رواية عشق الادهم الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شهد السيد


 رواية عشق الادهم الفصل السادس والعشرون

‏"أحب هذه المرونة بيننا، أحب أن يتحدث الواحد منّا للآخر وكأنه يحادث نفسه، لا يخاف ولا يتردد"


قضي ليلته بالتفكير المُرهق بشرفة غرفته حتى بدأت ظلمات الليل تختفي ويحل محلها ضوء النهار، يعلم أنها تحب الأستيقاظ مع صلاة الفجر وتظل مستيقظة تتأمل شروق الشمس. 


اطفأ آخر عود تبغ كان بعلبة التبغ بعدما سهر الليل بأكمله يُدخن حتى أنهاها، انطفئت أعواد التبغ ومازال عقله مُشتعل بنيران التفكير، قطع الصمت العام صوت رسالة صدرت من هاتفه، أمسكه ليجدها رسالة نصيه منها تحتوي على"صباح الخير..ياريت تفطر قبل ماتنزل"


هم بالرد عليها لكنه شعر بنفاذ طاقته على تصنع السلام أمامها، لقد أعتادوا على رؤية حروب بعضهم والمساهمة فى أخمادها. 


رفع الهاتف لأذنه بعدما طلب الأتصال بها، ثواني وأتاها صوتها الناعم بطبيعته تحمحم قبل أن تتحدث: 

_صباح الخير. 


جلس فوق أحد المقاعد الموضوعه بالشرفة يمرر كف يده الأخري على وجهة ورأسه يجيبها بصوت مرهق ومُختنق: 

_ليلو أنا اسف عشان زعلتك منى بس..أنا محتاجك تبقي جمبي..حاسس إني غرقان. 


قابله الصمت للحظات قبل أن تجيبة بأبتسامة دافئة أجاد تخيلها وكأنها امامه: 

_نص ساعه واكون نزلت من البيت هقابلك نتمشي شويه واعزمك على قهوة. 


شبه أبتسامه ظهرت على وجهة وهو ينهض يجيبها: 

_مش هتأخر عليكِ.


ودعها واغلق المكالمه يُلقي الهاتف على الطاولة يدلف لغرفته وهو يشعر براحه بعض الشئ، ما كان يحتاجه بالفعل أن يراها حديث الهاتف لا يكفي لإيصال لغة الأعين. 


خرج من غرفته بعدما أبدل ملابسه لبنطال رمادي وسترة ذات أكمام سوداء وحذاء رياضي، نظر حوله ليجد الصمت يعم المنزل، تقدم نحو غرفة زياد وقد لاحظ هروبه من مواجهتة الأيام السابقة، فتح الباب برفق كى لا يُقظه لكنه تفاجئ بأن الغرفة خاليه.!! 


فتح الباب على مصراعيه وقد أحتدت نظراتة، أغلق الباب يتوجه لباقي الغرف وهو يحاول إقناع نفسه بأنه من الممكن أن زياد قضي ليلته مع مازن او حازم لكن لم يجده أيضًا. 


هبط يحادثه ليجد هاتفه مغلق، فتح أحد مواقع التواصل الإجتماعي ليجد رسالة من زياد بتوقيت الواحده بعد منتصف الليل يخبره فيها بأنه ذاهب لإحدي رحلات السفاري مع أصدقائه وسيعود غدًا. 


ضغط على الهاتف بعصبيه مُفرطه واغلق الهاتف يضعه بجيب بنطاله يغادر المنزل مُتجه نحو سيارته، صعد بداخلها ينطلق سريعًا خارج البوابة التي فتحها حارس المنزل. 


« _____ » 


نظرت للطيور من حولها ورائحة الهواء النقي تملأ رئتيها وخيوط الشمس التي بدأت بالظهور فوق سطح مياه البحر، كان مظهرًا رائع جعلها تود رؤيته كل يوم دون كلل أو ملل. 


