رواية عاصفه الهوي الفصل الرابع و السبعون 74 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفه الهوي الفصل الرابع و السبعون بقلم الشيماء محمد


سيف بصَّلها باستنكار وحرك رأسه برفض: "وانتِ متخيلة إنها هتخرج تروح لحاتم؟ ولا متخيلة إنها بتحبه أساسًا؟"

همس قاطعته برفض لمنطقه: "ماليش دعوة بيها هي."

علَّق بحيرة: "أمال ليكِ دعوة بإيه طيب؟"

زعقت فيه: "بيك انت! انت مش كده، مش انت الشخص اللي يحبس واحدة ويعذبها أيًّا كان السبب يا سيف، الغاية لا تبرر الوسيلة."

حاول يتكلم بهدوء: "أنا مش بعذبها، ده أولًا، وثانيًا والأهم، هي مش واحدة عادية، دي واحدة شغالة تبع المافيا يا همس، وهسيبها حاضر، بس بعد ما أخلص من زفت خليل."

قعدت على السرير بتعب: "أنا تعبت."

قرب منها باهتمام وخوف وقعد قدامها: "حبيبة قلبي وعمري وروحي، أرجوكِ سيبي الأمور دي ليا، وزي ما سمعتيني تحت بقول لحاتم، أنا ضميري مرتاح. أنا لحد دلوقتي ملعبتش بقذارتهم، أنا يدوب يا همس بحمي بيتي، أنا بحمي بيتي. جيسيكا مش الشخص اللي يصعب عليكِ، وحاتم وهي مش حبيبين عايزة قصة حبهم تكمل، ده بالنسبالها بيزنس."

علقت بأسف: "بس بالنسباله حب، هو بيحبها، هو صاحبك، وانت من جواك بتحبه وبتعزه، وإلا كنت خليته يترفد لما وقف في وشك وخلانا نتحول للتحقيق. كان ممكن ترفده، هو حبها ، سواء هي ضحكت عليه أو لا، بس هو حبها، واتعملت عليكم اللعبة الرخيصة دي، فطبيعي يصدق حبيبته. أنا لو جيت عيطت لك وقلت لك أي حاجة حصلت لي، هتصدقني؟ حبيبي، لو تفتكر يوم كتب كتابنا، انت زعلت مني علشان وقفت مع كريم دقيقة شكرته لوحدنا. تخيل لو قلت لك كريم ضايقني، أنا حبيبتك، أهو قلت لك، هو ضايقني ولا اتهجم عليا، هتعمل إيه؟ هتقول لا، كريم صاحبي ما يعملهاش؟ هتقف في وشي تدافع عنه؟"

تنهد برفض لتشبيهها: "بتشبهي إيه بإيه يا همس؟ كريم لا يمكن يعملها فعلًا، والأهم، انتِ مراتي و..."

قاطعته: "هتصدقني ولا هتكدبني يا سيف؟"

سيف وقف: "انتِ بتخلطي الأمور ببعض."

همس وقفت وراه: "انت بتكابر نفسك، انت عارف كويس إنك هتصدقني وهتاخد صفي مهما كان الشخص اللي اتهمته، هتثق في حبيبتك."

بصلها: "انا بثق فيكِ ثقة ملهاش حدود ، بس في الحالة اللي ذكرتيها دي هقولك لأ ما ينفعش ، و قبل ما أصدقك، انتِ مين؟ شخصيتك إيه؟ هصدقك بناءً على إيه؟ كريم اللي بتتكلمي عنه ده شخصيته ايه ؟ أخلاقه ايه ؟ همس حبيبتي ، لو حد من أصحابي المقربين اوي دول قرب منك وخان نفسه قبل ما يخوني أنا فده معناه انه انتِ سمحتيله او اوحيتيله يقرب وبناءًا عليه قرب ، فمش هاخد صفك ولا هاخد صفه ، فتشبيهك غلط يا همس ، لا انتِ تعمليها ولا حد من أصحابي يعملها ، جيسيكا متحررة وده كان واضح حتى بعيد عن خليل ، فما ينفعش تشبهيها بنفسك ،  الحب ما بيتبنيش يا همس في يوم وليلة، الحب مواقف وعِشرة ومشاكل ومصايب بنخطيها مع بعض وبنطلع منها أقوى وحبنا أقوى، فمازلت مصر إن تشبيهك غلط. ومثال بسيط، في بداية معرفتنا كنا بنحب بعض، بس مكنّاش بنثق في بعض. احنا لحد ما اتجوزنا يا همس وبنقف قصاد بعض. حبيبتي، احنا لحد امبارح بنتخانق بسبب ثقتنا في بعض. قلت لك محبتش قبلك، ولحد دلوقتي مش مصدقاني، وصدقتِ جيسيكا اللي ما تعرفيهاش أصلًا."

قاطعته بغضب: "أنا ما صدقتهاش!"

مسك دراعها ولفها تواجهه: "أمال روحتي بيت أخوكِ ليه؟ وبعدها هربتي لبيت أبوكِ؟ ولحد ما جيت عندك وحكيت لك بالتفصيل الممل، وانتِ برضه مش واخدة كلامي أمر مسلم بيه، انتِ لسه بتشككي فيه!"

رفضت كلامه: "أنا مش بشكك فيك، أنا..."

ابتسم بأسف: "انتِ إيه؟"

اتنهدت بتعب فهو علق يطمنها : "هسيبها يا همس، بس في الوقت المناسب، وزي ما قلتلك، محدش بيعذبها، هي معززة مكرمة، بعد إذنك."

سابها ودخل غير هدومه وخرج، فهي استغربت: "انت قلت هتفضل جنبي؟"

بصلها كتير، مش فاهمها، ومش عارف ليه هو بطل يفهمها؛ كان عايز يقول لها إنها رافضة يلمسها ولا يقرب منها، فإزاي عايزاه جنبها؟ بس سكت وكمل لمّ حاجته من موبايله لمفاتيح عربيته واللاب وعلّق: "ورايا كام مشوار لازم أعملهم، غير إني أعتقد إنك محتاجة ترتاحي شوية."

قرب منها يبوسها قبل ما ينزل، بس هي عطته خدها، فهو علّق قبل ما يبعد: "براحتك يا همس."


مؤمن قبل ما ينزل الشركة عدى على الملحق يصبح على مامته، أو جزء منه بيتمنى يلاقي سما بتشرب قهوتها في التراس، وابتسم أول ما شافها بتشرب قهوتها في المج بتاعه، فحمحم وقرب منها. ابتسمت وبصتله: "ابن حلال والله."

قرب باستغراب: "خير؟"

راقبها وهي بتروح التراس بسرعة وترجع معاها المج التاني وبتدّيهوله: "معرفش ليه عملته، بس قولت انت وحظك، عديت ؛  تشربه، معدتش ؛ يبقى مالكش نصيب."

أحاسيس مختلطة كتير حسها وهو بياخده منها، وعنيهم اتقابلوا في نظرة طويلة محدش فيهم عارف يفسر إحساسه فيها إيه؟

أخده منها: "تسلم إيدِك بجد يا دكتورة."

علّقت بحرج: "مش عارفة ليه مش متقبلة دكتورة دي منك؟"

ابتسم: "ده نفس إحساسي وانتِ بتقولي باشمهندس، تحسي الدنيا بقت رسمية أوي، خليها مؤمن وأخليها سما."

ابتسمت بفرحة: "اتفقنا، دوق القهوة ويارب تكون مظبوطة."

انتظرت بترقب وهو بيدوقها، بعدها ابتسم: "تسلم إيدِك."

ترقبت أكتر، بس لما سكت علقت: "حلوة؟ مش حلوة؟ مظبوطة؟ سكرها قليل؟ كتير؟ فهمني!"

افتكر كلامها امبارح فابتسم: "دي أجمل قهوة شربتها في حياتي."

كشرت لأنه بيعيد كلامها بتاع امبارح: "على فكرة أنا بتكلم بجد، القهوة مظبوطة؟"

بصلها وبنفس لهجتها: "تحفة! واو! ما دوقتش ولا هدوق في جمالها!"

اتضايقت منه وكشرت: "على فكرة أنا مش عايزة مجاملة حاليًا، أنا عايزة رأيك بجد."

بصلها: "قولت لك حلوة، وقلت أجمل قهوة دقتها في حياتي، وقلت تسلم إيدِك، المفروض أقول إيه تاني؟"

اتضايقت واتحركت تبعد: "ما تقولش بعد إذنك."

