رواية عاصفه الهوي الفصل الثامن والستون بقلم الشيماء محمد
مؤمن لما سمع صوت ابنه اتجنن: "إيان قولي انت فين ومين معاك وتليفون مين اللي معاك؟"
سمع صوت ضحكة وده هداه شوية، بعدها سمع صوت سما جنبه: "طمن بابا يا اينو" (أخذت منه الموبايل) "سلام عليكم يا باشمهندس، معلش لو فاجئناك بس عمال يزن وعايز يكلمك، واتفاجئت إنه حافظ رقمك."
مؤمن اتنفس بارتياح وشاور لصحابه يهدوا لأن الكل اتوتر معاه: "حصل خير يا دكتورة، أنا حفظته فعلًا رقمي."
علقت: "أصلًا مسك موبايلي وبيقولي افتحه أكلم بابا، بس ما تخيلتش إنه هيرن عليك فعلًا، فقولت افتحه يلعب بيه شوية، آسفة بجد."
مؤمن بعد عنهم علشان يتكلم براحته: "آسفة على إيه بس؟ ده إحنا اللي آسفين تعبناكِ معانا وكمان سيبتكم وسافرت، فاعذريني انتِ بجد."
سما بدفاع: "ما تتأسفش، ده صاحبك والمفروض تكون معاه، انت من حقك تعيش وتخرج مع أصحابك، وبعدين إيان وإياد دول بقوا حبايب قلبي، أصلًا مش عارفة إزاي دخلوا حياتي بالشكل ده وبياكلوا اليوم اقسم بالله، أنا برجع من الجامعة ألاقي النهار طلع تاني يوم، مش فاهمة في إيه."
سبيدو بيسأل سيف: "مين الدكتورة دي؟ حد عنده تعبان ولا إيه العبارة؟ مش فاهم."
سيف ابتسم: "لا دي قريبتهم من البلد، صيدلانية نازلة ضيفة عندهم."
سبيدو بفضول: "وإيه العبارة؟"
سيف بص لصاحبه، بعدها بص لسبيدو: "مفيش عبارة، أعتقد مؤمن لسه بيبكي على اللبن المسكوب."
سبيدو بتفكير: "ماهو مش الكل بيعرف يتخطى اللبن المسكوب بسرعة، وساعات ما بنعرفش نتخطاه أصلًا "
راقبوه الاتنين شوية، بعدها سيف سأله: "محاكمة شذى بكرة."
سبيدو شرب آخر قهوته وكرر جملته: "محاكمة شذى بكرة، وبعدين؟"
سيف اتنهد بحيرة: "مش عارف إيه هيتم فيها، بس جوايا إحساس غامض إنها مش هتعدي على خير."
سبيدو: "مش هنسبق الأحداث، المهم عايز أحدد ميعاد للفرح أنا وآية، ممكن يبقى إمتى؟"
سيف بتفكير: "معرفش بجد، انتو عايزينه إمتى؟"
رد بسرعة: "لو من جهة اللي عايزه هقولك بكرة، بس نتكلم بالعقل والمنطق، إمتى ينفع؟"
سيف فكر شوية: "أعتقد إجازة نص السنة."
سبيدو بص له بجدية: "نص السنة يعني بنتكلم في شهر ونص تقريبًا؟ كويس، سيف أنا بدأت أجدد شقتي، آية اختارت الألوان اللي عايزاها وهنفرشها على ذوقنا."
سيف باستغراب ليه بيقوله حاجة زي دي: "طيب كويس، فين المشكلة؟"
سبيدو اتعدل في قعدته: "كاميليا بتقولي افتح الڤيلا بتاعتنا وأجددها وأفرشها وأتجوز فيها."
سيف بهدوء: "وانت إيه رأيك؟"
سبيدو بضيق حاول يداريه: "مش عايز أعيش فيها، لكن لو هيفرق معاكم حاجة زي دي، أنا ممكن من بكرة أشتري ڤيلا وابدأ."
قاطعه سيف: "لحظة يا سبيدو، يفرق معانا اللي هو مين تقصد؟ أنا مثلًا وأبويا وأمي؟ ولا معانا دي بتعود على مين؟"
وضح: "أه انت وباقي العيلة."
سيف: "اللي هيعيش معاك هو آية، فده موضوع تاخد رأي آية فيه، هتعيش معاك في شقتك؟ عايزة ڤيلا؟ اللي تتفقوا عليه ويناسبكم اعملوه يا سبيدو."
بصله بتردد: "يعني مش هيفرق مع والدتك المكان اللي بنتها هتعيش فيه؟"
سيف حاول يرد بدون ما يغلط في حد: "والله والدتي مش بيعجبها العجب، بس في النهاية دي حياتك انت وآية، فاعملوا اللي يسعدكم ويناسبكم، شقتك كمان حلوة واعتقد آية هتحبها."
سبيدو وضح: "هي عجبتها في الصور لأنها طلبت تشوفها، وكلمتها فيديو كول شافتها، لما نرجع بإذن الله ابقى أخدها تشوفها على الواقع، لو ده يناسبك؟"
ابتسم: "طبعًا حقها ولازم تشوفها أصلًا."
قاطعهم رجوع مؤمن قعد وسطهم: "إيان أخذ موبايل سما وكلمني منه، أنا كده لازم أروح بقى، العيال بغياب كريم ودلوقتي غيابي مجننين الكل."
سبيدو بفضول وبيغمز له: "سيبك من العيال ومن الكل وقولي إيه حكاية الدكتورة دي؟ هاه؟"
مؤمن بص لسيف باتهام: "قولتله إيه حضرتك؟"
سيف بذهول: "وأنا هقوله إيه؟ وهو في إيه يتقال؟"
سبيدو علق بجدية: "لا هو مقالش حاجة، بس هل في حاجة تتقال؟ أنا بهزر على فكرة علشان بس أخدت حبة محترمين تتكلم معاها."
مؤمن حس إنه اتسرع: "مفيش حاجة تتقال، بس صاحبك فاكر إن المشاعر لها زرار بندوس عليه يشتغل."
سيف بغيظ: "أنا قولت كده؟ أنا كل اللي قولته بص حواليك وخليك متفائل ومقبل على الحياة، هتنبهر بالنتيجة واللي ممكن تشوفه، لكن عارف إن المشاعر مش زرار، بس في شرارات كده ساعات تكون البداية، مجرد شرارة بسيطة، فاستغلها." (قام وقف بعدها): "أنا هروح أشوف همستي صحيت ولا لسه بعد إذنكم."
مؤمن وقف زيه: "وأنا كده يدوب أنزل مصر علشان العيال."
سبيدو وقف زيهم بس مسك في مؤمن: "ما تقضي معانا اليوم وكلنا هنمشي آخر النهار؟"
مؤمن برفض: "لا كده يدوب علشان العيال والشركة ."
سلم عليهم الاتنين، سبيدو راح يشوف آية ومؤمن هيمشي، بس سيف وقفه: "هاجي أوصلك لعربيتك."
مؤمن باستغراب: "ليه يعني؟ هتوه؟"
ابتسم بغيظ: "أوفر غتاتة والله."
مؤمن ضحك: "مقبولة منك يا عم الصياد."
مشوا الاتنين جنب بعض بصمت لحد ما مؤمن علق بغيظ: "انت جاي توصلني بجد؟ افتكرتك عايز تقول حاجة؟"
سيف بصله: "هقولك إيه يعني؟ بوصلك فعلًا بس، ضيف بقى وحركات."
ضحكوا الاتنين، بعدها سيف علق بجدية: "كريم مقالش هيرجع إمتى؟"
مؤمن نفى: "لا مقالش، كل اللي قاله لما يجي هيفهمنا كل الحكاية، بس محتاج يومين مع مراته الأول."
سيف بهدوء: "وانت! ما تقفلش الباب يا مؤمن وادي للأيام فرصة توريك حلاوتها."
