رواية عاصفه الهوي الفصل السبعون 70 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفه الهوي الفصل السبعون بقلم الشيماء محمد

 

رجالة سبيدو أخدوا جيسيكا وحاتم معاهم وهي كانت متوترة مهما حاتم يطمنها: "حبيبتي ما تقلقيش دول لو تبع سيف فاطمني."

بصتله بغضب: "شو يعني اطمن ها؟ بتعرف سيف منيح؟ بتضمنه؟ نسيت شو عمل فيني؟"

حاتم مسك إيدها: "ما نسيتش بس ده ما يمنعش إنه مش شخص وحش، سيف حد محترم و..."

قاطعته بغضب: "انت سامع حالك شو عم تحكي؟ هالمحترم اغتصبني! شو بدك أكتر من هيك ليعمل فيني؟ وبعدها حبسني هو وأبوه حتى ما أقدر أثبت شي، وهلأ بتقلي محترم؟ أي احترام هيدا اللي عم تحكي عنه؟"

حاتم سكت وما عرفش يرد لأن جزء صغير جواه رافض قصة إنه سيف يغتصب حد. طول عمره البنات بتترمي تحت رجليه وعمره ما تخطى حدوده معاهم، فليه يغتصب حبيبة صاحبه؟ بعدين جيسيكا كانت في البداية معجبة بسيف مش بيه هو، وهو رفضها وده كان واضح، فليه الاغتصاب؟ ليه دلوقتي بتتفتح قدامه علامات استفهام؟ ليه دلوقتي؟


نادر مع ملك بيحاولوا يخرجوا همس من حالتها بس هي متقوقعة حوالين نفسها. نادر طلب غدا، ويدوب حطوا الأكل، فهمس قامت رجعت. نادر و ملك بصوا لبعض بذهول، نادر قام وراها وهي خارجة من الحمام، فوقف قدامها: "انتِ حامل يا همس؟"

همس عيطت ورمت نفسها في حضنه بدون ما ترد. أخدها وقعدها جوه بعيد عن الأكل وقعد قدامها: "انتِ عارفة من إمتى؟ وليه مخبية؟ سيف يعرف؟"

همس هزت دماغها: "سيف يعرف، لسه يدوب عارفة قبل الحفلة وهو عرفته فيها، وملحقناش نقول لحد."

نادر بحيرة: "طيب انتِ زعلانة منه ليه؟ كل اللي حصل غرضه الشوشرة عليه، ليه انتِ بعيدة عنه وليه واخدة موقف منه؟ ليه انتِ مش معاه؟"

همس عيطت: "علشان تعبت يا نادر، تعبت من الحروب والبيزنس والشركات وكل العالم ده. نفسي أرجع لحياتي البسيطة أيام ما كان أكبر حلم أطلع معيدة وبس. دلوقتي مبقتش عارفة نفسي ولا بقيت عارفة أنا عايزة إيه. قتل وسرقة وحرق وحرب وسباقات ومحاكمات ودارك ويب، أنا مبقتش حمل الصراعات دي، أنا مش عايزة العالم ده، أنا حبيت راجل بسيط، دكتور جامعي وبس في نفس مجالي، مكنتش أعرف إن وراه إمبراطورية بالحجم ده ولا هو داخل في حرب بالشكل ده. أنا تعبت يا نادر."

عيطت وهو أخدها في حضنه يطبطب عليها.

ملك دخلت عندهم وبصت لجوزها: "نادر أنا جيبتلها شوية فاكهة لو مش قادرة تاكل."

نادر ابتسم: "هاتي يا ملك، حلو الفاكهة لها فعلًا."

ملك قعدت قدامها وقطعتلها تفاح وموز وكذا حاجة وحطتهم قدام همس: "حاولي تاكلي أي حاجة يا همس تقويكِ يا قلبي."

قعدوا الاتنين جنبها يأكلوها ويتكلموا معاها علشان تخرج من حالتها شوية.

جرس الباب رن، فنادر قام يفتح، كان أبوه وأمه اللي علقت: "أختك فين يا نادر؟"

دخلهم عندها كانت ملك قاعدة قدامها بتحاول تأكلها، فاتن دخلت حضنتها وملك وسعتلها. فاتن بصت حواليها للفاكهة ولاحظت الغدا بره اللي محدش لمسه، استغربت، بس قبل ما تعلق خاطر دخل يسلم على بنته وياخدها في حضنه هو كمان، بعدها بيسألها: "انتِ ليه مش في بيتك يا همس مع جوزك؟"

همس بعياط: "علشان تعبت يا بابا، ينفع نروح بيتنا؟ ينفع تاخدني أوضتي وسريري؟ عايزة أفصل فيهم عن العالم ده كله اللي دخلته برجليا."

فاتن مسكت دراعها: "وهتسيبي جوزك يا همس؟ هتسيبي سيف لوحده؟ بدل ما تقفي جنبه وسط أزمته بتهربي؟"

همس عيطت وما ردتش، أبوها اللي رد: "خلينا ناخذها بيتنا طالما هي عايزة تروح."

فاتن باعتراض: "هي بتهرب يا خاطر."

خاطر بتفهم: "عارف، خليها تهرب لحضننا ترتب أفكارها وترجع براحتها، بيت أبوها هيفضل مفتوح لها."

فاتن برفض: "الصح تكون مع جوزها." (بصت لهمس) "هو مش كل اللي حصل في المحكمة كنتي عرفاه؟ وحصل من سيف بسببك يا همس؟ مش كان في حرب مع الدنيا كلها علشان يوصلك؟ دلوقتي انتِ اللي حارب علشانها بتسيبيه؟ ولا علشان حكاية البت اللي اسمها جيسي دي ولا اسمها إيه؟ أكيد كدب مصدقش عن سيف كل الهبل اللي قالته."

همس عيطت بزيادة وغمضت عنيها وفكرت لو قالتلهم إنه مش جوزها هو بس اغتصبها وحبسها واتخلى عنها، هيعملوا إيه؟

انتبهت على أبوها: "بصي يا همس، كل اللي اتقال عن سيف الواحد ما يصدقش حرف منه، بس طالما انتِ عايزة تهربي من كل ده وتيجي بيت أبوكِ، فبيت أبوكِ مفتوح."

فاتن بصت لنادر ابنها: "الغدا محطوط بره ليه؟ ما اتغديتوش؟ وليه بتأكلوا همس فاكهة؟ ما تغدوها معاكم؟"

محدش فيهم رد وهي نقلت نظراتها بينهم بحيرة، بعدها بصت لهمس: "ليه مش بتتغدي معاهم؟ مخبيين إيه عني؟"

همس عيطت بزيادة ورمت نفسها في حضن أمها اللي ضمتها وبصت لابنها: "أختك مالها يا نادر؟ انطق!"

نادر اتنهد باستسلام: "ملهاش يا أمي هي بس... حامل."

الخبر نزل عليهم صدمهم وخاطر علق: "هو وعدني إنه... إزاي يخلى بوعده معايا؟"

همس دفاعًا: "هو مالوش ذنب، أخدني للدكتورة وكتبتلي برشام، أنا اللي كنت بطنشه، هو مالوش دعوة."

خاطر بصلها بحيرة: "ولما هو مالوش دعوة وهو حبيبك، ليه بتهربي منه وتتخلي عنه في أزمته؟"

همس عيطت: "علشان أنا أضعف من إني أقف جنبه وأدعمه."

خاطر شدها وقفها: "انتِ مش ضعيفة وأنا مربتش عيال ضعيفة، محتاجة تبعدي شوية ترتبي أفكارك نبعد، لكن هترجعي وتقفي وتواجهي." (كمل فجأة) "إلا لو انتِ شايفة إن جوزك ما يستاهلش تقفي جنبه، فدي حاجة تانية يا همس."

الكل بصله بذهول، بعدها بصوا لهمس اللي فضلت مكانها ساكتة. فاتن قربت منها: "همس، هي البت اللي ظهرت في المحكمة دي لها علاقة بجوزك؟ علشان كده انتِ زعلانة منه؟"

همس رفعت وشها لأمها: "كانت معاه بره لكن بتتبلى عليه، سيف مالوش علاقة بحد غيري."

