رواية شط بحر الهوى الفصل الواحد و الستون61 بقلم سوما العربي


 

رواية شط بحر الهوى الفصل الواحد والستون بقلم سوما العربي


كانت ذائبة في جلدها لا تعلم كيف تتصرف أمام تصرفاته وهجماته البربرية تلك.

تراه وقد خرج من سيارته يشمر عن ساعديه لا ينتوي الخير ابداً... تخاف على نفسها والان انضم شخص أخر (أحمد) والدي يعمل بالاساس لدى والده ...يجب عليها توخي الحذر كي لا تقحمه في مشكله لا ناقة له فيها ولا جمل قد تفدي بفصله من عمله.

ترى يوسف يتقدم بخطوات واسعه وكله غضب شديد، شهقت بقوة وهي تراه بدون اي مقدمات يفتح باب السيارة من ناحيتها ثم يمد يده يغرسها في لحم كتفها ويجرها ليخرجها من السيارة تحت صراخها الغير محتمل من قبضته :
-أاااه..في ايه...اوعى كده سيبني

سبها من بين أسنانه على ماتفعله  وماجعلته يشعر به :
-مش عايز اسمع لك نفس...سامعه

-مش سامعه سيب ايدي..ايه الي بتعمله ده؟

وبلحظتها كان قد خرج احمد من سيارته بغضب وعنفوان يردد:
-ايه ده في ايه...مش شايفها مع راجل؟
-بس يا بابا مش عايز أذيك؟
-نعم تأ...

قاطعته زينب تمنعه عن الإسترسال ...تعلم نهايه الدخول في صراع مع يوسف وان دخل فليكن بعيد عنها لذا قالت:
-خلاص يا احمد انا لازم اروح مع دكتور يوسف دلوقتي عشان بابا باعته ليا وانا كنت ناسية...شكرا على تعبك معايا..روح انت.

بادل أحمد نظراته بينهما ثم قال
-تمام يا زينب ...لما تروحي طمنيني عليكي.

أشتعلت عينا يوسف فيما تحرك أحمد ليقود سيارته مغادراً، وقتها فقط تنفست زينب الصعداء ليلفها يوسف تواجهه بغلظة يردد والغيرة تنهش أحشائه:
-لما توصلي طمنيني؟!!! هي الامور وصلت بينكم لكده؟ 
قابلته باعين بارده ليهدر فيها:
-ردي عليا...بيقولك طمنيني لما توصلي!! هي حصلت.
لم يستطع الصبر وأمرها بحده:
-هاتي تليفونك...هاتي
وهي كذلك ماعادت تتحمل تصرفاته العنتريه لذا هتفت فيه آمره:
-شيل ايدك دي...ايه الي بتعمله ده انت ازاي تكلمني كده.
اتسعت عيناه من ردها عليه...يراها مخطئة وعليها ان تنحرج من فعلتها وتصمت لا ان تجادله فهزها بيده وتحدث من بين اسنانه بنبره شرسه يكاد ان يفتك بها:
-انتي كمان بتردي عليا...هي حصلت..ده بدل ما تخرصي وتتكسفي من عملتك

نفضت ذراعها تحرره من قبضته بعنف وغضب ثم قالت:
-نعم؟! عملتي؟! ايه الي انت بتقوله ده وعملت ايه الي عملتها؟
-والله؟! مش عارفه؟ ازاي تركبي مع راجل غريب عربيته؟! ازااااي؟!

رفعت حاجها الايسر ثم قالت متشجعه:
-وايه الغريب...مانا ركبت معاك عربيتك قبل كده.

بهتت ملامحه من ردها، هزى بغضب:
-ركبتي معايا قبل كده؟! انتي بتساويني بيه؟

ابتسمت بزفر حينما وصلت لمبتغاها حين قررت ملاعبته بطريقته لذا سألته مترفعه:
-وهو ايه الفرق بينك وبينه؟ انتو الاتنين غرب عني.