شد طرف طرحتها فوقفت غصب عنها: "يا مجنون!"

سابها: "ما هو ترسي على بر، عايزة الحقيقة ولا عايزة المجاملة؟"

كشرت: "المجاملة مطلوبة بس مش في كل وقت، الحقيقة برضه مطلوبة لكن مش في كل وقت."

مؤمن بحيرة: "المفروض بقى ننجم امتى عايزة الحقيقة وامتى عايزة المجاملة؟ صح؟"

علّقت بتهكم: "ويقولوا المهندسين أذكى ناس! قَسمًا بالله واخدين في نفسكم مقلب على الفاضي."

ضحك جامد وبصوت عالي: "طيب إيه دخل المهندسين دلوقتي في حوار القهوة يا دكترة؟ هاه؟"

زعقت فيه فجأة: "انطق! قول القهوة مظبوطة ولا زيادة سكر، ولا ناقصة، ولا مِلة أبوها إيه؟"

رفع إيده باستسلام: "يعني تحت تهديد السلاح كده المفروض أقول إيه؟ هل أجرؤ أقول وحشة؟ حلوة!"

كشرت وهتتحرك، فهو كمل: "طيب، وغلاوة إيان عندي، حلوة! أعمل إيه تاني طيب؟ مظبوطة يا سمكة، أنا مش بجاملك."

ابتسمت بحرج وحست إن قلبها هيخرج من "سمكة" اللي ابنه طلعها عليها، وهو كمل: "سكرها مظبوط، والقهوة عجباني، وعلى فكرة، قربت أخلصها."

بصت بعيد وعلّقت: "يعني كان يجرى إيه لو قلت كده من الأول؟ لازم التهديد؟"

بصلها بذهول: "أما إنك أوفر غلاسة، صح؟"

بصت له بذهول: "أوفر دي بتاعتي لو سمحت، شوف لك كلمة غيرها."

علّق باستنكار: "أوفر دي بتاعتي أنا واخد توكيلها من زمان، العبي بعيد يا شاطرة."

ابتسمت وسكتت، وهو فجأة علّق: "إلا معلش، عندي سؤال كده."

بصتله: "قول، ما تكتمش في قلبك."

ابتسم قبل ما يسأل: "ليه عملتيلي القهوة في المج القديم، وأخدتي انتِ الجديد معلش؟"

مكنتش متخيلة سؤاله، بس ردت بسرعة: "مش قولت المج بتاعي، وقعدت امبارح في المكان دهون تعيطلي عليه؟ عملتك فيه، وأنا قررت آخد الجديد."

متوقعش إجابتها دي، وردد ببلاهة: "أنا عيطت؟"

شاورت بإيدها: "في المكان دهون، يشهد عليك!"

بص للمكان اللي بتشاور عليه: "دهون؟"

أكدت: "أمال؟"

سألها: "معلش، وتاخدي انتِ الجديد ليه معلش؟"

جاوبته ببساطة: "علشان انت مرتبط عاطفيًا بالمج بتاعك، فسيبتهولك، وبعدين مش انت قولت إنك اشتريتهم مع بعض في نفس ذات الوقت؟"

كرر: "حصل، نفس ذات الوقت."

كملت: "يبقى الاتنين عمر واحد، مفيش جديد وقديم، بس آن الأوان يتلاقوا الاتنين مع بعض، انت كنت مفرقهم وكل واحد حاطه في مكان، وأنا هستعمل ده وهجمعهم مع بعض."

بصلها كتير، مش عارف ليه حس إنها بتتكلم عنهم، المجين فعلًا اشتراهم مع بعض، وبالفعل فرقهم عن بعض، بس هل كان منتظرها هي تيجي تستعمله معاه؟

نفض دماغه، إيه اللي بيفكر فيه ده؟ هي إزاي خلته يفكر في المجات دلوقتي؟

قاطعت أفكاره فجأة: "إلا أنا عندي سؤال واقف في زوري من امبارح."

استغرب: "قولي."

أخدت من إيده المج، فهو قال: "استني! إيه؟ مخلصتهاش!"

بصت للمج: "خلاص، كفاية عليك كده، خلص أصلًا!"

اعترض: "أنا بحب أشرب آخر بوق فيه، أنا حر!"

ناولتهوله: "اتفضل.

استغرب إنها رجعته، ولاحظت استغرابه، فعلّقت: "أنا برضه بحب أشربها لآخر رمق، فمش هعملك قهوة وأفصلك بعدها."

شربها وبصلها: "كلي آذان صاغية، قولي يا بنتي سؤالك."

شاورلته يجي وراها، وأخدت المج منه، حطتهم على حرف التراس، وشاورت قدامها لحوض الزرع: "معلش ولا مؤاخذة في الرزالة، بس ليه صبار هاه؟ يعني ليه حوض زرع في وش التراس يبقى كله نبات مليان شوك؟ ليه مش ورد؟ الواحد يصحى من النوم، ينزل ياخد قهوته يلاقي ورد أحمر، أصفر ما يضرش، أبيض يا سلام" - كشرت - "مش شوك! وصبار! اللي هو ادفني يا ببلاوي!"

لقى نفسه بيضحك على طريقتها، وبعدها علّق: "ما اهتمتش بالقصة دي خالص."

علّقت بجدية: "لا، معلش، تهتم! بحب الورد، غيرلي كل الشوك ده لزرع حلو: ورد، ريحان، ياسمين، نعناع، يا أخي، موافقة، لكن مش عايزة شوك."

شاور على عينيه: "اتفقنا، حاضر، إيه كمان؟"

حست بحماس وشاورت قدامها: "المساحة الفاضية دي كلها قدامك!"

استغرب: "مالها؟"

عنيها لمعت: "تغطيها كلها وتعمل حمام سباحة."

كشر بإحباط: "مافي حمامين سباحة، واحد كبير وواحد مغلق."

علّقت برفض: "دول للڤيلا مش ليك، ده خاص بيك انت وبس، سهرة حلوة آخر الليل، عشوة حلوة، ليه تروح تقعد هناك؟ أو تنتظر حد موجود أو لا؟ يعني أنا عجبتني فكرة الملحق جدًا إنه مستقل بذاته، وفي نفس الوقت انت قريب، فاللي هو لا انت بعيد ولا قريب، انت براحتك، إيه مشكلتك بقى يبقى عندك حمام سباحة خاص بيك؟"

ابتسم، وحاسس بأحاسيس كتيرة بتغمره، أحاسيس أول مرة يحسها: "معنديش مشكلة، مفكرتش فيها كده بس..."

ابتسمت: "فكر فيها كده."

بصلها كتير قبل ما يسألها: "وجوه؟ تحبي تغيري إيه؟"

بصتله باستغراب، وهي قلبها بيدق بطريقة غريبة: "جوه؟ ماليش فيه جوه ده، أنا اقترحت بس حاجة، أنا اتأخرت."

استغرب وردد: "اتأخرتِ على إيه؟"

بترجع لورا ومش عارفة تقول إيه: "انت اتأخرت على الشركة، اتفضل يلا."

بيمشي وراها، وهي بترجع بظهرها: "ما اتأخرتش!"

علّقت مبتسمة: "اتأخرت! إيش فهمك انت؟"

ابتسم ووقف: "ماشي يا ستي، اتأخرت، ما تبقيش تتأخري عليا بالقهوة بكرة طيب علشان ما اتأخرش."

ابتسمت وجريت من قدامه، وهو تابعها مبتسم، بعدها بص وراه، استغرب ليه فعلًا الحوض ده كله شوك؟

نادى على الجنايني وطلب منه يشيل كل الزرع اللي فيه شوك ويزرعه ورد، فالجنايني وافقه: "تمام يا باشا، هشيل كل الشوك وهزرعه ورد، حاضر."

مؤمن: "تمام، أرجع من الشغل ألاقيه كله ورد!"

الجنايني بذهول: "لا معلش، لا مؤاخذة، ده إزاي؟ أنا هنظفه حاضر، وهجيب شتلات هزرعها، بس بنتكلم في شهر ، شهرين لحد ما الزرع ينبت و..."

قاطعه بغيظ: "بقولك عايز ورد!"

الجنايني: "أجيب ورد إزاي؟ هو مش زرع لازم يكبر؟"

مؤمن بغيظ: "هات شتلات جاهزة يا راجل!"

