رواية عشق الادهم الفصل الثلاثون 30 بقلم شهد السيد


رواية عشق الادهم الفصل الثلاثون 

 

"أحببتُكَ ولمَ تُحِبنيَ فَانتهتَ حِكايتُنا هكذا. "

أغلق باب مكتبها من خلفهما بعنف ونظر لها وشرارات الغضب تندفع من أعينه وقد نفذ صبره على شخصيتها العنيدة: 
_هو اي انتِ مش شيفاني خالص كدا الحاجة مهما أقول عليها لأ برضوا بتعملي اللى فى دماغك، كلامك وتصرفاتك محدش بيستحملها غيري وبسكت وبقول يمكن تتعدل مع الوقت وتعرف غلطها فى التعامل بس زودتيها أوي محدش قالك عليا رِجل كرسي عشان تفضلي ماشيه على هواكِ. 

أهتز جسدها من الأنفعال وصاحت بوجهة بغضب مماثل: 
_والله مش عاجبك تصرفاتي.. 

هدر بها بحده جعلتها تصمت عن تكملة حديثها: 
_قسمًا بالله صوتك لو عليتيه عليا تاني فى الكلام لخرسك. 

ضحكت بسخرية ونظرت له بأستهزاء تجيبه بتهكم: 
_اي هتضربني.؟ 
لا يا أدهم مش أنا اللى باجي بالزعيق والتهديد ابدًا وافهم دا كويس. 

أقترب منها بخطورة يقبض على معصمها بحده رغم محاولاتها العديده لإبعاد يدها عنه: 
_مش عشان واثقة إني بحبك تفتكري تزوديها بالشكل دا مهما كُنتِ انتِ هتبقي مراتي فى يوم من الأيام والوضع دا أنا مش هسكت عليه، كرامتك على عيني وعلى راسي وبحترمك وانتِ عارفه كدا كويس بس إنك تقللي من كرامتي ورجولتي دي حاجة عمري ما هقبلها لأني مبحبش التحدي. 

أنهي حديثة بنظرة قوية غاضبة لأعينها الخضراء الفاتنة والذي ألتمع بها العِناد والتحدي: 
_وأنا كدا عاجبك عاجبك مش عاجبك سيبني. 

زمجر بعنف وحده يعنفها قائلًا: 
_انتِ باين عليكِ اتجننتي احنا كتب كتابنا بكرا وجاية النهارده تقوليلي اسيبك لأ مش هسيبك بمزاجك غصب عنك هتتغيري ولو عملتي حاجة تاني من ورايا أنا مش موافق عليها هخليكِ تندمي، أنا آه حبيت شخصيتك فى الأول بس مش عليا يا ليليان وافهمي دا كويس..مش عليا 

انهى حديثه يزفر بقوة كـأنه كان يركض لأميال وصدره يرتفع وينخض بنيران الغضب الذي يتنفسها وتركها يغادر الشركة بأكملها، ضغطت على يدها بقوة وجلست فوق أقرب مقعد تضع وجهها بين يديها تشعر بتيار كهربي قد سرى بجسدها، لم تعتاد على أخذ أمر بل هى التي تعطي. 

ماذا فعلت لكل هذا الصراخ بوجهها.؟ 
كل هذا لأنها سافرت مع راجي بعد صلاة الفجر مباشرة ليصلوا لمرسي مطروح بالصباح الباكر لتوقيع عقود هامة لمول تجاري ضخم ستتولي شركاتها إنشائه وما أن أستيقظ وحدثها وعَلم أنها عائده جن وكأن الكهرباء لمست عقله وفور وصولها للشركة وجدته بأنتظارها بأوج حالات غضبه التي رأته عليها يومًا.!! 

