رواية عاصفه الهوي الفصل التاسع والستون 69 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفه الهوي الفصل التاسع والستون بقلم الشيماء محمد


تم تغيير اسم المحامي ونأسف لتشابه الأسماء لأنه غير مقصود تماما .


جيسيكا قعدت مكانها وبعد الحلفان كامل سألها : إيه علاقتك بسيف الصياد ؟ 

ابتسمت وبصت ناحيته : زوجي 

همس بصت لجوزها بصدمة اللي كدبها بحدة : كدابة 

ساد هرج وفوضى والقاضي بيخبط بعصايته وهدد هيخلي القاعة لو الفوضى دي استمرت .

كامل كمل مع جيسيكا : جوزك إزاي معلش ؟ دكتور سيف لسه موضح انه ما سبقش له الزواج غير بالباشمهندسة همس خاطر ؟ 

جيسيكا بصت ناحية سيف : يمكن يكون خايف من مرتو الجديدة، الله أعلم بس نحنا تجوّزنا. . 

سيف هيتكلم بس رجائي وقف : احتج ، موكلي لم يسبق له الزواج غير بزوجته الحالية واعتقد ده سهل جدًا نثبته ، قيد عائلي بسيط هيثبت كلامي . 

كامل ابتسم وبص لجيسيكا : هل عندك أي دليل إن سيف الصياد زوجك ؟ 

جيسيكا كان معاها ملف طلعت ورقة منه : هيدا بيكون عقد زواجي منّو، هو طبعًا عقد عرفي بس عقد صحيح وفي محامِين وشهود ماضين عليه.

همس حست إن الدنيا كلها بتلف بيها معقول سيف كدب عليها ؟ اتجوز قبلها ؟ حب غيرها ؟ واحدة غيرها شاركتها في حبيبها؟ 

سيف لاحظ صدمتها وحالتها فقرب منها وهمسلها : كدابة ما تصدقيش ولا حرف منها . 

بصتله بتوهان وهي بتقاوم الاغماء بأي طريقة ، عايزة تفضل متماسكة . 

رجائي وقف : أنا بطعن في صحة العقد ده وهرفع قضية تشهير و

قاطعه كامل : طيب إديها فرصة تكمل شهادتها بعدها الشاهدة هتكون ملكك ( بص لجيسيكا) هل العقد مزور ؟ جيسيكا محافظة على ابتسامتها : أنا وسيف كانت بينا علاقة حلوة كتير واتزوجنا، ولظروف خاصة اضطرّيت سافر لبلدي، بس هو ضلّ يهتم فيني. (عطت الملف لكامل ) هيدا الملف فيه كل الحوالات اللي كان يبعتلي إياهن. طبعًا، لأنّي زوجته، كان يصرف عليّ وبيبعتلي شهريتي لخمس سنين. ولما رجع لمصر، انقطعت أخباره عني. (بصّت لسيف) طبعًا لأنه حبّ غيري وارتبط فيها، فما عاد يسأل فيني. 

سيف بغضب : انتِ كدابه يا جيسيكا . 

جيسيكا بصتله : "إذا أنا مش صادقة، ليش كل هالحوالات كنت تبعتلي إياهن وتصرف علي؟ ليش؟" 

سيف اتمنى لو يقدر يقوم يمسك رقبتها وما يسيبهاش غير بعد ما تموت في ايده بس تماسك ورد بهدوء متنافي لكل اللي جواه ، هدوء قاتل : كنتي حالة خيرية بعطف عليها . 

جيسيكا ابتسمت وبصت لكامل اللي شكرها وقال معندوش اسئلة تانية ورجائي وقف : بقى انتِ اتجوزتي سيف الصياد ؟ 

جيسيكا : نعم اتزوجته 

رجائي : ليه اختفيتي كل السنين دي ؟ ( اخد حوالة من الحوالات بص فيها وبصلها بتهكم ) لو متزوجة من بليونير زي الصياد ليه تكتفي بمبلغ حقير زي ده ؟ ليه ما تعلنيش عن نفسك وتطالبي تكوني زوجة بالنور ؟ 

جيسيكا مبتسمة : "لأنّي حبيبة، مو زوجة. كيف الحبيبة بتستغل اسم ونفوذ زوجها؟ الحب وحده هو اللي بيهمني!"

رجائي بتهكم : الحب ؟ ٱي حب وانتِ بقولك سيباه من ست سنين ؟ أي ظروف تخليكي تتنازلي عن حبيبك طوال السنين دي وتكتفي براتب شهري ؟ 

جيسيكا باقتضاب : "ظروفي بتخصني وحدي، وما حدا إله دخل فيها."

رجائي بص للقاضي : موكلي بيطعن في صحة توقيعه غير انها حتى لو زوجته فكل ده مالوش علاقة بقضيتنا ، الغرض من كل اللي بيحصل التشهير بزوج موكلتي فقط ، القضية هي محاولة قتل همس خاطر بتحريض من شذى المحلاوي وتطرفت لدراسة أخلاق سيف الصياد وحياته من سنين مضت فكل هذا لا علاقة له بقضيتنا  شكرًا سيادة القاضي . 

القاضي : بعد سماعنا لكافة الشهود الحكم بعد المداولة ، رفعت الجلسة .

خبط بعصايته والكل بدأ يقف وكامل هيتحرك مع شذى والباقيين بس سيف وقف في وشهم ورجائي بسرعة مسك دراعه يمنعه هو وإمام، لكن سيف وقف في وش  كامل : "طبعًا انت عارف إن دي كانت آخر مرافعة ليك؟ اخترت الجانب الغلط."

كامل ابتسم: "متخيل إن دي أول مرة أسمع تهديد زي ده؟"

سيف بابتسامة مماثلة: "متخيل انت إنك قابلت خصم زيي قبل كده؟ أنا سيف عز الدين الصياد، ووعد مني لأخليك تندم على اللحظة اللي تعاونت فيها مع خليل الورداني ." (كامل نوعًا ما اتهز وخليل بص لسيف اللي نقل نظراته له وكمل) "وعد تاني ليك إن زي ما أبويا زمان خرجك من هنا مفلس وخلاك تروح للعصابات بره مصر، أنا هرجعك لنقطة الصفر تاني، لأنك ما استوعبتش الدرس من أول مرة، فهعيدهولك من تاني. بس لو ضربة أبويا أخدت منك عشرين سنة تحاول تقف تاني، صدقني ضربتي مش هتقوم منها."

خليل ابتسم وبص ناحية همس: "أنا لو مكانك اهتم بحبيبتي اللي شكلها يغني عن أي كلام. حافظ عليها لتطير منك، ده إذا ما كانتش طارت أصلًا."

سيف بص لهمس اللي قاعدة مكانها وساب خليل ورجع لعيلته. بص لمروان وهمسله: "مش عايز جيسيكا تغيب عن عينك. روح وراها وكلم يزيد يبعتلك حد يفضل مراقبها طول الوقت. مش عايزها تغيب عن عينينا. اطلع وراها لحد ما يزيد يبعتلك حد."

مروان اتحرك بسرعة وراها وكلم يزيد يفهمه الوضع بسرعة.

دخل الحاجب يعلن عن دخول القاضي لنطق الحكم ، الكل قعد في مكانه وانتظروا لحظة نطق الحكم 

القاضي:

بسم الله الرحمن الرحيم، حكمت المحكمة في القضية رقم (XXXX) لسنة (20XX) جنايات، والمتعلقة باتهام كل من:


1. الدكتورة شذى عصام المحلاوي، طبيبة بشرية، متهمة بالتحريض على القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

2. الممرضة ماجدة (اسمها بالكامل)، متهمة بتنفيذ الشروع في القتل العمد باستخدام حقنة سامة.


