة جديدة بينا؟"
رد بتهكم: "هو أنا عارف أخلص من القديم علشان أرص فوقه جديد؟ المهم..."
بصتله بتوتر: "إيه المهم؟"
قرب أكتر منها، رفع وشها تواجهه: "مراتي وحشاني ومش عارف أقرب منها، ينفع تقوليلي أوصلها إزاي؟"
بصتله كتير بحزن، وهو لامس الحزن ده بس مش عارف يقراها زي الأول، فضل باصص لعنيها، انتظرها تتكلم لكن ساكتة، فقرب وشه أكتر منها وبيتكلم بهمس: "مراتي وحشاني، أعمل إيه يا همس علشان تسمحلي أقرب منها؟ ولا أفتكر كلامها زمان في فرح أخوها لما قالت ما تسمعش كلامي وقرب وهتلاقيني بتجاوب معاك؟ أعمل إيه؟"
بصتله بحيرة: "انت بتسألني أنا؟"
ابتسم: "بسألك انتِ، معنديش أصحاب بنات أعرف منهم مراتي بتفكر إزاي، فقررت أسأل صحبتي المفضلة وانتيمتي، غششيني أعمل إيه مع مراتي علشان ترضى عني؟"
انتظرها تتكلم، وهي فضلت ساكتة، فهو اقترح: "أكتفها وأمسكها غصب عنها؟"
بصتله بصدمة: "أكيد لأ طبعاً، هو مش عافية!"
ابتسم: "طيب، حلو، مش عافية، أوصلها إزاي؟"
هتقف بس مسك دراعها: "مش هتسيبيني وتمشي غير لما تفهميني، انتِ بعيدة عني ليه؟"
بررت بضيق: "مش بعيدة، أنا في أوضتك، في سريرك."
علق بغيظ: "بس أبعد ما يكون عني!"
ردت: "بيتهيألك."
كرر كلمتها: "بيتهيألي؟ ماشي، طيب بيتهيألي، معنى كده مش هترفضيني لما أعمل كده."
باسها، وهي حاولت تقوم وتبعده عنها، بس وقعها على السرير، ومسك إيديها الاتنين، ثبتهم فوق راسها وعينيه في عينيها: "إيه، مش بتقولي مش زعلانة؟ ومش بتبعدي عني؟ وكله في دماغي تهيؤات؟ بتحاولي تقومي ليه؟"
حاولت تفكر في أي حاجة تقولها: "انت عايز إيه دلوقتي؟"
استغرب سؤالها، فقرر يتكلم بصراحة تامة: "عايزك، وحشتيني، هكون عايز إيه؟"
قرب وشه، بس بعدت وشها: "وأنا مش عايزة، مش قادرة، تعبانة، وسيب إيديا لأنهم وجعوني."
ساب إيديها واتعدل، واقترح بعدها: "تعالي نروح للدكتورة طالما تعبانة؟"
بصتله: "مش تعبانة للدرجة دي، أنا بس..."
كمل جملتها: "بس تعبانة مني، همس، أنا مش هفضل أخمن كتير بالشكل ده، ومش هعرف أعيش بالشكل ده بالحيرة دي، فقدامك اختيار من الاتنين..."
همس وقفت: "مش هختار، وبطل تعمل فيا كده."
وقف قصادها: "بعمل إيه فيكِ؟ عايز أخد مراتي في حضني، إيه اللي بعمله؟ عايز أجي بعد يوم متعب زي النهاردة أدفن نفسي بين إيديكِ، عايز أنام في حضنك، عايزك، إيه اللي بعمله؟ فهميني."
فضلت ساكتة بس دموعها بتتلألأ في عينيها، فضل مراقبها ومنتظرها تتكلم، ولما فضلت ساكتة: "لو خرجت بره الأوضة دي مش هدخلها تاني يا همس غير لما تكوني مستعدة تعيشي معايا بشكل طبيعي، أما لعبة التخمين دي مش نافعة معايا."