تعترف بخطأها لكن..لا يوجد لكن.!
نهضت تمسك بمفاتيح سيارتها تضع طرف أصبعها عن بداية أعينها تمنع دموعها من الهبوط، دعمها كثيرًا وتحمل منها الكثير ولقد تمادت ومعه كامل الحق يجب عليها تهدئة الأمور بينهم حتى لا تزداد أشتعالًا،هو محق بكل ما قاله أدهم ليس كالباقية.! 

« _____ » 

أبتسمت رغم حرارة الشمس الساطعة تعلن عن طقس حار، عدلت من وضع ذراع حقيبتها تلوح لصديقتها التي تعرفت عليها اليوم بأول يوم لها كـ طالبة جامعية، تشعر بسعادة تتخلل روحها بعدما ألتحقت بقسم هندسة ديكور وتنتظر أن تنفذ ليليان وعدها وتتركها تأتي لقسم هندسة الديكور الذي تم تأسيسه جديدًا بالشركة حتى تكتسب الخبرات من المهندسين المتواجدين. 

تعلقت أعينها عليه عندما وجدته من حيث لا تحتسب يقف لجوارها بأعين متلهفة ومشتاقة وقد بلغ الشوق عنان روحه المحطمة بالفراق، تداركت نفسها سريعًا وهمت بالإبتعاد ليمسك بمعصمها يمنعها بلين وخرجت حروفه راجيه خاشيًا الرفض: 
_موحشتكيش.! 

أبعدت يدها عن يده بهدوء تجييه بصوت منخفض مُهتز: 
_لو سمحت مينفعش كدا أمشي. 

تمسك بها أكثر بأصرار يمنعها: 
_مش هسيبك قبل ما نتكلم الأول، أنا آسف على كل حاجة بس أرجعيلي أنا كل مدى بتعب أكتر فى بعدك عني. 

نظرت حولها للطلبة الذين ينظرون نحوهم متهامسين وأبتعدت عنه تجيبه: 
_زياد الناس بتبص علينا مينفعش كدا لو سمحت أمشي. 

شعرت بأختناق نبرة صوته وإزداد تمسكه بها: 
_أنا معنديش غيرك ياجودي محتاج أتكلم ومفيش غيرك ينفع يسمعني. 

ترددت للحظات قبل أن تؤمي بالإيجاب بخفه وفتحت هاتفها تبحث عن رقم شقيقتها تستأذنها اولًا بأنها ستتأخر قليلًا وعندما تعود ستخبرها بالسبب. 

ولم يمضي القليل وكانت تجلس لجواره بأحد المقاهي القريبة من الجامعة، لم يبعد نظرة عنها وأعينه تغلفها طبقة رقيقة من الدموع يمسك بيدها يحدثها بصوت متحشرج: 
_بُعدك مش سهل عليا ولا سهل عليا أبان قدامك مكسور كدا، حاولت أسيبك على راحتك بعيده عني بس معرفتش مدوقتش طعم الراحه من غيرك صورتك مبتفارقش عقلي وكلامنا بيتعاد فى عقلي كل يوم. 

أنهى حديثة تزامنًا مع هبوط دمعة شارده من أعينه ولم يحاول منعها ترك روحه بكامل جوارحها ولم يحاول تجميلها، شعرت بأنفطار قلبها لكنها تماسكت وأجابته: 
_ومكنش سهل عليا أشوفك حاضن واحده وبتضحكوا، مكنش سهل عليا انسي أنا كل يوم كنت بدور على حاجة توجعني أكتر من وجعك ليا عشان احاول أنساك. 

ألتقط أحدى المناشف الورقية يمد يده صوب أعينها يمسح دموعها قبل هبوطها لكنها أمسكت بيده تمنعه برفق مكمله: 
_ خلى المناديل دى ليك انتَ يا زياد، هتحتاجها لما تعرف إن كان فى حد فى حياتك بيحبك وبيخاف عليك بجد وانتَ خسرته. 

تغاضت عن دموعه التي أزدادت ونهضت لكنه سارع بأمساك يدها: 
_جودي متسبنيش أنا محتاجلك..مستعد أعمل اي حاجة وتفضلي معايا..أنا أول مره اتعلق بحد كدا. 