فاتن اتنهدت بارتياح: "وقعتي قلبي يا شيخة، خوفت يكون كلامها صح وعلشان كده انتِ زعلانة منه." (فجأة سألتها) "مين يعرف إنك حامل؟ جوزك يعرف وأهله؟"

ردت بحزن: "جوزي يعرف، بس لسه مقولناش لأي حد."

خاطر قعد جنبها: "ليه يا همس استعجلتي الحمل يا بنتي؟ يعني وسط كل اللي انتو فيه شايفة إن ده وقت حمل؟"

فاتن اتدخلت: "ما خلاص بقى يا خاطر، الحمل حصل وخلاص، هتفضل تقطم فيها لإمتى؟ يلا قومي كلي لقمة صغيرة حتى لو مالكيش نفس، اغصبي نفسك. يلا يا حبيبتي."

همس برفض: "ممكن نمشي ونروح بيتنا؟ علشان خاطري، بابا خلينا نروح بيتنا يومين بس ونرجع، عايزة أرجع بيتي وأوضتي وحياتي القديمة."

خاطر ضمها: "هاخدك حاضر، بس حياتك القديمة يا همس انتهت بارتباطك بسيف، معدش ينفع ترجعي ولا هتقدري ترجعي، ومع حملك فانتِ خلاص ربطتي نفسك مدى الحياة بسيف الصياد. يلا بينا."


سيف راح عند سبيدو، واتقابل مع كريم ومؤمن وقعدوا الأربعة مع بعض عند سبيدو في المعرض بتاعه جوه مكتبه.

سيف باستفسار: "عملت إيه يا كريم في سفرك؟ ومين وراك؟ وناريمان إيه قصتها؟"

كريم حكالهم كل اللي وصله في سفريته، وبعدها سيف علق باستغراب: "أنا إزاي ما أخدتش بالي فعلًا؟ أنا كنت فايق وصاحي وبكلم همس، ومرة واحدة بعد ما شربت القهوة نمت من غير ما أحس؟"

مؤمن بتبرير: "طبيعي يا سيف، إيه اللي هيخليك تشك إن حد خدرك في مستشفى؟"

سيف بضيق: "إني مرة واحدة نمت؟ أو صحيت شوية تايه مش عارف أنا فين؟ أو كل المصايب اللي كنا بنمر بيها؟ يعني أنا مش فاهم أصلًا إزاي الواحد ما شكش إن في حاجة غريبة في تعبه من البداية، لأنه مرة واحدة بدون مقدمات تعب."

كريم: "المهم إننا الحمد لله وصلنا لشوط كويس وكشفنا كل اللي ورانا."

سيف بفضول: "طيب وليه جوزفين دي طلبت مساعدتك لما هي مش محتاجاها؟"

كريم بتصحيح: "هي ما طلبتش، اللي طلب الدكتور ألكس، وللأسف قتلوه بعدها، هو حظها المهبب إني كنت موجود."

مؤمن علق: "المهم خلصنا من جوزفين وسلمناها للشرطة. خلونا دلوقتي نخلص من خليل الورداني ولا العم داني ده بس الأول يا سيف؛ مين جيسيكا دي يا سيف؟ وتعرفها فعلًا ولا ظهرت منين؟"

سيف بصلهم كلهم قبل ما يعلق: "مكنتش عارف مين هي جيسيكا لحد النهارده، كنت فاكرها مجرد حد عابر الصدفة حطته في طريقي، بس النهارده اتأكدت إن داني اللي حطها في طريقي زمان."

حكالهم ملخص علاقته بجيسيكا وسمعوه باهتمام لحد ما هو سكت. كريم سأله باستنكار: "أنا لو مكانك كنت هسيبها تروح المستشفى وأعرف راسي من رجليا بدل ما أعيش بذنب زي ده وأنا مش فاهم حصل إيه؟ غلطان ووالدك غلطان."

مؤمن بلوم لكريم: "ولو كانوا خدروه وهو فعلًا عمل معاها حاجة كان اتحبس بسببها ولا أخد إعدام لو فعلًا هتك عرض، بتهرج يا كريم."

كريم بتبرير: "على الأقل كان عمل تحليل لنفسه يشوف هو اتخدر ولا إزاي غاب عن وعيه، ما يسبش الدنيا كده يا مؤمن.

مؤمن كان هيتكلم، لكن سيف هو اللي علق: "ده فعلًا اللي عملته."

كلهم بصوا له، وسبيدو بفضول: "عملت إيه؟"

سيف بهدوء: "كنت هتجنن وأعرف إزاي مشيت معاها وليه مش فاكر أي حاجة، وعلشان كده تاني يوم طلعت على أقرب مستشفى، طلبت منهم تحليل دمي بشكل تفصيلي."

مؤمن بفضول: "والنتيجة إيه؟"

سيف بصله بهدوء: "دمي كان فيه نسبة عالية لنوعين من المخدر، واكتشفت بعدها أثر لحقنة في دراعي، ومش بس كده، ده في أثر لمنشط جنسي كمان."

كلهم بصوا له بحيرة، وسبيدو علق: "إزاي يخدروك وبعدها يدوك منشط؟"

سيف بصله بغموض وفضل ساكت شوية، بعدها شرح: "دكتور المعمل كان مستغرب جدًا من نتيجة التحليل بتاعي، وقالها بهزار: زي ما يكون حد حطلك مخدر تشربه خفيف يدوب يغيبك عن وعيك، وبعدها اتحقنت بمنشط علشان تقوم بمهمة معينة، وكان بيعتقد إن المنشط فشل، لأن مفيش أي أثر إني قومت بأي نشاط جنسي من فترة طويلة، فبالتالي بعدها اتحقنت بمخدر قوي. ده كان تحليله."

الثلاثة سكتوا وسيف كمل شرحه: "معنى كده إن خليل ده زرع جيسيكا في طريقي. حاولت معايا كتير تقرب، معرفتش، لأني بصراحة ما اهتمتش بيها ولا لفتت انتباهي، فقربت من حاتم اللي كان دايمًا معايا بحيث يكون سبب تفضل جنبي وقريبة مني. ولما معرفتش توصل لأي حاجة معايا لجأت لقصة التخدير دي واعتمدوا إني هخاف أسيبها تطلع المستشفى، لأني مش فاكر، أو يمكن عملوا فيها حاجة بحيث لو راحت تقدر تورطني معاها."

سكتوا كلهم لحد ما سبيدو علق: "طيب يا سيف، همس عارفة الكلام ده؟ أعتقد لو قولتلها..."

قاطعه بغضب: "هيحصل إيه؟ هتسامحني؟ على إيه؟"

مؤمن رد: "على وجود واحدة زي جيسيكا في حياتك وهي ما تعرفش حاجة عنها. سيف، همس لو زعلانة فده حقها، فأوعي ترتكب غلطة في حقها تندم عليها. المصايب اللي بنمر بيها مش سهلة وهي لسه صغيرة. سيف، دي طالبة لسه بتدرس، ما اتخرجتش حتى، ومرة واحدة لقت نفسها وسط حرب عصابات ورجال أعمال وموال مهبب، فاعذرها لو اتخبطت وتاهت عن طريقها شوية."

سيف فضل ساكت، وكريم كمل: "سيف،انت عارف كويس إن الاتهامات اللي بنتحط فيها مش سهلة ومش أي واحدة هتتقبلها؛ إثبات نسب ولا اغتصاب ولا جواز عرفي . المواضيع دي مش سهلة ولا حد يقبلها."

سيف علق بتهكم: "مراتك قبلتها ووقفت معاك وسافرت معاك تثبت براءتك؟"

كريم بلوم: "مراتي من سنين، مش لسه أول إمبارح. مراتي مرينا أنا وهي بألف عاصفة قبل كده، واتجمعنا في ظروف صعبة. وبعدين مين قالك إن أمل قبلت بسهولة وما شكتش وثارت في البداية؟ مراتي أخدت وقتها ومشيت معايا خطوة بخطوة، بس خلي بالك من نقطة مهمة أوي يمكن تكون تايهة عن بالك." (بصله بانتباه) "أنا ما خبتش حاجة عن مراتي اتفاجئت بيها دلوقتي."