تقدمت نحو أحد المقاعد الحجريه تجلس فوقها ويديها بجيب الستره الرياضيه التي ترتديها وخصلات شعرها تتطاير بحريه نعومه حولها بفعل الهواء، راقبت الناس الذين يمروا من حين لأخر راكضين بخفه ونشاط. 


أخفضت بصرها عندما خُيل لها صورتها بعمر العاشره ترتدي ملابس بيضاء رياضيه تركض بجانب والدها الذي يتطلع لها من حين لأخر بأبتسامة دافئة. 


أبتسمت تمنع دموعها من الهبوط وهى تتذكر كم كانت ترافقه كـظله وكم كان سعيدًا بهذا يخبرها بصوته التي تحفظه عن ظهر قلب"أنا يمكن ربنا مرزقنيش بولد، بس انتِ عندي يا لى لى أجدع من مية ولد، انتِ أول فرحه ليا، متأكد إنك هتقدري تشيلي إسمي من بعدي وتثبتي لأبويا إن خلفة البنات مش مقياس للعار، مقياس للشرف والمسؤولية، أوعديني يا لى لى تحافظي على نفسك وعلى جودي وعلى ماما، اوعديني يابنتي خلى روحي تطلع للى خالقها وهى متطمنه"


_اوعدك..

همست بها بأبتسامة حزينه وخط رفيع من الدموع سار على وجنتها، رفعت يدها تمسح بخفه تلك الدمعه الشارده ونظرت خلفها عندما سمعت صوت إغلاق باب سياره، وجدته يتقدم نحوها بقامته الطويلة وجسده العريض وأبتسامة هادئة ظهرت على وجهة بعدما نزع نظارته الشمسية يتأمل طلتها البسيطه وأبتسامتها الرقيقه. 


أقترب يجلس جوارها يحتوي كف يدها بين يده يُقبله بعمق ولطف هامسًا بنبره خرجت من أعماق قلبه: 

_وحشتيني. 


رتبت فوق كف يده بدعم ورقة تسأله بأهتمام: 

_فطرت.؟ 


حرك رأسه بالرفض لتعبس أبتسامتها قليلًا وهي تُجيبه: 

_مش هاين عليا أزعل منك فى ممكن اعاقبك بأننا نفطر سوا لما بتاع السندوتشات دا يفتح. 


لم يستطيع منع ابتسامته من الظهور وهو يجيبها بصدق: 

_دا يبقي أحلي عقاب. 


أبتسمت ليليان وصمتت لينظر أدهم نحو مياه البحر وهو يزفر بشرود لتتحدث هي بأبتسامة مُطمئنة: 

_أنا سمعاك، احكيلي. 


التفت نحوها وصمت لدقيقتين قبل أن يجيبها بصوت مُحمل بالحزن: 

_شغلي فيه مشاكل بقاله فتره زى ما انتِ عارفه وبحاول بكل طاقتي إني أحلها لحد ما قربت بالفعل من حلها لكن.. كمال كلمني امبارح. 


تسألت ليليان بأبتسامة هادئة: 

_باباك.؟ 


رفع أعينه بنظره ضعيفه مُنكسره يؤمي بالإيجاب لتربت فوق كف يده بدعم حتى يخرج ما بقلبه كاملًا: 

_قالى إنه..إنه مديون فى البلد اللى هو ومراته فيها وعاوز فلوس عشان ميتحبسش، أفتكرني عشان أحتاجني ولقاني، أنا لما بحتاجه مبلاقيهوش وبيتخلي عنى ويقولي أتصرف انتَ مش راجل..!! 


صمت يبتلع تلك الغصه المريره التي تقيد قلبه وهو يكمل بصوت متحشرج: 

_تعرفي إني مش قادر اكرهة وفى نفس الوقت مش قادر أسامحه عشان مراته كانت سبب فـ أن امي حالتها الصحية تدهور وتتشل.!! 

مش قادر أسامحه إنه سابني لوحدي وسط الموج وهرب من غير قشايه واحده أمسك فيها. 


