رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثامن والثلاثون 38 والاخير بقلم رباب عبد الصمد


 

رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثامن والثلاثون والاخير بقلم رباب عبد الصمد

الجميع  الان معترف بانها زوجته بما فيهم ابيها 
 صار الجميع راجعين لقريتهم وهم يزفون ايوب وليلى بمناسبة انه اصبح كبيرهم ولم يعلموا انهم يزفونه اليها عريسا ولم يترك كفه كفها التى صارت قطعة جليد من خجلها وتوترها فهى لا تعلم اين ستذهب وماذا سيتم وهو لم يعقد عليها حتى الان
 وما ان اقتربوا لدار الحاج صالح الا وضغط ايوب على كفها فهو يعلم ما سبب توترها وهو داخلا بها لبيته فكادت ان تسال فمال عليها هامسا غير راهبا من وجود الناس حولهم فقال : يا مهجة قلبى الم تعلمى ان الزواج اشهار ؟ الم يكفيكى كل هذا الجمع وهم يعترفون بكى زوجة لى 
 توترت ولم تعرف بما تجيب فقال بصوت خافض مهدئا لها : لا تخافى ولا تقلقى انتى من الان زوجتى امام الله والناس ولكن لن المسك حتى اعقد عليكى ولكن انتى تعرفين لا يجوز ان اعقد عليكى هنا فالكل يعلم انكى زوجتى بالفعل 
 تنفست نفس راحة واتسعت ابتسامتها ولكنها تذكرت وقالت بسرعة : ولكنى قد لا انجب ثانية و انت من حقك ان ...
 قاطعها قائلا : انسيتى ريحانتنا ريحانة ايوب وليلى 
 ابتسمت واومات براسها بنعم 
 ولاول مرة تدخل بيت الحاج صالح وهى زوجة ايوب 
 لا ننكر ان صفاء على قدر تغيرها من حالة الغرور والتكبر الى حالة الهدوء النفسى والتواضع الا انها ايضا نظرت لليلى نظرة غيرة حتى وان كانت غيرة لا ترتقى مثل ذى قبل فبعد ان كانت ليلى تتعامل من زوجها بالبرود وتعمل فى البيت كخادمة اصبحت سيدة القرية كلها و الان تفوز بقلب احن رجل فى العالم وبعد ان كانت تمارس مشروعها فى الخفاء اصبح الكل جهارا ينشدون بمجهودها وبعد ان كانت زوجة طاووس النساء اصبحت زوجه بل واثرت قلب الفهد الثائر كبير القرية كلها وجاذب لقلوب نساء كثيرات من مختلف الجنسيات
.......
 ابتسم الحاج صالح لابنه ايوب وربت على كتفه وقال له : مبارك عليك يا بنى  واخى حلم عمرك 
 ابتسم ايوب واحتضن اباه فى سعادة 
 ابتسم الحاج صالح كذلك لليلى وهناها وقبل جبينها وقال لقد تحققت امنيى فى زواجك من ابنى 
 كادت ان ترد الا ان فريدة اقتربت منهم وهى تبتسم وغمزت لها بنصف عين وقالت : الم اقل لكى ان ابى هذا واشارت بيدها لايوب هو احق الناس بكى 
 ضربها ايوب بخفة على راسها وقال مناغشا لها : ايتها المشاكسة لم تعدى مهجة قلبى فقد وجدت مهجة قلبى الحقيقية 
 ابتسمت فريدة وقالت مناغشة هى الاخرى اخاها واقتربت من زوجها وقالت لا يهمنى فانا ايضا قد وجدت ابى الحقيقى اشارت الى على 
 ابتسم على عليها وقال : لم اعرف ان كنتى ابنتى ام زوجتى فانتى ملكتينى يا فريدتى ولكن هل يمنعنا هذا ايتها المشاكسة على قول اخيكى ان نرحل من هنا فجرحى يؤلمنى واود ان اذهب للمستشفى 
 ضحك الجميع وبدا كل زوج ياخذ زوجته لعشهم السعيد بينما اخذ الحاج  صالح الطفلة ريحانة منهم لعلهم ينعموا بليلة هادئة لاول مرة بمفردهم 
 دخلت ليلى غرفة ايوب لاول مرة واخذت تتاملها بشغف فهى لم تدخلها يوما وهى زوجة لطارق 
 اخذت نفس عميق لتستنشق هواء الحجرة فقد شعرت شعور غريب لم تشعر به وهى تقيم مع طارق فى غرفته والان فقط عرفت الفرق بين راحتها مع ايوب عنها مع طارق 
 وقف ايوب خلفها وحاوطها من خصرها وضمها اليه حتى صارت ملاصقة لصدره فتوترت قليلا فمال على اذنها وقال : كم حلمت بكى فى تلك الغرفة حتى عرفت فى لحظة انكى قد حرمتى على وانكى اصبحتى بعيدة المنال ومع ذلك كانت غرفتى احن الناس علي فلم تحرمنى من الحلم بكى فى منامى وتخيلكى وانتى تشاركينى اياها 

