رواية ضد الزمن الفصل الخامس 5 بقلم حازم الباشا


رواية ضد الزمن الفصل الخامس بقلم حازم الباشا 

مضت ايام عديده ... 

لم تستطع ريم احتساب عددها ، فقد كانت تعيش في هذا الجحيم المظلم ، داخل تلك الغرفه الصغيره 

وهي في حاله من الهزيان والتخدير ، ما بين غياب للعقل ، وانتهاك للجسد !!!

كانت لحظات استفاقتها ، لا تتجاوز بضع دقائق كل يوم 

الا انها كانت تمر عليها ، كسنوات طويله من العذاب والالم والعار !!!

فكل ذره من جسدها تئن من الالم الفظيع ، الذي قد وصل لاعمق عظامها 

وكل خليه من عقلها تصرخ من صداع شرس ، يفترسها ببطء شديد 

وكل بقعه من جسدها ، تشمئز من لمسات ذلك المجرم الحقير

وزاد من حسرتها ومرارتها ، انها قد فقدت حتى قدرتها على الكلام ، فذلك السعال الحاد ، قد اخرسها تماما عن النطق !!!

---------------------ء

حتى جاء يوم ما ، وحدثت المعجزه ... !!!

واستيقظت ريم ، لتجد نفسها في حاله من الوعي التام ، والادراك الكامل 

وقد اختفى ذلك الصداع المرير من رأسها ، حتى ان انفاسها المكتومه ، اصبحت تخرج بشكل طبيعي جدا

لم تجد ريم تفسيرا لهذا التحول الغريب ، ولم تكترث للتنقيب عن اسبابه

فقد كان كل ما يشغل بالها في تلك اللحظه ... 

هو الانتقام من ذلك المسخ الذي انتهك جسدها ، ودنس شرفها الغالي !!!

فحسمت امرها بأن تقتله ، وتمزق جسده الى اشلاء !!!

لتجعل منه عبره لكل من تسول له نفسه الاقدام على ذلك الفعل الدنيء

---------------------ء

وبدأت ريم في محاوله فك قيودها ، ببطء وحذر شديدين 

ساعدها في ذلك استعادتها لعافيتها من جهه ، وضعف الاربطه ، التي تقيد معصميها وقدميها من جهه اخرى 

والتي كانت مجرد اقمشه حريريه ناعمه ، الا ان المخدر قد جعلها تتوهم ، انها مكبله بسلاسل حديديه غليظه !!!

واخيرا ...
نجحت ريم في فك قيودها ، وتسللت بحذر لتبحث عن اي آله حاده داخل تلك الغرفه 

حتى وجدت سكينا صغيرا ، فعادت الى فراشها ، واعادت ربط القيود بشكل وهمي ، وقد اخفت السكين تحت ساقيها 

ثم قامت بالنوم في وضع مثير ، حتى تشتت انتباه ذلك الوحش ، وتباغته بطعنه نافذه ، فور دخوله غرفتها

-----------------------ء

(( هناك مقطع محذوف من القصه الاصليه ، احتراما لقوانين النشر في الجروب ))

-----------------------ء

مرت دقائق ... 

حتى سمعت ريم صوت وطء خطوات ذلك المجرم وهي تقترب من الغرفه 

فاغلقت عيناها متصنعه النوم  

وما ان دخل الوحش للغرفه ، واقترب منها ، حتى باغتته بطعنه نافذه في احشاءه 

فسقط على الارض والدماء تسيل منه

وبسرعه شديده انقضت ريم على المجرم ، وهمت بنزع ذلك القناع الغريب الذي يخفي وراءه ملامحه البشعه

كي تبادره بطعنه جديده في عينيه ، وهي تصرخ بجنون : 
انا هاقطع جسمك ده 
عشرين حته يا حيوان 
يا قذر يا .....

وفجأه !!!!!!! 

انخرس صوت ريم ، وتجمدت في مكانها !!!!!
وقد سقط السكين من يدها ، وشحب وجهها فصار اقرب لوجوه الموتى من هول الصدمه ... !!!!!

فلقد كان ذلك الوحش الحقير  هو ... ادهم  !!!!!!

----------------------------ء

عذرا عزيزي القاريء ...

سوف نترك ذلك المشهد الصادم ، ونسافر بك في رحله غير اعتياديه عبر الزمن !!!

ونقفز معا الى المستقبل !!!

---------------------------ء

الزمان : فى مطلع عام ٢٠٢٨ ميلاديا !!!

المكان : المركز العالمي للبحوث الطبيه بالقاهره 

حيث انعقد مؤتمر صحفي عالمي في احدى قاعات المركز 

وذلك للاعلان عن نجاح فريق طبي مصري في انتاج علاج جديد للمتحور رقم خمسه من فيروس كورونا 

وبدء المؤتمر بصعود مندوب من منظمة الصحه العالميه الى المنصه 

حيث بدأ كلامه بالترحيب بالحاضرين وعلى رأسهم الباحثه المعروفه ... الدكتوره / نوران عزمي - رئيسه الفريق الطبي

ثم قام بتقديمها لالقاء كلمتها ، قائلا : 
رحبوا معي جميعا
بمخترعة احدث وافضل 
علاج لوباء كورونا 

صعدت دكتوره/ نوران الى المنصه ، وسط موجه تصفيق حاره من الحاضرين 

وبدات حديثها قائله : 
اشكر جميع الحضور 
ولكني حابه اصحح المعلومه 
اللي قالها زميلي الفاضل ... 
انا لم اخترع اي دواء 
انا فقط توصلت لبروتوكول ناجح 
مكون من 
((مجموعه ادويه معروفه ومتداوله بالفعل من عشرين سنه))  
لكنها للاسف 
لم تكن تستخدم ضمن اي بروتوكول سابق 
لعلاج الكورونا