وبعد الاطلاع على التحقيقات وسماع المرافعات، إذ ثبت للمحكمة قيام المتهمة الأولى بالتخطيط والتحريض على قتل المجني عليها همس خاطر، وثبوت تعرض المتهمة الثانية لضغط وإكراه من رئيسها المباشر، واعترافها أمام النيابة بكامل تفاصيل الجريمة، مما ساعد في القبض على المحرضة وضبط الأدلة، فإن المحكمة تقضي بالآتي:


1. معاقبة المتهمة الأولى، الدكتورة شذى عصام المحلاوي، بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر عامًا (15 عامًا) مع الشغل والنفاذ وشطب اسمها من نقابة الأطباء ، وذلك عن تهمة التحريض على الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد، وفقًا للمواد 40، 41، 231، و232 من قانون العقوبات.

2. معاقبة المتهمة الثانية، الممرضة ماجدة، بالحبس لمدة ثلاث سنوات (3 سنوات) ، وذلك نظير تعاونها مع جهات التحقيق، واعترافها الكامل، وتقديمها الأدلة التي ساهمت في القبض على المتهمة الرئيسية.

3. إلزام المتهمة الأولى بدفع المصاريف الجنائية، وتعويض مدني مؤقت لصالح المجني عليها همس خاطر نظير الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت بها.

رفعت الجلسة. 

يدق القاضي بمطرقته، وسط ارتياح في القاعة بعد الحكم العادل الذي أخذ في الاعتبار ظروف كل متهمة.


همس وقفت وسيف جنبها حط دراعه عليها فجسمها اتصلب، وهو حس بده لكن معلقش. خرجوا بره القاعة وكانت الزحمة غير طبيعية، والكل بيوقف سيف والصحافة قالبة الدنيا. نادر أخد همس ضمها: "سيف، هطلع بيها أنا وملك وانت اهرب من الصحافة دي."

رجائي علق: "اطلع من الباب الخلفي وخلي سيف ووالده يهدوا الناس دي."

نادر أخد همس وملك وخرج بيها فعلًا، وسيف فضل هو ورجالته وعيلته مع الصحافة لحد ما عرف يخرج ويبعد.

وصل البيت وما اتفاجئش لما عرف إن همس مجتش، لا هي ولا أخوها.

سلوى بغيظ: "وهو ده وقته تسيب البيت؟ ولا..."

قاطعها سيف: "أمي لو سمحتي اسكتي دلوقتي." (بص لأبوه) "هعمل إيه؟"

عز بتفكير: "ولا حاجة، مفيش حاجة تتعمل. فهمها اللي حصل وبس. والعقد اللي معاها ده أكيد مزور هنطعن فيه."

سيف بنرفزة: "وانت متخيل إن همس هتقولي عادي حبيبي حصل خير؟ همس مش هتعديها."

عز بتصميم: "هتسامحك، همس بتحبك."

سيف برفض: "بتحبني، بس ده ما يمنعش إن في أمور الواحد ما بيسامحش فيها. الموضوع ده منهم."

سلوى باستنكار: "ليه يعني ما تسامحش؟ انت بتحبها وده المهم. اللي حصل من سنين هي ملهاش علاقة بيه، أصبح مش من حقها تتكلم فيه ولا تاخد موقف ، بعدين تطلع مين أصلًا جيسيكا دي ؟ هل كنت بتحبها أو على علاقة بيها ؟"

سيف نفى بسرعة :" لا طبعًا دي كدابة و "

قاطعهم وصول سبيدو بآية وهوليا وانضموا لهم. سبيدو بص لسيف: "أمال همس فين؟"

سيف باقتضاب: "عند أخوها. انت إزاي معرفتش توصل لها؟ إزاي يا سبيدو؟"

آية استغربت هجوم أخوها وكانت هترد بس تراجعت وهتسيبه هو وصاحبه يتعاملوا. سبيدو بتبرير: "ملقتش لها أثر خالص، اختفت."

سيف زعق: "أمال ظهرت دلوقتي إزاي؟ هاه؟"

عز اتدخل: "اهدى يا سيف، النرفزة دي مش هتفيدنا. وبعدين هو ماله هو؟ حاول يساعدك ومعرفش يوصلها. إيه، هتسيب الدنيا وتمسك فيه هو دلوقتي؟"

سيف أخد نفس طويل وقعد بإرهاق، وسبيدو قعد جنبه: "عايز تعمل إيه دلوقتي؟ أو أقدر أساعدك إزاي؟"

سيف رفع راسه بتهالك: "مش عارف أصلًا، عقلي متوقف تمامًا. ما تخيلتش ضربة جيسيكا دي تكون من طرفه."

سبيدو سأله بتردد: "همس هتعمل معاها إيه؟ وهل هي هتعدي الموضوع ده ولا ممكن..."

سيف بشرود: "معنديش أدنى فكرة ممكن يكون رد فعلها إيه؟ همس شوية هوائية في قراراتها. عواطفها ومشاعرها بيتحكموا فيها، مش عارف صراحة هتعمل إيه."

سلوى اتدخلت: "بغض النظر إنها بتحبك وما تقدرش تستغني عنك أساسًا حتى لو حبت تعمل ده. بس هي مش من حقها تزعل ولا تتضايق. الموضوع قديم."

هوليا قعدت جنب سيف: "سيف، سيبك من كلام سلوى اللي يخرب الدنيا. خد مراتك في حضنك وفهمها اللي حصل واديها وقت تستوعب فيه كل اللي هتقوله، وإن شاء الله حبكم يتغلب على المصايب دي."

سلوى اعترضت: "ده موضوع قديم مش من حقها ت..."

قاطعتها هوليا بغضب: "الحب والقلب والمشاعر مالهمش دعوة بالحقوق. بعدين لما يكون الموضوع متعلق بالمشاعر ما تدخليش يا سلوى لو سمحتي."

هترد عليها بس سيف وقف: "أنا هروح لهمس بعد إذنكم."

سبيدو وقف: "آجي أوصلك؟"

سيف ابتسم بعرفان: "لا، خليك. انت بس ابقى كلم مروان شوف وصل لفين، ويزيد بعتله حد ولا إيه الوضع ولو محتاج مساعدة."

قاطعه باهتمام: "اطمن وروح ظبط أمورك مع همس وطمنا."

اتحرك وعز طلع وراه وقفه: "سيف، ما تسمحش لخليل يدمر حياتك."

سيف بأسف: "أعتقد الموضوع مش بمزاجي."

عز مسك دراعه: "خليل حاول يدمر جوازي وارتباطي بسلوى، بس معطيتوش فرصة. دي أمي نفسها صدقته، لكن أنا وهي مسمحناش لحد يبعدنا عن بعض. همس بتحبك، بتعشقك، ما تنساش ده. هتزعل؟ آه. هتثور؟ آه. هتتجنن عليك؟ آه. سيبها تخرج كل اللي جواها واتحمله. وقولها وفكرها إنك بتحبها هي قد إيه، وإن حياتك بدأت من اليوم اللي عرفتها فيه. اللي قبل كده مش مهم، وهو فعلًا مش مهم."


همس طول الطريق ساكتة جنب ملك اللي واخداها في حضنها ونادر عينه عليهم في المراية لحد ما وصل شقته: "وصلنا."

ملك نزلت وساعدت هي ونادر همس لحد ما طلعوا فوق شقتهم وقعدوا الاتنين جنبها. نادر اتكلم: "همس، انتِ طبعًا عارفة إن كل اللي حصل ده كان شوشرة على سمعة سيف مش أكتر. المحاكمة كلها معمولة لكده، حاولوا يطلعوا شذى ملاك بريء وسيف اللي شيطان."

همس مردتش وكأنها أصلًا ما سمعتش. ملك قربت منها: "حبيبتي، سيف بيعشقك انتِ وبس، وجيسيكا دي الله أعلم طلعت من أي داهية. أكيد حد زاققها عليه وبكرة هتظهر الحقيقة، فأوعي تتهوري."

همس غمضت عينيها وسمحت للدموع المتجمعة تنزل. محدش عارف أي حاجة عن جيسيكا، اللي سيف مرعوب منها ومن ظهورها من زمان، تخيلت أي شيء يكون بينهم غير إنها تكون مراته.