ثم ابتسمت بانتصار...ضيق على أثر بسمتها عيناه يلتقط ماسعت له ولتوه استوعب ان القطة المغمضه تحاول فتح عيناها وان يصبح لديها مخالب...زينب تلاعبه بنفس ألاعيبه ..لم تنسى بعد يوم سألها (لو انا مش اخوكي امال انا بالنسبه لك ايه؟)

و وقفت هي الان تريد الجواب لتضيق عيناه من جديد ثم تغيم بخبث يفتحهم مبتسماً وهو يردد:
-عايزه تعرفي الفرق بجد؟!
-اه
-طب اركبي الاول وهقولك 
-نعم؟!
-ايه هنفضل واقفين كده...اخاف على بشرتك الملبن دي من الشمس.
قالها بوقاحة لكن محببه، جعلها تشعر بالحرج وتتحرك بلا مقاومة تدخل سيارته.

ليتقدم خلفها وهو ينظر عليها منفعل بها يراها حلوة حلوة حلوة.

عض على شفتيه يحاول إلجام نفسه عنها وجلس بالسيارة لكن بعيناه لم تنمحي نظرة الأعجاب المفرط.

لكنها ما ان جلست في السيارة حتى شعرت بالغضب من نفسها اولاً فقد فعل معها ما يفعله دوماً يخطئ أخطاء كارثيه بحقها ثم يصالحها بمنتهى السهولة وها هي من جديد قد أرتضت ودلفت بطواعيه لسيارته كما يريد وقد طلب منها بعد المهزله التي احدثها في حقها ومطاردته لها أمام زميلها في العمل.

تقدم يجلس بجوارها في السيارة خلف عجلة القيادة وهو مبتسم فقد عادت الامور مع زينب تحت السيطرة كما يريد .

وبالطبع شخصية متلاعبه كيوسف ما كان ليجيب على سؤالها بل ابتسم يهمس لها:
-وحشتيني على فكرة.
نظرة له بجانب عينها ثم همست:
-شكراً 
-تؤ شكراً بس؟؟ مافيش وانت كمان يا يوسف وحشتني.
-لا
-ماشي ياجميل من حق الجميل يتدلع.

ثم قاد بسيارته وقد أشعل موسيقى رومانسية تفتت الحجر...المتلاعب يلعب بأعصابه..بلا هواده او شفقه منه ..بات مهووس لأن يرى ميلها له ظاهر على ملامحها وتصرفاتها...مستغل برائتها وقلة خبرتها.

طال الطريق وطال معه الصمت منتظر لأي رد فعل منها وما حصل عليه كان صفر، وموسيقاه التي أشعلها لم تدغدغ سواه فمد يده يحاول مسك يدها بحالمية وتأثيرها عليه واصل للقمة ثم هتف بصوت متحشرج من فرط إحساسه:
-ساكته ليه؟! وحشني الكلام معاكي.
-مصدعه بس شوية.
ردها كان مقتضب ليتبسم متفهماً قم قال:
-تبقي زعلانه من الي عملته من شويه..بس حطي نفسك مكاني غصب عني برج من دماغي طار لما لاقتيك ماشيه مع راجل غيري.

صمتت ولم تتكلم ..لم تبادله الحديث ولم تسأله السؤال المرتقب مما أضطره لان يفعل هم ويسأل بإستهجان:
-زينب هو انتي مش عارفه انتي بالنسبة ايه؟!
-لأ.
-ايه؟! ازاي يعني..هو مش باين على تصرفاتي.

قاطعته بجمود:
-انا وصلت خلاص.
انتبه على انه بالفعل قد وصل أسفل منزلها فأوقف السيارة مبتسماً وهم لأن يتحدث إلا انها فاجئته وقد أخرجت عملة ورقية من فئة الخمسين جنيهاً و وضعتها له بكفه مردد:
-شكراً على التوصل.

اتسعت عيناه من الصدمة وبقا يطالع العملة الورقية يرفعها أمام عيناه مصعوقا وقد استغلت زينب الفرصه وانه تحت تأثير الصدمة فترجلت كم السيارة مسرعة تتحرك باتجاه البيت، تفززت كل خلايا جسده من استفازازها له ونفرت عروقه يسارع في فتح باب السيارة بغضب ويهرول خلفها كي يقبض عليها لكنها كانت الأسرع منه ودلفت للبيت بسرعة وأغلقت الباب خلفها تاركه إياه يدق الباب بقبضة يده المضمومة بغضب كي تفتح له ويفترسها من شدة ما يشعر به من غضب وغل وغيظ.