الجنايني: "حاضر، بس حتى الشتلات دي لازم تتزرع وبتاخد شوية حلوين لحد ما الورد يفتح."

مؤمن بص له شوية: "طيب، نظفه وسيب قصة الورد دي عليا، أنا هجيب لك الورد وانت تزرعه."

سابه وراح للشىكة بخلص شوية شغل قاطعه كريم اللي دخل عنده مكتبه : "مؤمن، انت هتيجي المحكمة؟"

مؤمن بص لساعته: "أكيد، هو ده سؤال؟ ورايا بس مشوار أروحه وأجيلك."

أخد مفاتيح عربيته، فكريم باستغراب: "مشوار إيه؟"

مؤمن بتردد: "عايز أشتري ورد."

دي كانت آخر إجابة هو يتوقعها: "ورد؟ طيب، كلم أي محل ورد، اختار باقة وهيبعتوهالك!"

مؤمن برفض: "لا يا سيدي، مش عايز ورد ده، عايز شتلات ورد أزرعها!"

كريم بحيرة: "عروستي؟ مش فاهم."

مؤمن بص لساعته: "عايز شتلات ورد، إيه اللي يتفهم؟"

كريم باستنكار: "انت من إمتى بتهتم بالورد ولا بالزرع أصلًا؟ فافهم إيه القصة؟ ورد إيه اللي هتزرعه وليه؟"

مؤمن بهروب من مواجهته : "انت مش وراك محاكمة؟ ركز فيها الله لا يسيئك، وسيبني أروح أجيب الشتلات وأوديها للجنايني في البيت يزرعها وأجيلك."

كريم مسكه: "فيها لأخفيها، وزي الشاطر تقولي إيه قصة الورد ده وليه؟"

مؤمن اتنهد وبصله شوية بتردد: "حوض الزرع اللي قدام التراس عندي كله صبار وشوك ومنظره مش حلو، قررت أغيره لورد، إيه المشكلة؟"

كريم باستنكار : "مفيش مشكلة بالمرة، غير إنك مش بتهتم، ومش بيلفت انتباهك حوض زرع أصلًا، فإيه بقى؟ قولت الظاهر قول الوجه الخفي للاهتمام الفجائي بالورد؟"

ابتسم بحرج: "سما مش عاجبها الشوك وطلبت ورد، إيه الغريب بقى؟"

كريم ابتسم زيه: "كده مفيش أي شيء غريب، ده زي المثل ما بيقول: إذا عُرف السبب بطل العجب، روح يا سيدي هات الورد، تحب آجي معاك؟" - حب يرخم عليه شوية - "خليني آجي معاك."

مؤمن بصله: "أنا باجي معاك وانت بتجيب الكرز وفواكهك الحمرا؟"

كريم تراجع: "الله معك يا باشا."

مؤمن خارج: "هجيلك على المحكمة أو هكلمك أشوفك فين، سلام."

سابه وخرج، وكريم ابتسم ودعا من قلبه، ربنا يجبر بخاطره، ولو سما فيها خير ليه ، ربنا يسهل أمورهم ويقربهم من بعض. مقدرش يفضل مكانه، فراح لمكتب أمل اللي أول ما شافته ابتسمت ووقفت راحت تقابله وضَمّته. استغرب طريقة مقابلتها: "أول مرة تقابليني في مكتبك بحضن؟ إيه العبارة يا روحي؟"

ابتسمت: "مش عارفة، كنت مرهقة، مخنوقة، متضايقة من الشغل، طيف في بالي قال لي: قومي يا بت روحي لحبيبك، خديه في حضنك، لقيتك انت داخل."

ابتسم، وأخدها في حضنه تاني، لسه هيبعد بس مسكته جامد: "خليني في حضنك."

أخد نفس طويل لأنه حاسس بيها وبخوفها وتوترها، لأن ده إحساسه هو كمان، بعدها براحة وابتسم: "إيه رأيك في سما؟"

قعد على حرف المكتب، وهي بين إيديه، استغربت: "سما؟ من جهة إيه؟"

مسك إيدها وباسها بخفة: "هي ومؤمن؟"

ابتسمت زيه، وقربت أكتر، مسكت الكرافات: "أعتقد إنهم ميالين لبعض، في حاجة حلوة بتتولد بينهم."

ابتسامته وسعت: "راح يزرعلها ورد!"

عنيها وسعت: "يزرع ورد فين؟ وليه؟ احكيلي بالتفصيل يا كريم، أنا بجد محتاجة أسمع حاجات حلوة."

ابتسم، وحكالها ملخص اللي حصل، وبصلها: "بس يا ستي، راح يشتري شتلات الورد علشان يزرعها."

اتنهدت مبتسمة: "تفتكر هو تخطى نور؟"

سكت، وهي كملت بخوف من الجاي: "هو سهل الواحد يتخطى حبيب عمره؟ سهل الحبيب يتنسي يا كريم؟ دول بينهم حب وعشرة وابن."

حس بخوفها، فمسك دقنها خلاها تواجهه: "لا يا قلبي، مش سهل، ده يمكن يكون مستحيل، بس يا أمل، هل انتِ حسيتي إن نور كانت بتحب مؤمن زي ما انتِ بتحبيني؟ أو زي همس ما بتحب سيف؟ فاكرة حالة همس لما طلعت إشاعة السباق بتاعت سيف؟ انهارت تمامًا، هل انتِ حسيتي بنور ومؤمن بينهم الحب القوي ده؟ اللي بيقتل في البُعد؟ في حاجة مفقودة بينهم، هي كانت مستعدة تبيع، وهو ما تمسكش بما فيه الكفاية، فده معناه إن الرباط اللي بينهم مش بالقوة الكفاية، لو هتكلم عن نفسي، أي اختيار فيه إننا نبعد عن بعض، هرفضه مهما يكون المقابل إيه، ولا أنا غلطان؟"

أمل بتأكيد: "لا مش غلطان، أنا كمان أي اختيار فيه البُعد عنك مرفوض، أنا مستعدة أقبل ابن ناريمان علشان ابنك."

ابتسم بأسف: "طيب، هل تقدري تقولي إن حبهم زينا؟"

حرّكت راسها بنفي: "مفيش حد في الدنيا دي زينا، ولا حد بيحب زينا، أنا وانت حالة خاصة."

ابتسم زيها: "أنا وانتِ حالة فريدة من نوعها، حالة عشق."

حطت إيديها حوالين رقبته: "مهما يحصل النهاردة، وأيًا كانت نتيجة المحاكمة، هنخرج نتعشى أنا وانتَ بره، هتعزمني على العشا في مركب على النيل، شوف اليخت بتاع صاحب صاحبك ولا اتصرف!"

ابتسم بدهشة: "بجد؟"

أكدت بحب: "طبعًا، عندك مانع؟"

مسك إيديها الاتنين: "معنديش أبدًا، حبيبتي تشاور وأنا هنفذ، نتعشى أنا وانتِ بره يا روحي، بما إني أخدت جرعة تفاؤل وحب، هرجع مكتبي."

مسكت دراعه، وباست خده: "روح يلا، وابقى طمني."

بصلها: "أطمنك على إيه؟"

ضحكت: "مؤمن وشتلات الورد!"

ضحك زيها: "ماشي يا روحي، سلام."

رجع مكتبه وهو مبسوط.


مؤمن راح لأكبر مشتل عرفه من جوجل، ودخل محتار يعمل إيه، لحد ما قابله حد من الشغالين في المكان، وصف له طلبه، فأخده عند ورد كتير: "اختار الورد اللي يعجبك وهنعمل منه بوكيه بالشكل اللي يعجبك."

مؤمن بغيظ: "ورد أزرعه، شتلات ورد!"

الموظف: "حضرتك قلت تهادي بيه."

مؤمن وضح: "أيوه، ماشي، بس أقصد أزرعه، هو هدية بس في الأرض، بقولك إيه، عايز شتلات ورد بس الورد يكون كبير وواضح، مش زرع صغير."

الموظف شاور له على شتلات ورد، وهو راح ناحيتهم وابتسم: "أيوه، بس دول في زهريات."

الموظف ابتسم: "أيوه، وحضرتك هتاخدهم تحطهم في الأرض، ولو تحب، إحنا ممكن نبعت مع حضرتك حد يزرعهم."

مؤمن ابتسم وبدأ يختار أشكال الورد اللي بتعجبه، وحملوهم في عربية، وطلعت باتنين من المشتل يزرعوهم في الجنينة هناك.