ألمها قلبها على مظهره الباكي ودت لو تضمه لأحضانها وتطمئنه بوجودها لكنها تراجعت تبعد يده عنها والتقطت هاتفها تغادر المقهي سريعًا تمسح دموعها قبل هبوطها. 

لم يحاول اللحاق بها يراها تبتعد عنه ولم يتمسك بها هذه المره تركها كما تريد.. 

« _____ » 

ارتفعت الصيحات السعيدة بعدما اخبرتهم جميلة برغبتها بإقامة مشروع عمل يدوي بسيط لا يحتاج لشهادة عُليا كي يتم قبولها وقد راقت لهم الفكرة جميعًا فـ بالأيام السابقة رأو جميعهم مهارتها الرائعة بحياكة الملابس والمفروشات يدويًا. 

تحدثت ليان بحماس وهي تجذب وجه جميلة نحوها: 
_وأنا هعملك بيدج على الفيسبوك والدعاية هديه مني ليكِ بالمناسبة الحلوه اوي دي بس ترديلي الهديه بحاجة من عمايل إيدك الحلوين دول لجهازي. 

ضحكت جميلة تحرك رأسها بالإيجاب تجيبها بأبتسامة: 
_ومن غير حاجة عنيا الاتنين ليكِ يا لولا. 

نظرت جميلة لفرح تتسأل بلطف: 
_وانتِ حددتي معاد كتب كتابك مع أستاذ حازم.؟ 

تركت فرح هاتفها تبتسم بهدوء تجيبها: 
_بعد ما أخلص سنة الأمتياز بتاعتي وأتعين رسمي. 

رتبت جميلة فوق ظهرها تدعو لها بنفس راضية بصلاح الحال ودوام السعادة قبل ان ينتبه ثلاثتهم لدخول جودي الصامت للغايه وتوجهها للصعود دون النطق بحرف واحد، تحدثت إليها ليان بصوت مرتفع: 
_جودي متناميش عشان تنزلي معايا تجيبي حاجة تحضري بيها كتب الكتاب بكرا. 

لوحت بلامبالاه تجيبها بصوت هادئ غير مكترث: 
_ملوش لزوم. 

تبادلوا النظرات الصامتة قبل إن تتحدث جميلة بشفقة: 
_صعبانه عليا ياحبة عيني باللى بتعمله فى نفسها والله لو أعرف بيت الواد دا فين لأروحله أنا واطلب ايده ليها. 

ضحكت فرح بخفه قبل ان تجيبها: 
_الواد دا يا جيمي يبقي أخو أدهم خطيب ليليان، زياد. 

ظهر الضيق على وجه جميلة تجيبها: 
_آه منه الندل بقى هو عايش ولا على باله وسايبها يعيني مقضياها حزن وبكي. 

لم يجيبها أحد بشأن هذا الموضوع بل جذبت ليان نظرها وهى تعلمها أشياء جديدة خاصة بعملها الجديد. 

« _____ » 
طالت نظرته نحوها بصمت أشتعل بالكره الدفين، هى التي توصلت لكل ماهو به الآن وأتت بكل التبجح التي تمتلكه، دفعته نسمه بعيدًا عن الباب تدلف للداخل بثقة جالسة فوق أقرب مقعد قابلها تلتقط ثمار التفاح الموضوعة بنظام فوق الطاولة تدور بأعينها فى المنزل النظيف للغاية ذو التصميمات والأثاث الحديث: 
_شكل السفيرة عزيزة مش هنا، مع اني كان نفسي أتعرف على ضُرتي أوي دا احنا حتى هنبقي حبايب الروح بالروح واهو منها لما تبقي تشوف رسايلي ومكالماتي اكلمها اسألها عليك. 