فضلت ساكتة، فهو اتحرك علشان يخرج، وقالها: "تمام، براحتك، خليكِ ساكتة، مش هضغط عليكِ تاني، هطلب من عواطف تجهزلي أوضة تانية وتنقل حاجتي كلها فيها، وانتِ خليكِ براحتك هنا، لو أي مسألة أو درس في مادتي وقف قصادك كلميني ماسنجر، هشرحهولك، وأي مادة تانية كلمي دكتور المادة أو المعيد، هوصيهم كلهم عليكِ، أما مادة حاتم، فعندك أبويا هيساعدك فيها، لو محتاجة مني أي حاجة ابقي عرفيني، رسالة كفاية مش لازم تكلميني، بعد إذنك."
اتحرك علشان يخرج بس وقفته قعدتها في الأرض وعياطها بشكل هستيري، اتجمد مكانه للحظات، غمض عينيه محتار، مش عارف يتعامل إزاي؟
لحظات، واتحرك ناحيتها، قعد قصادها في الأرض، أخدها كلها في حضنه، فضل حاضنها أوي من غير ما يتكلم، أخيرًا شالها ودخل بيها الحمام، وقفها وفتح المية تغسل وشها، وقفل المية، وهي بصتله بعينين منتفخة من العياط.
كانت لابسة بلوزة طويلة تقيلة وواصلة لركبها بسوستة من قدام، وبدون أي مقدمات فتح السوستة للآخر وقلعها البلوزة، وما سمعش اعتراضها، شدها من إيدها، وفتح المية السخنة في البانيو، بعدها ظبط حرارتها، وبصلها: "اقعدي في المية شوية، اهدي."
بصتله برفض: "مش عايزة، ومش عايزة شعري يتبل."
مسك شعرها كله بين إيديه، رفعه لفوق، وبص حواليه، كان على رخامة الحوض كذا توكة ليها، شد واحدة ليها: "اتفضلي، ارفعيه ولميه، مش لازم يتبل."
اتنهدت بتعب: "مش عايزة، لو سمحت."
بصلها: "انتِ بقيتي متعبة ليه؟"
جت تبعد بس مسك دراعها، ثبتها، وقلعها باقي هدومها وسط اعتراضها، وشالها حطها في المية، فصرخت: "المية ساقعة، يا بارد!"
بصلها: "المية دافية، أكتر من كده مش حلو."
اعترضت: "هو جسمي ولا جسمك؟ بالنسبالي ساقعة!"
ثبتها: "وأنا بقول حلوة، اهدي."
قعدت في المية واتكورت حوالين نفسها بحيث تداري جسمها منه، وهو قعد قصادها في الأرض، فهي علقت بدون ما ترفع وشها: "ينفع أسخن المية شوية؟"
علق باستغراب: "براحتك، انتِ اللي قاعدة فيها مش أنا."
بصتله بغيظ، وبعدها فتحت السخنة جامد، فهو علق: "حاسبي، لا تيجي عليكي تحرقك."
قام من مكانه وجاب كرة فوارة، وأملاح الاستحمام، والزيوت العطرية، وكل حاجة هي بتحب تحطها في المية، حطهالها، فالرغوة ملت المية: "استرخي يا همس."
اتنهدت، وقلبت المية، وبصتله: "سيبني لوحدي طيب."
سابها وخرج، وهي استرخت في المية، بس دقايق، ودخل عندها تاني: "أحسن دلوقتي؟"
بصتله بطرف عينها: "أحسن."
قرب، قعد قصادها على طرف البانيو: "لو قولتلك أشاركك، هتقولي إيه؟"
اتوترت، بس حاولت تفضل زي ما هي: "هقولك، انت ما بتحبش المية سخنة للدرجة دي، فهتفتح الباردة، وهقوم."
