![]() |
رواية عشق الادهم الفصل الثامن والعشرون
• مَذاق الفُراق مُروِّع، ولا يُمكن نسيانهُ أبداً •
دلف لداخل المطعم الراقي والهادئ بأحد شوارع إيطاليا والموسيقي تنبعث من الأرجاء، نزع نظارتة الشمسية يقف بثبات فتاك يبحث بين الوجوه عن والده..ياللها من مُزحة سخيفة.!!
وجد رجل نحيف الجسد نسبيًا ذو قامة طويلة يشير له بالأقتراب، تأمل خصلات شعره ولحيته التي أصبحت بيضاء بالكامل وتجاعيد وجهة الواضحه لتقدم عمره.
وبدون سابق أنذار عانقه كمال يربت على ظهره بحفاوه:
_نورت إيطاليا.
رغم سنوات عمره التي تخطت الثلاثين أرتجف قلب أدهم لهذا العناق، تمني بداخله أن يكون نابعًا من حب والده له وليس لأنه سيعطيه أموال فقط.!
لم يقوى حتى على رفع يده ليبادل والده العناق بل تعلقت أعينه فوق تلك السيدة الخمسينيه ذات مظهر فائق الأناقة كأنها لم تتخطي الأربعين من عمرها بعد.!
ترددت بداخله جملة والدته وأنفاسها المتلاحقة:
_كوثر..كوثر هى السبب..أنا خصيميتها ليوم الدين بحق حرقة قلبي على عمايل أبوكوا معاكم وأنا مش قادره أدافع عنكم.
تشنج جسده بقسوه وأبتعد عن كمال وهو يتذكر أحد المرات الذي أنهال عليه كمال بها بالضرب المبرح حتى فقد وعيه من فرط الألم فقط لأنه صرح عن كرهه لمعاملته لهم.
جلس ووضع تلك الحقيبة السوداء بجانبه يفرد ظهره بكبرياء أشبع ألامه وهو يري لهفة والده الواضحة بقدومه حتى يحصل على الأموال لتسديد ديونه، لهفة أشعرته بعلو نفسه بعدما كان يرجو والده لأيام وأشهر لكى يرسل لهم الأموال، وها هما الآن وقد تبدلت الأدوار وأصبح كمال هو الذي يحتاجه.!!
قرب كمال مقعده لأدهم يحدثه بحماس:
_مجبتش زياد معاك ليه.
خرج صوت أدهم بجفاء شديد يجيبه:
_عنده أمتحانات مش فاضي.
اومأ كمال ونظر لكوثر التي تضع قدم فوق الأخرى لتظهر قدمها المكشوفه بسخاء تزفر دخان سيجارتها بأستمتاع تتحدث بأبتسامة ملتويه:
_مبروك على خطوبتك..عرفت تختار صح أوي بجد أحيك على أختيارك.
كأنه لم يستمع لها أو ينتبه لوجودها من الأساس ونظر لكمال يحدثه بحزم حاد:
_متفتكرش إني جيتلك حبًا فيك أنا جايلك لجل وصية أمي ليا بس، ديونك بعد كدا تصفيها بمعرفتك حتى لو تبيع المطعم دا وتعمل مشروع تفهم فيه.
أعتدلت كوثر تعقد حاجبيها الرفيعين تجيبه برفض:
_No, no, questo ristorante è mio
"لا لا هذا المطعم ملكي"
تشنجت قسمات وجهة وهو ينظر لكمال الذي أبتلع لعابه بإحراج:
_مش قولتلي إن المطعم بتاعك انتَ.
أمسك كمال كوب الماء يرتشف منه وهو يجيبه متحاشيًا النظر له:
_أنا وكوثر واحد.
ظهرت أبتسامة ساخره على زاوية فم أدهم..تلك السيدة حولت والده لروبوت مطيع بلا نقاش او مُعارضه:
_فين الناس اللى انتَ ماضيلهم على شيكات.؟
تسأل كمال بأستفهام:
_ليه.؟
-هقعد معاهم واصفي اللى بينك وبينهم وملكش انتَ علاقة بحد فيهم بعد كدا.