مؤمن بشرود : "حلاوتها ؟ أنا بحاول أفكر في كل اللي فات وأحلله ومش عارف هو امتي حياتنا اتدهورت كده ؟ ولا هي من زمان متدهورة وأنا مش واخد بالي ؟ مخي بيعيد مشاهد مش عارف ازاي مخدتش بالي منها من البداية خالص ، اخترت أغمض عيني . "
سيف بيحاول يخفف عنه : "غمضت عينك لأنه كان قدرك تخلف إيان اللي هو حاليا بالدنيا وما فيها ولا ايه ؟ "
ابتسم : "طبعا "
سيف وقف ومؤمن وقف قصاده باستغراب : "خير ؟ عايز تقول ايه ؟ "
ابتسم بغموض :" هقولك على خبر بس لسه مش مستعد أعلن عنه دلوقتي "
مؤمن بفضول : "خبر ايه قول ؟ ياريت يكون حلو بجد محتاج اسمع أي أخبار حلوة . "
سيف ابتسم وبتردد :" همس حامل "
مؤمن بصله بذهول لوهلة بعدها باركله وحضنوا بعض بفرحة :" مبارك يا سيف ربنا يتمه على خير ، بس ليه هتخبي ؟ الكل هيفرح بالخبر ده "
سيف بتردد : "حتى أبوها ؟ "
مؤمن تراجع : "لا ابوها معرفش صراحة ، طيب أبوك انت و والدتك ؟ اعتقد يا سيف الناس دي من حقها تعرف ، ان يكون عندهم حفيد ده أكتر شيء ممكن يسعدهم "
سيف : "ربنا يسهل يا مؤمن ، المهم أنا قولت اقولك بدال ما انت مكتئب كده . "
همس صحيت من نومها كانت لوحدها في الشالية، استغربت إن سيف سابها ونزل. قامت بصت من ورا قزاز البلكونة بس ما شافتهوش. دخلت غيرت هدومها ولبست فستان أبيض رقيق وحطت ميكب هادي جدًا وطلعت تشوفه فين؟
شافت أصحابها راحت لعندهم. هالة أول ما شافتها: "عيني عليكِ باردة يا بت يا همس مالك محلوة كده ليه؟"
هبة ضحكت وبهزار: "الحب بيحلي يا بت."
همس ضحكت زيها وأكدت: "دي حقيقة فعلًا، الحب بيحلي كتير. المهم، ما شوفتوش بعلي في أي مكان؟"
محمد عبدالمقصود حاول يهزر معاها: "كان بيتمشى على الشط من شوية مع حتة صاروخ أجنبي أوعى، العنين الزرقة اللي بتنور والشعر الأصفر أووف، وعمال يرطن معاها تقريبًا بالفرنساوي ولا الروسي، ما عرفتش يا بنتي."
همس عينيها لمعت بتحفز وبصت لهالة: "انتِ شوفتيه يا هالة؟"
هالة ببراءة: "لا أنا لسه نازلة يدوب، مروان كلمني ونزلت."
أحمد خلف أكد كلام صاحبه: "تقريبًا يا همس كانت بتسأله عن حاجة لأنه كان واضح إنه بيوصفلها حاجة بس اندمج معاها أو هي لزقت فيه."
مي صحبتها: "بت يا همس، صح هو مين اللي جه امبارح بالليل ده وجوزك رحب بيه أوي؟ الدخيلي ولا مش فاكرة اسمه؟ ومتجوز ده؟"
همس بصتلها وباقتضاب: "ده صاحبه من أيام الجامعة، مؤمن وآه متجوز ومخلف، بس منفصل عن مراته الأيام دي، ما عرفش هيرجعوا ولا."
مي بترجي: "ما تعرفيني عليه طيب، ينوبك ثواب؟"
هبة علقت: "لا أنا عجبني صاحبه الثاني سبيدو تقريبًا اللي كان عامل السباق، بس في واحدة كانت جنبه طول الوقت، تقريبًا أخت سيف، بس يا همس تخيلت سيف مش من الشباب اللي عادي أخته تصاحب وكده؟"
همس بدفاع: "طبعًا سيف مش كده، وده مش صاحبها، ده كاتب كتابه عليها يعني جوزها، شوفي غيره. المهم (بصت لعبدالمقصود): لما شوفتوا سيف كان إمتى؟"
عبدالمقصود بتردد: "أوعي تكوني هتتخانقي معاه ونتسبب في مشاكل يا همس؟"
همس بصتله بتهكم: "أتخانق معاه ليه؟ علشان كلم واحدة أجنبية؟ حبيبي سيف عاش بره سنين كتير ولو بيعجبه النوع ده كان قعد هناك ولا جاب في إيده واحدة منهم، بس النوع ده مش بيلفت انتباهه حتى، فالموضوع عادي بالنسبالي، تلاقيها واحدة لازقة فيه."
قاطعهم وصول جرسون معاه صينية عليها عصير: "باشمهندسة همس الصياد؟"
همس بصتله: "آه أنا، خير؟"
بيديها العصير: "زوج حضرتك باعت ده ليكِ، اتفضلي."
همس ابتسمت، لكن علقت: "بس أنا قاعدة مع زمايلي؟"
الجرسون: "لحظة واحدة يا أفندم وهيكون العصير تحت أمرك لكل زمايل حضرتك، اتفضلي."
قبل ما يتحرك همس سألته: "هو فين أصلًا؟"
الجرسون بحيرة: " معرفش يا أفندم بس هو وصّى لما حضرتك تظهري نجيب العصير الفريش."
انسحب بسرعة يجيب لزمايلها وهي استغربت، بس هالة علقت: "دكتور سيف جنتل أوي، يارب يكون مروان زيه."
همس ابتسمت: "يارب وأحسن كمان بإذن الله، ربنا يسعدك يا قلبي."
لحظات وجت بنت لابسة يونيفورم القرية ومعاها صينية عليها وردة حمرا وورقة، همس بصتلها باستغراب، فهي وضحت: "دكتور سيف بعتهم لحضرتك."
همس استغربت جدًا ومدت إيدها أخدت الوردة والورقة، قرأتها:
"أجمل وردة في الكون همستي، اعذريني لو مكنتش جنبك لما صحيتي، ما تفطريش هنفطر مع بعض أنا وانتِ يا قلبي، اشربي بس العصير وانتظريني."
بصت للبنت: "هو فين؟"
البنت بحيرة: "معرفش، هو عطاني دول من شوية وقالي لما تطلعي من الشالية أوصلهم لحضرتك، لكن معرفش هو فين. حضرتك تأمريني بأي حاجة؟"
شكرتها وانسحبت، وهمس بصت لعبدالمقصود: "انت شوفته كان فين بالظبط يا محمد؟"
رد بحرج: "صراحة ما شوفتوش، كنت بشتغلك بس علشان أشوف الغيرة وكده، بس جوزك صراحة خرسني بتصرفاته دي. إيه الراجل ده؟ المفروض يدي كورسات في الرومانسية مش المايكرو."
همس ابتسمت: "اللي بيحب بجد مش محتاج لكورسات، بيعرف يسعد حبيبه. أنا هروح أدور عليه."
قبل ما تتحرك وصلت آية ومعاها سبيدو صبحوا عليها ويدوب هتسألهم بس آية سبقتها: هو جوزك فين يا همس مش شايفاه في أي مكان؟
همس باستغراب بصت ناحية سبيدو: أنا كنت لسه هسأله أصلًا هو فين؟
سبيدو باستنكار : أنا؟ وأنا أعرف منين؟ شربنا قهوة مع بعض من شويتين أنا وهو ومؤمن وبعدها كل واحد راح يشوف وراه إيه، بس هو قال هيروح لهمسته.
همس بغيظ: ما هو همسته إهي بتدور عليه.
سبيدو اقترح: رني عليه طيب؟
همس بغيظ أكتر: ياه، إيه الاقتراح الفظيع ده؟ موبيله في الشاليه أصلًا يا فصيح.
سبيدو ابتسم: سوري، أصلًا كان في البحر فإزاي معاه موبيل؟ سوري، غباء مني. المهم لما تشوفيه عرفيه إننا هنخرج نتمشى شوية في البلد، إحنا قولنا لعمو بس كنت حابب أقوله.
آية بتأكيد: همس هتقوليله ولا هتنسي؟ ننتظره لما يظهر؟
همس بتأكيد: يا حبيبتي روحوا اخرجوا. أولًا، انتوا متجوزين، وثانيًا استأذنتوا عمو، وثالثًا والأهم هو اللي مختفي.
وصل عز وسلوى اللي جايين عليهم ماسكين إيدين بعض سلموا على الكل وعز بص لبنته: مخرجتوش لسه؟
آية بتبرير: كنا عايزين نشوف سيف بس محدش عارف مكانه.
سلوى: مش في الشاليه يا همس؟ ولا فين؟
آية ردت عنها: همس نفسها بتدور عليه.