سيف وقف بغضب: "يعني كنت عايزني أول ما أتعرف عليها أقولها: سوري همس، بس كان في واحدة من ست سنين حاولت تقرب مني، ولما رفضت خدرتني واتهمتني باغتصابها، والله أعلم أنا عملت معاها إيه، لأني مش فاكر."

الثلاثة سكتوا، وهو كمل: "هاه، رد عليا، كان المفروض أقولها ده؟"

مؤمن اتدخل: "ماشي يا سيدي، مش هتقولها كده، بس اديها وقت تستوعب فيه اللي حصل ده وتتقبله."

سيف بغضب: "ولو ما تقبلتش؟ ولو ما استوعبتش؟"

سبيدو: "ما تسبقش الأحداث يا سيف، همس بتحبك، لا، مش بتحبك، دي بتعشقك، ولا يمكن تختار أي اختيار فيه بعدك."

اتنهد بتعب: "العند يولد الكفر، همس أستاذة في العناد."

مؤمن بتأكيد: "اديها شوية وقت وهتلاقيها بتكلمك."

سيف باستسلام: "هديها وقتها تستوعب فيه براحتها."

سبيدو اقترح: "أو قولها إنك اتخدرت، وساعتها هتديها سبب تسامح علشانه وتتقبل اللي حصل."

سيف بصله برفض، ومؤمن اللي رد عنه: "هو عايزها تسامحه قبل ما تعرف إنه اتخدر. بس يا سيف، هقولك نصيحة صغيرة؛ بلاش تراهن على الحب، لأنه مهما كان كبير، بس ساعات بيخذلنا للأسف، وزي ما قلت، العناد يولد الكفر."

سيف بإصرار: "سيبونا دلوقتي مني وقولولي، ناوين على إيه مع ناريمان بعد ما اتأكدتوا إن البيبي فعلًا ابنه؟ هتاخدوه منها؟ هتسيبوه؟ هتكلموا الصحافة؟ إيه هيتم؟"

الصمت سيطر عليهم، لأن محدش فيهم عنده أي إجابة للأسف.

سبيدو وقف: "طيب، بما إن ناريمان مش عارفين هنعمل معاها إيه، خلونا نشوف جيسيكا اللي حبستها هي وحاتم هنعمل معاهم إيه؟"

مؤمن باستنكار: "انت حابسهم؟ فين؟"

سبيدو: "في مستودع من مستودعات العربيات بتوعي. هاه، ناويين على إيه؟"

سيف وقف: "هنواجههم، بس الأول محتاج أجيب شوية أوراق من البيت."

كلهم وقفوا واتحركوا بعربياتهم ورا بعض لبيت سيف أولًا، اللي طلع لأوضته مباشرة دخل لخزنة سرية فتحها طلع منها ملف صغير وقفلها تاني، وهو خارج لمح قميص همس على طرف السرير، فأخده وبتلقائية شم برفانها فيه وافتكرها الصبح وهي في حضنه بتطمنه إن مهما يحصل لا يمكن حاجة تبعدهم عن بعض، مسكت إيده على بطنها ووعدته إنهم الثلاثة مش هيفارقوا بعض.

معقول الحب كلام بينهار مع أول مطب بيحصل؟

ليه حاسس بشوق فظيع ناحيتها زي ما تكون غايبة عنه من سنين؟ ليه قلبه واجعه بالشكل ده من بعدها؟ ليه خايف دلوقتي إن ابنه أو بنته يتولدوا بعيد عنه؟

رمى القميص من إيده وخرج من الأوضة بسرعة. وقفته هوليا: "سيف حبيبي، طمني، قابلت همس؟"

ابتسم لها: "قابلتها ومحتاجة شوية وقت" (كانت هتتكلم أكتر بس اعتذر منها) "هوليا يا روحي، ورايا مشوار مهم، غير إن كريم ومؤمن وسبيدو الثلاثة بره منتظريني. نتكلم بعدين، أوكِ يا روحي؟"

سابها ونزل لأصحابه واتحركوا بعدها للمستودع الموجود فيه جيسيكا وحاتم.

دخلوا كلهم مع بعض وسيف بص لسبيدو: "خليل مراقبه صح؟ أوعى يسافر ولا يفلت منك."

سبيدو طمّنه: "ما تقلقش، عيوني عليه. المهم ركز دلوقتي على جيسيكا وحاتم، خلونا نخلص منهم على الأقل."

دخلوا الأربعة الأوضة اللي فيها حاتم وجيسيكا وقعدوا بهدوء قاتل، قطعه حاتم اللي مقدرش يحافظ على هدوئه زيهم: "عايزين إيه مننا؟ مش كفاية السنين اللي ضاعت مننا؟"

سيف بهدوء: "وهو مين اللي ضيع السنين منك يا حاتم؟"

حاتم زعق: "انت ضيعتها لما بعدت حبيبتي عني واغتصبتها وحبستها." (بص لكريم ومؤمن) "قالكم إنه اغتصبها؟ قالكم إنه حبسها علشان ما تعرفش تبلغ عنه؟ هاه يا كريم يا مرشدي يا مثال الأخلاق والتدين؟ ولا مؤمن الدخيلي أبو دم حامي وصعيدي وصاحب صاحبه؟"

مؤمن سأله: "سيبك مننا خالص، انت كنت تعرف سيف بقالك قد إيه ساعتها يا حاتم؟"

حاتم بصله بحيرة مش فاهم عايز يوصل لإيه، فمؤمن رد عنه: "خمس سنين الجامعة، صح؟ طيب طول الخمس سنين دول إمتى عرفت إن سيف بتاع بنات لدرجة إنه يغتصب واحدة؟ إمتى دي كانت أخلاقه؟"

حاتم هرب من نظراته وما ردش عليه، كريم كمل: "طيب سمعته لما كلمك وحاول يوضحلك اللي عمله؟"

حاتم هنا بصله بغضب: "انت صاحبه من وانتوا عيال صغيرة، صح؟ خلي أمل مراتك تيجي تعيطلك وتقولك إن مؤمن، مش هقولك سيف، لا، هقولك توأم روحك مؤمن، اغتصبها. هتعمل إيه؟ هاه؟ ومؤمن نفسه جه قالك: أنا صراحة مش عارف إيه حصل، أنا صحيت لقيت أمل جنبي. هتعمل إيه يا كريم؟"

كريم حاول يرد بحيادية بس هل هو ممكن يتقبل حاجة زي دي تحصل معاه؟ بعدها نفض دماغه وبص لحاتم بثقة: "مراتي عمرها ما هتكون مكان واحدة زي جيسيكا يا حاتم. مراتي عمرها ما هتطلع تسهر وسط رجالة، ولا هتروح تشرب لحد ما تفقد وعيها، ولا مؤمن كذلك هيشرب، ولا أنا هشرب ومعرفش أحمي مراتي، فما تقارنش مراتي بحد، لأن مفيش أي وجه للمقارنة. ما تروحش تسهر مع واحدة في ديسكو تشرب وبعدها تزعل من النتيجة."

حاتم بتهكم: "آه، انتوا ملايكة ما بتغلطوش. بس مش هستغرب كلامك، انت لسه مرفوع عليك قضية إثبات نسب، بس سيبنا منك خالص، صاحبك المبجل شرب وسكر واغتصب، هتقول إيه دفاعًا عنه؟"

نقل نظراته بينهم وسبيدو علق: "انت إمتى بقيت غبي بالشكل ده يا حاتم؟ كنت ذكي زمان؟ طيب لو انت بتحب جيسيكا وهي بتحبك ليه ما اتجوزتهاش ووقفت جنب حبيبتك اللي انت مصدق إن صاحبك اغتصبها؟ ليه اتخليت عنها؟ مش هي ملاك وصاحبك شيطان؟"

حاتم بغيظ: "هو أجبرها تسافر وتسيب الجامعة."