تدخلت كوثر بالحديث بخبث واضح:
_انتَ واثق فـ باباك ولا أي يا أدهم.؟
زفر بعنف بجيبها بأنفعال حاد:
_اسمعي ياست انتِ متوجهيش كلام ليا نهائي ولا تدخلى فى كلام بيني وبينه طول ما أنا قاعد.
حركت كوثر فمها بتشنج وعدم رضاء وهى تنظر لكمال الصامت لا يعلم مع من يقف، إذا وبخ أدهم سيرحل دون أن يعطيه النقود، حسنًا شجار بسيط مع كوثر بالمنزل لن يضر كثيرًا.!!
مضي القليل وأقبل ثلاثة رجال يجلسون مع أدهم على أنفراد واخذوا أموالهم وأعطوه الأوراق التي تُدين والده.
نهض يتقدم من والده الجالس بجانب كوثر بأحد الجوانب يتابع تصرفات أدهم المسؤلة والنابعه عن رجل يجيد التصرف جيدًا.
وقف أدهم أمامهم يخرج قداحته ويشعل الأوراق التى بيده ووضعها بالمنفضة على الطاولة التي أمام كمال وكوثر ونظر لكمال يحدثه بهدوء:
_عاوزك برا قبل ما أمشي.
ولم ينتظر والتفت يغادر المطعم بينما كمال زفر أنفاسه براحه وهو ينظر للأوراق التي تحولت لرماد، نظر لكوثر لتشيح بيدها بلامبالاه تحدثه:
_روحله روح.
نهض يغادر المطعم يتقدم نحو أدهم الذي كان واقفًا بعيدًا عن جدران المطعم الزجاجيه، وقف كمال قبالته ينظر له لثوانٍ قبل أن يتحدث بخفوات:
_شكرًا.
لم يجبه أدهم واكتفي بنظرة جعلت كمال يشعر بفارق كبير برد فعل أدهم تجاهة وانقاذه من ذلك المأزق.
أخرج أدهم أموال كثيره من جيب سترته يضعها بيد كمال:
_اتمنى تبدأ صح، سلام.
وتركه دون التفوه بحرف آخر يستقل أحدى سيارات الأجره ليعود للفندق ليجمع حقيبته ويعود لأرض الوطن ولألطف كائن شرس رأه.
بينما ظل كمال واقفًا يتطلع للأموال التى بيده، لا يعلم ماذا يفعل بها حقًا.!!
إن علمت كوثر بحصوله عليهم ستأخذهم بالطبع لذلك سارع بإخفائهم وعاد للداخل من جديد.
« _____ »
قدميها ملفوفتين حول قطعة من الحديد تهبط بنصف جسدها العلوي للأسفل ومن ثم ترتفع تمد يدها بالهواء على هيئة لكمة ثم تنخفض للأسفل مجددًا برشاقة وليونه، تشعر بحرارة مرتفعة آثر المجهود البالغ التي تبذله بالتمارين البدنيه الشاقه للمحافظة على قوام جسدها وإخراج طاقتها السلبية.
سماعات الرأس بأذنيها بأصوات مرتفعه تمنع سماعها لأي شئ يدور حولها، الموسيقي التي تستمع لها تحفيزية لها دومًا ومواقف عديده من حياتها تُعرض أمام أعينها، ضعفها، قوتها، بكائها، قسوتها، حنانها، شراستها.
جميع مشاعرها التي شعرت بها يومًا، أعتدلت تنهض تمسك بزجاجة المياه ترتشف منها بكمية كبيره، أغلقها تضعها جانبًا ونظرت لجودي التي تركض فوق إحدي الآلات، ستبذل مافى وسعها لبناء شخصيتها حتى لا تُهزم أمام رياح الحياة.