__________سوما العربي________

الدخول لمحرابها كالدخول لعرين الأسد لكنه ما عاد قادر على التحمل ولا البعد...فتلك الجنيه تشعله كاللهيب...هي بالأساس كجمرة نار لا تنطفئ...يعلم عواقب ما هو مقبل عليه لكنه لن يدبر صفر اليدين ككل مره.
تقدم منها وهي تحاول لملمة خصلاتها الفحمية الغزيرة وتعود للخلف عدة خطوات أثر تقدمه منها وهي تحاول التحلي بالقوة تصرخ فيه:
-انت بتبص لي كده ليه بعينك الي يندب فيها رصاصه دي
رد عليها بنظرات تجردها من ثيابها:
-ايه بقا يا بطل ...حلالي ...مش هاخد فيكي ست اشهر..عايزين نسيح الزبدة بقا يا زبدة.
-عظيم بيمين لو قربت مني لارقع بالصوت الحياني والم عليك ال..

قاطع إسترسالها يردد:
-انا الي عظيم بيمين مانا حلك النهاردة...صوتي زي ما تصوتي يا زبدتي .

نسف المسافات بينهما وضمها يقربها لصدره قائلاً:
-النهاردة يا قاتل يا مقتول يا شيجو
-تبقى مقتول يا روح ام...

ابتلع في جوفه الحرف الباقي يقبلها بجنون وعنفوان وإشتهاء...كاظم زير نساء قديم وخبرته تفوق الحد...يقسم لن يفلتها الا وهي زوجته.

أشجان كانت جنة خضراء، عود زان متين...مذاقها مختلف..يقسم انه مختلف...لقد غرق ولم يسمي عليه أحد...نسى الوقت ولم يترك لها فرصه للصراخ أو الرفض.
وهي استسلمت...أشجان رفعت الراية البيضاء وربما خبرته كانت شديدة ذوبتها،ربما أحبته؟ او ملت الجري والسفر تريد ان ترسو سفينها على شط بحر آمن.

مذاق كالعسل ...حلو كالشهد ...أشجان أجمل من المانجا المصرية...فظل يقطف من المانجا وينهل شهدها لفترة تخطتت حاجز المعقول.

بعد مدة أبتعد عنها مصدوم...يبتلع لعابه بصعوبه وهي محمرة الوجه والجسد خجله تحاول مواراة جسدها عن عيناه مكسوفه.

مال عليها من جديد يملس بكفه على وجنتها يمسح العرق من على جبتها المختلط بشعرها وبسأل بأنفاس سخينه:
-أنتي ...أنتي كنتي لسه بنت؟!!!
بالفطرة الأنثوية جاوبت وجوابها كان عبارة عن هزّ رأسها وهي تنظر لأسفل.

جن جنونه والادرنالين في جسمه تخطى حاجز المليون...لا تسعه الصدمة وكذلك السعاده، فكرة انه أول رجل بحياتها تصيبه بتوله.

اخذ يهز رأسه بجنون وقد بات مهووس بها اكثر من ذي قبل...لم يستطع الابتعاد وإنما التحم مع جسدها من جديد يضمها له ...التحام كانت فيه هي الأضعف على غير العادة وقد تغلب عليها بخبرته وقوته وغلبها.

________سوما العربي________
دلف للبيت بتعب شديد، حياته في الفترة ألأخيرة مضروبه في خلاط سرعته فائقة.
بداية من دخول فيروزته لها وزاد عليها ظهور شقيق له بل توأم يخبره أن والده بانتظاره يريد ان يراه ولو مرة قبل الموت.

بلا تفكير ساقته قدماه كالعادة الى غرفتها حيث باتت راحته في أحضانها.
جعد مابين حاجبيه وهو يلاحظ خلو الغرفه منها لكنه ابتسم وهو يسمع صوت إرتطام المياه بأرضية الحمام بالداخل.

وبمنتهى الخبث تحرك على أطراف اصابعه ليدلف لعندها لكنها فاجئتة بخروجها تلف حول نفسها روب قطني كثيف، ظهر الإحباط على ملامحه ينبين انه قد أضاع فرصة ذهبيه.
رفعت احدى حاجبيها تردد:
-كنت رايح فين ...انت كنت ناوي تفتح عليا الحمام فعلاً؟!
-اه...مراتي..انتي غريبة جداً على فكره
-انت ازاي قليل الادب كده؟!!!!!!