سبيدو بهدوء: "ما سافرتش معاها ليه؟ سيبتها ليه؟"

حاتم مجاوبش، فسبيدو كمل: "ولا هي اللي رفضت تسافر معاك؟ لأنها مش عايزاك أصلًا "

جيسيكا هنا اتدخلت: "يعني انتو عم بتشوهوا كل شي بس لحتى يصدقكن؟ ولا شو قصدكن؟ بتتركوا الجاني وبتمسكوا بالضحية؟"

سبيدو بهزار: "مع إن الواحد على طول بيضعف قدام اللهجة دي، بس يا شيخة لله في لله مش حاببها منك. بعدين آه بنسيب الجاني وبنمسك في الضحية، ما خليتيهوش يسافر معاكِ ليه ويتجوزك طالما كنتِ عاملة فيها الشريفة العفيفة اللي خايفة من أهلها؟ رد انت يا حاتم ليه ما وافقتش تتجوزها طالما بتحبوا بعض وطالما هتسترها لو هي فعلًا محتاجة للستر؟"

جيسيكا ردت: "ما كان بدي أظلمه معي... كنت مدمرة وكنت..."

قاطعها سبيدو: "شوفيلك كدبة تانية دي مش راكبة معاكِ صراحة. أول مرة أشوف واحدة مغتصبة ومدمرة وبتاخد مصروف من اللي اغتصبها. دي بجاحة." (بص لحاتم) "انت كنت عارف إنها بتاخد مصروف منه؟"

حاتم شكله كان غني عن أي كلام، فسبيدو كمل: "رد يا حاتم، من إمتى واحدة مغتصبة بتقبل تاخد فلوس ومصروف شهري من اللي اغتصبها؟ أيوه اعقل الكلام وتعال نتكلم بالعقل."

حاتم علق باعتراض: "انتو عايزين مني إيه؟ فارق معاكم في إيه؟ سواء هو اغتصبها أو هي راحت معاه بمزاجها النتيجة واحدة بالنسبالي، فارق معاكم إيه؟"

هنا سيف رد بهدوء: "فارق معايا انت، كان في دايمًا نقطة استفهام قدامي، ليه اللي حصل ده؟ ليه جيسيكا حتى لو أنا سكرت، ليه جت معايا أنا ما راحتش معاك انت؟"

حاتم بتهكم: "وعرفت إجابة سؤالك دلوقتي؟"

سيف بتأكيد وتجاهل لتهكمه: "آه لما ظهرت مع خليل عرفتها. والنهاردة محاولة أخيرة مني أصلح حاجة من اللي انكسر بينا زمان، أو بلاش تصليح، ممكن نقول مديون لك أوضحلك اللي حصل، لأن بعد كده مش هقبل منك أي تصرف يضايقني أو يضايق مراتي. أنا عديت لك كتير، فاللي عندي هتسمعه، بعدها إنت حر تعمل ما بدالك. وكمان هسيبك تمشي من هنا، لأن وجودك وعدمه مش فارق معايا."

حاتم: "هتسيبني أنا وهي؟"

سيف ابتسم بتهكم: "لا طبعًا، هي لسه هتدفع ثمن أخطائها."

حاتم بنفاذ صبر: "عايز تقول إيه يا سيف؟ هات من الآخر."

سيف طلع الملف اللي كان معاه قدام حاتم: "ده تحليل دم عملته تاني يوم. بتعرف تقرأ ولا أقولك مضمونه؟"

حاتم قراه بشكل سريع وبعدها بصله بعدم فهم: "مافهمتش حاجة منه."

سيف وضحله معنى التقرير، بعدها حاتم بفضول: "عايز تقول إيه يا سيف؟"

سيف شرحله بهدوء: "جيسيكا زرعها خليل في طريقي، مقدرتش توصلي فكان أقرب حاجة توصلها انت. خدرتني بمخدر خفيف وبعدها منشط و حاولت... الله أعلم كانت عايزة إيه، بس لما فشلت اتحقنت بمخدر تاني قوي، والباقي كان معروف. ليه عملت كل ده؟ غرضها إيه؟" (هنا بص لجيسيكا) "ده اللي هعرفه منها دلوقتي."

جيسيكا بإصرار وتوتر:"أنا ما بعرف شي وما حقنتك بشي، هيدا كله كدب وافتراء عليّ. وخليل هيدا ما بعرفه إلا من كام يوم إجا لعندي وطلب مني أساعده، وصراحة ما ترددت لحظة طالما بيأذيك وبينتقم منك."

سيف بمنتهى الهدوء: "تمام، خليل جابك دلوقتي. طيب مبدئيًا يا جيسيكا، انتِ مش هتخرجي من هنا غير على السجن. هرفع عليكِ قضية تشهير وقذف، وبما إن الورق اللي معاكِ والعقد ده مزور، هتلبسي القضية دي وهطلب تعويض ضخم يليق باسمي. وبما إنك برضه مش هتقدري تدفعي، فهتتحبسي. خليل هيساعدك يا ترى؟ ولا هيخلص منك لأنك بقيتي كرت محروق؟ هيدفعلك التعويض؟ ولا هيرميكِ زي ما رمى عصام المحلاوي وبنته وحازم وكل رجالته اللي وقعوا؟"

سبيدو كمل: "ومعلومة صغيرة، سجنك مش هيكون سجن لطيف، ده أنا هوصي عليكِ كل الحبايب هناك يخلوا إقامتك خمس نجوم، ولا ممكن سبعة. انتِ بنت حلال وتستاهلي كل خير صراحة، فها لسه مصرة على كلامك؟"

جيسيكا خافت بس وجود حاتم مطمنها، ومعرفتها إن سيف وكل أصحابه محترمين مش هيأذوها مطمنها. بصت لسيف بثقة مزيفة: "ما بعرفه لخليل، واعمل شو ما بدك، ما راح أغير كلامي. انت اغتصبتني وأبوك حبسني، ولو قابلت مرتك راح أقولها هيدا الكلام وأكتر. المفروض تشكرني إني ما حكيت هيدا الحكي قدام مرتك وقدام الصحافة، وبس قلت إني اتزوجتك بعقد عرفي."

سيف بتهكم: "تصدقي؟ وأنا اللي افتكرتك قولتي كده علشان العقد بتاع السرية اللي ماضية عليه، وفيه شرط جزائي هتلبسيه؟" (قام وقف) "على العموم براحتك." (بص لسبيدو) "خد حاتم من هنا، وصلوه بيته، وهي تعامل معاها. اعمل ما بدالك فيها، مش مهتم أسمع منها أي حاجة، هي أوردي اتحرقت عند خليل، فكلامها مش هيقدم ولا هيأخر. كلم رجالتك شوف خليل فين، عايز أقابله. يلا من هنا وكفاية تضيع وقت. 

سبيدو فتح الباب واتنين من رجالته دخلوا، شاور لهم ياخدوا حاتم، اللي مسكوه وقفوه وحطوا حاجة فوق راسه وأخدوه لبره وسط اعتراض جيسيكا وحاتم نفسه. بعدها دخل اتنين رجالة تانين، وسبيدو شاور لهم على جيسيكا: "عرفوها جمال ضيافتنا علشان تقريبًا دي أول زيارة لها. احنا يلا بينا."

خرجوا الأربعة وهي بتصرخ وتنادي حاتم، بس قفلوا الباب عليها وصوت صراخها واصلهم. كريم علق: "الرجالة دي هتعمل فيها إيه؟"

سبيدو بفضول: "قلبك الرهيف لا يحتمل يا كريم باشا ولا إيه؟ لا اجمد كده، ده أنا بفكر أجيبلك ناريمان جنبها (كريم بصله بصدمة فهو علق) "بطلوا تتعاملوا بشخصياتكم المحترمة دي، لأحسن الكل بيعتمد عليها."

كريم بأسف: "مش هقدر أتعامل بحقارتهم ولا أخلاقهم دي."

سيف بصله: "يعني هتعمل إيه مع ناريمان؟ تتجوزها وتكتب الولد باسمك؟"

كريم برفض مطلق: "لا طبعًا مش هعملها."

مؤمن بفضول: "أمال هتعمل إيه؟ ماهو مش هينفع نفضل متمسكين بأخلاقنا طول الوقت مع ناس زي دي."