كريم وصل هو وأمل المطار، وكان مؤمن بانتظارهم. رحب بيهم، وبعد ما اتحرك بعربيته، كريم سأل: "المحاكمة خلصت ولا لسه؟ فيها أي مفاجآت؟"

مؤمن بضيق: "المحاكمة كانت مهزلة، معمولة كلها لتشويه سمعة سيف وبس، وده اللي حصل."

أمل باستغراب: "هتشوها إزاي يعني؟ ماهو مش أي كلام هيتقال هيتصدق."

مؤمن حكى لهم اللي سمعه من سبيدو وختم الكلام بقصة جيسيكا. فكريم علق بصدمة: "متجوزها؟ ده بجد؟"

مؤمن نفى: "سيف قال إنه كدب، بس تقريبًا هو يعرفها. يعني في حاجة قديمة بينهم، إيه هي محدش يعرف؟ المهم سيف شوية ونقابله نعرف إيه التفاصيل. انت وصلت لإيه؟ قولت لما أوصل احكيلك."

كريم بشرود: "هحكيلك أكيد، بس خلينا نكلم سيف الأول."

مؤمن طلع موبايله لكريم اللي طلبه ورد عليه: "أيوه يا مؤمن."

كريم رد: "أيوه يا سيف، أنا كريم ومؤمن معايا. إيه الوضع عندك؟ "

سيف بضيق: " المحاكمة كان غرضها تشويه سمعتي أنا وبس."

مؤمن باهتمام: "قصدك جيسيكا؟ هي مين دي يا سيف؟ تعرفها؟"

سيف بتردد: "للأسف أعرفها يا مؤمن... للأسف. المهم كريم حمدالله على سلامتك، سفريتك كانت موفقة؟ وصلت لإيه؟"

كريم: "موفقة الحمدلله. خليني أروح أمل وأشوف عيلتي وبعدها نتقابل أحكيلك التفاصيل."

سيف وافقه وقفل معاهم.

بعد ما وصل بيت نادر طلع لعندهم وقلبه سابقه. مش عارف همس ممكن تتقبل الموضوع إزاي؟ وفي اللحظة دي استغبى نفسه، ليه محكاش قصة جيسيكا دي من البداية؟ ليه تناسى الموضوع ده وشاله من تفكيره تمامًا؟ هو جه الأوان اللي يدفع فيه ثمن أخطاؤه؟

خبط بتردد وفتح نادر الباب، وبدون ما سيف ينطق نادر فتح الباب على آخره: "اتفضل يا سيف."

دخل وانتظر نادر يقفل الباب، بعدها شاورله: "تعال، همس جوه." (مرة واحدة مسك دراعه وسأله باهتمام وخوف أخوي) "قصة جيسيكا دي كذب صح؟ مدسوسة عليك علشان يسوؤوا سمعتك؟ صح يا سيف؟"

سيف مقدرش يأكد كلامه أو يكذبه فشاور بدماغه بدون ما ينطق. نادر ابتسم بارتياح: "أنا قولت لهمس نفس الكلام ده. ادخل انت، طيب خاطرها وفهمها الوضع إيه علشان تطمن."

دخل معاه، وملك وقفت أول ما شافته: "اتفضل يا سيف."

ابتسم ابتسامة خاطفة بمجاملة لها ووقف قصاد همس ويدوب نطق اسمها: "همس؟"

غمضت عنيها علشان تجلي الدموع منهم وتقدر تشوف بوضوح، بس ما نطقتش ولا رفعت وشها تشوفه.

سيف بص لنادر: "ينفع تسيبونا لوحدنا؟"


ملك اتحركت ناحية جوزها اللي علق: "طبعًا، البيت بيتك يا سيف. هديها انت، بقى دي وظيفتك ، احنا كان في شوية طلبات هننزل نجيبها فاقعد معاها لحد ما نرجع"

سيف وقفها :" ملك انتو مش محتاجبن تسيبوا البيت كله علشاننا احنا بس .."

نادر بتأكيد :" انت مش غريب يا سيف هنجيب بس شوية طلبات وانتو خدوا راحتكم ، يلا مش هنتأخر ."

سابوهم وخرجوا علشان يتكلموا براحتهم . هنا سيف قعد جنب همس وسند إيديه على ركبه وهو باصص تحت رجليه: "اتكلمي يا همس."

همهمت بتهكم وما نطقتش، فهو علق: "جيسيكا كدابة، أنا ما اتجوزتهاش."

عملت نفس الحركة بنفس التهكم وبدون ما تنطق، فهو اتنرفز: "اتكلمي معايا، انطقي يا همس."

فضلت برضه ساكتة، دموعها نازلة وبس. فهو وقف وفضل رايح جاي، مش عارف يعمل إيه ولا يتصرف إزاي؟ طيب لو هيحكيلها، يبدأ منين وإزاي؟

دموعها اللي نازلة زي الشلال شايلين العقل منه، ومش عارف يرتب أفكاره ولا يتكلم. شدها من دراعاتها الاتنين وقفها قصاده: "بطلي عياط لو سمحتي، علشان خاطري."

حاولت تزقه أو تبعده، لكنه مسك إيديها الاتنين: "سبق وقولتلك ووعدنا بعض محدش يقفل حضنه في وش التاني، فبطلي تزقيني لأني مش هبعد. اللي حصل  النهارده كله ، كان غرضه واحد بس، وانتِ عارفة ده كويس، فما تتصرفيش كأنك متفاجئة يا همس. كل اللي حصل النهارده كان كدب وافترا، وانتِ المفروض عارفة ده كويس."

بصتله باستنكار: "حتى جيسيكا كان كدب وافترى يا سيف؟ انت كنت بتترعب كل ما بتيجي سيرتها، من ساعة ما حاتم ظهر ونطق اسمها وانت مش بطبيعتك."

قعدت وتماسكت وبصتله: "قولتلي هحكيلك كل حاجة عن جيسيكا، اتفضل، سمعاك. بالرغم من إنه متأخر، بس هسمعك يا سيف الأول، احكيلي عن حبك الأول اللي مقدرتش تتخطاه لحد النهارده."

بصلها بصدمة: "انتِ حبي الأول والأخير، أنا لا حبيت قبلك ولا هحب بعدك. في حقايق ثابتة يا همس لا يمكن تتغير، زي الشمس بتشرق من الشرق وتغرب من الغرب، حقيقة ثابتة مش هتتغير غير يوم القيامة. انتِ زي الحقيقة دي، حبك أول حب ومش هيتغير غير بموتي. ما حبتش قبلك ولا هحب بعدك، حقيقة ثابتة ومش هتتغير."

مسحت دموعها وأمل صغير جواها بينبض: "زي ما قولت هسمعك يا سيف، اتفضل قولي مين هي جيسيكا؟"

أخد نفس طويل وزفره بضيق: "جيسيكا كانت زميلتنا أنا وحاتم بره بعد ما سافرنا نكمل دراستنا. اتعرفنا عليها بحكم إننا عرب زي بعض، هي لبنانية واتصاحبت علينا بسهولة جدًا، وتقريبًا مكنتش بتفارقنا. بعد فترة ارتبطت هي وحاتم وكانوا بيخططوا يتجوزوا."

الصدمة لجمت همس وافتكرت حاتم وهو بيقولها: "جوزك هو شرير الحكاية." حتى سيف نفسه قالها الجملة دي، لكن عمرها ما صدقته. معقول سيف اتسبب في انفصالهم؟ طيب ليه جاية تقول إنه جوزها؟ معقول سيف خان صاحبه؟ والزمن ردها في أخته مع حازم؟ علامات الاستفهام زادت.

سيف مش دي أخلاقه ولا دي طباعه، لا يمكن يكون خان صاحبه مع حبيبته، لا يمكن.

سكت شوية، فهي سألته بإصرار: " ليه قالت إنها مراتك، إنت مش هو؟ ليه العداء بينكم؟ كمل لو سمحت."

بدأ يحكيلها تفاصيل الليلة إياها بحذافيرها.

(( فلاش باك ))

سيف وحاتم وجيسيكا سهرانين مع بعض في نايت كلوب اللي كان صاخب كعادته.

