![]() |
رواية ضد الزمن الفصل الرابع بقلم حازم الباشا
المكان : منزل ريم الحديدي - في قلب احدى الضواحي الراقيه بالقاهره
كنا قد توقفنا في الحلقه السابقه ...
عندما انقض الرائد/ هشام وجنوده على ادهم ، وطرحوه ارضا ، استعدادا لتقييد معصميه بالاغلال ، ثم اقتياده لقسم الشرطه
وفجأه ....
لمعت فكره مذهله بعقل ريم !!! ...
فصرخت في الجنود بصوت عالي ، وهي تحاول ازاحتهم من فوق جسد ادهم :
انتو بتعملوا ايه يا اغبيا
ده احمد ابن اونكل " رأفت " ...
وزير الزراعه !!!
كان لتلك العباره مفعول اشبه بالصاعقه الكهربائيه على الجنود المتكالبين فوق ادهم
فانتفض الجميع فجأه ، في مشهد كوميدي غريب
وافلتوا ادهم من بين ايديهم ، ومن دون ان ينتظروا الامر من قائدهم الرائد/ هشام لفعل ذلك !!!
فنهض ادهم ببطء ، وهو ينفض التراب العالق بملابسه
بينما وثب هشام ليربت على كتف ادهم ، وهو يقول بصوت متحشرج :
احنا اسفين يا احمد بيه
ارجوك سامحنا
على سوء التفاهم ده
وقبل ان يرد ادهم بحرف واحد ، كانت ريم قد قطعت الحوار ، وهي تحاول ان تمسك يد ادهم :
معلش يا احمد
هما افتكروا ان انت المجرم
اللي حكيت لك عنه في التليفون
ازاح ادهم يد ريم بشكل صارم ، وقال بصوت منفعل : حصل خير يا .....
وقبل ان يكمل عبارته ، استطردت ريم موجهه كلامها الى هشام :
معلش يا هشام بيه
انا من اللخبطه اللي كنت فيها
نسيت اقولك اني اتصلت بأحمد
عشان يكون معايا
لأني خفت انكم تتأخروا
رمق ادهم ريم بنظره ناريه ثم قال :
اظن انه خلاص مفيش داعي لوجودي
البركه في هشام بيه ورجالته
هما هيعرفوا يتعاملوا مع "المجرم" الحقير ده
احسن مني الف مره
رد هشام بابتسامه عريضه : اوعد حضرتك ان "الحيوان" ده
هيبات الليله في الحبس
وبكره الصبح
هيتعرض على النيابه
بتهمه خطف انثى
والشروع في قتلها
وبعدها اوعدك
انه هيقضي باقي عمره في السجن !!!
رد ادهم بابتسامه صفراء باهته :
البركه في ريم
لولا شجاعتها وذكائها
ما كنتوش هتعرفوا تمسكوا " الحيوان"
اللي حضرتك بتتكلم عليه ده
في تلك الاثناء كانت ريم تبذل كل جهدها لتمنع نفسها من الانفجار بالبكاء
مما قد يزرع الشك في عقل هشام ، وبالتالي تفسد خطتها في انقاذ ادهم من قبضته
وكانت تعلم جيدا انها اذا فتحت فمها باي حرف ، فقد لا تتمكن من السيطره على انفعالاتها ، وقد تنفجر في نوبه بكاء لا تنتهي
حاولت ريم ان تقترب من ادهم ، لتمسك يده مره اخرى
الا انه انتبه لخطواتها ، فأخذ خطوه للوراء ، مانعا يدها من الوصول لجسده
فأثرت الصمت وهي تتطلع الى ادهم بنظره استعطاف منكسره
بينما بادلها ادهم بنظره تحمل كل معاني الاشمئزاز ... والخذلان
وعلى الفور ...
انسحب ادهم في هدوء ، بعد ان صافح هشام بكل ود ، متجاهلا مصافحة ريم
ثم قال وهو يبتسم ابتسامه باهته مصطنعه :
معلش بقا يا جماعه
انا مضطر امشي
زي ما انتي عارفه يا ريم
انا لازم اسافر
ثم استطرد وهو يرمق ريم بنظره لخصت كل مشاعر الخذلان داخل قلبه :
بس بجد يا ريم
مفيش اي كلمه
ممكن اعبر لك بيها
عن مدى فخري وسعادتي
بذكائك وشجاعتك دي ....
اشوف وشك على كل خير
ردت ريم بصوت كله اسى ، بينما كان ادهم قد ادار لها ظهره مبتعدا :
خد بالك من نفسك
وارجوك سامحني
على كل الاذى اللي سببتهولك
وظلت ريم تراقب ادهم وهو يبتعد ، ويستقل سيارته وينطلق بها
تاركا ريم يلتهمها ندم مميت
وقلبها يتمزق اسفا على ادهم
فهي تعلم انها لحظات الوداع الاخيره !!!