كريم بإصرار: "ومش الصح إننا نفقد أخلاقنا ونتعامل بحقارتهم دي. 'إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم'، لكن مقالش العبوا بحقارتهم وهتنتصروا. أنا واثق إن ربنا هينصرنا بأخلاقنا إحنا." (بص لسيف) "هل انت مستعد تضرب جيسيكا ولا تقتلها ولا تخلي رجالته يغتصبوها علشان تجاوب أسئلتك؟"

سبيدو بدفاع: "رجالتي مش هيغتصبوها، هيخوفوها بس."

كريم تجاهله ونظراته لسيف: "جاوبني، مستعد لإيه؟"

سيف دور وشه بعيد: "معرفش يا كريم، بس برضه مش مستعد أخسر بيتي واسمي وسمعتي وشركتي وحياتي كلها. أنا مش عارف إيه التصرف الصح، تمام؟ انت قولي المفروض أعمل إيه؟"

كريم بتفكير: "أعتقد هي هتتكلم عاجلًا أم آجلًا، لكن المهم خليل يفضل تحت عنينا ونشوفله طريقة نخلص منه بيها. بس الأهم حاليًا، مراتك تكون في بيتك مطمن عليها. فروح رجّع مراتك بيتك، وعرّفها الحقيقة كاملة. ما تستهونش باللي هي عرفته وسمعته لأنه مش هين ولا سهل، ولا تراهن على حبك زي ما مؤمن قالك. لأن كلنا بيجي علينا لحظات غباء بنراهن غلط."

قبل ما يعلق، الباب اتفتح وخرج واحد من رجالة سبيدو، بص لهم: "هي طالبة سيف باشا تتكلم معاه."

سيف هيتحرك، بس سبيدو مسك دراعه وقفه وبص للراجل بتاعه: "قولها الباشا مشي، هتتصل بيه وتبلغه، ولما يفضى هيبقى يجيلك."

سيف بضيق: "ما نخلص منها؟"

سبيدو برفض: "لا طبعًا، خليها تحس إنها مش مهمة عندك، والدنيا مش واقفة عليها، فتحاول تكون مهمة وتقولك كل حاجة بالتفصيل. سيبها على أعصابها." (بص لزميله) "ادخل عندها بلغها." (وقّفه ونبّهه) "محدش فيكم يأذيها، بس خلوها دايمًا مرعوبة ومترقبة حاجة تحصل."

مشوا بعدها كل واحد من طريق، كريم ومؤمن رجعوا البيت وكان حسن المرشدي في انتظارهم: "وصلتوا لإيه ولا عملتوا إيه؟"

كريم رد بإحباط: "ما وصلناش، يدوب قابلنا سيف وعرفنا إن البنت دي مزقوقة عليه من خليل الورداني. انت تعرف الراجل ده؟"

حسن بتفكير: "الاسم مش غريب عليا، أعتقد إنه كان رجل أعمال هنا زمان وكان على علاقة بعز الصياد نفسه، بس مرة واحدة أعلن إفلاسه وسافر ومحدش عرف عنه حاجة بعدها. سيف قالكم إيه سر عداوته مع أبوه؟"

نفوا الاتنين بعدها حسن غيّر الموضوع: "المهم بفكر نعمل مؤتمر صحفي كبير نقول فيه اللي حصل كله، وإزاي خدروك وإزاي الحمل حصل. أنا ده رأيي، لو عندكم رأي تاني قولوه؟"

الاتنين بصوا لبعض بحيرة وكريم علق: "مش وقته المؤتمر ده دلوقتي، خلينا محتفظين باللي وصلناله دلوقتي ونعلن عنه في الجلسة الجاية وبعدها المؤتمر."

مؤمن أكد: "فعلًا خلي ناريمان مطمنة إنها كسبانة القضية."

حسن نبههم: "خلوا بالكم إن النسب في مصر مش بيسقط، يعني ابنك يا كريم حتى لو الحمل مش شرعي يا ابني."

كريم اتنهد بأسف: "يعني المفروض أعمل إيه يا بابا؟"

حسن بصله بحيرة ومعندوش رد: "مش عارف يا ابني صراحة أقولك إيه. على العموم فكروا وردوا عليا، يلا هسيبكم تشوفوا وراكم إيه."

انسحب وسابهم، وكريم طلع لأوضته عند مراته اللي استقبلته بحب وسألته عن يومه، فقالها ملخص اللي حصل مع سيف: "بس يا ستي ده كل اللي حصل."

قعدت جنبه بحيرة: "تتوقع همس هتفضل زعلانة منه؟ ولا هتصالحه؟ وهل هي حقها تزعل أصلًا؟ يعني موضوع قديم زي ده يديها الحق تزعل؟"

كريم بحيرة: "مش عارف صراحة يا أمل، يعني أنا قولتله كنت قولتلها من زمان، بس قالي هقولها إيه وإزاي؟ فلقيت عنده حق، يعني كان هيقولها إزاي؟ معلش أنا في واحدة زمان خدرتني واتهمتني باغتصابها ومش عارف ليه ولا إزاي؟"

أمل بتفكير: "فعلًا كان هيقولها إزاي؟ بس معقولة بظهور حاتم ده في حياته مفكرش فيها؟ كان قالها وقت ظهوره."

كريم: "أيوه يقولها إزاي يعني؟"

أمل وقفت بتعب: "مش عارفة يا كريم، المهم ربنا يصلح ذات بينهم يا رب ويألف بين قلوبهم، ده اللي أقدر أعمله."

كريم وقف وشدها لحضنه: "أيوه برافو عليكِ، ادعيلهم ربنا يصلح ما بينهم لأن سيف بجد حد كويس وشخصية محترمة جدًا ويستاهل إن همس تصالحه وتقف جنبه، لأني أعتقد لو هي بعدت مش هيسامحها على بعدها ده."

أمل اقترحت: "تحب أكلمها؟"

كريم بص لها شوية يوزن الأمور: "هتقوليلها إيه؟ اقفي جنب جوزك؟ أعتقد الأمور دي لازم تكون نابعة من جوه الواحد، ياخد قرار بنفسه. بعدين هل علاقتك بيها قريبة لدرجة تتدخلي في أمور خاصة بالشكل ده؟"

أمل: "مش عارفة هل هتتقبل مني ولا لأ، بس صراحة مش بحب أي اتنين عشاق يتفرقوا عن بعض. سيف وهمس بيعشقوا بعض."

كريم باستغراب: "طيب ما مؤمن ونور اتفرقوا، ليه محاولتيش تصلحي بينهم أكتر من كده؟"

أمل بصتله كتير قبل ما تجاوبه: "انت شايف إن نور بتعشق مؤمن؟ أنا أصلًا بدأت أشك إنها كانت بتحبه أساسًا من البداية. مش عشق، الحب نفسه البسيط مش موجود، وصراحة مؤمن ما يستاهلش واحدة يدوب تحبه. مؤمن إنسان كويس جدًا وجدع جدًا، يستاهل يتحب أكتر من كده، يستاهل العشق يا كريم، ما يستاهلش واحدة زي نور اللي عادت الكل، ده حتى ابنها مش حاسة إنها بتحبه. ولا انت رأيك إيه؟"

كريم أيد كلامها: "في دي عندك حق، مؤمن يستاهل يتحب بجد. طيب أنا وانتِ يا أمل، بنحب بعض ولا بنعشق بعض؟"

أمل ابتسمت ولفت إيديها الاتنين حوالين رقبته: "لو في حاجة بعد العشق، فدي أنا وانت يا حبيبي. إحنا خارج المقارنة مع باقي البشر."

ابتسم وضمها لقلبه يدعي ربنا إنها تفضل دايمًا في حضنه ومعاه ورفيقة دربه.


سيف فضل في عربيته كتير مش عارف يعمل إيه ولا يتصرف إزاي، فأخيرًا قرر يسمع نصايح أصحابه وطلع على بيت نادر يجيب مراته. خبط ولحظات ملك فتحت الباب، ابتسمت ورحبت بيه، فهو بحرج: "كنت عايز أشوف همس لو صاحية يا ملك؟"

ملك بحرج: "آسفة يا سيف بس همس مشيت مع عمي وطنط."