جيسيكا طلبت كذا كاس وجابتهم، ناولت حاتم كاس وسيف مدت إيدها له، فهو اعترض: "قولتلك مش بشرب"، وبص لبتاع البار وطلب حاجة لنفسه غير الخمرة.

استمرت السهرة لفترة طويلة جدًا.

الصبح، سيف فتح عينيه على صداع رهيب بيفرتك دماغه. حاول يفوق أو يتعدل مش قادر، استغرب حالته: "ليه كده؟ هو ما شربش ولا بيشرب، فليه الصداع ده؟"

حاول يتعدل، بس في حاجة فوقه. "إيه اللي فوقه ده؟"

فتح عينيه أكتر وبيبعد اللي فوقه، وهنا اتصدم إن دي واحدة في حضنه. اتنفض لدرجة إنه وقع على الأرض وهو بيرجع لورى، عينيه على آخرها، مصدوم وبس.

بص لنفسه مش لابس هدومه والبنت عريانة. "بس مين دي؟"

بص حواليه، شاف هدومه، بسرعة شد بنطلونه ولبسه، ووطى يجيب قميصه من على الأرض. وهنا لفت انتباهه البنت اللي اتحركت، علشان يتفاجئ بصدمته الثانية إنها جيسيكا، حبيبة صاحبه.

الصدمة ثبتته مكانه، عينه عليها مش قادر يتكلم ولا يفكر ولا ينطق ولا يتحرك. "إزاي جيسيكا هنا؟ وإزاي معاه؟ ومين جابه هنا شقته؟ مش فاكر إنه روح أصلًا."

جيسيكا فتحت عينيها مبتسمة، بس نفس رد فعل سيف. اتنفضت واتفاجئت إنها عريانة، شدت الغطا عليها: "إنت... كييف؟"

معرفتش تتكلم، وهو لبس قميصه وبصلها مش عارف يتكلم.

جيسيكا انهارت من العياط وبتضرب وشها، ومش عارفة تعمل إيه.

سيف أخيرًا نطق: "أنا هطلع بره، البسي هدومك علشان نعرف نتكلم."

سابها وخرج، واتصل بأبوه اللي رد عليه بسرعة: "سيف، إزيك يا ابني؟"

سيف رد بتوتر ورعب: "أنا في مصيبة."

عز وقف برعب: "في إيه حصل؟ انطق! خير؟"

سيف برعب حكاله اللي حصل بالمختصر، وعز علق: "إنت سكرت يعني؟ إنت بتشرب؟"

سيف نفى بسرعة: "لأ، ما شربتش. معرفش إيه اللي حصل؟ معرفش جت إزاي؟ مش فاهم أي حاجة. صحيت لقيتها في سريري، أعمل إيه؟ أتصرف إزاي؟ أقول لحاتم إيه؟ سوري، حبيبتك كانت معايا؟ عقلي هينفجر."

عز مش عارف يقوله إيه: "أنا هجيلك على أول طيارة. آخر النهار هكون عندك. ما تقلقش، اصبر واهدى وما تتهورش لحد ما أوصل عندك، وهحل الموضوع بهدوء. ادخل بس اتكلم معاها. هي ممكن تكون فاكرة إيه حصل، أو يمكن هي كانت عيزاه يحصل."

سيف نفى بسرعة: "جيسيكا بتحب حاتم وكانوا هيتجوزوا."

عز بتأكيد: "اهدى واسمع منها قبل ما تاخد أي قرار، وما تتواجهش مع حاتم بأي شكل النهاردة أو لحد ما أوصل."

قفل معاه، و جيسيكا خرجت بصدمة ودموع: "كيف جبتني لهون؟ شو عملت فيني؟ أنا خطيبته لصاحبك اللي بتقول عنه أخوك؟ كيف قدرت تخونه بهي الطريقة؟"

سيف بصدمة دافع عن نفسه: "أنا معرفش أنا نفسي جيت هنا إزاي! قولتلك امبارح مش بشرب وعلى يدك ما شربتش. إيه اللي جابك انتِ هنا؟ وجيتي إزاي؟ آخر حاجة فاكرها كنا بنرقص في النايت كلوب."

جيسيكا بصوت مرتجف وغضب: "انت هلأ عم تتخلى عني؟ انت اللي جبتني لهون! أنا وحاتم كنا عم نشرب، وانت كنت بوعيك، وانت اللي عملت حالك ما بتشرب. بدك تمثل علي هلأ؟ انت اغتصبتني!"

سيف بذهول: "اغتصبتك؟ أنا اغتصبتك يا جيسي؟ هغتصبك انتِ؟ حاتم أكتر من أخويا، هغتصبك انتِ؟ انتِ اتجننتي؟"

جيسيكا وهي بتمسح دموعها بعصبية: "خلاص، خلينا نروح عالمشفى أنا و انت هلأ، بخلي أي دكتورة تكشف عليّ. بيقولوا شو صار بيناتنا امبارح، وإذا كنت لمستني، رح أتهمك بالاغتصاب يا سيف واحبسك! انت ما رح تعمل عملتك وتجي تقلّي ما دخلني، انتِ اللي شربتي وتعملي حالك بريء!"

سيف كان مرعوب ومش عارف يتعامل. عمره ما اتحط في موقف زي ده قبل كده. راقبها وهي بتضرب وشها: "شو بدي قلّو لحاتم؟ كيف بدي واجهو؟"

سيف بإصرار: "أنا ما شربتش علشان أسكر. إيه حصل وجينا هنا إزاي معرفش !"

جيسيكا بصّتله: "خلص، بنروح عالمشفى وهلّق بيكشفوا علي وعليك، وبيشوفوا دمّك شو فيه ؟ شربت أو ما شربت؟ وإذا ما شربت، شو عملت فيني؟ كيف قدرت تغتصبني وتلمسني؟"

سيف زعق: "ما لمستكيش! بطلي بقى!"

جيسيكا شدت شنطتها: "أنا رايحة عالمشفى وهلّق بتّهمك بالاغتصاب، والبوليس بيستدعيك بطريقته. عن إذنك."

مسكها من دراعها: "مش هتخرجي من هنا لحد ما أفهم الدنيا فيها إيه، واللي حصل ده حصل إزاي؟"

جيسيكا برعب: "انت بدك تحبسني لحتى يمر الوقت اللي فيه فيي أثبت إنه السائل المنوي لإلك؟ مشان ما أقدر أثبت إنه انت؟ صح؟ انت لهي الدرجة خبيث؟ انت مين؟"

سيف ساب دراعها: "اهدي واديني فرصة أفكر وارتب أفكاري."

زعقت: ""انت انتهكت عرضي! أنا ما عدت بنت!"

زعق زيها: "ولو ده حصل مني هتحمل مسؤوليته. اديني فرصة أستوعب إيه حصل وحصل إزاي، وبعدين قدامك وقت تعملي فيه اللي انتِ عايزاه، و انتِ عارفة ده كويس. الدليل اللي عايزاه مش هيروح في يوم."

قعدت بانهيار وطلعت موبيلها من شنطتها اللي كان بيرن، وبصتله:"حاتم، شو فيني احكيله؟"

سيف غمض عينيه بوجع، وبعدها بصّلها: "معرفش. ما ترديش. اديني فرصة لآخر النهار وبعدها اعملي ما بدا لك."

سيف آخر النهار استقبل أبوه واتفاجئ معاه إمام المحامي، حكالهم كل اللي حصل بالتفصيل.

عز سأل إمام: "إيه رأيك؟ نتعامل إزاي؟"

إمام بتفكير: "للأسف هنا الاغتصاب ممكن يوصل للإعدام لو ثبت عليه. سيف، انت متأكد إنك ما لمستهاش؟"

سيف برفض: "معرفش، أنا معرفش، كنت في الديسكو صحيت في سريري. إيه اللي حصل؟ معنديش أدنى فكرة. هل لمستها؟ معرفش."