وصلوا الفيلا، وكان الجنايني شال كل الصبار الموجود ونضف الحوض، واتفاجئ بالعربية اللي مليانة شتلات ورد، وبدأوا يزرعوهم في الحوض بشكل احترافي.

ناهد قاعدة مع سناء وصفية، سمعت دوشتهم، فنادت أم فتحي تشوف في إيه بره، طلعت ورجعت: "ده سي مؤمن جايب عربية فيها شتلات بيزرعها."

سناء وناهد بصوا لبعض باستغراب، وسناء بحيرة: "هو مؤمن من إمتى له في الزرع؟ ده أبوه لو قاله تعال معايا الغيط بيروح متكدر!"

ناهد باستغراب زيها: "دي حقيقة، مؤمن مالوش خالص في الزرع!" - بصت لأم فتحي - "زرع إيه يا أم فتحي؟"

جاوبتها: "ورد."

استغرابهم زاد، بس صفية كشرت، هي عارفة بنتها بتحب الورد، وعلى طول بتتخانق معاهم علشان تزرع في البيت ورد، وبتجيب ورد تزرعه ساعات، ده غير إنها من ساعة ما وصلوا هنا كل يوم بتطلع تشرب قهوتها بره في الجنينة، معقولة بيزرع ورد علشان بنتها؟

ناهد وقفت: "لا، أنا لازم أفهم."

سناء ابتسمت: "روحي افهمي وتعالي فهمينا."

خرجت ناهد وراحت لعند مؤمن اللي متابع العمال، وشاورت له، راح لعندها: "خير يا نونا؟"

سألته بحيرة: "خير انت؟ بتعمل إيه؟"

جاوبها بلهجة حاول تكون عملية: "الحوض كله صبار وشوك، ومعرفش، لقيته مضايقني، فقررت أغيره، في حاجة؟"

ما صدقتش إجابته: "تغيره؟ النهاردة؟ قبل المحكمة؟ ليه؟ غيره بكرة!"

معرفش يرد عليها وكشر، فهي ضحكت: "أمك وأمها جوه هيسألوني بيعمل إيه، أقولهم إيه؟"

بصلها بحيرة: "أنا نفسي مش عارف أنا بعمل إيه!"

ابتسمت وربّتت على كتفه، ورددت: "انت بتفتح قلبك للحياة يا حبيبي، وبتزرع ورد في قلوب الكل، ده اللي انت بتعمله. هقولهم زي ما قولت، شِلت الشوك وغيرته لورد، ربنا يسعد قلبك يا حتة من قلبي."

مؤمن أمن على كلامها، بعدها طمّنها: "ما تقلقيش، هروح لكريم على طول بعد ما يخلصوا، لسه في وقت طويل."

ابتسمت بحب: "مش قلقانة، طول ما انتو مع بعض وطول ما انتو بخير، مش قلقانة."

دخلت، قالت زي ما اتفقوا، ومحدش علّق، ومؤمن خلص وراح للشركة علشان يتحرك مع كريم.


سيف راح لسبيدو، وراحوا بعدها لجيسيكا اللي كانت منهارة، عايزة تخرج بأي شكل، وصرخت أول ما شافت سيف: "ما عاد فيني اتحمّل أكتر من هيك، دخيلك تتركني، رح خبّرك كل شي بس تتركني."

سيف بصلها بلامبالاة: "مش هسيبك يا جيسيكا، فحاولي تتعودي على الحَبسة دي."

قامت من مكانها تروح ناحيته، بس واحد من رجالة سبيدو مسكها وقعدها تاني: "اقعدي مكانك، ممنوع تتحركِ."

جيسيكا بصت لسيف: "شو بدك تعرف؟ رح خبّرك كل شي بعرفه."

سيف بص لسبيدو اللي شغل الكاميرا يسجل كل اللي هتقوله.

سيف بهدوء: "قولي، سامعك، واحكي من البداية، ليه أنا؟"

جيسيكا أخدت نفس طويل قبل ما تبدأ تحكي: "أنا بنت بسيطة من..."

قاطعها سيف بغضب: "انتِ مش هتحكيلي قصة حياتك، أنا عايز خليل، تعرفيه منين؟ ومين اللي حطك في طريقي؟"

جيسيكا برعب: "خليل هو اللي حطّني بطريقك. جابوني لعنده، هو فرجاني صورتك، وطلب مني قرّب منك بأي طريقة."

سألها بهدوء: "ليه؟ عايز إيه مني؟"

اترددت قبل ما تجاوبه: "كان بدّه يصوّرك بفيديو مخلّ."

سيف بتهكّم: "معاكِ انتِ يعني؟ وفشلتي... كمّلي."

هي بتكمل: "ما قدرت خلّيك تحبّني، بس بنفس الوقت، حاتم تعلّق فيني، ولقيت هيدا الشي الوحيد اللي بيقرّبني منك وبيخلّيني قريبة منك. خليل طلب مني أخدّرك بأي طريقة لنقدر نصوّرك. هداك النهار، حطّينا بكاستِك مخدّر بيخلّيك تفقد توازنك، بس ما بتفقد وعيَك، وأخدتك عبيتك. بس ما قدرت خلّيك تقرّب لألي ، حقنّاك بمنشط وما جاب نتيجة ، كنت تبعد عني وتقلّي إني حبيبته لصاحبك ، ساعتها خليل اقترح نلعب بطريقة تانية ... خدرتك لتنام وما تصحى إلا للصبح ، وبقنعك إنك اغتصبتني 

سيف بفضول: "لنفترض إني قلت لك روحي بلّغي، كنتِ هتعملي إيه؟"

جيسيكا: "رح اختفي، بس خليل أكّد إنّو أول شي رح تتّصل ببيّك، وبيّك رح يحلّها بنفس الطريقة اللي انحلّت فيها من قبل."

سيف بحيرة: "إيه الفايدة؟"

جيسيكا: "كان بدّه يكسر عينك أو يكسر عين بيّك، وعلشان هيك خلّاني أوافق على عرضك وتكتب اعتراف إنّك اغتصبتني وإنك بتتحمل هالمسؤولية."

سيف وقف: "ودلوقتي هو عايز إيه؟"

بصتله: "انت وحبيبتك تتركوا بعض، قال بيّك أجبره يترك حبيبتو، وهوي عم يجبرك تترك حبيبتك."

سيف بهدوء: "تشهدي بكلامك ده، ولا تفضلي هنا لمالانهاية؟"

جيسيكا برعب: "راح يقتلوني وراح..."

سيف زعق: "تشهدي ولا تفضلي هنا؟ دي اختياراتك!"

دموعها نزلت: "راح اشهد، بس بتحميني منه."

هيخرج، بس وقف وبصلها: "حاتم لسه بيحبك، تقوليله الحقيقة، والحقيقة المجردة، لو زوّقتي الكلام، أقسم بالله، هدّفنك مكانك."

وقفته: "ومرتك؟ بتجيبها وبقولها؟"

قاطعها بتهكم: "لا، شكرًا، مراتي مش محتاجة لواحدة زيك تحكيلها عن جوزها."

خرج من عندها، بص لسبيدو: "ينفع تبعت لي نسخة من التسجيل ده؟"

سبيدو: "تمام، الخطوة الجاية إيه؟"

سيف بهدوء: "نضرب كرسي في الكلوب، كل الأطراف بقت في إيدينا، خلينا ننهي القصة دي بقى لأنها طولت."

سبيدو بتحذير: "وكريم؟"

سيف أخد نفس طويل: "نشوف محاكمته هتخلص على إيه، وبناءً عليه نحدد إمتى نضرب ضربتنا، أنا هروحله دلوقتي وانت اطمن من كل الأطراف."

سبيدو ابتسم :" عيب كلهم تحت ايدينا زي ما قولت ."

 سيف اتحرك لشركة كريم وفي الطريق وصله الفيديو اللي طلبه من سبيدو . راحوا كلهم المحكمة ودخولهم كان مهيب

قعدوا كلهم جنب بعض: حسن، أمل، ناهد، مؤمن، سيف، نادر، وخالد، وكريم قعد جنب المحامي الأستاذ إمام ورجائي، وفي الجنب الثاني قعدت ناريمان والمحامي بتاعها.

بدأت الجلسة، ومحامي ناريمان اتكلم كتير، والكل بيسمعه. بعدها وقف رجائي وبدأ كلامه بهدوء شديد: "موكلي كريم المرشدي عرف إن الجنين ابنه فعلًا ، ومستعد يعترف به."