قالتها وهي تتحرك باتجاه مرآة زينتها كي تفرش شعرها ليتقدم خلفها مردداً:
-هي فين قلة الأدب دي هو انا عارف اقل أدبي معاكي.

وقف خلفها يضم كتفيها بذراعها يردد:
-ياما نفسي أوريكي قلة الادب الي بجد...ده انا ناوي اعمل فيكي عمايل.

اتسعت عينها بصدمة من حديثه وتصريحاته لتزيد صدمتها وهي تراه يزيح رداء الاستحمام من على كتفيها حتى ظهر لها جلد بشرتها وبدأ يوزع قبلات حاره عليه يهمهم بتلذذ مستمتع بينما يردد:
-ماتسبيلي نفسك يا فيروزة...هتجنن عليكي يا بت
فهمست بتمنع ضعيف حيث غلبها تأثيره:
-بس يا ماجد
-بس ايه بس...مش قادر والله وعايزك.
هزت رأسها بخوف ليتوقف عن تقبيلها ثم يقول:
-راجعي نفسك يا فيروز وبلاش تحطي العقدة في المنشار...تعالي نسيب كل حاجة هنا ونمشي ..نمشي من البلد كلها احنا لينا مين هنا...احنا مالناش غير بعض.
-نروح فين يا ماجد 
-اي مكان
-واسيب مصر؟!
-مصر مصر مصر...عملت لك ايه مصر؟!
-بلدي يا ماجد انا مش هقدر لا؟! مش سهل حد يسيب بلده.
-بلدك الي فيها جروزك يا فيروز …انا خلاص مش قادر على بعدك عني وانتي بتعاندي فيا وخلاص.
-مش بعاندك يا ماجد بس..
-بس ايه بس؟!
-خايفه
ضمها له يردد بجنون:
-وانا.
اتسعت مقلتهاها تسمعه يصرح وهو يضمها له بتملك واحتياج:
-ومش هرتاح غير بوجودك في حياتي .
-مانا في حياتك 
-على انك اختي ولا مراتي؟! أنا مش هرتاح وأهدى شوية غير لما أملكك والكل يعرف اننا متجوزين …نفسي اعلن جوازنا للكل ..نفسي أبوسك واخدك في حضني قدام اي حد عادي مش واقف مش عارف اقرب من مراتي وخايف حد يفتح الباب علينا دلوقتي..

بتلك اللحظة دق الباب فنظر لها عبر مرأة الزينه يقول:
-اتفضلي
أسبلت جفناها بتعب تفهمه ثم هتفت سائلة:
-مين
ليأتيها الرد من محمود الذهبي:
-أنا بابا يا حبيبتي.

ارتبكت ملامحها وهمت لتقول له (ادخ..) لينهرها ماجد وهو يتحدث من بين اسنانه بغيره وغضب:
-يدخل لفين يا حلوه وانتي بالبرنس…ادخلي البسي حاجه 
-بس…
-ولا كلمة…يالااااا
لم تجادله وهي ترى نيران الغيرة في عيناه، وتقدمت للمرحاض تختفي بداخله في حين أن محمود قد دلف للغرفة بالفعل بعدما تأخرت في الرد من قلقه عليها وقد جعد ما بين حاجبيه وهو يلاحظ خلو غرفة ابنته منها بينما ماجد موجود….شئ غريب جداً لذا سأل:
-ماجد؟! بتعمل ايه هنا؟! 
جاوبه ماجد بثبات:
-جيت اتطمن على فيروز
نظر محمود حوله ثم سأل:
-وهي فين فيروز؟
-دخلت تلبس.
اخطاء في الرد سهواً، ماجد يراها زوجته ويتعامل على أساس ذلك فتسرع في الرد ولم يلحظ عواقب ما قاله الا بعدما تغيرت ملامح محمود وسأل:
-نعم؟! تلبس ازاي يعني؟!!!!

مليون علامة تعجب واستفهام تشكلت على وجه محمود يشعر بوجود خطأ فادح وغير طبيعي لذا هتف:
-هو في ايه بالظبط؟!
استدرك ماجد الوضع ليجاوب وهو يتحلى بالبرود :
-لبسها كان خفيف وسقعت فدخلت تلبس حاجة اتقل شويه..هيكون ايه يعني غير كده!