انضمت لهم هوليا اللي الكل فرح بيها وتقريبًاً باست كل الموجودين، بعدها بصت لهمس أخدت من إيدها الوردة وقبل ما همس تعترض هي وضحت: "أنا هاخد الوردة الجميلة دي، وانتِ روح لصاحبها، o sana yenisini verecek."
همس استغربت : آخر جملة دي ايه؟
هوليا ضحكت : روحي لصاحب الوردة.
همس سألتها بفضول: فين صاحبها بقي؟
هوليا شاورت على لانش سريع بيقرب من الشط: أهو جاي، روحي قابليه.
سلوى كشرت: هاتيه يا همس، خليكم تفطروا معانا.
هوليا بصتلها بذهول: يفطر معاكِ ليه معلش؟ هما الاتنين هيفطروا مع بعض. (بصت لآية وسبيدو)" hadi bakalım, gidiyor musunuz? Yani, herkes sevgilisine gitsin, hadi."
سبيدو بضحك : اخر معلوماتي في التركي عشقم
كلهم ضحكوا وهوليا وضحت : بقول يلا شوفوا رايحين فين مش كنتوا خارجين؟ يلا، كل واحد يروح aşkım، يلا.
سبيدو ابتسم: والله انتِ عسل.
ابتسمت بتفاخر: عارفة، يلا خد aşkım وامشي.
ابتسم بحرج: هاخدها، بس بما إن سيف ظهر هقوله الأول.
همس اعتذرت منهم واتحركت ناحيته. كان واقف باللانش ونزل المية كانت واصلة لبعد ركبه واتحرك جري لهمس وأول ما وصلها باسها بدون مقدمات : وحشتيني، كل ده نوم؟ مش عايزة تصحي؟
ابتسمت بحب: ما صحتنيش ليه؟
مسك دقنها بمداعبة: مش بتهوني عليا يا قلبي، المهم أخبارك إيه؟ كويسة؟ شربتي العصير؟
افتكرت حركاته: محدش جابلي عصير.
ضحك: نصابة كبيرة.
استغربت: عرفت منين بقى إني نصابة؟
ضحك أكتر: طعم بوقك مانجة يا روحي.
نسيت إنه باسها أصلًا ونسيت إن المانجة ريحتها فضاحة، فضحكت زيه. بعدها لاحظت إنه بيبص وراها، فكان سبيدو بيشاور له، راحت موضحة: عايز يخرج بآية وقال لأبوك بس عايز يقولك انت، شوفت رخامتك؟
بصلها وداعب أرنبة أنفها: دي مش رخامة يا روحي، لحظة هشوفه.
راح لسبيدو اللي استأذنه وبعدها انسحب بمراته. وقبل ما يرجع لهمس، سلوى نادته: سيف، تعال افطر معانا انت وهمس حبيبي؟
الكل بصلها باستغراب وخصوصًا أصحاب همس، وانتظروا رد سيف اللي اعتذر منها: لا، افطروا انتِ وبابا، أنا مجهز فطار في مكان تاني.
سلوى بفضول: فين؟
سيف استغرب فضولها بس شاور وراه: شايفة اليخت اللي هناك ده؟ هاخدها هناك وهنلف بيه شوية أنا وهي، عايزة حاجة؟
عز رد عنها: لا، سلامتك يا حبيبي، يلا روح لمراتك.
سابهم ورجع لهمس أخدها ناحية المية، فوقفته: رايحين فين؟
شاور لها بإيده، فهي وقفت على الشط: مش عايزة الفستان يتبل، هوصل إزاي للانش ده؟ قربه شوية.
سيف بص للانش اللي على بعد كام متر: يا حبيبتي، هتغرز في الرمل أكتر من كده، دول يدوب كام خطوة، يلا.
همس باعتراض: انت لابس شورت مش هيتبل، أنا لابسة فستان مش عايزاه يتبل، إيه بقى؟
قرب منها، فهي هترجع لورا بس هو فاجئها وشالها: أمري لله، قولي عايزاك تشيلني وبس.
أكدت بحب: آه، شيلني أنا وبنتي عندك مانع؟
بصلها بفرحة غير طبيعية وباسها بخفة: معنديش طبعًا.
نزلها في اللانش ونط وراها. قعدها جنبه واتحرك ناحية اليخت الضخم، ساعدها تطلع وربط اللانش في اليخت، وطلعت فوق اليخت كان أجمل من يخت باسم بمراحل وأكبر. كان في فطار جاهز فوق متغطي، فقعدوا مع بعض فطروا، وتقريبًا كل اللي في الرحلة بيحسدوهم، وخصوصًا لما شافوا اليخت بيتحرك ويبعد عن كل الأنظار.
أمل فتحت عنيها كانت لوحدها في سرير حواليه ستاير كتير، قامت بتكاسل تدور على كريم، طلعت للبلكونة اللي نصها في المية ونادت: "كريم؟"
كريم بصّلها واتحرك ناحيتها لحد ما وصل لعندها: "صحي النوم يا أمل، انتِ عارفة أنا صاحي من إمتى؟"
أمل ضحكت: "انت ما بتنامش في الإجازات يا كريم."
طلع قعد على آخر درجة في السلم: "ماهو الإجازة للاستمتاع مش للنوم."
قعدت جنبه وسندت على كتفه بحب: "إحنا هنفضل هربانين من العالم هنا لامتى؟ بقالنا كام يوم لوحدنا."
ابتسم وبصلها بشغف: "مش قولتي نفسي نروح للشاليه اللي قضينا فيه شهر عسلنا؟ أديّني جبتك أهو زي ما وعدتك. عايزة تمشي ليه بقى؟"
أمل بصتله بحب: "مش عايزة أمشي، بس إحنا سايبين كتير أوي ورانا يا حبيبي."
كريم بتكاسل: "أمل خلينا هربانين، وبعدين جوزفين اتقبض عليها خلاص وخلصنا منها ومن شرها."
أمل بتردد: "وناريمان؟ وابنك اللي في بطنها؟ كريم إحنا عرفنا الحمل ده حصل إزاي آه، بس ده مش هيمنع إنها حامل في ابنك أو بنتك. غير كده هنعلن إزاي عن براءتك يا كريم؟"
أخذ نفس وزفره بضيق لأنه مش عايز يفكر في القصة دي بالذات وردد بخفوت: "مش عارف يا أمل إيه اللي المفروض نعمله؟ وإزاي نتعامل في حاجة زي دي؟ هل نجهضها؟ هل ده حرام؟ هل حلال؟ زي ما قولتي، إحنا بنهرب من كل اللي حوالينا فمش عايز أفكر في اللي ورانا هناك."
أمل رجعت تسند على كتفه: "سيبها على الله وبإذن الله ربنا هيحلها من عنده أو هيلهمنا للتصرف الصح، بس الهروب مش حل. وصراحة أكتر، العيال وحشوني، إياد وإيان وحشوني أوي يا كريم. لو عايز نفضل هنا شوية ابعت هاتهم."
بصلها بذهول: "ابعت أجيب مين؟"
استغربت استغرابه: "العيال."
كريم مصدوم: "أجيبهم فين معلش؟ وليه؟ وإزاي؟"
أمل ضحكت على منظره: "هاتهم هنا معانا."
كريم علق بغيظ: "بغض النظر إني مش عارف إزاي ممكن أجيبهم، بس هل انتِ متخيلة إنهم ممكن يتبسطوا في شاليه وسط البحر؟ ولا إنهم يبقوا محبوسين في مكان زي ده؟ ولا إنهم يفضلوا معايا أنا وانتِ فقط ليل ونهار؟ حبيبتي، المكان ده مش للأطفال بأي شكل من الأشكال. بعدين طالما وحشوكِ أوي يلا نرجع."
أمل بصتله بشك: "انت مش وحشينك؟"
ابتسم: "وحشوني طبعًا، جريهم وضحكهم وهزارهم وتنطيطهم وحتى غلاستهم وحشاني."
ابتسمت زيه: "غلاستهم إيه؟ دول الاتنين أعسل من بعض."
بصلها بتهكم: "والله ما في أعسل منك يا أمل. بكرة نسافر يا قلبي."
