رواية عشق تحت القيود الفصل السادس
في منزل كمال، أضاء الليل بوهج خافت، حيث عكست أضواء الفيلا الكبرى مزيجًا من الظلال والأنوار. توقفت سيارة وسام أمام المدخل الواسع، ومع كل نبضة قلبها المليئة بالتردد، جمعت شجاعتها ونزلت من السيارة بخطوات ثابتة. بعد لحظات وقفت أمام الباب الكبير، ثم قرعت الجرس. لم يمض وقت طويل حتى فتح كمال الباب.
كمال:
(يستقبلها بابتسامة واسعة، ونبرة هادئة تحمل خبثًا مستترًا)
"أهلاً وسام... أخيرًا قررتِ تخطي الخطوة. دخلتي النهاردة لعالم مختلف تمامًا."
وسام:
(بصوت منخفض مليء بالتردد)
"شكرًا على استقبالك... مش متأكدة إذا كنت عملت الصح ولا غلط."
كمال:
(بهدوء غامض، يشير لها بالدخول)
"مفيش داعي للقلق دلوقتي. الفيلا دي هتبقى بيتك الجديد... طبعًا، بس بشروطي."
دخلت وسام بخطوات ثقيلة تتبع كمال إلى الداخل. كانت الفيلا ضخمة، بتفاصيلها الفاخرة التي تنطق بالفخامة. رغم الجمال الظاهر، إلا أن الأجواء كانت تحمل ثقلًا خفيًا وكأن المكان يخفي أسرارًا عميقة.
كمال:
(يخطو بجانبها ببطء، بنبرة حاسمة)
"دلوقتي بقى... دورك هنا مش مجرد شغل. هتكوني الخدامة ، لكن الموضوع أكبر من كده بكتير. شغلك فيه تفاصيل أكتر من مجرد تنظيف."
وسام:
(تتوقف فجأة وتنظر حولها بعيون قلقة)
"إيه المطلوب مني بالضبط؟"
كمال:
(يتقدم بخطوة، بنبرة أكثر جدية)
"هتكوني عيني في المكان. كل شيء يحصل هنا لازم يوصلني، وهتنفذي أوامري بالحرف. مفهوم؟"
وسام:
(بنبرة متمسكة بآخر خيوط قوتها)
"ولو رفضت؟"
كمال:
(يبتسم ببرود، ونبرة صوته تحمل تهديدًا غير مباشر)
"الرفض مش اختيار مطروح، ياوسام. قبولك بالشروط هو التذكرة الوحيدة عشان تكوني هنا والا مش هيكون ليكي لا ف قصري ولا ف اي مكان ف الدنيا"
أغمضت وسام عينيها للحظة، غارقة في دوامة مشاعر مختلطة بين الخوف والضياع. كانت تدرك أن الخطوة التي اتخذتها قد دفعتها إلى عالم مظلم مليء بالتحديات، حيث لا مكان للعودة إلى الوراء.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
داخل المكتب الفخم، جلس كمال على كرسيه الكبير، وجهه يحمل ملامح انزعاج واضح، بينما كانت داليا تقف أمامه بثبات. صوتها كان هادئًا ولكنه مليء بالثقة، تحاول إقناعه بفكرة لم يكن على استعداد لقبولها بسهولة.
داليا:
(بنبرة متأنية وثقة، وهي تنظر إليه مباشرة)
"كمال، أنا عارفة إن فكرة وسام مش عاجباك، بس اسمعني. إحنا نقدر نستغلها بطريقة تخدم مصلحتنا. هي مش مجرد خدامة زي ما إنت شايف."
كمال:
(بنظرة حادة ونبرة صارمة، وهو يتكئ إلى الخلف)
"داليا، أنا مش مقتنع. وسام دي ملهاش أي قيمة. بتكلمي عن شخص مش هيضيف حاجة. إزاي تشوفي فيها أكتر من مجرد خدامة؟"
داليا:
(تقترب منه، وتحاول أن تتحكم في دفة الحوار)
"كمال، وسام مش مجرد خدامة. وجودها في بيتي هيخليني دايمًا قريبة منها، وأراقب كل تحركاتها. أنت مش ملاحظ إنها بتاثر على عادل؟ قربها منه خطر، وأنا مش هسمح بده. لو جت هنا، هقدر أتحكم فيها وبعادل في نفس الوقت."