رفع أعينه المُهتزه لأعينها التي تُلقي السلام على قلبه يكمل بما يوجد فى قلبه من مخاوف: 

_هددني بيكِ وبأنك ممكن تسيبيني عشان كدا أنا مُلزم إني اساعده. 


قبضت جبينها بعض الشئ وهي تحرك رأسها بعدم فهم ليكمل بتوضيح: 

_إنه لو أتحبس انتِ هتتخلي عني وهتشوفيني قاسي وتبعدي عني وان صورتي الإجتماعية هتبقي مُشوهه فى نظر الناس عشان أتخليت عن أبويا ومساعدتهوش،

هو انتِ ممكن تسيبيني.؟ 


سؤاله الأخير خرج من الطفل الموجود بداخله، طفل يخشي الفقدان بعدما فقد الكثير طوال حياته، ودت لو أنها تمتلك القُدره على أحتضانه الآن ليكون هذا أفضل جواب على سؤاله، أتسعت أبتسامتها وهى تجيبة بتأكيد شديد: 

_طول ما أنا عايشه عمري ما أبعد عنك يا أدهم، انتَ عوض ربنا ليا وسندي بعد أبويا الله يرحمه، يمكن تستغرب بس أنا فعلًا بحس فيك من طباع أبويا وأهمهم حنيتك عليا واحتوائك ليا دي حاجه بتطمني. 


أخذ نفس عميق يحبسه داخل صدره التي انطفئت نيرانه من حديثها المُطمئن لمخاوفه، أعاد فتح أعينه ينظر لها لتكمل بهدوء: 

_مقدرش اقولك أتخلي عن ابوك وعارفه إن مش من السهل تنسي جروحك بس..متتخلاش عنه يا أدهم اوعى فى يوم تتخلى عن حد محتاج مساعدتك وانتَ فى إيدك تساعده، ودا مش أي حد دا ابوك، أفتكرله أي كلمه أو فعل حلو عمله معاك وساعده ومتسيبهوش وأنا معاك لو أحتجت حاجه. 


علم مغزي حديثها من أخر جمله بأنها يمكنها مساعدته ماليًا ليسدد ديون والده، أبتسم بهدوء يترك يدها يجيبها وهو ينهض: 

_بتاع السندوتشات فتح بقاله شويه. 


نهض يتجه نحو مبني صغير خشبي لبيع المأكولات السريعه، زفرت بتروي تنظر أمامها وهي تحرك قدميها للأمام والخلف، هى لن تقدر يومًا ان تشجعه على الإبتعاد عن والده، هو يملك شئ تتمناه كل لحظه حتى ولو كانت ظروفهم مُختلفه.! 


« _____ » 


_بعد أذنك يا أنسه هستعير أختك مش هسيب الصدفه الجامدة دي تمر كده.


_________


_اوعدك، هحافظ عليكِ وعمري ما هكسرك ولا هخيب ظنك فيا. 


_________


_ماتيجي نبدل الأدوار وأشوف نفسي بعين منك.


_________


-عجباكِ للدرجادي.؟

_آه بحبها.

_وأنا بحبك.


ضحكه صغيرة صدرت من جودي وهى تنظر لسقف غرفتها وتتذكر الكثير والكثير من حديثه، زفرت طويلًا وقلبها يهوى سماع صوته، لم تغفر له حظرها بعد وتوعدت له لكنها مازالت..تحبه وتشتاقه. 


أغلقت هاتفها بعدما عادت قراءة محادثتهم للمره التي لا تعلم عددها وبكل مره تقرر مسحها لكنها لم تقوى على فعلها ذلك ال..الحبيب القاسي. 


رددتها بعقلها قبل ان تبكي، لم يحاول التواصل معها ولو مره واحده منذ أخر لقاء بينهم، تخشي تصديق عقلها بأن حقًا هذه هى نهاية علاقتهم، لقت أحبته ولا تقدر على النسيان.! 


