![]() |
رواية عشق الادهم الفصل الرابع والعشرون بقلم شهد السيد
"والله إني آتيكَ كما يأتي الطفل لوالديه، آتيك من حربي ومن تعبي، من ليلي ومن أرقي .. آتيك من التشرد أبحث بين يديك عن المأوى، كما يحفظ الناس طريقهم للمنازل، حفظت الطريق إليك ."
ألتوت شفتيها بسخرية وتهكم تنظر لعامر والد ليان بقوة وحِدة، يعلمها منها جيدًا:
_بنتك مش قاصر عشان أحبسها وأمنع خروجها، بنتك راشدة كفاية عشان تقرر هتقعد فين وتعيش أزاي، وفر الـ Show الرخيص اللى جاي تعمله دا.
ضغط عامر على أسنانة بأبتسامة صفراء مُلتوية ينظر للضابط الواقف بينهم يتابع ما يحدث:
_طب ياباشا، طالما هي مش مانعة البت ترجعلي ومخليها تِعصي أبوها قدامك أهو، أدخلي يابت لمي هدومك يلا.
أنهي حديثة بحدة يوجهة لليان الواقفة تتابع ما يحدث بأعين قلقة ومتوترة تعتذر لـ ليليان بأعينها على ما يفعلة والدها، نظرت نحو والدها بعتاب وتأنيب عله يؤثر به لكن لا جدوي، تحركت للداخل بأستسلام تنوي الرحيل معه وأنتهاء الشجار بينة وبين ليليان لكنها أستدارت سريعًا عندما أستمعت لصوتة الواثق يتحدث بهدوء وجدية شديدة:
_خير ياحضرة الظابط.
أرتفعت دقات قلبها من موقفها المحرج أمامة بسبب أفعال والدها الحمقاء، تعلقت أعين ليليان على مازن الواقف أمام عامر بقوة وتحدي ظاهر بأعينة، ليجيب الضابط على تساؤل مازن بهدوء:
_الأستاذ عامر كان فية خلاف بينة وبين بنتة بس خلاص أتحل وهترجع معاه.
ظهر التعجب والأستنكار على وجه مازن وهو ينظر للضابط بأستفهام وتحدث بنبرة هادئة متعجبة:
_ترجع معاه وتسيب جوزها.!
شعر عامر بشئ من الجنون قد لامس عقلة من تلك الجملة البسيطة، مجرد التفكير فـى أنه فشل بترويض أبنتة المتمردة يصيبة بنوبة غضب شديدة والآن يقف ذلك الشاب أمامة بكل برود يخبرهم بأنه زوجها، أمسك عامر زراع مازن يجذبة نحوة بحدة شديدة صائحًا:
_جوز مين ياجدع أنتَ، أنتَ متعاطي حاجة أنا بنتي مش متجوزة.
أنزل مازن زراع عامر من فوق ملابسة بأبتسامة باردة أستفزازية جعلت عامر على وشك الأنفجار:
_عيب ياحمايا تفرج الناس علينا كدا، تعالا زور بيت بنتك ونتفاهم.
نظر عامر للضابط بأعين متسعة وكأنة يرفض تصديق مايحدث وهم بالأشتباك مع مازن مرة أخري لينفذ صبر الضابط ووقف حائل بينهم يوجه حديثة لعامر:
_ماتهدي ياعم انتَ بقي قرفتني من صباحية ربنا، بنتك طلعت متجوزة يبقي مينفعش ترجع معاك غير لما جوزها يسمح بكدا.
تحدث عامر بأهتياج ملوحًا بيدة من فرط عصبيتة:
_يا باشا الولا دا كداب أنا بنتي مش متجوزة، بنتي هتتجوز ومش هحضر فرحها.!
كان مازن غير مباليًا سوي بأعينها المتوترة الهاربة من مواجهتة، أستفاق على يد أدهم التي تلكزة هامسًا:
_مش فتحت صدرك وقولت إنك جوزها.!
أثبت بقي عشان شكل أبوها مصمم ميروحش من غيرها.