خاطر وفاتن نزلوا وانضموا لعيلة سيف، وفاتن عنيها بتدور على ابنها ومراته ومستغربة الوقت بعد الظهر ليه مظهروش كل ده؟ معقول يكونوا نايمين؟
أخيرًا قررت تطلع تشوفهم في أوضتهم، استأذنت منهم وجوزها هيوقفها بس قالت له هتصلي الظهر وترجع. صلت الظهر فعلًا وراحت ناحية أوضتهم تطمن عليهم، بس الأول عدت على أوضة هند، قابلتها خارجة من أوضتها هي وبدر، سلمت عليهم وقالت لهم هتشوف نادر وملك وتحصلهم.
سبقوها الاتنين وهي راحت لنادر، خبطت عليه يدوب خبطة كان ابنها فتح الباب وهو يدوب لافف فوطة على وسطه وهيرد لكنه اتفاجئ بيها قدامه فعلقت: "كنت منتظر مين واتصدمت بيا؟"
نادر تراجع بسرعة: "مش حد يا أمي، يا أهلًا بيكِ نورتيني، اتفضلي."
دخلت بتردد وهو استأذنها: "هلبس هدومي لحظة."
قبل ما يدخل ملك سألته وهي طالعة لعندهم ولابسة فانلة نادر: "مين يا حبيبي؟"
شافت فاتن قبل ما نادر يجاوبها فبتتراجع، لكن فاتن علقت: "شوفتي عفريت يعني ولا إيه؟"
ملك بحرج: "لا يا ست الكل بس هلبس هدومي."
نادر وضح لأمه: "إحنا كنا منتظرين الروم سيرفس علشان كده فتحت على طول. بعد إذنك يا أمي."
دخلوا يلبسوا هدومهم، ولحظات والباب خبط ففاتن فتحت كان الروم سيرفس جايب عربية بيزقها عليها فطار، دخل وشكرها وخرج.
فاتن بصت للفطار وبتفتكر شكلهم الاتنين. معقول تكون سعادة ابنها مع ملك؟ طيب إيه اللي مميز فيها وليه حبها؟
قاطع أفكارها خروج ابنها، فبصتله بتدرس ملامحه اللي لأول مرة تلاحظ إنها اتغيرت. الحزن اللي كان مسيطر عليه معدش موجود، احلو كتير ولا بيتهيألها علشان ابنها؟
لا هو صغر ووشه نور وبقى أوسم فعلًا. ليه كل ده؟
انتبهت على صوت ابنها بس ما سمعتش قال إيه: "قولت إيه يا حبيبي؟ معلش ما ركزتش."
ابتسم: "بقولك تعالي نفطر يلا مع بعض؟"
هنا فاتن وقفت: "لا يا حبيبي، افطر انت ومراتك بالهنا، أنا بس طلعت أصلي وأطمن عليك لما اتأخرت، الكل موجود من بدري."
ابتسم وباس إيدها: "أديكِ اطمنتي، اقعدي بقى كلي معانا؟"
ربتت على إيده بحب: "بالهنا."
هتخرج بس ملك خرجت: "حضرتك رايحة فين؟ اقعدي افطري معانا الأول؟"
فاتن ابتسمت لهم: "افطروا انتوا، أنا سبقتكم، يلا سلام."
سابتهم وخرجت، وملك بصت لجوزها: "ليه مشيت؟"
نادر باستغراب: "مش عارف، بس كانت غريبة. المهم يلا نفطر أنا وانتِ؟"
آخر النهار الكل بيتجمع علشان يتحركوا وهمس واقفة مع صحباتها وكذا حد وقف معاهم علشان يتكلموا مع سيف لما يقرب منها.
سيف قرب منهم وهمس سألته: "سيف هنركب أي أتوبيس؟"
بصلها: "ولا واحد، هنمشي بعربيتي يا روحي."
استغربت: "عربيتك ليه؟"
قرب منها: "هو مش انتِ اللي خليتيهم يجيبوها لهنا؟"
كشرت: "ده جزاتي يعني؟"
ابتسم وبراحة فرد تكشيرتها بحب: "روح قلبي، خلينا نركب عربيتنا ونمشي. مش هقدر أقعد في الأتوبيس كذا ساعة في الوقت اللي أقدر أكون في بيتي في ساعة واحدة."
كل واحد ركب عربيته، فاتن وخاطر ركبوا مع ملك ونادر، هند وبدر ركبوا مع سبيدو وآية، عز وسلوى ركبوا عربيتهم مع نصر، وسيف أخد همسته في عربيته والكل اتحرك.
في الطريق همس تعبت وبدأت ترجع كل شوية وسيف يقف على جنب مش عارف يعمل إيه ولا يتصرف إزاي، لحد ما وصلوا القاهرة أخدها للدكتورة رباب مباشرة. كشفت عليها واطمأنت إنها بخير وطمنت سيف وقالت له إن وضعها طبيعي جدًا والترجيع طبيعي في الأشهر الأولى للحمل ونصحتهم انها تهتم بنفسها وصحتها الأشهر الأولى بالذات ويكونوا أهدى في التعامل والحركة .
أخدها البيت وطلبت منه محدش يعرف لبعد المحاكمة ما تعدي على خير الأول بعدها يحتفلوا مع العيلة .
كريم أخد أمل علشان يرجعوا وقبل ما يسافروا راح يزور جوزفين في السجن. أول ما شافته ابتسمت بقهر: "هل أتيت للتشفي بي مستر مرشدي؟"
نفى بهدوء: "لا، ليس من طبعي، ولكن أتيت لأسألك: لم كل هذا؟ لم طلبتم مني التدخل؟ ولم قتلتي دكتور ديريك؟ انتِ طبيبة في النهاية!"
أشاحت بوجهها: "الجميع في النهاية يدفع ثمن أخطائه. ربما تعتقد أنك تغلبت علي وانتهى كابوسك، ولكنك واهم، فأنا لم أكن سوى بيدق صغير في اللعبة. فلتستعد للقادم."
قرب منها بحذر: "ما هو القادم؟"
ضحكت بهستيريا: "ستراه بعينك، لا تقلق، وسأستمتع بوقوعك معي."
سابها ومشي وهو مش عارف إذا كانت بتلعب بأعصابه ولا كلامها حقيقي. أخد أمل وراحوا للمطار للرجوع لمصر.
سيف راح المحاكمة والكل معاه المرة دي. همس بصت حواليها لكل الموجودين، كلهم أهلها وعيلتها، فابتسمت برضا تام، بس ابتسامتها اختفت بدخول شذى ووراها فريق محامين على رأسهم منتصر الزيات. أما سيف وأبوه وسلوى وهوليا ابتسامتهم اختفت بدخول أونكل داني أو خليل الورداني.
الأستاذ رجائي وإمام مع سيف، والمحاكمة بدأت بوتيرة هادية نوعًا ما. وكل محامي بيتكلم شوية يعرض قضيته، لحد ما طلع أول شاهد وهو الجرسون اللي كان في المطعم.
وقف منتصر يستجوبه بشوية أسئلة تقليدية، بس أهم سؤال: "تعرف الدكتورة شذى المحلاوي؟"
الجرسون: "أعرفها من الأخبار والميديا."
منتصر: "تقدر تشاور عليها؟"
الجرسون شاور عليها، فمنتصر سأله: "اتكلمت معاها قبل كده؟ تعرفها بشكل شخصي؟"
الجرسون نفى بهدوء: "أعرفها من الفيس، لكن عمري ما اتكلمت معاها."
منتصر بص للقاضي وقال إنه انتهى من الشاهد.
رجائي قام يستجوبه: "لو انت ما تعرفش الدكتورة شذى، مين اداك السم اللي عمل تسمم للباشمهندسة همس؟"
الجرسون: "معرفش مين هي دي اللي بتتكلم عنها."
رجائي ابتسم: "اللي حاولت تقتلها في المطعم وحطيت سم في الأكل بتاعها."
الجرسون بدفاع: "محاولتش أقتلها، الموضوع كان مقلب سخيف، مكنش قتل. مجرد هزار بين أصحاب."
رجائي: "ماشي، هصدقك. مين اللي اداك أداة المقلب دي؟"
الجرسون: "واحدة معرفهاش وزغللت عيني بالفلوس. ولولا إنها أخدت منها قدامي مكنتش عملتها."
رجائي: "انت سبق وتعرفت على الدكتورة شذى وقلت إنها هي اللي ادتك السم ده. تنكر ده؟"
الجرسون بص للأرض: "لا، ما أنكرش."