سيف باستغراب: "مشوا فين؟ راحوا عند بدر يعني؟"

نفت بسرعة: "لا، سافروا المنصورة. همس كانت محتاجة تبعد شوية وتريح أعصابها وتخرج من الجو بتاعنا ده، فأبوها أخدها، قالت يوم أو يومين وهترجع."

سيف حرك دماغه بتفهم وبيرجع لورا: "تمام، متشكر يا ملك وآسف لو أزعجتك."

ردت بسرعة: "إزعاج إيه بس يا سيف، إحنا أهل وعيلة، ويارب يزيح الغمة دي بسرعة."

أمن على كلامها: "يارب يا ملك، يارب. يلا مش هعطلك أكتر من كده."

ملك وقفته: "سيف" (بصلها) "مبروك على حمل همس. كان نفسي أباركلكم في ظروف أحسن من دي بس معلش، أزمة وهتعدي بإذن الله."

ابتسم بأسف: "الله يبارك فيكِ، هو الكل عرف؟"

ملك وضحتله اللي حصل وهو شكرها مرة أخيرة ونزل من عندها مش عارف يعمل إيه، فقرر يروح على الشركة.


بدر في مكتبه، الباب خبط ودخلت عنده حنان وسابت الباب موارب بناء على طلب بدر اللي دايمًا بيرفض إنها تقفل الباب وراها لما تدخل عنده. كانت بتعرض عليه أوراق وملفات ويمضي عليهم.

هند بعد ما عرفت بسفر أبوها وأمها مع همس فكرت تروح الشركة عند بدر ويخرجوا يتغدوا بره هربًا من كل الضغوطات اللي حواليهم. كل الدنيا مضغوطة حواليهم، نوعا ما خافت يكون بدر ندم إنه اشتغل في الشركة مع سيف، فهي محتاجة تتكلم معاه لوحدهم. وصلت الشركة وطلعت لمكتبه، كان الباب موارب.

حنان ساندة على المكتب ولمحت هند واقفة بره الباب فبصت لبدر: "انت ليه مش بتبصلي وانت بتكلمني؟"

بدر باستغراب: "أفندم؟"

أكدت بدلع: "عينيك مش بتخليهم يجوا في عيني ليه؟ بتخاف مني؟"

هنا بدر بص لعينيها: "أخاف منك ليه إن شاء الله؟"

حنان بإغراء: "تضعف أو حتى أنا أضعف وأعمل حاجة زي كده."

قربت منه مرة واحدة ولمست شفايفه يدوب، وهو اتصدم من تصرفها يدوب بيبعدها عنه، بس هند فتحت الباب بعنف: "بدر؟"

بدر بصلها بصدمة تانية وقبل ما ينطق هند مشيت من قدامه، فهو زق حنان بعيد وطلع ورا هند بسرعة يحاول يوقفها. مسكها قدام الأسانسير، مسكها من دراعها بعنف: "هند، انتظري!"

بصتله ومسحت دموعها: "نعم يا بدر، قاطعتك؟ سوري."

ضغط على دراعها: "أنا اتفاجئت باللي هي عملته زيك بالظبط. انتِ عرفاني كويس يا هند."

بصتله وهي مش عارفة تفكر: "إيه اللي يخلي واحدة تتجرأ على راجل بالشكل ده؟"

بدر بحيرة: "معرفش صراحة، بس هي كده جابت آخرها في الشركة و..."

قاطعهم جرس إنذار وكذا حد من رجال الأمن اللي شبه اقتحموا المكان، فبدر شد هند على جنب، بس رئيس الأمن وقف قصاده: "الإنذار جاي من مكتبك أستاذ بدر."

بدر استغرب واتحرك بسرعة ناحية مكتبه معاهم، وهناك كان في اتنين من موظفي الأمن ماسكين حنان اللي استنجدت ببدر: "أستاذ بدر، قولهم إني شغالة معاك وسكرتيرتك الخاصة."

بدر واقف مش فاهم أي حاجة بتحصل ومش عارف ليه الإنذار رن وبناء على إيه؟

هند واقفة متابعة وزيه مش فاهمة أي حاجة، بس كون إنهم ماسكين البني آدمة دي بالشكل ده، فهي مبسوطة.

مدير الأمن سأل بدر: "هل هي مسموح لها تدخل الملفات في المستوى الأول؟ ولو مسموح لها ليه مش عارفة الباسورد؟"

بدر بصلها بحيرة: "لا، مش مسموح لها طبعًا." (بدر بصلها باستنكار وراح للاب بتاعه بيقلب فيه) "انتِ حاولتِ تدخلي على الملفات دي ليه؟"

حنان بتوتر: "كنت براجع الـ..."

قاطعها بدر: "تراجعي الملفات اللي بديهالك في إيدك، لكن حاجة على اللاب بتاعي فمش مسموح لك أصلًا تفتحيه ولا تلمسيه." (مرة واحدة باستيعاب) "ولا ده كان غرضك من الفيلم اللي عملتيه؟ إني أخرج من مكتبي؟"

لمح فلاشة صغيرة شالها من اللاب بسرعة: "الفلاشة دي مش بتاعتي، هي كانت بتحاول تنسخ الملفات. تعاملوا معاها أو بلغوا سيف، شوفوا إيه المفروض يتم؟"

مدير الأمن شاور لرجالته ياخدوها وبص لبدر: "هنبلغ الباشمهندس سيف باللي حصل، فياريت حضرتك تفضل متواجد لحد ما يوصل، بعد إذنك." (قبل ما يخرج بصله بعتاب) "ياريت حضرتك ما تسيبش اللاب مفتوح وحضرتك بره المكتب."

بدر وافقه بهزة من رأسه وراقبه لحد ما خرج من المكتب وقفل وراه الباب، بعدها قرب من هند: "هند حبيبتي، اللي حصل النهاردة ده أول مرة يحصل وعمرها ما تمادت معايا قبل كده، انتِ مصدقاني صح؟"

بصتله كتير قبل ما تجاوبه، بعدها هربت من نظراته: "أنا مش عارفة يا بدر، مش عارفة أصدق إيه؟ أنا شُفتها بتبوسك يا بدر، بتقرب منك، بتلمسك، عايزني أفكر إزاي؟"

مسك دراعها: "إنها فرضت نفسها عليا، أنا اتفاجئت باللي هي عملته زيك بالظبط ويمكن أكتر، أرجوكِ صدقيني."


سيف وصل الشركة، قابله مدير الأمن وحكاله ملخص اللي حصل، فطلب منه يروح يفتش مكتب بدر بشكل دقيق جدًا لاحتمالية إنها تكون زرعت أي أجهزة فيه.

كلم مريم تبلغ بدر وتطلب منه يجي لمكتبه، بعدها كلم كريم وحكاله اللي حصل، فكريم بلغه إنه هيجيله بسرعة يشوف بنفسه الفلاشة ويشوف الوضع إيه.

الباب خبط، كان بدر، فقام سيف بسرعة من مكانه استقبله واتفاجئ بوجود هند. سلم عليها ودخلوا، قعدوا مع بعض وسيف بهدوء: "انت مكنتش عجباك حنان دي من أول يوم، ياريتك مشيتها من ساعتها."

بدر بأسف: "ياريت، بس قرار إن الواحد يقطع عيش حد مش سهل للأسف، بخاف منه. بعدين آه، هي شخصية مش مظبوطة، بس عمري ما تخيلت إنها خاينة."

هند بتهكم: "أمال تخيلت إيه؟ ولا كانت عجباك في إيه؟"

سيف ابتسم لما لاحظ غيرة هند واتدخل: "لا يا هند مكنتش عجباه نهائي، بس مع كفاءتها وضغط الشغل اضطرينا نتحملها."

هند بغيظ: "أصلًا مش عارفة الواحد كان ممكن يعمل فيها إيه لو محصلش اللي حصل ده واتقبض عليها، الواحد كل ما يفتكر شكلها وهي بتقرب منه ببقى عايزة أخنقها."

سيف باستغراب: "بتقرب منه إزاي؟"

الاتنين بصوله باستغراب، فهو وضح: "أنا كل اللي عرفته إنك كنت بره المكتب وهي حاولت تدخل لملفاتك لأن اللاب مفتوح بس كده."