حمحم مازن يستعيد أنتباهة ومد يدة بجيب بنطالة يخرج عقد زواج عرفي يعطية للضابط:
_بص حضرتك، دا عقد الجواز هتلاقية سليم مية بالمية وبعد ما كتبت عليها عند المحامي عملنا أشهار فـ جامع قريب من مكتب المحماة، اما حكاية الفرح فـ أنا خالتي لسة ميتة ولازم أحترم حرمة الميت فـ إن شاء الله بعد الأربعين بتاع خالتي هعمل أكبر فرح فيكِ يامصر وطبعًا ياباشا انتَ أول المعازيم.
أعطي الضابط الورقة بعدما تأكد من صحتها ومن وجود أمضاء ليان عليها ووجود شهود على العقد المُوثق الذي بيدة وأعطاه لعامر بحدة:
_أظن كدا تتفضل معايا وكفاية خناق عشان أنا دماغي ورمت.
تفحص عامر العقد الذي بيدة وأعينة تزداد أتساعًا وعدم تصديق قبل أن يمزقة بعصبية مفرطة وتوجة نحو ليان يهم بضربها يسبها بقسوة:
_بتقرطسيني يابنت الكلب وماشية على حل شعرك...
وقبل أن تصل يداه لها كان مازن يقف حائل بينها وبين يحميها خلف ظهره يبعد عامر عنها بقوة مزمجرًا بعصبية بدأت تظهر علية:
_أي ياعم حد قالك متجوزة ولاء عشان تمد إيدك عليها، روح ياعم الحج الله يسهلك أنا عاملك أحترام كل دا كونك حمايا مش أكتر.
ثار عامر أكثر من ذلك اللقب المستفز "حمايا" من ذلك الكائن البارد كما يراه صائحًا:
_برضوا هيقولي حمايا، حماك منين ياجدع انتَ أنا أول مرة أشوفك.
دفعة مازن برفق يعيدة لجوار الضابط من جديد مبتسمًا بهدوء وبرود جعل عامر يكاد يُصاب بذبحة صدرية:
_وأنا كمان والله أول مرة أشوفك بس إن شاء الله مش آخر مرة هبقي أعزمك قريب تتغدي معانا يا حمايا.
أنهي الضابط ذلك الحدث المسرحي من وجهة نظرة بسحب عامر معه معتذرًا عما حدث وصعد لسيارة الشرطة يأمرهم بالتحرك بينما ظل عامر واقفًا أمام البوابة الخارجية وأعينة مُثبتة فوق ليان، للحظة أهتزت حدقتية من الدموع التي تجمعت بها.
بالماضي كان عاشقًا لوالدتها وللتراب التي تسير فوقة إلا أنها لم تحبة يومًا وظلت على ذكري حبيبها القديم جرحتة بأشمئزازها منه وعدم حبها له وأنها تحب غيره قبل أن تنهار باكية تضرب معدتها بقوة تخبرة بحملها بطفل منه.
لم يستطيع أن يكره أبنتة يومًا لكنة يري بها دائمًا تحدي والدتها له، يكاد يقسم أنه رأي صورة روحية زوجتة الراحلة تتجسد بأبنتة عندما أخبرة ذلك الشاب أنه زوجها ولم تنكر هي وأثبت هذا عقد الزواج الذي كان بيدة منذ قليل.
هو لم يكن سيئًا لهذا الحد التي تراه أبنتة هو فقط كان يحاول ترويضها بالعنف ويعلم أن كان مخطئ، رغم كل ماحدث هو يحب ليان لم يستطيع كرهها من قبل حتي بعدما تركت المنزل وتوجهت للمكوث مع صديقتها كان يطمئن عليها بالخفاء أثناء خروجها من المنزل والتوجهة للعمل.
ضغط على كف يدة الذي أرتعش من فرط البرودة الذي يشعر بها وغادر بخطوات ثقيلة بعدما أدرك أستحالة عودتها له.
"_♡♡♡♡♡♡♡♡♡_"
نظرة عامر قبل أن يغادر لا تفارق عقلة، ذلك الرجل بداخلة شئ عكس ما يظهرة، حاول أدهم نفض تلك الأفكار عن عقلة ونهض يُعد لنفسه كوب قهوة ساخن يعطية بعض الطاقة لإنجاز الأعمال التي تراكمت فوق عاتقية، وبذات اللحظة الذي هم بها بفتح الباب وجده يُفتح بالفعل بواسطة زياد الذي عاد الخارج للتو.