رجائي: "طيب ليه بتغير أقوالك دلوقتي؟ ليه قولت إنها هي قبل كده ودلوقتي بتنكر معرفتك بيها؟"
الجرسون بتردد بينقل نظراته بين كل الموجودين، فرجائي قال له: "الشهادة الزور لها عقابها هي كمان. ليه اعترفت على شذى وليه بتغير أقوالك دلوقتي؟"
الجرسون مرة واحدة اتكلم: "حط نفسك مكاني؟ أنا يدوب حتة جرسون. مرة واحدة لقيت أربع عربيات مليانين رجالة نازلين مستعدين يدغدغوا المطعم باللي فيه. غير كده كلهم أسماء مشهورة ولامعة. أطلع مين أنا علشان أتحداهم؟"
رجائي: "مين دول؟"
الجرسون بص ناحية سيف: "سيف الصياد أولهم."
سيف ضغط قبضة إيده، والكل بيتكلم، لحد ما القاضي ضرب بعصايته وطلب الهدوء.
رجائي: "سيف الصياد هددك؟"
الجرسون: "مش هو لوحده. كان معاه كريم المرشدي ومؤمن الدخيلي وخالد عبدالرؤوف. الأربعة من كبار رجال المجتمع جايين مستعدين يقتلوا، فكان لازم أنفذ كلامهم. طلبوا مني أشهد ضدها وأقول إنها هي اللي ادتني السم، فقولت اللي عايزيني أقوله."
رجائي بغضب: "وليه دلوقتي مش خايف؟"
الجرسون بأسف مزيف: "حلفتوني على مصحف، غير إني أخاف أشهد زور. الست اللي ادتني القزازة معرفهاش. لابسة نظارة كبيرة مغطية وشها، وإيشارب مغطي شعرها. فبالتالي لو شوفتها مش هعرفها أصلًا، وده آخر كلام عندي."
طلعت ماجدة بعدها للشهادة، ومنتصر قام يستجوبها بأسئلة عادية الأول، بعدها طلع ملف وبصلها: "بتاريخ ** قبل محاكمتك بيوم كان عندك زيارة، كنتي منتظرة جوزك وابنك، بس يومها اتفاجئتي بسيف الصياد. تقدري تقولي جالك الزيارة ليه؟"
الكل اتصدم بسؤاله، وماجدة بصت لإمام وسيف ومعرفتش تتكلم، فمنتصر كمل: "بتبصيله ليه؟ اتكلمي ليه زارك؟ ما هو انتِ مش من بقية أهله؟"
ماجدة بتوتر: "طلب مني أشهد بالحقيقة."
منتصر ابتسم: "اللي هي إيه الحقيقة؟"
ماجدة بصت لشذى: "إن الدكتورة هي اللي طلبت مني أزور التحاليل، بعدها أحقنها بالحقنة اللي كانت هتقتلها."
منتصر كان مبتسم بشكل مستفز: "إيه دليلك إن الدكتورة شذى هي اللي عطتك الحقنة؟ هل صورتيها؟ هل سجلتي مكالمتها؟ يعني أي دليل تأمني نفسك بيه ضدها؟"
ماجدة بعياط: "هي اللي ادتهالي، أنا هعرف همس منين؟ هي كانت عايزة تنتقم منها علشان فسخ خطوبتها مع سيف الصياد وارتباطه بعدها بهمس."
منتصر ابتسم: "طيب خلينا نركن د/ شذى على جنب. تعالي نرجع لجوزك، الأستاذ ماهر، ليه مجاش الزيارة وجه سيف الصياد مكانه؟ جوزك عمره ما اتأخر في أي زيارة، ليه المرة دي مجاش؟"
ماجدة حاولت تهرب: "معرفش أكيد كان عنده ظروف."
منتصر ضحك: "ظروف إيه اللي ممكن تمنع راجل من مراته؟ امممم يعني جوزك ساعتها مكنش في ضيافة سيف الصياد هو وابنك؟ وهددوكِ بيهم؟"
رجائي: "اعترض."
القاضي: "مرفوض، كمل."
منتصر ابتسم: "جوزك اتصل بيكِ قبلها بيوم، وسجلات القسم تثبت الاتصال، بس بعدها وقف في طريقه دراع سيف الصياد اليمين، سعد فاروق حمد المدعو بسبيدو."
ماجدة عيطت، ومنتصر بص للقاضي: "ده أسلوبه، التهديد علشان يوصل لأغراضه."
رجائي وقف بغضب: "احتج، ده قذف مباشر لموكلي."
منتصر بدفاع: "موكلك بيتهم دكتورة من سيدات المجتمع لها اسمها ووزنها وبيحولها لقاتلة بدافع الغيرة، فهنا ده مش قذف، ده دفاع عن موكلتي." (بص للقاضي ولكل الموجودين): "دكتورة شذى دكتورة تجميل، غيرت من حياة ناس كتير، ساعدت أكتر، دكتورة بتنقذ الأرواح. إزاي دكتورة تحاول تقتل طالبة جامعية أخت زميل لها؟ حتى لو الطالبة دي كانت على علاقة غير شرعية بخطيبها؟ يعني مع احترامي للكل، بس إزاي اتنين خاينين لموكلتي وفي الآخر موكلتي المتهمة؟"
همس غمضت عنيها، هي آه حبت سيف من البداية، بس في النهاية كلام المحامي صح. هي سمحت لعلاقتها بسيف تتمادى بالرغم من ارتباطه بغيرها، ومفيش أي شيء في الكون ممكن يجمل الحقيقة البشعة دي حتى جوازها منه حاليًا.
انتبهت على صوت المحامي بيكمل: "قبل ما نحكم على الدكتورة شذى نحط نفسنا مكانها. دكتورة بمكانتها بيتقدم لها دكتور مهندس وأستاذ جامعي زي سيف الصياد. أي بنت ممكن ترفض عريس زيه بمكانته وبشغله وحتى بشكله ومظهره؟ اتكلم وقالها مفيش حب؟ آه مكنش في حب ولسه بيتعرفوا. فين المشكلة؟ إزاي ده اتحول لنقطة ضدها؟ إنها حلمت براجل زيه يتجوزها ويحبها ويكون شريك حياتها؟ تحملت منه أبشع معاملة، في الوقت اللي كانت بتفرش عش الزوجية هو كان بيخونها وبيخون مركزه ومكانته وشغله، لأنه كدكتور جامعي المفروض لما يطلع مشرف في رحلة مثلًا ما يحبش في طلبته. الوقت اللي طلب منها تختار أوضة نوم لبيتهم كان مع واحدة تانية، وفي النهاية موكلتي المتهمة. معنديش أسئلة تانية."
قعد مكانه، وهمس بصت لسيف اللي كانت ملامحه جامدة بشكل واضح، وده ظاهر من ضم قبضة إيده وكأنه عايز ينفجر في أي حد.
رجائي قام وقف قصاد ماجدة: "انتِ شغالة مع دكتورة شذى بقالك قد إيه؟"
ماجدة بتفكير: "حوالي سنتين."
رجائي: "هل بينكم أي عداء أو أي مشاكل من أي نوع؟"
ماجدة نفت: "لا أبدًا."
رجائي: "طيب بعد خطوبتها هل اتغيرت؟ يعني إزاي طلبت منك تقتلي؟ محدش بيطلب طلب زي ده من حد مرة واحدة، فممكن تفهمينا تدرج الموضوع؟"
ماجدة أخدت نفس طويل قبل ما تحكي تفاصيل اللي حصل وإزاي الموضوع اتدرج ووصل لكده.
رجائي بعد ما سكتت: "سؤال معلش، إيه علاقة دكتورة شذى بدكتور نادر خاطر؟"
منتصر: "احتج، مالوش صلة."
رجائي بصله: "لا، زي ما سمحت تتكلم عن سيف الصياد وعلاقاته وزمايله يبقى تسمح نتكلم عن علاقات الدكتورة."
القاضي لماجدة: "جاوبي على السؤال."
ماجدة: "اشتغلوا مع بعض على كذا حالة، بعدها بقوا مقربين جدًا، دايمًا تروح مكتبه ودايمًا يقعدوا مع بعض ويتكلموا، كانت بتستشيره في كل حاجة."