لم يكن لها أصدقاء بدراستها ولم تكن كثيرة الحديث مع أهل المنزل، تعلقت به وجعلته محور يومها بأكمله، لا تعلم بكائها نابع من أشتياقها، او من خوفها من إقتراب موعد إعلان نتيجة الشهادة الثانوية. 


جففت دموعها وهى تحاول التوقف عن البكاء وامسكت هاتفها لتتصل بـ ليليان، تشعر بأحتياجها الشديد لشقيقتها، وجدت إشعار بخبرها بأن زياد قام بتنزيل منشور جديد، ضغطت فوق الإشعار لتتسع أعينها ورفعت يدها الأخري فوق فمها تمنع تلك الشهقه من الخروج. 


سالت دموع أعينها وهى ترفض الإبتعاد عن تلك الصورة التي تجمعه بفتاة غيرها تلتصق به ويده تحيط خصرها ووجه الفتاة يقترب من وجنته وهى تضحك بأستمتاع ظاهر بينما هو ينظر للكاميرا ضاحكًا ومُرفق مع المنشور أحدي العبارات الرومانسيه. 


تركت الهاتف ووضعت يديها فوق وجهها تبكي بقوه وصوت مسموع، بهذه السرعه قام بأستبدالها بأخري.؟ 


كأنها لم تكن شئ هام كما أخبرها ولا يستطيع نسيانها لكن الحقيقه بأنه نساها كانها لم تأتي من الأساس. 


بكت كما لم تبكي من قبل، بكاء نابع عن تحطم قلبها وثقتها وقهرها، تعمد رفع الحظر لتري منشوره هذا، صورتهم قد نُقشت بعقلها ولا ترفض الإبتعاد. 


أرتفع صوت بكائها لتجد يدين تجذبها لأحضانها وصوت ليليان يحاول تهدئتها وقد ألمها قلبها من رؤية شقيقتها بحالة الأنيهار التي كانت بها: 

_ششش مالك ياحبيبتي، حد زعلك.؟ 

أهدي وفهميني عشان خاطري عندك. 


أمسكت جودي هاتفها تعطيه لليليان وهى تخبئ نفسها داخل أحضان شقيقتها، فتحت ليليان الهاتف تري ذلك المنشور الذي جعلها تسب زياد بداخلها وهى تغلق الهاتف تلقيه وتحتوي شقيقتها تقبل رأسها وتمسح دموعها:

_ميستاهلكيش، وغلاوتك عندي ما يتساهل دموعك تنزل عليه. 


نهت حديثها تقبل جبهتها بلطف وهى تعاود أحتضانها، شددت جودي على تمسكها بها وهى تجيبها بكلمات غير مترابطه بسبب بكائها الإنهياري: 

_محبنيش، خوفت..خوفت عليه وهو..هو باعني..حاضنها وو.. وبيضحك. 


نهت حديثها تبكي أكثر وهى تحرك رأسها بحسره على حالها، هى تبكي وهو يبتسم، لقد كان ممثل بارع بجعلها تشعر بالذنب عن أبتعادها عنه.!! 


كل منهما لا يعرف ما بداخل الأخر، وهو حاول الإنتقام بطريقة حمقاء لا تُغفر.!! 


« _____ » 


وضع ملابسه بحقيبة السفر بنظام وهو يهم بإغلاقها لكنه توقف عندما فُتح باب الغرفة بقوة، نظر خلفه ليجد مازن يقترب يقف أمامه وملامحه يعتريها الحزن والصدمه المزيفين يتحدث بصوت منخفض مسموع: 

_مجابش سيرتي.!! 


تحولت ملامحه للحده وهو يمسك أدهم من ملابسه بعنف يكمل: 

_مقالش حاجه.!! 


تراخت يديه عن ملابس أدهم ورمي جسده نحو أدهم يعانقه بقوة وهو يكمل: 

_مكنش نفسه يقولي حاجه.؟ 


دفعه أدهم بقوة وأزدراء وهو يجيبه: 

_آه نفسي اقولك مش طايقك، غور من وشي. 