بدر شرحله اللي حصل، وهو سمع مصدوم قد إيه الناس دي حقيرة، مستعدين لأي شيء علشان يوصلوا لغرضهم. إن كانت جيسيكا اللي اتهمته بالاغتصاب، ولا ناريمان اللي حملت من كريم بطريقة قذرة، ولا دلوقتي حنان اللي استغلت وجود هند علشان تخرجه من مكتبه واللاب مفتوح وتقدر تنسخ ملفاته. انتبه على بدر: "عمري ما تخيلت حد بالوقاحة دي."

سيف بأسف: "إزاي بقى؟ مش شذى حاولت تقتل همس انتقامًا لكرامتها؟ وجيسيكا اللي جاية تتبلى عليا علشان تدمر سمعتي؟ ولا ناريمان اللي راحت ترفع قضية نسب على كريم المرشدي؟"

هند باهتمام وفضول: "هو صح يا سيف انت تعرف جيسيكا دي؟ همس منهارة، وماما كلمتني قبل ما يسافروا قالت إن حالتها صعبة."

سيف بأسف: "جيسيكا كانت معايا بره في أول سنة سافرت فيها، دي معرفتي بيها. لكن طبعًا كل اللي قالته ده كذب، أنا عمري ما حبيت ولا اتجوزت غير همس وبس يا هند. جيسيكا واحدة بحقارة حنان وناريمان."

بدر حاسس بوجع سيف ومقدره: "طيب اتكلم مع همس وفهمها الوضع إيه. يعني هي لسه صغيرة، ما مرتش بتجارب كتير، وصراحة العالم بتاعك كبير وصعب أوي عليها يا سيف، فمعلش استحملها واصبر عليها."

سيف ابتسم بحزن: "ما أنا صابر، ومش في إيدي أصلًا حاجة أعملها غير الصبر." (بصله بتأثر واتكلم بتردد) "بدر، لو فكرت تسيب الشركة وترجع المنصورة لشغلك وشقتك وحياتك، فأنا متفهم ده. انت مش ملزم بالشغل معايا، لو أخدت القرار ده فأنا بجد متفهمه وهساعدك ترجع شغلك انت وهند."

بدر وهند الاتنين بصوا لبعض باستغراب، بعدها بدر علق باستنكار: "إيه اللي بتقوله ده يا سيف؟"

سيف اتنهد بتعب ووقف بتوتر وغضب مكبوت حسوه من صوته: "اللي بيحصل مش سهل ولا بسيط، ولو مراتك مش متفهمة كانت هتبقى مصيبة. لو همس مثلًا اللي كانت مكانها كانت هتقلب الدنيا ومش هتفكر بعقلها، دي زعلانة من واحدة ظهرت في حياتي من قبل ما أعرفها هي بخمس سنين، فأه يا بدر لو عايز تسيب الشركة هتفهم ده وهنفضل إخوات وحبايب."

بدر وقف وقرب منه: "بغض النظر إني حابب شغلي هنا يا سيف، واعتقد إن حياتنا هنا أنا وعيلتي أفضل بكتير من المنصورة، وخصوصًا أنس اللي بدأ صفحة جديدة هنا وحياة جديدة، لكن أنا ما اتعودتش أبدًا انسحب من معاركِ ولا بستسلم بسهولة ولا بخاف بسهولة. فلا يا سيف مش عايز أسيب الشركة ولا هسيبك انت في وسط كل اللي بيحصل ده، واعتقد هند رأيها من رأيي" (بصلها) "ولا عندك رأي تاني يا هند؟"

هند وقفت زيهم: "معنديش رأي تاني فعلًا، حياتنا هنا أفضل من هناك ده شيء مش هينفع ننكره أو نتجاهله" (قربت من سيف وقفت قصاده) "همس أه مجنونة يا سيف، ورد فعلها مجنون جدًا، بس لما بتهدى وتفكر بعقلها هتلاقيها وصلت لقرار صح. غير إن في نقطة مهمة أوي، معرفش انت واخد بالك منها ولا ناسيها."

بصلها باستفسار، فهي وضحت: "همس مش بس بتحبك، همس بتعشقك وبتغير عليك بطريقة مجنونة، فاطمن هي لا يمكن تاخد أي قرار فيه البعد عنك. فهي حاليًا محتاجة تبعد ترتب أفكارها، ومش بعيد تلاقيها النهاردة بتقولك تعال خدني، أو تنط في أي ميكروباص وتلاقيها في البيت. هي مجنونة وسبق وعملتها لما جاتلك هنا الشركة ولا نسيت؟ ودخلت قالت هقتلكم مدير الشركة" (ابتسم للذكرى وهي كملت) "فطمن قلبك وبعدين هونها تهون."


همس دخلت أوضتها مباشرة بعد ما وصلت بيت أهلها ، وتقوقعت جوه سريرها متخيلة إنها هتعرف ترجع لهمس القديمة قبل ما تعرف سيف. لكن بمجرد ما غمضت عينيها، عقلها بيرجع لها شريط حياتها مع سيف، تعارفهم، خناقهم، هزارهم، ارتباطهم، شهر عسلهم، كل التفاصيل اللي مرت بيهم. وفي النهاية اكتشفت إن قلبها بيوجعها من مجرد فكرة البعد عنه. اشتاقت له واشتاقت لحضنه، حاولت تفكر في موضوع جيسيكا يمكن تفضل زعلانة منه، بس مش عارفة.

الباب خبط ودخل أبوها عندها، فاتعدلت ومسحت دموعها، وهو قعد جنبها: "انتِ عارفة أنا ليه جبتك هنا؟"

همس بحيرة: "لأ ليه؟"

ابتسم وربت على شعرها بحب: "علشان تعرفي إن مكانك في بيتك وبس. انتِ عايزة تهربي لهنا متخيلة إنك لو جيتي هنا هترجعي زي زمان، تدفني نفسك في أوضتك وتنسي العالم بما فيه بره الأوضة دي، بس دلوقتي ده مش هيحصل يا همس."

تمتمت بعياط: "ليه مش هيحصل؟"

جاوبها ببساطة: "علشان روحك اندمجت مع روح تانية، فمعدش ينفع الروحين دول يعيشوا بعيد عن بعض. مكانكم جنب بعض ومع بعض."

بصتله باستغراب: "مهما يحصل منه؟"

ابتسامته دافية ومليانة حنية: "وهو إيه اللي بيحصل منه؟ نادر قالي كل اللي اتقال النهاردة في المحاكمة وكل اللي سمعته مكنش جديد عليا، وكلها حاجات عملها علشانك، بغض النظر عن التشويه اللي عملوه. الشيء الوحيد الجديد كان البنت اللي طلعت وقالت إنه متجوزها، ولو سيف قال كدابة فأنا مصدقه. سيف مش كداب، سيف لو تفتكري فرح أخوكِ لما جه قال لوالدتك إنه بيحبك ومستعد يتجوزك، ما تجملش ولا لف ودَار، فهو شخص صريح جدًا، مش بيخاف علشان يلجأ للكدب. اللي بيكدب بيخاف، وهو مش خواف، فلما يقول كدابة أنا واثق إنها كدابة."

همس مسحت دموعها: "ولو كان..."

قاطعها أبوها بسرعة: "حتى لو كان يعرفها أيًا كانت المعرفة دي نوعها إيه، فده شيء قديم من سنين مالكيش تحاسبيه عليه. تحاسبيه من يوم ما حط في إيدك دبلته وشيّلك اسمه يا همس."

هنا دخلت فاتن: "بس يا خاطر، لو كان يعرفها مش كان المفروض يقولها؟"

خاطر بصلها: "مين فرضه؟ ليه يقول موضوع منتهي ومقفول وممكن يأذي الطرف اللي قدامه؟ وبعدين ربنا حليم ستار. يعني لو عبد غلط وربنا ستره ما أروحش أفضحه بعد كده، فما بالك هو يفضح ستر ربنا عنه؟ مش البنت دي عرفها من سنين؟ يبقى خلاص إحنا أولاد النهاردة. أنا شايف قدامي شخص محترم، أخلاقه عالية، راجل يعتمد عليه، بيعشق بنتي، صراحة مش عايز أكتر من كده. ماضيه لا يعنيني."