ظل أدهم صامتًا يطالعه بنظرات شاملة قبل أن يتنحي جانبًا، دلف زياد بخطوات هادئة للغاية يجلس على المقعد الموجود أمام المكتب، أغلق أدهم باب الغرفة وتقدم يجلس مقابلة زياد وأمسك بـ عُلبة أعواد التبغ يلتقط أحدهم بشفتية وأشعله يزفر دخانه بتروي بأنتظار حديث زياد الذي كان شاردًا ونظراتة مُعلقة فوق صورة والدتة الراحلة الموضوعة فوق سطح المكتب.
يشعر بحاجتة لعناق أمومي دافئ ينفجر به باكيًا كـ رضيع يُطالب بعدم أبتعاد والدتة عنه، لاحظ أدهم طول شرودة وأهتزاز أعينة التي كانت على وشك البكاء ليترك عود التبغ بالمنفضة ومال للأمام يجذب وجه زياد نحوة متحدثًا بلين وهدوء:
_مستني أسمعك.
تدارك زياد نفسة وحاول السيطرة على مشاعرة وتحدث بحزم:
_أنا عاوز أشتغل.
صمت أدهم لدقائق، كان متوقعًا ما يريده وقبل أن يجيب قاطعة زياد مكملًا بأصرار وتوضيح:
_انتَ مقصرتش معايا فـ يوم من الأيام من ناحية تعليمي ومصاريفي واللى بطلبة كنت بتجبهولي ودا جميل مش هقدر أنكرة بس أنا عاوز أبقي مسؤول عن نفسي واشتغل واوعدك أنه مش هيأثر على دراستي.
زفر أدهم طويلًا قبل أن يجيبة بهدوء وعقلانية:
_زياد انا مقدر اللى انتَ مريت بيه النهاردة عشان كدا مش هعلق على أي حاجة بايخة قولتها بس اللى عاوزك تفهمة أن اللى جودي...
وبلحظة تحول زياد من هدوء وأنصات لأنفعال وعصبية فور أن ذَكر أدهم أسم جودي متحدثًا بصوت مرتفع غاضب:
_مش عاوز أسمع أسمها، متجيبش سيرتها تاني قدامي اللى كان بيني وبينها..كان وخلص.
أنهي حديثة بأصرار يريد أثباتة لنفسة قبل أن يثبتة لأي شخص أخر، بعدما تخلت هي عنه لم يعد يريد سماع أسمها، سيقوم بنسيانها وإكمال حياتة مع من تستحق، هكذا أقنع نفسة قبل مجيئة لأدهم.
تغاضي أدهم عن صوتة المرتفع وأكمل حديثة بهدوء شديد:
_بعيدًا عن اللى حصل دلوقتي وانك مش هتكرره تاني، بس القرار دا فـ صالحكم أنتوا الأتنين، بالنسبة لحكاية الشغل فـ الموضوع دا مرفوض بعد ما تخلص جامعتك واطمن على مستقبلك تاني يوم هتكون فـ الشغل زيك زي أي موظف مُستجد، تتعلم وتكتسب خبرة وتثبت نفسك، قوم نام يلا عشان عندك ميد ترم بكرا.
نهض زياد بعنف مغادرًا الغرفة وقبل أن يغلق الباب لم يستطيع منع نفسه من الحديث صائحًا:
_محدش من حقة يقرر أي فـ صالحي واي لأ أنا محدش بقي واصي عليا.
أنهي حديثة يغلق باب المكتب بعنف وقوة مثل ما فعل بـباب غرفتة، خرج حازم من غرفتة يتحدث بصوت مرتفع ليصل لزياد:
_انتَ يا طور يابن الكلب ياللى أخوك فشل فـ تربيتك وماشي ترزع فـ بيبان الأوض لم نفسك بدل وحياة أمي أجي أعلقك من رجليك.
أنهي حازم حديثة يغلق باب غرفتة بقوة هو الآخر ليسمع فرح تسخر منه من خلال الهاتف متحدثة:
_يعني بتزعقله عشان بيرزع الباب وانتَ أصلًا بتبقي هتكسر الحيطة وانتَ بتقفلة.