كمال:
(بصوت متحفظ، وهو يضع يديه على المكتب)
"يعني كل ده عشان عادل؟ إنتي شايفة إن الموضوع هيستاهل، وإني أخاطر بكل ده عشان أراقب شخص زيها؟"
داليا:
(بنبرة أكثر ثقة، مع ابتسامة ماكرة)
"أيوة، بالضبط. عادل بيتصرف بطريقة غريبة في الفترة الأخيرة، وأنا حاسة إن ليها علاقة بالموضوع. وسام ممكن تكون نقطة ضعف بالنسبة له. وجودها هنا هيخليني أقدر أراقبهم هما الاثنين، وأتصرف في الوقت المناسب لو لزم الأمر. بدل ما تكون بعيدة عن عيني،."
كمال:
(يغمض عينيه للحظة، كأنه يفكر بعمق)
"يعني الخطة كلها عشان تراقبي وسام وتتحكمي ف عادل؟ بس لو حاجة خرجت عن السيطرة، إنتي هتكوني المسؤولة."
داليا:
(بابتسامة واثقة، وهي تضع يدها على المكتب)
"متقلقش، أنا عارفة أنا بعمل إيه. وجودها هنا هيكون مجرد خطوة أولى في خطتي، وكل شيء هيبقى تحت السيطرة."
غادرت داليا المكتب بعدما شعرت بأنها استطاعت إقناع كمال، ولكن داخل عقلها كانت تحمل نوايا أبعد مما أوحت به كلماتها. هي لم تكن تسعى فقط للتحكم في وسام، بل أيضًا لضمان أن عادل لن يتمكن من الخروج عن سيطرتها. أما كمال، فقد ظل واقفًا بجانب نافذته، يفكر بتمعن، يعلم أن اللعبة التي بدأتها داليا قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
مكتب كمال
المكتب مضاء بضوء خافت، وكمال يجلس خلف مكتبه، يراقب عادل بعينين تحملان شيئًا من الشك. عادل يدخل بثقة، لكن جو الغرفة مشحون بالتوتر.
عادل:
(بلهجة حازمة، نظرته ثابتة نحو كمال)
"عايز أكلمك في موضوع مش هضيع فيه وقت،."
كمال:
(ببرود، يميل إلى الوراء في كرسيه، ينظر إليه لفترة طويلة قبل أن يتحدث)
"أنت فاكر إنك تقدر ترفض كل حاجة؟ ."
عادل:
(بنبرة حادة، يقترب خطوة للأمام)
. أنا مش صغير، مش هتتحكم في حياتي بالطريقة دي."
كمال:
(بتحدٍ، يحاول الحفاظ على هدوئه، لكنه يشير بطريقة خفية إلى أن هناك ما هو أكبر يتحكم في الأمور)
مش هتقدر تواجه كل شيء بنفسك."
عادل:
(يبتسم بشكل ساخر، يضع يده على المكتب)
"لو عايز تفضل تتحكم في كل شيء من وراء الكواليس، ده موضوعك لوحدك."
كمال:
(يحاول أن يخفف حدة الموقف بتغيير لهجته، لكن صوته يظل قاسيًا)
"إنت مش فاهم الصورة الكبيرة، وفي النهاية اللي هتواجهه مش هتقدر تتعامل معاه لو مش كنت جاهز."
عادل:
(يحاول ألا يظهر تأثره، ينظر له بعينين مليئتين بالصلابة)
"كل قرار هعمله هكون أنا المسؤول عنه. مش هتدير حياتي من وراء الكواليس بعد دلوقتي."