تنهد محمود براحه ثم قال:
-اه ماشي.
لحظتها خرجت فيروز من المرحاض تفتح الباب وتهلّ عليهم بجمالها الخلاب ليبتسم لها زوجها ماجد و كذلك والدها محمود تردد:
-مساء الخير 
فتح لها محمود ذراعيه يردد بسعاده:
-يا مساء الخير والنور والجمال.
ابعدها عنّ ذراعيه مردداً:
-معقول في جمال كده.
أبتسمت له فيما بقى ماجد واقفاً يحاول مداراة غيرته الشديدة عليها يسمع محمود وهو يكمل:
-عندي ليكي خبر مهم جدا جداً هيغير حياتك كلها وينقلها لحتى تانيه.

لم تفهمه فيروز بعد بينما تحفزت كل خلايا ماجد وبدأ ينتصب في وقفته منتظر للحديث القادم، يتمنى الا تصح ظنونه .
فأُحبطت كل أماله وبهتت ملامحه بل أسودت بقتامة وهو يسمع محمود يخبرهم بفرحه عارمة:
-أنا قريت فاتحتك النهاردة على ابن اكبر رجل أعمال في الشرق الأوسط كله…

_________سوما العربي_________

 دلفت للمبنى التجاري بغضب وغيظ منه تراه يلتصق بها كظلها،يلاحقها فتوقفت فجأة تقول بحده:
-ايه هتفضل رايح جاي ورايا كده زي البودي جارد.
جاوبها ضياء ببرود:
-اه وبعدين هي فين الحاجات اللي كنتي عايزة تشتريها مش اخدتي الكريدت كارد بتاعي …يالا وريني…ولا كنتي بتشتغليني؟!

ناظرته بحقد شديد الى ان تطرق عقلها لاماكن عديدة فلمعت عيناها بخبث ثم قالت:
-بكره عيد ميلاد واحدة صاحبتي وكنت عايزة اشتري لها هدية غالية
-أوكيه يا روحي يالا بينا.

انتهز الفرصه، فضياء صاحب مبادئ عاليه الحقيقه…هي تريد منه شيء فليكن شيء مقابل شئ…لذا إقترب منها وضمها لهّ بحميمة عنيفه يراها ستصمت لانها تريد منه منفعه.

وهي بالفعل صمتت…وتحركت معه لأكبر وافخم محل في المبنى كله وظلت تتجول فيه الى أن استقرت امام احد رفوف العرض الملفوفه بالزجاج الفاخر تنظر على علبة ساعة فخمه بانبهار.

اقترب منها ضياء وحاوط خصوها بتملك ثم همس لها:
-عجباكي؟!
-تحفه.
جاوبته بانفعال ليقول:
-خلاص نشتريها.
حسبت حسبتها سريعاً….الساعه فاخرة لكن يوجد ماهو أغلى لذا جاوبت:
-لأ مش هتنفع دي.

حررت خصرها من بين ذراعيه وتحركت ناحية احد العاملين وهو تتبعها يسمعها تخبر العامل:
-لو سمحت عايزه ساعه كارتير الجديدة.
رفع ضياء حاجبه مبتسماً…خطتها واضح…ماخف وزنه وغلى ثمنه…اتراه ساذج تلك الجميله؟!

لكنه التزم الصمت التام ولم يتدخل بل تركها تسير وفق خطتها وليصنع كل منهما خطته والسابق غالب.

كانت تقى تنطر له بجانب عينها كل لحظة والثانية تتابع ردات فعله…تتنهد براحه بين الفينه والأخرى وهي تراه لم يلاحظ شيء ولم يفهم عليها.
لكن اخبرها العامل:
-موجوده يافنذم بس هنجيبها من الفرع بتاعنا لان الي هنا خلصان.
-ايوه يعني هتاخد وقت أد ايه؟
-نص ساعه بالكتير إن شاء الله.
-تمام بس مش اكتر من كده 
-اكيد يافندم.

بوقتها تدخل ضياء يقول:
-تعالي نطلع نشرب حاجة على ماتيجي
-مش هنلحق هو قال نص ساعه
-مانتي عارفه نص ساعه وفي الاخر بتروح لساعتين..يالا وبعدين انا كمان في حاجات عايز اشتريها وعايزك انتي الي تختاريهالي.