أعترض وهو يجلس فوق الفراش مجددًا يجيبها:
_أنا أرزع هو لأ.
صمتت فرح لثواني قبل أن تتسأل بصوت منخفض:
_انتَ خلاص مبقتش زعلان صح.؟
لم يشاء إعادة الحديث بشأن شجارهم السابق وأجابها بحزم هادئ:
_انتِ وافقتي عليا بأرادتك يبقي متبعديش فـ يوم يافرح.
شعر بالصمت يقابلة من الجهة الأخري، زفر بتروي يغير مجري الحديث:
_هعدي عليكِ اوصلك المستشفى بكرا يا دكتوره فرح.
أبتسامة أحتلت وجهها عقب نطقة بذلك اللقب لكن سرعان من تحولت للقلق بعدما أكمل بصوت مُرهق متعمدًا بخبث:
_بس تعرفي يا دكتوره أنا تعبان أوي..أوي أوي.
أجابتة بقلق متسألة:
_مالك يا حازم، حاسس بـ اي.؟
تأوه بأصتناع يجيبها بقلة حيلة:
_تعبان، عندي برد جامد أوي فـ عضم جسمي كله، روحت الصيدلية وكتبلي حقنة، ماتيجي تديهالي.
صمتت لثواني تستوعب حديثة الوقح قبل أن تتحول ملامح وجهها للغيظ والإحراج وابعدت الهاتف عن وجهها تغلق المكالمة وتلقي الهاتف على الفراش متمتمة بخفوات:
_منحط، أمه مربتهوش.
"_♡♡♡♡♡♡♡♡♡_"
طرق مُنتظم يقطع الصمت المُسيطر على غرفة المكتب الأنيقة يصدر من حذائها ذو الكعب المرتفع ويجلس على المقعد الكبير رجل نحيل يرتدي بذلة رمادية ونظارة شفافة تساعدة على الرؤية بشكل أوضح وقد غزى الشيب خصلات شعرة بالكامل، ترك الأوراق التي بيدة ونزع النظارة عن أعينة يضعها بهدوء فوق سطح المكتب متحدثًا:
_العقود تمام، هتكتبي الشقة بأسمك.؟
أجابتة دون أن تحرك أعينها من فوق شاشة هاتفها:
_لأ، سجلها بأسم جودي.
أومأ بالموافقة وزفر بتروي يسألها مباشرة:
_انتِ واثقة فـ اللى أسمه أدهم دا؟
أرتسمت شبة ضحكة ساخرة على زاوية فمها تجيبة بتهكم:
_بالعقل كدا ياراجي لو مش واثقة فية هقبل إن أسمي يجتمع بأسمة فـ جملة واحدة تنزل على مواقع الأخبار!
تنهد راجي ينهض من فوق مقعدة يجلس على المقعد المقابل لها يحدثها برفق وهدوء:
_ليليان ياحبيبتي انتِ عارفة أنك وصية والدك ليا واني لو كان ربنا رزقني بـبنت مكنتش هحبها واخاف عليها زيك، بس أدهم حياتة فيها مشاكل لا متناهية مع أبوة بسبب ديون قديمة لسه بتتسدد لحد دلوقتي، بكره وبعدة يضحكِ عليكِ أكتر لحد ما تسدديهاله وتهدي بأيدك اللى فضلنا أنا وانتِ سنين نبني فيه.!
أنعقد حاجبيها وزاغت أعينها عن مواجهتة تشعر بتشويش يحل على رأسها تتسأل بما يرفض عقلها أستيعابة:
_أدهم مديون.؟
حرك راجي رأسه بالموافقة يكمل:
_ومش بس كدا، أبوة حرامي أخد قروض بمبالغ كبيرة ودخل فـ مشاريع فاشلة وساحت منه وطفش وساب عيالة يواجهوا طوفان عمايلة، الكلام دا آه من زمان ومنكرش أن أدهم عمل اللى محدش يتوقعة وقدر يغطي على سمعة أبوة بس دول عالم بتوع مشاكل مش هأمن عليكِ معاهم خصوصًا أن فيه إحتمال يكون أدهم زي أبوه.!!