أغلق باب المنزل بعنف أهتزت على أثره جدران المنزل واندفع جاسر يجذبها من فوق المقعد بحده وقسوة صائحًا بوجهها: 
_عملتي اللى فى دماغك وعرفتيها وارتاحتي اهي سابتني ومشيت بسببك.! 

أرتسمت أبتسامة خبيثة لعوبة على وجهها بعدما نجحت خطتها بجعل غريمتها تعلم بوجود امرأة آخري بحياته ورفعت يدها الآخري تحيط عنه بأغواء صريح تقترب منه بجرأة: 
_ولا يهمك هنسيك اللى خلفوها واخليها تبكي بدل الدموع دم. 

تفاجأت به يدفعها بقوة قبل ان ينهال على وجهها بالصفعات المتتالية قبل أن تفر بعيدًا عن يديه تصيح بشراسة وصوت مرتفع وطريقة سوقيه: 
_لا ياحبيبي مش كل الطير اللى يتاكل لحمه يابابا اوعي تكون فاكر هتفضل تضرب واسكتلك لااا دا أنا نسمه ولا نسيت.! 
اي يعني مشيت فى ستين داهيه ما أنا موجوده تفرق اي هى عني ياعنيا.؟ 
وقسمًا بالله يا جاسر لو رفعت إيدك عليا تاني لأتصل بأهلي يجوا يطربقوا الشقة دي على دماغك. 

أشتعلت الدماء بعروقه يتمني لو يضرب رأسها بالحائط حتى تفارق روحها جسدها، بينما هى طالعته بأنتصار وتشفي فقد اوقعته بشباكها رغم سمعة أهلها المعروفه بالاسكندرية بأكملها بأنهم كما يطلق عليهم
(بلطجية وملهمش كبير). 

التفتت ودلفت للداخل تتفحص أركان المنزل بتمعن شديد وهى تتمني حرقه بكل ماهو به، ماذا تفرق تلك الساره عنها حتى تحظي بمنزل رائع كـهذا رغم أنها هى من أختارت المكوث بمنزل قريب لمنزل عائلتها وقامت بأختيار أثاث مُدهب ضخم باهظ الثمن ولم يمانع لكن منزل ساره رغم بساطته إلا أنه يشع أناقة وراحة للأعين. 

دلفت لغرفة النوم الرئيسية تتفحصها بتدقيق وصاحت بسخرية وغيرة تنهش بقلبها: 
_اما مرا معفنه بصحيح متقومش من نومها تنضف فرشتها.! 
جتها القرف.. 

عقب انتهاء حديثها استمعت لإغلاق باب المنزل معلنًا عن مغادرة جاسر المنزل لتبتسم بتوعد محدثة نفسها:
_اما وريتك يا جاسر مبقاش أنا نسمه.! 
عشان تبقي تفضلها عليا كويس. 

« _____ » 

طرق برفق فوق باب غرفتها وبعدها قام بفتح باب الغرفة مُستلقيه فوق الفراش تتظر لنقطة وهمية بالغرفة وتفكيرها منفصل عن الواقع ودموعها تعرف طريقها أعلي وجنتها.

زفر عزام بتروي وحزن يحتل قلبه على رؤية أبنته بتلك الحالة واقترب منها يمسد فوق خصلات شعرها برفق لتنتبه لوجوده بالغرفة وأبتسم وتحدث:
_فى حد جاي مخصوص ليكِ. 

مازالت صامتة تنتظر أن يُعلن والدها عن هوية الزائر لكن أنتبهت أعينها لصوت كعب حذاء نسائي، نظرت نحو باب الغرفة لتجد ليليان.! 

تلك السيدة التى فور ما رأتها بأول مره أخبرت جاسر مندهشة"مش عارفه ليه حاسه إن العروسة قوية ومُلفته للنظر بـ دا رغم أنها حلوه جدًا"

تحدثت ليليان بأبتسامة مرحة وهى تضع باقة الزهور التي بيدها فوق الطاولة الصغيرة الموجودة بالغرفه: 
_أنا قولت أكيد الحمل تاعبك وخليت عندي دم وطلعتلك. 