-----------------------------ء
مضت ساعات عديده ...
والجنود يجوبون كل مداخل ومخارج الفيلا ، في انتظار ظهور ذلك المجرم الخطير دون جدوى !!!
وقد استبد الضجر والاحباط بهشام من طول هذا الانتظار العقيم
فقرر ان يسحب القوه ويغادر ، ودار بينه وبين ريم الحوار التالي ....
هشام مخاطبا ريم :
ريم هانم
احنا بقالنا اكتر من ٥ ساعات هنا
والمجرم ما ظهرش
وانا اعتقد انه حس بوجودنا
ساعه ما جه احمد بيه
عشان كده هرب !!!
ردت ريم بصوت واضح عليه الاعياء والتعب :
معاك حق
شكله فعلا هرب
ومش راجع تاني
استطرد هشام :
طيب انا مضطر اسحب القوه وامشي
وهاسيب مع حضرتك رقمي
لو حصل اي جديد
ياريت تبلغيني فورا
وانا هاكون عندك
في اقل من ربع ساعه
ثم نادى هشام على احد معاونيه وقال :
اجمع القوه يا "سعيد"
واعمل حسابك انك هتسيب فرد امن
يفضل حراسه هنا
على بيت ريم هانم
لحد الصبح
رد العريف " سعيد " بكل انضباط :
حااالضر يا افندم
علم وينفذ
يا هشام بيه
قاطعتهم ريم بصوت منكسر ، وقد بدا عليها الاعياء الشديد :
مفيش داعي يا هشام بيه
انا هاروح ابات عند عمتي
وهناك في حراسه
وامن كتير اوي
هشام بصوت منفعل :
انتي كويسه يا ريم هانم ؟؟؟
انتي شكلك تعبانه
تحبي اوديكي اي مستشفى
او اطلب لك دكتور هنا ؟؟
اجابته ريم بحسره واضحه :
لا انا تمام
كل الحكايه اني بقالي يومين ما نمتش
ومتشكره على اهتمام حضرتك
هشام بنبره ودوده :
طب تحبي اوصلك
لحد بيت عمتك ؟
ريم :
كتر خيرك يا افندم
انا هاطلب السواق بتاعي يوصلني
ارجوك ما تعطلش نفسك اكتر من كده
واسفه على كل التعب
اللي سببته لكم النهارده
وما ان انصرف هشام وجنوده ، حتى انخرطت ريم في نوبه بكاء محمومه
حتى سقطت على الارض في بهو الفيلا ... مغشيا عليها !!!
------------------‐-------------ء
وفي مساء نفس اليوم ...
وعلى احد المقاهي المشبوهه في منطقه نائيه بالقاهره
كان "سعيد" معاون الرائد هشام ، يجلس مع احد اصدقائه ، والذي يعتبر واحدا من اشهر المجرمين في تلك المنطقه !!!
وكان كلا منهما ملتفحا بوشاح يخفي ملامحه ، وقد ساعدتهم بروده اجواء تلك الليله في عدم لفت انظار الحاضرين
فقد كان معظم رواد المقهى يستخدمون نفس "التلفيحه"
ودار بينهم هذا الحوار ...
المجرم الملثم :
خير يا سعيد ؟؟؟
اتصلت بيا
وجبتني على ملا وشي ليه ؟؟
مش احنا متفقين
ان اي ترتيبات بنا
تبقى في التليفون
عشان ما نفتحش عيون البوليس علينا !!!
رد سعيد :
مكنش ينفع يا صاحبي
انا جايب لك النهارده خبطه العمر
عمليه هنعدي بيها الفقر والضنك
اللي احنا عايشين فيه ده
سال لعاب المجرم وهتف بحماس :
ايةه بقا
هو ده الكلام
شوقتني يا سعيد
هنسرق مين الليله ؟؟؟
رد سعيد ، وهو يناول المجرم مفتاحا صغيرا :
هنسرق فيلا " ناصر الحديدي" !!!!
انا كنت في مأمرويه هناك الصبح
ومن حظك الحلو
اني بالصدفه لقيت مفتاح باب الخدامين
ومن تساهيل ربك
الفيلا الليله فاضيه
ارتبك المجرم وقال بنبره متوتره :
فيلا " ناصر الحديدي " حته واحده !!!!