رجائي: "صداقة يعني ولا ممكن نقول حب؟"
ماجدة بتردد: "من ناحيته صداقة، لكن هي حبته، بدليل إنها اتخانقت معاه كتير بمجرد ما ارتبط، وبعدها حاولت تطلع إشاعات عليه إنه بيحبها، بس كان واضح للكل إنه مرتبط بغيرها أصلًا. دكتورة شذى بعد حبس والدها كانت بتتخبط كتير ومكنتش بطبيعتها ولا كانت متزنة."
رجائي للقاضي وللموجودين: "وقت ما موكلي ارتبط بالدكتورة شذى كان منفصل عن حبيبته، كان بينهم قصة حب توقفت بسبب سوء تفاهم وانفصلوا. ووقتها خطب الدكتورة شذى، وبمجرد ما اتصلح سوء التفاهم، موكلي حاول بكل جهده فسخ الخطوبة دي، لكن دكتورة شذى أثناء خطوبتها حبت شخص تاني وحاولت تقرب منه." (بص لمنتصر): "فبلاش نلبس توب الفضيلة. شرعًا وقانونًا وفي كل الأعراف الراجل يقدر يجمع بين زوجتين وثلاثة وأربعة، لكن الست مملوكة لراجل واحد."
منتصر طلب شذى ووقفت على منصة الشهادة وبدأ يسألها بأسئلة تقليدية أولاً، بعدها تعمق في أسئلته: "كلميني عن دبلة الخطوبة."
رجائي بتهكم: "هنتفرج على الشبكة بعدها؟"
منتصر: "دبلة الخطوبة لها حكاية مختلفة." (بص لشذى): "خطيبك كان لابس دبلتك صح يا دكتورة؟"
شذى بأسف مزعوم: "رفض يلبس دبلتي واحترمت رغبته."
منتصر باستنكار: "إزاي وهو كان لابس دبلة عليها حروف SH؟ حرف الشين يعني، باسمك شذى؟ ولا إيه الحكاية؟"
شذى مسحت دمعة وهمية واتكلمت بحزن مصطنع: "ده اللي تخيلته وفرحت جدًا بالدبلة اللي اتفاجئت بيه لابسها، بس بعدها اكتشفت إن حبيبته اللي لبسته الدبلة، ودي حروفهم الاثنين الـ H لهمس والـ S لسيف."
منتصر بتعاطف: "إزاي اكتشفتي؟"
شذى بصت لسيف: "لما صرّح قدام الصحافة إن حبيبته اللي لبسته الدبلة دي وهيتجوزها في أقرب وقت، ساعتها عرفت إنه مش أنا."
منتصر ابتسم بعدها سألها: "بتاريخ * * ليه روحتي فرحهم؟ وإيه اللي حصل؟"
شذى ببراءة شديدة مصطنعة: "روحت أباركلهم علشان أظهر قوية قدام الكل، الكل بيبصلي وبصعب عليه ومكنتش حابة الدور ده فقررت أروح وأظهر."
منتصر: "بعدها إيه اللي حصل؟"
شذى لسيف: "سيف ضربني." (الكل اتكلم والقاضي فضل شوية كتير يخبط بعصايته علشان الكل يهدى لحد ما أخيرًا الكل سكت وشذى كملت): "وقعت وأغمي عليا، ولما فوقت كنت محبوسة في ضيافة صاحبه سبيدو وماسابنيش غير بعد سفرهم لشهر العسل بكذا يوم."
منتصر: "شكرًا، معنديش أسئلة تانية."
رجائي وقف بسرعة: "ليه لما خرجتي ما روحتيش بلغتي عنهم؟ ليه سكتي؟ انتِ مش ضعيفة ولا قليلة وكان ممكن تقلبي الدنيا عليهم، فليه اخترتي السكوت؟"
شذى بتكبر: "علشان هيبقى اتهام كيدي، هو حبس أبويا واتجوز غيري وسافر. هروح أقولهم إيه؟ خطفني يوم فرحه؟ وفي ألف شاهد إنه في فرحه؟ إيه دليلي؟ مجرد شوشرة كدابة هتتقلب ضدي."
رجائي هز دماغه بتفهم لمنطقها بعدها سألها: "طيب متفهم موقفك، بس يا ترى ليه يوم كتب كتابه روحتي رميتي نفسك قدام عربيته؟"
منتصر بصلها بصدمة لأنها ماعرفتوش حاجة زي دي وهي ارتبكت، ورجائي كمل: "كان إيه غرضك؟"
شذى حاولت تنكر بس هو وقفها: "تصوير كاميرات المراقبة معايا." (حطه قدام القاضي): "نقدر نشغله ونشوفها بترمي نفسها قدام العربية." (حط كمان أوراق): "وده تحليل المستشفى بيقول إنها كانت متعاطية حاجة سببت لها إغماء. إيه تفسيرك لده؟"
شذى ماعرفتش ترد أو تفسر موقفها، ورجائي استمر في استجوابها والضغط عليها وهي مش عارفة ترد وتجاوب.
رجائي كمل فرد أوراقه: "في اليوم اللي اتسممت فيه باشمهندسة همس، كنتي متواجدة عند المطعم اللي كانوا فيه، في الشارع الخلفي." (حط صورة قدامها): "مش دي عربيتك؟"
ما انتظرش ردها وكمل فرد صور قدامها: "ودي عربيتك قدام الصيدلية اللي هناك في نفس الشارع، والصيدلي أكد شراء المواد اللي لو اتخلطت مع بعض هتسبب أعراض زي التسمم، مش قاتلة، بس هتكفي لدخول الشخص المستشفى." (حط صورة تانية قدامها): "ودي صورة عربيتك لما رجعتي تاني لعند المطعم."
منتصر وقف: "مفيش أي دليل إنها موكلتي نفسها اللي كانت داخل العربية."
رجائي ابتسم وطلع صورة كمان: "دي صورة موكلتك الدكتورة أمام ماكينة ATM بتسحب فلوس، ولو جبنا الحساب البنكي هيبقى نفس المبلغ اللي الجرسون أخده. أعتقد هنا صورتها واضحة أهو، ولو لاحظنا هنلاقيها هي في كل الصور بنفس الهيئة والجسم والملابس. ومش بس كده."
أخد شوية أوراق في ملف حطهم قدام القاضي: "دي المكالمات اللي وردت لتليفون ماجدة في اليوم ده، وكلها اتصال من الدكتورة لماجدة مرة بعد مرة بعد مرة. تبرري اتصالك بيها بإيه؟"
شذى: "بطمن على مرضايا أكيد يعني."
رجائي ابتسم وبص للقاضي: "الملف فيه اتصالات ماجدة لتلات شهور، مفيش اتصالات من الدكتورة لماجدة على موبايلها الخاص غير يمكن مرة أو اثنين خلال ٣ شهور متواصلة. ولا مكنش عندك أي مرضى طوال التلات شهور؟ ولا تحبي نجيب سجل المكالمات لسنة كاملة؟ معنديش أي أسئلة تانية."
منتصر وقف: "بطلب همس خاطر للشهادة."
همس مسكت إيد سيف اللي ضغط على إيدها: "ما تخافيش وما يهمكيش حد نهائي، أوعي تتهزي."
قامت مرعوبة ووقفت مكانها على منصة الشهادة واتوترت لكم العيون اللي قدامها دي كلها، بس بعدها ركزت على عيلتها اللي كلهم بيبتسموا كدعم لها وبيحاولوا يطمنوها بنظراتهم.
منتصر قام مبتسم سألها عن اسمها وتعليمها ودرجاتها وأسئلة كلها عامة لحد ما سألها: "إمتى حبيتي الدكتور بتاعك يا باشمهندسة؟"
همس بتوتر: "مكنتش أعرف إنه دكتور، تخيلته زائر للكلية مثلًا أو حد من الطلبة الكبار شوية، لكن مش دكتور."
منتصر بخبث: "هو الطلبة عندكم بيلبسوا بدل يا باشمهندسة؟ ولا دكتور سيف بيجي بجينز الجامعة وتيشرت؟"
همس بتوتر: "لا ببدلة، بس شكله يعني مش زي باقي الدكاترة اللي متعودين عليهم."
منتصر بتهكم: "مش عجوز وتخين وأقرع صح؟ وسيم وأعجبتي بوسامته ووقعتي في حبه من النظرة الأولى؟" (بص للقاضي وللناس): "ومستغربين إن دكتورة شذى تكون حبته ووافقت ترتبط بيه؟"
همس اعترضت: "أنا ما أعجبتش بوسامته ولا حبيته من النظرة الأولى، إحنا حصلت بينا مواقف كتير جدًا، أنا مش هحب واحد لمجرد إنه وسيم."