أقتربت جودي منها تبتسم رغم إجهادها تجذب منها زجاجة المياه:
_هتصدقيني لو قولتلك حاسه إني خسرت همومي مش طاقة سلبية.؟
ضحكت ليليان بخفه وجلست على أحد المقاعد ولجوارها جودي لتتسأل ليليان:
_لسه مقررتيش هتدخلي كلية أي.؟
زفرت جودي وهى تنظر حولها للسيدات الكثيرات المنشغلات بإيداء التمرينات بمساعدة المدربين الرجال والنساء:
_محتاره مش عارفه.
-امشي ورا قلبك.
التفتت لها جودي تنظر لها بأنكسار وإبتسامة باهته:
_طب لو قلبي متكسر مية حته أمشي انهي حته فيهم.؟
أبتسمت ليليان تربت فوق كف يد جودي:
_امشي ورا عقلك..انتِ فى الوقت دا محتاجه تستعملي عقلك عشان هو الحاجة الوحيده اللى ممكن تساعدك إنك تخرج برا كسرت قلبك اللى انتِ فيها، لو لقيتي حاجة قلبك مال ليها اعرفى أنك محتاجة تستخدمي عقلك عشان تعرفى توجهى قلبك فى الميل الصح.
أبتسمت جودي بخفه تحرك رأسها بالإيجاب ونهضت:
_هروح أكمل.
أبتسمت لها ليليان بدعم ونهضت تخرج هاتفها تبحث عن رسالة من أدهم يخبرها بها بموعد عودته لكنها لم تجد، كانت تسير بطريق مستقيم نحو الخارج وهى تنظر بالهاتف، زفرت بتروى يتخلله الضيق غلبها الشوق وتعترف لنفسها.
فور أن رفعت أعينها عن شاشة الهاتف وجدت من يصتدم بجسدها بقوة وهو يحيط خصرها سريعًا تخشب جسدها أثر لمسة اليد تلك التي لم تكن بالبريئه نهائيًا.!!
وبحركة مباغته لم تكن من المتوقعة صدرت منها لكمة عنيفه وبسرعة تتبعتها ضربة من قدمها لمعدته لتطرحه أرضًا بينما أنتبه الجميع، ليليان السيوفي سيدة الأعمال المرموقة تتعدى بالضرب المُبرح على أحد مدربين صالة الرياضة لسبب مجهول.!
من الواقفين من سارع بتصوير هذا الحديث، لم تُبالي ليليان بمحاولت جذب النساء لها بعيدًا عنه لتقم بضربة أسفل الحزام، سارعت أحدى المدربات بتكبيلها وإبعادها عنه وعم الهرج والمرج والجميع يتسأل ما الذي فعل ليتلقي ضرب كـهذا يجعله يصرخ كالنساء أثناء الولادة.!!
لم تكن بالضعيفة التي تصمت عندما تتعرض للتحرش، بل تخيلت أمجد الحقير الذي كان يقم بالتحرش بها وهى طفلة صغيره، صاحت بأهتياج وأنفعال جعل الجميع يصمت:
_أتحرش بيا.!!
تعالت همسات النساء حتى المدربة قامت بتركها، منهم من أندهشت من أعترافها بالأمر بكل جراءة بل وقامت بالمواجهة والدفاع عن ذاتها.!
أسرع مدير صالة الرياضة يتسأل بقلق واضح وهو يجد المدرب صالح الذي يُعد من اكفأ المدربين لديه ذو قوة جسديه منبطح أرضًا يمسك بجذئه السُفلي يصيح بألم لا يقدر على تحمله:
_فى اي اي حصل.!!
نظرت ليليان لصالح بتشفي شديد تصيح بوجه المدير بأنفعال أشتعل بجسدها:
_ابقي أستنضف اللى بتشغلهم، الحيوان دا بيتحرش بيا والله ظلمت الحيوانات، ورحمة أبويا اللى حصل دا ما هيعدى على خير.