دي عمليه خطيره اوي يا سعيد
لو اتقفشنا
هنروح كلنا في ستين داهيه
رد سعيد بصوت هاديء :
جمد قلبك يا عم الحاج
العمليه دي هتلبس
في واحد تاني خالص
زاد اندهاش المجرم وقال :
انا مش فاهم اي حاجه !!!
رد سعيد بهدوء :
ابلع ريقك كده
وانا هافهمك
بنت الحديدي عامله بلاغ في واحد
متهماه انه خطفها
وحاول يقتلها
والنهارده احنا رحنا عشان نقفشه
بس ابن المحظوظه
هرب قبل ما نوصل
وضيع علينا حلاوه من ابوها
مكنتش هتقل عن مليون جنيه !!!
المجرم بصوت كله حماس :
مليوووون جنيه حلاوه !!!!
اومال اللي خاطفها
كان طالب فيها كام ؟؟؟؟
سعيد :
وانا ايش عرفني ...
بس انا واثق انه لو طلب ١٠٠ مليون
كان ابوها هيدفعهم
الناس دي عندها فلوس
مالهاش اول من اخر يا عم الحاج
انتهى الحوار وافترق الشيطانان
وقد اسرع المجرم في في حشد افراد عصابته
استعدادا لاقتحام فيلا ( ناصر بيه الحديدي ) !!!
---------------------------ء
وعند منتصف الليل ...
تسلل المجرم الملثم الى فيلا ناصر الحديدي
وقام بقطع التيار الكهربي ، فساد ظلام دامس كل ارجاء الفيلا
وفي اثناء تفقده للفيلا ، فوجيء بجسد ريم ممددا على الارض !!!
(( مقطع محذوف من القصه الاصليه - احتراما لقوانين الجروب ))
انتهى ذلك المشهد ....
بأن قرر المجرم ان يغير الخطه الاصليه
ويقوم باختطاف ريم !!!
وذلك بعد ان اكتشف انها في حاله شديده من الاعياء ، وقد اصابها هزيان شدبد ، مما افقدها ادنى قدره على المقاومه !!!
فقام بتغطيه جسدها ، ثم حملها بين ذراعيه ، وتسلل بحذر الى خارج الفيلا ، دون ان يشعر به بقية المجرمبن ، الذين انشغلوا بنهب محتويات الفيلا
وبسرعه شديده خرج المجرم من الفيلا ، ووضع ريم في سيارته ، وانطلق مغادرا في هدوء وحذر تام
حتى وصل الى وكره الخاص ، في احدى المناطق السكنيه الجديده ، التي كانت لا تزال معظم مبانيها تحت الانشاء !!!
--------------------------ء
وفي صباح اليوم التالي ....
استيقظت ريم ، وهي في حاله يرثى لها من الغثيان والتخدر ، وكأنها قد ابتلعت برميلا كاملا من الخمر الفاخر !!!
ففتحت عينيها بصعوبه شديده ، وهي تشعر بألم عنيف يفترس كل خليه من جسدها ، لتجد نفسها مكبله اليدين والقدمين
في فراش قديم ، داخل غرفه صغيره مظلمه خاليه من الاثاث ، لا يوجد بها اي نوافذ ، فقط باب حديدي موصد عليها !!!
حاولت ريم ان تصرخ ، الا ان حاله الاعياء الشديده منعتها
فخرج صوتها مبحوحا بسعال شديد ، وهي تهمهم بكلمات غير واضحه
انتبه المجرم الملثم لصوت ريم ، وادرك انها قد استفاقت
فاسرع الى غرفتها ، والتقط زجاجه محلول متدليه بجوار فراش ريم ، وقام بحقنها بماده ما ، ثم غادر الغرفه ، واوصد بابها باحكام !!!
تنبهت ريم لذلك الانبوب المتصل بوريدها ، وادركت بأن ذلك الملثم القذر قد حقنها بماده مخدره
وقد شعرت بيديه وهي تزحف على جسدها !!!
فاستجمعت ما تبقى من قوتها ، في محاوله فاشله لفك قيود يديها وقدميها
وظلت تصرخ :
ابعد ايدك عني يا حيواااان
ابعد ايددددددك القذره دي عني
واستمرا تردد نفس العبارات ، حتى سقطت مجددا في بئر عميق مظلم من " اللا وعي "
--------------------------ء
ظلت ريم على تلك الحاله من " اللاوعي " ، لاكثر من اسبوع !!!
فهي غائبه عن الوعي طوال الوقت ، لا تستفيق الا للحظات بسيطه ، على لمسات ذلك الوحش لجسدها ، او على وخزات ابر المخدر في وريدها
واكتشفت انها قد اصبحت مجرد دميه لاشباع شهوات ذلك الوحش الدنيء