نظرت ساره لوالدتها من ثم لـليليان بصمت ورفعت يدها تمسح دموعها ببطئ وحاولت الإعتدال بصعوبة لكنها وجدت يد ليليان تعينها حتى أصبحت شبه جالسة تستند بظهرها للوسائد الموضوعة خلفها والتي قامت ليليان بوضعها بينما أنسحب عزام من بينهم. 

جلست ليليان أمامها فوق الفراش تبتسم بهدوء: 
_يمكن ولا انتِ تعرفيني ولا أنا أعرفك بس اللى سمعته خلاكِ مهمة عندى، انتِ شخصية لا تعوض يا ساره أنا متأكده إنك لما تولدي بالسلامه هتقدري تدى أبنك كل الحب اللى يحتاجه. 

لم تحصل منها على إجابة مجرد نظرة شاردة لمعدتها المنتفخة وأحتضنها بصمت، رتبت ليليان فوق كف يدها برفق تكمل: 
_حبيبتي مفيش حد متضرر من حالتك دي غير البيبي وانتِ أكيد مترضيش الضرر ليه، عارفه أنه خارج عن إرادتك بس..لازم يكون عندك إرادة تنسيه وتكملي حياتك من بعده عشان تستمتعي وانتِ شيفاه بيجري وراكِ يمين وشمال عشان بس نظرة رضا منك بس برضو هيطولها . 

خرج صوتها أخيرًا مبحوحًا من فرط بكائها:
_انتِ قوية..عكسي. 

زفرت ليليان بتروي وارتسمت على وجهها شبه إبتسامة تجيبها: 
_القوة اللى أنا فيها دي كلفتني قلبي، لقيت نفسي فجأة لوحدي، وأحيانًا القوة دي بتبقي ظاهريًا، لو مكنتش كدا مكنش زماني خدت ولا حق ولا باطل من الحياة كللها. 

مدت يدها ترتب خصلات شعر ساره المشعثه برفق تكمل حديثها بدعم: 
_متضيعيش دقيقة من عمرك حزينة عليه وهو مش حاسس بيكِ وفى حضنها، إبنك محتاجك وباباكِ كمان حاولي وهتنجحي، صدقيني اللى مريتي بيه هيكون أكبر دافع ليكِ للنجاح، هتقابلي غيره وأنا واثقه من دا لأن ألف واحد هيقدر قيمتك كويس وساعتها هيكون القرار ليكِ انتِ بس، وعلى فكرة انتِ كمان قوية طلبك للطلاق دا قوة فى حد ذاتها، غيرك كان ممكن يستسلم للأمر الواقع. 

زفرت ساره طويلًا قبل أن تغمض أعينها تغوص بصراع حاد دائر برأسها لا يوجد منه مهرب، أستجمعت شتات روحها المحطمة وقررت المحاولة لأجل طفلها، كلام ليليان مريح وهدأ قلبها وبعث بروحها الثقة المفقودة. 

أكملت ليليان بإبتسامة حديثها: 
_قومي خدى دُش حلو يفوقك وصلي واقرأي قرآن وناميلك شوية، بالمناسبة هستناكِ تحضري الحفلة بتاعتي. 

فتحت ساره أعينها تتسأل بصوت منخفض: 
_حفلة اي.؟ 

أجابتها ليليان بنبرة مرحه بعض الشئ: 
_أبدًا ياستي واحد اتحرش بيها ضربته هوبا حد صورني ونشر الفيديو وناس كتير شافته لحد ما جمعية خاصة بحقوق المرأة طلبت مني أحضر حفلة ليهم ويكرموني كمان على موقفي، عماله أقول لأدهم خاف على نفسك منى مش مقتنع وآه أنا حجزتلك مكانك خلاص هستناكِ تيجي ليا أختي وبنت عمي واتنين صحابي هتحبيهم أوي وهما كمان عاوزين يتعرفوا عليكِ. 