بحثت عن رقم حازم لتتصل به وترفع الهاتف لأذنها، هو أول من جاء بعقلها، حاول المدير تهدئتها:
_يا هانم أهدى اكيد حصل سوء تفاهم.
صاحت ليليان بوجهة بحده طاغيه:
_تقبلها على مراتك ولا بنتك وتقبل تقول سوء تفاهم.؟
لو تقبلها تبقي ديوث.
أجاب حازم على أتصالها لتخبره بأختصار عن ضرورة حضوره لرغبتها بتحرير محضر لأحد الأشخاص.
أغلقت الهاتف ليشير المدير للأمن بأمر:
_تحفظوا عليه لحد ما البوليس يجي.
أقتربت جودي من ليليان بجسد مرتجف لتجذبها ليليان لأحضانها وهى تطالع تألمه بتشفي ولو طالت لفعلت به الكثير شبه الرجل هذا.!!
وبسرعة النار بالهشيم أنتشر المقطع بين أفراد الشعب لتتسلط الأضواء عليها وسط التأييد المهول لموقفها من العديد والعديد من النساء والرجال.
« _____ »
تجمدت قدميه بمكانهما يتابع بكائها الهستيري وهاتفه الذي حطمته بالتأكيد رأت شيئًا بخصوص علاقته بنسمه.!!
خرج صوتها مقهورًا من أعماق قلبها صارخه بألم فاق تحملها:
_طلقني بقـــــــولك.
وضعت يدها على بطنها المنتفخه بألم شديد عصف بجسدها لأنفعالها لكنها تحاملت وأستندت على طرف الفراش تجذب هاتفها تبحث عن رقم هاتف والدها بأصابع مرتعشه.
تقدم جاسر منها يحاول تهدئتها بالحديث:
_ساره ممكن..
جذبت خصلات شعرها بعنف صارخه بقوه عل وعسى أن يهدأ صراخها من ألام قلبها:
_متنطقش أسمي، أنا بكرهك من كل قلبي بكرهك بحق كل لحظة عيشتها معاك انتَ خاين وهى رخيصة، بكرهك بكرهك.
رددتها بصراخ وهى تهوى أرضًا بعدما خانتها قدميها ولم تعد تقوي على حملها تبكى بقهر وصوت مسموع حتى أنها أخذت تهزي بكلمات غير مفهومه وفور ان أجاب والدها تحدثت بصوت باكي كان الروح قد غادرته:
_تعالالي يا بابا.
لم تقدر على التحدث أكثر من ذلك ووضعت الهاتف بجانبها تحاوط معدتها وقد أخذ صغيرها بالحركة بعنف، رفعت وجهها الغارق بالدموع نحوه تسأله بحسرة وقهر:
_مع إني أديتك الحاجة اللى مدتهاش لحد..الأمان.!!
أقترب منها يحاول توضيح الأمور بعدما ظنت ان نسمه فتاه يقضي معها ليالي مُحرمه:
_ساره والله دى مراتي على سنة الله ورسوله..
صرخت بأنفعال وهى تجذب خصلات شعرها وتلطم وجهها بهيستيريه:
_أنا أديتك كل حاجة واستحملت منك كتير استحملت اللى مفيش ست تستحمله وقبلت اديك فرصة تانيه، كنت بتسيبني وتروح تنام فى حضنها كان بيجيلك قلب تقربلها وانتَ قاهرني وواجعني شهور وليالي.
كبلها بين ذراعيه حتى لا تؤذي نفسها لتتحرك بعنف صارخه بهيستيريه جعلت سكان المبني يسارعوا بالطرق فوق الباب، لم يبالي لهم وانشغل بمحاولة تهدئتها لتبتعد عنه تنزوي بأحد أركان الغرفة تنظر له بكره وأشمئزاز قرأهم جيدًا بأعينها:
_أبعد إيدك المقرفه دي عني.