إمام بتفكير: "طيب وضعكم كان إيه لما صحيتوا؟ هل في حاجة تدل إنك لمستها؟"

سيف بسخرية: "غير إننا عريانين يعني؟"

دعك وشه بإرهاق وحيرة. عز سأل إمام: "مش هنخليها تروح مستشفيات، هنشوف أي طريقة نراضيها بيها. معنديش استعداد أخسر ابني علشان غلطة زي دي."

إمام باستفهام : "يعني لو طلبت فلوس..."

عز بسرعة: "ياريت تطلب فلوس. دي أرخص حاجة ممكن تطلبها."

سيف بتوتر: "ولو رفضت؟ ولو أصرت تتهمني باغتصابها؟"

عز أخذ نفس طويل: "لكل مقام مقال. هسفرك من هنا، مش هسمح لحد يأذيك. أو ممكن أحبسها هي لحد ما تعدي الفترة اللي ينفع تثبت فيها أي حاجة."

سيف بص لأبوه بصدمة وردد: "نحبسها؟"

عز بإصرار: "أمال أخسرك انت؟ سيف، لو هي شخص كويس مكنتش راحت سهرت في نايتكلب مع رجالة وشربت وسكرت." (سيف كان هيعترض بس أبوه معطاهوش فرصة) "وما تقوليش بتحب حاتم لأن ده مش مبرر. وبعدين بتحب حاتم؟ روحت معاك انت ليه؟ ليه مش مع حبيبها؟ الموضوع ده فيه إنّة يا سيف، ومش بعيد تكون قاصداك وحاتم ده مجرد سلمة توصلك انت بيها."

سيف أخذ نفس طويل وبعدها بصلهم: "يلا طيب ندخل عندها  وربنا يسترها."

دخلوا الثلاثة  كانت جيسيكا مرعوبة أو ده اللي أظهرته. بصتلهم بقلق، فسيف طمنها: "ده أبويا، وده أستاذ إمام، صديقه المقرب."

عز قرب منها وكانت ملامحه صارمة فجيسيكا بعدت كذا خطوة لورى برعب. عز سألها : "قوليلي طلباتك إيه؟"

بصتله بحيرة وبصت لسيف. عز زعق: "ما تبصيلوش هو! بسألك انتِ عايزة إيه علشان نقفل القصة دي؟"

جيسيكا حاولت تتكلم بثقة: "أنا شربت وحاتم شرب. الوحيد اللي كان بوعيه ابنك."

عز باستغراب: "ابني ما شربش؟ سكر إزاي وهو ما شربش؟"

جيسيكا بتحليل: "هيدا هو السؤال اللي المفروض تسأله لابنك. كيف جابني لهون؟ وليش؟"

سيف رد بدفاع: "معرفش، أنا آخر حاجة فاكرها كنت في الديسكو. صحيت لقيتني هنا، واتفاجئت بيكِ جنبي."

إمام اتدخل: "انتِ إزاي جيتي معاه؟ وليه ما روحتيش مع حبيبك حاتم؟"

جيسيكا بتوتر: "ما بعرف. اسأله هو، مو هو اللي جابني لبيته؟"

إمام علق: "أو انتِ اللي جبتيه لهنا. هو قال ما شربش، وأنا باخد كلامه ثقة. فلو انتو الثلاثة سكرتوا لأي سبب، ليه جيتي معاه مش مع حبيبك؟ يعني لو العقل غاب، هروح مع حبيبي مش مع صاحبه. فليه وافقتي تيجي معاه؟"

جيسيكا تراجعت: "ما بعرف. ماني مضطرة جاوبك على أسئلتك. هلأ بروح ع المشفى وهنّي بيحددوا إذا هو لمسني أو لا. بعد إذنكم."

عز وقف في وشها: "مش هتطلعي من هنا، فقولي إيه يرضيكِ. تحبي تاخدي كام؟"

جيسيكا عينها وسعت وبصتله بصدمة، وبصت لسيف اللي دور وشه بعيد، هربًا من نظراتها وخجلًا من نفسه. سمعها بتعترض: "شو يعني؟ عم تعرض عليّ مصاري؟ مشان شو؟ بيع حالي؟ ولا شو القصة؟ وحاتم؟ فكرت فيه؟"

عز بجمود: "ما يهمنيش غير ابني. يكفيكِ كام؟"

جيسيكا تراجعت وربعت إيديها الاتنين: "ماني بحاجة لمصرياتك. بعرف أجيب حقي لحالي، وما بتركه."

هتخرج بس وقف في وشها: "أي جزء من جملة مش هتخرجي من هنا ما فهمتيهوش؟ متخيلة أسيبك تخرجي من هنا وتروحي تضيعي مستقبل ابني؟ وعلشان مين؟ واحدة زيك؟ عاهرة؟"

صرخت في وشه: "ما إني عاهرة! ابنك هو يلي..."

قاطعها: "ابني مش محتاج ياخد واحدة غصب عنها. بإشارة منه، هيترمي تحت رجليه كتير. غير كده، مش شايف فيكِ ميزة يبصلك علشانها. وكل اللي بتقوليه ده مش داخل دماغي صراحة."

قربت منه: "ولما هو مو داخل دماغك، ليش تمنعني روح عالمشفى إذا كنت واثق بابنك لهي الدرجة؟"

رد ببساطة: "لأني مش واثق فيكِ انتِ. ابني مش بيشرب، بس ممكن تكوني خدرتيه وجبتيه لهنا. لكن هو لا يمكن يلمس واحدة زيك بمزاجه أبدًا."

عز أكمل بجمود: "فأنا شاكك إنك حاولتي تقربي منه، ما عرفتيش، قربتي من صاحبه. وانتهزتي الفرصة، والله أعلم حطيتي إيه في مشروبه وجبتيه لهنا. هو لمسك أو لأ؟ الله أعلم. بس معنديش استعداد أحاول أعرف إجابة السؤال. فقوليلي بقى، يكفيكِ كام علشان ننهي الليلة دي؟ مليون دولار كويس؟"

صرخت بوجهه: "ما بدي مصاري!"

عز بهدوء: "مليون، وهعملك راتب شهري لمدة خمس سنين تعيشي ملكة. وبعدها كل واحد في حاله."

جيسيكا بصتله بحدة: "يتجوزني بعقد رسمي ويعلن زواجنا، وما بدي مصاري، بس بدي أرفع راسي بين أهلي."

عز بتهكم: "وأنا أعرف منين إنك كنتِ بنت وهو أول راجل يلمسك؟"

صرخت بانفعال: "كنت بنت، وهو أول واحد يلمسني!"

عز رفع كتفه باستهتار: "الكلام سهل. طالما هو مكنش في وعيه، تقولي اللي يعجبك."

إمام بص لسيف وسأله: "صحيت من النوم فين يا سيف؟"

سيف شاور على أوضة: "هنا، دي أوضة نومي."

إمام راح ناحية الأوضة وسأل: "حد نظف البيت النهارده؟"

سيف نفى بسرعة: "لا."


إمام دخل أوضة النوم ومعاه عز، شال الغطا اللي على السرير، وبعدها راح للباسكت وفضاه على الأرض. كان فيه شوية ورق وكام كيس شيكولاتة وحاجات عادية.

عز سأله بفضول: "بتدور على إيه؟"

إمام وقف، بصلهم وقال: "أي دليل إنها كانت بنت. بس مفيش، ولا حتى دليل إنه لمسها."

عز بانتباه: "قصدك إيه؟"

إمام وضح: "لو هي كانت بنت فعلًا، المفروض يكون فيه أدلة واضحة. لكن السرير نظيف، وما فيش أي حاجة تدل إن فيه علاقة حصلت بينهم."

عز برضا: "يعني إحنا كده في أمان؟"

إمام هز رأسه بحيرة: "لو القصة حقيقية، كان لازم تكون فيه أدلة. إنما كده واضح إنها محاولة تلفيق، أو على الأقل مبنية على شبهة."