الصوت ارتفع في المحكمة، والصحافة بتصور، فالقاضي خبط بعصايته وهدد بإخلاء الجلسة لو الهدوء ما رجعش. الكل سكت تباعًا، والقاضي بص لرجائي: "كمل حضرتك."

رجائي: "زي ما قلت، موكلي مستعد بالاعتراف بابنه ."

محامي ناريمان، وناريمان نفسها، كانوا مصدومين، لأن عمرهم ما تخيلوا ده يحصل بالسهولة دي.

القاضي باستغراب: "نرفع الجلسة يعني؟"

رجائي ابتسم: "أكيد لأ، حضرتك، موكلي له طلبات، أولًا لازم الكل يعرف الحمل نفسه حصل إزاي، يا سيادة القاضي."

محامي ناريمان بتهكم: "أعتقد طرق الحمل معروفة، ولا إيه؟"

رجائي بصله: "فعلًا، الطب تقدم، وبقى ينفع يحصل حمل خارجي وتلقيح صناعي، كل المطلوب حيوان منوي وبويضة."

ناريمان اتوترت، ورجائي كمل: "معنا بالدليل القاطع إنه في يوم * تم دخول موكلي مستشفى في باريس، وهناك تم تخديره من قبل الطبيبة جوزفين كلودين، التي انتحلت شخصية طبيبة بالمشفى، فهي مديرة مشفى سابقًا..."

رجائي سرد كل اللي حصل، وقدم الفيديوهات اللي تم تصويرها لتخدير كريم، وأرفقها بالقضية، وطلب رفع قضية رد شرف، ومحاكمة ناريمان الغندور بتهمة الخطف، النصب، التشهير، والتلاعب بكريم المرشدي، وختم كلامه بأن جوزفين تم القبض عليها، واعترفت بتعاونها مع ناريمان للإيقاع بكريم، انتقامًا على فشل خطتها في تهكير ملفات دكتور ماكس ديريك، واتهامها بقتل دكتور ماكس.

حالة من الصمت سيطرت على القاعة، والكل في حالة ذهول تام، وخصوصًا ناريمان، اللي عمرها ما توقعت أبدًا إن خطتهم تتكشف بالشكل ده واستغربت ازاي محدش قالها على حبس جوزفين ؟ 

محامي ناريمان حاول يتخطى صدمته ويطعن في الأدلة، بس رجائي منعه: "جميع الأدلة جُمعت من قبل الإنتربول، ولا يمكن دحض الأدلة تحت أي ظرف."

القاضي فضل ساكت، لأنه هو نفسه أول مرة تتعرض عليه قضية بالشكل ده، وأخيرًا نطق إن الحكم بعد المداولة، علشان يدي لنفسه فرصة يفكر في اللي سمعه، ويشوف الأدلة بشكل أوضح.

ناريمان قامت علشان تخرج بره القاعة، أو بمعنى أصح تهرب، بس لقت أمل في وشها مبتسمة: "أوعي تتخيلي للحظة إنك هتهربي من هنا، ولا هتغيبي عن عنينا؟ لعبتك اتكشفت، وللمرة الثانية بتخسري قصادنا، ما حرمتيش من أول مرة؟"

ناريمان ابتسمت: "وهو مين قالك إني خسرت أول مرة؟ أقولك على سر؟ جوزك العبقري مقدرش يرجعلي كل حاجة على الفون لسبب بسيط" - ابتسمت وأضافت - "إنه مكنش في حاجة أصلًا يرجعها. حبيبتي، اللي حصل في الطيارة ده كله كان مجرد لعبة تكونوا بيها تحت عيني، وقدرت أدخل بينكم، وأدخل شركتكم، وأدرسكم من قريب، فانتِ مكسبتيش أول مرة." - حطت إيدها على بطنها وابتسمت - "واعتقد دلوقتي برضه مكسبتيش، كون إني حامل في ابن كريم المرشدي."

أمل حافظت على ابتسامتها: "وطول ما هو جواكِ مش هتغيبي عن عنينا لحظة، وبعد ما يخرج للدنيا هو ابن كريم المرشدي وبس، مش ابنك، وصدقيني، مش هيعرفك في يوم من الأيام."

ناريمان ضحكت: "الأيام بيننا يا أمل عبدالله."

جت تتحرك، بس لقت الأمن على الباب رفضوا خروجها، فبصت ناحية كريم، اللي شاورلها إن مفيش هروب.

كريم واقف وسط عيلته، وأمل وقفت جنبه، لاحظ ضيقها: "مالك يا أمل؟"

الكل انتبهلها، ومؤمن اتكلم: "القضية ماشية كويس، أعتقد، ولا إيه؟"

أمل ابتسمت بتوتر: "آه، بس ناريمان قالت إن كل حاجة مقصودة."

كريم بانتباه: "يعني إيه؟"

أمل حكتله الحوار اللي دار بينهم، وهو طمأنها: "طيب فين المشكلة؟ هي بتحاول بس تظهر قوية، هي خسرت، وبتحاول تاخد معاها أي حاجة في رحلة السقوط، اطمني."

 صوت الهمهمة يملأ القاعة لحد ما دخل  القاضي وخبط بمطرقته معلنًا بدء الجلسة.

القاضي:


بسم الله الرحمن الرحيم، بعد الاطلاع على أوراق القضية رقم (XXXX) لسنة (2025) جنايات، وبعد الاستماع إلى مرافعات النيابة العامة ودفاع المتهمة، وبعد فحص الأدلة والشهادات والتقارير الطبية، ثبت للمحكمة قيام المتهمة:


ناريمان هاني الغندور، بتخدير المجني عليه كريم حسن المرشدي دون إرادته، والاستيلاء على عيّنة من سائله المنوي دون موافقته، ثم استخدامها بطريقة غير قانونية للإنجاب، وهو ما يُعد جريمة اعتداء على السلامة الجسدية، والحرية الشخصية، والتلاعب بالنسب، والتزوير في الأوراق الرسمية.

وحيث إن المحكمة ترى أن ما ارتكبته المتهمة يُشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق المجني عليه، ويمثل اعتداءً على الجسد والكرامة الإنسانية، فضلًا عن محاولة فرض الأبوة على المجني عليه بوسيلة غير مشروعة، مما أدى إلى ضرر نفسي واجتماعي جسيم، وعليه، تصدر المحكمة حكمها الآتي:


أولًا معاقبة المتهمة ناريمان هاني الغندور بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر عامًا (15 عامًا) مع الشغل والنفاذ، عن جريمة التخدير والاعتداء على السلامة الجسدية، وفقًا للمادة 236 من قانون العقوبات المصري.


ثانيًا إلزام المتهمة بدفع تعويض مدني مؤقت قدره 2 مليون جنيه مصري لصالح المجني عليه كريم حسن المرشدي، نظير الأضرار النفسية، المادية، والاجتماعية التي لحقت به، خاصة بعد التشهير به في وسائل الإعلام، مما أثر على سمعته الشخصية ومكانته كرجل أعمال. كما تُلزم المتهمة بنشر اعتذار رسمي للمجني عليه في ثلاث صحف يومية واسعة الانتشار، وعلى منصاتها الإلكترونية، لإعادة اعتباره وتصحيح الضرر الذي لحق به نتيجة أفعالها.


ثالثًا نفي نسب الطفل المولود من هذه الواقعة قضائيًا، واعتباره غير تابع للمجني عليه، وفقًا للقوانين المنظمة للأحوال الشخصية، وذلك بناءً على التقارير الطبية والأدلة المثبتة لعدم موافقة المجني عليه على هذا الإنجاب.


رابعًا معاقبة المتهمة بالسجن لمدة خمس سنوات إضافية (5 سنوات) بتهمة التزوير في مستندات رسمية، واستغلال وسائل غير شرعية لإثبات نسب الطفل، وفقًا للمادة 211 و212 من قانون العقوبات.

وبناءً عليه، تأمر المحكمة بتنفيذ الحكم فورًا، ورفعت الجلسة.

القاضي يخبط بالمطرقة، فالقاعة تسكت لحظات، قبل ما تبدأ الهمهمة بين الناس.. مزيج من الدهشة والارتياح على الوجوه. كريم قاعد مصدوم، مش مستوعب اللي حصل، في الوقت اللي الأمن بيحط الكلبشات في ايدين ناريمان ، وسط عيون الصحفيين والكاميرات اللي بتسجل كل لحظة.