أبتسمت ساره بخفه واومأت بالإيجاب ودار بينهم حديث قصير قبل أن تعتذر ليليان تخبرها بضرورة ذهابها الآن على وعد بالإلتقاء مرة آخري..

ذهبت ليليان وعادت ساره وحيده تنظر لطفلها ولأركان الغرفه بأفكار متضاربة قبل أن تتحامل على نفسها ونهضت تختفي بداخل المرحاض الملحق عل وعسي أن تطفئ المياه الباردة نيران أفكارها المشتعلة. 

           «        _____       »        

أعطته الكوب الخاص به وجلست بجوارة تنظر لتعابير وجهه وتسألت: 
_مبقتش زعلان منى صح.؟ 

حرك أدهم رأسه بالإيجاب ومازال صامتًا لتكمل: 
_طب لو هتفضل ساكت هعرف إنك لسه زعلان منى. 

زفر أدهم بتروى ووضع الكوب الصغير جانبًا ونظر لها يحدثها بهدوء: 
_مش زعلان بس اللى حصل أتمني ميتكررش تانى أظن أنا مبخبيش عنك حاجة، يبقي انتِ كمان متلغنيش من حياتك. 

اومأت بالإيجاب توعده بأن لا يتكرر ذلك مرة آخري وتبادلو أطراف الحديث حتى تسألت: 
_هو احنا هنتجوز فى بيت مامتك صح.؟ 

أرتشف أخر ما فى الكوب وأجابها بالموافقة: 
_ايوه تقدري تبدأى تعديل فيه براحتك من بعد كتب الكتاب بيوم شوفت شقة أنقل فيها مؤقتًا لحد ما البيت يخلص. 

أبتسمت بحماس تخبره بما خططت إليه وهو لجوارها يشاركها الرأي. 

           «        _____       »        

أخذت نفسًا عميق قبل أن يفتح الباب الكبير لتظهر المقاعد العديدة التي بتلك القاعة الكبيرة يجلس فوقها الرجال والنساء بأنتظار دخولها.. 

سارت للداخل بخطوات قوية واثقة وصوت كعب حذائها يتردي بالأرجاء، تابعتها أعين كثيرة منها المندهشة والمُعجبة، الحاقدة والرافضة، المشجعة والداعمة. 

صعدت للمنصة المرتفعة تصافح مؤسسي الحفل بأبتسامة متزنة قبل ان تبدأ مراسم تكريمها وسط إلتقاط عدسات المصوريين لكل شئ يحدث، رغم العدد الموجود عرفت أعينها موقعة هو تحديدًا ونظرت له مُبتسمة بأتساع، ترى أبتسامتة الصافية والصادقة يدعمها من صميم قلبه دومًا، يعرف مكامن قوتها وضعفها جيدًا. 

لم يمضي الكثير وكانت تصعد درجتين لتقف أمام مُكبر الصوت وبدأت اولًا بشكر أعضاء الجمعية لمجهوداتهم تخبرهم بمدى سعادتها لكونها بينهم الآن لتتحدث رئيسة الجمعية بأبتسامة رسمية: 
_الحقيقي أنا أعرفك من بدري وكنت ومازلت معجبة بيكِ جدًا، كلمينا عنك أكتر. 

بدأت بتعريف نفسها بثقة وثبات وهى تشرح مجال عملها وما توصلت إليه وبأن كل هذا يعود لوالدها الراحل، نهض صحفي من مقعده يلقي عليها سؤاله وبنبرته لمحة من الإستهزاء: 
_مع إحترامي ليكِ يا آنسه واحد شاف واحده لابسه لبس يدفعه أنه يتحرش بيها، منجيش نحط اللوم عليه هو لوحده. 