تقسم انها رأت شبه للشبق يقطر من عيناه  لذا سألته بتوجس:
-حاجات ايه
-تعالي وانتي تعرفي.

سحبها معه وظل يطوف بين المحلات الى ان توقفت قدماه امام محل لبيع الملابس النسائية.
اتسعت عيناها وفتح فاهها بصدمه.. ابتلعت رمقها بصعوبة ثم سألت بتلجلج:
-وانت هتعوز ايه من هنا.
ضمها لصدره يغرس يده في لحمها كله يدعسها داخل أحضانه ينظر على تقاسيمها المهلكة وجمالها المغوي فيرد بأنفاس سخينة:
-عاوز اجيب شوية حاجات لمراتي عشان تدلعني بيهم…اصلي لاقيتها خام قوي ومش بتفهم في الحاجات دي ولا بتدلعني فقولت اتطوع انا واعرفها ازاي تقدر تدلعني.

بللت شفتيها وأنفاسها محبوسه…احياناً يسيطر عليها ضياء..هو ذو سلطان عليها وعلى اي فتاة قد تقابله ..هنالك أشياء لا يمكن نكرانها.

ابتسم يشعر بالنصر متضامناً مع السعاده…مازال له رونقه يؤثر على الفتيات….مازال بداخل تقى شئ له تحاول هي قتله لكنه سيحييه …يقسم أن يفعل وسيأخذ فرصته.

فسارع بسحبها معه يدلف من باب المتجر فتتقدم منه احدى الفتيات قائلة:
-مساء الخير …بتدورا على حاجة معينة.
فجاوبت تقى بضياع:
-مش عارفه.
جعدت الفتاة حاجبيها فإن لم تكن هي تعلم ما تريده من محل بيع ملابس نسائية فمن سيعلم؟! ليأتيها الجواب من ذلك الخبير المخضرم:
-أنا عارف.
بهتت ملامح الفتاة وانفتح فمها من وقاحته وخبرته البائنة وتنظر بإشفاق على تلك الجميلة التي يسحبها معه…لكنها تداركت الموقف وأفسحت له المجال مرددة:
-اتفضل يافندم تحت امرك.

ليبدأ ضياء في التجول بالمتجر يقف عند أشياء شهقت لها الفتاة حرجاً وقررت ان تتركه ينتقي هو…لن تقدر على مجاراته يبدو وقح وقح وقح.
_____سوما العربي_____

وقفت نغم متوارية خلف احد الأبواب تسمع والدة حسن وهي بالداخل مع وحيدها تلطم خدها وتردد بعويل:
-هي دي اخرة تربيتي ليك يا حسن؟! مش كفاية بيعت الي وراك والي قدامك وروحت سافرت وراها ولافكرتش في امك الي قعدت عليك ربتك من بعد ابوك ما مات وسابك ليها حتة لحمة حمرا..وكمان غيبت وقولت عدولي ويوم ما ترجع ترجع وانت ساحب السنيورة في ايدك.
مال حسن على كف يدها يقول:
-حقك عليا ياما حقك عليا والله ماقصد
تبسمت نغم وهي تسمعه يقول:
-بس اعمل ايه؟ انا بحبها ياما
-ولا لاقتش غير دي …بنت فيولا
-مالناش دعوة بامها والبت سابت كل حاجة ورجعت معايا يعني شارياني.

لطمت خدها من جديد بقوة وقهر:
-ما فيولا قبل سابق سابت اهلها وعيشتها عشان صالح وهو قال نفس الكلمتين دوووول..
ثم أخذت تردد بهذيان وهلع:
-لا لا انا مش هسيب التاريخ يعيد نفسه تاني..على جثتي تنتهي نهاية صالح…هتطلقها يعني هتطلقها.
تعصب حسن وخرج عن شعوره قليلاً يقول:
-عيب يا امي انا مش عيل صغير عشان تأمريني اطلق فاقوم مطلق انا بحب نغم وهي بتحبني واتجوزنا وهنعيش مع بعض.

غضبت ملامح والدته وهي ترى وتسمع إصراره تنظر على نغم المتوارية خلف احد الجدران ولا تخفى عليها ثم سألت:
-وهي ترى دخلت بقا على الغندورة بنت فيولا ولا لسه؟! لاقيتها بنت بنوت أصلاً؟!
انهت حديثها وهي تبتسم بظفر بعدما شاهدت بهوت ملامح الاخرى.