إمام بص لسيف وبعدها لعز: "بنت واحد لمسها لأول مرة زي ما هي بتقول؛ فين دليل عذريتها؟ مكنوش في وعيهم وهو قال صحي كانوا بدون ملابسهم، فطبيعي هيكون في آثار في السرير. الملاية نظيفة تمامًا، والغطا نظيف، ومفيش أي مناديل في الباسكت. اعتقد يا عز تسيبها تروح المستشفى تعمل اللي عايزة تعمله."

عز بص لابنه ولإمام: "ولو طلع بجد؟ ولو حصل حاجة بره قبل ما يجوا هنا؟ ولو في أي سيناريو تاني؟ لا لا يا إمام، مش هخاطر مخاطرة زي دي."

طلع لجيسيكا بره: "قدامك اختيار من الاتنين؛ يا تقبضي وتخرسي، يا هحبسك في مكان الجن الأزرق ما يعرفلكيش طريق أسبوع ولا اتنين، وبعدها هقولك أثبتي. اختاري، الكورة في ملعبك. هتاخدي الفلوس ولا هتتحبسي؟"

جيسيكا بصت لسيف: "هلأ انت موافق على اللي بيقوله أبوك؟ راح تعمل هيك فيني؟ راح تحبسني لتضيع حقي؟"

سيف بص لبعيد هربًا منها وسكت، وعز اتدخل: "اختيارك إيه؟"

جيسيكا قعدت على الكنبة بانهيار:"لنفرض وافقتك هلأ وطلعت من هون عالمشفى، شو راح تعمل؟"

ابتسم وقرب منها: "عيب عليكِ . مش هتخرجي من هنا غير بعد ما جسمك يتخلص من أي أثر لأي شيء. هتفضلي في ضيافتنا أسبوعين أو ثلاثة حسب ما أتأكد."

جيسيكا: "شو راح يثبتلي إنك راح تصدق بكلامك؟"

بص لإمام اللي جاوبها: "هنكتب عقد، هنمضي عليه احنا الأربعة، إنك هتقبضي تمن سكوتك ومتنازلة عن أي حق في المستقبل، في مقابل راتب شهري بمقدار كذا زي ما نتفق."

عز انتظرها شوية ترتب أفكارها: "قولتي إيه؟"

جيسيكا بصت لسيف: ""سيف، بتوافق على كلامه؟ بتعطيني شوية مصاري لأسكت؟ كيف راح تواجه صاحبك؟ شو راح تقوله؟"

سيف بص لأبوه: "أنا هطلع البلكونة بره. بعد ما تخلصوا نادوني، بعد إذنكم."

سابهم وخرج، وعز قعد جنب جيسيكا: "هتاخدي الفلوس ولا نتحرك من هنا؟"

بصتله برعب: "لوين؟"

ابتسم: "متخيلة هخليكِ هنا في بيته ولا إيه؟ هخفيكِ طبعًا، مش هتفضلي هنا. انتِ مجنونة ولا إيه؟"

جيسيكا عيطت: "اعتبرني آية بنتك، راح توافق يصير معها هيك؟"

عز خاف على بنته بس تماسك وزعق فيها: "بنتي لو هتروح تسهر مع شباب وتسكر وتبات في بيت واحد فيهم، أقتلها بإيدي. ابني نفسه أنا واثق فيه. لا يمكن يغلط غلطة زي دي، ومش مصدقك. بس غصب عني هسكت، فانجزي، مش هفضل الليل كله معاكِ."

جيسيكا بانكسار: "موافقة."

عز بص لإمام: "هات الورق خليها تمضي عليه."

قام ينادي ابنه، وإمام طلع أوراقه، حطها قدام جيسيكا: "امضي هنا."

بصتله بغضب: "ما راح أقرأ اللي رح أمضي عليه؟"

ابتسم: "مكتوب إنك هتقبضي مليون مقدمًا، وهيوصلك راتب شهري ألف دولار شهريًا لمدة خمس سنين، وفي المقابل مالكيش أي حق بالمطالبة بأي شيء. وفي شرط جزائي لو حد عرف بالاتفاق ده في أي يوم، هتدفعي 10 مليون دولار."

وقفت بغضب: "شو؟"

بصلها بهدوء: "أمال متخيلة نخرج من هنا وتروحي ترغي وتبرطمي بالكلام هنا وهنا؟ اتفضلي إمضي."

جيسيكا وقفت، فبصلها باستنكار، فوضحت: "بدي أدخل التواليت، ولا هيدا كمان ممنوع؟"

راقبها وهي دخلت الحمام. عز وسيف طلعوا، فعز سأله بخوف: "هي فين؟"

إمام: "في الحمام، ما تقلقش."

سيف سأل إمام: "هعمل إيه مع حاتم؟ هتطلع تقوله."

إمام طمنه: "اعتقد صداقتك بيه انتهت خلاص. أما قصة تقوله، فأنا حطيت شرط جزائي عليها علشان نحتفظ بسرية اللي حصل."

خرجت جيسيكا وقعدت جنب إمام: "أمضي فين؟"

شاورلها على كل الأماكن اللي تمضي عليها وكمان أخذ منها صورة من تحقيق شخصيتها (بطاقة) وضمها مع الأوراق. سيف وعز وإمام كمان مضوا على كل الأوراق.

عز عطاها شيك: "اتفضلي المليون دولار، وزي ما اتفقنا هيوصلك ألف دولار شهريًا لمدة خمس سنين. آه، وقبل ما أنسى، مش هتكملي في الجامعة دي."

بصتله بصدمة: "ما اتفقنا على هيك!"

عز وضحلها: "اختاري أي جامعة تانية، وليكِ عليا هضمن إنك تتقبلي فيها، وهوفرلك سكن كمان، لكن مش هتفضلي هنا قدام ابني طول الوقت."

جيسيكا بغضب: "ولو قلتلك لأ؟"

ابتسم: "انتِ أوردي وافقتي، وإمضتك أهي."

جيسيكا صرخت بغضب: "ما قلت هيدا الشرط قبل ما أمضي!"

عز: "مش بتعرفي تقرئي يعني؟ كمان في شرط جزائي لو حد عرف باللي حصل هنا."

جيسيكا بصتلهم كلهم ومسكت شنطتها: "هلأ بقدر أمشي؟"

عز وقف معاها: "زي ما قلتلك، هتفضلي في ضيافتنا أسبوعين لحد ما دليلك يتبخر."

جيسيكا باعتراض: "مضيت على كل أوراقك، شو بدك أكتر من هيك؟"

عز بإصرار: "وأنا المفروض أثق فيكِ يعني؟ لنفترض إنك شخصية سيكوباتية وطلعتي مستعدة تتحبسي في مقابل تنتقمي من ابني؟ أو روحتي المستشفى تحتفظي بالدليل وبعد الخمس سنين تقدميه؟ عذرًا، ما بسيبش حاجة للظروف أو للحظ. هتتفضلي معانا."

أخذها ومشي هو وإمام، وراحوا بيها لمكان بعيد عند حد تبعهم وصلوها ورجعوا.

عز مع ابنه: "انسى القصة دي وشيلها من دماغك تمامًا، وأوعى تسمحلها تأثر فيك."

سيف بحزن: "وحاتم؟"

عز مسك دراعه: "لو تحب انزل معايا مصر، امسك معايا الشركة، وبلاها القصة دي خالص، أو حضر الماجستير والدكتوراه في مصر، مش لازم هنا يا سيف."

رفض سيف الهرب وقرر يواجه، لكن شخصيته اختلفت تمامًا وبقى منغلق على نفسه كتير، وما حاولش يكون أي صداقات مع أي حد تاني طوال فترة دراسته. ركز واهتم بدراسته فقط.

***************

 نهاية الفلاش باك

 ***************

همس طول الوقت بتسمعه باهتمام لحد ما سكت، سألته: "وواجهت حاتم إزاي بعد كده؟"

سيف بهدوء: "كنت بهرب منه، قولتله إن أبويا موجود وأنا مشغول معاه ومش هاجي الجامعة اليومين دول، ولما سألني عن جيسيكا قولتله معرفش مكانها."

همس بتهكم: "بس انت كنت عارف مكانها؟"

سيف برفض: "لا، معرفش، أبويا وإمام اللي كانوا يعرفوا، أنا لأ."