منتصر ابتسم: "معلش، مش فاهم. قولتي من شوية إنك مكنتيش تعرفي إنه دكتورك لما حبيتيه، ودلوقتي بتقولي محبيتيهوش من اللحظة الأولى؟ إزاي؟ مش هو أستاذك؟ مش دخلتي المحاضرة ولقيتيه واقف بيشرح؟ يعني عرفتي إنه أستاذك؟ فهميني، إيه اللي قولتيه مش صحيح؟ إنك معرفتيش إنه أستاذك لما حبيتيه؟ ولا ما حبيتيهوش من أول نظرة؟"
همس بتوتر: "أنا عرفت طبعًا إنه أستاذي بعدها، بس كان أستاذي داخل المحاضرات."
منتصر باستغراب: "وبره المحاضرات؟"
همس بصت لسيف اللي بتستمد منه الشجاعة: "كنا ندين لبعض ومش هتكلم أكتر عن حبنا لبعض ولا هسمح لحضرتك تشوه الحب ده أو تحطنا في خانة الخونة، حبينا بعض وانفصلنا وهو ارتبط بعد انفصالنا وحتى لما سوء التفاهم وضح بينا فضلنا منفصلين وما رجعناش لبعض غير بعد ما اكتشفنا إن كل اللي بيحصل مخطط من والدها في محاولته للسيطرة على شركة الصياد ، فهي مكنتش ضحية أو لو هي ضحية فضحية والدها اللي دخلها لعبة قذرة زي دي، فلو عايز تطلع حد خاين فقدامك الأب اللي باع بنته لراجل عارف تمامًا إنه ما بيحبهاش ومرتبط بغيرها وبرضه رماها تحت رجليه تكمل لعبته، علاقتي بسيف مش هتكلم عنها."
منتصر فكر في أي سؤال يقوله لهمس بس ملقاش: "كلميني عن الإصابة اللي اتعرضتي لها وحبيبك أخدك لخطيبته تعالجك؟"
همس بتصحيح: "أولًا كانت حادثة وأي إنسان سوي هيعمل نفس تصرفه وياخد المصاب للمستشفى، وبعدين هو أخدني للمستشفى اللي أخويا شغال فيها مش لخطيبته دكتورة التجميل، يعني عاملة حادثة هياخدني لدكتورة تجميل ليه؟ أو لخطيبته ليه؟ يعني مش هيقدر يكون معايا ساعتها، فلو إحنا خاينين زي ما حضرتك عايز توصل كان أخدني لأي مستشفى وقعد جنبي مش ياخدني للمكان اللي فيه خطيبته وفيه أخويا وما يقدرش يتكلم معايا حتى كلمة واحدة."
منتصر أنهى أسئلته لهمس وقام رجائي اللي كان مبتسم لهمس: "سمعت إن دكتور سيف طردك من محاضرة له صح؟ ليه؟"
همس ابتسمت بتلقائية عنيها بصتله: "ما بيحبش حد يتأخر على محاضرته وبيسمح بعشر دقايق لأول محاضرة فقط علشان المواصلات، غير كده لأ، بيقول طالما قدرت أوصل في الميعاد يبقى انتو كمان تحترموا ميعاد المحاضرة."
رجائي: "بس انتِ مميزة ليه مدخلكيش المحاضرة؟"
همس فهمت لعبة رجائي: "القوانين واحدة مش بتتغير لحد."
رجائي بتفهم: "طيب كان بيقولك الامتحان مثلًا قبل ما تمتحنوا؟"
همس باستغراب: "لا طبعًا عمره."
رجائي بيتحرك كأنه بيفكر: "طيب الشيتات اللي بيطلبها، هل بيديكِ درجتها بدون ما تسلميها مثلًا؟ يعني حبيبك أكيد بيساعدك كحبيب؟"
همس بتوضيح: "الحب مالوش علاقة أبدًا بالمبادئ، سيف باب مكتبه كان دايمًا مفتوح لأي طالب أو طالبة مش أنا بس."
رجائي: "سمعت إن في شيت ضاعت درجاته منك؟"
همس وضحت قصة الشيت وإيه حصل.
رجائي: "طيب ده دوره كدكتور، فين دوره كحبيب؟ ما هو ما تحاوليش تفهميني إنه مثالي للدرجة دي؟ لازم هيقدملك حاجة كحبيب."
همس بحب: "دعمه وتشجيعه ووقوفه جنبي وثقته فيا وفي قدراتي، ده الدعم اللي كنت محتاجاه منه واللي قدمه أنا بطلع الأولى من أول سنة ليا في الجامعة يعني قبل ما أعرف سيف بسنين ، لكن لو تقصد دوره كدكتور وحبيب هقولك إن الشيء الوحيد اللي ميزني بيه إن معايا رقمه الخاص، فلو في أي مسألة أو عندي أي سؤال ببعته له بيجاوبني عليه ولا أكتر ولا أقل."
رجائي: "طيب نسيبنا من الكلية، كلميني عن يوم الحادثة اللي اتعرضتي لها، ليه ما طلبتيش من سيف ياخدك أي مستشفى يكون جنبك فيها؟"
همس: "كنت محتاجة أخويا وعيلتي وهو كان مرتبط."
رجائي: "أوصفي لي شعورك."
همس بتذكر لأحداث الحادثة دي: "حبيبي كان قدامي بس واحدة تانية لها الحق فيه ومش عارف ولا قادر حتى يقولي ألف سلامة عليكِ، يعني حتى ما عرفش يطمن عليا."
رجائي خلص أسئلته لهمس وقعد مكانه.
وبعدها منتصر طلب سيف نفسه اللي كان له هيبة خاصة قدام الكل.
منتصر فضل ساكت شوية بعدها سأله: "إيه اللي يخلي دكتورة في مكانة شذى تحاول تقتل؟ يعني هي بإشارة منها هيكون تحت رجليها كذا واحد وهي مستواها يمكن يكون في نفس مستواك الاجتماعي إن مكنش أعلى، فليه هتغير من واحدة زي همس خاطر وهي شذى المحلاوي؟"
سيف بتهكم: "أعتقد قلة ثقة بالنفس؟ أو يمكن إحساس بالخسارة قدام بنت بسيطة؟ أو يمكن نرجسية؟ أنا مش دكتور نفسي هحلل شخصية الدكتورة شذى وأقول دوافعها، هي وراك ممكن تسألها، ليه غارت من بنت بسيطة زي همس؟"
منتصر بتهرب من تهكم سيف طلع ملف: "هسألك أسئلة تجاوب عليها بـ(آه) أو (لأ) مش أكتر ممكن؟"
سيف: "اتفضل."
منتصر: "هل تسببت في نقل الطالبة خلود من المدينة الجامعية؟"
سيف كان هيشرح بس منتصر أكد: "آه أو لأ لو سمحت، استغليت نفوذك في نقلها؟ لأنها ضايقت حبيبتك؟"
سيف بهدوء: "آه."
منتصر: "هل تسببت في فصل الطالبتين هايدي ونانيس وحرمانهم من دخولهم الامتحان؟ لأنهم ضايقوا حبيبتك؟"
سيف اتنرفز من صيغة السؤال نفسه: "تشويه سمعتها ومحاولة إغراقها، ياريت تستخدم المسميات الصحيحة."
منتصر ببرود: "ما زلت منتظر الإجابة، آه أو لأ؟"
سيف: "رئيس القسم اللي فصلهم، أنا معنديش الصلاحية دي."
منتصر باستغراب: "يعني مش حضرتك اللي رحت برفقة كريم المرشدي ومؤمن الدخيلي لبيت نانيس الأحمدي واتسببتم في القبض عليها؟ وحبسها؟"
سيف: "آه بس."
قاطعه: "ما يهمنيش السبب، يهمني إنك رحت واتسببت في القبض على طالبة عندك لهزارها السخيف مع حبيبتك." (بص للقاضي): "هزار بنات في الرحلة نتج عنه وقوع همس خاطر للمية بدون علم إنها ما بتعرفش تعوم. كانت نتيجة الهزار فصل الطالبة."
سيف بغضب بيحاول يتحكم فيه: "فصل الطالبة كان نتيجة هزارها زي ما بتسميه حضرتك، ولو أرواح الناس عندك رخيصة فأنا غيرك."