نظر أدهم نحو حازم الواقف أمام باب الغرفة يأكل أحدى أنواع الخضروات بأستمتاع: 

_بجد بحب خناقكم أوي. 


تجاهلهم أدهم واغلق حقيبة السفر يضعها بجوار الفراش وامسك حقيبة رجالية صغيرة مخصصة لبطاقات الإئتمان والاموال، أرتمي مازن على الفراش يضع قدم فوق الأخري يحادثة بجدية: 

_أدهم أنا قررت إني خلاص هاخد ليان بكرا ونشوف شقة ونبدأ التجهيزات، ملياش خلق أنا للخطوبة زهقت وعاوز أدخل قفص الزوجيه. 


أستنكر حازم مرددًا: 

_قفص؟ 


أكد مازن الكلمة يجيبه بتوضيح: 

_ايوه قفص، هو فى أحلي من إنك تدخل القفص برجليك وميكونش ليك ملجئ غيره ومراتك بتحبك وقافله عليك فيه ومقضين أيامكم مع بعض هزار وسعادة ولا مانع من بعض النكد.؟ 

بس بس عشان مجرد التخيل بيخليني عاوز أروح أكتب عليها وقتي. 


ضربة حازم بقوة على صدرة قائل بأبتسامة صفراء: 

_وانتَ بصراحه مش هتغلب، زي ما زورت ورقة الجواز العرفي هتعرف تزور الرسمي، حبسك على ايدي يامازن.! 


ضحك مازن رغم ألمه من قوة الضربة لكنهم انتبهوا على صوت إغلاق أحد الأبواب، تبادل ثلاثتهم النظرات قبل أن يتقدم أدهم نحو الخارج بخطوات حادة وقد تحفز وجهة بتعبيرات غاضبة. جذب حازم مازن من ملابسة يسحبه من فوق الفراش: 

_شكل أدهم ناويله وهيحط عليه، قوم هدي النفوس. 


أعترض مازن يجيبه: 

_أدهم مبيحبش حد يتدخل بينه وبين زياد لأن محدش بيعرف يعدل تصرفات زياد غير أدهم، طول السنين اللى عشتها معاهم مكنتش بتدخل لأن أول مره اتدخلت فيها أدهم ادايق وقالهالي صريحه

"اللى بيني وبين أخويا محدش له دعوه بيه" 


أنقطع حديثهم فجأه عندما أستمعوا لباب الغرفة يُفتح بعنف وصوت أقدام مُتسارعه فوق الدرج، خرج كلاهما سريعًا ليجدوا زياد يغادر المنزل صافعًا الباب خلفه بقوة كادت تهشمه. 


سيطرت الصدمه وعدم الإستيعاب عليهم وهما ينظران نحو أدهم الذي راقب خروجه بهدوء مريب.. 


قبل قليل بغرفة زياد... 


وضع متعلقاته فوق الكومود ووضع يده بجيب بنطاله يخرج ما تبقي لكن تسمرت يده عندما وجد الباب يُفتح دوم دون مقدمات ودلف أدهم وأغلق الباب خلفه واضعًا إحدي يديه يجيب بنطاله يحدقه بنظرات ساخرة لا تخلو من الغضب الدفين: 

_اهلًا بـ زياد باشا، نورت فندقنا المتواضع. 


أخرج زياد يده من جيب بنطاله يجيب أدهم بإقتضاب: 

_ملهاش لازمه التريقه، فيها أي يعني لما أسافر مع صحابي ما انتَ لما بتحب تروح مكان بتروحه. 


همهم أدهم بهدوء مخادع وهو يجد شقيقه يعترض على المبادئ الذي انشأه عليها وبدأ بمقارنة تصرفاتهم ببعضها: 

_ممم بس على الأقل بحترم اللى عايشين معايا وبعرفهم إني هغيب، مش بتصحوا متلاقونيش وتلاقوا رسالة على التليفون بعد ما خلاص أكون نفذت اللى فى دماغي. 