كمال:
(بصوت منخفض، محاولًا أن يتلاعب بالواقع من خلف الستار)
"خلينا نشوف الحياة هتثبتلك لو كنت جاهز، أو لو كانت قراراتك غلط."
عادل:
(ينسحب بهدوء، يترك كلمات مشحونة في الأجواء، بينما كمال يراقب بحذر، محاولًا أن يظل في الظل)
"أنا هعيش حياتي، ومش هخاف من مواجهة تبعات قراراتي."
كمال:
(يبقى جالسًا في مكانه، يفكر في ما يحدث بين عادل وداليا، بينما يخطط لمستقبله)
"هنشوف إزاي هتتطور الأمور."
❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة داليا
الغرفة مظلمة، الجو مشحون بالتوتر. عادل واقف قدام الشباك، عيونه على الظلام بينما داليا قاعدة على السرير، عيونها مليانة تحكم، لكن قلبها مش مطمئن. الجو بينهما مشحون وكأن كل كلمة هتكون معركة.
داليا (بصوت حاد، لكن جوّاها مشاعر مختلطة من الغضب والقلق):
"إيه اللي حصل لك يا عادل؟ كنت في إيدي زي الطين، كنت تحت سيطرتي طول الوقت. دلوقتي إيه؟ خلاص؟ إنتَ مش زي ما كنت."
عادل (مكمّل نظره على الشباك، صوته ثابت لكنه مش متوازن من جوّا):
" كويس انك اعترفتي بدا وبما انك شايفاني كنت زي الطين دلوقت بقولك خلاص ياداليا العلاقة اللي ملهاش مسمى دي لازم تنتهي."
داليا (بتتقدم خطوة نحوه بسرعة، عيونها مليانة غضب، بتحاول تسيطر عليه):
"وتفكر إنك هتقدر تخرج؟ ده بينا أكتر من كده. بينا تاريخ، بينا حياة، بينا كل حاجة. لو مش معايا، هتبقى لوحدك، ومش هتلاقي حد يقف جنبك."
عادل (بتنهد بصوت عميق، ثم بجدية شديدة):
" خلصنا، انتهت اللعبة."
داليا (بتحاول تسيطر على أعصابها، بتقترب منه أكتر):
"إزاي؟ بعد كل اللي كان بينا؟ فاكر هتقدر تبني حياة جديدة؟"
عادل (بصوت أقوى وأوضح، بيواجهها بعينيه بقوة):
"اللي بينا كان أكاذيب، ما كانش فيه شيء حقيقي. دلوقتي كل واحد فينا هيمشي في طريقه."
داليا (بتتراجع خطوة للخلف، لكن صوته في عيونها يدل على إن فقدت السيطرة عليه):
"وأنا مش هقبل ده! لو مش معايا، هتكون ضدي! مش هسيبك تخرج من حياتي كده."
عادل (مرفوع الرأس، صوته صارم وأكد مع كل كلمة):
"مفيش حاجة اسمها مش هقبل. أنا قررت، والقرار ده مش هيتغير. لو كنتِ شايفة إنك ملكتي حياتي، دلوقتي أنا عندي مفاتيح حياتي. مش هسمح لحد يمشيني ع مزاجه هتحدي كل حاجة حتى لو انتي ياداليا."
داليا (بتتراجع خطوة أخرى للخلف، مش قادرة تتقبل الموقف، لكن تحاول تسيطر على الغضب):
"لو مش معايا، هتندم يا عادل. "
عادل (بصوت هادئ لكن حاسم، بيغادر المكان):
"أنا مش هخاف من الوحدة. لو كانت دي حياتي، هعيشها براحتي، مش هعيش على حسب مزاج حد تاني. أنا اختارت الطريق ده، واللي مش عاجبه... ما عنديش حاجة أشرحها له."