همس مكنتش مصدقة كل اللي بتسمعه منه وإن دي شخصيته أو شخصية أبوه: "وجيسيكا بعد ما سيبتوها؟ اختفت ولا شافت حاتم؟"

سيف بتذكر لأسوأ فترة في حياته: "ظهرت، وراحت لحاتم حكتله كل اللي حصل وإننا كنا حابسينها الفترة اللي فاتت، واعتقد انتِ متخيلة الباقي."

همس بسخرية: "اتحول حاتم للشخصية البغيضة دي وكان عنده كل الحق لما قالي إن انت شرير حكايته، تخيلت كلامه مجازي مش حرفي. عمري ما تخيلت إنك تغتصب واحدة يا سيف، وبعدها تمضيها على ورق علشان تخرسها، مش قادرة أستوعب إن ده انت."

وقف بغضب: "لأن ده مش أنا."

وقفت في وشه هي كمان بغضب: "بس ده اللي عملته."

سيف برفض تام: "طالما مش فاكروا يبقى معملتوش، ليه ما افترضتيش إنها كانت قاصدة ده يحصل يا همس؟ طالما هي ظهرت دلوقتي مع خليل، ما يمكن يكون خليل اللي زرعها من البداية في طريقي؟"

همس برفض: "وخليل اللي خلاك تشرب و..."

قاطعها بغضب: "قولتلك عمري ما اتنيلت شربت، ولو عدى ألف سنة عمري ما هغير كلامي ده."

همس دورت وشها بعيد عنه: "انت منتظر مني ايه دلوقتي؟ بعد ما عرفت حكايتك مع جيسيكا؟ أقولك حصل خير وأروح معاك البيت مثلًا؟ ولا أعمل زيك واتناسى اللي حصل ده؟"

سيف قرب منها: "ربنا نفسه ما بيحاسبش الإنسان على أي حاجة عملها وهو مش في وعيه يا همس."

همس بصتله باستنكار: "ده ربنا يا سيف، مش أنا."

مسك دراعها لفها تواجهه: "قصدك إيه يا همس؟ هاه؟ حاسبيني من يوم ما عيني لمحت عينك، لكن..."

قاطعته بغضب: "لكن ايه؟ أعمل نفسي مش واخدة بالي عن اللي سمعته؟ ده اللي عايزه مني؟"

ضربته في صدره وهي بتهدد بالانهيار: "أقول مكنش قصده؟"

ضربته تاني: "اعتبر نفسي إني أول واحدة في حياتك؟"

كل كلمة بتنطقها بضربة ودموعها بتنزل: "أعمل نفسي إزاي مش واخدة بالي؟ قولي، انطق، إزاي قدرت تخبي عني حاجة زي دي؟"

مسك ايديها الاتنين ثبتهم على صدره: "مخبتش، أنا حذفت الذكرى دي من حياتي أصلًا، بطلت أفكر فيها وتناسيتها لحد ما نسيتها."

حاولت تشد ايديها منه: "المفروض أعمل ايه أنا دلوقتي؟"

ساب ايدها ومسح دموعها: "سبق وقولتيلي اللحظة اللي بتضمني فيها لحضنك بتعوضني عن الدنيا بما فيها، ولا يمكن أقبل أتحرم من الحضن ده، وعمري ما هختار أبدًا أي اختيار فيه حرماني منك. هعيش معاك ولو في النار، فاكرة كلامك ده؟ ولا كان مجرد كلام؟"

بصتله باستنكار: "وفاكر كام مرة حلفتلي إني أول واحدة في حياتك ومفيش قبلي؟ فاكر؟"

زعق فيها: "ومفيش قبلك؛ همس أنا معنديش ذكرى واحدة في دماغي عنها، واحدة حتى."

حركت راسها برفض وحطت إيديها على ودانها رافضة تسمعه، بس مسك إيديها وشدها عليه: "ما ينفعش تحاسبيني على حاجة حصلت غصب عني من قبل ما أشوفك بسنين."

غمضت عنيها ودموعها نازلة: "سيبني يا سيف لو سمحت دلوقتي."

شدد إيديه عليها: "بس أنا محتاجك جنبي ومعايا دلوقتي أكتر من أي وقت تاني يا همس، انتِ عارفة كويس إن المحاكمة النهاردة ده كان غرضها بالظبط، أرجوكِ ما تخليهمش ينجحوا."

حاولت تشد إيديها تاني منه ورفعت عنيها بصتله ودموعها مغرقة وشها: "بس مش قادرة أكون معاك، مش هعرف، حاسة إنك خنتني، وبعدين بتقول كتبت عقد معاها، كان عقد عرفي صح؟"

نفى بسرعة: "لا طبعًا، قولتلك العقد ده مزور، أنا عمري ما كدبت عليكِ أبدًا. آه، خبيت الموضوع ده، لكن عمري ما كدبت عليكِ. تعالي نرجع بيتنا يا همس."

رفضت: "مش هرجع معاك يا سيف، سيبني لو سمحت."

حط إيده على بطنها: "فكري فيها."

زقت إيده بسرعة وباستنكار ورفض تام: "اوعى تلعب بورقتها يا سيف، اوعى."

زعق فيها: "أنا ما بلعبش يا همس، أنا في حرب مع أطراف كتير فأوعي انتِ تكوني طرف من الأطراف اللي المفروض أحارب قصادها، دي حرب مش هفوز فيها ومش حملها أصلًا."

قعدت باستسلام: "أرجوك، أرجوك يا سيف، لو بتحبني بجد سيبني دلوقتي، سيبني أرتب أفكاري وأستوعب كل اللي سمعته منك، علشان خاطري."

موبايله رن وكان سبيدو، فقفل الصوت وتجاهله، لكن رن تاني فاضطر يرد: "أيوه يا سبيدو."

سمعه: "رجالتي بلغوني إن جيسيكا طالعة على المطار، تحب تعمل إيه؟"

سيف برفض: "وقفها، هي هترمي كلامها وتهرب تاني، اوعي تسيبها تسافر، امنعها، وأنا هجيلك."

سبيدو أضاف: "معاها حاتم يا سيف."

رد بسرعة: "إياك يكون معاها إبليس نفسه، وقفها، ولو اعترض خده معاها."

قفل معاه، وقبل ما ينطق، هي سألته: "مين دي اللي هتوقفها وتمنعها تسافر؟"

بصلها بتردد ومش عارف يقولها ولا بلاش، فهي كررت بإصرار: "مين يا سيف اللي هتمنعها من السفر؟"

اتنهد وأخد مفاتيح عربيته: "هتمشي معايا يا همس؟"

حركت راسها برفض: "جاوب سؤالي الأول، مين؟"

قاطعها: "هتمشي معايا وتقفي جنبي في الحرب دي، ولا هتبعدي وتتفرجي من بعيد؟"

فضلت ساكتة شوية وبصتله: "مين اللي بيحاربك؟ كان عصام وبنته وخلصنا منهم، ولا هو عصام لسه ساند بنته؟"

اتردد يجاوبها، بس قرر يديها أطراف الموضوع: "عصام كان مجرد عسكري في لعبة شطرنج، كان في وراه فادي، وفادي وراه خليل الورداني، وخليل ده عداوته مع أبويا، حاول يدمره زمان ويفرق بينه وبين والدتي، بس مقدرش. حبهم كان أقوى من أي حد يدخل بينهم، الاتنين رفضوا يسمعوا لحد، وحتى لما جدتي صدقت وحاولت تبعدهم مقدرتش، وحتى لما بعدت برضه مقدرتش، فضلوا إيد واحدة. للأسف أنا مش محظوظ زي أبويا، وشريكتي استسلمت من أول ضربة. هسيبك دلوقتي، وخدي قرارك براحتك."

اتحرك، وهي زعقت فيه: "اوعى تقول عليا استسلمت، بس انت اللي..."