اذوب فى عينيك حين تنظرنى كما الجليد فى الصيف اللهيب 
من بعيد وانت بالحب تصهرنى فكيف باللمس وانت قريب 
احب الانصهار بين ذراعيك فيا ايتها الشمس لا تغيبى

 تنحنحت خجلا وحاولت ان تبتعد عنه وقالت وقد تعرق وجهها محاولة الهروب من عذب كلماته : لم اجلب ملابس معى
 هنا اطلق ايوب ضحكة عالية حتى اضاء وجهه وظهرت نواجذه 
 فسالته عما يضحك فقال لها : وما الداعى الى ملابسك 
 توترت وخجلت وارتعدت ولم تعرف بما ترد مما اضحكه ثانية وقد رفع وجهه لاعلى من شده ضحكه على خجلها فقال : لا اقصد ما اتى الى تفكيرك وان كنت انا ايضا احلم به واتمناه ولكنى تذكرت يوم ان اتيتى معى على سطح السفينه ولم يكن معكى ايضا ملابسك فشاركتينى ملابسى لتعلنى يومها انك ستشاركينى حياتى والان يعيد لنا القدر نفس الموقف يا الله 
 صمت قليلا وهو يدقق النظر فى ملامحها وقال هامسا : هل توافقين الان ان تشاركينى ملابسى حتى تعلنى انكى مشاركة لى من الان عمرى
 لم تستطع الصمود اكثر من هذا فاقبلت عليه وارتمت فى صده فحاوطها من جديد وازاح عنها حجابها ولاول مرة يرى كامل شعرها فنظر لها نظرة اعجاب وقال : يا الله كم انتى حورية من الجنة 
 اكتفت هى بالتمسح فى صدره فلاول مرة تشعر بانها انثى دون ان تتكلف فى شىء 
 راته يحبها وهى على طبيعتها . تذوقت اخيرا طعم الحب والحنان والاهتمام من فهدها وفهدها فقط . شعرت بجمال الحب ومعناه معه فقط . شعرت انها جمعت الدنيا كلها وهى فى حضنه  
 مال عليها وقد شعر بما يلوج فى عقلها وصدرها وقال : ما رايك يا ليلتى ان نكمل نفس رحلة السفينة التى تركناها 
 رفعت وجهها الذى كان تحت ذقنه بمسافة لطوله ولكنه كان مائل هو الاخر براسه لها ونظرت لوجهه وقالت : الم تنتهى بعد 
 ايوب وهو يبتسم وقد حك انفه بانفها وقال لها : لا فقد تبقى لها شهرا 
 ليلى بفرحة : نعم اود . اود ان ابدا حياتى معك من هناك كما بداتها اولا ثم نعود بعدها للقرية 
 ضمها اكثر وهى لازالت على نفس وضعها من رفع راسها امام وجهه وقال : ما رايك ان اطلب من محمود زوج نهال وحمزة ان يحضروا معنا لنكتمل 
 اومات براسها بنعم فابتسم لها قال : وما رايك ان وثقت انا زواجنا على سطح السفينة ثم اقيم لنا حفلة زواج فانا اود ان ارى نفسى عريسا لحلم عمرى ومهجة قلبى 
 ابتسمت ليلى وقالت : كم كنت اتمنى ذلك عندما رايتك توثق عقد السيد البيرت والسيدة ايزابيل وكم تخيلت نفسى معك 
.....
 بالفعل تم ما ارادوه وتجمعوا مرة ثانية على سطح السفينة ووثق زواجه بليلته وكان محمود وحمزة شهداء عليه واقام حفلة كبيرة كان حمزة فيها المطرب وارتدت ليلى فستان زفاف وارتدى الربان بدله فاخرة وكم كان وقورا وجذابا حتى ان جميع النساء والفتايات على سطح السفينة تمنوا ان كانوا جميعهن ليلى 
 ولكن هيهات فقلب الفهد لم يرى سوى وجه ليلاه ولم يعشق سوى قلبها
 اقتربت منها السيدة ايزابيل وقالت لها وهى تضحك : الم  اقل لكى انه يهواكى وسيتزوجك وانتى كنتى تظنين انها مجرد كلمات عابثة ايتها الصغيرة 
 ابتسمت ليلى خجلا وكادت ان تتكلم الا ان ايوب هو من تكلم فقد سمعها اذ انه لم يترك كف ليلى ولم يسمح لها بالبعد عنه وقال : وهل كنتى تعتقدين يا سيدة ايزابيل انى كنت اترك ليلى تترك سفينتى هكذا هباءاً دون ان افوز بها فهل وجدتى لها مثالا على كوكبنا هذا ام انها تضاهى قريناتها حوريات الجنه ؟
 نظرت له ليلى خجلة من كلماته وقالت : ان كان منا من فاز فهو انا لانى فزت برجل يندر ان يوجد مثله وان كنت لا تصدقنى فانظر فى عيون كل النساء حولنا وانت تعرف 
 ضحك ضحكة عذبة وقال : لقد غشيتى بصورتك عينى فابت الا ترى غيرك 
 رقصوا معا رقصة هادئة فطلب منها ايوب ان تغنى له اغنية ولكن بصوت هامس فاراد ان تغنى له فقط فابتسمت ودندنت 
 يا اعز واغلى واطيب قلب فسر للعالم معنى الحب وان شاوروا وقالوا عليك طيب خليك من قلبى هنا قريب وكفاية تكون انسان فى زمن فيه طيبة القلب بتتعيب
 رد هو عليهاهامسا : انا كلى ملكك انا كل حاجة حبيبى فيا بتناديك انا مش بحبك الحب كلمة قليلة بالنسبة ليك انت فرحة جت لعندى بعد عمر من التعب 
 انتهى الحفل  ودخلت ليلى بصحبة فهدها لغرفتهم ولاول مرة يشاركها سريره 
 قضوا شهرهم وهم فى قمة سعادتهم فحقا كلاهما خلق من الاخر