حافظت على ثبات أبتسامتها تجيبه بحدة مبطنه: 
_هوافق حضرتك فى الكلام دا لو قولتلي ليه بيتم التحرش بالمنتقبات، رغم أن مبيكونش باين منهم شئ، اقولك بلاش دول ليه بنسمع عن جرايم الإغتصـ.ـاب والتحرش بالأطفال.! 
متحطش اللوم على لبسها حط اللوم على نفسه المريضة ولمعلوماتك لو كنت شوفت الفيديو اللى أتنشر أنا ولا كنت لابسه ضيق ولا قصير. 

ضغط على أسنانه بضيق وهو يجد الأنظار موجهة نحوه منتظرين رده، ود المجادلة وإثبات ان وجهة نظرة صحيحه وان المرأة هى من تدفع الرجل لذلك لكنه صمت عندما نهض شخص أخر يجلس بالصفوف الخلفية وتحدث بهجومية: 
_الشباب دلوقتي مبقيتش عارفه تتجوز الواحد لما بلجئ للحلال بيلاقي طلبات تعجيزية من أهل العروسة الحاجات دي يا هانم مبيحسش بيها غير الغلبان خلى تركيزك انتِ فـ براند الساعة وإختيار مصمم الفستان اللى بتحطوا فيه آلفات الجنيهات عشان بس مناسبة واحده ومش شاغلين بالكم بالناس اللى أقل منكم أهم حاجة انتم وبس. 

أرتفعت الأصوات المعارضة من الحاضرين وأختفت أبتسامتها هى تجيبه بهدوء تام: 
_كلام حضرتك دا مبيدلش غير على إنك شخص دوغمائي، لو كل شاب مش عارف يتجوز لجئ للتحرش او الإغتصـ.ـاب البلد هتد.مر وزى ما هيعمل فى بنات الناس هيتعمل فى حد من أهله، اما النقطة التانية من كلام حضرتك فـ هرد عليها بصفة خاصة، لو بعمل خير مش هجيب كاميرا وامشي اصور اللى بعمله عشان أثبت ليك او لغيرك إني بساعد حد من اللى ربنا أنعم عليا بيه، دى حاجة بيني وبين ربنا مش ملزمة إني أعرف حد بيها. 

-دا اللى شاطرين فيه كلام وفشخره. 
نطق بها الرجل بتعصب وخرج من القاعة بأكملها لتنهض أحدي السيدات تبتسم: 
_مش قادره أقول لحضرتك أنا فرحت أوي لما شوفتك دافعتي عن نفسك ازاي، والله انتِ مثال جميل للست المصريه اللى مبتسكتش على أي تجاوز فى حقوقها. 

شكرتها ليليان على رأيها اللطيف وتابعت الحديث والمناقشات مع المتواجدين لبعض الوقت قبل ان تنتهي الندوة وتهبط من فوق المسرح تحتضن جودي التي أسرعت نحوها تعطيها اللوح الزجاجي الراقي المدون عليه أسمها يسبقه شكر من إدارة الجمعية. 

مرت ليليان من بينهم تتجه لساره الواقفه بصمت تحتضنها مرحبه: 
_بجد فرحت لما شوفتك. 

أبتسمت ساره بهدوء تهنئها بلطف لتجيبها ليليان: 
_الله يبارك فيكِ عقبال ما تقوميلنا بالسلامه، وعلى فكرة أنا كتب كتابي بكرا وهستناكِ برضو اوعى متجيش هزعل منك. 

أبتسمت ساره بهدوء تربت على ذراعها برفق:
_هاجي بأذن الله، عن أذنك عشان بابا مستنيني برا. 

ودعتها ليليان واقتربت منه تتسأل بإبتسامة حماسية: 
_اي رأيك فيا.؟ 

أمسك يدها يقبلها بعمق يبادلها الإبتسامة بآخري رائعة: 
_أجمل ما رأت عيني. 

ضحكت بخفه تود لو أنها تحتضنه الآن ولا تبتعد عنه، تتمني ذلك فى القريب العاجل.. 