عادل يطلع من الغرفة ببطء، والباب يصرّ مغلق ورا ظهره، بينما داليا وقفت مكانها، عيونها مليانة صدمة،
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في الممر الضيق في الفيلا، كانت الأضواء خافتة، والجو غارق في صمت ثقيل. عادل مشى بخطوات ثقيلة، وكان قلبه ينبض بسرعة غير طبيعية، كل كلمة قالها له والده وكل لحظة قضاها مع داليا كانت تتدفق في عقله. لكنه لم يستطع التخلص من مشاعر أخرى، مشاعر لا يستطيع مقاومتها تجاه وسام.
وصل إلى باب غرفتها، قلبه لا يكاد يتحمل الضغط. فتح الباب بهدوء، وكأن الهواء من حوله يعاند جسده، وهو يحاول التسلل داخله دون أن يصدر أي صوت.
عادل (بصوت هامس لنفسه):
"لازم أكون هنا. لازم."
الغرفة كانت مظلمة إلا من بعض الضوء الذي تسلل من خلال الستائر. وسام كانت نائمة، وجهها هادئ بشكل غريب، وكأنها لا تشعر بما حولها. عادل وقف على بعد خطوة منها، لا يستطيع أن يقرر ماذا يفعل، ولا كيف يواجه نفسه.
عادل (همس، أكثر إلى نفسه منها لها):
"وحشتيني اوي ياوسام"
وسام (استفاقت فجأة، وعينيها تلتقي بعينيه، كأنها شعرت بحضور غير مألوف):
"عادل؟ إزاي؟..."
عادل (يتنهد بمرارة، يحاول أن يخفف عن نفسه):
"كنت لازم آجي. مش قادر أهرب أكتر من كده."
وسام (تقرب منه قليلاً، عيونها مليئة بالأسئلة):
"أنت مش خايف من كل اللي ممكن يحصل لو حد شافك هنا؟" امشي عشان خاطري مش عايزة مشاكل
عادل (يعرف أن هذا هو الوقت الذي عليه أن يواجه فيه نفسه، يتحدث بصدق):
"أنا مش خايف من الناس، ولا من العواقب. خايف من نفسي لو سبتك."
وسام (تقترب أكثر، ولكن بحذر، صوتها ضعيف لكن مليء بالألم):
"لكن لو قررت تفضل معايا، هتكون لازم تتخذ قرار. مش هقدر أعيش في حيرة بينك وبين حياتك."
عادل (يضع يده على صدره، يشعر بثقل الكلمات التي ستنطق بها، وعيناه مليئة بالندم):
"أنا ما كنتش عارف. ما كنتش عارف إني أقدر أحب كده. ده مش مجرد حب... دي حاجة بتسيطر على حياتي."
وسام (تنظر إليه بحذر، وفي عيونها تعبير لا يوصف):
"إزاي يعني؟ يعني دلوقتي هتختارني بجد؟ "
عادل (يقترب منها ببطء، وتدور عينيه بين عينيها وأطرافها، يريد أن يلمس كل شيء فيها):
"لو مش معاكي، ما فيش حاجة هتسوى عندي. مش هقدر أعيش وأنتِ بعيد عني. لو ده معناه الهروب من كل شيء واحارب اهلي والدنيا بحالها يبقى أنا مستعد."
وسام (تبتسم بمرارة، تتنهد، ثم تهز رأسها):
"وأنا هعيش معاك في كل ده؟ لو قررت تبقى، لازم أكون معاك في كل حاجة. مش بس هروب من الواقع.
عادل (يلمس يدها بحذر، عينيه مليئة بالندم والشوق):
"مش ههرب تاني، ياروحي. كل لحظة بعيدة عنك، بتقتلني."
وسام (عيونها تلمع بدموع غير مرئية، تقترب منه، قريبة جدًا):
"لو عايز تكون جمبي، يبقى لازم تكون صريح معايا.."
عادل (يركز في عينيها، ويهمس بحذر):
"بعشقك ياوسام بحبك اوي
ثم اقترب منها أكثر، وكأن الزمن توقف. في تلك اللحظة، أغمض عينيه وترك مشاعره تتدفق في قبلة طويلة، مليئة بالندم، والشوق، والقرار