انتبه كريم على كل اللي حواليه بيهنوه وهو اندمج معاهم هو وأمل .


في بيت المرشدي ، سما بتأكل إيان وإياد، وهرجوا شوية، فوقع طبق الأكل عليها، والاتنين خافوا، فبصولها بتوتر، بس هي ابتسمت لما لاحظت خوفهم وطمنتهم. نادت أم فتحي تقعد معاهم لحد ما تغير هدومها وترجع، خرجت رايحة ناحية الملحق، وبتجري، وفجأة صدمها منظر الورد.

الصدمة ثبتتها مكانها، كل الشوك اختفى، وكل شجر الصبار اختفى، واتحول لورد و بس. اتحركت وهي مش مستوعبة إمتى وإزاي كل ده حصل؟ وقفت قدام الورد مصدومة، مبسوطة، مش مصدقة، حالة من الذهول مسيطرة عليها.

قعدت في الأرض، مسكت وردة، استنشقت عطرها، ضحكت، ابتسمت، فضلت جامدة مكانها شوية، طلعت موبايلها وجابت اسمه، ومترددة تكلمه، ولو كلمته هتقوله إيه؟ فضلت باصة للاسم، قلبها بيدق بعنف، مش عارفة تفكر، ولا عارفة تجمع، ولا عارفة تقوم تغير هدومها، ولا عارفة هي المفروض تعمل إيه؟ حالة من اللخبطة مسيطرة عليها.


مؤمن مع الكل، مبسوطين بنتيجة القضية، موبايله رن، وشاف اسمها، استغرب بس بعدها ابتسم. كريم لمحه وشاورله، فهو رد: "هرد واجي لحظة."

بعد عنهم ورد عليها: "أيوه يا سما."

سمع صوتها متلخبط ومتردد، فيه فرحة، وفيه توتر، وأنفاسها مضطربة وعالية: "انت عملت ده إمتى؟ وليه؟ وإزاي؟"

ابتسم على توترها: "عملته عادي، لقيتني مش بفكر غير في الورد، وعايز أزرع لك الورد اللي انتِ عايزاه، بس كده، سعادتك مهمة يا سما."

ليه قلبها بينبض بالعنف ده؟ طيب، هل هو سامع صوته في المكالمة؟ سمعته بيكمل: "بتمنى أكون عرفت اختار الورد اللي يعجبك؟"

ردت بسرعة: "كل وردة أجمل من التانية، كلهم أحلى من بعض، أنا عاجزة عن الكلام أصلًا، مؤمن، أنا..."

انتظرها تكمل، بس هي سكتت، فهو سألها: "انتِ إيه؟"

ضحكت بتوتر: "أنا مش عارفة أنا عايزة أقول إيه، بس انت أكيد فاهمني، صح؟ إحساسي واصلك؟ طمني وقولي آه."

ابتسم أكتر: "إحساسك متبادل يا سما، انتِ حبيتي حاجة، ولقيتني مبسوط وأنا بعملها، وعايز أقولك إن النهاردة مكنتش ببالغ لما قلت لك إنها أجمل كوباية قهوة شربتها في حياتي، وما أقصدش إن طعمها حلو، بالرغم من إنه حلو وعجبني، بس مش دي حلاوتها، حلاوتها كانت في الصحبة بتاعتها، فاهمة؟"

قبل ما ترد، سيف ناداه: "مؤمن؟"

مؤمن لسما: "لحظة يا سما."

سيف قرب منه: "أنا هروح أشوف دنيتي، عايز أي حاجة مني؟"

مؤمن بصله: "مش قولنا هنقعد و..."

قاطعه سيف بضيق: "أنا محتاج أروح، هبقى أكلمك، ماشي؟"

مؤمن مسك دراعه: "انت مالك؟"

سيف بضيق: "عادي، مفيش."

مؤمن فضل ماسك دراعه، فسيف أكد: "صدقني، بجد مفيش."

مؤمن مسك موبايله: "ينفع أكلمك تاني؟"

سما بتفهم: "طبعًا، اقفل، وابقى طمني على المحاكمة."

قفل معاها، واتحرك مع سيف: "انت وهمس مش اتصالحتوا؟ ولا إيه؟ وأمورها الصحية مستقرة ولا إيه؟"

سيف بصله شوية قبل ما يرد: "الحمد لله، أمورها الصحية كويسة، اتصالحنا أو لأ، صدقني، دي مش عارفها."

بصله شوية قبل ما يسأله بتردد: "مؤمن، هو ممكن الحمل يأثر عليها؟"

بصله بحيرة: "يعني إيه؟ أكيد هيأثر عليها وعليك، هيقلب حياتكم فوقاني تحتاني، مفيش حاجة هتفضل زي ما هي."

سيف بحيرة: "مش ده قصدي، أقصد هي نفسها... خلاص، انسى، اعتبرني مقولتش حاجة، أنا هروح."

مسك دراعه تاني: "الحمل هرمونات، في لحظة هتلاقيها مش طايقاك وبتبعد عنك، وتحس إنها بتكرهك حرفيًا، ولحظة تانية هتلاقيها بتعشقك، ده اللي أعرفه، وأنا مش خير مثال تتكلم معاه، لأن نور معظم حملها كانت في بيت أبوها، بس ده اللي كنت بلاحظه."

كريم انضملهم: "إيه؟ هتعملوا إيه دلوقتي؟ بابا ياخد أمل ونونا ولا كلنا هنروح؟ ولا إيه الحوار؟"

سيف بصله: "لسه كنت بقول لمؤمن، هروح."

كريم باهتمام: "صح، طمني، أخبار زوجتك إيه؟ أمل ونونا عايزين يجوا يزوروها ويطمنوا عليها ويباركوا على الحمل."

ابتسم بمجاملة: "ينوروا في أي وقت."

كريم: "انت في شقتك ولا في الڤيلا؟"

سيف: "الڤيلا، لحد بس ما يتقبض على الكل، حطيت حراسة على الكل لحد ما نخلص، لأن الواحد تعب."

كريم بهزار: "تعبت من إيه؟ ده انت لسه هتشوف أيام، مش قولتلك أجّل الحمل شوية؟ ما بتسمعش الكلام."

بصله بغيظ: "وهو كان بمزاجي؟ أصلًا أنا اتفاجئت بقصة الحمل دي."

مؤمن بص لكريم: "كلمه عن هرمونات الحمل."

كريم ابتسم: "بص، مش هقولك غير حاجة واحدة، أمل بتعشق البرفان بتاعي، وهي حامل مكنش مسموحلي ألمس السرير غير بعد ما آخد شاور، وممنوع منعًا باتًا أي برفان، لحد ما تقريبًا دخلت في السادس، والله ساعات كنت بحس إن موضوع البرفان ده مجرد حجة علشان هي مش طيقاني أنا شخصيًا."

سيف بصله باهتمام: "يعني هي ممكن تكره حاجة بتحبها؟"

كريم بتأكيد: "طبعًا، برفانك، أكل معين بتعشقه، تلاقيها كرهته، يعني بص، هي حظوظ."

ناهد المرادي قاطعتهم: "هو الرغي ده ما ينفعش غير هنا؟" - بصت لسيف - "سيف، شوفلي مراتك ينفع نيجي نزورها إمتى وبلغني."

سيف بحرج: "لسه بقول لكريم، أي وقت تنورونا، دلوقتي لو تحبي؟"

ناهد كشرت بتفكير ورددت: "دلوقتي؟"

سيف أكد: "آه، عادي، يلا."

كريم مسك دراع مامته: "نونا، مش دلوقتي، يلا، بالليل نكلمه ونشوف ظروفه، وهو يبلغ عيلته و..."

قاطعه سيف: "الموضوع بسيط يا كريم، عادي."

ناهد: "لا، كريم عنده حق، بالليل نشوف ظروفنا وظروفكم، وبينا تليفون."


هوليا في البيت مع همس، بتحاول تأكلها أي حاجة، ومعاها فاتن، والاتنين قاعدين جنبها بيتكلموا ويضحكوا. شوية، وانضمت لهم آية، وبتفرجهم على الحاجات اللي بتختارها لشقتها هي وسبيدو. هوليا جالها تليفون من تركيا، فانسحبت ترد، وفاتن طلعت تشوف خاطر فين، أراضيه وبيعمل إيه لوحده. فضلت آية مع همس، اللي سألتها: "سبيدو مقالكيش أي حاجة؟"

آية بحيرة: "قالي حاجة في إيه بالظبط؟ حددي، سبيدو بيقول كتير."