_________سوما العربي_________
خرجت من غرفتها بعدما تأنقت للذهاب الى عملها لكنها تبحث عن أشجان تريد التحدث معها فعودة نغم من جديد أربكتها.

ظلت تبحث هنا وهناك وبكل محل قد تتواجد به ولم تجدها لا غرفتها ولا المطبخ او الجنينة…كادت ان تعبر الرواق المؤدي للسلم الا انها قررت الطرق على غرفة كاظم تسأله عنها.

ففتح لها الباب لتشهق بصدمه وهي تراه يرتدي بنطال حرير وروب من نفس الخامه مفتوحة..ليلملم كاظم ملابسه يسطر جزعه العلوي مردداً بزهو:
-سوري.
رمقته بتعجب واستهجان غير مرتاحه لكنها سألت:
-انا بدور على أشجان من بدري مش لاقياها.

تنهد كاظم بحراره ثم قال:
-شيجو…جوا معايا بس مش هتقدر ترد عليكي دلوقتي عشان لابسه من غير هدوم ومريحه شوية.
احتدت عليه غنوة ولا تعرف لما وكادت ان تقبض على تلابيبه الحريرية مرددة:
-هي مين دي الي معاك لابسه من غير هدوم ومريحه يا جدع انت ماتلم نفسك.

تصنع كاظم الحيرة في أمرها يقول:
-اما امرك عجيب بصراحة…واحد ومراته في اوضة نومهم ولا انتي كمان نفس نوعيتها وكنتي مسقطة انها مراتي زيها بالظبط..وبعدين بصراحة بقا وقفتك هنا هي الي غريبة وعجيبة..روحي اجري شوفي جوزك فين الي ملففاه حواليكي السبع لفات…انتي مش هتفوقي غير على مصيبه انا عارف شكلك كده مش عارفه انك متجوزة هارون الصواف الي الف بنت تتمناه وانتي بسلامتك منشفه ريقه ومجرياه وراكي…لا شاطرة ..يالا بقا عشان انا عريس جديد وجسمي سخن مش عايز اخد هوا.

القى الحديث في وجهها دفعه واحده ثم اغلق الباب في وجهها بحده.

فتقدمت تخرج من البيت وهي غارقه في صدمتها وافكارها تكاد تجن..لا تصدق …فهل انفكت عقدة أشجان؟!! أشجااااان؟!! ذلك لمن ضرب الجنون..وماذا عن حديث ذلك الرجل عن هارون..هارون الصواف ذو الوسامه والكياسة ..تعلم انه محق..ألف فتاة تتمنى وضعها والان باتت تسأل نفسها أخيراً هل هي بالفعل قد تمادت في أفعالها معه؟!! سؤالها متزامن مع شعورها بالغيرة فحتى أشجان قد أنحلت عقدتها وتصالحت مع عقدها النفسية ودخلت دنيا جديدة وهي مازالت كما هي عالقه بأوجاع الماضي.

دلفت لمقر شركتها الصغيرة الجديدة تجلس في المكتب الذي لم يعمل فيه أحد يساعدها حتى الأن وكادت ان تباشر عملها لولا دخول هارن يهل عليها بطلته الخاطفه دوماً لتلمع عيناها بفرحة شقت صدرها فهو لم يكل ولم يمل من تتبعها مهما فعلت فيه…ابتسمت له قائلة:
-هارون ازيك..أقعد.
جلس أمامها بوجه بارد صلف يقول:
-انا قولت احنا بقينا عشرة وانتي أولى من الغريب .
جعدت مابين حاجبها وسألته:
-أولى بأيه مش فاهمه.
-يعني حبيت أكون اول عميل عندك في شركتك الجديدة وكمان قولت مش من الأصول اني اروح لحد غريب ينظم لي حفلة مهمه زي دي ..قولت غنوة أولى.
ابتسمت له بحب تسأله بوجه مشرق:
-أممم ..جايب لي شغل..عايزني انظم لك حفلة جديدة ودي حفلة ايه يا ترى؟؟
قذف لها الجملة بوجهها كطلقة عيار ناري :
-خطوبتي وانتي اول المدعوين…

تعليقات



×