أرتفعت الطرقات أكثر حتى كادت تهشم الباب وأستمع لصوت عزمى والدها يصيح بالخارج يأمره بفتح باب المنزل، خرج مسلوب الإرادة يفتح الباب ليندفع عزمى للداخل يقبض على ملابس جاسر بعنف صائحًا بغضب:
_بنتي فين عملت فيها اي.
أستمع عزمى لصراخها من الداخل ليندفع نحو غرفة النوم صائحًا بأسمها بقلق يجلس بجانبها فوق الأرض على عقبيه يضمها لأحضانه وهو منصدم من هيئتها المنهاره والمشعثه بملابسها الغير مرتبه:
_اهدى يا بابا..يا أغلى حاجه فى حياة بابا وحياتك عندى لدفعه تمن حالتك دى، ضربك؟
تمسكت بوالدها تبكي بأحضانه تجيبه بقهر أنبعث من صوتها:
_بيخوني..متجوز عليا ومراته حامل..خليه يطلقني مستحيل اعيش معاه.
ضمها عزمى بقوه وهو ينظر نحو باب الغرفة بأعين تشتعل بالغضب والتوعد، عاونها على النهوض وأخذ متعلقاتها الهامة للغاية فقط يحاوط ذراعيها بحماية يسير معها ببطئ نسبي للخارج ليحاول جاسر منعهما:
_ياعمي أسمعني...
صاح عزمى بوجهة بشراسه ورفض:
_أخرس مسمعش صوتك نظرتي فيك مخيبتش انتَ مستاهلش ضافرها، حسابي معاك عسير أوي يا جاسر بحق قهرة بنتي على خيانتك ليها هندمك.
أبتعد السكان عن باب المنزل يسمحوا لها ولوالدها بالمرور وأعينهم تمتلئ بالشفقة على حالتها المُنهاره وتوجهت الأعين لجاسر مابين الغضب والإحتقار قبل أن يغادر كل منهما لمنزله وسط الحديث المتبادل عن أنه شخص حقير لا يستحق الثقة.
طالع المنزل من حوله وباب المنزل المفتوح وقد شعر بعالمه قد أنهار من حوله..ساره ذهبت.!!
« _____ »
نظرت بساعة معصمها ونظرت نحو باب الدخول الخاص بالمقهي بعدما أخبرها مازن بضرورة مقابلته لها، أرتشفت القليل من العصير المُثلج الذي أمامها لتنصدم عندما وجدت عامر يدلف لداخل المقهي بملابس نظيفة ومرتبة حليق الوجه وخصلاته مصففه بعناية كأنه على موعد لمقابلة غرامية.!!
تقدم منها بأبتسامة مرتبكة بعض الشئ ليظهر من خلفه مازن الذي ربت على كتفه بدعم:
_أقعد يا عمى، تشرب أي..صح أنا قولتلك عازمك على قهوه هطلب ليا وليك واجي.
أنهى حديثه غامزًا لـ ليان بعبث واختفي بينما هى لم تتفوه بحرف تتبادل النظر مع عامر المتوتر:
_عامله أي يابـ..ليان.
أبتسمت ببهوت لتراجعة بنطق كلمة "بنتي" تجيبه بخفوات:
_الحمدلله.
صمت عامر للحظات قبل ان يتحدث بتردد:
_سنوية المرحومه روحيه بكرا، هتيجي معايا.؟
أبتسمت بتهكم تجيبه:
_أنا بروحلها دايمًا، مش معني أنك غيرت قفل باب المدفن إني مش هروح، بروح واكلمها وأنا واقفه برا عادى.
أخرج عامر مفتاح حديدي صغير يضعه أمامها يجيبها بصدق:
_أستنيتك تيجي تطلبيه واهو منها أشوفك..بس مجيتيش.
أخذت المفتاح بتردد بعض الشئ تجيبه بخفوات:
_شكرًا.