ابتسمت بتوتر: "أقصد عن جيسيكا؟ تعرفي عنها حاجة؟"

آية بحيرة: "تصدقي معرفش عنها حاجة؟ كل اللي أعرفه عنها إنها كانت صاحبتهم، حاتم وسيف أقصد يعني، وبعدها اختفت، وحاتم وسيف بطلوا يبقوا أصحاب. إيه حصل بينهم التلاتة؟ الله أعلم! ولحد لحظتنا دي، ما أعرفش حاجة، بس طبعًا التخلف اللي هي قالته في المحكمة لا يمكن يكون صح. سيف مش الشخصية اللي يتجوز واحدة عرفي، ولا في السر. انتِ احكيلي بقى، إيه قصتها؟ وإيه حصل بينهم؟"

همس استغربت إن سيف محكاش لها، ولا سبيدو كمان، فتنهّدت: "سيف قالي إنها كدابة، وأنا وثقت في كلامه، التفاصيل بقى معرفهاش، قولت يمكن يكون سبيدو قالك."

ابتسمت آية: "سبيدو لا يمكن يقول حاجة عن سيف، أو يطلع سر حد لحد، وبالرغم من إنه بيضايقني، بس بحترمه فيه. بس اللي أقدر أقوله يا همس، إن سيف في قصة البنات دي صدقيه. يعني هو كان له صحبات، أه، يهزر، يضحك، يسهر، يخرج، لكن في خطوط حمرا، أخلاقه لا يمكن تسمح يخطيها. إحنا اتربينا على خطوط معينة، يعني أه، إحنا للأسف مش متدينين زي عيلة المرشدي، بس عندنا قواعد وحدود. شرب مثلًا لأ، صحوبية تشمل أي تلامس من أي نوع لأ، يعني إحنا مش كويسين أو ملايكة أو ما بنغلطش، بس مش وحشين يا همس. سيف لا يمكن يتجوز واحدة في السر، أو يكون على علاقة بالشكل ده. انتِ أول حد في حياته، ولما حبك، صرّح بحبك، وقالها صراحة: أنا بحب فلانة. فدي طبيعته."

ابتسمت بحزن: "عارفة إن دي طبيعته، وصدقيني، عارفة سيف كويس. حد كلمك بعد المحاكمة ما خلصت؟ قالوا كريم عمل إيه مع قضية النسب دي؟"

آية نفت: "لا، لسه معرفتش حاجة. المهم" - حطت إيدها على بطنها - "طمنيني عن البيبي، أخباره إيه؟ حاسة بإيه؟ مبسوطة إن جواكِ حتة منه ومنك، ولا إحساسك عادي؟"

تنهدت وزفرت، وحطت إيدها على بطنها: "سيف عايز بنوتة."

آية ابتسمت: "ياااه، يا ريت! أنا متحمسة أوي يا همس، أبقى عمتو بجد. كان نفسي سيف يتجوز من زمان، علشان يخلف ويبقى عندنا نونو نلعب بيه كلنا."

همس ابتسمت: "لو اتجوز من زمان مكنش هيتجوزني يا بنتي، هو كان مستنيني أنا..."

أكدت بابتسامة: "في دي عندك حق."

همس كملت: "كل حاجة فيا اختلفت بعد ما عرفت إني حامل. طبعًا، شيء مالوش وصف لما تبقي حامل من حبيبك وتوأم روحك. أولوياتي اتغيرت، احتياجي لسيف زاد، معرفش ليه؟ بس مشتاقة للبيبي ده، ونفسي بجد تبقى بنوتة زي ما هو عايز."

آية بتردد: "بتحسي بإيه لما سيف يقرب منك يا همس؟"

بصتلها بعينين واسعة: "يقرب مني إزاي، لا مؤاخذة؟ بت بتتكلمي في إيه؟"

آية ضحكت: "مش القصد، صفي النية!"

همس ضحكت: "ما هو ده القرب، أصفي إيه بقى؟"

آية وضحت: "أقصد الحاجات البريئة، ياخدك في حضنه، يبوسك، الحاجات اللي مسموح لنا نعملها."

همس بضحك: "قولتيلي المسموح، بس انتو كاتبين، يعني مسموح كتير. مش قادرة أنسى أول مرة قربنا من بعض فيها يوم كتب كتابنا، في اليخت لوحدنا."

آية بفضول: "بتتنفسي إزاي؟ أنا بحس إني بكتم نفسي لحد ما يبعد، لدرجة إني بشهق لما بيبعد عني، بحس إنه هيغمى عليا، عايزة أبقى طبيعية."

همس ابتسمت: "علشان في الأول، كلنا كده في الأول، وهتاخدي شوية لحد ما تفتكري تتنفسي، بس ليه عايزة يبقى طبيعي؟ دي فرحة البدايات، استمتعي بيها."

آية بضيق: "ماهو بستمتع وقتها، بس لما بيبعد بتوجع من بعده، عايزاه قدامي، عايزة أشبع منه، عايزة أكتفي لدرجة لما يقولي رايح كذا أو كذا، أقوله براحتك يا حبيبي، مش أبقى عايزة أربطه جنبي ومش عارفة. بييجي أشوفه ويمشي، ومش عارفة أقوله خليك، مش عارفة أقوله ملحقتش أشبع منك، إمتى يا همس هشبع منه؟"

همس باستنكار: "تشبعي منه مرة واحدة يا آية؟ مش هتشبعي! إحساسك اللي بتتكلمي فيه ده، أنا لسه بعاني منه لحد النهاردة. هو جوزي ومعايا، بس دايمًا مفتقداه، عايزة أقوله اقعد جنبي بس ما ينفعش، عايزة أقوله خليك شوية بس إزاي؟ انتِ شايفة الظروف حوالينا، إزاي واحد رايح لمحاكمة تقوليله خليك؟ ولا في مصيبة في الشركة وتقوليله محتاجاك جنبي؟ انتِ حتى التعب مش قادرة تقوليله خليك جنبي فيه. انسي قصة الشبع دي خالص، أنا لسه موصلتلهاش، ومعرفش هل بييجي وقت فعلُا الزوجة تزهق من جوزها ويبقى عادي يخرج كده؟"

آية باستطراد: "بستغرب الستات اللي تقول ما بصدق جوزي ينزل، ولا تشتمه، ولا تغلط فيه."

همس بتبرير: "أعتقد مش بيكون راجل كويس، وقعدته كلها قرف ومشاكل، فتحب ليه واحد مؤذي ليها ولمشاعرها؟"

موبايل آية رن، كان سبيدو، فابتسمت وبصت لهمس: "هو."

ابتسمت: "عرفت من ابتسامتك وعينيكِ."

ردت عليه: "أيوه يا حبيبي."

سبيدو: "بقولك يا روحي، جعان، تيجي ناكل مع بعض؟"

آية بحيرة: "مش عارفة، ما تيجي طيب؟ قاعدة مع البت همس، جوزها لسه مجاش. صح، المحاكمة خلصت ولا لسه؟ وعلى إيه؟"

سبيدو: "خلصت أيوه، اتقبض على ناريمان، لبست تأبيدة ، المهم التفاصيل بعدين. همس صحتها إيه؟ وضعها استقر؟"

آية طمّنته: "آه، الحمد لله، أحسن، المهم تعال، انت واحشني أصلًا."

سبيدو: "وانتِ كمان، علشان كده بكلمك، هعدي عليكِ، اجهزي يلا."

قفلت معاه، وبصت لهمس اللي علّقت: "قومي البسي يلا واستعدي، أنا هكمل مذاكرتي، هالة ربنا يكرمها بتبعتلي أول بأول كل المطلوب مني إذاكره و..."

قاطعهم فتح الباب، ودخول سيف اللي اتفاجئ بهم، فآية وقفت، وهو رمى السلام عليهم، ودخل سلم على آية، بعدها بص لهمس: "عاملة إيه؟ كويسة؟"

قرب يبوسها، وكعادتها الجديدة، بتدّيه خدها، فباسها بسرعة وبعد عنها، مبقاش فاهمها.

طمنته عليها، وآية سألته: "حصل إيه في المحاكمة؟ سبيدو قال إن ناريمان اتقبض عليها."

سيف حكى لهم ملخص اللي حصل سريعًا، وآية سألته: "طيب هو كده إيه؟ مش فاهمة!"