ومضت الساعات سريعًا وكان يقف بمنتصف الحديقة المزينة بالورود البيضاء المُبهجة تضيف لها أشعة الشمس سحر خاص يعاود الإتصال وبها وقد حضر الجميع معاداها. 

التفت لـ ليان التي وقفت أمام مازن تقوم بثنى القميص بعدما تناست أمر أحمر الشفاه الذي كان بيدها وامسكت به ليلطخ قميصه النظيف، زفر أدهم بضيق وهو ينظر للمأذون الجالس بأنتظار قدوم العروس لتبدأ مراسم عقد القرآن: 
_هى مقالتش لحد فيكم هتروح فين.؟ 

نظرت له ليان وحركت رأسها بالرفض وعادت للنظر لمازن: 
_والله كل اللى قالته إنها هتيجي مع راجي. 

تمتم أدهم بسخط وهو يعيد الإتصال بها: 
_يادى راجي اللى طالعلي زي عفريت العلبة... 

-ليليان جت.!! 

نظر خلفه سريعًا لتتعلق يده بالهاتف وثبتت أعينه عليها، هل ما يراه الآن حقيقة أم مجرد خيال عابر.! 

يراها تتقدم مُمسكة بذراع راجي ترتدي ثوب ابيض فضفاض يضيق قليلًا من الخصر بهيئة حزام رقيق، 
 رغم تصاميمه البسيطة للغاية ولكنه كان أجمل ما رأي، مساحيق تجميل تكاد تُذكر وحجاب أبيض موضوع بأتقان ناسب ثوبها. 

توقفت أمامه تضحك رغمًا عنها تحاول أستبيان تعليقه على مظهرها: 
_اي.؟ 

مد يده يتلمس حجابها بعدم أستيعاب وقد أرتسمت على وجهة أبتسامة لا إرادية: 
_أمتي.!! 

أخذت نفس عميق تجيبه براحه تغلف نبرتها: 
_شوفت رؤيه النهارده الفجر بشكلي وأنا لبساه، فـ صليت واخدت القرار وكنت عاوزه افجائكم. 

أزدادت أبتسامتة وهم بأحتضانها لكنه وجد يد راجي تمنعه صائحًا: 
_ايي لسه مينفعش. 

زفر بضيق وأبعد يديه ينظر لها وهى تستقبل التهاني والصياح السعيد من الجميع وإعجابهم بمظهرها، جذبها من بينهم نحو طاولة المأذون وجلس وأمامه خالد الذي أمسك بيده لتسارع جميلة بوضع منديل قماشي مُطرز يدويًا صنعته خصيصًا لـ ليليان. 

بدأت مراسم الزواج ومع كل كلمة تنطق تشعر بجسدها يرتجف وتجمعت الدموع بأعينها رغم أبتسامتها التي لم تختفي، أعينها مُعلقة فوق أدهم الذي يردد ما يقوله المأذون وينظر لها بأبتسامة تشع سعادة ونور. 

حالة من البهجة كانت تعم الأجواء، نظرت أمامها بتلقائية لترتعش شفتيها وهى تجد والديها على بعد كبير منها مُبتسمين لها، تساقطت دموعها رغمًا عنها وهى تجد والدتها تبعث لها قبلة بالهواء ووالدها ينظر لها بسعادة أشتاقت لرؤيتها على ملامح وجهة، نظر بجانبة يمسك بيد تلك الفتاة الصغيرة ويرحل بها، أنها هى.! 

أرتفعت أصوات التصفيق الحار لتشعر بجسدها يصتدم بجسده أثر ذلك العناق القوى ولم تعد قدميها تلامس الأرض، أحاطته بيديها جيدًا ودموع سعادتها لا تجف تشعر بحالة من الأرتخاء الكلى بجسدها كلما زاد إبتعاد والديها بها، أغمضت أعينها تهمس بها للمره الأولي: 
_بحبك. 

تعليقات



×