نظر عامر بجواره للحظات قبل إن يعاود النظر لها يحدثها بهدوء:
_عارف إن اللى عملته معاكِ كتير بس..عمري ما أقدر اكرهك يابنتي، تصرفاتي معاكِ كانت بسبب كرهك ليا بسبب كلام أمك الله يرحمها.. أنا محبتش ست فى حياتي غير أمك بس هي كانت بتكرهني وبتقولهالي فى وشي صريحه وانها كانت بتتمني راجل غيري، مقدرتش اكرهها رغم إهانتها ليا بكلامها دا ومقدرتش أكرهك ولا هقدر، تصرفاتي غلط أنا عارف بس..الوقت مش هيرجع عشان أغيرها.
أنهى حديثه بأبتسامة باهته متألمه ورفع يده يمسح تلك الدمعه الهاربه التي سارت فوق قسمات وجهة المجعده، أحتقن وجهها من رغبتها بالبكاء وهى تجيبه:
_بس قدامك الوقت الجاي تغيرها.
تسأل عامر بأندهاش:
_هتقبليني فى حياتك من تاني؟
حركت رأسها بالموافقة بأبتسامة بسيطه لينهض بحركة غير متوقعة يحتضنها بقوة لتبادله ليان العناق بأحتياج تشعر بدفئ يجتاح روحها.
أقترب مازن منهم يحدثهم مازحًا:
_على فكره أنا راجل أوي وبغير على مراتي.
أشاح له عامر بلامبالاه وهو يزيل دموع ليان برفق:
_أسكت ياواد انتَ.
رفع مازن حاجبة بأستنكار:
_والله بقيتوا حبايب وأنا أسكت دلوقتي.؟
أبتسم عامر لـ ليان يتأمل ملامح وجهها المبتسمه بسعاده أدخلت الراحه على قلبه:
_احنا حبايب من غيرك، فين القهوه يا نصاب.؟
مازحه مازن وهو يجذب أحد المقاعد:
_ياعم قهوة اي دا انتَ حمايا واول خروجة عائليه معاك، أقعدوا نطلب غدا.
« _____ »
عاد للمنزل بعد قضائه الليلة الماضية بمنزل عليّ الحسيني صديقه، تذكر تلك المغامرة الذي قضاها مع عليّ بالإمساك بخاطفين أبنة عم عليّ.
أرتمي على فراشه يطالع سقف الغرفة بشرود يستمع لصوتها الآن وهذا يُعد جنونًا منه وهو يعلم.
أخرج هاتفه يبحث عن نتيجة الصف الثالث الثانوي التي ظهرت منذ قليل، أدخل بياناتها لتظهر نتيجتها بنسبة تسعين بالمئة.
أبتسم بخفه وقد قادته يده لإرسال رسالة لتهنئتها لكنه وجدها قامت بحظره من كل شئ خاص بها.
زفر بضيق قبل أن تأتيه رسالة من أحد أصدقائه مصحوبه بـ رابط:
_مش دي خطيبة أخوك.؟
قام بفتح الرابط لينتفض بجلسته سريعًا يشاهد المقطع بأعين متسعه والكثير من الهاشتاجات التي تنص على أهمية معاقبة المتحرش بها.
أتصل بأدهم سريعًا متناسيًا خلافهم السابق معتقدًا أن أدهم بصحبة ليليان وفور أن أجاب أدهم تحدث زياد بإندفاع:
_عملت اي.؟
-عملت اي فى اي.؟
_فى المتحرش، ليليان كويسه.؟
-ليليان أي انتَ اتهبلت أي حصل متحرش مين.!!
_هو انتَ مش مع ليليان.؟
-أنا كنت متزفت مسافر لابوك ولسه واصل مصر فى اي مالها ليليان.
_واحد اتحرش بيها وضربته وحد كان مصورها والفيديو بقى ترند أول، أتصل بيها شوفها فين وأنا هكلمك تاني عشان اجيلك.