همس باعتراض: "بس يا بابا..."

قاطعها تاني بإصرار: "همس حبيبتي، لو في حاجة انتِ عارفاها عن جوزك ممكن تشوه صورته في عيني أو عين والدتك ما تقوليهاش يا بنتي. بصي يا روحي، انتِ هتصالحيه وهتنسي، لكن إحنا مش هننسى، فطالما انتوا كويسين مع بعض استروا عيوب بعض. كوني ستر وغطا عليه زي ما هو ستر وغطا عليكِ. طالما هو كويس معاكِ فاظهريه دايمًا بشكل كويس قدام الكل، فهماني؟"

هزت دماغها بتفهم وسكتت، وفاتن قربت باعتراض: "انت بتسكتها ليه يا خاطر؟ يعني لو مكنتش تفضفض معانا تفضفض مع مين؟"

خاطر بتأكيد: "تفضفض براحتها، لكن هي الفضفضة دي ما تنفعش غير بذكر عيوبه؟" (بص لهمس) "قوليلي يا همس، عيوب سيف كزوج معاكِ إيه؟ فضفضي وقوليلي كل اللي بيضايقك منه؟"

همس حاولت تفكر في عيوب لسيف ونطقت أول حاجة جت في بالها: "عصبيته وحشة."

خاطر: "طيب وهل لما بيتعصب بيشتمك؟ بيمد إيده عليكِ؟ بيكسر البيت فوق دماغك؟ بيتعصب ماشي، بس بيعمل إيه؟ أعتقد إنه من النوع اللي بينسحب وقتها من أي نقاش، صح؟"

همس وافقته بإيماءة بسيطة، فهو كمل: "طيب لو قولتلك قوليلي مميزات سيف؟" (بص لمراته) "ساعتها هتفضل تتكلم لبكرة عن مميزاته. فلما الإنسان تكون مميزاته طاغية على عيوبه" (بص لبنته) "يبقى نتحمل عيوبه يا بنتي ونتعامل معاها وما ننساش الحلو. الكمال لله وحده."

قام وقف وباس راسها: "اهدي وارتاحي ونامي شوية وبعدها نشوف هنعمل إيه. ارتاحي النهارده يا حبيبتي."

قبل ما يخرج وقف قصاد فاتن: "وانتِ قبل ما تقعدي معاها تقرريها افتكري لما جالك هنا يوم كتب كتاب ابنك ومهنش عليه تفضلي لوحدك، ولا هان عليه زعل نادر وجه شالك لفرح ابنك. ده سيف اللي حبيتيه من أول يوم دخلنا مكتبه وما رضيش يحرجنا ولا يردنا خايبين، اللي جه يوم ما عملتي القصة الخايبة بتاعت العريس وجه هنا قال همس تخصني يا عمي، اللي يوم فرح هند وقف معانا وماسبناش لحظة بالرغم من الحادثة اللي عملها، اللي حارب الكون كله ولسه بيحارب للحظتنا دي علشان يفضل معاها وعلشانها. فما ينفعش نعلق له مشنقة علشان غلطة الله أعلم أصلها إيه عملها من سنين فاتت. فأنا مش عايز أعرف جيسيكا دي مين ولا عملت إيه ولا قصتها إيه. أنا يهمني سيف اللي حطيت إيدي في إيده وسلمته بنتي وأنا واثق كل الثقة إنه هيشيلها جوه عنيه."

(بص لبنته تاني بتحذير) "وخلي بالك إن جوزك حاليًا في أزمة وحرب ربنا يخرجه منها على خير، فلو ده رد فعلك وهتسيبيه وتهربي، فصراحة أنا هقولهالك، ما تستاهليش حبه الكبير ليكِ، ولا تضحياته، ولا تعبه، ولا كل اللي عمله علشانك."

سابهم وخرج، وفاتن قعدت جنب بنتها وكلام جوزها كله صحى ذكريات كتيرة فيها، ولقت نفسها بتقول لبنتها: "أبوكِ عنده حق يا همس. أنا بحب سيف زي ما بحبك وبحب هند ونادر، ومش هنسى أبدًا دخلته عليا يوم كتب الكتاب ولا إني رميت نفسي في حضنه أعيط يومها، ولا كل اللي عمله، فأبوكِ عنده حق يا بنتي."

فاتن سابتها وخرجت وهي قعدت مسكت موبيلها وصلتها رسالة من هالة فتحتها ولقت نفسها بتفتح صورها هي وسيف ، ليه واحشها زي ما يكون غايب من سنين ؟ ليه مفتقداه بالشكل ده ؟ 

حاولتوتصرف عقلها عنه وفتحت الفيس تقلب فيه ، عجبتها صورة لايدين حاضنين بعض اخدتها وشاركتها في صفحتها وكتبت عليها (( كل ذنبى انى عشقت ولكن العشق لى كان بمراحل حروفه المهلكه لروحى 

فالعين هى عجز وعناء

والشين هى الشقاء للوصول إليك 

والقاف هو قدرة وقوه عشقنا للوصول لبر الأمان وسط الرياح والعواصف العاتيه الهوجاء 

كل ذلك فاتوره ادفعها من روحى لذنب لم ارتكبه ولكن كل ذنبى انى عشقت.))

خصصتها بحيث محدش يشوفها غير الاصدقاء فقط وهي معندهاش اصدقاء كتير غير المقربين منها اوي ولو قلبها طاوعها كانت خصصتها لواحد بس لكن خلتها للاصدقاء . 


كريم ومؤمن وصلوا عند سيف وراجعوا برامجه وأجهزته وبرامج الحماية واطمنوا إن كل حاجة تمام، بعدها كريم بص لسيف بابتسامة فخر: "قولتلك مأمن كل حاجة، مجرد محاولة لفتح ملفات قلبت الدنيا، محدش هيقدر يشوف أي حاجة إحنا مش عايزينه يشوفها."

مؤمن أكد: "بالفعل يا سيف، الدنيا أمان ما تقلقش."

سيف حط قدامهم موبيل حنان والفلاشة: "ده موبيل البنت، تعرفوا تشوفوا بتكلم مين؟ ودي الفلاشة اللي كانت معاها."

مؤمن أخد الموبيل وصله بالجهاز عنده وبعد شوية: "الرقم ده بتكلمه باستمرار، هحاول أعرفلك ده رقم مين."

كريم فحص الفلاشة باللاب بتاعه، بعدها شرح له: "دي مجرد سلمة تسمح للدخول للجهاز، بس طبعًا بما إن الطرف الثاني مش محترف زيي، معرفش يتخطى أجهزة الحماية بتاعتي، وحاليًا هنعكس وظيفتها وبدال ما هي اتعملت علشان تتجسس علينا، إحنا هنتجسس عليهم. اديني لحظة أعرف أتخطاه المتخلف ده."

سيف راقبه بفتور وإرهاق ، وصله اشعار من الفيس ان همس نشرت حاجة فتحها بفضول وقرأ اللي هي كتباه ، قرؤه كذا مرة ، هل ندمانة انها حبته ؟ هل هو غلط لما دخل حياتها بكل مشاكله ؟ هل الصح دلوقتي يسيبها تكمل حياتها من غيره ؟ 

انتبه من افكاره على كريم  بيكلمه بحماس: "بعتلك على موبيلك لوكيشن الشخص اللي حاول يقتحم شركتك، يلا بينا نروح له؟"

سيف قفل موبيله حطه في جيبه وبصله بهدوء: "نروح له نقوله إيه؟"

كريم باستغراب من فتور سيف: "نطربقها فوق دماغهم، انت فيك إيه يا سيف؟ أمال هتعديها كده؟"

مؤمن بتفكير: "لا يا كريم، سيف عنده حق. هنروح نقولهم إيه؟ الفلاشة أهي وكشفنا البت بتاعتكم؟ لازم نكون أذكى من كده."

كريم بانتباه: "ماشي نكون أذكى، نعمل إيه؟"

الفصل الواحد والسبعون من هنا

تعليقات



×