منتصر ابتسم ببرود: "نكمل لو سمحت، هل كنت بطل لسباقات سيارات غير شرعية؟ ولعدة سنين؟"
سيف اتأكد إن كل المحاكمة دي غرضها واحد وهو تشويه سمعته فقط، بص لخليل اللي كان مستمتع فشاور له وغمز له بابتسامة عريضة، منتصر كرر سؤاله فسيف بص له: "آه من كذا سنة وأنا طالب."
علق بابتسامة سمجة: "زي ما وضحت الأسباب لا تعنيني، هل سبق وتحرشت بحد قبل كده؟"
سيف بصله بذهول: "لأ طبعًا عمري."
منتصر قرب منه: "متأكد؟"
سيف بغضب: "بدأت تتخطى حدودك."
منتصر تراجع: "نغير السؤال، هل سبق لك الزواج؟" (الكل بص له باستنكار فابتسم): "عارف إنك متزوج من همس خاطر، لكن سؤالي، هل سبق لك الزواج بغيرها؟"
سيف بغيظ وغضب: "لأ طبعًا."
منتصر بخبث: "متأكد؟"
سيف بص للقاضي: "أنا مش هستمر في اللعبة السخيفة دي."
القاضي: "لو عندك أسئلة لها علاقة بقضيتنا اسألها، لو مفيش..."
قاطعه منتصر: "عندي طبعًا، وبعدين أنا بوري حضرتك إن شخصية سيف الصياد مش مثالية وبيستخدم التهديد وبيستغل نفوذه وسلطته دايمًا في حل كل مشاكله أو فلوسه، نقدر نقول إنه غني غناء فاحش يسمح له يغلط وينفذ بأخطاؤه." (بص لسيف): "آخر سؤال، تقدر تقولي مين هي جيسيكا أنطوان رفيق؟ وإيه علاقتك بيها؟"
الصدمة هنا لجمت سيف وعينه راحت لهمس اللي استغربت صدمته. "تطلع مين جيسيكا اللي بيتوتر كل ما بيسمع اسمها؟ كان وعدها يحكي لها عنها؟ مين هي جيسيكا في حياته؟ حب قديم؟"
سيف بص لأبوه ولمحاميه اللي وقف: "المحامي بيضيع وقت المحكمة في أسئلة عن..."
قاطعه منتصر: "سبق ووضحت إنه آخر سؤال. مين جيسيكا يا دكتور سيف؟"
سيف حاول يطلع صوته هادي: "كانت زميلة ليا في أول سنة سافرتها خارج مصر."
منتصر ابتسم ونقل نظراته بين همس وسيف: "مراتك تعرف عنها حاجة؟"
سيف بهدوء: "أعتقد سبق وقلت إنه آخر سؤال."
منتصر: "معلش اتحملني، هعيد سؤال سبق وسألته، هل سبق وتحرشت أو اتُهِمت بالتحرش بأي حد؟"
سيف حاول يفضل متماسك: "إجابتي مش هتتغير."
منتصر ابتسم: "شكرًا يا دكتور."
رجائي وقف قدام سيف: "لما خطبت الدكتورة شذى، ليه قولت لها إن ارتباطكم صفقة بيزنس؟ يعني في كتير جدًا بيتجوزوا بالاتفاق، بس محدش بيقول ده، فليه قولته؟
سيف بهدوء: "لأن قلبي مكنش ملكي، فمكنش ينفع أسيبها تتعلق بيا أو تبني آمال إننا في يوم هنحب بعض، فحبيت أكون واضح من البداية، وبالفعل ارتباطنا كان صفقة بيزنس."
رجائي: "تمام، تعال نروح للجامعة، ليه نقلت الطالبة خلود من المدينة؟"
سيف: "أنا ما نقلتش الطالبة دي بالمعنى الحرفي، بس في المدينة الجامعية لازم الطلبة ترتاح مع بعض. خلود قدمت شكوى في همس لرئيس القسم، وطبعًا حصل خلافات بينهم وبقى صعب يفضلوا في أوضة واحدة، فقدمت طلب لمديرة المدينة وتم نقلها بناءً على طلب همس وصاحبتها باشمهندسة هالة، فبالتالي نقلوا الطرف اللي بيسبب مشاكل وازعاج. الموضوع مكنش محتاج لنفوذ، أنا كل دوري إني تواصلت مع مديرة المدينة وقلت لها إن همس أولى الدفعة ومحتاجة تفضل في جو هادي علشان تحافظ على ترتيبها، وإننا كدكاترة بندعمها وطلبت مساعدتها وهي مشكورة متأخرتش لأنها كانت تعرف همس وعارفة إنها طالبة متميزة. ومعلومة صغيرة، أنا اتدخلت مش لأن همس حبيبتي، اتدخلت لأنها تستحق تحافظ على تقديرها، ولو كان أي حد تاني رد فعلي مكنش هيختلف، أنا عمري ما اتأخرت عن مساعدة أي حد في أي وقت طالما قادر أساعده."
رجائي: "طيب وبالنسبة للطالبتين نانيس وهايدي؟"
سيف وضح اللي حصل منهم بالظبط بعدها أضاف: "في محضر اتعمل وفي تحقيق في الجامعة، وأعتقد كل ده موجود هنا نسخة منه. نانيس حاولت تقتل همس وكانت هتتحاكم، بس لأني مبحبش أؤذي طلبتي ووالدها اعتذر فاتنازلنا ومرضيتش أنا أو زوجتي نضيع مستقبلها، بعكس ما الأستاذ منتصر حاول يظهر." (بص ناحيته): "وقف الطالبتين كان قرار رئيس القسم وأنا استخدمت نفوذي اللي حضرتك بتتكلم عنه ورجعتهم للجامعة علشان ما تضيعش عليهم السنة ويكملوا."
منتصر اتنرفز إن رجائي وسيف مستعدين لكل حاجة.
رجائي ابتسم: "كلمني عن السباقات الغير مشروعة."
سيف أخد نفس طويل: "طلبة وأصحاب وبنتسابق بعربياتنا، ده كل اللي أقدر أقوله. أعتقد اللي خلاها غير شرعية هو والد الدكتورة المبجل اللي حاول يخليني أشارك في سباق علشان يقتلني فيه، وكلنا عارفين السباق إياه والمتسابق اللي والدها قتله نتيجة تلاعبه بالعربية بتاعته معتقدًا انه أنا ." (بص لمنتصر بتهكم): "يعني مش غريبة ولا مفاجئ حتى لما الأب يحاول يقتل منافسه إن بنته بتحاول تقتل منافستها، من شابه أباه فما ظلم."
رجائي ابتسم وبص للقاضي: "طبعًا كل تفاصيل محاولة القتل موجودة." (بص لسيف): "معنديش أسئلة تانية."
سيف راح قعد مكانه جنب همس اللي شغلها ذكر جيسيكا.
رجائي كمل: "كل الأدلة واضحة ضد الدكتورة شذى، سواء تواجدها قدام المطعم أو دخولها للصيدلية وشراء المواد السامة أو أمام ماكينة الـATM وسجل اتصالاتها مع ممرضتها وتواجدها أمام المشفى. أدلة كتير تثبت محاولتها لقتل موكلتي همس خاطر."
القاضي بص للمحامين: "في أي شهود تانين قبل ما نقفل القضية دي؟"
رجائي شكره، أما منتصر: "آخر شاهد وأشكر المحكمة على سعة صدرها." (الباب اتفتح والكل بص للي داخل ومنتصر كمل): "جيسيكا أنطوان رفيق، شاهدتي الأخيرة."
الكل اتصدم بدخولها، بنت أقل ما يقال عنها إنها ملكة جمال أو نجمة من نجمات السينما. لفتت كل الأنظار بدخولها المثير العاصف للكل وخصوصًا سيف وعز اللي لاحظوا إن خليل بيبعت بوسة في الهوا لهم بتشفي واضح.
همس لاحظت صدمة سيف وقلبها بيدق بعنف لأنها حاسة بقلبه هو كمان هيخرج من مكانه. "مين جيسيكا دي؟ وليه مرعوب بالشكل ده؟"
جيسيكا قعدت مكانها وبعد الحلفان، منتصر سألها: "إيه علاقتك بسيف الصياد؟"
ابتسمت وبصت ناحيته وبلهجة لبنانية: "زوجي."