قاطعها بغضب: "أنا اللي ايه يا همس؟ أنا في عز الأزمة والمصايب ما ضحكتش عليكِ، كنت صريح معاكِ من البداية يا همس. كان ممكن ببساطة أستمر في علاقتي بيكِ في وجود شذى، وكان ممكن أعمل كتير أوي يا همس، لكن حبي ليكِ حافظ عليكِ ووصلنا لهنا. لكن ما تجيش دلوقتي تتكلمي عن قصة قديمة انتهت، تحاسبيني عليها، مش من حقك أصلًا."

مسحت دموعها: "خلاص، طالما انت شايف إنه مش من حقي يبقى الله يسهلك طريقك يا سيف. أنا مش متقبلة واحدة قبلي في حياتك وحاسة إنك خنتني ومش عارفة أتخطى ده. انت شايف إن ده مش من حقي فانت حر."

هز دماغه بتقبل لكلامها: "تمام يا همس، براحتك، بعد إذنك، بس قبل ما أمشي من هنا علشان بس تكون الصورة قدامك واضحة، مش هاجي هنا تاني غير بعد ما أفوق من كل اللي أنا فيه، بعد ما أخلص من خليل وأعرف أحمي شركتي وبيتي وكل اللي حواليا. سبق وقلتلك مش هحارب في كذا جبهة، علشان بس ما تنتظرينيش أو تقولي مشيت وما سألتش فيكِ أو ما اهتمتش."

همس بغضب: "انت بتهددني يعني؟ امشي يا سيف براحتك."

بصلها بأسف: "مش بهددك لأن ما ينفعش الواحد يهدد روحه يا همس. خليني أخلص من كل المشاكل اللي أنا فيها، اللي انتِ مالكيش ذنب تدخليها، وبعدها أبقى أجيلك."

سابها وخرج من عندها وهي قعدت مكانها بانهيار تعيط.

سيف نزل تحت، كان نادر وملك في عربية نادر، وأول ما شافوا سيف خارج من العمارة، نادر خرج بسرعة يوقفه: "سيف، (بصله) إيه الأخبار؟ همس هتفضل هنا؟"

سيف حاول يتكلم بشكل طبيعي: "آه، خليها هنا يا نادر يومين بس أظبط أموري وأعرف أتعامل مع كل اللي بيحصل ده، وهي بعيد عن الصحافة والدربكة دي كلها، بعد إذنكم."


كريم وصل بيته وكان في استقباله حسن ونونا اللي ضموه أوي لحضنهم.

مؤمن علق بهزار: "اللي يشوفك يا عمي وانت بتحضنه دلوقتي ما يشوفكش وانت بتطرده شر طردة."

حسن ابتسم: "غصب عني بس كان لازم نظهر ده قدام الناس ونخليهم يفتكروا إنهم نجحوا في مخططهم. المهم، حمدالله على سلامتكم."

كريم اتلفت حواليه: "العيال فين؟"

ناهد ابتسمت: "فوق في أوضتهم مع سما."

أمل استأذنت منهم: "هطلع أشوفهم وحشوني أوي."

كريم وقفها: "هاتيهم يا أمل معاكِ وانتِ نازلة."

وافقت وطلعت جري لفوق، وبمجرد ما فتحت باب الأوضة ونطقت: "حبايب قلبي."

الاتنين اتفاجئوا بيها وصرخوا وهم بيجروا عليها، فقعدت في الأرض علشان تحضنهم الاتنين، لأن الاتنين رموا نفسهم في حضنها. فضلت ضماهم وبتبوس فيهم الاتنين، بعدها إياد بيسألها: "بابي؟"

ابتسمت: "بابي مع جدو تحت. يلا نسلم عليه، بس خلوني الأول أسلم على دكتورتنا الحلوة."

بعدوا عنها، فهي وقفت سلمت على سما اللي فرحت برجوعها جامد، بعدها لاحظت إن العيال الاتنين جريوا على تحت ونزلوا ورا بعض، فاستأذنت من سما ونزلت وراهم.

سما راحت أوضتها، كانت صفية وسناء قاعدين مع بعض.

بصولها الاتنين فوضحت: "أمل وكريم رجعوا من السفر، والعيال نزلت تسلم عليهم."

سناء بفرحة: "طيب الحمد لله إنهم رجعوا لعيالهم بالسلامة."

صفية بحرج: "ما تخلينا نمشي إحنا يا سناء، نروح أي فندق نكمل باقي الأسبوع ده ونرجع بيتنا؟"

سناء برفض: "انتِ محرجة من إيه يا صفية؟ ما إحنا قاعدين في الملحق بره في بيت ابني، والبيت فاضي أصلًا ومقفول. هو انتِ غاوية شحططة وخلاص؟"

صفية بحرج: "برضه يا شيخة، الناس رجعت أهي و..."

قاطعتها سناء: "بقولك إيه، رغي كتير مش عايزة. أنا مرضيتش أضغط عليكِ تقعدي هنا وقلت علشان تاخدي راحتك خلينا بره في الملحق. ما تسوئيش فيها بقى." (بصت لسما) "ننزل نسلم عليهم ولا نسيبهم شوية يتكلموا براحتهم؟"

سما ردت: "خليهم براحتهم، وشوية وننزل نسلم عليهم."

تحت، العيال أول ما نزلوا، وإياد نادى أبوه. كريم قام بسرعة يستقبلهم، شالهم الاتنين حضنهم: "يا قرود، الواحد مكنش متخيل إنكم وحشينوا للدرجة دي."

أمل ابتسمت وهي نازلة على السلم: "أخيرًا يعني وحشوك؟"

كريم أخدهم الاتنين وقعد بيهم، وأمل قعدت جنبه.

حسن سأله: "وصلت لإيه يا كريم؟ طمنا؟ عرفت مين ورانا يا ابني؟ ومين ساند ناريمان؟"

كريم حكالهم اللي حصل وحالة ذهول سيطرت عليهم.

ناهد علقت بذهول: "يعني بجد العيل ده ابنك يا كريم؟ أنا ما صدقتش كل الاختبارات اللي اتعملت دي."

ابتسم لها بأسف: "للأسف يا أمي، فعلًا ابني. العينة اللي هي حملت بيها متاخدة مني، فالعيل ابني." (بص لأبوه) "هو المفروض دلوقتي نعمل إيه؟ إيه الصح؟"

حسن بحيرة: "معرفش يا ابني، دي حاجة أول مرة أسمع عنها، إن واحدة تخدر واحد وتاخد عينة منه ودكاترة يساعدوها. صراحة الزمن جاب آخر ما عنده. الصح إيه؟ ما أعرفش بجد."

مؤمن علق بغيظ: "والله الواحد هاين عليه يأجر لها واحدة من بتوع الشراشيح دول يروحوا يرنوها علقة لحد ما تنزل العيل ده."

ناهد بصدمة: "يا لهوي، لا يا مؤمن لا. لا يا حبيبي، دي مش أخلاقنا يا حبيبي."

علق بغيظ: "أمال إيه الصح؟ كريم يتجوزها ويكتب الواد باسمه؟"

ناهد حركت راسها برفض: "معرفش. ربنا هيحلها من عنده، ده شيء أنا واثقة منه. لكن إحنا نعمل ده؟ لا يمكن أقبله. (اتبع السيئة الحسنة تمحها) لكن مش نقابل السيئة بسيئة أفظع. ده رأيي وانتو حرين."

كلهم بصوا لحسن اللي رفع إيديه: "معرفش، سيبوها على الله. هو يحلها من عنده وهيلهمنا التصرف الصح."


رجالة سبيدو قطعوا الطريق على عربية حاتم، وقفوهم، ونزلوا كلهم منها. فتحوا الباب لحاتم وجيسيكا: "اتفضلوا معانا."

حاتم بتوتر: "اعذرونا بس رايحين..."

قاطعه واحد من الرجالة: "مش هتروحوا في أي مكان. حضراتكم هتنزلوا في ضيافتنا. اتفضلوا بالذوق (فتح جاكت بدلته ووراهم المسدس بتاعه) أو بالعافية."

الفصل السبعون من هنا

تعليقات



×