سيف بصلها: "مش فاهمة إيه؟"

آية: "ليه كان مستعد يعترف بالبيبي يكون باسمه؟"

سيف باستغراب: "يا بنتي، ماهو ابنه."

آية بحيرة: "ابنه إزاي؟ ما هو مش على علاقة بيها، وهي بتتبلى عليه؟ حملت إزاي منه؟ ومراته إزاي تتقبل تربي ابن واحدة زي دي، حتى لو ابن جوزها؟ أقسم بالله أنا أقتله هو وابنه! قالي يجيبلي ابن واحدة تانية أربيه، قال؟"

سيف بصلها كتير بغيظ: "يعني برأيك الفظيع ده، المفروض يعمل إيه؟ يرمي ابنه ولا..."

قاطعته: "برضه هيقولي ابنه؟"

سيف زعق: "ابنه يا آية! العيل اللي في بطنها ابنه! اهدي بقى، والحمد لله إن مراته عاقلة، مش مجنونة ومتخلفة زي ناس!"

همس بصتله بغيظ: "قصدك إيه؟ ومين المجنون والمتخلف ؟"

بصلها: "أي واحدة يكون جوزها بيحبها وبيعشقها، وهي عارفة ده كويس، وبكل غباء ما تثقش فيه، دي مجنونة ومتخلفة. كريم، الحمد لله، مراته عاقلة وقدرت توزن الأمور صح، وحافظت على جوزها وعلى بيتها. تتخيلي هل جوزها ممكن ينسى في يوم من الأيام وقوفها جنبه؟ عدم تخليها عنه؟ ثقتها فيه بالشكل ده؟ الكل صدق إن كريم كان على علاقة بيها، أو عملت فيه حاجة، حتى هو شك في نفسه، لكن هي، ثقتها وإيمانها بجوزها ما اتهزوش للحظة، وقفت، إيدها في إيده، قالتله انا في ظهرك، مش هتخلى عنك. كان بيستمد قوته منها" - بص لأخته - "قالتله: هربي العيل وكفاية إنه منك، مش هقتله وأقتل ابنه."

آية بصت للأرض بخجل من كلامه، وهو كمل: "وقفت، وحاربت، وساعدت جوزها لحد ما اكتشفت الحقيقة، إن جوزها اتعملت عليه مؤامرة كبيرة، ويستاهل تقف جنبه. زوجة زي دي تستاهل يشيلها جوه عينيه وقلبه عمره كله."

الصمت سيطر عليهم، آية قطعته: "سبيدو جاي، هروح أغير هدومي، وانت بما إنك جيت، استلم مراتك، باي."

هتخرج بس سيف وقفها: "لما يوصل عرفيني، عايزه."

وافقت وخرجت، وقفلِت الباب، وفضل الصمت المزعج.

همس بتردد: "للدرجة دي شايف أمل زوجة مثالية؟"

سيف بإرهاق: "مفيش حد مثالي يا همس، كلنا بشر، بس في ناس معدنهم بيبان وقت الأزمات."

همس بزعل: "وأنا معدني إيه يا سيف؟"

بصلها كتير قبل ما يفك الكرافات بتاعته ويقلع الجاكت: "أنا محتاج أغير هدومي."

وقفته: "ما تهربش من أسئلتي."

بصلها وهو بيقلع هدومه: "مش بهرب، بس الكلام الكتير بيجيب غلط كتير، فمالوش لازمة."

همس قامت من مكانها: "شايفني إيه يا سيف؟ بتحبني؟"

بصلها بذهول وردد: "بحبك؟ هي وصلت لبحبك يا همس؟ انتِ امتى هتثقي فيا يا همس؟ وفي حبي ليكِ؟ إمتى هتصدقي إني بعشقك، مش بس بحبك؟"

همست بحيرة: "ساعات بحس وألمس الحب ده، وساعات بتبقى قاسي أوي يا سيف، زي دلوقتي، بحسك بعيد عني أوي."

بصلها بتهكم: "مش يمكن انتِ اللي بتبعديني يا همس؟"

بصتله برفض: "أنا حرفيًا طول الوقت بنتظرك، طول الوقت يا سيف، بنتظرك! حاسة إن حياتي مبقاش فيها غير إني أنتظرك، خايفة دايمًا تسيبني، خايفة تبعد، خايفة تخرج وما ترجعش لحضني تاني."

قرب منها: "ليه الخوف ده؟ مصدره إيه؟ ولحد إمتى هتعيشي في الخوف ده؟ مهما أخرج، ومهما أتأخر، هرجع لحضنك، لأني ما أملكش غيره، هرجع دايمًا وعلى طول لحضنك. ثقي فيا شوية، أرجوكِ."

بصتله بذهول: "أنا بثق فيك ثقة عمياء يا سيف."

ضحك بتهكم: "بأمارة إيه يا همس؟ إنك صدقتي حاتم إني شرير حكايته؟ ولا إنك صدقتي جيسيكا؟ ولا إنك كل مشكلة بينا تسيبيني وتمشي، وأفضل ألف وراكِ؟ ثقتك دي معناها إيه، لأني مش فاهمها."

اتنهدت بتعب: "ما صدقتش حاتم ولا صدقت جيسيكا، أنا بس احتجت تايم أوت، آخد نفسي وأرتب أفكاري."

علق: "ليه محتاجة ترتبي أفكارك بعيد عني؟"

بصتله: "انت ليه بتصعب عليا كل حاجة؟"

اتنهد باستسلام: "انتِ عايزاني أعمل إيه يا همس؟ خلينا نتكلم بشكل مباشر وصريح طالما مش بنفهم بعض، عايزة إيه مني؟"

قربت منه، ومسكت وشه بإيديها الاتنين: "مش عايزة غيرك تفضل جنبي."

بص لعينيها: "انتِ بتبعدي عني."

بصت لشفايفه، وبصتله، ومسكت إيده، رفعتها لفوق قلبها: "قلبي مش بينبض بالطريقة دي غير وانت جنبي وقصادي، ولو أطول أربط نفسي فيك هربطني فيك، ده مقدار حبي يا سيف ليك. لا أمل ولا أي واحدة في الدنيا بتحب جوزها قد ما بحبك. لما العربية انفجرت..." - مفهمش قصدها عربية إيه، بس بمجرد ما كملت فهم - "ساعتها حسيت إن حرفيًا حياتي انتهت، حسيت بحد بيخنقني، حد كتم أنفاسي. لحد دلوقتي، فاكرة نادر وهو قاعد ورايا في الأرض بيضمني ويزعق فيا: اتنفسي، اتنفسي! سمعاه بس مش عارفة، إزاي أتنفس؟ المفروض إن النفس ده شيء تلقائي جسمك بيعمله، بس لما حد يقولك: اتنفس، فأنا مش عارفة، يعني أعمل إيه؟ أتنفس إزاي؟ أنا بحاول بس مفيش فايدة، مفيش هوا بيدخل في صدري، مش عارفة أتنفس. فاكتشفت إني مش عايزة أعيش في الدنيا دي أصلًا لو انت مش فيها، مش عايزة الحياة طالما مش هعيشها معاك. فأياك تتهمني إني مبحبكش كفاية، أو تقول أمل بتحب جوزها أكتر، لأنها ممكن تكون عاقلة آه، وأنا مجنونة، بس لا، ما بتحبش جوزها أكتر." - بصتله كتير، عنيها بتأكد كل حرف وكلمة بتقولها، وكملت بتأكيد لكل كلمة - "انت الهوا اللي بتنفسه علشان أعيش، فشوف انت تقدر تعيش قد إيه من غيره؟"

زفرت أنفاسها، وهو بيسمعها بكل جوارحه، وعارف إنها بتحبه، بس ده ما يمنعش إنها بتبعد عنه، ومش عارف يفهم ليه؟ مش قادر يتقبل ده منها، مش قادر يتقبل هروبها وبعدها عنه في كل مرة يحاول يقرب . حط إيده على خدها: "طيب، طالما أنا الهوا اللي بتتنفسيه، إزاي بتعرفي تبعدي عني؟"

مسكت إيده من على خدها، باستها، وقبل ما يتحرك بعدت عنه: "غير هدومك براحتك."

سابته وطلعت بره، وهو راقبها بترجع للسرير، ومبقاش فاهمها نهائي. قمة العشق، وبعدها تبعد بالشكل ده لما تحس إنه هيقرب؟

الفصل الخامس والسبعون من هنا

تعليقات



×