وفى مساء آخر ليلة لهم على سطح السفينه وقف معها وهو محاوطا اياها من خصرها حتى الصق ظهرها بصدره وقال بصوت هامس فى اذنها  :ليلتى
ليلى :عيونى 
ايوب : افتحى ذراعيك واستنشقى معى نسيم البحر لآخر مرة فانا ساودعها لأن حياتى  بدأت وستنتهى معك  
فتحت ذراعيها واشتنشقا معا لآخر مرة نسيم البحر مودعين اياه لبداية حياة جديدة 
  وعادوا الى القرية مرة اخرى وقد استقال الربان فعليا من وظيفته ليتفرغ لحياته الجديدة التى لم تصبح خالية بل فيها من تشاركه حتى الانفاس 
 واقاموا مشاريع جديدة تخدم قريتهم وادخلوا فيها اموال هانيا كصدقة جارية 
 بينما تنعمت ريحانة ايوب وليلى باجمل ايام طفولتها 
 فى يوم وايوب عائد من الخارج واذ بريحانه تركض نحوه ولكن وجهها كان متجهما فانتفض ايوب قلقا وسالها ما بك يا ريحانتى ؟
 بكت وقالت : ماما ليلى مريضة فى الحمام 
 انقبض قلبه وركض نحوها فوجدها تتقيأ فانتفض من توجعها فامسك راسها وحاول ان يساعدها على القيام وبالفعل نجح فى ذلك وغسل لها وجهها ثم حملها ووضعها فى سريرها وكاد ان يستدعى لها الطبيب الا انها رفضت وقالت له هامسة : لا احتاج الى طبيب انما هذا لان الله قد منا علينا برزقه 
 فهم قصدها فوضع يده على بطنها وابتسم وقال : احقا اصبحت انا صاحب النبتة حقيقة وليس ادعاء 
 كان يقصد ابن اخيه طارق 
 ابتسمت ابتسامة عذبة وربتت على يده وقالت : نعم انه طفلك ويتغذى بدمك وان كان الاول ايضا قد روى بدمك 
 سحبها وضمها لصدره وشد عليها وقال : لقد اكتملت فيكى كل احلامى وانتى الكفاية وحدها يا ليلتى فانتى وحدك وما بعدك فناء  

 






انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات



×