صمت لدقيقة وأكمل بنظرة قاتمة وهو يقترب من زياد حتى توقف أمامه مباشرةً: 

_وبمناسبة التليفون، أي الصورة الرخيصه اللى انتَ منزلها للبت اللى حاضنها دي، مش شايف إن أساليب الكيد دي حريمي شوية.؟ 


هم زياد بالحديث معترضًا إلا أن اعين أدهم اشتعلت وهو يقبض على فك زياد بحده يقرب وجهة منه يحدثه من بين أسنانه بنبرة أشد حده: 

_انتَ شارب أي.!! 


حاول زياد إبعاد يد أدهم عن وجهة وهو يجيبة بتماسك مصتنع: 

_ما انتَ... 


دفعه أدهم بحده بالغه صائحًا بشراسه: 

_متقارنش نفسك بيا سامع.!! 

مش عاوزك تكرر غلطي فى أي حاجه عملتها عاوزك دايمًا أحسن مني، وبعدين أنا بما شربت كان أخري سجاره نضيفه انما ريحتك دي كحول، أنطق شربت أي.!! 


دافع زياد عن نفسه بغضب شديد وكامل رؤيته تتمثل أمام عينيه عبارة عن حياته التي تتحرك كيفما شاء شقيقه: 

_ملكش دعوه، محدش له دعوه أنا مش صغير.. 


دفعه أدهم يلصقه بالحائط يقيد يديه بيد واحده ويده الأخري تعبث بجيوب بنطاله وزياد يتحرك بعنف محاولًا الفرار: 

_اوعي ملكش دعوه بيا يا... 


إنقطع حديث زياد وأبتلع لعابه الذي جف فجأة واصفر وجهة وهو يجد أدهم قد عثر على قطعة المخدرات الصغيرة الموجودة بجيب بنطاله والتي كانت خاصة بأحد اصدقائه الذي قام بتخبئتها بحزام بنطال زياد دون درايته عندما توقفوا بأحد كمائن الشرطة وتعرضوا للتفتيش، حاول تبرير موقفة بكلمات متقطعه وهو يجد نظرات مميته ووجه أخيه مُكهفر على وشك الإنفجار: 

_أ  أدهم هف... 


أبتلع باقي حديثه عندما هوت صفعه عنيفه على وجه زياد جعلت وجهة يلتفت للناحية الأخري من شدتها، الجمت الصدمه حركة زياد، لم يتوقع بأقصي أحلامه ان يمد أدهم يده عليه. 


جذبة أدهم من ملابسه نحوه يتحدث بخزي: 

_انتَ كنت أبني ووصية أمي ليا، من اللحظة اللى طاوعت فيها شيطانك وشربت القرف دا انتَ مش أخويا اللى ربيته وحافظه، جاى شادد حيلك فى الكلام وملكوش دعوه وفجأه كبرت عليا، حتى الإنسانه اللى حبيتها وحبتك وبعدت عنك مؤقتًا عشان مستقبلك خسرتها بعمله غبيه زي اللى عملتها. 


أشتعل الجمر بأعين زياد رافضًا تحرر دموعه ودفع يد أدهم عن ملابسه يسرع بأنتشال متعلقاته ومغادرة المنزل كليًا.. 


أستفاق أدهم من مراجعة ماحدث بعقله وتوجه لغرفته يجذب حقيبته وباقي أشيائة يحدث مازن دون النظر له: 

_كلمه قوله إني سافرت وخليه يجي يبات هنا، سلام. 


أنهي حديثه ولم ينتظر لسماع شئ أخر مغادرًا المنزل، تبادل حازم ومازن النظرات الحزينه على ماحدث ومغادرتهم خلف بعضهم، تقدم مازن نحو غرفته متحدثًا:

_تعالا نحاول نرجع زياد على الأقل، مفيش حاجه تستاهل أنه يسيب البيت ويمشي. 


دلف حازم خلفه يجيبه بهدوء جاد: 

_يمكن أدهم شد عليه فى الكلام شوية، إتصل بيه.

الفصل السابع والعشرون من هنا 

تعليقات



×