ابتسم لتحايلها، ونزل من على حرف البانيو، قعد على الأرض بحيث يكون أقربلها: "ولو قولتلك مش عايز المية تبرد، وعايز أشاركك انتِ، هتقولي إيه؟"
اتنهدت وبتدور على إجابة، فهو رفع وشها، وبص لعينيها كتير، ما سمحش لها تهرب بنظراتها، وإيده اللي ماسكة وشها اتحركت على جسمها، حاولت تمسك إيده بس مقدرتش، فهو همسلها: "لو مانعة نفسك مني علشان قولتِ إن ده اللي بينا أو ده اللي بتحبيه، أرجوكِ بلاش، وكفاية."
عينيها وسعت، وبعدت إيده بعنف، فهو عرف أو اتأكد إن ده السبب، جت تقوم بس ثبتها بإيديه الاتنين على أكتافها: "يبقى هو ده فعلًا السبب ، ليه؟"
بصتله بغضب: "ليه إيه؟ مش قولت إن ده اللي بحبه منك؟ لا يا سيدي، مش ده اللي بحبه، ومش ده اللي بيربطنا، ومستعدة أستغنى عنه تمامًا!"
علق باستنكار: "مستعدة تستغني عن حضني يا همس؟ طيب اتجوزنا ليه؟"
علقت وهي بتهرب من نظراته: "لما بتحضني أو تبوسني بفقد السيطرة على عقلي، فبلاش قربك طالما هتفسره بالشكل ده."
مسك وشها بغيظ: "اتفقنا ننسى كل اللي قولناه ساعتها ولا هتنسي جزء وتفتكري جزء؟ يا ننسى كله يا نفتكر كله؟"
بصت بعيد، وهو رجعلها وشها: "ربنا شرعلنا الجواز علشان احتياجنا لبعض ورغبتنا نعيشها بشكل صح، فما ينفعش تعارضي طبيعتنا. ربنا اللي خلق الرغبة دي جوانا، وشرعها في إطار معين وهو الجواز، فما ينفعش—"
قاطعته: "أنت اللي قولت إن ده الحلو بينا مش أنا، أنت اللي اتهمتني إن—"
قاطعها بغضب: "كنت موجوع منك، انتِ قولتي كلام صعب، وحسيت لحظتها إنك مش بتحبيني."
كملت بتهكم : "وبحب ده منك، يبقى مش عايزة ده منك. خلينا نعيش مع بعض بدون ده، بدون القرب والتلامس."
بصلها باستنكار: "طيب انهارتي ليه لما قولت همشي بره الأوضة؟ بكيتي ليه؟"
بصتله بدموع: "علشان بعدك بيقتلني."
مسك وشها بإيديه الاتنين: "وبيقتلني! أقسم بالله أنا محتاج لقوة فولاذية علشان أقدر أقعد معاكِ بالشكل ده وأتكلم. أقسم بالله ألف مرة هموت عليكِ"—مسك دقنها، بص لشفايفها—"روحي بتطلع في كل نظرة ليهم وانتِ بتمنعيني. قلبي بيئن وبيصرخ جوايا، مش عارف إزاي عرفتي تقسي بالشكل ده."
مسك إيدها، شدها على قلبه، ثبتها عليه بعنف: "شايفة؟ حاسة؟ ولا إحساسك انعدم؟ اسمحيلي أقرب يا همس، لأن بجد روحي بتطلع مني."
صوابعه بيحركها على شفايفها وهو بيتكلم، مع نظراته لوشها وكلها، وأنفاسه الحارة، وأنفاسها هي كمان. مرة واحدة استسلمت لمشاعرها، ولفت إيديها الاتنين حوالين رقبته، وهجمت على شفايفه، فهو تلقفها وبيطفي نار بعدها عنه الكذا يوم اللي فاتوا ، وقفها وفتح المية تغسل جسمها ولبسها البرنس بتاعها و شالها وخرجها بره الحمام لسريرها .
مسكت التيشرت بتاعه بترفعه لفوق، فهو قلعه ورماه بعيد، ودخل معاها، وغابوا عن العالم باللي فيه ، وهو بيردد فقط: "وحشتيني يا مجنونة."