ثم استطردت قائله : 
وعلى الرغم من ان البروتوكول الجديد 
((بيدخل المريض في حاله من عدم الادراك الواعي ، اشبه بتأثير البنج المخدر)) 

الا انه بفضل الله 
كان فعال جدا على اكثر من ١٠٠٠ حاله 
وتماثلوا للشفاء التام 
((في خلال اسبوع واحد تقريبا))
 
قاطعها احد الصحفيين سائلا : 
طب مع حالة التخدير دي 
ازاي المريض بيقدر ياكل ويشرب 
طول فترة العلاج ؟؟

ردت د/ نوران : 
احنا كنا بنعتمد على تغذيه المريض 
((عن طريق المحاليل طول فتره العلاج 
زي حالات الغيبوبه في العنايه المركزه)) 
لكن مش هو ده الجزء الصعب !!!

ثم استطردت قائله : 
الصعوبه الحقيقيه 
هي ان جزء من البروتوكول العلاجي 
((كان بيستلزم دهان جسم المريض 
بمرهم باسط للعضلات))
وده لمساعده العضلات 
على مقاومة اضرار الفيروس

صمتت دكتوره نوران للحظه ، ثم اشارت الي زملائها في الفريق الطبي ، بالصعود الى جوارها بالمنصه 

وقالت بصوت حماسي :
عشان كده 
انا لازم اوجه الشكر 
لكل زمايلي في الفريق الطبي
اللي تحملوا الاهانه 
وبعضهم تعرض للضرب
من بعض المرضى  !!!

ثم علا صوتها نبره خجل ، وهي تقول :
وده بسبب حالة انعدام الوعي للمرضى 
((فكان معظمهم 
بيتوهموا انهم بيتعرضوا 
للتح.....رش والاعتداء الج....نسي 
اثناء قيام افراد الفريق الطبي 
بدهان اجسامهم بالمرهم )) !!!!!!

في تلك اللحظه ...

غمرت القاعه موجه من التصفيق الحار ، تقديرا لذلك الجهد والعناء ، الذي تحمله افراد الطاقم الطبي  

بينما توجهت د/ نوران الى شاشة العرض الضخمه الموجوده في القاعه ، وقامت بشغيلها 

لتظهر صوره لفتاه شقراء بارعة الجمال 

وما ان رأى الحاضرين تلك الصوره ، حتى برزت ملامح الاستياء الواضحه على وجوههم 

وانفجرت حاله من الهرج والهمهمه في ارجاء القاعه

قطع تلك الحاله صوت دكتوره نوران وهي تقول بنبره يكسوها الحزن : 
انا عارفه ان الصوره دي 
بتثير مشاعر الحزن 
والغضب عند معظمكم 
وده لانكم للاسف 
بتحملوا البنت المسكينه دي 
ذنب موت ملايين المصريين 
في الهجمه الاولى للفيرس 
على مصر سنه ٢٠٢٠ 

تنهدت الدكتوره نوران ، وقد بدأت الدموع تلمع في عينيها ، وقالت بصوت متلعثم :
لكن ده ظلم كبير 
من المجتمع للبنت دي 
لان اي حد مننا 
كان ممكن يكون مكانها 
ده قضاء ربنا
وصدقوني البنت دي 
اتعذبت شهور طويله 
وهي بتكافح المرض 
وزي ما هي كانت سبب 
في دخول المرض لمصر 
فهي ايضا كانت سبب 
في حصولنا على نسخه من الفيروس الاصلي 
وده اللي ساعدنا نقدر نعمل تجارب 
توصلنا لطريقه القضاء عليه

وعشان كده 
فانا برجو من جميع الحاضرين 
قراءه الفاتحه 
على روح الشهيده ... ريم ناصر الحديدي !!!!!!

وبالفعل ، امتثل جميع الحاضرين لمطلب الدكتوره نوران ، ووقفوا يتلون الفاتحه ، على روح بطلتنا المسكينه ... ريم الحديدي

---------------------ء

ومع انتهاء ذلك المشهد ، تنتهي رحلتنا عبر الزمن 

فالمشهد السابق كان يجسد (احدى النسخ) من المستقبل 

والتي قد علم بها ادهم (بطريقه ما) ، وقرر ان يتدخل ، ويغير هذا المستقبل المأساوي

فقد كانت خطه ادهم في البدايه ، هي قتل ريم الحديدي 

التي عادت من الصين ، وهي تحمل النسخه الاصليه الفتاكه من فيرس كورونا ، في نهايه عام ٢٠٢٠ ، حيث تدور احداث قصتنا 

وكان قتل ريم ، هو رحمة بها ، من معاناه كانت سوف تستمر لاسابيع طويله ، قتل ان تفارق الحياه من جراء ذلك الوباء اللعين 

كما كان قتلها في تلك البقعه المعزوله من الصحراء ، سوف يدمر تلك النسخه القاتله من الفيروس ، وينقذ ملايين من الارواح البريئه

الا ان ما تفجر من مشاعر بين ادهم وريم ، منعه من قتلها 

وقد الهمه الله ، بأن يعدل تلك الخطه ، عندما قالت له ريم " ان لكل مشكله علاج "

وبدلا من ان يقتل ريم ...

فقد بدأ في علاجها ، مستخدما ذلك البروتوكول الطبي الذي لم يكن قد تم اكتشافه الا في عام ٢٠٢٨ 

وقد نجح ادهم في خطته الجديده ، وقام بعلاج ريم 

الا انت تلك الحمقاء ريم ، قد تسرعت وقتلته !!!

ظنا منها ، انه كان ينتهك جسدها ، وهذا الشيء لم يحدث الا في خيالها المشوش فقط 

تعليقات



×