أبتلعت لعابها الجاف بصعوبة تامة، تشعر بتخبط من حديث راجي، أدهم ليس كما يعتقد من المؤكد أن قلبها لا يكذب عليها، قلبها يحبه وهذا أسوأ ما مرت به، أن يتعلق قلبها بشخص أمر سئ تخلت عنه منذ زمن.
تابع راجي حديثة وهو يري مدي التفكير الواضح عليها:
_انتِ بتتعاملي بقلبك معاه عشان كدا محسبتيش حساباتك صح، يمكن بمرور الوقت يشتغلك فـ أسطوانة أنا بغير عليكِ من الشغل والشغل واخدك منى وواحدة واحدة الشراكة بينكم توسع ويدير هو كل حاجه.
غرزت أظافرها بباطن يدها وقد بدأت طبقة رقيقة من الدموع تتجمع على أعينها، بالفعل الشجار بينهم قد زاد بالأيام الماضية بسبب عملها الكثير وتعاملتها مع الرجال، تحولت ملامحها من الدهشة والتخبط لأخري حازمة تجيبة بتماسك شديد:
_علاقتي مع أدهم أنا اللى هحددها، أدهم مش زي أبوه أكيد انتَ فاهمة غلط عشان متعرفهوش بس أنا أعرفة.
مرر راجي يده على جانب وجهة بنفاذ صبر يجيبها بأنفعال بعض الشئ:
_انتِ لية محسساني إني هضرك، وانتِ تعرفية منين دا انتِ بالكتير معرفتك بيه بقالها تلات شهور، أي لحقتي تعرفي أنه مفيش فية عيوب لأ وكمان وافقتي على مهزلة خطوبة صاحبة من ليان، عقلك فين!!
فين ليليان اللى أعرفها، انتِ أي غيرك كدا، أنا عاوز مصلحتك.
ضربت سطح المكتب بحدة أمتزجت بدموع أعينها وهي تجيبة بأنفعال وصوت مرتفع قوي:
_وأنا مش عاوزة من حد حاجة، انتَ لو بتعتبرني بنتك بجد كنت روحت أتكلمت معاه وفهمت نيتة مش تيجي تتهمة، واي يعني عندة ديون أي ناسي زمان بعد موت بابا أي اللى حصل.!!
أنا عمري ما هاخده بذنب أبوه، لولا أدهم اللى مش عاجبك كان عمامي دلوقتي حابسني أنا واختي عندهم والله وأعلم كانوا هيعملوا أي عشان ياخدوا مني فلوس لدرجة إن أبنهم حاول يعتدي عليا، أدهم اللى وقف جمبي فـ أكتر وقت حسيت فيه بالكسره واني مش عارفه أفكر وانتَ مسافر، وبعد مارجعت تقولي دا وحش!!
أنفاسها تسارعت بشكل ملحوظ وأغمضت أعينها بقوة تسيطر على دموعها، بينما راجي كان يعقد حاجبية بصدمة ظاهرة على محياه، كل هذا مرت به وهو ليس هنا.!
نهضت ليليان تجذب متعلقاتها بحدة تغادر المكتب وقبل أن تغلق الباب نظرت له بتهكم مردده:
_فكر فـ الموضوع من تاني يامتر، صوابعك مش زي بعضها.
أغلقت باب المكتب خلفها بحدة تغادر البناية بأكملها، جلست بسيارتها تنظر بهاتفها للمكالمات الفائتة من أدهم، زفرت بتروي تحاول أخذ قرار صائب تكون راضيه عنه، صدح هاتفها مجددًا لتجيب أخيرًا ليقابلها صوتة الغاضب القلق:
_انتِ فين ياليليان فى الوقت دا، ومبترديش عليا ليه؟
ضمت شفتيها للحظات قبل أن تجيبة بهدوء شديد:
_هستناك على الكورنيش مكان ما كنا قاعدين.
أبعدت الهاتف عن أذنها تُغلق المكالمة تدير محرك السيارة مُنطلقة بوجهتها سريعًا كـعادتها، بنفس لحظة مغادرتها هبط راجي لكنة لم يلحق بها، ضرب الأرض بقدمة بقوه بضيق ينظر لقيادتها المتهوره حتي أختفت عن نظره وعاد للداخل من جديد، عليه التفكير بشكل أكبر وأعمق